عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-05-2009, 08:14 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي بشر يوسف الرومي

بشر يوسف الرومي
(1257–1347)(1841–1909م)
المولد والنشأة:
هو بشر يوسف أحمد محمد صالح بشر محمد الرومي، ولد في محلة (فريج) الرومي بمنطقة الشرق في الكويت عام 1257هـ الموافق عام 1841م.
ينتمي إلى أسرة عريقة، ينتهي نسبها إلى بطن الشملان ثم السلقا ثم الجبل ثم العمارات ثم البشر من قبيلة عنزة()، وقد ارتبطت هذه الأسرة ارتباطاً وثيقاً بالبحر، من خلال عملها في مهنة الغوص على اللؤلؤ الذي كان مصدر رزقها الرئيس.
وكانت أسرة الرومي قد نزحت مع أسرتي الصباح والخليفة، وأسر أخرى (فيما يسمى بالعتوب) من منطقة اليمامة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث كانوا يسكنون في "الهدار" من منطقة الأفلاج في نجد، وكبير أسرة آل رومي هو محمد الدراج، لأنه كان يسحب على مدرج بعد إصابته بقلة مدفع، وكان قاضي الجماعة، وقد هاجرت تلك الأسر لأسباب فُصلت في كتب التاريخ().
ومن تلك المنطقة خرجت أسرة الرومي مهاجرة إلى قطر مع الأسر التي ذكرناها آنفاً، فاستقرت في مدينة الزبارة التي تقع على ساحل قطر الغربي قرب البحرين، وكانت قطر آنذاك تحت سيادة بني خالد ويحكمها من قِبلهِم آل مسلم().
وبعد مدة غير معروفة خرجت من قطر، واستقرت مع أسرة الصباح وآل خليفة وعدد من الأسر الأخرى في "الصبية" بالجهة الشمالية الشرقية من الكويت، ثم غادروها إلى جزيرة فيلكا التي استقروا فيها مدة من الزمن، ثم غادروها إلى أرض الكويت بعد الإذن من ابن عريعر، ويقال انه وهبهم الكوت()، وكانوا مجموعة من العشائر والأسر استقرت في ذلك الكوت (الكويت) واختارت فيما بعد صباح الأول أميراً لها ما بين سنة 1110 وسنة 1130هـ على وجه التقريب().
أسرة الرومي .. مثال للبر والإحسان:
أسرة الرومي من الأسر الكويتية المعروفة، التي لها سابق أفضال حميدة وخصال مجيدة، فقد عاشت في الكويت وعاصرت جميع الأحداث التي مرت عليها منذ نشأتها، وتنوعت مجالات بذلها وعطائها فكان لها مواقف مشهودة في تاريخ البلاد، ومن ذلك:
- شارك أبناؤها بأرواحهم وأموالهم في المواقع والأحداث التي شهدتها الكويت، وأبلوا في ذلك بلاءً حسناً، وأظهروا شجاعة نادرة وقدموا تضحيات مجيدة، بذلوا فيها أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن بلادهم وعزتها وكرامتها، وحظي بعضهم بوسام الشهادة الذي هو أرفع وسام.
- قامت هذه الأسرة ببناء جزء من سور الكويت القريب من محلتهم، بأموالهم الخاصة، ولم يكتفوا بتحمل جهد البناء فحسب، بل تكفلوا بإطعام أهل المحلة الذين قاموا ببناء السور معهم.
- اتصفت أسرة الرومي بحسن الأخلاق، وطيب المعشر، وكانوا من أصحاب الدواوين الكويتية المعروفة، وخاصة دواوينهم بالشرق، سواء ديوان شملان الحالي أو ديوان بشر الرومي سابقاً.
- عناية أسرة الرومي الخاصة بالعلم وأهله، ويشهد لهم بذلك تبرعهم للمدرسة المباركية، وإنشاؤهم مدرسة السعادة، وزيارات العلماء المتكررة لهم، وإقامتهم عندهم، ومنهم الشيخ عبدالعزيز العلجي، والشيخ عبدالرحمن (سلطان العلماء شيخ فارس)، وعبدالعزيز الثعالبي، ونجم الدين الهندي، والشيخ يوسف بن إبراهيم آل الشيخ مبارك.
