عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10-08-2010, 12:17 PM
الصورة الرمزية فتى البارق النجدي
فتى البارق النجدي فتى البارق النجدي غير متواجد حالياً
عضو مخالف، تحت الملاحظة، النقاط: 1
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 48
افتراضي

حجي سلمان الأستاد
هو علَم من أعلام هذه الصناعة، وأحد أفضل صانعي السفن من جيل المخضرمين، صنع بعضاً من أفضل وأشهر "خشب" الكويت مثل بوم "بن رشدان" وبوم "ولد مبارك" وبوم "النامسة" وبوم "موافج" و"وحولي" وغيرهم. وكان كبار تجار الكويت يحرصون على أن تكون بعض سفنهم من تصميمه وصنعه.
ومات ولم يقل الطلب عليه وعلى فنه، ولم تزد سمعته إلا علواً وتقديراً, وترك جيلاً من الصناع درب بعضهم على أصول الصناعة فأصبحوا بدورهم "أستادية" مشهورين في صناعة السفن الكويتية.
ولد حجي سلمان في الكويت حوالي عام 1840م، ولم يعرف من علّمه فنون الصناعة، ولكنه تعلم بلا شك المبادئ الأولية من الصنّاع الذين سبقوه، وكان ذلك كافياً لجعل النوخذة الكويتي أحمد بن ناصر يصحبه معه في سفينته أثناء السفر.
ولا شك في أن النوخذة أحمد بن ناصر لاحظ النبوغ على الشاب سلمان وخبرته في شتى الظروف، وهذا ما جعله يطلب منه حين عودتهما للكويت أن يصنع له بغلة جديدة. لكن حجي سلمان فوجئ بالطلب، ورد بأنه لم يصنع بغلة من قبل، وربما كان الأمر عسيراً عليه. لكن النوخذة ابن ناصر أصر على أنه في استطاعته ذلك، وقدم له عربوناً لبدء الصناعة. لكن حجي سلمان طلب مهلة لكي يتشاور مع غيره من القلاليف، الذين سرعان ما شجعوه على البدء بالعمل ووعدوه بالمساعدة.
جمع حجي سلمان عدداً من القلاليف وبدأ في مد قاعدة السفينة ثم الأميال وبعدها بدأ جسد السفينة في التكوّن، ثم بدت الرقعة جميلة بزخارفها وشبابيكها الخمسة. وبعد عدة أشهر كانت جاهزة للإنزال إلى البحر، وكان إعجاب النوخذة أحمد بن ناصر بها كبيراً.
وبعد أن تم بناء هذه البغلة بدأت سمعة سلمان كأستاد تطرق آذان كبار النواخذة والتجار الكويتيين، وبدأ الطلب عليه يزداد لصنع البغال لهم. وحينما قل الطلب على البغال بعد أن حل البوم محلها، بدأ حجي سلمان في صنع الأبوام.
وحدث أن سمع عنه التاجر الكويتي حمد الصقر فأوصاه أن يصنع له سفينة من نوع البوم (ابن رشدان) التي أثبتت أنها إحدى أفضل السفن التي صنعت من نوع البوم في الكويت أو في غيرها من الموانئ الخليجية الأخرى.
وبعد أن لبى "ابن رشدان" الرغبة، طلب منه التاجر حمد الصقر أن يصنع له بوم "النامسة"، كما قام بصنع بوم "موافج" للعثمان، وبوم "حولي" للعسعوسي، وكان عمره عندما صنع "ابن رشدان" يقارب الخمسين عاماً.
واستمر حجي سلمان في صنع "الأبوام" وسفن الغوص مثل السنابيك والجوالبيت وغيرها، وكلها جديرة بالشهرة والإعجاب. وكانت آخر سفينة صنعها هي بوم "ولد مبارك" التي قال عندما كان يصنعها إنها آخر سفينة يصنعها.
وعندما سافر "بوم ولد مبارك" في رحلته الأولى إلى شط العرب توفي حجي سلمان الأستاد، ويكفي هذا الأستاد شهرة أن كل من رأى "بوم ولد مبارك" من النواخذة والأستادية قال إنه من أفضل ما يمكن أن يصنع من الأبوام.
وكان حجي سلمان الأستاد رجلاً طويلاً، له لحية بيضاء قصيرة، وكان يلف الغترة على رأسه ويمشي على طول الساحل والخيط في يده والطباشير في جيبه، يضع العلامات للقلاليف، وينتقي لها الألواح المناسبة، ويصمم أكثر من سفينة في نفس الوقت، وكان التاجر حمد الصقر ينزله منزلة خاصة ويكرمه ويخصص له وجبة إفطار في ديوانه كل يوم عندما كان يصنع السفن.
