عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 08-12-2018, 01:11 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

[justify]استقرار الوضع الداخلي في الكويت يتيح لمبارك حرية سياسة في معالجة الأخطار [/justify]

[justify]
أتاح تميز التركيبه الاجتماعيه للمجتمع الكويتي بالبساطة في تعامل الأفراد فيما بينهم وعدم ظهور أية صراعات اجتماعية أو ثورات داخلية أو عنف اجتماعي أو سياسي لمبارك معالجة الأوضاع السياسية وترتيبها دون أي ضغوط داخلية ، فبعد أن عاهد الرعايا على إقامة العدل والسعي في الإصلاح (102) عمل مبارك على إستعادة الأمن فكان المسؤول عن الحالة الأمنية وإدارة الشؤون الداخلية والخارجية ومتصرفاً في واردات وصادرات الإمارة.

كذلك تذكر المصادر أن مبارك كان يفتح خزائنة لرعاياه ويمدهم بالمال لمساعدتهم في تجارتهم ،كما كان يبيعهم قسماً من تموره في البصرة مع إمهالهم القيمة في حالة الركود ، أو عدم القدرة على الدفع ، في حين نجد أن خزعل لم يكن يرى أي غضاضة في أن يأخذ أحد شيوخ القبائل كرهينة عنده في مقابل المال الذي على قبيلتة ، الأمر الذي جعل الحنق عليه من قبل رؤساء وأبناء القبائل يتزايد في الكثير من الأحيان ويترجم لرفض علني لسلطتة بل وإعلان الحرب عليه(103).

ولا ينكر أحد أن مبارك حاول كذلك ترك الحرية للسكان في إدارة بعض أمور حياتهم الداخلية متدخلاً بما تقتضية المصالح فكان في الكثير من الأحيان يراقب الأسواق ومشاكل الأهالي ويعاقب الخارجين أو من يحاول الخروج على النظم المتبعة ، كما كان يتدخل لضمان بعض حاجات التجار الخارجية خاصة إذا علمنا أن دخل الكويت من تجارة الؤلؤ في عام واحد مثلا 1906-1907م بلغ 1347000 روبية وهو رقم ضخم بالنسبة للوضع الاقتصادي العام في المنطقة(104) ، كما أشارات مصادر أخرى أن دخل الكويت بلغ في بداية القرن العشرين حوالي 23 مليون روبية (105).

كذلك كان مبارك لا يتواني عن إخراج قوات عسكرية لمتابعة وتأمين القوافل التجارية وضمان سلامة الطرق داخل حدود إمارته أو بالقرب منها، كما حدث إبان هجوم بعض اللصوص على أحد التجار قرب الجهرة (106)، الأمر الذي يعكس أن مبارك كان حريصاً على تأمين كل ما يمت بصله لإقتصاد الإمارة ، وعلى الرغم من تدخلة هذا إلا أن هذا التدخل لم يؤثر على النشاط الاقتصادي أو يسبب له إرباك أو خوف (107)، على الرغم من أنه مارس سلطة مطلقة في المجال السياسي (108) .

كما شجع الشيخ مبارك تصنيع السفن الكبيرة ، لنقل البضائع بين إمارته وبين الموانئ المختلفة خاصة في الهند ، و في الكثير من الأحيان كان يتوسط لحل المشاكل والخلافات التي تنشأ بين التجار وبعضهم ويحميهم حتى من تجاوز التدخلات البريطانية(109) .
ولم يهمل مبارك الضغوط المجتمعية التي كانت تتحرك نحو ضرورة السير نحو تطور مجتمعي خاصة الحركات التي قادها التجار ، فقد كان إنشاء المدرسة المباركية أحد أهم الأعمال على المستوى الاجتماعي لأهالى الكويت في عام 1911م وهي أول المدارس الحكومية(110) كما ذكر أنه تكفل بتوفير الأموال لها وتعيين المدرسين ، وفي المجال الصحي كان أول مستوصف طبى في الكويت فى عهده ، حيث ظهرت فكرته عندما تأسست الجمعية الخيريه 1913م وقد تبرع لها مبارك بمبلغ خمسة آلاف روبية ، كما أسست أول مستشفى عام 1913م (111)، كما أن مبارك كثيراً ماكان يشرح للوجهاء بعض أمور السياسية التي إضطرته لاتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية كما حدث في مشكلة تجار الؤلؤ حين أشار له بالقول "أنني لم أمنع الغواصين من الخروج هذا العام إلا للمصلحة العامة وإنكم جميعاً تعلمون بأن الخطر محدق بنا"(112) ، وبالنسبة للجيش في الكويت فعلى الرغم من أنه لم يكن نظامياً بالمعنى المفهوم إلا أنه توافر له ما يتوافر للجيوش النظامية في ذلك الوقت من عقيدة قتالية قوية وتموين وإدارة مركزية وتشكيلات قتالية تتحرك وفق نظم وخطط موضوعة من قبل قادة التشكيلات(113) .
والحقيقة ان هذا كله قد يكون راجعاً بشكل مباشر أن مبارك والذي حصل من قبل على دعم قبائل الكويت ومبايعة الأهالى وافراد الأسرة الحاكمة لم يكن يعاني من انشقاقات قبيلة أو ثورات داخلية أو صراع على السلطة (114).

وإن كان المصادر التاريخية تذكر أن خزعل كان أحد أهم أمراء عربستان إلا أن النشاط المجتمعي له يكاد يكون غير واضح المعالم ، فلم تذكر لنا المصادر أن خزعل ساهم في إنشاء مدارس أو مستشفيات أو إرساء أي مؤسسات لها طابع حكومي ، وما كان يبدوا أكثر وضوحا في التطور السياسي لعربستان هو أن الاتجاه السياسي لخزعل ومحاولة إخضاعة القبائل وصراعاته المتكررة معها وجباية الضرائب كان يطغي على أي دور مجتمعي، على الرغم من أن خزعل استطاع إخضاع العديد من المناطق ،وإن لم يحصل على ولائها بالكامل كما حدث مع قبيلة الباوية كمثال على الخضوع دون ولاء ، فقد أرغمها خزعل على الخضوع إلا أنها ظلت تناوئة(115) ، وكذلك الكثير من القبائل التي كانت تخضع لخزعل تجنباً لتنكيلة بهم ، بما غيب الاستقرار وأوجد نوعاً من التفكك في الوسط القبلي الذي كان يحكمة مقارنة بما كان في الكويت.[/justify]
__________________
رد مع اقتباس