راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الشخصيات الكويتية
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-05-2009, 10:44 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي حامد يوسف بن عيسى القناعي

 
حامد يوسف بن عيسى القناعي
(1926 – 1977م)
المولد و النشأة:
في حي "القناعات" بالكويت، ولد السيد حامد يوسف العيسى القناعي، وهو ابن الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، أحد أكبر التربويين بتاريخ الكويت، وهو أحد مؤسسي النهضة التعليمية بالكويت وناظر المدرسة المباركية أول مدرسة نظامية في الكويت عام 1911م، ومن مؤسسيها.
وقد تلقى والده الشيخ يوسف تعليمه في الأزهر الشريف بمصر، وتولى منصب قاضي الكويت، وكانت له تجارة كبيرة بالسوق القديم.
ولد السيد حامد العيسى في عام 1926م، وتربى في بيت علم وامتهن التجارة.
نبذة عن تعليمه:
بدأ تعليمه في كتاب الملا حمادة، ثم دخل بعده المدرسة المباركية، ثم سافر إلى الهند ولم يكن عمره يتجاوز الرابعة عشرة، وفي الهند استكمل دراسته بجانب عمله بالتجارة، فكان يدرس بالصباح ويزاول أعماله مساءً.
واستمرت فترة دراسته خمس سنوات، درس فيها إدارة الأعمال والسكرتارية، وذلك في معهد خاص بمدينة بومباي، يطلق عليه اسم "لامز"، وكان قبل الدراسة في هذا المعهد يدرس في مدرسة "سنت سيغر" ، حيث تعلم فيها اللغة الإنجليزية وإدارة الأعمال أيضاً.
كانت دراسته باللغة الإنجليزية، وظل كذلك حتى استقلت الهند عن الاحتلال الإنجليزي، وأصبحت بعدها الدراسة باللغة الهندية ، وبذلك أتقن السيد حامد العيسى كلاً من اللغة الإنجليزية واللغة الهندية.
الأوضاع السياسية في الهند وأثرها عليه
كانت الهند خلال هذه الفترة في مرحلة الإقبال على الاستقلال، وقد كانت التجارة مزدهرة بين الهند والكويت، وكان هناك العديد من المكاتب التجارية الكويتية هناك، تملكها وتديرها عائلات كويتية وخليجية، مثل الشايع والبسام والصقر، ومحمد علي رضا زينل، وغيرهم.
وفي الفترة التي عاش فيها بالهند كانت تحدث اضطرابات كثيرة بين الطوائف الهندوكية والمسلمين من ناحية وبين أهل الهند والإنجليز من ناحية أخرى.
وقد كان على رأس الطوائف الإسلامية السيد محمد على جناح، الذي كان يطالب بفصل المناطق ذات الأغلبية المسلمة، وفعلا تم له ذلك ونشأت دولة الباكستان، وكان على رأس الطوائف الأخرى كثيرون مثل: غاندي، نهرو، فلبيبتيل وزير الداخلية بعد الاستقلال.
وقد تأثرت الهند كثيراً بسبب هذا التقسيم وكان التأثير واضحاً كلياً في المجال الاقتصادي حيث تبعثرت اقتصاديات الهند بين الدولتين، فمثلاً كانت زراعة الأرز في الأراضي التي آلت إلى جانب الباكستاني، بينما ظلت مصانع الأرز في الجانب الهندي.
انعكست الحالة الاقتصادية السيئة في البلاد على التجارة التي كانت رائجة فيما قبل، وتوقف العمل على أثر ذلك في معظم المحلات العربية، مما أدى إلى أن يترك كثير من الكويتيين تجارتهم ومنهم السيد حامد يوسف العيسى الذي قرر العودة نهائياً إلى وطنه الكويت.
رحلة العودة إلى الوطن:
منذ أن استلم السيد حامد يوسف العيسى أعماله بالهند كانت فكرة عودته إلى وطنه تراوده كثيراً، وبالفعل قرر في المرة الأولى أن يعود إلى الكويت، وكان ذلك بعد أن انتهى من دراسته هناك بسنتين وعمل بالكويت في "مجلس الصحة" – وزارة الصحة فيما بعد – بوظيفة سكرتير ومترجم، وقد كان يترجم التقارير التي يعدها رئيس الأطباء للمجلس، بالإضافة إلى أنه كان حلقة الوصل بين الأطباء وبين أعضاء المجلس.
