الحرب الإقتصادية بين الكويت ونجد 1923-1937
سبب تدهور العلاقات بين الكويت ونجد في تلك المرحلة سببه السابلة ، أي عربان نجد الذين كانو يقصدون الكويت في مواسم خاصة للتزود بما يحتاجونه من مؤن وملابس ، وكانوا لايدفعون أموالا بديلا لذلك بل كانو يعودون بعد عام أو اكثر لسداد دينهم بتسليم تجار الكويت أغناما وجمالا وفاء لتك الدين ، وكانت هذه الطريقة تحرم نجد من دخل جمركي كبير ، لو ان البادية اشترت تلك البضائع من موانئ نجدية في الإحساء كالعقير والقطيف .
غير أن الكويت كانت بوابة التجارة مع نجد منذ تاسيسها وازدهارها في أوائل القرن الثامن عشر ، ولما طلب عبدالعزيز من الشيخ احمد أن يجمع الضرائب من بادية نجد ويرسلها إلى الرياض ، رفض الشيخ أحمد الجابر الصباح ذلك بحجة انه ليس وليا تابعا لنجد ، ولما اقترح عبدالعزيز تعيين وكيل له في الكويت ليجمع تلك الأموال من بادية نجد حين دخولهم إلى الكويت لشراء مستلزماتهم ، رفض الشيخ أحمد ذلك الاقتراح ، ومن هنا حرم بن سعود على سابلة نجد دخول الكويت والتعامل معها .
وبالطبع أحدثت هذه المقاطعة الاقتصادية قلقا في الكويت ،أذ أصابت تجاتها مع نجد بخسارة عظيمة ، كذلك لم تتوقف غزوات الأخوان على أطراف الكويت بعد معركة الجهراء عام 1920 ولا بعد مؤتمر العقير عام 1922 فقد استمر خطر هولاء على أمن الكويت حتى عام 1930
حين وقع خلاف بين سلطان نجد وامير الأخوان وهو خلاف لم تحسمه سوى معركة فاصلة وقعت بين قوات عبدالعزيز سلطان نجد وملك الحجاز في ذلك الكويت وهي قوات مدرعة حديثة زوده بها الإنجليز من قبل وبين قوات الأخوان على مسافة قريبة من الكويت وقد انتهت المعركة بتفريق شمل الأخوان ولجوء زعمائهم إلى الكويت ، إذا استسلموا للسلطات البريطانية التي ترقب الحوادث وموقف المقاتلين من الكويت ومن حدود العراق الجنوبية .
|
العرض الشجري
