راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 12-11-2011, 07:44 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي جاسم عيسى النصر الله

رحل تاركاً حكمة الحياة في أشعاره
جاسم النصرالله أديب الزمن الجميل


جاسم النصرالله في الهند

د. عادل العبدالمغني(*)
غيب الثرى فجر يوم الأحد الماضي 2011/11/6، الاستاذ الأديب جاسم عيسى عبدالعزيز النصرالله أكبر أعضاء رابطة الأدباء الكويتيين سناً، وفق ما هو مدون في شهادة الميلاد، فقد ولد عام 1918 ولكنه أخبرني وأكد لي اكثر من مرة انه يسبق ذلك العام، ويؤكد ان مولده سنة 1912.
وهذا العام مشهور لدى الكويتيين وعرف «بسنة الطفحة» الذي عم فيه الخير والبركة، نظرا لارتفاع عائدات محصول بيع اللؤلؤ.

والحديث عن رجالات الكويت، نفحات عطرة تذكرني بالماضي، والتراث وتجعلني أغوص في تعاريج ودروب مدينتي القديمة بجميع الصور والذكريات في ترنم ورومانسية حالمة، فكيف لي ان لا اكتب او اتجاهل شخصية كويتية كنت التقي بعها في رابطة الادباء الكويتيين باستمرار وعلى الدوام؟
ورغم كبر سن اديبنا الذي شارف على المائة عام، فقد كان له حضور في الرابطة، وحديثه حلو لا يمل وذاكرته حاضرة، فهي سيل منهمر من الثقافة والأدب والتاريخ.

ورغم محاولاتي اليائسة لاجراء حديث مطول بواسطة التسجيل المرئي او المسموع لتوثيق جوانب من حياته، فإنه يحاول ان يبتعد عن الاضواء والظهور بأسلوب لبق، وهذا شأن العديد من ادباء الكويت القدامى ورجالاتها، ولكن ما توصلت إليه هو الكتابة على وريقات صغيرة لبعض مقتطفات حياته، وأعلم أن لديه الكثير الكثير من الامور التي تستحق التوثيق.

موانئ ومحطات
لنبحر سويا الى بعض موانئ الأديب جاسم عيسى عبدالعزيز النصرالله ومحطاته، وأديبنا من عائلة النصرالله الكويتية المعروفة، وكانت ولادته في البحرين عام 1912، لظروف انتقال وعمل والده هناك، والتحق وتعلم منذ طفولته المبكرة في مدرسة الهداية الخليفية بالبحرين، وهي احدى المدارس المعروفة والمشهورة آنذاك، وكان الاديب الكويتي خالد الفرج احد مدرسيها البارزين وتولى ادارة المدرسة لفترة من الزمن.
بعد ذلك في عام 1934 سافر الى الاحساء، وكانت مدن الاحساء مثل القطيف والحبيل قد استقطبت الكويتيين للعمل والدراسة، فدرس في احد المعاهد العلمية وكان يسمى «رباط الشيخ ابو بكر» وكان من مرتادي هذا الرباط الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، الشاعر الاديب صقر الشبيب، وامضى فيه نحو خمسة اعوام دراسية.

الرحيل إلى الهند
في عام 1939 عمل في شركة نفط البحرين عند بداية تأسيس الشركة، وبعد مضي عام اي سنة 1940 سافر الى مدينة بومبي في الهند، وكانت الهند شريان الكويت الاقتصادي، ولم يتعرف السوق التجاري الكويتي بشكل رئيسي سوى إلى الهند، واستقطبت جالية كويتية كبيرة طابت لها الاقامة في بعض المدن الهندية مثل بومبي وكراتشي ومدراس.
وارتادت الهند السفن الكويتية المحملة بالتمور، وصدرت الكويت اللؤلؤ الطبيعي الى «المهراجات» وهم حكام الولايات الهندية، وكذلك استخدمت الكويت العملة الهندية (الروبية) منذ عام 1835، وغير ذلك الكثير.

اديبنا جاسم النصر الله طابت له الاقامة في الهند وامضى فيها سبع سنوات، تعلم خلالها اللغة الهندية الرئيسية (الاردو) وعددا من اللهجات الهندية، كما درس الانكليزية في «هاي سكول كولج» وكرس وقته لدراسة انماط الثقافة الهندية، وفي الوقت نفسه، اشتغل بالعمل التجاري، والقيام بالوقت نفسه بتدريس اولاد الجالية الكويتية اللغة العربية «الام»، فهو اديب ومتمكن من ناحية اللغة والادب والثقافة، ومن ابناء الجالية الكويتية الذين قام بتدريس اولادهم: عائلة البسام وعائلة القناعات، واولاد الشيخ عبد اللطيف العوضي، وآخرون.

العودة إلى الكويت
عاد استاذنا جاسم النصر الله الى الكويت عام 1947 وعمل في شركة حمال باشي وهي الشركة المسؤولة عن ادارة ميناء الكويت.
وفي عام 1949 عمل في شركة نفط الكويت، وبحلول عام 1950 وافتتاح اهم شارع في الكويت آنذاك، الذي سمي بالشارع الجديد افتتح مدرسة لتعلم الطباعة على الآلة الكاتبة باللغتين العربية والانكليزية، واتخذت المدرسة موقعا مناسبا في الشارع ذاته، وكان قد استأجر المكان بمبلغ 30 روبية في الشهر اي ما يعادل دينارين وسبعمائة وخمسين فلسا كويتيا، واحضر عددا من آلات الطباعة، وادار مدرسته على فترتين صباحية ومسائية ومن أبرز تلاميذه السيد يعقوب الجوعان والسيد محمد الكليب والشاعر الأديب يعقوب الرشيد، وأمضى في إدارة المدرسة عدة سنوات، ثم بدأ العمل يخف تدريجيا نظرا لقلة الدارسين والراغبين في تعلم الطباعة لوجود وظائف أكثر دخلا، فتم إغلاق المدرسة وباع آلات الطباعة للمكاتب التجارية، ثم التحق بمحكمة الكويت التي كان يترأسها الشيخ عبدالله الجابر الصباح حتى تقاعده عن العمل في عام 1971.

مكتبة ضخمة
الأستاذ جاسم النصر الله أديب وشاعر.
أما من ناحية الأدب فلديه مكتبة ضخمة تمتلئ رفوفها بشتى أنواع العلوم والمعرفة، وقد انكب لنهل علومها، وتذوق الأدب عن فهم ودراسة عميقين، وكثيرا ما كنت أسأله عن بعض الكتب القديمة فيخبرني أنها موجودة في مكتبته، وأهداني مرة مخطوطا قديما لمعرفته بجمعي لمثل هذه الكتب... فلك الشكر يا أديبنا الكريم والرحمة والمغفرة.

أما من ناحية الشعر فلديه أشعار بالفصحى يرتجلها، ومحورها يدور حول أمور الحياة ومعاناة النفس البشرية، وكذلك في الحكم والعبر ودروس الحياة، كما يحفظ المئات من أبيات الشعر لفطاحلة أرباب الشعر، ولا تخلو مناسبة أو حديث خلال التجمع الأدبي في رابطة الكويتيين مع زملاء الرابطة الا تخللته أبيات من الشعر لأديبنا جاسم النصر الله، بما يتفق مع الموضوع، سواء كان هجاء أو مديحا أو غزلا عذريا عفيفا. كما كان يمتاز بثقافة واسعة ومعرفة بأسماء ومواضيع الكتب ودواوين الشعر وبالأخص القديم منها.

الدفتر القديم
ومن أهم هوايات أديبنا جاسم النصر الله حبه العميق للسفر والترحال، وقد زار دولا عديدة، وبهذا الصدد كان لديه دفتر قديم دوّن فيه مشاهداته وانطباعاته عن الأماكن والآثار والمتاحف، وطبيعة البلد والمواقف التي حصلت له، وتمنيت لو كان قد طبع ذلك في كتاب.
وختاما آخر دعوانا له بالمغفرة وحسن الثواب.

(*) أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين

القبس - اليوم
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-11-2011, 09:47 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

الوطن - 2011/11/08




فجعنا أنا واخويّ وزملائي في ديوانية الثلاثاء حين جاءنا النبأ ناعياً الأخ الكريم الاستاذ جاسم النصرالله. وهو جدير بأن نبكي عليه ونتذكر أيامه الغالية علينا، وقد نشأت – شخصيا – وانا أراه، واستمع اليه، فقد كان من أقرب أصدقاء الخال داود سليمان الجراح إليه، وكانت علاقتهما من أقوى العلاقات ولم يفرقهما إلا الموت. ونحن وفاء منا لهذا الرجل كنا نحرص على أن نراه بيننا وأن نستمع إلى أحاديثه الطلية، والى محفوظاته من الأشعار والحكايات التاريخية التي ألمَّ بمعرفتها طوال حياته.

وهو كريم النفس، فقد طلبت منه أن يُمِدًَّني بما يعرف عن الخال داود عندما كنت اكتب كتابي عنه، وقد هالني ان يزودني بعدد كبير من الرسائل المتبادلة بينمها لم يتردد في دفعها إليَّ كما فعل غيره بل كان سخياً في ذلك مما أضفى على عملي مصداقية، وزاده ثراءً.
ولنفسه الطيبة، وحرصه على استمرار علاقته بكل من يعرف فان خسارتنا به كانت كبيرة، وحزننا على فقده كان بحجم الفاجعة.
ومن اجل التذكير بهذا الرجل فانني استعيد هنا بعض ما كتبته عنه في فترة سابقة لعل فيه ما يحفظ ذكره، وينوه بما له من مزايا.

«الاستاذ جاسم عيسى النصر الله رجل من اهل الكويت المعروفين بقوة صلاتهم بالناس، وحرصهم على حفط المودة واستمرار التعارف معهم. وهو معروف شخصياً بهذه الصفة ولكن الكثيرين يجهلون مهارته الأخرى، فهو كثير الترحال، لا يترك فرصة تمر عليه الا انتهزها لكي يُشبع هوايته في الاطلاع على أحوال الدول، ومن ثم يسجل ما لديه في دفتر خاص يضع فيه كافة انطباعاته، دون ان يطلع عليها احدا إلا في اضيق الحدود، وهو بعد ذلك شاعر، له شعر رقيق، ولكنه – بحكم عادته – لا يريد ان يبثه بين الناس، كما انه راوية للشعر والاخبار والمعلومات الثقافية وما يتعلق بها من أسماء الاشخاص والرواة والشعراء.

ومن شعره قصيدة في الحنين الى الوطن كتبها حين كان في بومبي، ونشرها في سنة 1947م في مجلة العرب التي كانت تصدر هناك ومطلعها:
وطني نحو ماذك العذب حنَّا
مُغرمٌ طير قلبه فيك غنَّى
يا بلاد الحبيب مسقط رأسي
وأماني الكئيب إذ يتمنَّى

وجاسم النصر الله من أقرب الناس إلى قلب الشاعر داود سليمان الجراح. قضيا معا اوقاتا طويلة يلتقيان او يتراسلان، وتنم الرسائل المتبادلة بينهما عن عمق الصداقة والمحبة، كما تعبر عن الوفاء الذي اتصفا به سويا.
ولد جاسم النصر الله في البحرين سنة 1921م وكان ابواه قد نزحا من الكويت بلدهما الاصلي واقاما هناك، ولذا نشأ ابنهما في البحرين وتعلم بها، ثم صار مدرسا بعد تخرجه في مدرسة الهداية الخليفية في المنامة.

نزح بعد ذلك الى الهند وعمل قليلا في التجارة وقليلا في التدريس لبعض ابناء الجالية العربية في بومبي، وبعد زمن امضاه هناك اتى الى الكويت وتزوج فيها واستقر. وقد عمل في الجمارك وفي شركة نفط الكويت (1946م) وفي وظيفة من وظائف المحاكم الإدارية منذ سنة 1951م حتى تقاعد في سنة 1972م.
وأبو عيسى يسعدنا عندما لا يكون مسافراً بالزيارة في ديوانية الثلاثاء، ويشاركنا في الأحاديث ويمدنا بكثير من المعلومات، ويُقرِّب إلينا خبراته العديدة التي اكتسبها طوال حياته».
٭٭٭
عشتَ يا أبا عيسى بين محبيك عزيزاً عليهم قريباً إلى قلوبهم، وانتقلت إلى الرفيق الأعلى، فتركت في نفوس الجميع همَّا لا يزول، فرحمك الله، وطيب ثراك، وكتب لك الجنة ونعيمها.
وإن كان لي من أمل - الآن - فهو أن يتمكن أهله من جمع تراثه الشعري خاصة والفكري عامة فهو - أولاً وأخيراً - من تراث الكويت.

د. يعقوب يوسف الغنيم
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النوخذه / خضير بن عيسى رحمه الله ( 1850 - 1936 ) AHMAD المعلومات العامة 10 16-01-2021 06:54 PM
الأستاذ عيسى عبدالله عيسى الهولي قدساويه الشخصيات الكويتية 6 24-11-2014 09:08 AM
الشاعر صالح النصر الله العدان التاريـــخ الأدبي 17 20-05-2013 11:11 AM
النوخذة جاسم عيسى العصفور في ذمة الله المتقصي الشخصيات الكويتية 3 01-02-2012 12:26 AM
النشر في القسم الاجتماعي المشرف العام الصندوق 0 23-09-2010 08:37 AM


الساعة الآن 06:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت