راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الشخصيات الكويتية
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-04-2008, 10:23 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي الشيخ يوسف سليمان الحمود ( 1867م -1946م )






هذا رجل من رجال الفضل والعلم، امتلأت حياته بهما، فهو على خلق كريم، وهو متعلم جاد ومعلم له أياد بيضاء على كثير من أبناء الكويت الذين كانوا في زمانه يمارسون طلب العلم، وصفه الخال الشيخ محمد سليمان الجراح فقال: «كان رجلا صالحا، وكان بليغا، ذا معرفة بعلوم الآلة، وله شعر حسن في رثاء الشيخ عبدالله الخلف، وكان بجوار بيته بيت وقف يُعلًّم فيه».
هكذا أوجز الشيخ محمد الجراح حديثه عن الشيخ يوسف الحمود دون إخلال فقد وفَّاه حقه، وتحدث عن مناقبه وأسلوب عمله في نشر العلم. كانت العلاقة بين أخوالي والشيخ يوسف علاقة قوية، وكنت اسمعهم يتحدثون عنه بتقدير له وثناء عليه. وكانت محبته لهم قوية منذ بدأ اتصاله بهم في مجالس الشيخ عبدالله الخلف الديحان. ولما كان الشيخ يوسف إماما في مسجد العثمان بحي القبلة فإنه كان ينيب الشيخ محمد الجراح عنه، وقبل وفاته كتب رسالة يستخلف فيها الشيخ محمد على إمامة المصلين في المسجد، وذلك بعد أن كان ينوب عنه في كثير من الأوقات ووجد لديه الصدق والإخلاص، والتمسك بأهداب الدين، فلم يجد غيره أحداً يصلح لهذه المهمة.
تلقى الشيخ يوسف الحمود تعليمه عند الشيخ مساعد العازمي، والشيخ عبدالله الخلف الذي ارتبط به ارتباطا روحيا وعلميا قويين لدرجة أنه لم يستطع أن يستمر في حياته المعتادة بعد وفاة شيخه فلزم بيته وانقطع عن الناس إلى أن حان وقت وفاته رحمه الله.
وفي هذا الشأن يقول الشيخ يوسف بن عيسى القناعي في كتابه «صفحات من تاريخ الكويت» عن الشيخ الحمود: «طلب العلم في الكويت عند الشيخ مساعد العازمي، واستفاد منه فائدة كبيرة، فاشتغل بالتجارة فلم يوفق فيها، وعُيًّن مدرساً بالمدرسة المباركية، وكان ملازما لمحل الشيخ عبدالله الخلف لما به من المذكرات العلمية، وبعد وفاة الشيخ عبدالله لزم بيته، وانقطع عن مخالطة الناس حتى توفي».
ہہہ
ما سقناه فيما سبق ما هو إلا تقديم موجز للرجل ندخل منه إلى موضوعنا، فالشيخ يوسف الحمود رجل كان ذا وزن علمي مشهود، وكان له إنتاج في التعليم، وفي الدروس الدينية التي كان يلقيها في البيت الذي ذكر الشيخ محمد سليمان الجراح، وله أصحاب تجمعه بهم صلة العلم منذ أيام الطلب، وله تلاميذ كثيرون في الموقعين اللذين تصدى للتعليم فيهما نذكر منهم الشاعر الكويتي المعروف خالد الفرج الذي كان من تلاميذه في المدرسة المباركية.
الشيخ يوسف بن سليمان الحمود من مواليد سنة 1876م تقريبا لأن التسجيل الخاص بالولادات لم يكن قد عرف عند ولادته. وكانت نشأته في بيت والده وتحت رعايته. كان والده نوخذة من نواخذة الغوص، وكان هذا العمل هو السائد في الكويت آنذاك. ولم يكن الوالد على الرغم من انهماكه بهذه المهنة بعيدا عن القراءة والاطلاع، فكان يحرص على اقتناء الكتب وعلى قراءتها وحضور مجالس العلم كلما سنحت له الفرصة. وقد شب ابنه يوسف وهو يرى ذلك من أبيه، فكان أن أحب العلم وأكب على الكتب يقرؤها منذ صار قادراً على ذلك. وشارك والده في عمله، فكان يخرج في رحلات الغوص معه، ويكافح مثل أقرانه في سبيل كسب الرزق.
وبعد هذه المرحلة اشتغل بالتجارة، ولكنه لم يوفق فيها تماما كما ذكر الشيخ يوسف القناعي، وكان مشاركا للشيخ عبدالعزيز الرشيد في دكان يتولى الشيخ يوسف إدارته، ولفرط نزاهته وحرصه على اتباع الصدق مهما كلفه الأمر فإنه لم يكن قادراً على مجاراة الناس في طرقهم التجارية فكان إذا عرض شيئا للبيع أكد على المشتري أنه لا يضمن صلاحيته، وذلك انفض عنه المشترون مما أدى إلى إغلاق المحل.
ہہہ
الجزء المهم من حياة الشيخ هو الجزء المتعلق بدراسته ثم بقيامه بالتدريس وكنا قد أشرنا منذ البداية إلى طرف من ذلك ولكننا الآن نسرد كل ما توصلنا إليه عنه في هذين المجالين المهمين من مجالات حياته.
بدأ دراسته في كتاتيب الكويت كما هي العادة الجارية في زمنه، إذ كل أقرانه لا مجال لهم في تلقي دراستهم إلا هذه الكتاتيب التي كانت منتشرة في كل مكان في البلاد وكان أصحابها ـ جزاهم الله خيرا ـ يسدون النقص في هذا المرفق المهم من مرافق إعداد الأبناء للمستقبل. ولم يتخلوا عن مهمتهم الشريفة هذه إلا بعد أن قوي نشاط دائرة معارف الكويت، وأصبحت تفتتح مدارسها في نواحي الوطن المختلفة منذ سنة 1936م، ولكن بعض هذه الكتاتيب كان عاملا حتى منتصف خمسينيات القرن الماضي، لأنهم كانوا يجدون إقبالا من أولياء الأمور عليهم حتى ذلك الوقت.