واستمر في ذلك لمدة سنتين قرر بعدهما العودة إلى الهند لمتابعة تجارته من جديد، وظل هناك فترة طويلة نسبياً هذه المرة استمرت حوالي ست سنوات، ولكن بعد أن تغير الحال قرر العودة نهائياً إلى الكويت وقام بتصفية جميع أعماله التجارية هناك، وعمل في وزارة المالية وكان ذلك عام 1953.
نبذة عن حياته العملية
بدأ حامد يوسف العيسى حياته العملية وهو صغير جداً حيث كان عمره في أول أسفاره 14 عاماً، وباشر العمل في محلات عمه حسين بن عيسى، حيث كان يتاجر في التمور واللؤلؤ والأقمشة والمواد الغذائية والتوابل وغيرها من البضائع الأساسية المتداولة آنذاك بين الكويت والهند. وكان يعمل بوظيفة محاسب وظل في هذه الوظيفة فترة كبيرة توسع فيها مع عمه وإخوانه وشاركهم في التجارة.
وجدير بالذكر أن حامد العيسى اكتسب خلال وجوده بالهند محامد عديدة أصلت اسمه لفظاً ومعنى وأكدت مكتسباته من هذا التفاعل معهم بخلاف دراسته الأكاديمية، فقد تعلم منهم الهدوء، وعدم اللجوء إلى التشدد عند حل المشكلات، كما تعلم أيضاً كيف يكون حاذقاً في العمل التجاري.
استفاد حامد العيسى كثيراً من وجوده بالهند وكان يفكر دائماً أن يطبق ما تعلمه في وطنه الكويت، لذلك بعد فترة من العمل التجاري رجع إلى الكويت وعمل بوظيفة سكرتير بالمجلس الصحي الذي كان يرأسه وقتها المغفور له الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله، وفي عضوية المجلس عدد غير كبير، وقد كانت وظيفته بالأساس - كما أسلفنا- ترجمة التقارير التي يعدها رئيس الأطباء الأمريكي.
وقد كانت هذه التقارير توصى بإقامة مستوصفات وجلب خبراء – ولم يكن في دائرة الصحة وقتها غير أربعة أطباء- كما أن عدد الموظفين كان قليلاً أيضاً، وبعد فترة من العمل وبالتحديد من عام 1946 إلى عام 1948م، وبعد أن تغير تشكيل مجلس الصحة، زادت أعباء العمل نظراً لزيادة عدد السكان وظروف البلاد وقتها، وكان الراتب حينها لا يتناسب مع مجهود العمل، حيث كان العمل على دوامين صباحاً ومساءً.
بعد ذلك عاد السيد حامد العيسى مرة أخرى إلى الهند ومارس تجارته هناك، واستمر في العمل التجاري بنجاح لمدة ست سنوات ولكن نظراً لحبه الشديد لوطنه من جانب ولسوء الأحوال الاقتصادية بالهند من جانب آخر قرر أن يكمل حياته العملية بين أهله وفي خدمة وطنه، وبالفعل رجع إلى الكويت نهائياً عام 1953م.
وبناءً على أمرٍ من سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح تم تعيين السيد حامد يوسف العيسى بوظيفة سكرتير خاص لمكتب مدير المالية السيد أحمد عبداللطيف بو حمدي في منتصف عام 1953م، وكان يقوم بالأعمال التي تتعلق بالمدير نفسه، من حفظ الملفات والتقارير الخاصة وطباعتها وتنظيمها، وكانت تقارير مهمة جداً تشتمل على سجلات إنتاج نفط الكويت، ودخله، وتسويقه، وقد كان عضواً في المجلس الأعلى للتنظيم، الذي يرأسه الشيخ فهد السالم الصباح، وقد كان هذا المجلس بمثابة مجلس التخطيط، وكان حينها مسؤولاً عن الأشغال والبلدية والصحة.
وبعد مضي ثلاث سنوات أصبح حامد العيسى سكرتيراً عاماً للإدارة، ثم بعد الاستقلال وكيلاً مساعداً للشؤون الإدارية المالية، حيث كان مسؤولاً عن شؤون الموظفين، والضبط الإداري داخل الوزارة، وترقيات الموظفين، وتحديد رواتبهم، والتعاقد مع الخبراء.
وجدير بالذكر هنا أن نشير إلى معلومة مهمة، وهي أن موظفي الدولة لم يكن يزيد عددهم على عشرين ألف موظف ومستخدم، وذلك في عام 1954م.
رب ضارة نافعة:
لا يعلم الإنسان أين الأصلح له، وهذا هو الضعف البشري الذي يلازم الإنسان منذ ولادته، غير أن الله تعالى آتاه العقل ليتغلب على هذا الضعف البشري.
لقد كان في قمة عطائه للمالية كما أشرنا آنفاً، وعندما تحولت إدارة المالية إلى وزارة كان يطمح بعد السنوات التي قضى فيها زهرة شبابه، مطوراً متفانياً أن يتحقق طموحه في الوضع الإداري الذي تم ولكن ذلك لم يكن ، فآثر الانسحاب بهدوء للعمل في القطاع الخاص، لتبرز على يديه واحدة من أفضل شركات التغذية وأوائلها في الكويت، وقد أسماها على اسم ابنه الأكبر رعد.
وقد اعتبر – رحمه الله – تأسيس محلات رعد أفضل رد صامت للتحدي الكبير الذي وجد نفسه فيه حين لاقى العنت والهم، حين تم تجاوزه في تشكيل الإدارة العليا لوزارة المالية، رغم كل جهوده التأسيسية الفعالة فيها، ومن يدري ربما كان هذا هو الخيار الذي اختاره الله تعالى له وأجرى له فيه الخير والرزق الوفير.
ملامح شخصيته من خلال أسلوبه في الإدارة:
عمل السيد حامد يوسف العيسى في وزارة المالية فترة طويلة بلغت قرابة الستة عشر عاماً تميز فيها بأنه من محبي النظام والدقة في العمل، وكان يحب أن يقوم الموظف بواجبه كاملاً من أول الدوام إلى نهايته، فالدوام الرسمي يبدأ الساعة السابعة صباحاً، وهذا يعني بالنسبة له أن يبدأ العمل فعلياً في الساعة السابعة، ولم يكن يتهاون في ذلك أبداً مع المهملين الذين يتعامل معهم بإجراءات صارمة تتناسب ومخالفاتهم، ومع ذلك كله فقد كان يتحلى بالخلق الرفيع والتعامل الحضاري.
وكانت جميع التعليمات الإدارية في ذلك الوقت تصدر من المالية بحكم أن دائرة شؤون الموظفين كانت تابعة لها.
رحلته مع التجارة:
ظل السيد حامد العيسى يعمل بوزارة المالية حتى أصبح في مركز مرموق فيها ولكن النزعة التجارية لديه، وحبه العمل الحر، ورغبته في أن يتخلص من قيود الوظيفة العامة، كان كله دافعاً قوياً جعل حامد يترك هذا المجال ويتجه مرة أخرى إلى العمل التجاري ولكن هذه المرة على أرض وطنه وبين أهله، وبالفعل ترك حامد العيسى وظيفته ومارس التجارة الخاصة وعاد لتجارته التي لم يكن يستطيع أن يعطيها وقتاً كافياً عندما كان يعمل بالوظيفة العامة.
إن العمل الحر – في رأي السيد حامد – أحسن وأروح للنفس وفيه مجال أفضل للإبداع، كما أن ميدان التجارة يمثل بالنسبة له تراثاً كويتياً لأن كل الآباء والأجداد كانوا يمتهنون هذه الحرفة، كما أن الوظيفة العامة (مازال الرأي لحامد العيسى في تعبيره عن تجربته الطويلة في مجال العمل الحكومي) تقتل روح الطموح ولا تجديد فيها. وينصح حامد العيسى الموظفين الكويتيين الذين لديهم رأس مال - ولو كان قليلاً- أن ينزلوا إلى ميادين التجارة، ففيها الخير، وكما قيل في المثل الكويتي "في الحركة بركة".
موقف طريف في معية الأمير الراحل:
من أهم الأحداث التي يذكرها حامد العيسى أنه كان مسافراً في يوم من الأيام من بومباي إلى كراتشي بالبحر بصحبة سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم رحمه الله، وكان قد أرسله أخوه عيسى خصيصاً ليكون بصحبة الأمير خشية أن يصيبه " دوار البحر".
ولما ركبنا الباخرة، وبدأت الأمواج تتلاطم والباخرة تهتز، أُصيب السيد حامد وتعب كثيراً، ونام طيلة أيام السفر، وحفظ الله الأمير فلم يصب بالدوار في هذه الرحلة، وأصبح حامد العيسى موضع الرعاية والعلاج، وكان من المفترض أن يحدث العكس.
مساهمته في دعم الخدمات الصحية:
مركز حامد العيسى لزراعة الأعضاء
المتبرع : زوجة وأبناء المرحوم حامد يوسف العيسى
قيمة التبرع : 2.700.000 د.ك (مليونان وسبعمائة ألف دينار)
موقع المشروع: يقع ضمن منطقة الصباح الطبية التخصصية بجانب مركز محمد عبدالرحمن البحر للعيون.
المساحة الإجمالية للبناء : 11000م2 تقريباً. يتكون المركز من ثلاثة أدوار: سرداب ودور أرضي وأول.
بدأ بتقديم الخدمات العلاجية: في 15 ديسمبر 1987م.
ولإنشاء المركز قصة بليغة رغم قصرها وبساطتها، وهي أنه في آخر سني حياته أصيب بمرض في الكلى فأثر كثيراً على صحته، وكان من أوائل الكويتيين الذين أجروا عملية زراعة الكلى، ولكن قدر الله تعالى أن يرحل عن دنيانا الفانية بعدها بفترة ليست طويلة.
فاختارت زوجته الوفية وأبناؤه البررة أن يجعلوا هذه المناسبة فرصة لتخفيف الألم والمعاناة عن كل مريض يصاب بما أصيب به المرحوم حامد العيسى، فأي خدمة للوطن وأهله أكبر من هذه الخدمة, وأي مهمة إنسانية رفع لواءها أهله أسمى من هذه المهمة.
منقول محسنون من بلدي .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-06-2009, 05:11 AM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي حمد يوسف بن عيسى القناعي

حمد يوسف بن عيسى القناعي
غيّب الموت امس احد رجالات الكويت، وشيخ المحامين حمد العيسى ابن المرحوم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي. الفقيد من مواليد 1930، تلقى تعليمه عند الكتاتيب، ثم التحق بمدارس الكويت، ونال شهادة الليسانس في الحقوق من جامعة القاهرة في مايو 1956.
تولى مدير ادارة المحاكم عام 1958، ثم عين مديرا لدائرة شؤون الموظفين، التي اصبحت فيما بعد ديوان الموظفين، وكان اول رئيس له.
مارس مهنة المحاماة عبر مكتب خاص يحمل اسمه منذ عام 1959، وقبلها كان المحامي يعرف باسم «المعقب»، اي معقب القضايا، عرف بموقفه الرافض لتخفيف العقوبة على جريمة الشيك بدون رصيد، لأن الكويت بلد اقتصادي، ومتى ما اخلت بالثقة تصبح بلا قيمة.
مارس الكتابة لأول مرة في مجلة «البعثة» عام 1946، وقف ضد تدخل العسكر في الحياة السياسية، وان عرف بتأييده للقوميين العرب.
أطلق تحذيرات عدة من خطورة الاحزاب غير المعلنة خاصة الاحزاب السرية من الاخوان والسلف، وهؤلاء يخشى من خطرهم على السلطة، وقال «احذر ان تتحول الكويت الى افغانستان ثانية».
عاصر اهم الاحداث العربية في الخمسينات والستينات، ومنها قيام ثورة عبدالناصر عام 1952، واستقلال الكويت عام 1961، وهزيمة عام 1967 الى نكسة الثاني من اغسطس عام 1990.
نادى بالديموقراطية التي لا تسلب حق المواطن وبالوطنية بديلا عن «القومية التي ابتزتنا».
ابتعد عن العمل السياسي، لأن فيه كذبا ونفاقا، وابقى نفسه فوق الصراعات يعتبر من مؤسسي نادي الاتحاد العربي في الكويت، والرابطة الادبية في الخمسينات، وتجمع الرواد الديموقراطيين في السبعينات.
ارتبط بعلاقات صداقة خاصة مع سمو امير البلاد منذ الستينات ولم تنقطع، وكذلك مع نخبة من المفكرين والفقهاء والمثقفين المصريين.
رحم الله الفقيد، واسكنه فسيح جناته، و«القبس» التي آلمها المصاب، تتقدم من اسرة الفقيد ومن الزميل حسن العيسى بأصدق التعازي، سائلة المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته.
الموت غيب حمد يوسف العيسى بعد مسيرة حافلة في العمل الوطني شيخ المحامين الكويتيين في ذمة الله فقدت الكويت أمس »شيخ المحامين« حمد يوسف العيسى الذي غيبه الموت عن عمر يناهز خمسة وسبعين عاما قضى معظمه في خدمة الكويت والعمل الوطني فيها.