أسرة الرومي .. ارتباط بالبحر ووفاء له:
وتمثل الارتباط الوثيق لهذه العائلة بالبحر في عدة مظاهر منها:
أولاً: امتلاكها أسطولاً كبيراً يضم شتى أنواع السفن الشراعية المستخدمة في الغوص على اللؤلؤ.
ثانياً: تميز عدد كبير من أبنائها العاملين في مجال "التنوخذ" (قيادة السفن)، حيث بلغ عدد نواخذة الغوص الذين نعرفهم من هذه العائلة أحد عشر نوخذة().
ثالثاً: بروز عدد كبير من الطواشين (تجار اللؤلؤ - الطواويش) من هذه الأسرة، حيث بلغ عدد الذين نعرفهم منهم ستة عشر طواشاً.()
رابعاً: انحصار إمارة الغوص – بعد وفاة ابن تمام ومن بعده ابن مهنا – في أسرة الرومي.
فقد تولى الإمارة يوسف بن أحمد الرومي، وبعد وفاته تولاها محمد بن بشر الرومي، ثم راشد بن أحمد الرومي آخر أمراء الغوص، الذي يُضرب به المثل في معرفته بالبحر وقيعانه ومجاريه، وظلت الإمارة في حوزته حتى انتهاء مهنة الغوص وكساد تجارة اللؤلؤ بعد اكتشاف اللؤلؤ الصناعي في اليابان.
ولم تتولَّ أسرة من أسر الكويت إمارة الغوص بعد يوسف بن أحمد الرومي سوى أسرته، ويؤكد ذلك التميز الشيخ يوسف بن عيسى القناعي() بقوله: "وقُوَّاد الغوص (أمراء الغوص) هم الذين بيدهم الحل والترحال والقفال()، وأول قائد عُرف بالكويت هو ابن تمام، ثم بعده ابن مهنا، ثم أحمد بن يوسف الرومي، وبعده استمرت القيادة (إمارة الغوص) في هذا البيت إلى يومنا هذا"().
خامساً: تخليد الفولكلور الكويتي لثلاثة من أبرز رجالات صناعة الغوص على اللؤلؤ من عائلة الرومي ومن أشهر الطواويش في الكويت، وهم المرحوم راشد بن أحمد الرومي – آخر أمير للغوص، والمرحوم حسين بن علي آل سيف الرومي, والمرحوم شملان بن علي آل سيف الرومي، إذ تقول الأهزوجة الكويتية في بعض أبياتها: "يا اللومي ... هات بن رومي ... يا اليوهرة (أي الجوهرة) ... يبي (أي احضري) حسين من بحره ... ياالدانة (أي اللؤلؤة) ... جري شملان من أذانه".()
رحلته مع العلم كان الكُتَّاب هو المحطة الأولى التي تزود منها الشاب بشر الرومي بخير زاد، فتعلم بين أروقته تلاوة القرآن الكريم، وتلقى مبادئ القراءة والكتابة، وكان ذلك هو الحد الأدنى من التعليم آنذاك. وما كان هذا ليرضي طموح بشر الوثاب، وتعطشه لطلب العلم النافع ومجالسة العلماء، فاتصل ببعضهم واقترب منهم، وتزود مما عندهم من العلم.
زواجه:
تزوج المحسن بشر الرومي من نفس أسرته وهي بنت علي بن سيف الرومي، ولحرصه – رحمه الله - على أن يكون بينه وبين أهل العلم نسب، تزوج من السيدة منيرة إبراهيم الغانم حفيدة العالم الجليل السيد عبدالجليل الطبطبائى()، متمنياً من الله أن يرزقه الذرية الصالحة التي تقر بها عينه وتسعد بها نفسه، وقد حقق الله له ما تمنى ورزقه ذرية طيبة مباركة.
مظاهر حب المحسن بشر الرومي للعلم وأهله:
صداقته الحميمة للشيخ أحمد بن محمد الفارسي - شيخ الكويت آنذاك - فكانت بينهما روابط حميمة وتزاور وتشاور وتواصل، ولفرط حبه له اشترى مزرعة في قرية الفنطاس – بالقرب من مزرعة الشيخ الفارسي – ليسكنها في فصل الربيع، ويتعلم من صديقه العالم الجليل.
