راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > المعلومات العامة
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-02-2012, 12:10 PM
ahmedcoins ahmedcoins غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 32
افتراضي العملات المتداولة في الكويت على مر العصور

هذا الموضوع مهدى من منتدى عملاتى لتنميه الهوايات

العملة والنقود
تاريخ العملة والنقود ودورهما في حياة الإنسان يمتد منذ العصور الأولى التي شهدت بداية تطور الإنسان وبحثه عن وسيلة للمبادلة تستخدم لدفع أجر عمله من قبل الطرف الآخر، أو سداد قيمة ما يبيعه من سلع بدلاً من استلامه لسلعة أخرى، وهو ما يعرف بالمقايضة.

لقد برزت فكرة النقود وتطورت في عدد من الحضارات الإنسانية القديمة تلبية لحاجة الإنسان الملحة إليها ودورها الهام في تبادل السلع والخدمات بطريقة سهلة ومناسبة ترضي جميع الأطراف الداخلة في عملية التبادل. كما أن إمكانية الاحتفاظ بالنقود لوقت الحاجة تعتبر من أهم الميزات التي ساعدت الإنسان على التوجه للحصول على ما يريد من سلع في الوقت الذي يختار، بدلا من اضطراره إلى اقتناء بعض السلع التي قد لا يحتاجها في عملية المبادلة. لذلك كان لابد من إيجاد وسيلة ما تمثل الوسيط المناسب الذي يقبل به المتعاقدون- وهما طرفا البيع والشراء- لإنجاز المعاملة المطلوبة بينهما، واختصار الطريق للحصول على السلعة المقبولة أو الخدمة المطلوبة مباشرة، من خلال دفع قيمتها بالوسيلة المقبولة لدى الجميع، ألا وهي النقود، بدلاً من الحصول على سلعة أخري كبديل - قد يصعب تصريفها عند الحاجة. وهكذا توصل الإنسان إلى نهاية المطاف، وبعد مخاض عسير، إلى استخدام القطعة المعدنية الصغيرة من الذهب أو الفضة لتقوم بهذا الدور الحيوي الذي مثل بداية انطلاق الانسان نحو الازدهار الاقتصادي.

وكانت الصين واليابان ومصر والحضارتين الرومانية واليونانية من أقدم الحضارات التي اخترعت «النقود» التي كانت عبارة عن اشكال معينة منحوتة من الحجر أو مسكوكة من المعادن المختلفة على هيئة طيور أو حيوانات ذات أحجام وأشكال مختلفة، متفق على قيمتها. ولقد كان اختراع النقود ثورة حقيقية في تاريخ الانسان في تلك العصور التي شهدت بداية تقدم الشعوب وتوجهها نحو الحياة المستقرة. ومما لاشك فيه أن دور النقود في حياة الشعوب سوف يستمر إلى ما لا نهاية مع رحلة الانسان السرمدية في هذه الحياة، التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، وهو يمر عبر الأزمنة والدهور التي لا يعلم مداها أو نهايتها إلا الله. فمادام الإنسان سيداً على هذه الأرض لن يستغني عن ذلك «الوسيط» أو «الوسيلة»، التي يمكنه الاحتفاظ بها لأي فترة من الزمن ليحصل من خلالها- متى ما شاء- على لقمة العيش أو أي من حاجاته الأخرى... وتلك هي النقود أو العملة- التي هي موضوع بحثنا- مهما تغير شكلها أو نوعها أو حتى تسميتها.

وعند سرد تاريخ النقود والعملات التي استخدمت أثناء العقود والقرون الماضية في الكويت، فإن هذا الموضوع يوقظ الكثير من الذكريات والأحاسيس الجملية في حياتنا - نحن جيل المخضرمين - الذين عشنا زمن «الروبية» و«الآنة» في الأربعينات والخمسينات، وكذلك الجيل الذي سبقنا من الآباء والأجداد، الذين عاشوا ريعان شبابهم في أوائل هذا القرن، فهم لاشك يتذكرون أيام كانت الكويت مركزاً تجارياً مفتوحاً يتداول الناس فيه عدداً لا بأس به من العملات التابعة للبلدان التي عاش بها الكويتيون أو سافروا إليها للتجارة. فكان «الريال» الفرنسي و«المجيدي» العثماني و«الغران» الإيراني و«البرغشي» الزنجباري، تعني الكثير من الذكريات الحلوة لذلك الجيل الذي لم يبق منه الآن إلا العدد اليسير الذي تجاوز عمره التسعين، وهم لعمري أصبحوا يعدون على الأصابع.

أما الجيل الحالي وهم أبناء الستينات وما تلاها من حقب، فإن هذه الأشياء بالنسبة لهم لا تعني أكثر من تاريخ مضى، عايشه آباءهم، ولم يسمعوا عنه إلا النزر اليسير من خلال ما يكتب بين آونه وأخرى، أو ما يحكيه الآباء أو ما تتناوله الأحاديث العامة بصورة عابرة.