وعندما مر الشيخ يوسف بن حمود بهذه المرحلة الدراسية وأجاد القراءة والكتابة وختم قراءة القرآن الكريم اتجه إلى التزويد بالعلم من مصادر أخرى فاتصل بالشيخ مساعد العازمي الذين كان قادما لتوه من مصر بعد أن درس في الأزهر الشريف، فعلمه الفقه والنحو والصرف والعروض.
وعندما أدرك الكثير من هذه العلوم على يد شيخه، اتجه إلى الشيخ عبدالله الخلف الدحيان الذي استقطب عددا من طلبة العلم يدرسهم، ويتحاور معهم في مجلسه العلمي الذي اشتهر في ذلك الوقت. وقد كان هذا التحول في حياة الشيخ يوسف مهما إذا ارتبط بالشيخ عبدالله ولم يفارقه أبدا إلى أن فرق الموت بينهما.
وعندما تم افتتاح المدرسة المباركية في سنة 1912م كان الشيخ يوسف الحمود قد اكتمل علما ودراية وأصبح من أصلح الناس للتدريس في تلك المدرسة فتم اختياره لهذا العمل، وبعد سنوات قليلة خلا منصب المدير فتم اختياره مديرا لها، وكان خلال هذين العملين رجلا صالحا نافعا استفاد منه الكثيرون.
وكان إلى جانب ذلك إماما في مسجد العثمان بحي القبلة وهو مسجد قريب من مسكنه. وكان حريصا على أداء الواجبات الدينية والنوافل فيه، كما كان متميزا بالخلق القويم، والطيبة، وكرم النفس. وكان يدعو إلى مساعدة الفقراء، ويسعى إلى جمع ما يقوم بحاجاتهم من نفسه ومن بعض التجار ثم يقوم بتوزيعها على كل محتاج.
ہہہ
الشيخ يوسف بن حمود شاعر، لكنه لم يترك لنا من شعره غير قصيدة واحدة هي التي قالها في رثاء شيخه عبدالله الخلف الدحيان. ويدو أنه حرص على ألا يبقى من شعره شيئا في أيدي الناس.
اما هذه القصيدة، فربما كان سماحه ببقائها ناتجاً عن محبته للشيخ عبدالله، أو أن انتشارها كان أمراً خارجا عن إرادته لأن جميع القصائد التي قيلت في رثاء الشيخ مجموعة ومعروفة ومنها قصيدة الشيخ يوسف الحمود هذه.
جاء في مطلع القصيدة قوله:
ما للخطوب على القلوب تواردت
فغدت تبوح بشجوها المتكرر
غُصَّت عيون أولي النهى لماَّ بدا
شخص الزمان بوجهه المتنكًّر

ومنها:

خطب المَّ بنا فيا لفهي على
شيخ غدا للذكر خير مذكًّر
بحر الندى قمر الدُّجى، علم الهدى
كم قد أبان الرُّشدَ للمتحيًّر
إنَّ العيون لفقده لغزيرة
تبكي الزمان بدمعها المتحدًّر
يا راحلا أضنى الفؤاد رحيله
هنًّيت بالحور الحسان النُّضَّر
وكسيت في دار النعيم كرامةً
حُللا تضيء من اللباس الأخضر

وما كانت هذه القصيدة هي كل ما عثرنا عليه من كتابته فإن من المستحسن عرضها لنتبين منها بعض أفكاره التي قد نتوصل إلى شيء منها من خلال شعره.
تتكون القصيدة من سبعة وعشرين بيتا بدأها بتساؤلين أولهما عن سر توارد الخطوب في ذلك الوقت حتى غُصَّت عيون العقلاء لما رأوه من أعمال دهرهم المتنكر، أما التساؤل الثاني فهو عن سر الغفلة التي كانت تحيط بهم في الوقت الذي يرون فيه الموتُ يلحق أصغرهم بأكبرهم دون تفرقة. يبدأ بالحديث عن الفقيد الذي شبهه بالبحر وشبه وفاته بالجزر الذي لحق ذلك البحر، ثم يتحدث عن فضائل الشيخ متجهاً إلى أحد إخوته في الدرس وهو يقصد نفسه قائلا: يا أخي إن الموت أمر لابد منه وأن أيامنا طيف يمر لنائم ومُفكرّ، وهذا الموت - يا أخي- فرق شملنا. ثم يبدأ بإسداء النصائح إلى المستمعين حاثا على التجلُّد والصبر، وعلى العمل ليوم يقدُمون فيه على خالقهم فلابد وأن يتزودوا بأعمال الخير والتقوى فهي زاد ذلك اليوم.
ثم يعود إلى رثاء الفقيد والثناء عليه والدعاء له.
ومن باب العلم بالشيء فإنني نقلت هذه القصيدة عن الخال الشيخ إبراهيم سليمان الجراح، الذي كان مشاركا هو الآخر في رثاء الشيخ عبدالله الخلف الدحيان بقصيدة مطلعها:
ألا أيها الناعي علام تلعثمُ
أفأنت في وقع المصيبة أبكمُ
ومنها قوله موجها الكلام إلى شيخه:
غادرتنا وبكل قلب خفقة
وبكل عين دمعة لأتكْتمُ
وبكل صدر من نواك نوائح
يندبن ما بين الضلوع، ومأتمُ
أضحى محل الوعظ بعدك مُقفراً
وانحلَّ للطُلاب أمر مُبرم
وتعطلت حًلقُ الدروس فمالها
من بعد بُعدك من يُرُمُّ ويَرْأمُ
ہہہ
كان الشيخ يوسف بن حمود مرتبطا ارتباطا كليا بالشيخ عبدالله الخلف الدحيان، كان يحضر دروسه، ويلازمه في مقره، ويحفظ له كتبه، ويسعى إلى خدمته في كل ما يريد محبة منه له، وتقديراً لعلمه وفضله، واعترافا منه بأن الشيخ عبدالله يستحق ذلك.
وبعد ما توفي شيخه وجد الشيخ يوسف بن حمود نفسه بمثابة اليتيم، وانقطع ما تعود عليه من سماع الدروس والالتقاء بطلبة العلم، وتوقف ذلك القلب الكبير الذي كان يحنو عليه، ويعتبر صاحبه قدوة له. فانزوى في بيته ولم يعد يخالط الناس، بل لقد كف عن مخاطبتهم حتى لقد وجدناه يكتب للشيخ محمد سليمان الجراح يطلب منه إمامة المسجد برسالة بخط يده بينما كان من المنتظر أن يخاطبه شفهيا بذلك الأمر، ولكن ما أخذه على نفسه من حيث الانقطاع كان من أسباب الكتابة وهذا ما أشرنا إليه في بداية حديثنا.
بعد هذه الفترة المليئة بالكآبة، بدأ المرض يغزو جسمه الضعيف، وتعرض لحالات منه مؤذية لم يفد معها الطبُّ المتوافر في تلك الأيام، ولكنه كان صابراً على البلاء مؤمنا بقضاء الله وقدره.
وفي سنة 1946م فاضت روحه إلى بارئها، فرحل عن هذه الدنيا لاحقا بشيخه الذي لم يستطع نسيان أيامه العطرة. تاركا زملاءه ومحبيه للأحزان.
في وقت وفاته كان الخال داود سليمان الجراح في رحلة معتادة إلى بومبي بالهند. وقد علم بخبر وفاة الشيخ يوسف بن حمود وهو هناك، فحزن عليه حزنا شديداً ولم يجد من يبثه هذا الحزن إلا صديق الطرفين الشيخ أحمد خميس الخلف، فكتب الخال داود رسالة فيها تعزية بالوفاة وفيها ذكر لمناقب الشيخ رحمه الله، ومن تلك الرسالة نقتطف ما يلي: «أعزًّيكم بفقيد العلم والأدب، والزهد والورع، وخاتمة العُبَّاد والنُّسَّاك: الشيخ يوسف بن حمود فرحمة الله عليه رحمة واسعة. واسكنه فسيح جنته، وألهمنا وإياكم وذويه جميل الصبر والعزاء، وإنَّا لله وإنا إليه راجعون».
ہہہ
انتقل الشيخ يوسف سليمان الحمود إلى رحمة ربه تاركا ذكراً حسنا، ودعوات تملأ أفواه الناس له بالمغفرة والرحمة من الله سبحانه. ولئن كان مثالا للزهد فإنه لم تكن له من متع الدنيا - غير عبادته - إلا رحلة يقوم بها في موسم الربيع إلى بيت له في قرية الدمنة التي صارت اليوم جزءاً من مدينة السالمية، ولكنه كان يحول هذا البيت الصغير إلى مزار يستقبل فيه أصحابه وتلاميذه، ويلقي فيه الدروس لمن شاء. ولعل الموقع الذي كان فيه البيت المذكور هو الذي يمر به الشارع الذي أطلقت عليه دائرة بلدية الكويت اسم الشيخ وحسنا فعلت. وهذا أقل ما ينبغي علينا أن نفعله من أجل هذا الرجل النبيل.






تاريخ النشر: الاربعاء 9/4/2008 - الوطن - يوسف الغنيم
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-12-2011, 11:32 PM
الجبلاوي الجبلاوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 10
افتراضي

للعلم الصورة في بداية المقال هي للاديب و الشاعر داود سليمان الجراح وليست للشيخ يوسف الحمود رحمهما الله
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فقيه الكويت وفرضيّها الشيخ محمد بن سليمان الجراح السلفي - رحمه الله تعالى - IE الشخصيات الكويتية 16 25-02-2018 08:21 AM
السيد علي السيد سليمان الرفاعي AHMAD الشخصيات الكويتية 9 22-07-2013 03:20 PM
الشيخ سلمان الحمود الصباح رحمه الله سنة 1904م bo alan الوثائق والبروات والعدسانيات 0 28-11-2009 08:54 PM
وثيقة السيد يوسف بن السيد عبدالله الرفاعي وحسين بن ملا عبدالله- القبس الأديب الوثائق والبروات والعدسانيات 0 02-02-2009 11:41 AM
عثمان العنقري يشتري بيت مدعج العازمي - 1867م AHMAD الوثائق والبروات والعدسانيات 3 18-01-2009 12:51 AM


الساعة الآن 12:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت