13-02-2009, 03:46 PM
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
|
|
المطلاع.. والمطيليع.. ومطلع أبو ارقيبه - فرحان الفرحان
لا أظن أحداً من الكويتيين في منتصف القرن العشرين أو ربما قبله، ذهب إلى العراق أو المنطقة الشمالية من دون ان يمر على هذا المطلاع، هذا الممر التاريخي الذي كان يربط الكويت والجهرة وكاظمة وسوقها بسوق سفوان ثم بالزبير والبصرة عبر التاريخ.
هذا المطلاع لو كتب لنا ان نعرف ونحصي عدد الدواب والبشر الذين مروا عبر هذا المطلع أو المنفذ أو المنتخ، هذا الذي تحكم به أناس وأناس، وكل قبيلة تريد ان تتحكم في المرور إلى الجزيرة العربية والمنطقة الشرقية، عليها ان تتحكم بهذا المنفذ الطبيعي الذي يعتبر ممراً وتطل عليه مرتفعات جبال غضى.
وعلي وأنا استعرض هذا المطلاع أو المطلع أو المطيليع أن استعرض النصوص التي وردت في هذا المنوال، ويمكن ان نعود إلى الموسوعة الكويتية للمرحوم حمد السعيدان حيث يقول في الجزء الثالث صفحة 1442 التالي:
المطلاع: ثغرة في سلسلة مرتفعات غضى، تُتخذ طريقا للعبور إلى الأراضي الشمالية من الجنوب أو العكس، ومنها يطلع المرتحلون، وفيها مركز للتفتيش وملاحظة المسافرين من وإلى البصرة. يبعد المطلاع مسافة 39 كيلو مترا عن العاصمة في الطريق الى البصرة.
في كتابي «معجم المواضع والمواقع والأمكنة» صفحة 267 التالي:
«المطلاع ــ والمطيليع»، فتحة في سلسلة مرتفعات أو جبال غضى اتخذت طريقا للعبور إلى الأراضي الشمالية، وفيها مركز للجوازات والتفتيش في أول الخمسينات من هذا القرن، والمطيليع لا يبعد عن المطلاع سوىأمتار قليلة.
«مطلع أبو ارقيبه»، مطلع أبو ارقيبة كان الممر الرئيسي للكويتيين الذين يريدون ان يحتطبوا في هذه المنطقة، ولما كان هذا المنفذ في منطقة ابو ارقيبه اطلقوا عليه مطلع أبو ارقيبة.
الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في كتابه «معجم المنطقة الشرقية»، الجزء الرابع، صفحة 1649التالي:
الْمَطْلَعُ
- بفتح الميم واسكان الطاء المهملة وفتح اللام وآخره عين مهملة، من قرى بني محارب من عبدالقيس في البحرين، على ما ذكر صاحب «مختصر البلدان» وياقوت في «معجم البلدان» وبلاد بني محارب ـ على ما يفهم من كلام صاحب «البلدان» ـ تقع في جنوب الواحة، فقد ذكر منها السهلة والطربال والمنسلخ والمزري والمطلع. ويلاحظ ان كثيرا من الاسماء الواردة في ذلك الكتاب ليست على درجة من الصحة تحمل على الثقة.
في كتاب «صحيح الاخبار عما في بلاد العرب من الآثار»، الجزء الرابع، صفحة 246 يقول الشيخ محمد بن عبدالله بن بليهن التالي:
المطلع: قال ياقوت «المطلع» اسم المكان من طلع يطلع والمطلع والطلوع اذا ارتقى. قرية بالبحرين لبني محارب بن عمر بن وديعة بن لكيز بن افصى بن عبدالقيس.
قال المؤلف «المطلع» اعرف موضعا بهذا الاسم، ولكنه ليس قرية، وزاده المتأخرون ألفا، فيقال له «المطلاع» وهو ثنية يسلكها السفار بين الكويت والعراق بين بلد «الجهراء» التابعة للكويت وبين بلد «الزبير» التابعة للعراق، وهذا الموضع يحمل اسمه الى هذا العهد «المطلاع».
وقبل ان أستعرض أقدم نص عندنا بخصوص المطلاع، علينا العودة الى الشيخ حمد الجاسر في كتابه «معجم المنطقة الشرقية»، الجزء الاول، صفحة 210 - 211، حول تحديد اسماء الاماكن في شرقي الجزيرة العربية يقول:
ويحسن ان نورد بعض نصوص المتقدمين في تحديد بلاد البحرين قديما، وتكاد تشمل جميع ما يعرف الآن باسم المنطقة الشرقية الا من الناحية الشمالية فهي تشمل بلاد الكويت ايضا، حيث ان مواضع هناك، مثل: اوارة (اوارة حديثا) وبرقان وغيرهما، معدودة من بلاد البحرين وتشمل ايضا شبه جزيرة قطر.
قال ابن الفقيه في «مختصر كتاب البلدان»: قال ابو عبيدة: بين البحرين واليمامة مسيرة عشرة ايام، وبين هجر مدينة البحرين وبين البصرة مسيرة خمسة عشر يوما على الابل.
وهي الخط والقطيف والارة وهجر وبينونة والزارة وجواثا والسابور ودارين والغابة وقصبة هجر الصفا. والمشقَّر والشبعان، والمسجد الجامع في المُشقَّر.
وبين الصفا والمُشقَّر نهر يجري يقال له العين.
