الى جنة الخلد بابا عووود

[ام عبدالله العوضي]

عمي ابو زوجي عبدالله العوضي
عشت معه اكثر من 21 عاما
رجل كبير بالسن لاشك كان عصبي جدا ولكن عصبيته نابعه من خوفه علينا وحبه لنا
تجده طول الوقت كالحارس الامين الذي يجوب البيت في كل ساعه
يطمئن علينا
يخرج عند الباب لكي يتاكد من ان الجميع في البيت
يشاهد سياراتنا هل هي واقفه عند الباب ام لا
ياتي الي يتاكد ان ابنائي موجودين وبصحه ينادي عليهم
حتى خدمي يتوجه اليهم
يعطيهم البسكوت والكيك والحلويات يعاملهم كانهم ابناءه
يداعب بائع البارد عند الباب ويساله عن صحته وهل هو مرتاح
حتى عمال النخيل يجلس معهم بالحر والصيف الغائظ يناولهم البارد لانه يشعر بانهم محتاجون اليه
يضع الاكل للقطط عند الباب في الحديقه الخارجيه كل يوم وقت الاكل
لذلك باتت تلك القطط وكانها تنوح حزنا عليه عندما توفى
وحتى الحمام والطيور تاتي لتاكل من فتات الاكل والماء الذي يضعه لها
حرم الله يدك على النار ياعمي
ربما كنت اغضب قليلا عندما يصرخ في وجهي
ولكني احببته كثيرا
يعصب علي ويعنفني عندما اذهب لاهلي واتاخر بالرغم من ان الوقت صباحا
لكنه يحب ان اجلس معه
كنت اجلس معه عند الباب خارج المنزل نحتسى الشاي عصرا ونتبادل الاحاديث
فان كبار السن يحبون ان تجالسهم لانهم يشعرون بالحب والدفئ مع الجماعه
عندما يلعب ابنائي بالحوش يلحقهم احيانا يداعبهم ويركض وراءهم
يضحكون معه ويضحك معهم يمازحهم
بالرغم من انه كان شديدا
لكن في حب ورحمه بالقلب
يحب الجميع
يخشى اذا انفعل على احد منا ان نزعل
فتجده يعود ليتكلم معك لكي يتاكد من شعورك هل انت زعلان منه ام لا
وجدت فيه خفة الدم والرحمه وطيبة القلب
ادخل المستشفى لبعض الفحوصات فقرر الطبيب عمل عمليه
ولكنهم تاخرو في ذلك لان سنه لايحتمل وحالته الصحيه لاتحتمل
بعد العمليه ادخل العنايه المركزة
وبعد اسبوعين
كان ينازع ويرفع اصبعه بالشهاده
كنت بالقرب منه مع بناته وابنائه
نتلو القران
وندعو له
اللهم وسع له في قبره واجلعه روضه من رياض الجنه
وانر قبره وانس وحشته انك ولي ذلك والقادر عليه
ان كان محسنا فزد له في حسانته يامحسن ياكريم
وان كان مسيئا فتجاوز عنه انك انت الرحمن الرحيم العفو الغفور
رحمك الله يابابا عوووووووود
سوف نفتقد وجودك معنا ولكنا لانقول الا مايرضى الله
انا لله وانا اليه راجعون
اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها