عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 07-02-2011, 10:23 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي



السيد يوسف هاشم الرفاعي أحد الرواد الأوائل للعمل الإسلامي الدعوي والخيري في دولة الكويت وخارجها تولى حقيبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حتى عام 1970م وكان عضوا في مجلس الأمة حتى العام 1975م وبعد اعتزاله العمل السياسي والنيابي تفرغ للعمل الدعوي والخيري ·· مجلة الوعي الإسلامي كان لها معه هذا اللقاء لمعرفة رأيه في كثير من القضايا الإسلامية المعاصرة···

متى بدأت العمل الخيري
بداية بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، الحقيقة أن الاهتمام بالعمل الخيري شيء جبلنا عليه نحن أهل الكويت منذ القدم حيث يحاول الكويتيون عمل الخير في كل مناحي الحياة دائماً ولكل المسلمين وذلك لأن الله تبارك وتعالى أمرنا بذلك، وبالنسبة لي فإن تفرغي للعمل الخيري كان بعد ترك حقيبة الوزارة حيث تركتها في 1970/وكنت حينها عضواً في مجلس الأمة لغاية 1975/1/1، وبعد اعتزالي الحياة النيابية تفرغت للعمل الخيري خارج الكويت وذلك بسبب وجود الكثير من البلدان الإسلامية المحتاجه في ذلك الوقت للكثير من المشاريع التنموية وكانت معرضة للتبشير والدعوات الخارجية التي قد تستفيد من فقر وضعف المسلمين وحاجتهم لتتوسع وتنتشر أفكارها في البلاد الإسلامية·

السيد أبو يعقوب:
> يلاحظ أنكم تركزون في عملكم الخيري على آسيا وبالتحديد·· بنغلادش والهند لماذا؟
- بنغلادش كانت تسمى باكستان الشرقية وباكستان الحالية تسمى باكستان الغربية وكانت الهند تفصل بينهما وبعد إنفصال بنغلادش عن الباكستان في اوائل السبعينيات أصبحت دولة مستقلة ولم تكن تملك مقومات الدولة في وقتها من حيث القدرة على بناء البنية التحتية والمشاريع التنموية، ولم تكن حتى أجهزة الدولة مقامة ولا نظام الدولة مكتملاً وليس عندها مرافق عامة ولا توجد خدمات لأفراد الشعب، مما جعلها عرضة لنزوح الجمعيات الأهلية غير الحكومية وقد كان للجمعيات التبشيرية اهتمام كبير فقد أدخلوا الكثير من جمعياتهم للتبشير بخلط التبشير ضمن العمل الخيري في أعمالهم الخيرية خصوصاً في مناطق الكوارث بدءاً من تقديم المساعدات الطبية وتقديم الاطعمة والأغذية، وخوفاً من العمل الذي تقوم به هذه المنظمات والجمعيات شددت الرحال وأخذت معي كوكبة من الإخوان الذين نرى بهم الخير والخبرة وصارات سنة لي حسنه حيث أصبحت لدي رحلة سنوية لزيارة تلك الدول والمشاريع التي أقامتها جمعياتنا منذ عام 1982، حيث كنا نضع حجر أساسي لمشروع معين من مسجد أو دار للأيتام في عام ونأتي في العام التالي لنفتتح ونوثق ذلك بالصور وفي بعض الأحيان نصطحب معنا أصحاب تلك المشاريع من باب >المؤمن يفرح بعمله< واستمر هذا العمل إلى الآن وهذه الرحلة السنوية نستضيف فيها شخصيات متنوعة·
ومن هذا العمل الخيري سجلنا في تلك الدولة مؤسساتنا ليكون لها صفتها القانونية في أداء عملها في مختلف مناطق الدولة وأصبحت هذه المؤسسات لها مزايا وإعفاءات من قبل حكومات الدول التي نعمل فيها ونحن منذ ذلك الوقت نعمل ولله الحمد بأكمل صورة وأتمها وقد سميناها هناك مؤسسة الرفاعي الخيرية وذلك لأن معظم متبرعينا من أسرة الرفاعي ولأني المشرف عليها شخصياً·
وكذلك للخيرين من معارفنا مساهمات مشهودة وجهد كبير في دعم مسيرة عمل مؤسسة الرفاعي الخيرية، وبالهند قد اهتممنا بولاية (كيرلا) حيث يعرفها أهل الكويت بإسم النيبار وتقع مقابل عمان وظفار حيث كان البحارة الكويتيون يذهبون إليها ومنها يوردون للكويت الكثير من السلع ولعل أشهرها القهوة النيبارية وقد اهتممنا بها وأقمنا فيها العديد من المشاريع من بناء المساجد والمرافق الصحية لأنها تحوي أغلبية إسلامية، وقد تشجع إخوان في بعض دول الخليج وشاركونا في مساعدة هذه المناطق خصوصاً من الإمارات العربية المتحدة·
حيث اهتممنا بانعاش المشاريع الإسلامية القديمة وتجديدها وتكبير المشاريع التي تحتوي على نسبة سكان عالية حولها وركزنا على ازدهار المناطق ذات الأغلبية الإسلاميه وتمييزها·
إذا قسمنا جهدنا نجد أننا في مؤسسة الرفاعي نركز بنسبة 70% على إنشاء المشاريع في دولة بنغلادش و20% في الهند و10% في باكستان وذلك لأن باكستان يوجد فيها مقيم مؤتمر العالم الإسلامي الذي أسس عام 1930م بسبب شعور المسلمين لحاجتهم إلى تنظم يعمل على توحيد تحركاتهم وبدعوة من مفتي فلسطين في ذلك الوقت أمين الحسيني يرحمه الله·
وأنا فيه عضو وقد تقلدت منصب نائب رئيس المؤتمر مما دفعني إلى المشاركة في المشاريع التي يقيمها المؤتمر بإسم مؤسستنا، ومازلت فيه عضو نشط حيث أني حالياً رئيس لجنة الأقليات الإسلامية فيه·

> كيف يكون العمل الخيري عملاً ثقافياً وكيف تخدم الثقافة من خلاله؟
الحقيقة أن العمل الخيري بنفسه ثقافة فعندما تقوم بمشروع خيري أو تساهم في إحياء مجتمع فإنك تعطي برهاناً على ثقافة الإسلام وأن عمل الخير من الإسلام والله سبحانه وتعالى يقول {ولتكن منكم أمه يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أولئك هم المفلحون}·
وكذلك نستطيع أن نرى العمل الخيري خادماً للثقافة إذا قدم عملاً خيرياً مصاحباً بنصيحه أو فائدة إنسانية من معاني الإسلام الكثيرة، مثل ما تفعله الجمعيات التبشيريه في مختلف البلدان حيث تقدم المساعدة مع الإنجيل ويحرصون على ذلك، فما المانع أن يعمل الإنسان المسلم الخير ويقدم القرآن للشعوب التي يقدم لها المشاريع الخيرية أو يقدم مثلاً صحيح البخاري أو مسلم أو أي شيء ثقافي يخدم انتشار الاسلام، لكن مع الأسف نرى بعض العاملين في حقل الإغاثة والعمل الخيري بدلاً من أن يقدم القرآن والسنة يقوم بتقديم ما يجرح أقرانه في لجان العمل الخيري الأخرى، فتجدهم يكفرون بعضهم بعضاً ويتهم بعضهم الآخر ويشوشون الرأي العام في تلك البلدان المنكوبة وبدلاً من أن تنجذب الشعوب الإسلامية تجدهم يختلفون فيما بينهم، فيجب أن نقدم مع العمل الخيري ثقافة إسلامية موحدة وتكون الخطوط الرئيسية التي يتفق عليها جميع المسلمين مثل توحيد الله ومحبه النبي وآل البيت وأركان الاسلام والقيم والأخلاق وغيرها الكثير من نقاط الاتفاق بين المذاهب الإسلامية، وذلك من أجل إبراز معالم الدين الإسلامي الحضارية، التي يحتاجها العالم بأكمله·
وقد تستغرب عندما نؤكد لك أن تلك الشعوب لا تحتاج إلى أن تسوق الإسلام في بلدانها لأن فيها علماء ومشايخ في علوم الاسلام المختلفة في الحديث وفي الفقه ومشايخ في القرآن يحرصون على تعليم شعوبهم وتثقيفها في شؤون الدين ومنهم من تجده متميزاً لدرجة تستحي أن تناقشه في مسائل الدين بسبب تبحره في تخصصه وقد تحرج أحياناً عندما تناقش بعضهم في مسائل تتعلق بقضية شرعية او فقهية او غيرها لكنهم لا يحسنون اللغة العربية مما يجعلهم ضعاف في التعبير عن أفكارهم مع إجادتهم لتدريس النحو والبلاغة وغيرها من علوم اللغة، ولا يتخرج طالب العلم لديهم إلا عندما يقرأ الصحاح الستة ويكون متمكناً من فهمها، ومنهم من يحفظ ألفيه ابن مالك في النحو، ولكنهم يتميزون بصفات التواضع وعدم التظاهر عندما يلتقون بنا بحكم انتمائنا العربي وعندهم تقدير كبير للشعوب العربية والإسلامية، ويعتبرون سفارات إسلامية في بلدانهم يقومون بترويج الإسلام بين أفراد شعوبهم وبعض المناطق تجد فيها مدارس تدرس اللغة العربية والمناهج الإسلامية بتبرع من أهلها من دون أن يكون لها أي مساعدات من الدول العربية والإسلامية·

