عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 26-02-2011, 08:14 PM
عبدالرحمن محمد ناصر الإبراهيم عبدالرحمن محمد ناصر الإبراهيم غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 200
افتراضي

سلسلة أجمل ما قرأت : البصير والتنوير



كتاب يحكي سيرة حياة الأديب الكويتي عبدالرزاق البصير كتبه طالب الرفاعي وهو أحد تلامذة البصير ، ولد أديبنا في عام 1919م وأصابه مرض الجدري عندما أتم عامه الرابع فأورثة العمى وصار اعمى العينين ن ولكنه في المقابل فتح بصيرته على أوجها ، وكما قيل عندما تجد مبدعاً ابحث عن الدافع والعقده ولعل اصابه اديبنا عبدالرزاق البصير بالعمى في بداية حياته سببا رئيسا في طموحه واصراره
للتعلم والثقافه العالية التي حازها।

بدأ تعليمه كحال كل أهل الكويت في زمانه في الكتاتيب ولا أدري -لماذا لم يلتحق بالمباركية-أهو بسبب كونه شيعي المذهب أم بسبب الرسوم الدراسية؟- هذا التساؤل لم أعرف إجابته

انتقل بعد ذلك لمرحلة أخرى في حياته بعد اتقانه القراءة والكتابه ودرس البلاغة والأدب وعلم البيان وحفظ الكثير من الشعر الأمر الذي ساقه لقراءة كتاب "الأيام" لطه حسين حيث وجد فيه نفسه مرتين فقد كان كاتب الكتاب ضريراً واديبا ، الامر الذي دفع عبدالرزاق البصير للبحث عن ذاته ونشر أول مقالة له في عام 1941م في مجلة البحرين وعندها لقبه الاديب البحريني عبدالرحيم زوربه بالبصير ، وكان البصير قوميا عربياً بحكم الجيل الذي عاشه وقد ظل مخلصاً لعروبيته مدرى حياته।

تنقل البصير في مراتب عديدة ومناصب متنوعه خلال حياته فقد تولى أمين مكتبة دائرة المطبوعات عام 1956م وانتخب عضواً في رابطة الأدباء الكويتيين منذ عام 1967م حتى 1980م ، كما أنه قد عمل مستشاراً في لجنة التراث العربي والمجلس الوطني للثقافه والفنون والآداب ।

للبصير ستة مؤلفات هي تأملات في الأدب والحياة ، في رياض الفكر ، شعراء مجهولون معروفون ، الخليج العربي والحضارة المعاصره ، نظرات في الأدب والنقد ، الجريمة الكبرى وأمانه القلم।

مما راق لي في الكتاب من كلمات عبدالرزاق البصير:

"ولست أشك ان هذا المقلد وامثاله يعبرون لأنفسهم فقط ولا يعبرون عن أنفسهم لأن التعبير عن النفس لا يكون إلا عن فهم واحساس ، بحيث يستطيع الكاتب التصدي لرد النقاد وتكون عنده القدرة على توضيح ما ينشر له ، وليس التقليد مقصورا على المعبرين-أي من يكتبون-وإنما يوجد في المتذوقين إذ نعلم أن هناك أناساً يقرؤون دون وعي او إداراك"

وفي رثاءه للشيخ يوسف بن عيسى القناعي يقول "كان الشيخ يوسف بن عيسى علماً من أعلام الإسلام في الكويت اتخذ مسيرة نادرة في هذه الحياة لم يستغل المناصب الرفيعه التي تقلدها لمصلحته الخاصة وإنما أنفق كل طاقته للمصلحة العامه أما مصدر رزقه فكانت تجارته ، ومن توفيق الله له أنه استطاع أن يوفق بين التجارة ورسالته التي كان يسعى لتحقيقها"

"إن الأديب لا يمكنه إلا أن يميل للجمال"

" لقد أدرك أعدائنا أنهم لن يتمكنوا من أن ينالوا مآربهم منا إلا بتعميق التجزئه ، كما أدرك المفكرون منا أننا لا يمكننا أن نصل إلى ما نصبوا إليه من القوة والمنعه وأننا لا نستطيع أن نحتل مكانتنا اللائقة بنا بين الأمم إلى بالوحدة العربية"

"إن اشاعة أدب التفاؤل من خير ما يقدمه الأديب او المفكر لأمته بصورة خاصه وللبشرية بصورة عامة....لقد أدركت الأمم الحيه أن في اشاعه الجمال فؤائد جليلة لا تحصى....وما التشاؤم إلا التشكيك في الحياة"

أصابت البصير صدمة في مبادئه بعد الغزو العراقي للكويت إذ انه لم يكن في يوم من الأيام يتوقع مثل هذا الفعل فقد كان من الداعين للوحدة العربية المؤمنين بها ، لدرجة أنه كان من المحاربين للخلافة العثمانية لأن قوميته العربية كانت طاغية على كل شيء ، لم يغادر الكويت فترة الغزو وكانت له كلمات شهيرة تدل على الحيرة التي وقع بها "جاء العدوان العراقي على الكويت لهدم كل الجهود العربية التي نادت بالوحدة وكنا قد آمنا بأن العرب وقادتهم من الممكن أن يتوصلوا لإتفاق بشأن الوحده"

كان له موقف واضح بشأن تسمية الخليج بالعربي وكان له مؤلفٌ دحض فيه تسمية الخليج بالفارسي عبر العصور والأزمان التي مرت على الخليج منذ قطري بن الفجاءة وابن المقرب وصولاً لأيامه التي كان يعيشها.

كانت وفاة الأديب عبدالرزاق الناصر المعروف بالبصير في عام 1994م وتوفي هو محبٌ للكويت حريصٌ على تراثها عاشقا لأرضها

كتاب استمتعت بالإطلاع عليه
__________________
My twitter : alibrahem_ a
رد مع اقتباس