- نزول الكثير من العلماء الذين كانوا يزورون الكويت بكثرة في ذلك الوقت ضيوفاً عليه وعلى أسرته الكريمة، ومنهم: الشيخ عبدالرحمن (سلطان العلماء وشيخ فارس في وقته)، والشيخ العلامة عبدالعزيز بن صالح العلجي، الذي كان يزور الكويت مرة كل عام.
- حرص بشر الرومي على تلقي العلم من ذلك الأخير، ولم يشأ أن تقتصر الاستفادة من هذا الشيخ العلامة عليه هو فحَسب، بل حرص على تعليم بعض أولاده وأبناء عائلته الفقه علَى مذهب الإمام مالك - رحمه الله - على يدي الشيخ عبدالعزيز بن صالح العلجي.
- بادل الشيخ العلجي بشر الرومي وعائلته حباً بحب ووفاءً بوفاء لما لمسه فيهم من صفات حميدة تنم عن حسن الخلق، فقد بلغ حب الشيخ العلجي لبشر وأبنائه وآل بيته درجة كبيرة، حتى إنه انقطع عن زيارة الكويت بعد موت صديقه بشر رحمه الله.
- حرصه على مجالسة العلماء الأفاضل وزيارتهم في دواوينهم، ومنها ديوان الملا حسين التركيت، الذي كان يواظب على حضور مجلسه عصر كل يوم جمعة، إذ يقول الباحث عدنان سالم الرومي في كتابه "علماء الكويت وأعلامها": "كان يحضر في هذا المجلس عدد لا بأس به من طلبة العلم الشرعي وشيوخه، ومنهم: الشيخ عبدالله الخلف، والشيخ سيد يعقوب سيد عبدالوهاب، والحاج سليمان الحداد، والشيخ يوسف بن حمود، والشيخ البصير) محمد بن جنيدل، والشيخ عبدالله بن خالد العدساني، والشيخ عبدالعزيز حمادة، والشيخ مساعد العازمي، والشيخ عطية الأثري، والشيخ أحمد الفارسي، والوجيه بشر بن يوسف الرومي. ولم يكن أحد من عامة الناس يحضر هذا المجلس، لعلمهم أن عصر ذلك اليوم مخصص لهؤلاء الرجال الذين كانت تطلق عليهم العامة اسم (المطاوعة)، وكان سليمان الحداد يختم مجلسهم – عادة – بقصيدة من محفوظاته، وكان ذا صوت شجي جميل يأخذ بألباب الحاضرين والمارة"().
زهده:
كثيراً ما تغر الدنيا أهلها، مع أن الله تعالى حذر عباده منها، وضرب الكثير من الأمثال في كتابه العزيز لتبيان حقيقتها، قال تعالى: " اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)" سورة الحديد .
وقد كان المحسن بشر الرومي رحمه الله زاهداً في الدنيا وزخرفها وزينتها، حتى إنه ابتعد عن مهنة الغوص ومشاغلها ومشاكلها، وترك الأمر لله ثم لأولاده وأولاد أخيه، وتفرغ لأمور الآخرة، وقد لاحظ عامة الناس هذا السلوك واضحاً عليه، فنطقت أهازيجهم بمدحه، وطربت ألسنتهم بالثناء عليه، ومما قالوا فيه:
بشر ما فيه عذاريب كل العرب عارفينه
بشر عباد المسجد أبو صلاة طويلة()
وقد لازمته صفة الزهد هذه طوال حياته، فكان كالشجرة الخضراء الوارفة الظلال التي تنشر ظلها على من حولها، وقد مدح الشاعر صقر الشبيب فيه هذه الصفة بقوله:
فأنفقتـها تسعـين عامـاً كأنـها لغرسك فيها الصالحات حقولُ
وكل امرئ يسعى إلى ذاك لو غدا له جامع الأخلاق وهو ذلـولُ
غرست جميلاً فاجتنـيت ثمـاره محامد ممـن قال أو سيـقولُ
سلامة فطرته:
كان – رحمه الله – حريصاً على الإحسان إلى الناس وعدم الإساءة إليهم أو إيذائهم، ولم يكن - رحمه الله - يتجنب أذى الناس تكلفاً ولا تصنعاً، وإنما كان ذلك منطلقاً من فطرة سليمة نقية، ونفس طيبة رضية، أملت عليه حب النفع للناس والبعد عن الأذى وبُغض من يفعله، وقد وصف ذلك الشاعر صقر الشبيب في القصيدة ذاتها بقوله:
كما كنت مطبوعاً على تركِكَ الأذى وبُغضِكَ من يمشي بهِ ويصولُ
فَرُحـتَ ولمْ يَرْهـبْ أذَاكَ مُجـاوِرٌ وما بِكَ عَنهُ لو أردتَ نُكـُولُ
ولكِنـه مـا زالَ طبعُــكَ آبيــاً سِوى ما بـه مِنَّا يُسَرُّ نَزيـلُ()
أوجه الإحسان في حياته:
كان لنشأة المحسن بشر الرومي – رحمه الله - في بيئة كريمة، لها أيادٍ بيضاء في وجوه الخير كافة، أكبر الأثر في تعدد أوجه الإحسان لديه، وليس من الإنصاف أن نشرع في الحديث عن أوجه الإحسان في حياة ابنهم المحسن بشر الرومي قبل أن نعرّج على جانب من سيرتهم العطرة، ومنهم:
عبدالرحمن بن يوسف الرومي:
له إسهامات كبيرة في نجدة الدولة ونصرتها، حيث تكفل بتجهيز جزء من الجيش الكويتي من ماله الخاص، وكانت له أيادٍ بيضاء في مواسم الحج، بما كان يقدمه من ولائم لحجاج بيت الله الحرام الذين يصاحبونه في رحلة الحج إلى الديار المقدسة().
النوخذة عبدالله بن أحمد بن يوسف الرومي:
وعرف في زمانه بلقب "عبدالله باشا"، وكان له فضل كبير في إعادة البحارة الكويتيين الذين سافروا عام 1889م إلى جزيرة سيلان للغوص على اللؤلؤ وتقطعت بهم السبل بعد فشل رحلتهم، ولم يجدوا المال الكافي للعودة إلى وطنهم، فتحمل "عبدالله باشا" تكاليف عودتهم من ماله الخاص().
السيد صالح بن حمد الرومي:
وقد اشتهر عن هذا الرجل أنه تبرع بأرضه التي كانت تقع في منطقة الشرق لبناء مقبرتين لدفن الموتى، بل كان يجهز لهم الكفن والطيب والكافور من ماله الخاص.
المحسن حسين بن علي آل سيف الرومي:
وهذا الرجل لا يزال ذكر كرمه وجوده يُتداول حتى وقتنا هذا بين أهل الكويت من بدو وحضر، وقد اشتهر بلقب "إمْعَشِّي العوسج"()مما يدل على جوده وكرمه.
شملان بن علي آل سيف الرومي:
الذي ساهم في بناء المدرسة المباركة، وأنشأ مدرسة السعادة للأيتام، وشارك بمجهود وافر في إنشاء مسجد المطبة(). كما ساهم بثلث ولده "علي" - الذي استشهد في حرب الجهراء - في تأسيس مسجد علي الشملان، الواقع في دوار شارع عبدالله المبارك في المرقاب().
وإلى جانب ذلك كله، فقد كان لأهل الإحسان من آل الرومي، حبس() على ساحل البحر يعرف بحبس الرومي، وهو عبارة عن مرساة من الحجارة تكون داخل البحر، يستعملها أهل المحلة في أعمالهم البحرية وغيرها().
في هذه البيئة الصالحة ووسط هؤلاء المحسنين الكرام رحمهم الله جميعاً، نشأ المحسن بشر الرومي، الذي تعددت أوجه إحسانه، وامتدت كشجرة مباركة، يتفيأ الكثيرون ظلها، ويطعمون من خيرها.