والعيسى ليس رجلا اسطوريا لكنه يمتلك »الفرادة« بالموقف وليس شخصا خارقاً, لكنه مؤمن بفكر حر يلتزم به مع نفسه, وان كان ذا سيرة جامعة في الاصلاح والبناء والتشريع والمحاماة, ولذلك كانت هذه القراءة لفكره ولتاريخه.
قبل نحو اربع سنوات استضافه الاعلامي عبدالرحمن النجار في برنامج حواري قال فيه بلهجة صادقة: هناك في الكويت »احزاب غير معلنة تتآمر, وليدها الاموال والسلطة والسلاح والمنابر« وكان احد القلائل الذين كشفوا خطورة تلك الاحزاب وما فرضته من تجمعات وحركات .. واليوم نستذكره لجرأته في الحديث عن هؤلاء وغيرهم بعد ان اصبح الارهاب في عقر الدار يدق الابواب كما يقولون.
وقبل نحو اكثر من 40 سنة اصدر كتابا بعنوان »الكويت والمستقبل« تزامن صدوره قبل الاستقلال باشهر, وضمنه رؤيته لكويت المستقبل, وكيف تبنى الدولة الديمقراطية وبسلطات ثلاث, وصورة الاصلاح الاداري والسياسي للمجتمع الكويتي.
وهي رؤية استبق بها الكثير من الدراسات وتناولت الابعاد السياسية والاجتماعية للدولة, وكيف يحلم بها من احبها وتمناها ان تكون ولا نعرف كم من تلك الاحلام وجد له مكانا على هذه الارض.
في شبابه امتلك نزعة اصلاحية تشبه الى حد كبير اصلاحات والده الشيخ يوسف بن عيسى الذي اخذ منه الكثير, فقد مارس المحاماة كما مارس القضاء, وكان على درجة كبيرة من الوعي بمناداته عبر مقالات كتبها في مجلة »البعثة« بأن يأخذ ابناء الحضر وابناء القرى القسط نفسه من التعليم والا يتساهل التجار مع »الاجانب« فهؤلاء سيكونون الرأس ونحن الذين يسخروننا متى شاؤوا وغير ذلك من الافكار.
من يقرأ له في الخمسينات يشعر انه امام كاتب فيه مساحات من الفلسفة والاصلاح, وانه كما هو حال اقرانه لديهم رؤى وتصورات عن الكويت فيها الكثير من الاحلام والكثير من العدالة والمساواة, لكن من يجلس معه وهو على مشارف السبعين يدرك انه صاحب شخصية مختلفة بالرأي والفكر تنصت له باهتمام واحترام شديدين.
انتماءاته السياسية لم تكن على الدوام ثابتة, خصوصا في مرحلة الشباب وحتى اواسط العمر, فقد بدأ »وفديا« ومال الى »جمعية الإصلاح« لمدة سنة كما يروي بنفسه للزميل حسن عواره في جريدة »الهدف« ثم ناصر »البعث« واتجه الى »القوميين العرب« وكره الحكم العسكري حتى وان كان هذا الحكم ممثلا بعبدالناصر, ليستقر فكره على الايمان بالديمقراطية واقرب ما يكون اليها الفكر الليبرالي الحر.
وكان يكره العمل السياسي ويحتقره لان فيه الكثير من النفاق والمجاملة, ولذلك ابتعد عنه محتفظا بكبريائه وكرامته التي ورثها عن والده, ويدين بالفضل في مجال ممارسته لمهنة المحاماة الى عبدالرزاق السنهوري الذي عمل معه واخذ منه الكثير, وكان له دور في صياغة مجموعة التشريعات الكويتية في الستينات, اي عهد التشريع الاولي للدولة, ويتمتع بصداقات حميمة مع نخبة من المفكرين والفقهاء والمثقفين المصريين, وهي صداقات يعتز بها ويحافظ عليها ووفرت له زادا من المعرفة والثقافة, وهي خاصية جعلته من المدمنين على القراءة بخلاف ما تتطلب مهنة المحاماة.
وقد ارتبط بعلاقات صداقة مع سمو امير البلاد, منذ الستينات وهي صداقة لم تنقطع خصوصا في المناسبات الشخصية وهي العلاقة التي نشأت بينهما عندما انتدبه سمو الأمير وكان في حينه وزيرا للمالية ليعمل مساعدا لرجل القانون الاول الدكتور عبدالرزاق السنهوري.
