عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 08-12-2018, 12:55 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

[justify]تطور الأوضاع السياسية في الكويت وعربستان (استقرار الحكم مرهون باستقرار الوضع الداخلي)[/justify]

[justify]
بدأ مبارك التعامل مع الوضع الجديد وتطور الأوضاع السياسية الداخلية والخارجية بمنتهى الحذر(98)، وبدون إنتظار بدأ في استغلال التوترات القائمة في المنطقة بين مختاف القوى لاكتساب المزيد من الضمانات وتأمين قدر من الأمن له ولإمارتة خاصة من الجانب البريطاني الأقوى.
كذلك خزعل راح يقوي ارتباطة بالبريطانيين فأرسل أربعه رجال ليتمركزوا كحرس لحماية نيابة القنصلية البريطانية بعد توليه الحكم مباشرة برفقة رسالة فحواها "باستطاعة القنصل البريطاني الاعتماد عليه في المحافظة على النظام والقانون"(99) .
كما أشارت بعض التقارير أن خزعل الذي خشي تصاعد المعارضة بعد عملية الاغتيال وحدوث إضطرابات كان دائماً يبث رسائله للبريطانيين بأن يعتبروه من ضمن مصالحهم الخاصة بالمنطقة والتي يهمهم الحفاظ عليها (100).
ولاشك أن الباحث في مسير وتطور الأحداث في عربستان لابد أن يستوقفة كم الصراعات القبلية فهذا الأمر قد يمثل فارقاً مهما لفهم أسباب ودوافع الحكم وعملية الاستقرار من عدمة .

فالناظر من جهة للتركيبة الداخلية للقبائل العربية وغيرها في عربستان ووضع الكويت وقبائلها من جهة أخرى يجد أن التوافق والاستقرار في الكويت كان أقوى وأكثر وضوحاً ولم يكن هناك مثل هذا الصراع القبلي على الرغم من أن القبيلة كانت هي الأساس الذي سار من خلالة تطورالمجتمع في الجانبين .
كما بدا واضحا أن الكويت أفراداً وقبائل ومجموعات ولائهم يرتبط دائماً بإمارتهم فلم يكن هناك صراع في أي وقت من الأوقات على تولى السلطة أو الحكم بين أفراد المجتمع(101) ، كما أن ولاء حكام الكويت أنفسهم لم يكن لأي جهة معينة ، وباستثناء الإدعاءات العثمانية لم يكن هناك عبء وضغط خارجي عليهم يجبرهم علي قبول أي سلطة خارجية .
وأن استدعت الظروف في بعض الأحيان أن يكون هناك نوع العلاقة الاسمية بين الكويت وبين بعض القوى (وإن لم تتجاوز مظاهر هذا الادعاء تواجد مؤسسات أو سلطات عسكرية حقيقة تباشر مهامها) ، خاصة إذا ما علمنا أن حكام الكويت كانوا دائما يرون أن استقرار إمارتهم لم يكن مرهون باستقرارالأوضاع الدولية فقط بل أيضاً الأوضاع الإقليمية والصراعات الحدودية في المنطقة بجانب العامل الأهم وهو استقرار الوضع الداخلي للإمارة.
وإن لم يغب عن بالنا حضور النموذج السعودي وسقوط دولتة السعودية الأولى ( 1744-1818) و الثانية ( 1824- 1891) ، فإن مبارك والذي كان يعد الأمير عبد العزيز لإرجاع سلطة أبائة الضائعة في الرياض ، لم يهمل أثر هذا التحالف المعلن بينه وبين الأمير الشاب خاصة أن مبارك كان يضع نصب عينية أثر هذا التحالف على أل رشيد في حائل ونجد واستقرار أوضاع الإمارة وقبائلها الحدودية بجانب تقوية وضعة في أي مفاوضات مستقبلية مع أطراف دولية وخارجية .

أما بالنسبة لعربستان فقدكانت الخطوط كلها تتلاقى لتجعل من الصدامات القبلية أحد أهم وأبرز الصور الواضحة للإمارة ، فقد كان لتشابك الوضع القبلي والصراع الدائم على الحكم وعدم الاستقرار أثر كبير في شكل وتركيبة المجتمع والسلطة فقد كان على الشيخ خزعل أن يكون أعلى سلطة تنفيذية ، كما يتوجب عليه أن يكون شيخاً لقبائل الإمارة قبل أن يكون أميراً أو حاكماً عليها وهو الأمر الذي كان يجد فيه صعوبة خاصة مع الانشقاقات القبلية المتكررة عليه .

كذلك ما يلفت النظر أن النزاع الحاد الذي كان يدب بين الحين والأخر في صفوف أمراء وشيوخ القبائل والمناطق في عربستان كان يؤثر بلا شك في عملية توزيع الولاء واستقرار السلطة المركزية لخزعل.
وفي المقابل لم تذكر لنا المصادر المحلية أو العربية أو غيرها وجود صراع بين القبائل المختلفة في الكويت أو بين شيخ الكويت وبين أحد رؤساء القبائل من رعاياه الأمر الذي يعكس لنا أن المجتمع القبلي هناك تفاعل مبكراً واندمج مع النظام الحاكم وإن كان لا يزال قائما على البنية القبلية كمبدأ تنظيمي.

لذا يمكن القول أن الاستقرار بالنسبة للشيخ خزعل في عربستان كان مرهون باستقرار الأوضاع الداخلية وهو ما لم يكن متحققاً على أرض الواقع وبالتالي يمكن حصر أوجة الاختلاف بين الوضعين الداخليين للكويت الذي كان على رأسة مبارك و عربستان الذي كان على رأسة خزعل في أمرين:

الأول : ففي حين نجد أن سلطة الحكم في الكويت قد استقرت رسميا في مركز شيخها واستمد المجتمع سلطته من سلطة شيخ الإمارة ، نجد أن الاندماج القومي في عربستان بني على ولاء كل قبيلة لشيخها ولم ينجح شيخ مشايخ هذه القبائل والمفترض في شخص خزعل في الحلول محل القبلية السياسية للعشيرة لتحقيق إندماج أكبر.

الثاني : أن القبيلة السياسية في الكويت تكيفت وبنجاح مع المعطيات سواء السياسية أو الاقتصادية بما جعل مفهوم المواطنة والولاء عند الكويتيين محصور في ولائهم للإمارة وشيخها ، على عكس وضع المجتمع الداخلي في عربستان الذي إنعدم فيه التحديد الرسمي لمفهوم الدولة وظل الولاء دائما للقبيلة بشكلها السياسي.
[/justify]
__________________
رد مع اقتباس