راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 26-03-2010, 03:10 AM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي 7 - شارع قاسم بالدقي في القاهرة

هذا العنوان أمامكم قرائي الاعزاء انني لو أردت أن اكتب عنه قصصا وقصصا لعجزت.
هذا العنوان هو لمكتب البعثات الكويتية في القاهرة، ذلك منذ الأربعينات والخمسينات والستينات حتى انتقلت البعثات وأصبحت جزءاً من سفارة الكويت في الدقي، لكنه مبنى ملك لدولة الكويت العكس 7 ش قاسم بالدقي المؤجر.
كان هذا المكتب أو الادارة يطلق عليه «بيت الكويت»، وهو عبارة عن منزل أو فيللا (بتشديد اللام) يتكون من دورين الدور الأرضي عبارة عن نادي ملتقى للطلبة الذين يتلقون العلم في مصر والقاهرة بالذات، والدور الثاني مكاتب وكان فيه أول الأمر رجل يدعى النعماني الذي لم نشاهده الا مرة واحدة ودائماً متغطرس ثم جيء بالسيد عبداللطيف الشملان الذي كان مدير المعارف في الأربعينات وأصبح مدير البعثات، يعاونه طيب عبدالله زكريا الأنصاري الذي يعتبر بحق أخاً وأباً وموجهاً للطلبة الغرباء عن بلادهم، وأصبح مسؤولاً عن الشؤون المالية، وهناك السيد محمد السروي مسؤول عن الاتصالات مع الجامعات المصرية، وعلى ذكر محمد السروي في سنة 1956 كان أحد الطلبة يلبس بدلة قماشها (خامها) انكليزي فاخر وقد فصلها في الكويت وكان ذات يوم (يكشخ) فيها، وكنا جالسين في مكتب محمد السروي نراجعه في بعض الأمور الدراسية، فما ان رأى السروي هذه البدلة الجميلة والقماش الفاخر حتى قال لزميلنا «الله ايه الحاجات هذه هايله، بدلتك ما فيش زيها». فالتفت زميلنا على السروي وقال له على الفور «اخرص» وهنا انغم السيد السروي وبدت عليه علامات الأسى وتوجه فوراً الى السيد المدير عبداللطيف الشملان وقال له «ايه ده الولد أسأله عن بدلته يقول لي أخرص ايه ده مش متربي» فنودي على الطالب وسأله عبداللطيف الشملان بحضور عبدالله زكريا هل فعلاً قلت له اخرص؟‍ فقال الطالب بكل ثقة: نعم قلت له ذلك (شنهو فيها) ريال يسألني عن بدلتي، وانا اقول له اخرص (اخرصها ثمنها قدرها) وهنا اشتغلت الضحكة من الجميع الا السروى (مبلّم) بتشديد اللام زعلان وعندما شرح له معنى اخرص اي قدر ثمنها تسامح من الطالب، وقال له انا آسف لا اعرف لهجتكم في الكويت، فرد عليه الطالب «اكلت عيش بن اعمير» ولا تعرف لهجتنا يعني عشت في مكتب البعثات مدة طويلة، ولا تعرف لهجة الكويت بواسطة اتصالك الدائم بالكويتيين.
كانت الثورة المصرية في عزها وعصرها الذهبي واحمد سعيد «يلعلع» من «صوت العرب» من الاذاعة المصرية، وكانت المبارزات الخطابية والشعرية على اشدها، اقيم سرادق من اتحاد طلبة الكويت في الشارع، شارع 7 قاسم بالدقي، وجيء ببعض المذيعين المصريين ليقدموا هذا الحفل، وكان خطيبنا المفوه عبدالله النيباري البطل المغوار، واتذكر ونحن نستمع الى هذه الخطب التي يلقيها المتبارون، وكل كلمة «قال جمال عبدالناصر» ويستشهدون بالرئيس عبدالناصر الذي على يديه ستتحرر فلسطين قريبا جدا، وكنت وقتها واقفا اسمع هذه الخطب الرنانة وعبدالله الحمد وكيل وزارة التجارة فيما بعد وعبدالله ابراهيم المفرج وزير العدل فيما بعد وفجحان هلال رئيس ديوان المحاسبة فيما بعد، وكل واحد منا ونحن واقفون تتحرر فلسطين «هيّن» بتشديد الياء وكان المرحوم فجحان رحمه الله يقول لي «اشدعوة هذه المبالغات» يقولها بصوت منخفض بيني وبينه لأن رجال المباحث والمخابرات «تارسين» متواجدين بكثرة بجنبنا وغيرنا.
في أحد الأيام جئت الى مكتب البعثات ومعي بعض الزملاء ملتئمين في البلكونة حول شاب ممتلئ اول مرة اراه وسألت عنه فقيل هذا حمد الشيخ يوسف بن عيسى يدرس الحقوق وهو الآن يتمرن فينا في «البلكونة» وكأنه في محكمة وهو يقول: يا حضرات القضاة ان المتهم امامكم بريء كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، وفجأة تقدم المرحوم حمد الشيخ يوسف مني وقال لي: شرايك انسويك متهم؟ فقلت له: اتخس الا انا اسويك متهم؟ فقال لي: انت ما تدرس القانون ولا المحاماة، فقلت له: ما نبي محاماتك ولا قانونك، وبعدين ولا حط ايديه على كتفي وقال سامحني رحمه الله رحمة واسعة.