لهذا فان من حق هؤلاء الشباب علينا أن نقدم لهم ما استطعنا من زاد ثقافي، كل في المجال الذي يستطيع، لنتمكن من ترسيخ روح الولاء لأرضهم، وذلك من خلال معرفتهم للجوانب المتعددة من تاريخ وطنهم، لتكتمل لديهم صورة الماضي الجميل، والتي هي المرتكز الأساسي للمستقبل المشرق.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-02-2012, 12:10 PM
ahmedcoins ahmedcoins غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 32
افتراضي

نبذة تاريخية

تبوأت الكويت موقعاً استراتيجياً بين بلدان المنطقة منذ نشأتها الأولى وأصبحت مع بداية القرن السابع عشر مركزاً تجارياً هاماً نظراً لموقعها الجغرافي الفريد وطبيعة شعبها وانفتاح حكامها وتشجيعهم للتجارة ، والود والثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم على مدى القرون الماضية التي شهدت نشأة وتطور الكويت. وقد شجع الوضع السياسي والاقتصادي المستقر على ازدهار التجارة وتطور الحرف والصناعات الصغيرة مما أدى إلى نمو الدخل وانتعاش الاقتصاد وزيادة عدد السكان. كما أصبحت الكويت - بموقعها البحري المميز - ميناء هاماً تقصده البواخر التجارية ، ابتداء من بداية القرن العشرين ، وكانت قبل ذلك ، وعلى مدى القرون الثلاثه الماضية، منفذا تجاريا رئيسيا لبلدان الجزيرة العربية، تبحر منه مئات السفن الشراعية المصنوعة محلياً لتبادل السلع والبضائع بين الكويت والدول المجاورة لها - كالعراق وايران وبلدان الجزيرة العربية - بالإضافة إلى دول شرق افريقيا والهند وعدن.

وقد اشتهر الكويتيون منذ القدم بمهارتهم في التجارة وأمانتهم في التعامل وكدحهم المضني في سبيل نيل لقمة العيش. وقد شهدت على ذلك جميع البلدان التي توجهوا إليها طلباً للرزق أو التي عاشوا فيها لسنوات طويلة لمتابعة أعمالهم وحفظ مصالحهم. وكان ذلك قد فتح لهم المجالاً لمعرفة حضارات الشعوب والتعامل معها والاستفادة من خبراتها. كما أن هذه الأسفار وبحكم صفتها التجارية اتاحت لهم الفرصة للتداول بالانواع المختلفة من العملات الرائجة في تلك البلدان ومعرفة قيمة كل منها، والتعامل بها لإنجاز معاملاتهم التجارية دون تفضيل لأحدها على الآخر. وقد أدى ذلك - وفي ظل غياب عملة رسمية محلية - إلى رواج جميع تلك العملات في الكويت خاصة وأن أعدادا كبيرة من الكويتيين كانوا يقضون جل أوقاتهم في الأسفار والابتعاد عن الوطن طلباً للرزق. لذلك فإن من كان يقصد الكويت من تجار أجانب أو زوار لم يكن يتردد في اصطحاب أية كمية معه من العملات التابعة لبلاده معه سواء للتداول بها محلياً، أو للتعامل بواسطتها مع التجار المحليين لانجاز معاملاته التجارية. وكان ذلك يشمل عملات جميع دول المنطقة تقريبا، حيث استمر هذا الوضع إلى نهاية الحرب العالمية الأولى، عندما بسطت الروبية الهندية سيطرتها على السوق نظراً لقوتها الاقتصادية واعتماد تجارة الكويت بصورة رئيسية على التعامل مع الهند. فصارت تلك العملة ، نتيجة لذلك هي العملة الوحيدة المتداولة في الكويت إلى بداية الستينات من القرن العشرين عندما صدرت العملة الوطنية الكويتية.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25-02-2012, 12:11 PM
ahmedcoins ahmedcoins غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 32
افتراضي

العصور القديمة

يعود تاريخ أول عملة استخدمت في الكويت إلى حوالي عام 300 قبل الميلاد. فقد اكتشفت حملات التنقيب التي جرت في فيلكا عامي 1958م و 1959م بعض النقود، منها ثلاث قطع نحاسية ، احداها ضربها «سلوقس الأول» بإسم الاسكندر الأكبر (حوالي 310-300 قبل الميلاد). أما القطعتان الأخريان فهما في عهد انطيوخوس الثالث (223 - 187 قبل الميلاد) ، كما اكتشفت بعثة الآثار الدانمركية عام 1961م قطعة نقدية قديمة في جزيرة فيلكا تحمل على أحد وجهيها صورة «انطيخوس» الثالث حاكم الامبراطورية السلوقية ما بين 223-187 ق.م ، بينما نقش على وجهها الآخر صورة الإله «أبوللو» الذي كان يعتبر حامي الأسرة السلوقية. كما عثر على 12 قطعة نقود أخرى مسكوكة من نفس مادة العملة السلوقية تقريباً ، لكنها تحمل صورة البطل «هرقل» على أحد وجهيها وصورة الإله «زيوس» على وجهها الآخر. وهذه النقود مسكوكة باسم الاسكندر الأكبر، وإن كان هناك ما يقارب من فترة قرن من الزمان بين وفاته وتاريخ ضربها . ويسود الاعتقاد بأن هذه النقود قد ضربت في فيلكا وإن كان هناك اعتقاد آخر بأنها ربما ضربت في (جرها) ، وهي مدينة مقابل البحرين. وقد اشتهر الجرهائيون بالتجارة وكانت طريقهم التجارية من (جرها) إلى مدخل الفرات ودجلة. وكان هؤلاء التجار يسيرون مع الأنهار في طرق القوافل القديمة إلى سوريا وفينيقية ، بل وصلوا إلى "ديلوس" في البحر الأيجي . كما اكتشفت البعثة الفرنسية عام 1984م اعداداً كبيرة أخرى من العملات الفضية من الفترة الهلينستية ضربت في فترة ما قبل الميلاد، يحمل بعضها صورة للملك فيليب والبعض الآخر صورة للملك سلوقس الأول وأخرى للإسكندر الأكبر المقدوني . ومن المعروف أن البعثة الدانمركية التي حصلت على امتياز التنقيب في جزيرة فيلكا عام 1958م اكتشفت بقايا مبان وآثار يونانية قديمة في الجزيرة يعود تاريخها إلى ما قبل 3500 سنة ، ويرجع بعضها إلى أيام الإسكندر الأكبر والملوك السلوقيين.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25-02-2012, 12:11 PM
ahmedcoins ahmedcoins غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 32
افتراضي

العملات التي راجت في الكويت في أوائل مراحل التأسيس

بدأت الكويت خطواتها الأولى نحو تأسيس كيان مستقل مع بدايات القرن السابع عشر حيث كان يشار إليها بالقرين ، وازدهرت فيها الحركة التجارية، تدريجيا، وصارت سفنها تجوب البحار متوجهة شرقاً إلي الهند وموانئ فارس ، وغرباً إلى عُمان واليمن وشرق أفريقيا لتجلب منها مختلف أنواع البضائع. وقد صارت عملات تلك الدول معروفة القيمة ومقبولة التداول بين الكويتيين ، سواء داخل بلدهم أو في تلك البلدان ، مما أدى إلى رواج تلك العملات في الكويت ، ابتداءً من الليرة الذهبية العثمانية وتوابعها إلى الغران الإيراني والروبية الهندية إلى البرقشي الزنجباري والبيزة العمانية والريال النمساوي (ماريا تيريزا) الذي كان يطلق عليه محلياً «الريال الفرنسي»، ثم الجنيه الانجليزي الذهبي بالإضافة إلى «طويلة الحسا»، وهي عملة محلية تستخدم في الأحساء تشبه مشبك الشعر الصغير وتتكون من ثلاث فئات ، نحاسية وفضية وذهبية. ومن العوامل التي أدت إلى رواج هذه العملات محلياً تحول الكويت تدريجياً إلى مركز تجاري لاستيراد مختلف أنواع البضائع من الهند وشرق افريقيا وإعادة تصديرها إلى الدول المجاورة ، وعدم وجود عملة محلية رسمية يتم التداول بها بين الناس. ولم تكن هناك أي مفاضلة لأي عمله على أخرى بين الكويتيين بل كانت جميع هذه العملات مقبولة لدى الجميع ، وكان التجار يقبلون تسوية معاملات الدفع فيما بينهم بأي من تلك العملات
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25-02-2012, 12:12 PM
ahmedcoins ahmedcoins غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 32
افتراضي

التطورات التاريخية التي أدت إلى استقرار التعامل بالعملة الهندية في الكويت
من المعروف أن السفن الكويتية المتجهة إلى الهند كانت تحمل معها اللؤلؤ الذي كان يصطاده البحاره الكويتيون في الخليج ، والتمور التي كانت تنقلها السفن الكويتية من العراق. وكانت هذه السفن تعود وهي محملة بالأخشاب والتوابل والسكر والشاي والأرز والأقمشة وبضائع أخرى لا حصر لها وذلك لإعادة تصدير جزء كبير منها إلى الدول المجاورة. وقد أدى ذلك إلى توسع الحركة التجارية في الكويت تدريجياً وزيادة أعداد السفن المتجهة إلى الهند وشرق افريقيا. وبمرور الزمن وزيادة النشاط التجاري واستقرار الوضع السياسي أصبحت الكويت محطة مهمة يتم فيها تنزيل البضائع القادمة من الهند والمتجهة لبلدان الشرق الأوسط واوروبا ، لإعادة شحنها إلى بغداد أو حلب بواسطة قوافل الجمال ، لتأخذ طريقها من هناك إلى اوروبا. وقد ازدادت أهمية الكويت كمركز تجاري ، يصل الهند بالشرق الأوسط وأوروبا ، في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ، وتحديداً عام 1776م كنتيجة مباشرة لتأزم العلاقة بين فارس والدولة العثمانية ونشوب الحرب بينهما وقيام الأولى بحصار البصرة لمدة ثلاثة عشر شهراً ثم احتلالها في أبريل من عام 1776م مما أدى إلى قيام شركة الهند الشرقية الإنجليزية - التي كانت تعتبر كبرى القوى التجارية الأوروبية في الخليج آنذاك - بتفريغ بضائعها في الكويت بدلاً من البصرة. وبذلك أصبحت الكويت محطة رئيسية لقوافل الجمال التي كانت تنقل البضائع من البصرة إلى حلب طوال فترة الحصار والإحتلال الذي استمر إلى عام 1779م. وقد استمرت القوافل أثناء تلك الفترة بشحن البضائع من الكويت إلى حلب متجنبة المرور بالبصرة ، وبهذا حُلّت مشكلة تصريف بضائع الهند في بلدان الشرق الأوسط واوروبا خلال فترة احتلال البصرة. ويذكر أن شركة الهند الشرقية الانجليزية أعادت فتح مكتبها في البصرة بعد انسحاب القوات الفارسية من هناك عام 1779، لكنها عادت لتنقله إلى الكويت مرة أخرى عام 1793 عندما نشبت بعض المشاكل بين ممثلي الحكومة البريطانية في البصرة والسلطات العثمانية ، حيث استمر ذلك لمدة سنتين . وقد أدى ذلك إلى توسع النشاط التجاري في الكويت مرة أخرى بعد أن دعى المقيم البريطاني في بوشهر ربابنة السفن الانجليزية بتفريغ بضائعهم في الكويت بدلاً من البصرة كلما كان ذلك ممكناً .
وفي عام 1821م - وللمرة الثالثة - انتقلت وكالة شركة الهند الشرقية الانجليزية بكاملها من البصرة إلى الكويت نتيجة للخلاف الذي نشب بين باشا بغداد والممثل السياسي الانجليزي فيها ، حيث استقرت لمدة أربعة أشهر عادت بعدها الوكالة إلى البصرة بعد حل الأزمة . ومن البديهي أن اتخاذ الكويت مقراً بديلاً لأنشطة شركة الهند الشرقية أثناء الأزمات زاد من أهميتها كمركز تجاري يعتمد عليه وأدى إلى تثبيت كيانها السياسي والاقتصادي كبلد مستقل عن الدولة العثمانية وبعيداً عن تأثيراتها السياسية. كما عزز ذلك علاقة أمير الكويت آنذاك - الشيخ عبدالله بن صباح ، الحاكم الثاني للكويت (من 1762م إلى 1815م) ومن بعده ابنه الشيخ جابر(من 1815م إلى 1859م) - مع شركة الهند الشرقية . ومع توسع التبادل التجاري بين الكويت والهند بدأت الروبية الهندية تأخذ مكانها شيئاً فشيئاً كعملة مقبولة محلياً مع بقية العملات التي كانت متداوله.
ومع نهاية القرن التاسع عشر ، وبعد استلام الشيخ مبارك الصباح لمقاليد الحكم، ومواجهته لكثير من المشاكل والأطماع الخارجية التي ازدادت تجاه الكويت كنتيجة حتمية لازدهارها الاقتصادي ، ودورها الريادي بين كيانات المنطقة في عهده ، اضطر إلى عقد اتفاقية الحماية مع بريطانيا عام 1899م لكبح جماح تلك الأطماع. وقد أدت تلك الاتفاقية إلى توطيد العلاقة مع الحكومة البريطانية وحكومة الهند الإنجليزية واستقرار الوضع السياسي في الكويت وتأكيد استقلاليتها وزيادة الثقة في التعامل التجاري معها مما جعلها تتبوأ تلك المكانة بجدارة. وقد نتج عن تلك التطورات دخول العملة الهندية إلى الكويت بقوة ، خاصة مع ارتباط الهند بالتاج البريطاني واعتماد الكويت بصورة أكبر على التجارة مع الهند التي شكلت العصب الرئيسي للحركة التجارية في الكويت. وفي ظل تلك التطورات شقت العملة الهندية طريقها كأهم عملة يفضلها التجار والمواطنون في تعاملاتهم اليومية ، خاصة مع زيادة ارتباط الكويت التجاري مع شركة الهند الشرقية التي كانت تمثل الذراع الاقتصادي لحكومة الهند الإنجليزية. ومن الأحداث التي تروى ، والتي ساهمت أيضاً في تبوؤ الروبية الهندية للمكانة التي احتلتها كعملة مفضلة بين الكويتيين في تلك الفترة ، أن أحد التجار الكويتيين باع كمية كبيرة من اللؤلؤ في الهند وجلب معه إلى الكويت مبالغ كبيرة جداً من الروبيات (الفضية) مما أدى إلى انتشارها في الأسواق المحلية وتقلص التعامل بالعملات الأخرى بل واختفاؤها نهائياً مع الوقت .
وقد تكرس التعامل بتلك العملة نهائياً وأصبحت هي العملة الوحيدة الرائجة في الكويت مع نهاية الحرب العالمية الأولى وتقلص نفوذ الدولة العثمانية.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25-02-2012, 12:12 PM
ahmedcoins ahmedcoins غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 32
افتراضي

المحاولة الأولى لإصدار عملة وطنية
كانت هناك محاولة لإصدار عملة محلية في الكويت عام 1304هـ (1886م) في عهد الشيخ عبدالله الصباح الثاني، الحاكم الخامس للكويت. فقد أمر الشيخ عبدالله بن صباح بسك عملة نحاسية خاصة نُقش على أحد وجهيها كلمة (الكويت) وتاريخ الإصدار (1304هـ) بينما حمل الوجه الآخر إمضاء الشيخ عبدالله الصباح. وقد تم سك هذه العملة محليا وبصورة بدائية، حيث تختلف كل قطعة تقريبا من تلك العملة عن غيرها شكلا وحجما وسماكه وكتابة أيضا. وقد استمرت تلك العملة في التداول لفترة قصيرة ثم تم سحبها من الأسواق.
ويمكن اعتبار محاولة الشيخ عبدالله بن صباح إصدار عملة مستقلة للكويت انعكاساً للوضع الاقتصادي القوي الذي تميزت به سنوات حكمه. كما يعكس ذلك طموحاته في بناء كيان مستقل عما جاوره من بلدان، ويؤكد عدم خضوعه لأي تأثيرات خارجية من خلال المواقف والأدوار التي قام بها أثناء فترة حكمه.
ومن المعروف أن فترة حكم الشيخ عبدالله بن صباح بن جابر بن عبدالله بن صباح الأول - الملقب بعبدالله الثاني - قد امتدت حوالي خمسة وعشرين سنة (1866م - 1892م). وقد شهدت الكويت خلال فترة حكمه كثيرا من الأحداث الاقتصادية والسياسية. وكانت الكويت في تلك الفترة تملك أسطولاً بحرياً استخدمه الشيخ عبدالله الصباح لدعم عدد من حلفاءه من حكام المناطق المجاورة عندما واجهوا الأزمات، حيث كانت له أدوار بارزة في ذلك. كما لعب الشيخ عبدالله بن صباح دوراً هاماً في مصالحة بعض حكام المنطقة وحل المشاكل فيما بينهم. ومن الأحداث المهمة التي شهدتها فترة حكمه استقرار الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود وعائلته في الكويت عام 1891م حيث رحب به الشيخ عبدالله الصباح وأكرم وفادته .
ويذكر عن الشيخ عبدالله الثاني بن صباح «أنه كان يلبس الملابس العربية من الحرير الفاخر ويرتدي عباءة موشاة بالذهب ويداه تشعان بالألماس، وقد غرس في وشاحه الحريري الأبيض الذي لفه حول وسطه خنجراً صغيراً ذا قبضة من الذهب الصلد وقد طعم باللؤلؤ والفيروز والياقوت والزمرد» ويعكس ذلك بالتأكيد الوضع الاقتصادي المزدهر الذي ساد البلاد في معظم فترة حكمه، بالرغم من مرور بعض الأزمات الاقتصادية التي أثرت سلباً على معيشة السكان. ففي عام 1867م وبعد عام واحد من استلامه الحكم واجهت الكويت أزمة اقتصادية خانقة استمرت إلى عام 1870م قاسى الكويتيون خلالها الكثير. وقد فتح الشيخ عبدالله الصباح خزائنه في تلك الفترة أمام الكويتيين ليرفع عنهم الضائقة حيث لم يترك وسيلة إلاّ اتبعها للتخفيف عنهم .
الدينار الكويتي
استمر التداول بالروبية الهندية في الكويت، وكذلك دول الخليج العربية - فيما عدا المملكة العربية السعودية - خلال عهد الحماية والنفوذ البريطاني في المنطقة إلى أن نالت تلك الدول استقلالها. وكانت الكويت سباقة في إصدار عملتها الوطنية عندما برزت الحاجة إليها سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية. ففي اكتوبر من عام 1960 صدر المرسوم الأميري رقم 41 لسنة 1960 بقانون النقد الكويتي الذي نص على جعل الدينار الكويتي العملة الرسمية للبلاد. كما تأسس على أثر ذلك مجلس النقد الكويتي الذي أنيطت به عمليات إصدار تلك العملة. وبذلك طويت صفحة تاريخية طويلة من تعامل الكويتيين بالعملات الأجنبية خلال العصور التي سبقت تداولهم بالدينار.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25-02-2012, 12:12 PM
ahmedcoins ahmedcoins غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 32
افتراضي