عمارة المساجد: أراد المحسن بشر الرومي – رحمه الله - أن يبني بيتاً لله تعالى في الأرض، يكون ذخراً له عند الباري عز وجل، وسبيلاً إلى دخول جناته ونيل مرضاته في الآخرة، قال تعالى: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ" (التوبة 18). وقد وفقه الله تعالى إلى نيل هذا الشرف العظيم، ليس ببناء مسجد واحد بل مسجدين:
مسجد الرومي:
كان المحسن بشر الرومي - رحمه الله - يمتلك "ياخوراً"() مع أسرته في محلة المطبة، وهو جزء من أرضهم - المقامة عليها الآن أبراج العوضي - في منطقة الشرق، ونظراً لحرص بشر على أداء الصلوات جماعة، شرع يفكر مع أسرته في تأسيس مسجد قريب من "ياخورهم" - حيث لم تكن هناك مساجد في تلك المنطقة آنذاك ولم يطل تفكيرهم، إذ سرعان ما خصصوا قطعة أرض من جهة الغرب من "الياخور" ليبنى عليها مسجد لله تعالى، متحملاً أيضاً نفقات البناء والتجهيز، مبتغياً من هذا العمل الثواب الذي وعدنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ أَوْسَعُ مِنْهُ فِي الْجَنَّةِ" أخرجه أحمد في مسنده.
وسرعان ما علا البناء وصدح صوت المؤذن بالنداء من فوق مئذنة مسجد الرومي الذي يقع في منطقة الشرق على شارع دسمان (شارع أحمد الجابر حالياً)، مقابل ياخور حسين بن علي بن سيف الرومي قريباً من أبراج العوضي وذلك في عام 1339 هـ (1920م)،()وقد امتدح الشيخ عبدالعزيز بن صالح العلجي صديقه بشر وأسرته لقيامهم بهذا العمل الجليل قائلاً:
إن هذا مسجد منشرح حيث بانـوه كرام صلحوا
فخذوا تاريخه غُرٌّ بداً (آل بشر بالتقى هم ربحوا)()
وقد بُني المسجد في أول الأمر من الطين وكُسي بالجبس، وكانت مساحة الخلوة المصلى فيها صغيرة لا تسع سوى ثلاثة صفوف. وأما "الليوان" فكان يسع صفين آخرين.
ويمتاز مسجد بشر الرومي بكثرة نوافذه وطولها مما يجعل الضوء والتهوية الصحية فيه متوافرين دائماً، وللمسجد بابان أحدهما يطل على شارع أحمد الجابر، والآخر على الناحية الشرقية.
وقد قامت دائرة الأوقاف العامة بتجديده عام 1372هـ (1952)()، كما قام المحسن الحاج عبدالله بن ناصر البناي بإنشاء منارته الحالية، والتي اقتبس منها مهندسو أبراج العوضي - القريبة من المسجد – شكل أقواس البناية فازدانت الأبراج بها().
ومن فضل الله تعالى أن هناك أكثر من وقف على هذا المسجد، والمعروف منها حالياً اثنان فقط هما:1- وقف خالد بن فايز الخميس: وهو عباره عن بيت للإمام في فريج حسين بن علي الرومي، مع بيت آخر بجواره للمؤذن.2- وقف آمنة بنت علي: وهو عباره عن بيت في محلة المطبة، أوقفته على مصالح المسجد، من بناء وحصر وزيت ودلو وغيرها، مما يحتاجه المسجد، بعد أن تقام مصالح البيت الموقوف من بناء وغيره، مما تستدام به غلته.
المواصفات العامة للمسجد:
- المساحة الكلية للمسجد 700 متراً مربعاً.
- يتسع المسجد لعدد 400 مصلٍّ.
- ارتفاع المئذنة 18 متراً .
- بني المسجد على الطراز العادي القديم.
مسجد بالأحساء:
رغب المحسن بشر الرومي رحمه الله في الإستزادة من الخير والثواب، فأسس مسجداً آخراً في الصالحية بمنطقة الأحساء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، بعد أن أشار عليه بذلك صديقه الحميم الشيخ عبدالعزيز بن صالح العلجي – من علماء الأحساء آنذاك – الذي سعى في بناء مسجد في تلك المنطقة، وطلب من آل الرومي التبرع لهذا المشروع الخيري النبيل، فكان بشر أول المساهمين فيه.

التعديل الأخير تم بواسطة عنك ; 24-05-2009 الساعة 08:17 PM.
رد مع اقتباس