عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 31-07-2008, 02:37 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

الهيلك والمسغبة والمجاعة جزء من تاريخ الكويت في منتصف القرن التاسع عشر، لا يظن احد ان الاحداث التي تمر على الكويت ويكون الحاكم وابناء الكويت لا يتصدون لها ولا يحركون ساكنا، ان الاجواء التي عاشتها الكويت مع امتداد تاريخها من ثلاثة قرون ونيف كان الكويتيون يعيشون عيشة الكفاف وكانت الارزاق محدودة ولولا ان كثيرا من ابناء الكويت الذين يعملون بالتجارة الرائجة في تلك الحقبة من الزمن وهي تجارة اللؤلؤ والغوص عليه ومن ثم بيعه في اسواق الهند وكذلك تجارة الخيل التي كانت مطلوبة لاوروبا في تلك الحقبة من الزمن.
لهذا فقد كان في عهد جابر الاول جابر العبد الله كثير من الكويتيين الذين برزوا في التجارة منهم عيسى محمد المخيزيم ويوسف بن عبد المحسن البدر وكذلك يوسف عبد الرز اق الصبيح وكذلك عبد اللطيف العتيقي وسالم بن سلطان آل معرفي وآل الابراهيم هؤلاء قليل من كثير الذين تصدوا لهذه المجاعة لكن كان هناك شاعر مجيد هو عبد الغفار الاخرس الذي كان في الموصل من العراق ثم انتقل الى بغداد ثم الى البصرة وكانت له صلاة مع تجار الكويت ومراسلات معهم ويحثهم على المزيد في مساعدة الفقراء وبهذا توجه يوسف الصبيح وآل الابراهيم وفتح كل منهم بيتا في البصرة او الدورة لاطعام الجياع من المحتاجين فما كان من الشاعر عبد الغفار الاخرس ان وجه رسالة شكر الى عيسى محمد المخيزيم الذي يعد من مليونيرية اهل الكويت في تلك الفترة رسالة شكر على تجاوبه مع ندائه هذا وكانت رسالة الاخرس عبارة عن قصيدة يقول في نصها التالي:
يا ابن المخيزيم وافتنا رسائلكم
مشحونة بضروب الفضل والادب
جاءت بأعذب ألفاظ منظمة
حتى لقد خلتها ضربا من الضرب
زهت بأوصاف من تعنيه وابتهجت
كما زهت كأسها الصبهاء بالحبب
عللتمونا بكتب منكم وردت
وربما نفع التعليل بالكتب
فيها من الشوق اضعاف مضاعفة
تطوي جوانح مشتاق على لهب
وربما عرضت باللطف واعترضت
دعابة هي بين الجد واللعب
قضيت من حسن ما ابدَعْته عجبا
وانت تقضي على الاحسان بالعجب
فنحن مما انتشينا من عذوبتها
ببنت فكرك نلهو لا ابنة العنب
فأطربتنا وهزتنا فصاحتها
فلا برحت مدى الايام في طرب
أما النقيبان أعلى الله قدرهما
في الخافقين ونالا ارفع الرتب
الطاهران النجيبان اللذان هما
من خير أم زكت اعراقها وأب
دام السعيد لديكم في سعادته
وسالم سالما من حادث النوب
ان الكويت حماها الله قد بلغت
باليوسفين مكان السبعة الشهب
تالله ما سمعت اذني ولا بصرت
عيني بعزهما في سائر العرب
فيوسف بن صبيح طيب عنصره
أذكى من المسك ان يعبق وان يطب
ويوسف البدر في سعد وفي شرف
بدر الاماجد لم يغرب ولم يغب
فخر الاكارم والامجاد قاطبة
وآفة الفضة البيضاء والذهب
من كل من بسطت في الجود راحته
صوب المكارم من ايديه في وصب
لولا امور اعاقتنا عوائقها
جئنا اليكم ولو حبواً على الركب
ظلت هذه القصيدة الرسالة التي نقل الشيخ عبد العزيز الرشيد بيتين منها وهما (ان الكويت حماها الله قد بلغت باليوسفين) وذلك في كتابه تاريخ الكويت وكان لا يعرف من هو ابن المخيزيم وذكر نبذه عن اليوسفين.
ان المقصود بابن المخيزيم هو عيسى محمد المخيزيم الذي كان من أكابر اغنياء الكويت في تلك الحقية وانجب ولدا واحدا هو سليمان وبنتا واحدة هي منيرة واوصى ابنه سليمان بعتق جميع العبيد وان يهتم باخته منيرة والرجل الثاني الذي ذكر في القصيدة هو سالم وقال (وسالم سالما من حادث النوب) فقد ذكره الشيخ يوسف بن عيسى حيث ذكر من ضمن الذين يقدمون المساعدات (سالم بن سلطان).
هذا السالم بن سلطان كان قد علق المرحوم عبدالله علي الصانع في مجلة كاظم الكويتية عدد (5) سنة (1948) يقول عن شخص غير اسمه الى مجيد بن سلطان وكان اسمه الاصلي ماجد بن السلطان هذا الماجد كان من المتعاونين مع الشيخ يوسف الابراهيم في تلك الفترة من الزمن وكان ذا ثراء وجاه ومال كما ذكر الصانع هذا هو احد احفاد سالم بن سلطان المليونير المعروف انه ذلك الرجل الذي شارك في سنة الهيلك والتهلكة لكن هذه سنة الله وكثير من العائلات الكويتية التي كانت بارزة وكان لها جاه ومكانة قد انتهت، اين ابن رزق اين ابن عصفور مصيرهم مصير سالم بن سلطان صحيح هناك بعض العائلات صمدت مثل الصبيح والبدر ومعرفي والابراهيم لكن الكثير قد ذهب مع تغير التاريخ والزمن ومن يدري ماذا يخبىء المستقبل وهذه سنة الله اناس تأتي واناس ترحل وكل لها ذاهبون.
اخيرا في هاتين الحلقتين عن المجاعة والمسغبة التي تسمى في نجد والهيلك في الكويت ترينا تكاتف الكويتيين امام المحن هذا في القديم لكن في هذا التاريخ اليوم هل نتكاتف نرجو من الله ذلك.


جريدة الوطن 14/1/2005
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس