عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-04-2008, 05:41 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

للأسف كان المفروض ان يقيد في سجل تاريخ هذا الرجل العجيب ابن الشيخ الذي ترك بصمات لا تمحى في تاريخ الكويت واليوم نحن نتناول في هذه الحلقات نتفا من تاريخ هذا الرجل العجيب.
كان الشيخ محمد قد تزوج من السيدة الفاضلة نورة حمود عبدالله الفرهود وهي من قبيلته من اعتيبه وهي اصلها من علقه من الزلفى أنجب من السيدة الفاضلة نورة ولده البكر ابراهيم على اسم والده وعاش هذا مائة وخمس سنوات، ثم عبدالرزاق الذي عاش تسعين سنة، واحمد عاش خمسا وسبعين سنة، واليوم الموجود من ابنائه جاسم ويبلغ من العمر خمسا وثمانين سنة اطال الله في عمره، هؤلاء هم ابناء الشيخ.
كان الشيخ قد عمر حتى وصل الى مائة وخمس وعشرين سنة حين ولد سنة (1835) وتوفي سنة (1959) وكان يقضي وقته متنقلا بين الكويت ونجد الى اعنيزة مسقط رأس اجداده ووالده، كان الشيخ يتمنى ان يموت ويدفن في اعنيزه وكان يتشوق للذهاب لها في فصل الخريف والشتاء.
كان الشيخ قد تزوج بسيدة من اهل اعنيزة في نجد أنجب منها ولده عبدالله الابن الخامس الذي توفي هناك، وكان في اثناء رجوعه الى الكويت في احدى المرات انفصل عن زوجته ام عبدالله وأخذ هذا يشغل باله وبعدها رجعها وكان في رحلته الاخيرة، وهو جالس مع ام عبدالله يتحدث اليها عن البعد والفراق وكيف الابناء في الكويت وانت وعبدالله في نجد واعنيزه واخذ يستعد لصلاة العشاء، وطلب من ام عبدالله ان تعطيه ماء فشرب نصف الكأس ان كان هناك كأس او ملّه وتوجه الى الصلاة وفي هذه الحال وهو واقف امام رب العباد والسجادة تحته اخذ يهتز حتى سقط، وكانت هذه اخر مرة له في هذه الدنيا، قلنا انه كان يتشوق ويتمنى ان يموت في اعنيزة وكان يقول هذه القصة الى كل معارفه، وكان يدعو في صلاته الى ذلك لهذا استجاب له رب العباد هذه الدعوة وذلك من جراء الخدمات الانسانية التي قدمها للكثيرين بدون مقابل وحيث فرج الكرب عن اناس لا يعرفهم.
كان الشيخ محمد بعيد النظر حيث كان ينظر ويبصر من على مسافة لا بأس بها، وكان طول حياته لا يعتمد الا على اكل التمر واللبن والخبز فقط وهذا كان طول حياته ووقت الظهر يعتمد على الرز الابيض فقط كان يمشي مسافات طويلة بعد صلاة الفجر وهو يتكىء على عصاه على ساحل بحر السالمية ثم يرجع الى بيته للافطار ومن ثم استقبال الناس.
كان بعض الناس يقدم لهم مبلغاً من المال وبعضهم يقدم لهم التمر والبعض يقدم القمح.
كان يعيش في منطقة القبلة وبعدها اعتزل الناس وذهب الى بيته في منطقة السالمية الذي بيع بعد وفاته حيث انتقلت الملكية للورثة ومن حقهم ان يأخذوا حصصهم لقد اشترى البيت السيد عبدالرحمن البحر الذي عمل عمارة اليوم كما هو معروف اليوم كان الشيخ يعطف على الفقراء واذا جاءه احدهم اخرج له بعض المال او بعض التمر وكان الناس في المنطقة يحترمونه ويتباركون به، كان الشيخ لا يغضب ولا ينفعل ويعرف ان الناس القادمين اليه في حاجة ماسة الى المعاينة والملاطفة.
كان رحمه الله يعرف الصاحي من المريض فاذا جاءه اثنان وقال له الرجل غير المريض انا مريض واريد ان تقرأ علي، وهو قادم ليختبر الشيخ فرأسا الشيخ يقول له لا تضحك على الشيخ بعدين يا ابني تمرض صج صحيح ولا تجد طبيبا.
كان الشيخ مربوع القامة ذا بشرة حنطاوية وعينين عسلاويتي اللون واسعتين يشع منهما النور والايمان فقد البصر في احدى العينين عندما تقدم به السن كان الشيخ يعتمد على القراءة في القرآن الكريم والاحاديث النبوية والزعفران وماء الورد والماء الذي يعطيه للمريض بعد القراءة وبهذا يشفيه الله.
هكذا كان الشيخ محمد الجسار ابن الشيخ

جريدة الوطن 15/8/2003
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"