عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 16-01-2012, 02:22 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

مقدمة
أحمدك يا إلهي وأستهديك وأصلي على من أرسلته للعالمين، وعلى آله وصحبه المتقين.
وبعد،،،
فهذه ملتقطات جمعتها من مصادر مختلفة وأردت نشرها بلا ترتيب قاصداً بذلك ألا يختص القاري بما يريده منها ويحرم من فائدة الاطلاع على ما قد يكون أنفع مما أراد.
وليعلم القارئ الكريم أن المسألة التي فيها خلاف أو مستغربة، أذكر مصدرها ليراجعها، ورجائي من كل منصف أن يرشدني إن ملت عن الحق فيما كتبت.
والله أسأل أن يوفقني للإخلاص في العلم والعمل وهو نعم الموفق الهادي للصراط المستقيم.
الكويت في 13 من ذي الحجة سنة 1367هجرية. يوسف بن عيسى القناعي
الجزء الأول
تفسير
قال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}.
(فالعدل) ضد الجور. قال تعالى: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، ولا يختص العدل بالأحكام بل يتعدى إلى غيرها كما قال تعالى: {وإذا قلتم فاعدلوا}، فالعاقل مطلوب منه العدل في حكمه وقوله وفعله فلا يظلم بحكم ولا يجور في قول، ولا يتعدى على أحد بفعل.
(والإحسان) يدخل فيه الإخلاص بالعمل وإتمام العبادة على الوجه المشروع ومساعدة الإخوان في الإنسانية بالمال والجاه والكلمة الطيبة، فلتكن عبادتك خالصة لله لا رياء فيها، موافقة لما جاء به الشره الشريف، وأن تقصد ببذل المال وجه الله، لا تبغي به غيره، فهذا هو الإحسان الحقيقي.
(وإيتاء ذي القربى) أي إعطاء قرابتك، وقد ورد في الحديث: [الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم ثنتان، صدق وصلة]. انظر إلى من يصل رحمه وقرابته تجده محبوباً عند القرابة وعند الأباعد ولو لم يصل إليهم شيء من إحسانه، وأما قاطع الرحم فهو ممقوت عند الله وعند الناس.
(والفحشاء) تطلق على الزنا، وعلى كل عمل أو قول قبيح، فبذاءة اللسان والشتم والتعدي على الناس كلها من الفحشاء التي نهى الله عنها.
(والمنكر) ضد المعروف الذي لا ينكر، وكل ما قبحه الشرع وحرمه فهو منكر، فالمجاهرة بالمعاصي كلها من المنكر ومن السفالة أن الإنسان يعمل المعاصي تحت التستر ليلاً وإذا أصبح أخذ يجاهر في المجالس بأعماله القبيحة، بلا خوف من الله ولا حياء من خلقه، والمستمعون لقوله مصغون لما يقول لهم بمسرة وبشاشة كأنه ينشر لهم فضيلة من الفضائل التي يفتخر بها الرجال.
تعس الزمان لو أتى بعجائب ومحا رسوم الفضل والأدب
(والبغي) هو التعدي على المخلوقات بمال وعرض وشرف وجسم.
فآخذ المال بغير حق باغ، والطاعن في عرض الإنسان أو شرفه باغ، ومؤذي المخلوقات حتى الحيوانات بأجسامها باغ، ومصرع الباغي وخيم.
ألم تر أن البغي دمر أهله وأن على الباغي تدور الدوائر
فتدبر ما جمعت هذه الآية الشريفة من الأوامر والنواهي بست كلمات جامعة لكل فضيلة، وناهية عن كل رذيلة، ولا غرابة في ذلك، إنها من لدن حكيم عليم.
وقد ورد عن ابن مسعود: أن هذه الآية أجمع آية في القرآن في الخير والشر.
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net