عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-05-2010, 02:24 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

مهاب نصر - القبس
اليوم





حتى لو حاولت ترك الانشغال بالأدب، هل ترى بالإمكان أن يتركك الأدب؟ هذه هي الحكمة التي استخلصها الأديب فاضل خلف من مشوار حياة اقتسمته مهام الثقافة والأدب بشعره ونثره. وكانت رابطة الأدباء قد استضافت الكاتب والشاعر فاضل خلف في ندوة بعنوان «ذكريات أديب» الأربعاء الماضي، ليتحدث عن ذكرياته كأحد مؤسسي رابطة الأدباء بالكويت، والذي يعتبر بحسب ما جاء في تقديم طلال الرميضي عريف الندوة رائد القصة القصيرة لكونه أول من أصدر مجموعة قصص قصيرة في مطبوع وذلك عبر كتابه «أحلام الشباب». في تقديمه أشار الرميضي إلى إسهام فاضل خلف بالكتابة في مجلات البعثة وكاظمة والكويت، إضافة إلى الصحف التي صدرت بعد الاستقلال، كما نوه بالمهام التي نهض بها عبر مشواره والانشغالات الأدبية المتعددة التي حفلت بها رحلة الحياة.
الطالب والمعلم
بدأ خلف بالحديث عن رحلته التعليمية التي بدأت بمدرسة السعادة التي أسست كمدرسة للفقراء والأيتام غير أنها ما لبثت أن فتحت أبوابها للجميع وكانت متطورة قياسا إلى ذلك التاريخ، أي قبل أن تبدأ المدارس النظامية بالعمل. وحين بدأت هذه المدارس النظامية استكمل خلف رحلته التعليمية في المدرسة الشرقية ثم المباركية. وتناول خلف الظروف التي جعلته يلتحق بالسلك التعليمي بعد أن تأخرت البعثة التعليمية المصرية، مما اضطر المسؤولين إلى اختيار عدد من الطلاب المتقدمين في المراحل الثانوية لكي يقوموا بالتدريس حتى تأتي البعثة.
لكن هناك عوامل حفزت الأديب فاضل خلف على الاستمرار في مهنة التعليم منها مساعدة الأب ومنها التمكن من شراء ما كان يحتاجه من قبل من الكتب وكان يضطر إلى استعارته.
بعد ثماني سنوات طلب خلف من الراحل عبد العزيز حسين أن يسمح له بالاستقالة، غير أنه وجد بانتظاره عملا آخر حيث انتقل ليعمل سكرتيرا لدى سليمان العدساني الذي كان مديرا إداريا في دائرة المعارف. واستمر عمله عامين حتى كان هناك مشروع لإصدار جريدة رسمية فانتقل للعمل بها، ثم تحولت الجريدة إلى إدارة المطبوعات و النشر وصار نائبا لمديرها.
تناول خلف أيضا رحلته إلى لندن وقصة التحاقه بإحدى كليات كمبردج للاستزادة من المعرفة ثم ظروف وملابسات العودة التي ارتبطت بشروع عبد الكريم قاسم في غزو الكويت.
تونس.. حياة ثانية
لكن التجربة التي تبدو أكثر ثراء ومحورا للتحول في الحياة كانت العمل والإقامة في تونس كملحق صحفي التي استمرت 14 عاما تعرف خلالها خلف على كتابها وأدبائها ومنهم الطاهر بن عاشور الذي وصفه بالكرم، وقد أتاح له مكتبته العامرة، كما ألهمته طبيعة تونس الجميلة، وشعبها المتحضر على استعادة الطاقة الشعرية. ولهذا قيل انه في تونس ولد شاعرا. وتحدث خلف عن قصيدته التي مطلعها:
«لم تُنسني تونس الخضراء إخواني
ولم تزدني سوى شوق لخلاني»
والتي تضمنت الحديث عن تونس وكفاح شعبها، كما تحدث عن الحفاوة التي استقبلت بها القصيدة وأدخلته إلى قلوب التونسيين من أرحب الأبواب. وفي تونس تواصل العمل الثقافي حيث كتب خلف في صحيفتي «العمل» و«الصباح» واسعة الانتشار آنئذ. ولم يتوقف هذا الإسهام بعد العودة إلى الكويت إذ تتابعت الكتابات في «اليقظة» و«الرأي العام»، وكذلك ما كتب للإذاعة، بحيث صار خلف يكتب ما بين خمس وست مقالات أسبوعية، وكانت هذه المقالات والأحاديث نواة لكتب مثل «سياحات فكرية» و«قراطيس مبعثرة». وأشار خلف الى أنه يعد لطبع كتاب آخر هو ديوان «عطاء الثمانين». وعن ملابسات هذا الديوان قال إنه لم يكتب كثيرا من الشعر بعد التحرير لكنه قرأ كتابا بعنوان «مجلة العربي بعيون مغربية» يتحدث عن العطاء الثقافي الكويتي ويثني على الكويت وشعبها، وهو ما أثار يقظة شعرية لديه كان من نتاجها قصيدة «سلام إلى المغرب» وكانت بدورها فاتحة عطاء شعري جديد.
مداخلات
في مداخلاتهم أشاد الحضور بالتجربة الثرية للأديب فاضل خلف وبرياديته سواء مع رابطة الأدباء أو على مستوى الإنتاج الأدبي والقصصي، وطالبه عبد الله خلف من جهته بأن يجمع ما ترجمه من الأدب الإنكليزي في كتاب. وتساءل صالح المسباح عن الدور التأسيسي لفاضل خلف في رابطة الأدباء. وقد أشاد الأخير بما لمسه من تطور في ملامح مجلة البيان أخيرا. وبينما أكد د. خليفة الوقيان على موضوع الترجمة فقد أشار إلى الجهد الذي بذله خلف طوال إقامته في تونس وهو ما لا تنهض به مؤسسات ثقافية، كما طالبه بتدوين سيرته لما تتضمنه من إشارات تاريخية هامة. كما تساءل السفير محمد فاضل خلف عن مكانة القضية الفلسطينية في أدب فاضل خلف حيث أشار إلى أنه شارك بقصائد عديدة في مساندة القضية ومنها قصيدة نشرت في مجلة الكويت في ذكرى مرور عام على اعتداءات إسرائيل على قطاع غزة.
رد مع اقتباس