[جون الكويت]

يعد الشيخ د.نادر النوري من العملات النادرة في هذا الزمان، فقد جمع بين العلم الشرعي والفكري والدعوي والتربوي والاداري والقيادي والخيري والاعلامي، وهي قلما تجتمع في شخص واحد. انتشر في العالم كله ناشرا للدعوة ومساندا لها، فقلما تجد بلدا لا يعرفون الشيخ نادر النوري، سواء من خلال وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية عندما كان مديرا للعلاقات الخارجية، او في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، او في جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية. عرفته متواضعا، دمث الأخلاق، دائم الابتسامة، مبادرا، لا يعرف المعوقات طريقا، فاذا ما أغلق عليه باب، اتجه لفتح باب آخر، وكله ثقة بمعية الله عز وجل.فعلى سبيل المثال لم يتم ترقيته وكيلا مساعدا للعلاقات الخارجية، على الرغم من أحقيته، فصبر على ذلك واستمر في عمله بكل نشاط حتى تقاعد، وكان من أول المبادرين مع العم يوسف الحجي شافاه الله في اعادة العمل في نصرة الشعب الفلسطيني بعد التحرير من الاحتلال العراقي الغاشم، بعد ان ترددت بعض اللجان الخيرية عن ذلك حسابا للحالة النفسية للمجتمع، لتأييد منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بفتح في تأييد البائد صدام حسين في احتلاله للكويت، فكان رحمه الله رافعا للراية في نصرة الشعب الفلسطيني لا السياسية. وكان رحمه الله صاحب أفكار ابداعية ومتجددة، لا ينتظر العمل والانجاز، بل يذهب اليه، ويبذل الأسباب، وأنشأ استوديو في الجمعية لتصوير المشاريع الخيرية، وتسجيل دروسه الشرعية، وبثها لطلبة العلم عبر الانترنت واليوتيوب، وقام من أجل ذلك بتدريب شباب ألبان خريجي كلية الشريعة واحتضانهم وتشجيعهم، حتى أصبحوا متخصصين في التصوير والاخراج. وقد تخرج على يديه العديد من طلبة العلم والدعاة في مختلف دول العالم، من عدة جنسيات، وانطلقوا في دعواتهم المباركة. واستوعب العديد من الطاقات الشبابية الكويتية بأفكارهم الابداعية، واستوعبهم عبر اللجان والجمعيات التي يديرها ويشرف عليها، ودعمهم ماديا واداريا ومعنويا وفكريا. أحبه الناس بلا حدود، لكل ما مضى، ولخبيئات عديدة بينه وبين الله عز وجل، فكان ممن قيل فيهم «اذا احب الله عبدا جعل محبته بين عباده». رحم الله الشيخ د.نادر النوري..القمة كما عرفته، وجعل الجنة مثواه، وأبدله بما هو افضل من دنياه، وأخلف له بذريته الخير والبركة. ٭٭٭ «لا يغرك من الرجل طنطنته، وما تراه يفعل من صلاة وصوم وصدقة وعزلة، انما الرجل هو الذي يراعي شيئين: حفظ الحدود، واخلاص العمل».ابن الجوزي. ٭٭٭ ان الصواعق لا تضرب سوى قِمم الجبال الشامخة، وأما المنحدرات فلا تذهب اليها الا المياه الراكدة المحمَّلة بالأوساخ، والَمرءُ يُبتلى على قدر دينه. د.عصام عبداللطيف الفليج