عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 10-06-2009, 03:24 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

( جريدة الدار )

العم بدر القطامي مواقف وذكريات
أبرار أحمد ملك
اليوم توقف «ركن فنان الديرة عن النمو « بعدما ترك لنا أربعة مواليد» الفنان القطامي 1983 ، أيام تحت الاحتلال، حديث الألوان 2004 م، الفن امرأة 2008 م»، تاركا بذلك مساحة كبيرة من الفراغ لا يستطيع شخص آخر غيره ان يملأها.

العم / بدر القطامي -رحمه الله تعالى، كما عرفك الغير في البدء عرفتك «رائد من رواد الحركة الفنية التشكيلية الكويتية» وناديتك كما يناديك الكل بـ «فنان الديرة» باستمرار
كنا حريصين على ماهو جديد لك وزيارة «معرضك الفني» وكل منا حريص على أن يكون «الزائر الأول» وكأننا في سباق كل منا يطمح أن يكون هو «الفائز الأول» أبدا لم نكتفي في يوما ما بالوقوف أمام «لوحاتك» نتأملها ونلتقط الصور
بل كانت أعيننا تتلهف شوقا لرؤية ذلك الركن الذي يضم إصداراتك التي تحتوي على «لوحاتك الفنية الحية والمعبرة» نقتنيها ونشتري منها للأحبة اليوم توقف

«ركن فنان الديرة عن النمو» بعدما ترك لنا أربعة مواليد» الفنان القطامي 1983 ، أيام تحت الاحتلال، حديث الألوان 2004 م، الفن امرأة 2008 م، «تاركا بذلك مساحة كبيرة من الفراغ لا يستطيع شخص آخر غيره ان يملأها ..»

العم بدر القطامي .. مواقف وذكريات
« لقد مضت سنوات على معرفتنا عرفتك بها إنسانا كبيرا نبيلا ذا أخلاق عالية رجلا حكيما محبا للحياة ضاحكا مبتسما متفائلا وبالرغم من مرضه والألم لا يتحدث عنهما، اليوم كيف أرثيك وهاهو رأسي وقلمي ينحني وروحي ترتدي ثياب الحداد يوم الأحد والاثنين
ففي أحد اليومين كان لقاءنا وفور جلوسك أسألك ماذا تشرب؟ فتجيب شاي وأطلب أنا القهوة التركية وهنا تتعصب علي وتسألني إلى متى وأنت مدمنة قهوة اتركيها فهي مضرة يا ابنتي للصحة؟

فأقول لك حينما تترك أنت الشاي أترك أنا القهوة ونضحك، لن أنساك أبدا فقد عرفتك كبيرا ذا هيبة بغيابه قبل حضوره لن أنسى انك ثاني رجل يقف أمامي ليقدرني ويكرمني بعد الشيخ ناصر الصباح الأحمد الصباح فلقد كنت مصرا على أن أمنحك صورتي لترسمها وأنت بعد شهر تنتهي من إعداد معرضك الفني الفن امرأة 2008 م

وحينما قلت لك «يا عمي بدر مازلت صغيرة لم أصنع شيئا، هؤلاء النسوة أصغرهن في الستين من العمر وأنا 29 عاما فكررت طلبك قائلا «يا ابنتي كلنا في يوم ما كنا صغار وقد كبرنا والكبر بالعقل وليس بالعمر أنت من ترددين ذلك لدي وجهة نظر وجودك بين هؤلاء الشخصيات النسائية الكويتية مهم جدا أنت تستحقين ذلك وأنا مصر»،

وفعلا منحتك الصورة وقمت برسمها ونشرت بكتابك «الفن امرأة» فأي فخر وشر فهذا أن تبدع ريشة «فنان الديرة» برسمي، وفي 18 / 11 / 2008 يوم الثلاثاء الذي تذهب فيه إلى «الشالية»
كان مؤتمري الأول « لراحلين أصوات شجية الدكتورة لطيفة الرجيب رائدة العمل الاجتماعي» بالرغم بأنه يوم راحتك لم تذهب وسارعت بالحضور فكنت من أوائل الحضور وآخرهم انصرافا وليس هذا فقط.

لن أنسى لك دورك الطيب حينما أدركت مني بوفاة السيدة / هيا الدوسري -رحمها الله- مراقبة التراث وسألتني عن دور المجلس الوطني للثقافة فقلت لك «عمي دورهم يفشّل» حتى نعي في الصحيفة لم ينشر!
صمت وتألمت لكنك في «كتابك الفن امرأة» فعلت ما لم يفعله أحد رسمتها لتذكر الجيل الحالي والقادم بها فربما يأتي من يفعل بعدنا شيء لها»،

عمي بدر « لن أنسى ذلك اليوم الذي وقفت فيه على المنصة وكنت انت جالس بجوار المؤرخ الفاضل / خالد سالم كنت أراك من بعيد مبتسما فخورا وسعيدا شعرت وكنت أنا أيضا سعيدة بحضورك .

ولكن السؤال الذي طرحته بيني وبين نفسي «لماذا عمي بدر القطامي ماسك العصا بيده؟، الله يمنحه الصحة والعافية»، اليوم أقرأ خبر وفاتك لأبكيك بصدق وأحزن وأتألم على رحيلك وليدور شريط الذكريات بعقلي لأبتسم لها ولأحزن حينما أتذكر بأنك «مت» ولن تعود حتى أنا سأموت كلنا جئنا وسنرحل في يوم ما ولكن «ياعمي / بدر» كيف يموت رجل بحجمك ومكانتك؟

كلا لن تموت وستبقى معنا في قلوبنا وعقولنا نبادلك الحب حبا والعطاء عطاء والوفاء وفاء إلى ان نلتقي يبقى كلانا في ذاكرة الآخر رحمك الله «يا فنان الديرة»، ولن تكون هذه المقالة الأخيرة عنك قريبا لي مقال آخر، وللحديث بقيات .
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس