وثيقة عدسانية عمرها قرن في الحي القبلي
نص الوثيقة
الحمد لله سبحانه
جرى كما ذكر لدي وانا العبد الفاني محمد بن عبدالله العدساني
السبب الداعي الى تحرير هذه الأحرف الشرعية، هو انه قد باع سليمان بن خلف الخشتي من حامل هذا الكتاب عبدالمغني بن محمد العبدالمغني وهو ايضاً قد اشترى منه ما هو ملكه قطعة ارض من بيته طول عشرة اذرع من القبلة الى الشرق يحدها قبلةً بيت البائع وشمالاً بيت يوسف بن مصارع وشرقاً بيت كتيّب وجنوباً بيت المشتري عبدالمغني المذكور بثمن قدره وعدده خمسون ريالا وسلم الثمن بتمامه وكماله المشتري عبدالمغني المذكور بيد البائع سليمان المذكور بيعاً صحيحاً شرعياً، فبموجب ما ذكر صارت قطعة الارض المبيعة من البيت المذكور مالاً وملكاً للمشتري عبدالمغني المذكور يتصرف فيها بما يشاء حتى لا يخفى حبرا، في ربيع الآخر 1327هـ.
التعـلـــــــــــــيق
1ــ الوثيقة بخط قاضي الكويت محمد بن عبدالله العدساني وممهورة بختمه، وذلك يدعونا الى الحديث على انه منذ تأسيس الكويت وحتى فترة الثلاثينات قد تولى آل العدساني القضاء في الكويت، عدا بعض الفترات الاخرى المتقطعة تولاها قضاة آخرون.
وكان قضاة الكويت قد اثبتوا براعتهم الفائقة في الحكم العادل والتوفيق بين الخصوم، وكرسوا جل وقتهم في سبيل خدمة ابناء وطنهم في توثيق العقود الشرعية لما كانت تستغرقه من وقت وجهد في سبيل كتابتها بخط اليد، بالاضافة الى الوقت المستغرق عند الاستماع الى اصحاب القضايا واصحاب الوقف والشهود.. فإن هذا العمل يتم من شخص واحد وبمجهود فردي، وليس هناك اوجه شبه بالمقارنة بين الخدمات الحالية وما كانت عليه في الماضي، فكل التقدير والدعوة بالرحمة لقضاتنا الاجلاء.
2ــ تاريخ الوثيقة ربيع آخر 1327هـ، وما يقابله بالميلادي شهر يونيو 1909.
3ــ جاء في الوثيقة وصف قطعة الارض وما يجاورها من البيوت، وتحديد المعالم المحيطة بها.. وهذا الامر ينطبق على جميع الوثائق العدسانية لسبب انه لم تكن للبيوت القديمة ارقام او اسماء للشوارع، فلا مناص الا ذكر كل المعالم المحيطة بالبيت او الارض لتحديد دقة المكان.
4ــ قطعة الارض المشتراة ثمنها خمسون ريالا، وهو الريال الفرنسي المستخدم في ماضي الكويت جنبا الى جنب مع الروبية. والريال الفرنسي الواحد يعادل 2،5 روبية.
واجمالي المبلغ هو كما ذكرت خمسون ريالاً لو حسبناها بالدينار لأصبح تسعة دنانير فقط لا غير.. يا بلاش.
المصدر
د. عادل محمد العبدالمغني
جريدة القبس 28/11/2008