عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 14-01-2012, 01:15 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

منزل المرأة عند الرجال وأعمالها ومعتقداتها
ليس للمرأة قيمة عند الرجال سيما المتقدمين منهم فهي عندهم من سقط المتاع، فإذا ذكرت في خطاب قال المتكلم لمخاطبه: أكرمك الله. عند ذكرها وترغم الفتاة على زواج من لا تريده سيما إذا كان الزوج ابن عم لها، وإن كان قبيح الوجه ساقط الأخلاق. والذي بلغ من العمر 80 سنة له أن يتزوج بنتاً لها من العمر 20 سنة ويرغمها الولي عليه إذا كان غنياً، وإن كرهت عشرته.
وتجد في وصايا الكويتيين حرمان الإناث، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، فإذا أوقف ملكاً على ذريته خصصه بالذكور دون الإناث وإن كن أولى بالإحسان لفقرهن. وإذا أوصى بثلث في سبيل الخيرات جعله بيد الولد دون البنت، وإن كانت هي أتقى منه وأصلح.
وسعادة الزوجين بعد الدخول نادرة فهي من باب يا نصيب يكسب مرة ويخسر ألف مرة لأنه لا يراها ولا تراه، وكلا الزوجين لا يعرف من أخلاق زوجه شيئاً، وكم من رجل نفرت منه زوجته من أول ليلة، وكم من زوجة تركها زوجها من ليلة الزواج. وإليك واحدة من هذه الحوادث: تزوج رجل من أهل البحر بامرأة وزف إليها بثياب مبتذلة وهيئة كريهة، فلم يأخذ لها زينته ولم يعدل هندامه ولم يمشط شعر وجهه، وهو مع هذا الإهمال قبيح الوجه، فلما رأته الزوجة تحصنت على نفسها بسم الله كأنه شيطان، وفرت إلى باب الدار صارخة بقولها لأمها: افتحي الباب. فلما فتحت أمها الباب قالت لها: "أختار الموت ولا هذا الزوج، ردوا عليه صداقه، لا أريده" فرد عليه الصداق وطلقها.
وهذه المرأة كانت ثيباً، وعندها شجاعة وليس لديها ولي تخافه، فكيف حال الصغيرة التي يأخذها الحياء أن تبدي مصيبتها بزوج تكره عشرته ولا يلائمها، ويا ويلها إن أبدت ذلك.
وأين هؤلاء من حديث ثابت بن قيس لما كرهت امرأته عشرته ورفعت أمرها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: [طلقها]. وأمرها أن ترد عليه الحديقة، وهي صداقها منه.
وتقوم المرأة الكويتية بجميع خدمة البيت من طبخ وخبز وطحن وكنس وغسل وعناية بالحيوان وتربية الأطفال وخياطة ثياب الزوج والأولاد. والمرأة الغنية ليس عليها شيء من هذه التكاليف سوى الإدارة البيتية.
وليس بيد المرأة صناعة تعيش منها إذا أحوجها الزمان بل تخدم في بيوت الأغنياء أو تسأل. واللواتي يحسن الخياطة والتطريز قليلات بالنسبة للاتي يجهلن ذلك.
وتخرج المرأة لقضاء حاجتها من السوق أو للزيارة متحجبة، والسفور لا يعرف بالكويت.
والخرافات شائعة بين أغلب نساء الكويت ويعتقدن بأن الساحرة تطير في الليل، وأن الزار الحبشي الزار النوبي مما لا شك فيه، وإذا أصيبت المرأة بأمراض عصبية نسبوها إلى الزار وشيخة الزار هي التي تقوم بخدمة المريضة في دهن جسدها وفي إقامة حفلة جامعة من النساء اللاتي يدخل فيهن الزار، يغنين ويرقصن ويضربن بالدفوف ومن هذه الزيران من هو سيد وشيخ كبير وطفل صغير وعجوز شوهاء. والذي جعلهن يعتقدن في هذه الخرافات هو شفاء بعض المريضات في هذه الحفلات وقد سألت المرحوم السيد رشيد رضا صاحب المنار عن هذا الشفاء فأجاب بأن بعض الأمراض العصبية قد يوافقها الطرب والرقص، وقد أصيبت امرأة أعرفها بمرض السل، وطال عليها المرض، فأشارت عليها شيخة الزار أن تعمل لها حفلة. وحينئذ يدخل فيها الزار وتلتمس منه الشيخة الشفاء وترضيه بما يريد حتى يشفي المرأة، فعمل لها حفلات عديدة ولم ينزل الزار، ولكنها في آخر حفلة أقيمت لها أخذها طرب من الغناء والتصفيق، فهزت رأسها ورقصت وهي جالسة ففرح نساء الحفلة بنزول الزار، وجاءت الشيخة تسترضيه ليبين مراده، فلما أجابت المرأة، ليس بي زار ولكن أخذتني خفة فرقصت، وأشاع نساء الحفلة أن الزار نزل بها وتكلم، وآخر الأمر أن المرأة لم تشف وماتت بدائها.
وإليك حادثة غريبة: أعتق المرحوم عبدالرزاق الدوسري عبدة له فأخذت بعد وفاته تخدم في البيوت لتعيش، فجلست عند شيخة الزار تخدمها، وبعد سنين ماتت الشيخة، فقالت لها بنات الحفلة: قومي مقامها فوافقت على ذلك، وهي تقول: "إنني لا أعرف شيئاً عن الزار سوى أني رأيت الشيخة تدهن المريض وتأخذ البخور وتحرك شفتيها عليه ولا أدري ماذا تقول ثم تدير البخور على المريضة" فهذا مبلغ علمها في الزار ولكنها صارت شيخة تدهن المريض وتحرك شفتيها على البخور وها هي ذي يشار إليها بالبنان.
وتذكرني هذه الحكاية بما يقال من أنه مر في العراق في الزمن الغابر رجل عابر سبيل على مقام يزار وتنذر له النذور فجلس عند القيم ليستريح من تعب السفر، ولما عزم على الرحيل أعطاه القيم حماراً هزيلاً ليركب عليه حتى يصل إلى داره. فبعد أن مشى عدة أميال انقطع الحمار من التعب ومات، فحفر له عابر السبيل قبراً دفنه فيه وأخذ يندبه وينعاه فجاء قوم من المعدان وسألوه عن صاحب القبر، فأجابهم أنه سيد خير، فبنوا له حالاً حائطاً وأخذوا يحترمونه ويزورونه، فبلغ الخبر صاحب المقام فجاء لتحقيق الخبر، فإذا صاحبه عابر السبيل هو القيم فسأله: أنى لك هذا السيد الخير، فأجابه أنه هو الحمار الذي أعطيتنيه، فهمس إليه وقال له اسكت فإن الذي عندي هو أبوه‌‍!..
خرافات وأوهام ** تعيب العقل والعلما
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net