الكويت رائدة في مشاريع الأوقاف فما هو تقييمك للأوقاف الكويتية وما هي أبرز الملاحظات عليها؟
الأوقاف معروفة منذ قدم الإسلام وهو نظام خيري متميز للصدقة الجارية وأهل الكويت من السباقين في عمل الأوقاف منذ القدم وحتى في الظروف الصعبة التي مرت بها الكويت وحتى عندما كانت النواحي الاقتصادية ضعيفة وخصوصاً قبل اكتشاف النفظ حيث كانت قطعة الأرض لا تساوي الكثير من المال، فكان الكويتيون يحرصون على أن يوقفوا مساجدهم وبيوتهم وهذا واضح عندما تكشف في سجلات الأمانة العامة للاوقاف الكويتية نجد أعداداً كبيرة من أهل الكويت لم يغفلوا هذه الناحية، وأمانة الأوقاف تستفيد الآن مما أوقفه الأولون من مشاريع خيرية أصبحت لها قيمة عالية بسبب مواقع الكثير من المشاريع·
والأوقاف الكويتية كانت في السابق تابعة لوزير الأوقاف مباشرة وتدار كما تدار أي إدارة في الوزرارة أما الآن فقد أصبحت هيئة مستقله لها كيانها وهذه ميزة لعمل الأوقاف وإدارة مواردها وهذا يعطي للعاملين في الأوقاف دوراً أكبر ومساحه أوسع في تطوير المشاريع الوقفيه، وقد تبعت الكويت الكثير من الدول في جعل الأوقاف لها إدارة خاصة·
لكن ملاحظتي على الأوقاف ولجان الزكاة أنهم ينمون الأوقاف من الوارد الذي يتحصل من الأوقاف والأموال التي تجمع له، بحيث يتم شراء أشياء جديدة للوقف تدر على الوقف وتنميه، وأرى أن يتم إنفاق ريع الوقف على المحتاجين له داخل الكويت وخارجه لا أن نعمل على تنميته أو زيادته فبدل أن يكون لدينا عشرة بنايات يصبح لدينا عشرون بنايه·
فيجب أن يعطى المحتاج المعونة من الأوقاف والزكاة بأقرب وقت ممكن لأنه ما طلبها إلا لحاجته لها في وقت طلبه، وقد يتسبب التأخير في صرفها للمحتاج بسوء حاله أكثر من قبل وقد تحرم طلبات بعذر التنمية للأوقاف وأموال الزكاة فيحرم المحتاج في الوقت الحاضر وذلك بسبب توفير سيولة لفقراء، المستقبل على حساب ضرر فقراء الوقت الحاضر·

ما هي العوائق التي تواجه العمل الخيري خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة؟
في الحقيقة الأحداث الأخيرة جعلتنا ننتقد عملنا بحيث أصبحنا نسأل أنفسنا أين موقع بعض قيم العمل المؤسسي في هيئات عملنا الخيرية فمثلاً هل كل اللجان تعرض تفصيل إيراداتها وأوجه صرفها وهل هناك جهات خيرية تنشر ميزانيتها بين فترة وأخرى لتبعد الشبة وتبين للجمهور كيف حصلت أموالها وأين صرفتها، ولكل الأحداث الجديدة التي تمر بالعالم الإسلامي من تضييق على نشاطات الجمعيات الإسلامية الخيرية فرضت أنظمة ولوائح جديدة في آلية العمل الخيري من ضرورة تحديد النشاط وتسجيل القيمة التي حصلت عليها اللجان من أموال في عملها وأين سيتم صرفها وكيف وعن طريق من مما زاد جمهور المسلمين علماً بأداء اللجان الإسلامية وكيفية توزيعها للأموال التي تحصلها من جمهورها، ولعل أكبر شبه في العمل الخيري أن العاملين عليها يمكن أن يشكك ببعضهم من قبل الجمهور لعدم وجود إثبات التحصيل والصرف في السابق أما الآن فبوجود المعلومات عن آلية التجميع والصرف لدى المسؤولين أصبح أكثر انضباطاً وشفافية في عمل اللجان الخيرية ويصبح للعمل الخيري مصداقية أكبر في المجتمع، والعمل الخيري لم يكن يوماً فيه شك ولا ينتظر أن تأتي أي جهه خارجيه للتدقيق على أعماله وجعل نفسها كوصية للمشاريع الخيرية الكويتية وتوجيهات صرفها، لأن الإسلام يأمرنا بالحرص على أن ننفقه على أكمل وجه وان العاملين عليها مسؤولون أمام الله ثم المجتمع في تحقيق المشاريع الإنسانية التي يرجع خيرها لإقامة مجتمع متماسك وأن تضع المبالغ في محلها، وعلى العاملين في العمل الخيري الحرص على سمعة عملهم ليس لمصلحتهم بل لمصلحة المحتاجين من المسلمين·
وهناك عوائق مثل التضييق في ما بين المؤسسات الإسلامية وبعضها بأن يجتمع فئه على عمل مجالس مشتركة للتنسيق ولا يسمحون لأحد بالدخول لهم وهذا أيضاً عائق داخلي ليس للعوامل الخارجية أي دور في إيجاده فهلا جعل المشاركة مفتوحه وهذه دعوة مني إلى الأخوة القائمين على مثل هذه التجمعات المباركة، وذلك من أجل توسيع رقعة ميدان العمل الخيري·
ومن العوائق أيضاً اشتراط المتبرع تقديم عطائه لفئة معنيه من المحتاجين لانتمائهم لفرقه قريبة من فئته، وهذا يحرم فئات كثيره محتاجة من المسلمين·
> ما هي المشاريع الخيريه التي تطمح أن تحققها؟
- في الحقيقة أن المسلم عندما يطوف بلدان المسلمين يلاحظ أنها بحاجة لكل شيء ابتداءاً من مقومات الحياة والمعيشة الى الغذاء والتعليم ويحتار المسلم العامل في حقل العمل الخيري من أين يبدأ، بما فيها بعض الأقطار الأسلامية من الدول التي تعد متحضره عن بعض دول العالم الإسلامي مثل الأردن والعراق وسوريا ومصر وبلاد شمال أفريقيا تجد أنها بحاجة ماسه إلى بعض المشاريع المهمة وبعضها بحاجة إلى مشاريع ذات صفه شعائرية، وتلاحظ في تلك البلاد أن المراكز الاسلامية بحاجة إلى إعادة ترميم وتجديد وأن بعض الأماكن التي تحمل طابعا تاريخياً بحاجة ماسة الى الترميم والصيانة وان الأضرار فيها قد تغيب حقيقتها التاريخية التي تدل على تاريخ الاسلام والمسلمين في تلك البلدان وبعضها يحتاجج إلى توسعة لاستقبال الزوار والسواح المهتمين بالعمارة الإسلامية·
وإني أرى أن يكون هناك مسح وجرد لحاجه بعض الأماكن التاريخية الداله على تاريخ الإسلام ووضعها في أجندة العمل صيانة لها، وأدعو بأن يكون هناك توحيد للمشاريع الخيرية بحيث يكون هناك تصور يضم مسجداً ومستوصفاً ومدرسه ودار الأيتام لكل قريه أو مدينه حسب الحاجة ويكون هذا التصور موحداً لدى جميع اللجان الخيرية·
> ماذا تريد من وزارات الأوقاف في الدول الإسلامية؟
- أدعو وزارات الأوقاف أن يشكلوا للوقف هيئات متخصصة في جميع ما يهم المشاريع الوقفيه وجعل إدارة الوقف منفصلة عن عمل الوزارة الإداري ولو أن يتم انتخاب مجلس إدارة للإشراف على الأوقاف ويكون أعضاؤه ممن شهد لهم بالأمانه والعلم، وذلك لأن الأستقلالية في عمل الوقف مطلب أساسي لإنجاح المشاريع الوقفيه، وأن تستقطب الوزارة لإدارة الوقف العناصر المتدينه وعناصر ذوي الخبرة ممن يملكون المعرفة في العلوم الإنسانية التي تساعد في تطوير الأوقاف وإلى عناصر ذات اختصاص مالي يساعد في تنمية الوقف وكيفية استثمار مال الوقف في مشاريع يكون ريعها أفضل·
وأشدد على أن يركز المشرفون من الوزارة على اللجان الخيرية في مساعدة كل مسلم والألتزام بتوسيع رقعة نشاط جميع اللجان لا أن يخدم كل شخص فئه من المسلمين وينسى أخرى حتى لا يكون هناك تمييز بين الفقراء والمحتاجين من المسلمين الذين لا انتماء لديهم سواء لحزب أو فئة فالإسلام هو المظلة الشاملة للجميع ويحمي العمل الخيري من التحيز والعشوائيه والتكرار·


بقلم الكاتب: حوار اجراه حمد الرشيد
2010-09-03
532

http://alwaei.com/topics/view/articl...1307&issue=488
رد مع اقتباس