ويروي الأستاد علي عبدالرسول أنه ذات مرة، وبينما كان حجي سلمان يقوم بصنع بوم "ولد مبارك" أقبل عليه حمد الصقر وسأله عما إذا كان في استطاعته أن يقوم بقطع وتجهيز "الصوارات" أو الأعمدة التي يرتكز عليها سطح السفينة، قبل أن يكتمل بناء جسد السفينة الخارجي، فأجابه حجي سلمان بالإيجاب، مع أنه ليس من السهل على أي صانع أن يصمم جسد السفينة بواسطة النظر بحيث يطابق عرض السفينة طول الصوارات التي أعدت مسبقاً.
وما إن اكتمل بناء السفينة حتى طلب حجي سلمان من القلاليف إحضار الصوارات ووضعها في أماكنها، ولقد كانت دهشة التاجر حمد الصقر وغيره كبيرة عندما وجدوا أن طول كل واحد من الصوارات بحسب عرض السفينة تماماً.
درب حجي سلمان صناعاً أصبحوا فيما بعد من كبار صناع السفن الكويتيين، مثل ابنه أحمد بن سلمان والأستاد عبدالله بن محمد وابنه الأستاد محمد.
وفي سنة تسمى في تاريخ الكويت "سنة الرحمة" * حيث اجتاح المدينة وباء الطاعون عام 1336هـ (1918م) * توفي حجي سلمان الأستاد عن عمر يقارب الثمانين عاماً بعد أن ترك لنفسه مكانة باقية في تاريخ صناعة السفن الكويتية.
حسين بن منصور
قمة من القمم في تاريخ صناعة السفن الكويتية من الجيل الوسط أو المخضرمين، تعلم على يد أحد كبار صنّاع السفن الكويتية (الأستاد صالح بن راشد)، وصنع واحدة من أشهر وأجود "خشب" الكويت قاطبة وهو البوم "تيسير" للعثمان.
وكان يسافر في بداية شبابه على "خشب" تابعة لآل عبدالجليل المعروفين بامتلاكهم العديد من البغلات المستخدمة في التجارة بين الكويت والهند، ثم ما لبث أن ذاع صيته في الكويت وأخذ يصنع السفن الكبيرة والصغيرة للعثمان، حتى عرف بأنه "أستاد العثمان"، كما صنع العديد من السفن للتاجر فلاح الخرافي، إضافة إلى سفن الغوص الكثيرة.
ولد حسين بن منصور في حوالي سنة 1870م، وعندما كان يصنع البوم "تيسير" كان عمره يقارب خمسة وأربعين عاماً. وهو نحيف الجسم، هادئ الطباع، قليل الكلام. اشتهر بجودة الصنعة وبحرصه على الاقتصاد في استخدام الأخشاب.
ولقد روى النوخذة عبدالوهاب العثمان أنه أخبر الأستاد حسين بن منصور ذات مرة أنه لا توجد لديهم "كروة" لكي يستخدمها في صنع إحدى سفنهم فرد عليه الأستاد حسين بن منصور بكل هدوء وهو يضرب بالفأس قائلاً: "توجد كروة .. توجد كروة في العمارة".
ولما ذهب النوخذة عبدالوهاب إلى العمارة ورأى الكروة رجع إلى الأستاد حسين قائلاً: "إنها كروة لا تصلح"، فرد عليه الأستاد حسين قائلاً: "سوف أجعلها تصلح".
ويضيف النوخذة عبدالوهاب: وبعد أن تم ربط الكروة في جسد السفينة، نظرت إليها، وإذا بي أحس أنها كروة جيدة، وليست بالكروة التي رأيتها في العمارة.
وأما السفينة الصغيرة (الماشوه) التي صنعها الأستاد حسين بن منصور للتاجر فلاح الخرافي فقد كانت من بقايا أخشاب (ظهور) لم يشأ فلاح الخرافي أن يبيعها وقوداً للمنازل، بعد أن ظن أحد الصناع أنها لا تكفي لصنع ماشوه.
ولقد كان الأستاد حسين بن منصور، حلو المعشر وعذب الحديث، يتجمع حوله العديد من الصناع والقلاليف للاستماع إليه.
استمر الأستاد حسين بن منصور يصنع الأخشاب الجيدة، الواحدة تلو الأخرى للسفر وللغوص على اللؤلؤ حتى توفي في الكويت عام 1940م بعد أن عمّر حوالي سبعين عاماً، ولم يرث أحد فنه وأصالته.
علي عبدالله عبدالرسول
آخر الكبار من صنّاع السفن الكويتيين، ومن الصنّاع القلائل الذين تعلموا فنون هذه الصناعة عن العديد من كبارها، فقد عمل سنين طويلة مع الأستاد أحمد بن سلمان ومع الأستاد عبدالله بن محمد وابنه محمد بن عبدالله، كما تعلم بعض الوقت من الأستاد علي بن حسن والأستاد حمود بن حسن، عندما كان هذا الأخير يقوم بصنع البوم "كاكة" في الهند، فنشأ يملك خبرات جيدة ومتنوعة في صناعة السفن أكسبته مكانة مرموقة في تاريخ صناعة السفن الكويتية.
