عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 08-12-2018, 01:15 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

[justify]سياسة خزعل وسلطة الدولة الفارسية[/justify]
[justify]
سعى خزعل في أن يضفي نوعاً الاستقلال على إمارتة ويركز المزيد من السلطات في يدة مستعيناً بمن يساعده في إدارة الشؤون كـ ( الحاج محمد على)(116)، الذي ذُكر أنه كان يمثل الوجود الفارسي إبان حكم الشيخ خزعل(117) – بما دعم الأقوال التي تناولت دور ما للدولة الفارسية في وصول خزعل للحكم (118).

كما كان خزعل يترك مهام الحكم لبعض مساعدية وأبنائة كما حدث في عام 1904 م بتعيين ابنة الكبير الشيخ حاسب وليا للعهد وفي 1906م حاكماً للمحمرة ليعود وينحية عنها في 1921م ويعهد بها إلى ابنة الآخر الشيخ عبد الحميد (119)، أما الأحكام فقد كانت تجرى في وفقاً للعرف والتقاليد ، كما أن مدينة المحمرة التي أصبحت ذات ثقل إقتصادي وإداري أهلها لأن تكون القاعدة الفعلية لصناعة السياسة العربية في إقليم عربستان ، والتي كانت تحوي دار المعتمد الفارسي الأمر الذي كان يضع علامات إستفهام كثيرة حول مدى قدرة ونفوذ الدولة الفارسية في التأثير على القرار السياسي للشيخ خزعلبل واستقلال خزعل ذاته عن النفوذ الفارسي في ظل وجود مؤسسة قويه لطهران في مركز إمارته .
كذلك ومن المهم وفي إستعراضنا لوضع خزعل في مدينة المحمرة أن نذكر أنها كانت مقسمة لثلاث أقسام "المحمرة (المدينة) – الفيلية – الخزعلية" الأمر الذي يحملنا على القول أن خزعل كان يعاني الانتقال من مركزية المكان الواحد إلى تعدد المراكز السيادية، حتى أنه اضطر في بعض الأحيان لتوطين بعض الأفراد كما حدث في العام 1905م في القصبة حيث قام بتوطين حوالى 1500 من مهاجرى قبيلة عيدان القادمة من الأراضي التركية لخلق عملية توازن قبلي وضمان إستقرار بعض مدن إمارته عندما حاولت قبيلة بني كعب من فرع النصار العودة للظهور في هذه المنطقة(120)، بخلاف مبارك الذي كان يتخذ مدينة الكويت مكان مركزي لإدارة شؤون الإمارة ، موطداً طبيعة الكتلة الحاكمة التى تقود الدولة في مكان واحد.

والحقيقة كذلك أن خزعل وفيما يبدوا لم يكن كذلك مستعداً لقطع علاقته مع فارس أو التخلص من الولاء لها خاصة وهي توفر له ميزات مادية لا يمكن الاستغناء عنها بجانب دعمها المباشر له(121) خاصة صراعه مع بعض القبائل كبني طرف (بالحويزة) التي لم تعترف بسلطته عليها (122) .
الأمر الذي يمكن تفسيره بقبول ضمني من خزعل بوجود سلطة مباشرة وفعليه من الدولة الفارسية ، حتى أنه في بعض المرات كان لا يستطيع الإقدام على أي عمل دون الرجوع لسلطتها ، كما حدث حين فشل في الحصول على أمواله التي دفعها نيابة عن بني طرف مسارعاً بطلب إذن عام 1903م من الحكومة الفارسية بمهاجمة هذه القبائل ، بل أنه لم يكتفي بهذا الإذن المدعم ببعض الخيالة من حكومة فارس في 1904م و بل طلب أيضاً دعم من القبائل البختيارية التي أرسلت له 100 فارس(123) ، الأمر الذي أوجد نوعاً من الحقد لدي القبائل العربية على خزعل وسياسته ، بجانب استعداء القبائل على بعضها.
[/justify]
__________________
رد مع اقتباس