عرض مشاركة واحدة
  #288  
قديم 22-09-2013, 11:57 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

القصاص في الحياة

ولكم في القصاص حياة لأن القاتل إذا علم أنه يقتص منه ويقتل كف عن القتل وهذه الحالة شاهدتها في الحجاز لما كان الحكم للأشراف وشاهدتها حينما كان الحكم للمرحوم عبد العزيز السعود فقد كنا في زمن الأشراف نخشى على أنفسنا حتى إذا أردنا الذهاب إلى العمرة. وسافرت للمدينة مع القافلة ومعنا الخفر الذي يحرسنا وهجم علينا قطاع الطريق ونحن سائرون ليلا فأمرنا رئيس القافلة بالفرار وقابل القطاع أصحابنا بالرمي حوالي نصف ساعة حتى نصرهم الله وعادوا إلينا سالمين وتخلف منا درويش نهارا وهو لا يملك إلا عصاه ولحقنا بعد مدة مضرجا بالدماء فقال ضربني قطاع الطريق لأعترف لهم بالمال إن كان عندي شيء وفتشوا ثيابي ولم يجدوا شيئا فتركوني والمصيبة أن هؤلاء الأشقياء يقتلون المحرم بالحج وبعد القتل يفتشون ثيابه.
وسافرت سنة 1361هـ في أيام المرحوم عبد العزيز آل سعود وكنا ننفرد بالمسير في السيارة وننام بالمفازة ولم نخش إلا الله وقد حدثت حادثة في يوم عرفة وهي أن بعض السراق سرق فأخبر المسروق منه الشرطة فأتوا ببدوي ليقتص الأثر فتتبعه ثم أخبرهم بأني عرفت أثر السارق ولكني بسبب الرمل وكثرة الماشين لا أستطيع معرفته فأمهلوني فذهب يوم العيد عند جمرة العقبة فعرف الأثر فطلب من الحراس أن يتبعوه وهو يتبع الأثر فدخل بيتا في منى بلا إذن فرأى السرقة بعينها وقبض على السارق وحالاً أمر بقطع يده وعلقت على خشبة في الطريق ليراها الحجاج.
زد على هذا أني في حجتي سنة 1361هـ اختلطت في رواحي إلى المدينة مع عرب الحجاز ورأيت من حسن المعاشرة واللطف ما لم أره في زمن الأشراف وسألتهم عن المعيشة فحمدوا الله على ما هم به وأن عبد العزيز لم يقصر عنهم فترى هذا الأمن المستتب إلى يومنا هذا ليس من إقامة الحد عليهم فقط معه الإحسان عليهم
ولله در القائل:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net