ولا يكفي أن نطلق على هذا الرجل لقب أستاد كبير فقط لأنه * كذلك * إنسان كبير عُرف بمحبته للآخرين واحترامهم وعدم التفوه بكلمة واحدة تعيبهم. إنه إنسان ذو نفس عالية وأخلاقه رفيعة، وتواضعه الجم جعل اسمه على لسان كل من له علاقة بالبحر والسفن والسفر في الكويت وفي العديد من موانئ الخليج.
كان حجي علي عبدالرسول ولداً يلعب مع الأولاد في حيهم (فريج البحارنة) عندما شاهده الأستاد أحمد بن سلمان، الذي أنّبه على اللعب مع الصغار قائلاً له: "لماذا تلعب مع الأطفال وأنت شاب كبير؟! لماذا لا تأتي عندي في العمارة وتتعلم؟! فهذا خير لك من اللعب مع الأطفال".
يقول الأستاد علي عبدالرسول: "إن كلمات الأستاد أحمد هذه تركت في نفسي أثراً كبيراً فعدت بعد ذلك إلى المنزل وأنا حزين، وفي اليوم التالي ذهبت إلى "العمارة" حيث وضع الأستاد أحمد في يدي "مجدحاً" وطلب مني التمرن على استخدامه.
وبعد ستة أشهر استطعت أن أدق المسامير في الألواح، وما إن أكملت السنة الأولى إلا وأنا قلاف أعمل فوق السطح مع القلاليف". وكان حجي أحمد في ذلك الوقت يرقبه عن كثب، وكأنه كان يحس بأن هناك طاقة كامنة في ذلك الشاب الصغير ستؤهله في يوم من الأيام لكي يصبح أستاداً له مكانته.
ومكث الشاب علي يتمرن على الصناعة على يد الأستاد أحمد بن سلمان مدة تقارب11 سنة تعلم خلالها كل ما وسعه تعلمه من ذلك الأستاد الكبير. ويروي أنه عندما كان يقوم بصنع جالبوت عمارة حجي أحمد في إحدى السنوات، أقبل عليه حجي أحمد وأخذ يتفحص الجالبوت، ثم قال له بعد ذلك "هذه جالبوت عظيمة .. أنا لا أستطيع أن أصنع مثلها". وكان ذلك بقصد التشجيع له بالطبع.
كما روى أنه في إحدى السنوات، وحينما كان يعمل في عمارة حجي أحمد ترك العمل فجأة وذهب إلى الساحل حيث وقف الرجال والنساء والأطفال ينتظرون عودة سفن الغوص بعد انتهاء الموسم (القفال). ولم يستطع أن يقاوم حبه لرؤية السفن الكثيرة عائدة إلى المدينة، ولما رآه الأستاد أحمد في اليوم التالي سأله عن سبب تركه للعمل فأجابه: "لم أستطع أن أقاوم نفسي .. لقد جذبني القفال إليه"، فابتسم حجي أحمد ولم يعاتبه على ذلك.
وترك عمارة حجي أحمد بعد ذلك، وعمل مع الأستاد عبدالله بن محمد، كما سافر لمدة سنتين مع النوخذة جاسم المبارك إلى الهند في بـوم "نايف"؛ حيـث عمل هناك مدة قصيرة مع الأستاد حمود بن حسن. ولقد استفاد كثيراً من سفراته هذه، حيث زادت خبرته في صنع السفن بحسب ما تتطلبه طبيعة الإبحار في بحر العرب والخليج.
ثم عمل مع الأستاد محمد بن عبدالله عندما كان يصنع السفينة المشهورة "المهلب" في سنة 1937، وفي تلك الأثناء، أعجب بعمله التاجر ثنيان الغانم الذي طلب منه صنع سفينة له (تشالة) لنقل الصخور إلى الساحل. لكن حجي علي تردد قائلاً إنه لم يسبق له أن صنع سفينة كبيرة، غير أن ثنيان شجعه قائلاً إنه سوف يوصي الأستاد أحمد بن سلمان بالمرور عليه والإشراف على عمله.
وبدأ العمل وأخذ حجي يمر عليه ويشجعه ويرشده، حتى اكتمل بناء السفينة، فأعجبت ثنيان الذي طلب منه صنع سفينة أخرى مثلها له.
ثم جاء الاختبار النهائي للشاب "علي" حين طلب منه ثنيان صنع سفينة له من البوم متوسطة الحجم. وقبل الشاب الطلب وبدأ العمل، وكان الأستاد أحمد يزوره من حين لآخر، وكان يقول له: "شغلك جيد.. داوم على استخدام الهنداسة .. لا تدعها تسقط من يدك..".
وانتهى بناء السفينة فكانت على أحسن ما يكون وعرفت باسم بوم "فتح الخير"، وكانت من السفن الجيدة الصنع و"الطويلة العمر" حيث سلمت من الضياع. وما زالت معروضة في معرض السفن الشراعية الكويتية.
وتوالت عليه الطلبات لصنع الأبوام، فصنع بوم "المثنى" لعبداللطيف محمد ثنيان، وبوم "اليارديلة" وبوم "الوسمي" لثنيان الغانم وأخيه محمد، وبوماً آخر للمرزوق وغيرها من السفن.
وجاءه الناس من مختلف الموانئ الخليجية يطلبون منه بناء سفن لهم، فكان يعطي خير ما عنده من فن ومهارة. وفي عام 1979م شاهد أحد القلاليف لا يحسن دق مسمار في لوح فأنبه قائلاً: "اضرب مسمارك جيداً، فأنا قد استلمت من صاحب السفينة مالاً ولم أستلم منه حصى".
وفي عام 1960م انتقل الأستاد علي عبدالرسول مع مجموعة من القلاليف إلى "عماير" لهم خارج مدينة الكويت في قرية الدوحة، وهناك في عمارته قام بصنع العشرات من سفن القطاعة وسفن صيد الأسماك.
وحين زارت الكويت الملكة إليزابيث * ملكة بريطانيا * في فبراير من عام 1979 قامت بزيارة لقرية الدوحة حيث استقبلها الأستاد علي عبدالرسول في عمارته وقدم لها الحلوى والقهوة، وتحدث لها عن طريقة أهل الكويت في صنع السفن.
وفي عام 1980م كلفه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد بصنع يخت خشبي له، فجاء هذا اليخت تحفة فنية، وهو في الواقع من أجمل ما صنع من يخوت في الكويت.
ثم فاجأه الغزو العراقي عام 1990، وصمد في منزله مع الصامدين، وتحمل إهانات الغزاة بقوة إيمانه وصبره حتى منَّ الله على الكويت بالتحرير، فعاد ديوانه عامراً برجاله.
وفي عام 1994م تمكن د. يعقوب يوسف الحجي من العثور على البوم الكويتي "فتح الخير"، وهو أول سفينة من نوع البوم قام بصنعها الأستاد علي عبدالرسول، وأعيدت إلى الكويت وقام الأستاد علي بترميمها بمساعدة أخيه الأستاد حسن.
ولقد كانت فرحة الأستاد علي بهذه السفينة كبيرة. ولما أعدت لزيارة صاحب السمو أمير البلاد، فاجأه القدر المحتوم فجر الأربعاء 6/12/1995م، عن عمر يناهز التسعين عاماً، فكانت الخسارة به كبيرة لا تعوض.


النواخذة الآخرون الذين ركبوا خشب العثمان

كان الأسطول الذي يملكه نواخذة العثمان كبيراً بحيث لا يمكن أن يقودوا جميع سفنه فاستعانوا بنواخذة أكفاء من أهل الكويت، كما أن بعضهم عندما فتح الله عليه وامتلك أكثر من سفينة وزاد نشاطه التجاري آثر إدارة العمل من الكويت وتسيير السفن مع الاستعانة بنواخذة آخرين يتم انتقاؤهم بشكل جيد.
وبعد معرفة رصيد تجاربهم السابقة، ورغم أنهم كثيرون، إلا إننا سنقف عند من عرفنا منهم.
ويكفى استعراض السير المختصرة( ) لهؤلاء النواخذة لمعرفة حجم الأسطول البحري لعائلة العثمان واستيعابه للكفاءات البشرية المتاحة وجديته وتفاعله مع نبض الشارع الكويتي بل الخليجي آنذاك من حيث توفيره معظم احتياجاته من شرق المحيط الهندي وغربه.
وبالإضافة إلى النواخذة المذكورين في الصفحات التالية نذكر أسماء نواخذة آخرين ركبوا خشب العثمان ولكن لم تتيسر لنا معرفة نبذة كافية عنهم بحيث نفرد لهم حديثاً خاصاً، ونكتفي بذكر أسمائهم فيما يلي:
1- النوخذة محمد صالح زكريا الأنصاري.
2- النوخذة يوسف معتوق المعتوق.
3- النوخذة عبدالله الجيران.
4- النوخذة عمر درباس العمر الدرباس.

النوخذة إبراهيم علي بن شايع
ولد النوخذة إبراهيم بن الشايع في فريج بورسلي الواقع بالحي الشرقي في مدينة الكويت القديمة حوالي عام 1880م، وعاش في بيئة بحرية، فوالده النوخذة علي بن شايع كانت لديه سفينة من سفن الغوص من نوع "الشوعي"، عمل عليها بالتعاون مع أشقائه في مواسم عديدة، وأيضاً تنوخذ في سفن الشراع البحري، التي وصل بها إلى شواطئ الهند وشرق إفريقيا.. وكان قد أخذ هذه المهنة عن والده، الذي اعتاد اصطحابه معه لتعلم مهنة الآباء والأجداد واكتساب الخبرة وعلوم وفنون أهل البحر.
في حوالي عام 1900م أصبح النوخذة إبراهيم بن شايع نوخذة سفر عن دراية تامة وتولى قيادة إحدى سفن التاجر الكويتي المعروف ثنيان الغانم لفترة طويلة جاوزت العشرين عاماً، وبعدها تولى قيادة (بوم) التاجر الكويتي عبدالعزيز بن عثمان، المعروف باسم "تيسير" لمدة خمس سنوات.
وصل النوخذة إبراهيم بن شايع إلى كافة مدن وموانئ الهند، بالإضافة إلى معظم مدن وموانئ شرق أفريقيا، وأصبحت هذه الموانئ * رغم صعوبتها وبالأخص الأفريقية منها * كأنها موانئ الخليج العربي لسهولة معرفتها نتيجة الخبرة والمعرفة.
والنوخذة إبراهيم بن علي بن شايع من النواخذة الحذرين، فليس معروفاً عنه أنه يخاطر في الظروف الجوية الصعبة أو أنه "نوخذا شداد" بل دائماً على سعة من أمره.
ركب أول الأمر نوخذة في بوم للتاجر ثنيان الغانم عدة سنوات، ثم في بوم كان في الأصل لأحد أهالي ساحل فارس (تنكسيري)، ثم صنعت له سفينة عبارة عن بوم متوسط الحمل قاده عدة سنوات.
لكن السفينة التي اشتهر النوخذة إبراهيم بن شايع بقيادتها هي بوم العثمان "تيسير"، فقد تسلم قيادة هذه السفينة عام 1942م، ولمدة خمس سنوات متصلة، وأبحر بها إلى موانئ الهند وساحل إفريقيا الشرقي، كما فعل ذلك قبله النوخذة درباس العمر.
ويذكر المجدمي فهد صالح الطراروة أنهم حين دخولهم شط العرب في البوم "تيسير" هذا وبقيادة النوخذة إبراهيم بن شايع حدث أن تصادم "تيسير" مع بوم العصفور "إقبال" عند مدخل الشط، مما أدى إلى كسر مقدمة بوم العصفور، لكن النوخذة عبدالوهاب العثمان صاحب البوم تيسير والنوخذة محمود العصفور تفاهما فيما بينهما، ولم يحصل ما يكدر الخاطر.
هذه أهم السفن التي قام بقيادتها النوخذة إبراهيم بن شايع حتى كسد سوق السفر الشراعي وتوفي رحمه الله عام 1990م بعد سنوات قضاها في صناعة ركوب البحر بجد واجتهاد.

النوخذة إبراهيم عبدالعزيز المشعل
عائلة المشعل من نواخذة الحي القبلي المعروفين، كبيرهم النوخذة إبراهيم المشعل الذي علم ابنيه عبدالعزيز وعلياً ركوب السفن الشراعية وقيادتها، فخدما في النقل الشراعي الكويتي سنين طويلة.
والمشعل من النواخذة الكويتيين القلائل الذين امتهنوا قيادة السفن الشراعية إلى الهند وذهبوا كذلك في رحلات للغوص على اللؤلؤ، فقد كان النوخذة إبراهيم يأخذ معه ابنيه عبدالعزيز وعلياً ويركب سفينة غوص ويبحر إلى مغاصات اللؤلؤ في فصل الصيف حين يعود من رحلته من الهند، لذا اتسعت خبرة هؤلاء النوخذة البحرية، وعرفوا طبيعة البحر داخل الخليج، وبخاصة "بحر العدان".
ولد النوخذة إبراهيم بالكويت لأب آتٍ من نجد ولا يعرف عن البحر سوى اسمه، فتعهد آل العبدالرزاق ابنه إبراهيم بالرعاية، وأخذوه معهم إلى الهند وهو شاب لا يتجاوز العاشرة من عمره، وهناك تعلم في إحدى المدارس ثم بدأ ركوب البحر.
ولما تعلم قيادة السفن الشراعية اشترك مع أحد تجار قطر من آل المانع في سفينة صغيرة كان يقودها إلى الهند وله نصف الأرباح، حتى طلب منه التاجر عبدالرحمن الزياني في البحرين أن يذهب للهند لقيادة السفينة الكبيرة "نور البر والبحر".
ولما حان موعد الإقلاع بهذه السفينة فاجأتهم عاصفة ممطرة في ميناء كاليكوت الهندي، فغرقت السفينة قبل أن تبحر، فعاد للكويت، وتسلم قيادة بعض السفن لعائلة المرزوق لعدد من السنوات. حتى تم صنع "مركب الغانم" للتاجر والنوخذة أحمد الغانم، فقام بقيادة هذه السفينة الضخمة ثلاث سنوات، وكان يرافقه ابنه النوخذة علي المشعل الذي روى تفاصيل إحدى هذه الرحلات كما يلي:
"لما قامت الحرب العالمية الثانية، تركنا الكويت إلى البصرة حاملين أكياساً من الشعير، التي أبحرنا بها إلى دبي حيث بعناها هناك ورجعنا إلى الكويت. وسمعنا أن مندوب الملك عبدالعزيز آل سعود قد طلب شراء أعداد كبيرة من القدور والأواني المنزلية المتوفرة في أسواق الكويت، فشحنا المركب (مركب الغانم) بالأواني وأبحرنا إلى جدة داخل البحر الأحمر.
ولأن الوالد إبراهيم لم يبحر داخل البحر الأحمر من قبل، فقد استأجرنا رباناً من عدن بمبلغ 500 روبية، وكنا نبحر نهاراً ونتوقف ليلاً نظراً لانتشار الشعاب المرجانية في جميع أجزاء ذلك البحر، وكان الربان يصعد نهاراً إلى أعلى الصاري ويجلس على خشبة "جالي" ويشير لنا بيده على الطريق الآمن، وكنا نرسل له الغداء وهو في مكانه أعلى الصاري يراقب الطريق.
وبعد 15 يوماً وصلنا ميناء جدة، واستقبلنا مندوب الملك عبدالعزيز عبدالله السليمان، الذي كان صديقاً للنوخذة إبراهيم المشعل عندما كانا في الهند. وأنزلنا البضاعة ولم نرجع بالمركب، بل ركبنا السيارات إلى مكة، فأدينا العمرة ثم اتجهنا للرياض حيث قابلنا الملك عبدالعزيز الذي جهز لنا السيارات للعودة إلى الكويت".
يقول الأستاذ محمد أحمد الرشيد "النوخذة إبراهيم المشعل رجل فاضل، ومع أنه لا يحسن القياس وتحديد خطوط الطول والعرض إلا أنه خبير بأمور السفر الشراعي والرياح والمجاري البحرية، وهو خبير وصائب الرأي".
وكان بعض النواخذة يستشيرونه أثناء رحلاتهم البحرية لما يتمتع به من سمعة وخبرة. وهو نوخذة جريء، وقد حدث في رحلة له أنه كان يحمل شحنة من السلاح من مسقط للكويت، ولما علمت البحرية البريطانية بأمر السلاح طاردته وألقت القبض عليه قرب خورفكان داخل الخليج، فصادرت الشحنة وأشعل جنودها النار في السفينة، وتركوا النوخذة إبراهيم وبحارته على الساحل حتى أتى من أعادهم للكويت، حيث ركب النوخذة إبراهيم في قيادة سفينة شراعية أخرى.
استمر النوخذة إبراهيم المشعل في قيادة السفن وهو شيخ متقدم في السن، فقد ركب في قيادة البوم "تيسير" بعد أن نزل عنه النوخذة عبدالوهاب العثمان، بعد سنوات طويلة من قيادته لهذه السفينة المشهورة.
ولم يترك السفر الشراعي إلا في نهاية الأربعينيات من هذا القرن حين توقف النقل الشراعي الكويتي، وامتنع البحارة عن السفر.
يقول حفيده منصور المشعل إن جده إبراهيم كان إذا اجتمع بالنوخذة أحمد الخرافي والنوخذة عبداللطيف العثمان، فإن هؤلاء الثلاثة يبدون وكأنهم قد أتوا حديثاً من نجد، ولكنهم حين يقودون السفن الشراعية فإنهم أبعد ما يكونون عن نجد وأهله.
ترك النوخذة إبراهيم المشعل السفر في أوائل الخمسينيات من هذا القرن. وفي شهر مايو عام 1951م حصل على جواز سفر كويتي، وبدأ يسافر إلى العراق عن طريق البَر.
ولعل النوخذة إبراهيم من أوائل الكويتيين الذين حصلوا على جوازات سفر حكومية بعد استلام الشيخ عبدالله السالم الحكم في الكويت.
وفي عام 1955م ألم به المرض، فذهب إلى البحرين للعلاج، لكنه توفي أثناء إجراء العملية عام 1955م، بعد أن بلغ من العمر حوالي 85 عاماً، ودفن هناك.

النوخذة أحمد صالح السبيعي
أحمد السبيعي نوخذة متعدد الخبرات كثير التجارب حسن التدريب. فقد ساعده الحظ أن يركب مع النوخذة والقبطان عبدالوهاب العثمان في البوم "تيسير" تلك السفينة التاريخية. ركب فيها أربع سنوات، تعلم خلالها فنون السفر والملاحة على واحد من رجالها المعدودين، ولقد بلغت ثقة النوخذة عبدالوهاب به درجة دفعته لأن يسلمه قيادة تيسير في رحلة من الكويت إلى شط العرب وهو ما زال دون الثامنة عشرة من عمره.
