عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 16-07-2008, 06:26 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

كنت قد كتبت ثلاث حلقات عن هذه القبيلة الاسرة وكان المفروض ان اواصل البحث عن عائلات الجلاهمة في البحرين والكويت ولكنني سأتوقف اليوم للكتابة عن شخصية مهمة من هذه القبيلة هذه الشخصية كان لها مكانة بارزة في التاريخ كان لها دور تركت بصمات،ذلك هو ارحمة بن جابر سيد هذه القبيلة الاول الجلاهمة.
اذا كان آل الصباح حكام الكويت كان الشخصية البارزة في اولى الامر هو صباح الاول. واذا كان آل خليفة حكام البحرين كان الشخصية البارزة في اول الامر وهو خليفة الاول، فان الجلاهمة كان عندهم الشخصية الاولى هو «ارحمه بن جابر الجلهمي» السيد الاول الذي كانت له المكانة التاريخية.
للاسف ان كثيرا من المراجع الاجنبية التي نقل عنها عن هذا الليث ليث البحر صورته على انه قرصان مشى على ذلك بعض من كتاب العربية.
لقد كتب عن ارحمة كثيرون منهم :
1- امين الريحاني: في كتابه ملوك العرب الجزء الثاني صفحة .250
2- الشيخ عبدالله بن خالد الخليفة والدكتور علي ابا حسين في كتابهما البحرين عبر التاريخ.
3- عبدالله بن محمد البسام في كتابه تحفه المشتاق في اخبار نجد والحجاز والعراق.
4- جمال زكريا قاسم الذي وصف ارحمه بانه اقوى قرصان عرفته السواحل الشمالية الواقعة على الجانب العربي للخليج وجمال زكريا قاسم يعتبر «حاطب ليل» .
5- عبداله بن عبدالرحمن بن صالح البسام في كتابه علماء نجد الجزء الثالث صفحة .700
6- خبر الدين الزركلي في كتابه الاعلام الجزء الرابع صفحة .209
7- عثمان بن عبدالله بن بشر في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد الجزى الثاني صفحة .27
وهنا يسرني ان انقل ما اورده هذا العالم الفاضل عثمان بن بشر حيث انه عاش وولد في اعقاب وفاة ارحمة بن جابر فهو الاقرب من كل المراجع والكتاب حيث يعتبر أنه نقل حرفيا عن المعاصرين لارحمه لهذا يعتبر كلامه دقيقا بينما كانت كثير من المراجع عالة على النقول الاجنبية
يقول ابن بشر وفي جمادي الاول 1242 - 1826 توفى الشجاع المقاتل في البحر ارحمة بن جابر بن عذبي رئيس الجلاهمة من بني عتبة اهل البحرين واهل الكويت وكان نادرة وقته بأسا وشجاعة وكان سعودا استعمله في الخوير والدمام محاربا في البحر فصار له هيبة وارسل اليه سعود رجالا يقاتلون معه وكثرت اعوانه فحارب اهل البحرين ومسكة وغيرهم حربا شديدا وله معهم وقعات تقدم بعضها في اول الكتاب فلما نفذ القدر في آل سعود بالتفرق والجلا نزل الدمام واقام مدة مصالحا لاهل القطيف والبحرين ثم وقع بينه وبين آل حميد رؤساء الاحساء والقطيف محاربات في القطيف فصالحوه على شيء يدفعونه اليه من المال ثم انتقض الصلح بينهم وقام في حرب البحر كله من اهل البحرين والقطيف وبني خالد وغيرهم فاجتمع جنود عظيمة لحربه مع ماجد بن عريعر في البر ومعهم عبدالله بن خليفة بجنوده من اهل البحر وفي البحر سفن من اهل البحرين مع احمد بن سلمان بن خليفة ومعه جنود كثيرة ثم ان ارحمة ركب في سفينته وخلف في قصر الدمام في محاربة اهل البر فاتفق ان احمد بن سلمان سار الى سفينة ارحمة فوجده فيها فحصل بينهما قتال شديد يشيب من هوله الوليد قتل فيه خلق كثير حتى صبت ميازيب السفينتين بالدم فاراد الله سبحانه ان سفينة رحمة يثور جبخانها من البارود الذي فيها فاشتعلت النار في السفينتين واحترقتا وسبح من سلم من اهلهما في البحر فجعل من كان من اهل البحرين في سفنهم التي ما باشرت القتال يلتقطونهم فمن عرفوه منهم حملوه معهم ومن كان من قوم رحمه قتلوه وفقد رحمه الله ذلك اليوم ثم سار ابن خليفة الى قصر الدمام فحاصر بن ارحمة فيه ثم اخرجه منه بالامان ومن معه وسار بهم الى البحرين وضبط القصر برجال من اهل البحرين وكان ارحمة كثير اللهجة بالاشعار ولا سيما اشعار الحماسة وله شعر جيد وله محبة لاهل هذا الدين واهل هذه الدعوة من هذه الطائفة فمن شعره فيهم الدالية التي انشأها بعد هدم الدرعية تنبىء عن حسن عقيدته ومحبته لهم فمنها قوله:
فيا ايها الانسان انك ميت
عليك بتقوى الله منها تزودا
فما احد في الناس الا مكلف
ولاتحسبن الله تاركهم سدى
فلا بد من موقف عند ربنا
حفاة عراة صاغرين كما بدا
فيسألهم والمرسلين جميعهم
يقص عليهم علم حق تأكدا
الى ان قال:
جرى الله بالخيرات عنا أئمة
دعونا الى التوحيد عن هوة الردى
مشايخنا احبار دين نبيهم
فمنهم تقي الدين حبر تزهدا
وقام على آثاره شيخ علمنا
امام روى الوحيد علما وسؤددا
واطفأ نيرانا لشرك تجددت
بنجد فواراها هناك واخمدا
وكان بنوه في الطريقة بعده
وانصارهم اهل الشجاعة والندى
قياما بحمد الله في نصر دينه
يحكمون في المشركين المهندا
هذا هو ارحمة بن جابر بن عذبي شيخ الجلاهمة العتبي«التغلبي» اسوة بما كان للاسرتين السالفتين آل الصباح وآل خليفة كما ذكرتهم الكتب المعتبرة.
ارحمة بن جابر الرجل الكفيف الذي كان سيد البحر ردحا من الزمن الذي دخل في معركة بحرية غير متكافئة حيث لاقى مصيره المحتوم بشجاعة وشمم.
لقد خلف ارحمة من بعده في الزعامة ولده «بشر» الذي اصبح وليا للعهد في عهد والده ولكن الظروف لم تكن كما تجري ولهذا انتهت زعامة هذه الاسرة الكبيرة الكريمة آل الجلاهمة ونقول رحمك الله يا ارحمة الذي سدت البحر ردحا من الزمن وكنت الليث والاسد الهصور في هذا الخليج.

جريدة الوطن 4/11/2004
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"