زيارة فهد السالم
أتذكر كان مكتب عبدالله زكريا الانصاري رحمه الله مثل الخلية، حيث الطلبة دائما حوله لان «الخردة الفلوس» عنده اما عبداللطيف الشملان فكان الطلبة لا يزورونه الا اذا كان عندهم شيء ضروري.
في أحد الأيام وصل الشيخ فهد السالم الى القاهرة وقد اقيم له احتفال في 7 شارع قاسم بالدقي في الدور الارضي.
وجلس الشيخ فهد في رئاسة الطاولة وجلس على يمينه خالد الحمد وعلى يساره المرحوم يوسف النصف واخذ (يتساسر) مع المرحوم يوسف النصف، وبعدها وقف الاخ يوسف ورحب بالشيخ فهد في هذا اللقاء الابوي، وخالد الحمد ولا كلمة ساكت وبعدها اخذ الطلبة يسألون الشيخ فهد بعض الاسئلة وهو يجيب عنها بكلمة ونص، وانفض الاجتماع الى حفلة العشاء التي اقيمت على شرف الشيخ فهد هذه اول حفلة فيها العشاء الدسم تقام في هذا البيت.
كان الشيخ عبدالله الجابر اشترى عمارة بالدقي وترك الدور الاخير (الروف) لاستقباله وقت الحاجة وفي اثناء زيارته هذه اقام حفل استقبال في هذا الروف وجاء الطلبة كل واحد كاشخ لابس بدلته وعبدالله الجابر قد تأخر ولما وصل بعد التأخر وكان يرافقه ابنه المرحوم مبارك رئيس القوات المسلحة بالكويت وكانوا وقتها في زيارة لعبد الناصر والحديث كان ان طال معه ولما وصل الشيخ عبدالله الجابر والطلبة جياع، لأنهم ينتظرون هذه الوليمة التاريخية، بادره -المرحوم- عبدالله زكريا قائلا: يا أبوجابر الطلبة «ترى ما تغدوا، وهم ابطونهم صاكة». فقال عبدالله الجابر: والله كنا عند الرئيس عبدالناصر وبحثنا كثيرا من الأمور ومنها «تل أبيب ما تل أبيب».

أمه في البيت
اتذكر في بعض الأيام طلبنا عامل البدالة ولم يرد علينا يلبسنا، فسألت أحد الاخوة: اشعنده هذا ما يرد علينا؟! فقال: هذا «أمه في البيت». فقلت: ما فهمت! فقال: هذا ابوه «ادريول سائق» المدير عبداللطيف الشملان ما كلتلك امه في البيت ومن بعدها أخذت أحترمه لان أمه في البيت.
في السنة التالية جيء بمجموعة من الطلبة للتخصص في الطباعة والتحميض وغيرهما، ومن بينهم عبد الحسين والزامل وفهد المدير وغيرهم من الشباب الذين خدموا الكويت في ما بعد، كان الوصول الى 7 شارع قاسم بالدقي أسهل من الوصول الى سكنك حيث كان الاخوة الطلبة يعرفون الباصات من رقم 10 إلى 15، التي تدور في وسط القاهرة، وكان أي واحد يعرف كيف يصل الى هذا البيت المكتب بسهولة ويسر، ومع تواجد هذا المكتب أنشئ على مقربة أكثر من كشك لبيع المشروبات الغازية والسندويتش والعرنوس الذرة الاصبع أو الكوز، كما يسمى، وأصبح الطلبة «محط» لهذا الكشك وقت الجوع في آخر الشارع.
في آخر المطاف وقبل ان أنهي هذه الذكريات ومع نقل الكويت مبناها الى المبنى الجديد، انتقل السيد عبداللطيف الشملان مدرسا في المعهد الديني، ومن ثم أمينا عاما لمجلس الوزراء الى ان توفاه الله، اما السيد عبدالله زكريا الأنصاري الذي كان يقبع في شقته على النيل في أرض الجزيرة قرب النادي الأهلي، فقد انتقل الى الكويت سفيرا في وزارة الخارجية، وكان جل الطلبة الذين كانوا في هذه الفترة قد تسلموا المراكز القيادية في الدولة، فمنهم من ترك، ومنهم من توفاه الله. وبعضهم اصبح في حكم المتقاعدين من ابقاه الله على قيد الحياة، اذاً هذه لمحات فترة من تاريخ الطلبة الذين بعثوا الى مصر في منتصف الخمسينات، في مصر العزيزة، كان الطلبة يلتئمون في بيت مكتب البعثات، وكان الاتصال مع اهلهم يتم عبر المكاتبات لا تلفون ولا تلكس، وفي اغلب الاحيان اذا اراد احدهم السفر الى الكويت فعليه ان يحمل معه ما لا يقل عن عشرين رسالة يوزعها على اهل الطلبة الموجودين في مصر وكأنه «بوسطجي». هكذا كانت الحال في تلك الحقبة من الزمن التي مضى عليها خمس وخمسون سنة، اي اكثر من نصف قرن نسجلها في هذه الخواطر للتاريخ والعبرة.

النادي والملتقى والديوانية

نعود الى مكتب البعثات بيت الكويت، يتكون الدور الارضي كما قلت من ناد وديوانية وملتقى الطلبة، اتذكر اننا دعينا لحضور الجمعية العمومية لمحاسبة مجلس الادارة الذي يتولى قيادة الطلبة، وكانت الرئاسة للمرحوم يوسف النصف الذي كان وكيل ديوان موظفي الخدمة المدنية، وعضو مجلس الادارة سليمان حمود الزيد الخالد وكيل الجمارك سابقا، ودارت المناقشات الحامية في الجمعية العمومية حول «خمس جنيهات وين راحو» وفيصل الفليج وخالد الحميضي وعبدالوهاب النفيسي وجاسم المرزوق وغيرهم صامتون.


فرحان الفرحان - جريدة القبس - 26/3/2010




صورة التقطت في مقر بيت الكويت عام 1955ويبدو فيها من اليمين: المرحوم فجحان هلال المطيري وعبدالله إبراهيم المفرج وعبدالله حمد الحمد وفرحان عبدالله الفرحان
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-04-2010, 11:00 PM
الصورة الرمزية Ebrahim
Ebrahim Ebrahim غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 242
افتراضي

يعطيكم العافية على هذا الموضوع بس نبى صورة او اكثر من صورة اذا سمحتم


وشكرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-04-2010, 11:06 PM
عادل الفريحان عادل الفريحان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 83
افتراضي

يعطيك العافيه اخي اي على هلمعلومات الروعه
تقبل تحياتي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26-04-2010, 03:51 AM
شيخ الشباب شيخ الشباب غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 124
افتراضي

يعطيك العافيه
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أزمة عبدالكريم قاسم PAC3 تاريــــــخ الكـويت 37 04-02-2019 10:58 PM
طلبة الكويت في القاهرة - 1957م AHMAD الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 1 02-02-2010 02:52 PM
شارع السيف شارع لا ينسى سعدون باشا جغرافية الكويت 5 17-01-2010 03:58 PM
أيام القاهرة IE الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 0 03-03-2008 05:56 PM


الساعة الآن 12:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت