عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-03-2010, 04:33 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي الرحالة لوشر 1868 وزيارة لبحر العرب والخليج العربي

لوشر رحالة اميركي زار منطقة البحر العربي والخليج في طريقه الى العراق 1868م، 1286 هـ. بدأ رحلته من الهند فركب السفينة التجارية «بينانك» في ميناء مازيجوث، وتوجهت بهم الى مسقط في الساحل العماني، مجتازة مضيق هرمز الى الخليج العربي، وقد توجهت بهم الى الكويت كأول سفينة بخارية تقصد هذا الميناء المنعزل.
اجمل ما في هذه الرحلة ان لوشر الرحال الاجنبي كان ضيفا لدى الشيخ (عبدالله الثاني) الذي امتد حكمه من 1865 حتى 1891م، 1283 هـ - 1309 هـ. وهذا اجمل ما كتبه وشرح عن صفات الشيخ عبدالله الثاني في رحلته التاريخية تلك.
مذكرات لوشر الرحالة الأميركي في وصف جزيرة فيلكا بأنه منخفضة ومستوية ورملية ترى بصعوبة فوق مستوى البحر، وقد وصلها في تمام الساعة العاشرة.. الباخرة أطلقت ثلاث طلقات من المدافع، حيث تردد صداها بقوة في الهدوء وسط الخليج، هذه الطلقات جذبت انتباه سكان المدينة الصغيرة الذين أخذوا يتدافعون جماعات إلى الساحل محدثين ضجة وملوحين إلى حيث رسينا.
ووصف هذا الرحالة الشيخ الحاكم بأنه طويل القامة، مفتول العضلات، لطيف الملامح. يمتاز بلحيته البيضاء، يناهز الثمانين، تبدو على وجهه ملامح الذكاء، وكان في غاية الأدب في كلامه وعاداته الشرقية. ووصف لوشر ملابس الشيخ صباح الثاني. وذلك بأنه يلبس ملابس عربية من الحرير الفاخر، وقد ارتدى العباءة ذات اللون الأرجواني موشاه بغزارة بالذهب، ويداه تشعان بالألماس وفي وشاحه الحريري الأبيض الذي لفه حول وسطه غمس خنجرا صغيرا ذا مقبض من الذهب الصلد وقد طعم باللؤلؤ والفيروز والياقوت والزمرد.
كان الشيخ مصحوبا بجمع من اتباعه ذوي الملابس الأنيقة يبهرون النظر بجواهرهم. وأما العبيد فبعض منهم يحمل سيفه الأحدب رو البعض يحمل نارجيله.
دخل الشيخ صباح الثاني الباخرة وعاينها وأعجب بغرفة القيادة والقاعة وعنابر المسافرين والمطبخ وغرفة المكائن، وأخذ الشيخ يمر بين جموع المسافرين في الأهلين المجتمعين فوق السطح، وأخذ الركاب الهنود والعرب يلقون السلام بينما الترك والفرس قد انحنوا فقط مع شبك سواعدهم على صدورهم.
تناول الشيخ معنا بعضا من المرطبات في القاعة، كوب صغير من القهوة السادة المركزة المصنوعة على الطريقة الشرقية وقدح من عصير الليمون الشرقي وبعض الحلويات، ثم دعا الربان وجميع المسافرين الأوروبيين للغداء معه وتمضية المساء على الشاطئ.
أكمل لوشر حديثه بأنهم قد وصلوا سالمين إلى مقره الحصين المربع المبني بالطابوق، وكان بداخله ساحة واسعة في وسطها مجموعة من الأشجار الصغيرة الضعيفة مع بضع من الورود.
أما قاعة استقباله فكانت غرف واسعة عالية يتخللها الهواء النقي، يخترقها الضياء عن طريق شباكين وباب يطل على ساحة القصر.
فرشت القاعة بسجاد فارسي ثمين وكان على طول الحيطان ديوان ارجواني. قدم لنا النارجيلات والتبغ العطري. حملها لنا أربعة من العبيد واحضروا منجرة فضية ثقيلة تشبه الشمعدان. رائحتها عجيبة. بعض العبيد يحركون مراوح من ريش النعام لطرد الذباب، وبعضهم الآخر يحملون صينية فضية عليها اكواب وفناجين من الذهب ملئت بالقهوة الفاخرة المركزة، والبعض الثالث يحملون شراب الورد الى جانب الحلوى المسقطية. تجولنا في مدينة الكويت وظهرت هذه المدنية كمدينة عربية فائقة النظافة وبدا الاستعداد لمأدبة الغذاء الرائعة.
وجدنا السفرة وقد بسطت على زوليه فارسية ثمينة كانت تغطي أرضية القاعة، وكانوا قد رتبوا ست وسائد ناعمة أُلبست قماشاً أزرق ووضعت على الحواشي، ناهيك عن الحصران وطوس من الفضة بها ماء ولبن حامض، وعلى المائدة طقم فضي جميل. قدم لنا الطعام الفاخر وجلب العبيد صحوناً مختلفة تحتوي على لحم ماعز مسلوق ولحم غنم محمر ولحم جمل ودجاج وثلاثة أنواع مختلفة من السمك ورز وزيت، اما الحشو فمن بصل ولوز وكشمش، وكذلك المحرق اللذيذ والخبز الساخن.
لقد كان كرمه مفرطاً، وهذا من سجايا العرب، ولقد ودّعنا مثلما استقبلنا بكرم وحفاوة وظل واقفاً على الشاطئ مع شعبه حتى توارينا عن الأنظار. لقد شرح لوشر بان رجال الكويت يمارسون التجارة والملاحة ويتاجرون مع البصرة والساحل الشرقي الفارسي ومع عشائر البدو باللؤلؤ والعود والأسلحة والذخيرة والملابس والسروج والزل.
اما نساء الكويت فمشهورات بصناعتهن ومهارتهن في الاعمال اليدوية كالحياكة والغزل والنسيج (السدو).

غنيمة الفهد - جريدة القبس - 6/3/2010
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس