عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 18-11-2009, 09:27 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي دانة ابن مدعج - طلال الرميضي

أشهر الدانات
القبس - اليوم



النوخذة المرحوم محمد المدعج صاحب الدانة المشهورة بتاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي، والتي شاع ذكرها لجمالها المميز وكبر حجمها، ولهذه الدانة رواية جميلة وهي انه في عام 1927م (1346 هـ) مرت الكويت بظروف اقتصادية صعبة انعكست على أهلها.
وكان النوخذة محمد بن مدعج من النواخذة المتضررين من هذه الازمة المالية، واستدعى الامر ان يقوم برهن بيوته في الكويت ونخيله في مزارعه بالبصرة لاحد دائنيه حتى تمام سداد ديونه، واعتمد ابن مدعج على ربه في محنته ودخل موسم الغوص الكبير مع بحريته بواسطة سفينته الشراعية الجالبوت والمعروفة باسم «الغزالة» وركب معه بحارته من اهل الكويت، وعددهم سبعة وعشرون نفرا، ومنهم ناصر بن جامع وسعد الصويلح وثومان العبهول وجمعان بن منيظره وراشد بن مطلق الشبو ومحمد ناصر الدوسري وخميس بعركي وسالم بن جروان ومزيد الجلاوي ومرزوق البحيري واخوه راشد المدعج وابنه مدعج وآخرون يتعذر ذكرهم جميعا.

وعمل في الغوص على اللؤلؤ في هيرات البحر العميق وهو يفكر في ان يوفقه الله برزق كثير حتى يوفي الديون التي اثقلت كاهله، وتمضي الايام والليالي وهو في عرض البحر ومحصول اللؤلؤ لا يكفي سوى الزاد والماء الذي يستهلكه البحارة، وقبل انتهاء موسم الغوص الكبير بعشرين يوما فقط حيث ما لم يخطر على بال النوخذة ابن مدعج، وهو اصابة الجالبوت بشرخ كبير في احد جوانبها وتسرب المياه الى داخلها، مما اضطره الى الرسو في احد بنادر البحرين القريب من الهيرات وجلب القلاليف لاصلاح السفينة، وتسبب ذلك في زيادة الخسائر المالية الملقاة على عاتقه، علاوة على ديونه ودائنيه الذين ينتظرونه في الكويت.

وبعد الانتهاء من اصلاح الجالبوت، واصل ابن مدعج مهنة الغوص وتوجه الى احد المغاصات القريبة من «اغمسه»، ويطلق عليه بطين ابو علي، وكان ذلك يوم الجمعة الموافق 31 ربيع الاول من عام 1346 هـ (9/9/1927م) وتبقى من موسم الغوص سبعة ايام فقط، وقام الغاصة بالغوص تحت المياه باحثين عن اكبر عدد من المحارات التي قد يكون في بطن احداها كنز ثمين، الا ان الواقع كان صدمة لهم حيث كانت الحصيلة هي ثماني محارات فقط وخيم الحزن والخجل على وجوه البحارة، وحاول النوخذة شد عزمهم وتشجيعهم بقوله «الرزق على الله».

ولم يجرؤ احد من البحارة فلق المحارات الثماني بسبب قلة عددها.
واثناء الليل توجه البحارة كل الى موضعه في السفينة للنوم واراحة اجسادهم، وتوجه النوخذة محمد المدعج الى مرقده للنوم، واثناء نومه حلم بان فتاة جميلة تزوره في الجالبوت فنهض من نومه مفزوعا ليعرف ان ما شهده ما هو الا حلم، وعاد الى نومه وحلم مرة اخرى بتلك الفتاة تزوره، وقام من النوم ووجد ان الجميع نائمون ليرجع الى نومه وهو يردد اسم الله، ويتكرر الحلم مرة ثالثة فنهض، ووجد احد غاصته، وهو المرحوم جمعان بن منيظره العازمي قد صحا من النوم ليطلب منه فلق المحارات الثماني، وقام ابن منيظره بتنفيذ ما طلبه، والصمت والهدوء يخيمان على المكان، واثناء فلق المحارات صاح جمعان بصوت عال (يا نوخذة.. ابشر بالخير.. رزقك الله بدانة ثمينة من النوع الكبير).
فقام البحارة كلهم من النوم على اثر صراخ جمعان ليتلقوا الخبر بالفرح والسعادة شاكرين الله على ما رزقهم من فضله.

وكانت هذه المحارة قد وجدها الغيص المرحوم راشد بن مطلق الشبو في الهير اثناء غوصه.
وفي الصباح توجه النوخذة محمد بن مدعج الى البحرين وقام ببيع دانته على الطواش صالح بن هندي من تجار البحرين بمبلغ «ثمانين الف روبية» اي ما يقارب في وقتنا الحالي ستة آلاف دينار كويتي، وهو مبلغ خيالي في ذلك الزمان.

الباحث طلال سعد الرميضي
رد مع اقتباس