كان الراحل جريئا لا يتكلم بلغتين ولا يعرف سوى اسلوب واحد.. المواجهة والصراحة حتى وان اغضبتا الاˆخرين, وصراحته تلك املت عليه ان يقول كلاما حول القضاء في عموم الدول في احد البرامج التلفزيونية مما استدعى الامر ايقاف هذا البرنامج عن البث.
عرف عنه حب النكتة والطرفة الذكية والميل نحو الكتابة الساخرة وهذا ما نجده في مجلة »البعثة« عندما كان يكتب فيها في الخمسينات وتحت عنوان »اطرف ما حدث لي« عندما وجد اعلانا جذابا عن شيء يسمى براندي, وصف بانه مفيد ومقو للجسم.. »فما كدت اخرج من المدرسة حتى بادرت بالذهاب الى المحل الذي ذكرت المجلة انه يباع فيه وطلبت منه زجاجة براندي, نظرا الي الرجل لحظة ثم قال: حضرتك تلميذ وعاوز تسكر?.. وقبل ان يتم جملته كنت اتلمس لرجلي موضعا في الشارع العريض«.
وهو أول رئيس لديوان الموظفين وهو منصب لم ينله اي من الشخصيات التي تولته فيما بعد فكانت »الرئاسة« تكريما له ولدوره, وهو لم يتقاض اي راتب بين عامي 1967 ¯ 1969 عندما كان يمارس عمله كمحام الى حين تعيين خلف له.
وكان ثاني محام كويتي بعد سليمان المطوع, يمارس مهنة المحاماة, اي انه يحمل صفة خريج ومحام في الوقت نفسه, واشتهر بانه ابرع من يترافع في القضايا الجزائية والجنائية على الساحة الكويتية, فنال لقب »شيخ المحامين« ما يميزه عن ابناء جيله ومن تبعهم, وقد ساهم بتأسيس جمعية المحامين الكويتية التي انشئت عام 1963 وتولى رئاستها من عام 1983 الى عام 1987 بعد اول رئيس لها وهو المرحوم سليمان خالد المطوع, كما كان من مؤسسي »نادي الاتحاد العربي« الذي يعتبر واجهة البعثيين في الكويت, ومن مؤسسي الرابطة الادبية في الخمسينات, ومن مؤسسي تجمع الرواد الديمقراطيين في السبعينات ولذلك استحق لقب المؤسسين الاوائل وتوفي رحمه الله في 2/12/2005م .
كونا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27-08-2009, 07:06 AM
وليد عبدالله اليمن وليد عبدالله اليمن غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1
افتراضي

رحم الله الشيخ حامد اليوسف العيسى
بصراحه انا اكن كل الحب والاحترام لاسرت المرحوم الشيخ حامد اليوسف العيسى
فالمرحوم له ايادي بيضاء كثيره لاتحسب ولاتعد وكذلك حرمه المصون واولاده كلهم
وانا من اول الناس الذي لهم فضل عليا وعلى اسرتي منذ سنين طويله وقال المثل
لا يشكر الله من لايشكر الناس او كما جيء في الامثال فالف رحمه على الوالد الشيخ حامد اليوسف العيسى والف شكر له ولاسرته على كل ماعملوه من خير في حياتهم وكل هذا في ميزان حسناتهم
وفي الختام اترحم مره اخرى على الشيخ حامد اليوسف العيسى
واتمنى العمر الطويل والصحه لحرمه الوفيه ام رعد العيسى
والتوفيق للشيخ رعد الحامد العيسى
والشيخ احمد الحامد العيسى

شكرا لكم آل العيسى الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف شكر
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يوسف بن عيسى القناعي محمد الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 4 10-05-2017 12:56 AM
الشيخ يوسف بن عيسى القناعي AHMAD الشخصيات الكويتية 6 17-04-2011 12:59 PM
مقابلة سيف مرزوق الشملان مع يوسف بن عيسى القناعي IE مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 3 05-11-2009 04:17 PM
مبايعة بين الشيخ مبارك الصباح والشيخ يوسف بن عيسى القناعي الأديب الوثائق والبروات والعدسانيات 2 20-06-2009 09:51 PM
( معركة الجهراء ) للمؤلف بدر خالد البدر القناعي AHMAD تاريــــــخ الكـويت 10 09-04-2008 05:25 PM


الساعة الآن 03:46 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت