عرض مشاركة واحدة
  #211  
قديم 25-01-2012, 03:35 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

حكم البناء على القبر وتجصيصه

إذا كان البناء في أرض مسبلة وهي المتخذة لدفن عموم المسلمين فالبناء على القبر وتجصيصه حرام وإذا كان البناء في أرض هي ملك لصاحب القبر فالبناء والتجصيص مكروه عند الأئمة الثلاثة وأما أبوحنيفة فيرى عدم كراهته فهذا خلاصة ما عليه المذاهب الأربعة وقد ورد في صحيح مسلم [نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجصص القبر وأن لا يبنى عليه].
وعن أبي الهياج الأسدي عن علي رضي الله عنه أنه قال أبعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم [لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته] فمن هذا الحديث يستدل أن القبر لا يرفع كثيرا. ويقول الشوكاني وهو من الشيعة الزيدية "قد سرى من تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكى لها الإسلام منها اعتقاد الجهلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام، وعظم ذلك فظنوا أنها قادرة على جلب المنافع ودفع الضر فجعلوها مقصدا لطلب قضاء الحوائج، وملجأ لنجاح المطالب، وسألوا منها ما يسأله العباد من ربهم وشدوا إليها الرحال، وتمسحوا بها، واستغاثوا، وبالجملة إنهم لم يدعوا شيئا مما كانت الجاهلية تفعله إلا فعلوه ومع هذا المنكر الشنيع والكفر البغيض لا تجد من يغضب لله وينادي حمية للدين الحنيف لا عالما ولا متعلما ولا أميرا ولا وزيرا ولا ملكا، وإذا طلب اليمين من هؤلاء الجهلة حلفوا بالله وهم كاذبون، وإذا طلب منهم اليمين بأصحاب القبور تلعثموا وأبوا واعترفوا بالحق". انتهى كلام الشوكاني باختصار قليل.
أقول إني شاهدت بنفسي في العراق ما قاله الشوكاني من اعتقاد بأهل القبور من جلب المنافع ودفع الضرر وشد الرحال إليها واستغاثتهم بها لقضاء الحوائج وتفريج الكرب، وأهل العمائم ينظرون إليهم ولا يفهمونهم عن هذه المناكر التي يأباها دين التوحيد، والسبب في ذلك أنهم لو قالوا لهم أن النفع والضر بيد الله وليس لصاحب القبر حل ولا عقد لترك السواد الأعظم الزيارات لهؤلاء الرمم وانقطع عن أهل العمائم ما يدر عليهم الزوار من الدنانير فإنا لله وإنا إليه راجعون على هذه المصائب التي بلي بها المسلمون، وكلها من علماء السوء.

أظهرو للدين نسكا * وعلى الدينار داروا


وله صلوا وصاموا * وله حجوا وزاروا


ان يكن فوق الثريا * ولهم ريش لطاروا
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net