عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-07-2014, 05:07 AM
الصورة الرمزية البحر الساطع
البحر الساطع البحر الساطع غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 77
افتراضي دروازة الفداغ في سور الكويت الأول . عبدالمحسن الخرافي

دروازة الفداغ في سور الكويت الأول




"> تنتمي عائلة الفداغ (وهو الاسم الذي عرفت به في الزبير وفي نجد وفي الكويت) إلى قبيلة شمر من فخذ «فداغة» بنجد (د. أحمد مصطفى أبو حاكمة، تاريخ الكويت، ج 2، ص 199).

وقد سكنت عائلة الفداغ في «الغاط» وفي «حرمه» وبعدها في «المجمعة» في نجد، والتي رحلت عنها سنة 1193م، مع أناس كثيرين، فنزل قسم منهم في الزبير، وبقي القسم الآخر في المجمعة.

وقد سبق أن حكمت عائلة الفداغ إمارة الزبير إدارياً وعسكرياً من خلال المحسنة الشيخة ثريا بنت ناصر باشا الفداغ زوجة قاسم باشا الزهير رحمهما الله، والتي اشتهرت بشجاعتها وثرائها وكرمها.
ومن إمارة الزبير نزحت عائلة الفداغ إلى الكويت وسكنت في منطقة القبلة، وعملت بالتجارة، وكان من أشهر شخصياتها التاجر عبدالله الفداغ، والذي لم يكن مجرد تاجر عادي، بل كان شخصية مهمة لها وزنها في المجتمع الكويتي والإقليمي، ومما يدل على ذلك أنه كان على صلة وثيقة بالإمام فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، تأكدت من خلال رسالة موجهة منه إلى الإمام فيصل ورد ذكرها في خطاب خورشيد باشا إلى محمد علي باشا، بعث بها إلى القاهرة في 3 جمادى الأولى 1254هـ – 1838م، وأشار فيه خورشيد إلى عبدالله الفداغ بقوله:

«وقد سألنا من يكون عبدالله بن فداغ هذا فثبت لدينا أنه تاجر في الكويت، مرعي الخاطر، ومتصل بوالي بغداد...».
(أورد هذا د. أحمد مصطفى أبو حاكمة في كتابه: تاريخ الكويت الحديث، ص 182- 184م، وذكر أن الخطاب المشار إليه كان محفوظاً في دار الوثائق القومية بقصر عابدين في القاهرة).

وقد اشتهرت عائلة الفداغ بإطلاق اسمها على دروازة (وهي كلمة فارسية تعني باللغة العربية: باب) من الدروازات التي كانت في سور الكويت وهي دروازة الفداغ، وذلك لقربها من بيت الشيخ سليمان حمد الفداغ رحمه الله، لتكون بذلك ضمن البوابات الخمس لأول سور أقيم في الكويت في ديسمبر 1798م، ثم ضمن الدروازات السبع في سور الكويت الثاني الذي أقيم عام 1814م، وتم ترميمه عام 1845م، وتقع دروازة الفداغ حالياً في شارع علي السالم بالقرب من المدرسة القبلية للبنات سابقًا - (لمحات من ماضي الكويت، يوسف عبدالمحسن التركي ، 1997م، ص 21-22).

ولم تقتصر شهرة عائلة الفداغ على نشاطيها التجاري والسياسي وحدهما، بل اشتهرت كذلك بالحرص على عمل الخير والإنفاق على الفقراء والمحتاجين، ومن ذلك مثلاً تلك الوثيقة ذات المئة شاهد، والشاهدة على كرم تلك العائلة وسخائها الخيري والإنساني، وهي وثيقة «وقف شرعي» لأراض مزروعة في العراق أوقفها أبناء المرحوم حمد بن سلطان الفداغ كصدقة جارية وتوزيع ريعها على المستحقين من الوقف والمذكورين بالوثيقة، والتي حررت في 27 من شهر المحرم، عام 1240هـ، الموافق أغسطس 1824م.

حيث جاء في تفاصيل هذا الوقف أن الرجال المُكرَمين، وهم: الحاج سليمان والحاج سلطان والحاج ناصر والحاج عبدالله أولاد المرحوم حمد الفداغ، وملكهم مرابعة بينهم، أوقفوا وقفاً شرعياً كصدقة جارية، وهو عبارة عن أرض مزروعة، وما على متونها من نخيل وأشجار في ولاية البصرة المحمية، ويتم توزيع بعض ريع الوقف على الأعمال الخيرية، فيرجع على الفقراء والعلماء والمساكين وطلبة العلم والأرامل والأيتام وعمارة المسجد والجوامع... إلخ، ويوزع على المستحقين من المدن التالية:
* مدينة الزبير.
* قاطنو الكويت.
* قاطنو مكة المكرمة.
* قاطنو المدينة المنورة.

تقبل الله من رجالات عائلة الفداغ العريقة صالح الأعمال، وأدام عليها حسن سمعتها، وحفظها هي وعائلات الكويت الكريمة جميعاً.


د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي
ajkharafi@yahoo.com
القبس 2014م
رد مع اقتباس