عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 27-11-2018, 10:01 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

[justify]الشيخ خزعل على خطى الشيخ مبارك وتغيير الحكم في عربستان 1897 م


إن كانت المصادر المحلية قد وصفت بالتفصيل عملية الاغتيال التي قام بها الشيخ مبارك والتي لم يشر فيها من قريب أو بعيد لدور ما للشيخ خزعل على الرغم من أنهم كانوا أصدقاء مقربون(81) إلا أن عملية الاغتيال التي راح ضحيتها الشيخ مزعل 1897 م خضعت لعدد من الرؤى والتفسيرات المتضاربة .
فقد ذكر البعض أن الشيخ مزعل قتل على رصيف الميناء في "الفلاحية" بعد فترة وجيزة من نزولة من قاربه إلى البر وهو يطارد سفينة جاءت لهذا الغرض(82) ، وقد قدمت الراويات البريطانية تقريراً أشارت إلى أن طلقات قاتله أطلقت على الشيخ عبر نهر صغير قرب الرصيف من قبل ثلاثة عبيد بالتعاقب أو من قبل أشخاص مجهولين ، وقد روى أحد شيوخ المحيسن أنه عندما سقط مزعل على الأرض أطلق النار جميع من لدية بندقية وأنه قد قتل حوالي اثني عشر شخصاً آخرين(83) .
وانتشرت كذلك شائعات تفيد بأن قائد حرس القصر الشيخ "عبد الله" ومساعداه شاركا في المؤامرة ، كما أشار البعض انه وبعد إطلاق النار أدار الشيخ "عبد الله" ومساعدة بنادقهما باتجاه عبيد المقتول الذين كانوا قد اسرعوا للنجدة فقتلا خمسة عشر منهم (84)
و فسرت الوثائق البريطانية الحادثة دون إشارة لدور واضح للشيخ خزعل فيها ، بعد أن بادرنائب القنصل البريطاني بعد علمة بالاغتيال لنفي مشاركة الشيخ خزعل وأشار بالقول "أنه من المشكوك فيه أن يكون مساهما فعلا في المؤامرة على الرغم من أنه كان عارفا بها"(85) .
وأشير أن الشيخ سلمان ابن عم خزعل - كان ينتظر بالقرب من مكان الحادث مع جماعة من الرجال حتى إذا ما فشلت المحاولة يقوم هو ومن معه بعملية إعادة النظام ، إلا أنه وبعد نجاح العملية عاد خزعل إلى القصر وتسلم السلطة(86) .
وتناول البعض بالقول البعض أن خزعل كان نائماً أثناء تنفيذ عملية الاغتيال وقد جيء به من مضجعة لاستلام زمام الأمر(87) و يبدوا أن عملية إغتيال مزعل كانت واسعه النطاق خاصة بعد أن أشير كذلك لدور لزعماء شيوخ المحيسن بجانب أقارب لمزعل اتهموا أنهم متورطين بها (88).
وتأسيسا على ذلك سرت شائعات تحدثت أن الشيوخ انزعجوا من علاقات مزعل مع السلطة المركزية الفارسية(89)، إذ كانوا دائما شديدي اليقظة لأي تهديد لاستقلالهم واعتقدوا أن مثل هذه السياسة من المحتمل أن تضر وبالتالي قد تقوض امتيازات العرب في إقليم عربستان(90)، أما البعض فيرى أن عدم رضاء بريطانيا على الشيخ مزعل في الفترة الأخيرة خاصة معارضتة لبعض المصالح لها في نهر الكارون والملاحة به كانت أحد أهم الدوافع التي ساعدت في التسريع بعملية الاغتيال وتشجيعها(91).
والغريب أن طهران بعد عملية الاغتيال أبدت سرورها حتى أن مظفر الدين شاه (1896 – 1906 ) م أرسل لخزعل ببعض الهدايا(92) الأمر الذي يدعم بعض الأقوال التي سرت حول دسائس ومؤامرات الحكومة الفارسية(93) .
وإن كان خزعل لم يسلم من المؤامرات والدسائس نفسها عليه ، فقد تعرض لعملية إغتيال دبرها بعض أولاد أخ الشيخ مزعل مع رئيس قبيلة الدريس ورئيسا قبيلة مقدم ومن أمراء المشعشعين(94) إلا أن المؤامرة فشلت ( 95) .


وقد يكون لنا الحق في التساؤل هل هناك رابط بين عملية إغتيال الشيخ مزعل و نجاح الشيخ مبارك في تولى الحكم بعد مقتل أخوية ، وذلك على إعتبار أن الشيخين مبارك وخزعل كانا يمران بنفس الظروف والضغوط المتشابهة من أخويهما .

إن المصادر التاريخية تذكر لنا محاولات مزعل لاحتواء الصراع بين الشيخ مبارك ويوسف الابراهيم ، كما أن مبارك الصباح نفسه كان ما يزال يعاني من صراعات خارجية وتوابع ما قام به ومن المستبعد أن يتورط في أمر كهذا - على الرغم من عدم معارضتة - كما أن المصادر الأجنبية ذاتها لم تتحدث عن صلة مباشرة للشيخ مبارك بهذا الأمر(96) .
وإذا تركنا جانبا أشكال التوافق والعلاقة المباشر التي جمعت مبارك وخزعل ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال كذلك أن نهمل أن الشيخ مزعل كان يتمتع بعلاقة جيدة مع مبارك ، وعلى أية حال فإن كل ما إستندت عليه تفسيرات مضي خزعل في عملية الاغتيال لا تتجاوز نجاح صديقة وحليفة السياسي ومماثلة الشيخ مبارك الصباح في إعتلاء كرسي الحكم عبر عملية الانقلاب التي قام بها 1896م ، وسواء كان الشيخ خزعل مشاركاً مشاركة فعلية في عملية الاغتيال أم كان فقط من خطط لها إلا أنه سرعان ما أخذ يدعم من سلطتة خاصة تأكيدة للبريطانيين حرصه على الالتزام التام بمصالحهم في الامارة(97)لإزالة اي بوادر للمعارضة منهم.
[/justify]
__________________
رد مع اقتباس