صباح السالم في ديوان العثمان
امتازت العلاقة بين الحاكم والمحكوم في الكويت منذ قديم الزمان ولا تزال بالتواصل والتواد والزيارات المتبادلة في الدواوين والمجالس العامة.. وقد اختص المجتمع الكويتي بهذه الظاهرة الاجتماعية الرفيعة التي جسدت اصالة العلاقة بين القيادة والشعب، وخلقت من هذا المجتمع نموذجا يكاد يكون فريدا في الوطن العربي، وحتى في دول العالم الاخرى.. ففي المناسبات الدينية والاعياد وحتى حالات العزاء ترى الشعب الكويتي يزحف للتهنئة بالشهر الكريم او الاعياد او للعزاء الى القيادة حين تصاب بأي فاجعة، وفي المقابل تتبادل القيادة ممثلة بأمير البلاد الزيارات لدواوين الكويت في المناسبات المختلفة ومناسبات العزاء.. كل هذا المناخ الاجتماعي في الكويت ادى الى مزيد من الترابط وقوة العلاقة بين الامير والشعب على مختلف عصور الكويت، ولا تزال كظاهرة يتمناها كثير من الشعوب الاخرى.
هذه الصورة تمثل جانبا من هذه العلاقة بين القيادة والشعب ففي عام 1965م زار الامير الراحل الشيخ صباح السالم ديوان المرحوم عبد اللطيف سليمان العثمان للتهنئة بعيد رمضان، وكان الديوان يقع في الحي القبلي من مدينة الكويت، والمرحوم الحاج عبداللطيف العثمان من رجالات البحر في الكويت، وهو من مواليد 1870م وقد ركب البحر في بوم «فتح الخير»، وكذلك «فتح الرحمن» للتجارة في الموانئ الافريقية، وقد توفي عام 1973م عن عمر يناهز 103سنوات.
ان مثل هذه الزيارات ادت الى بناء نسيج اجتماعي كويتي فريد اعطى للكويت قيادة وشعبا خصوصية ساهمت في بناء تاريخ هذا الوطن، وجسدت اصالته وتمسك الشعب بقيادته في كل الظروف.
جريدة القبس - 3/4/2009
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
|