عرض مشاركة واحدة
  #55  
قديم 16-01-2012, 03:30 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

الجهل بسنة الله

يقول القصيمي: إن الناس يريدون أن يصلوا إلى ما يريدون من مال وعز وجاه وصحة وقوة وأن ينتصروا على الأعداء بمجرد الصلاة وقراءة القرآن والأوراد، ويزعمون أن القرآن والدين أرشدهم إلى هذه الحقيقة، وهما بريئان مما يزعمون وقد نسي هؤلاء الجاهلون بعمل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بتعاطي الأسباب فقد اختبأ النبي صلى الله عليه وسلم بالغار حين طلبه الأعداء، وأمر بحفر الخندق في واقعة الأحزاب وعمل أصحابه من بعده بهذه السنة وهي سنة العمل مع الاعتماد على الله بالدعاء، ولم يأمر النبي أصحابه أن يجلسوا في بيوتهم ويطلبوا من الله أن يبلغهم مناهم {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله} انتهى بتصرف، ثم قال: ويجب أن يعلم أن الخلاف الذي قام بين الأنبياء وبين جميع أصناف المخلوقين أن الأنبياء جاءوا بالدعوة إلى النظام في كل شيء، في الاتصال بالخالق والاتصال بالمخلوق وسنن الله عامة لجميع المخلوقين بلا محاباة ولا واسطة ولا شفاعة، ولا أرواح تدعي وتتصرف بالطبيعة، ولا بركة عند شيخ ولا قبر ولا تمائم تعلق، ولا احتجاج بالقضاء والقدر، ولا جبر، بل كل مختار ومريد، ولا أمر النبي بالتخلي عن الدنيا، ولا انتظار للخوارق والمعجزات التي تطلب من وراء الأسباب ومن وراء القوانين الطبيعية. ثم قال: إن أعداء الأنبياء قد آمنوا بكل هذه الخرافات وقد قضى الكتاب على هذه المسألة فقال: {فلن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنة الله تحويلاً}.
أقول على قوله: ولا بركة عند شيخ ولا قبر. إن المسلمين لم يقنعوا من المشائخ والقبور، وقد شاهدت بنفسي في العراق والهند أموراً منكرة لا يقرها الشرع، ولا يقبلها عقل، رأيت أناساً يستغيثون بصاحب القبر الميت، ويطلبون منه ما هو تحت تصرف الخالق ورأيت أناساً يتمرغون على الأعتاب، ويصيحون بطلب مرادهم من صاحب القبر وأناساً يضعون السلاسل في أعناقهم، وأناساً يدخلون أيديهم في شبابيك القبر رافعين الأصوات يطلبون من صاحب القبر الفرج، وأهل العمائم ينظرون إلى هؤلاء البلهاء ويلتمسون لهم القبول والشباب المتعلم ينظر إلى هذه السخافات ولا يفوه ببنت شفة. فرحماك يا رب من هذه العقول السخيفة وله يرجى للمسلمين حياة والسواد الأعظم هذه نهاية مداركه :
خرافات وأوهام ** تعيب العقل والعلما
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net