وحين وصل بسلام، وذهب بأوراقه إلى الجمارك، لم يصدق المسؤول العراقي هناك أن هذا الشاب هو نوخذة البوم تيسير. لكنه حين تيقن من ذلك أجلسه بالقرب منه، وقدم له كوباً من الحليب. وهذه إشارة إلى التكريم والتقدير آنذاك.
وبعد أن تعلم كل ما استطاع تعلمه من النوخذة عبدالوهاب، ركب مع النوخذة عبدالله العثمان في سفينته "فتح الكريم" كمعلم يقيس له مواقع السفينة في عرض البحر، ولقد كان الطلب على مثل هؤلاء الملاحين المعالمة كبيراً في الكويت آنذاك. ولم يكن هناك غنىً عنهم حين السفر من الهند إلى الكويت مباشرة. لذا كان بعض النواخذة ممن لا يحسنون القياس، يصحبون معهم "معلماً" لمساعدتهم.
ركب النوخذة أحمد السبيعي بعد ذلك مع النوخذة يعقوب بشارة في بوم "المحمدي" ثم مع النوخذة إبراهيم المشعل، وكذلك مع النوخذة راشد المبارك لمساعدتهم كمعلم، ثم مع النوخذة إبراهيم بن شايع في البوم تيسير لمدة ثلاث سنوات، وبعدها مع النوخذة محمد صالح في بوم للعثمان ذي حمولة تقدر بحوالي 2500 منٍ، غير أن هذه الرحلة لم تكن بالرحلة المريحة أو السهلة.
كانوا في كاليكوت عام 1940م، وفي طريقهم للكويت (معلين) مرّوا بالقرب من جزيرة الشيخ في الخليج، فضربتهم سراية (عواصف تهب في موسم السرايات في إبريل) صحبها برق شديد جعل جزءاً من الصاري فحماً متناثراً، وألقى بستة من البحارة داخل جوف السفينة، الواحد فوق الآخر، وبعد أن انسلخت أجزاء من جلودهم بفعل الحرارة. وبعد أن كانوا "قديرين" بالصاري، رفعوا الأشرعة ووصلوا البحرين بسلام، حيث حملوا جرحاهم إلى المستشفي.
لكن النوخذة أحمد السبيعي ركب هذه السفينة في رحلة أخرى (مطراش ثاني)، مع النوخذة محمد صالح ذاته، فبعد أن باعوا التمر في الهند، واشتروا الأخشاب، وأبحروا باتجاه الكويت، لم يحدث لهم ما يكدرهم.
ولكنهم حين اقتربوا من رأس الزور توفي النوخذة محمد صالح (كان شيخاً كبير السن آنذاك)، فاضطروا لدفنه في ذلك المكان، ولما شاهدوا سيارة شحن تمر بالقرب منهم، أوصوا بنقل الخبر المحزن إلى ديوان العثمان حتى يبلغوا أهل النوخذة بالخبر. وحين وصلت بالسفينة إلى الكويت علم النوخذة أحمد أن الخبر قد وصل إلى ديوان العثمان قبل ساعات قليلة من وصولهم.
وفي رحلة أخرى له مع النوخذة إبراهيم بن شايع على السفينة تيسير، تركوا ميناء جوه الهندي في طريقهم إلى الكويت. وكانت الريح تهب عليهم بقوة، فأنزل شراع البومية الأمامي، ولشدة الهواء ضرب أحد حبال الشراع المقدمي، وألقاه بحراً. فقام النوخذة أحمد بإلقاء الدلو عليه، فضربت رأسه، ولم يستطع أن يمسك بحبلها، فما كان من أحد البحارة إلا أن ألقى نفسه عليه، وتم بعد جهد إنقاذ الاثنين في جنح الليل وظلامه الدامس.
بعد ذلك بدأ النوخذة أحمد يقود سفينته بنفسه، وأصبح نوخذة بوم العثمان "فتح الكريم" لمدة ثلاث سنوات، ثم نوخذة في البوم "المحمدي" لمدة سنتين، ثم في سفينة ذات محرك (لنج) للنوخذة عبداللطيف العثمان لسنوات قليلة، بدأ بعدها السفر البحري يفقد مكانته وأهميته، فترك النوخذة أحمد البحر عام 1952م بعد أحد عشر عاماً متصلة من السفر الشراعي.
"نعم يعنّ البحر عليّ، وما زالت صلتي به قوية وباقية، وكذلك بالرجال الذين رابعتهم أحسن ربعة".
هذا ملخص رأي النوخذة أحمد السبيعي بعد تلك المسيرة المباركة.


النوخذة حسن علي الشطي
النوخذة حسن من نواخذة الكويت المشهود لهم بالقدرات الملاحية الجيدة والقياس الجيد. وهو من نواخذة "فريج سعود" المعروفين.
فبعد إتقانه الملاحة والقياس ركب معلماً في سفينة الصقر المعروفة باسم "الداو" يساعد النوخذة في تحديد مواقع السفينة في عرض البحار.
وفي العشرينات من هذا القرن أصبح نوخذا في سفينة من نوع البوم للتاجر فلاح عبدالمحسن الخرافي واسمه "الناصري"، وظل يقوده لمدة خمسة عشرة سنة متصلة.
ثم أصبح نوخذة لأحد أبوام عائلة العثمان عام 1936م ولمدة عامين، ثم في بوم آخر اسمه "سمحان لمدة عام واحد. انتقل بعدها إلى قيادة سفينة للنوخذة والتاجر عبداللطيف العثمان لمدة 3 سنوات تقريباً.
ثم ترك السفر وتفرغ للعمل التجاري حيث كانت له عمارة خاصة به تقع على ساحل البحر في فريج سعود, وكان يبيع فيها الأخشاب ولوازم السفن، حتى انتقل إلى رحمة الله تعالى في محرم من عام 1374هـ الموافق أغسطس 1954م.

النوخذة درباس العمر الدرباس
عائلة العَمَر (بفتح العين) الدرباس من عائلات منطقة القبلة التي امتهن رجالها حرفة قيادة السفن الشراعية منذ زمن طويل وبرعوا فيها. كان كبيرهم عمر بن درباس نوخذة في بغلة للشيخ جابر الصباح الملقب بجابر العيش. وكان ابنه محمد شخصية معروفة في فريج سعود، وكان يتمتع باحترام وثقة أهل الفريج.
ولقد شجع هذا الرجل أولاده الثلاثة درباس وأحمد وعبدالله على ركوب البحر وقيادة السفن الشراعية، فأصبحوا بدورهم من نواخذة الكويت المعروفين. كما قام كل واحد منهم بتدريب أحد أبنائه حتى أصبح أبناؤهم عمر وسليمان وجاسم بدورهم نواخذة قاموا بقيادة السفن الشراعية، حتى توقف السفر الشراعي الكويتي.
أما النوخذة درباس العمر فقد قام بقيادة العديد من السفن الشراعية. أولها سفينة للملك عبدالعزيز آل سعود لنقل المواد الغذائية من شط العرب إلى السواحل الشرقية للمملكة العربية السعودية عام 1946م.
ولعل هذه السفينة هي مركب الغانم مشرف التي استلم قيادتها النوخذة إبراهيم المشعل كذلك. غير أن أشهر سفينة تولى قيادتها النوخذة درباس هي بوم العثمان المعروف باسم "تيسير" حيث استلم قيادتها عام 1935م ولمدة خمس سنوات متصلة.
وفي إحدى رحلاته على هذه السفينة كان معه المجدمي محمد بن عمران، الذي قصَّ على الباحث د. يعقوب يوسف الحجي أهم ما حدث في هذه الرحلة، على النحو التالي:
"كنا في بوم العثمان في طريقنا للهند ونوخذانا درباس العمر ومعه ابنه عمر "معلماً" فانكسر الصاري من الأعلى فأخذ النوخذة درباس يفكر في حل لهذه المشكلة، أما أنا فقد التزمت الصمت وانتظرت لكي أرى ما سيعمله النوخذة درباس. الذي بدأ بعد مدة ينادي البحارة واحداً واحداً ويسأله عن رأيه في كيفية حل المشكلة، ولكن البحارة لم يهتدوا إلى حل جيد، فناداني النوخذة درباس وطلب مني التفكير في حل، بعد أن عجز هو عن الوصول إلى الحل. عندها أشرت عليه بالحل، وعاد "تيسير" إلى الإبحار إلى الهند".
ويضيف المجدمي بن عمران: "إن النوخذة درباس لا يكابر، بل إنه يحاول الوصول إلى أفضل رأي حين يعجز هو عن فرض حل معين على السفينة، كما أنه "شداد على المحمل".
كما يروي أحد أحفاده أن النوخذة درباس كان مسافراً في الخليج على إحدى البواخر الأجنبية ومعه صديقه التاجر فلاح الخرافي، فأحس بأن الباخرة مقبلة على صعوبات، نظراً لوجود شعاب مرجانية محلية في طريقها غير موضحة على الخرائط الملاحية.
فلما أخبر صديقه فلاحاً بهذا، قام فلاح وأخذ يلوح بعباءته باتجاه غرفة القبطان، الذي أرسل إليه يطلب تفسيراً لما يريده، ولما قابله النوخذة درباس وأخبره بوجود شعاب مرجانية في الطريق، شكره القبطان ووضعه وصديقه فلاحاً في مكان خاص في السفينة حتى نهاية الرحلة.
ترك النوخذة درباس ركوب البحر في أواخر الأربعينيات، وكانت له عمارة يجلس فيها كل يوم، ثم ترك العمارة بعد أن هدمت الأحياء الشرقية والقبلية في مدينة الكويت، وانتقل إلى منزل جديد حتى وفاته في شهر يوليو من صيف عام 1971م.

رد مع اقتباس