ومن قرى البحرين: الجوس(؟) والكثيب الاكبر، والكثيب الاصغر، وارض نوح، وذو النار، والمالحة والذرائب والبدى، والخرصان، والسهلة والحوجر، والوجير، والطربال، والمنسلخ والمزري والمطلع والشط والقرحاء والرميلة، والبحرة والرجراجة والعرجة.
فهذه قرى بني محارب بن عمرو بن وديعة. وقرى بني عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة اضعاف هذه.انتهى.
ويلاحظ ان كثيراً من اسماء القرى دخل التحريف، وكتاب ابن الفقيه، الذي هو الاصل، لم يصل الينا، ومختصره لم يطبع طبعة محققة، وقد حرصت على اقتناء نسخ مصورة منه يرجع اقدمها الى القرن الخامس الهجري، ومع ذلك لا تخلو من التحريف.
اما هذه النصوص التي اوردتها عن هذا المطلاع وربما بعضها، لا ترتقي لأكثر من قرن من الزمان، وهو نص ابن ابليهد، لكن امامنا ما اورده ياقوت الحموي في كتابه «معجم البلدان»، الذي يعتبر ان ما كتبه قبل ثمانية قرون، اقرب الى من سكن وعاش ومر في هذه المنطقة ومن ضمنها كاظمة والمطلاع. يقول الحموي في «معجم البلدان» صفحة 150 من معجم الجزء الخامس التالي:
المَطْلَعُ: اسم المكان من طلع يَطلُع، والمطلع الطُّلُوع اذا ارتقى: قرية في البحرين لبني محارب بن عمرو بن وديعة بن لُكَير بن أفصى بن عبدالقيس.
المُطَّلَعُ: بالضم ثم الفتح والتشديد، وفتح اللام، وجدتُه في بعض النسخ بكسر اللام، وهو من الاضداد لأن المطلع هو موضع الاطّلاع من اشراف الى انحدار، والمطلع: المصعد من اسفل الى مكان عال، ويقال: مُطَّلَعُ هذا الجبل من مكان كذا وكذا، والمطلع: ماءٌ لبني حريص بن مُنقذ بن طريف بن عمرو بن قُعَين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أَسد.
في الصفحتين 322، 323 من كتاب بلاد العرب للحسن بن لغدة الاصفهاني التالي:
ثم تهبط من الصليب في أودية سهلة حتى تنتهي إلى إيرمي يقال له إيرمي الركبان، وهو علم مبني من حجارة الطريق، وهو يشبه مجسم إنسان فإذا تجاوزت إيرمي الركبان فعن يمينك بئر ماء إن شئت وردتها وإن شئت لم تردها يقال لها المعرقبة، وهي لعيسى بن سليمان، وعليها قصر مبني و أثلتان كبيرتان ثم تمضي من إيرمي الركبان فتعلوا مفرا يقال له الحزيز وفيه يقول الراجز:
«لما بدا بالحزيز أينقى كبّرت تكبير الأسير المطلق».
فتمضي في الحزيز حتى تهبط الى ماء يقال له سفوان فيه بيوت مبنية كثيرة فيها ش.رك لضبّة وسعد وبه تجار وهو الذي يقول فيه الراجز:
جارية بسفوان دارها
تمشي الهوينا مائلا خمارها
ينحل من غلمتها إزارها
أمام هذا النص وهو من أقدم كتاب كتب عن المنطقة في الكويت لا شك أن المطلاع، حيث تصعد من منطقة الجهرة حتى تعبر هذا المنفذ، يعتبر موقعا استراتيجيا للدفاع والحماية.
كانت قد دارت على مقربة من هذا المطلاع عدة حروب، نعرف بعضها ونجهل بعضها الاخر، مثل معركة ذات السلاسل المشهورة، ومعركة الطينية التي دارت بين الامام عبدالله بن اسعود والعجمان، ومعركة الجهرة التي دارت بين الكويت وفيصل الدويش، واخيراً معركة الفريدة التي دارت بين الكويت وجيش صدام.
هذا المطلاع، كان الشيخ عبدالله الجابر قد أنشأ منزلا على قمته، وأنت متجه إلى الروضتين على يمينك، ثم تخلى عنه وذهب إلى إنشاء مزرعة في الخويسات في كاظمة، وفي هذا المنتخ المطلاع قامت إدارة الأمن العام بوضع مركز أمن، ذلك في أول الخميس من القرن الماضي وكان فيه مركز تفتيش ومركز جوازات.
انشأت إذاعة الكويت فيما بعد محطة ارسال على المرتفع المطلع على مركز الجوازات لتوصل وتنقل إذاعة الكويت من مكمنها ومركزها الى بلاد العالم.
في الستينات من القرن الماضي انشأت الدولة طريقاً معبداً للسيارات بدلا من الطريق الترابي القديم التاريخي، وانت متجه الى الروضتين يكون على يمينك، ما دمت في هذا المطلاع يكون على يمينك مطلع ابو ارقيبة، وهو احد الطرق القديمة، بالاضافة الى هذا الطريق الذي يستعمل على مقربة ايضاً من الناحية الشمالية منخفض (وخبرة المطيليع في فصل الشتاء الامطار).
اليوم ما زال فيه مركز للتحكم في الدخول والخروج وقت اللزوم, خصوصا في اوقات الازمات.
هذا المطلاع كان له تاريخ واخبار في تاريخ هذه البلاد العزيزة، لهذا ألقينا الضوء عليه في هذا البحث.
جريدة القبس - 13/2/2009
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
|