العملات المتداولة في الكويت على مر العصور والظروف التي أدت إلى رواجها
العملات المتداولة في الكويت قبل اتخاذ الروبية الهندية كعملة وحيدة للتداول
كان الكويتييون في الماضي - وإلى بداية العقد الأول من القرن العشرين كما ذكرنا - يقبلون التداول بأي من العملات التي كانت معروفة لديهم آنذاك، دون تمييز أو تفضيل لعملة على أخرى. ونظراً لتباين تلك العملات في القيمة والشكل والمصدر فإننا سنتطرق إلى كل منها ببعض التفصيل مع الإشارة إلى ما قد يبرز من نواحي اقتصادية وتاريخية واجتماعية لها علاقة بأي من تلك العملات، أو أحداث تستحق الذكر. وتشمل دراستنا في هذا الجزء العملات التالية: طويلة الحسا ، الليرة العثمانية، الغران الإيراني، الريال النمساوي (الذي تعارف الكويتيون في الماضي على تسميته بالريال الفرنسي)، البرغشي الزنجباري والبيزة العمانية، الليرة الإنجليزية.
طويلة الحسا
تم تداول هذه العملة ذات الشكل الغريب في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر، تقريبا في الإحساء، وكانت من أوائل العملات المستخدمة في الكويت. وتشبه هذه العملة «مشبك» الشعر الذي تستخدمه النساء وتتكون من ثلاث فئات، ذهبية وفضية ونحاسية، وتعادل قيمة كل منها وزنها من المعدن المصنوعة منه، حيث كان الناس يتداولونها كأي عملة أخرى للبيع والشراء.
وقد تحدث الرحالة بلجريف (Palgrave) عن هذه العملة في كتابه المطبوع عام 1866م واشار اليها بأنها عمله نقدية محلية يتداول بها الناس في الاحساء وتدعى «الطويلة»، وأنه بالنظر إليها فإنها اسم على مسمى. وقد وصفها بأنها تتكون من عمود صغير من نحاس طوله حوالي إنش، يتشعب من إحدى نهايتيه، وتساوي كل ثلاثة منه قرش واحد. وقد ضربت طويلات فضية وذهبية ونحاسية في أيام القرامطة ولكنها أذيبت منذ أمد بعيد ، ويشير السيد جلال الحنفي إلى مثل كويتي قديم يقول «مثل طويلة الحسا ما تنخرج إلا ببلادها» ومعناه أنه لا قيمة للشخص إلا في وطنه.
العملة العثمانية
كانت الدولة العثمانية مستمرة في بسط نفوذها على معظم الدول العربية في الشرق الأوسط والجزيرة العربية إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، مما ترتب على ذلك استخدام عملتها في معظم هذه البلدان كعملة وحيدة، فيما عدا عدد من دول الجزيرة العربية التي كانت تستخدم - بالإضافة إلى العملة العثمانية - عملات أخرى، منها الهندية وماريا تيريزا، وعملات محلية سكت باسم شيوخ وسلاطين تلك البلدان. وكان من بين هذه البلدان - كما ذكرنا - الكويت وبلدان الخليج العربية واليمن، بالإضافة إلى عدن التي كانت تحت الحكم البريطاني. وكانت الليرة الذهبية العثمانية تصل إلى هذه البلدان كعملة تجارية، بينما يتم التداول بالفئات الفضية والنحاسية إن توفرت، كما هو الحال بالنسبة لبقية العملات الأخرى الرائجة في هذه البلدان.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25-02-2012, 12:13 PM
ahmedcoins ahmedcoins غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 32
افتراضي

وتتكون العملة العثمانية من الليرة الذهبية التي تساوي 100 قرش، بينما ينقسم القرش إلى 40 بارة وتساوي البارة 3 «أكشات» ومفردها "أكشه" .أما الفئات المستخدمة فهي فئة الليرة الواحدة والنصف ليرة والربع ليرة وكلها من الذهب ، وبينما تتكون الفئات الفضية من فئة العشرين قرشا، وهي ذات حجم كبير وبنفس حجم الريال، وفئة العشرة قروش والخمسة قروش والقرشان والقرش الواحد . أما الفئات النحاسية فهي فئة العشرين بارة والعشر بارات والخمس بارات والبارة الواحدة، بالإضافة إلى وجود تقسيمات وفئات عديدة أخرى كانت سائدة. وقد تم إدخال تعديلات أساسية على العملة العثمانية في عام 1844م أثناء حكم السلطان عبدالمجيد ، والذي أُطلق اسمه على العملة العثمانية بشكل عام، سواء أثناء فترة حكمه أو بعد ذلك، حيث كانت تسمى «المجيدية».
ويبدو أن العملة العثمانية كانت من أوائل العملات التي استخدمت في الكويت نظراً لانتشارها كعملة وحيدة في عدد من البلدان المجاورة وقبولها من قبل التجار وأهل البادية، خاصة في تلك الفترات التي شهدت امتداد قوة الدولة العثمانية ونفوذها على معظم الدول العربية. ولا شك أن تبوؤ الكويت كمركز تجاري يربط الهند بأوروبا من خلال رسو سفن شركة الهند الشرقية الانجليزية فيها منذ حوالي عام 1775م - وربما قبل ذلك - والتي كانت تنقل إليها البضائع من الهند، وتوجه قوافل الجمال التي كانت تنقل تلك البضائع منها إلى أوروبا عبر بغداد وحلب، قد أدى إلى قبول وتداول عملة تلك الدولة في الكويت كوسيلة لإنجاز المعاملات التجارية بين مختلف الأطراف. ومن الثابت تاريخياً أن الكويت - ومنذ السنوات الأولى لحكم الشيخ صباح الأول (1718-1776م) - كانت تمثل ميناء مهماً في شمال الخليج للتجارة القادمة من الهند والمتوجهة إلى الشام، ومحطة مهمة للمسافرين وللقوافل التجارية الراغبة في عبور الصحراء والمتوجهة بتجارتها إلى حلب. «إذ كانت القوافل التجارية من الكويت إلى حلب تتكون - في بعض الأحيان - من حوالي 5000 من الجمال يصاحبها ألف من الرجال حيث كانت تعرفة المرور تصل إلى ما بين 35-40 قرشاَ لكل جمل بحمولة 700 رطل . وتستغرق رحلة القافلة من الكويت إلى حلب سبعين يوماً تنقل خلالها البضائع التي تتكون أساساً من الأقمشة والخيوط القطنية والقهوة والتوابل وغيرها» .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25-02-2012, 12:13 PM
ahmedcoins ahmedcoins غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 32
افتراضي

التسميات المحلية لبعض العملات القديمة المتداولة
اطلق الكويتيون في الماضي أسماء محلية على عدد من العملات التي كانوا يتداولونها ، مما يعكس - إلى حد كبير - طبيعة الوضع الإجتماعي الذي كان يتعايش فيه الكويتيون ، والمتسم بالبساطة ، والمستوى الاقتصادي المتواضع السائد آنذاك ، ونمط التفكير بين الناس ، وبراءة التعبير عما كان يجيش في خاطرهم من تطلعات ، ويحيط بهم من أوضاع. ومن الأسماء التي كانت تطلق على بعض الفئات من العملات مثلاً:
• فئة الخمس ليرات الذهبية العثمانية وكانت تسمى «ريح بالك» . ويبدو واضحاً ما هو المقصود من هذه التسمية التي تعني بالطبع أن من يقتني هذه الليره - أو عدداً محدوداً منها - فإنه يكون قد أراح باله من الهموم وضنك العيش وضمن معيشة هانئة له ولأبنائه.
• »الثالر« النمساوي أو دولار ماريا تيريزا التجاري: وكان يطلق عليه الريال الفرنسي. وكلمة الريال بالطبع عربية وتمثل عادة أكبر فئة متداولة من القطع النقدية. أما تسميته بالفرنسي بدلاً من النمساوي فان ذلك قد يعني عدم معرفة الناس بالنمسا أو عدم السماع بها في ذلك الوقت ، بينما كانت فرنسا حاضرة في نشاطها السياسي والعسكري - سواء في الخليج العربي أو الشام أو مصر- منذ منتصف القرن الثامن عشر.
• أما القطع النقدية الهندية فكان لعدد منها أيضاً أسماء محلية تطلق عليها عاكسة قيمتها أو صفتها باللهجة المحلية. فمثلاً كان يطلق على روبية الملكة فكتوريا (روبية أم بنت) ، وروبيه الملك ادوارد السابع (روبية الأصلع) وروبية الملك جورج الخامس (روبية الشايب) لكونه ذو لحية كثة ، وروبية الملك جورج السادس (روبية الولد) أي الشاب ، والروبية الهندية التي صدرت بعد استقلال الهند والتي تحمل صورة أسد «أسوكا» (روبية أم صنم). وكان يطلق على البيزة الأولى الصادرة في عهد شركة الهند الشرقية "بيزة أم جلاب" - أي البيزة التي تحمل صورة كلاب وكانت تلك القطعة الصادرة عام 1835م تحمل صورة أسدين واقفين وبينهما درع بوسطه صليب، وهو شعار شركة الهند الشرقية (انظر ص 67)، أما فئة الأربع آنات (ربع الروبية) فكان يطلق عليها (آنه أم ست عشر) ، أي 16 بيزة (فالآنه تساوي أربع بيزات وبذلك فان هذه القطعة تساوي 16 بيزه). وكان يطلق على فئة الآنتين الفضية الصغيرة (آنه أم ثمان) أي ثمان بيزات ، بينما أطلق على فئة الآنة الواحدة المشرشرة عند صدورها في عهد الملك ادوارد السابع (آنه أم أربع) أي أربع بيزات. كذلك أطلق على فئة الآنة الواحدة (متليك). ويبدو ان هذا الاسم - المتليك - كان يطلق على احدى فئات العملة البرتغالية المستخدمة في مقاطعة «جوا» الهندية التي كانت خاضعة للحكم البرتغالي. كما قد تفسر كلمة «متليك» بأنها تعني عملة معدنية باللغة الإنجليزية(Metallic) ، أي غير ذهبية أو فضية.
ومن الأسماء المحلية التي اطلقت على الفئات الصغيرة من العملة الايرانية التي استخدمت في الكويت أيضاً (بودبيلة) وهي فئة الغران الفضي الغير منتظم الشكل (المسكوكه بالمطارق) ، و (الشرخي) الذي اطلق على الغران المنتظم الشكل (الدائري) والذي تم سكه فيما بعد بالآلة . كذلك اطلق اسم (الشاهيه) على إحدى العملات النحاسية الإيرانية الصغيرة التي استخدمت في الكويت. ومن الأسماء التي أطلقت أيضاً على أحد الفئات الإيرانية الصغيرة (القَمَري) ، وهي عملة نحاسية أيضاً ، مستديرة الشكل ذات حجم صغير رُسِمَت على أحد وجهيها الشمس وهي تشع أنوارها في كل اتجاه ، مما يكون قد أوحى بأنها القمر لعدم وضوحها ، فسميت القطعة بهذا الإسم المشتق من القمر. كما اطلق على الريال الزنجباري اسم (الريال البرغشي) نسبة إلى السلطان برغش حاكم زنجبار ، بينما اطلق اسم (البيزة السعيدية) على العملة العُمانية نسبة إلى سلطان عُمان.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 25-02-2012, 12:14 PM
ahmedcoins ahmedcoins غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 32
افتراضي

الغران الإيراني
من العملات التي استخدمت في الكويت أيضاً العملة الإيرانية - الفضية منها والنحاسية - وذلك نظراً لقرب البلدين من بعضهما البعض وقِدم عمليات التبادل التجاري بينهما. فقد كانت الكويت تعتمد بصورة كبيرة على كثير من المنتجات الاستهلاكية - وفي مقدمتها المواد الغذائية - القادمة من إيران عبر البحر، بواسطة السفن الشراعية التابعة للبلدين والتي كانت تجوب المسافة بين ساحلي الخليج يومياً. كما كانت تجارة إعادة التصدير من الكويت لإيران لكثير من المنتجات تمثل جزءً كبيراً من مستوردات الكويت من الهند وافريقيا، وأوروبا في فترات لاحقة. وقد أدى ذلك إلى معرفة الكويتيين بالعملة الإيرانية التي راجت مع بقية العملات المستخدمة في الكويت قديماً.
وتتكون العملة الإيرانية في الماضي من «التومان» الذي يساوي 10 «غرانات»، بينما ينقسم الغران إلى 20 شاهيه والشاهيه إلى 50 دينار (أي أن الغران يساوي 1.000 دينار بينما يساوي التومان 10.000 دينار). ويبدو أن استخدام هذه العملة في الكويت قد بدأ مع بداية القرن التاسع عشر أثناء حكم الشيخ جابر بن عبد الله الصباح (جابر العيش) الذي امتدت فترة حكمه 1815 - 1859م، حيث شهدت الكويت أثناء تلك الفترة ازدهارا اقتصاديا كبيرا خاصة مع انتقال الوكالة التجارية الإنجليزية بكاملها من البصرة إلى الكويت عام 1821م إثر الخلاف الذي نشب بين حكومة الهند الإنجليزية وباشا بغداد العثماني.
وقد عاصرت فترة حكم الشيخ جابر بن عبد الله الصباح عدد من الملوك الإيرانيين أهمهما الملك فتح علي شاه ومحمد شاه وناصر الدين شاه الذي حكم إيران خلال الفترة من 1848م إلى 1896م. وكان يتم سك العملة الإيرانية أثناء تلك العهود بالمطارق في مختلف المدن الإيرانية وتختلف أشكالها حسب المدينة. وقد بدأ سك العملة الإيرانية لأول مرة بواسطة الآلة في منتصف القرن التاسع عشر. ويبدو أن العملة الإيرانية انتشرت بصورة أكبر في الكويت أثناء فترة حكم الملك ناصر الدين شاه حيث تم استخدام النوعان من العملة - المسكوك بالمطارق، وذلك المسكوك بالآلة - وكان يطلق محليا على الأول "بودبيلة" وعلى الثاني "الشرخي" المصنوعة بالآلة والمنتظمة الشكل والاستدارة.
ويبدو أن معظم العملات الإيرانية التي استخدمت في الكويت كانت من الفئات الصغيرة - النحاسية والفضية - والتي هي عبارة عن فئة «الشاهية» الواحدة وتوابعها، والتي تتكون من النحاس، بالإضافة إلى الغران وتقسيماته التي كانت تتكون من الفضة. وكان الإصدار المسكوك بالمطارق في عهد الملك ناصر الدين شاه مكتوب على أحد وجهيه (السلطان ابن السلطان ناصر الدين شاه قاجار) بينما كتب على الوجه الآخر اسم المدينة التي سكت بها العملة وسنة سكها. وقد استمر ذلك خلال الفترة 1848م إلى 1875م.
أما العملة المسكوكة بالآلة فقد بدأ التداول بها في إيران بعد سكها عام 1876م . وتمثل هذه العملة الإصدار الثاني في عهد الملك ناصر الدين شاه، حيث وضع على أحد وجهيها شعار الدولة وهو الشمس - وفيما بعد الأسد والشمس - وعلى الوجه الآخر عبارة (رايج مملكة ايران) . ومن الفئات التي استخدمت في الكويت من الإصدارين - المطارق "بودبيلة" والآلة "الشرخي" - الربع شاهيه والنصف شاهيه والشاهيه الواحدة "القَمَري" وهي من النحاس، وفئات الربع غران ونصف غران والغران الواحد، وهي من الفضة .
وفي عام 1897م توفي الملك ناصر الدين شاه وحكم من بعده الملك مظفر الدين شاه، الذي توفى عام 1907م وورثة الملك محمد علي شاه الذي استمر بالحكم إلى عام 1909م، حيث استلم الحكم من بعده الملك أحمد شاه إلى عام 1920م وقد صدرت أثناء حكم هؤلاء الملوك نفس الفئات السابقة وهي مسكوكة بالآلة حيث استمر استخدام الغران الإيراني في الكويت جنبا إلى جنب مع بقية العملات المتداولة في تلك الفترة إلى نهاية الحرب العالمية الأولى عندما استقر التعامل بالروبية الهندية كعملة وحيدة في الكويت.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تاريخ العملات المعدنية في الكويت لباسم الابراهيم الجامع البحوث والمؤلفات 1 23-02-2011 09:59 AM
اقتراح: لماذا لا نساهم في ترجمة الكتب المتداولة عن تاريخ الكويت تحرير الكويت الصندوق 2 10-04-2010 11:01 PM


الساعة الآن 12:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت