راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 13-05-2009, 10:49 AM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي أحمد عبدالله عجيل العجيل

أحمد عبدالله عجيل العجيل
(1319-1411هـ) (1901-1991م)
المولد والنشأة:
ولد المحسن أحمد عبدالله عجيل العجيل (أبو اليتامى والمساكين) في عام 1319هـ الموافق لعام 1901م، بمنطقة الفحيحيل في دولة الكويت، وكان الابن الأول لوالديه، وبدأ تلقي العلم في سن مبكرة في الكتاب، وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم، بالإضافة إلى القراءة والكتابة والحساب.
نسبه وعائلته:
يعود نسب المحسن أحمد عبدالله العجيل إلى أسرة كريمة، يتصل نسبها بقبيلة عنزة من فخذ المصاليخ، وقدمت إلى الكويت من منطقة الزلفي، وسكنت في الحي القبلي (فريج العجيل)، واستقر فيها راشد وفايز وذريتهما، ورحل والدهما مع ابنيه عبدالله ومحمد إلى "ملح" واستقروا فيها بعض الوقت، ومن ثم رحلوا إلى الفحيحيل في نهاية القرن الثامن عشر (ما بين 1897 – 1900م)()
وكان جده الأكبر عجيل - رحمه الله - من أوائل المؤسسين لمنطقة الفحيحيل، ثم آل الإشراف عليها إلى عمه محمد بن عجيل، ثم والده عبدالله بن عجيل().
والده المرحوم عبدالله العجيل من نواخذة منطقة الفحيحيل، سافر إلى الهند وسيلان في السادسة عشرة من عمره، واستقر هناك قرابة 12 سنة، للعمل في الغوص على اللؤلؤ، ثم عاد إلى الكويت ومعه قرابة 14 ألف روبية، عمل بها في التجارة.() وله من الأبناء أحمد ومحمد وحسين.
ووقد نشأ المحسن أحمد عبدالله العجيل - رحمه الله - في كنف هذه الأسرة المباركة التي صنعت صفحة بل صفحات في تاريخ الكويت.
عمله وتجارته:
لم يركن المحسن أحمد عبدالله العجيل لحياة الرفاه والدعة، بل عمل في التجارة بين البصرة والهند، واجتهد في تجارته إلى أن كون مبلغاً من المال، وبدأ في توسيع نطاق تجارته، فافتتح محلاً للمواد الغذائية، في نهاية الثلاثينيات بمنطقة الفحيحيل، ومن خلاله اتجه إلى العقار، الذي حقق فيه نجاحاً كبيراً.
زواجه وأسرته:
الزواج أمر ندب إليه الإسلام، وهو سنة عن الأنبياء جميعاً، لاسيما خاتمهم صلى الله عليه وسلم، وهو أمر تباركه الناس في الأرض والملائكة في السماء؛ مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف()
.

وقد تزوج رحمه الله تعالى في سن مبكرة، وأنجب عشرة أبناء: أربعة ذكور، هم: الشهيد عبدالله، الذي أسره النظام العراقي البائد أمام أبيه، خلال الغزو العراقي للكويت، واستشهد خلال فترة الأسر، بالإضافة إلى خالد، ومحمد وعصام وست بنات.
صفاته وأخلاقه:
لقد وضح النبي الكريم صلى الله عليه وسلم غاية رسالته بأنها إتمام مكارم الأخلاق، فقال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"()، وقد كان للمرحوم أحمد عبدالله العجيل نصيب وافر ودلائل واضحة على سمو خلقه، فد تحلى - رحمه الله - بالكثير من الصفات الطيبة والأخلاق الكريمة والسجايا النبيلة، ولعل أبرزها المثابرة والتواضع الجم، كما عرف عنه أهل الكويت أنه محب للفقراء واليتامى والمساكين، محسن إليهم عطوف عليهم. حتى لقب بلقب "أبو اليتامى والمساكين".
ومما اتصف به - رحمه الله - أيضاً.. الصبر والرضا بقضاء الله تعالى وقدره.. فقد عاصر المحسن أحمد عبدالله العجيل أسر ولده عبدالله على يد قوات الغدر الصدّامية إبان احتلال الكويت()، فضرب مثالاً للصبر والاحتساب وقبول قضاء الله بصدر رحب، ثم علم باستشهاد ذلك الابن العزيز عليه، فتجلد لتلك المصيبة الكبرى، رغم حزنه الشديد عليه، وكانت شهادة ابنه في سبيل الله دافعاً له للإكثار من فعل الخيرات والاجتهاد في الطاعة، صابراً محتسباً، مستبشراً بقول الله تعالى:
{.. وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156)}().

أوجه الإحسان في حياته:
الإحسان صفة من صفات الرحمن سبحانه وتعالى، ومن أحبه الله تبارك وتعالى أهداه إلى طريق الخير، مصداقا لقوله تعالى
: { إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ 128}().

لذلك فقد أمضى حياته - رحمه الله - كريماً محسناً منفقاً للخير في جميع أوجهه، عاملاً بشكر الله عز وجل على نعمه التي أنعم بها عليه، فلم يبخل بما آتاه الله من فضله، وشهد له الكثيرون بكرمه وكثرة عطاياه، فوظف رحمه الله نعم الله عليه فيما يرضي ربنا عز وجل، ومن أعماله:

عمارة المساجد:
من أراد الاستقامة على طريق الله فليدخل بابها، وبابها المحراب. وهكذا ساعد المحسن أحمد عبدالله العجيل على المساعدة في ولوج باب الاستقامة، ببناء بيوت الله سبحانه، القائل في كتابه العزيز:
{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18)}().

لأن المسجد كما يقول مصطفى صادق الرافعي يرحمه الله: "موضع الفكرة، بل إنه الحل الواحد لكل المشكلات، وبابه هو الحاجز بين الدنيا والآخرة، في هذا المسجد يغسل الوضوء آثار الدنيا عن أعضاء العبد المتوضئ".
وبفضل من الله تعالى فقد وفق المحسن أحمد عبدالله العجيل - رحمه الله – في بناء ستة مساجد داخل الكويت وخارجها، أربعة منها في حياته، واثنان تم تأثيثهما من وصيته، كما سيتبين في الصفحات التالية.
أولاً: في دولة الكويت():
قام - رحمه الله - بتأسيس أربعة مساجد في الكويت، وكان أغلبها في المناطق التي يعرف جيداً حاجتها لهذه المساجد، إيماناً بهذه الرسالة العظيمة والدور الرائد للمساجد، ووفاء لهذا الوطن الحبيب الذي ضحى ابنه من أجله، فكان لها النصيب الأوفى، والمساجد هي:
1-
مسجد المرحوم أحمد عبدالله العجيل بالفحيحيل:

وهو مسجد جامع أسسه رحمه الله في شارع بلاط الشهداء المتفرع من شارع مكة، مقابل مدرسة المعري المتوسطة بنين، في القطعة الثامنة بالفحيحيل، حتى يكون مناراً للصالحين الطائعين، وينال ثواب سيرهم إلى بيوت الله وعمارتها، قال صلى الله عليه وسلم:
(صَلاةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا)().

وقد تأسس هذا المسجد المبارك عام 1405 هـ الموافق لعام 1984م، وبه مصلىً للنساء.
2-
مسجد المرحوم أحمد عبدالله العجيل بمنطقة جابر العلي:

كما بنى - رحمه الله - مسجداً آخر يثقل به ميزان حسناته، ويخفف سيئات من سعى إلى هذا المسجد، وقد أسسه - رحمه الله - في منطقة جابر العلي، وإنا لنرجو أن يكون هذا المسجد بناءً في الدنيا يجري عليه ثوابه، وبيتاً لهذا المحسن في الآخرة إن شاء الله، مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
﴿مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)().

وقد تأسس هذا المسجد عام 1408هـ الموافق لعام 1987م، وهو يضم مكتبة عامرة ومصلىً للنساء.
3- مسجد المرحوم أحمد عبدالله العجيل بالمنقف:
وساهم المحسن أحمد عبدالله العجيل - رحمه الله - في إنارة طريق المصلين إلى الآخرة بنور السعي إلى المساجد في الدنيا ببناء مسجد جامع في منطقة المنقف، وبالتحديد خلف إدارة المرور القديمة في القطعة الثالثة، والتي كان يعلم جيداً حاجتها جيداً لهذا المسجد، مستشعراً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)().
وقد تأسس هذا المسجد عام 1408هـ الموافق لعام 1987م، وهو يضم مكتبة عامرة، ومصلىً للنساء.

4- مسجد المرحوم عبدالله العجيل بالمنقف:
وقد أسسه المحسن أحمد عبدالله العجيل - رحمه الله - عام 1407هـ الموافق لعام 1986م، في منطقة المنقف، خلف موقع حملات الحج الحالية. وأطلق عليه اسم والده - رحمه الله - ويضم المسجد مكتبة ومصلىً للنساء.
ثانياً: خارج الكويت:
لم ينس - رحمه الله - بلاد الإسلام الشاسعة، وبقعه المترامية في توصيل رسالته إليها، فقد آمن بالحديث الشريف:
(تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)(). فأراد - رحمه الله - مد روافد هذا الجسد بما آتاه الله من فضله، فقد ساهم - رحمه الله - في بناء ثلاثة مساجد بمحافظة الجيزة في جمهورية مصر العربية الشقيقة، وتحمل تكاليف صيانتها ورواتب موظفيها والعاملين بها، كما يلي:

-
مسجد في منطقة الوراق.

-
مسجد في جزيرة محمد.

-
مسجد في محافظة الجيزة.
كما أسس - رحمه الله - مساجد أخرى في بعض الدول العربية ومنها الجمهورية العربية السورية التي أسس فيها مسجدين.

بناء صالة خيرية في منطقة الرقة
وجود الصالات الخيرية متعددة الأغراض والأهداف، يشجع المسلمين على التواصل من خلال تنظيم المناسبات الاجتماعية المختلفة، وتيسير احتياجات الزواج للشباب، ولذلك قام - رحمه الله - ببناء صالة خيرية متعددة الاستخدامات، كالأفراح والمحاضرات الدينية وغيرها من المناسبات.
وقد تأسست هذه الصالة عام 1408هـ (1987م)، في منطقة الرقة (بالقرب من فرع بيت التمويل الكويتي)، وعهد بإدارتها إلى الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
وتم تجديد صالة الرقة بالكامل، وأضيف لها العديد من الخدمات التي تقدم لأهالي المنطقة في عام 1992م، من أموال المرحوم أحمد عبدالله العجيل، وبإشراف القائم على الوصية.
وفي هذا العام 1427هـ (2006م)، تم هدم هذه القاعة، ويجرى الآن بناؤها من جديد، على أحدث الطرز، بإشراف الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية أيضاً، وتمويل وصية المحسن أحمد عبالله العجيل - رحمه الله.
ولائم الإفطار
شهر رمضان شهر كريم مبارك، يتضاعف فيه الأجر، ولذلك يكثر الناس من عمل الخير لتحصيل الأجر، الذي وعد به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله:
﴿مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئاً().

ولذلك حرص - رحمه الله - على إقامة ولائم الإفطار في العديد من المساجد، في داخل الكويت وخارجها، خلال شهر رمضان المبارك، وما زالت ولائم الإفطار تقام سنوياً في شهر رمضان المبارك في المساجد التي بناها المحسن أحمد عبدالله العجيل - رحمه الله - والعديد من المساجد الأخرى في دولة الكويت.
كما تقام كذلك ولائم الإفطار في المساجد الثلاثة التي بنيت في جمهورية مصر العربية، ويقدر عدد الصائمين الذين يرتادون هذه الولائم في مصر بحوالي 700 شخص يومياً، ويشرف على هذه الموائد د. ناصر العجيل الوصي على ثلث المرحوم.
كفالة الأيتام:
كم من أبناء المسلمين تغشاهم الكوارث والابتلاءات، فيفقدون آباءهم ويحتاجون للرعاية والكفالة؟ ويكفي أن نعلم أن أكبر نسبة للمشردين في العالم هم من دول إسلامية اجتاحتها الكوارث والفيضانات كبعض دول آسيا، وهددتها المجاعات كبعض دول إفريقيا، ناهيك عن الحروب والكوارث المختلفة، فمن لهذا الطفل الذي فقد أباه في وقت هو أحوج ما يكون إليه إلا بتبرعات أهل الخير والإحسان ومنهم أحمد عبدالله العجيل؟
وإيماناً منه - رحمه الله - بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ - وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ يَعْنِي السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى
)()، قام المحسن أحمد عبدالله العجيل بكفالة عدد من الأيتام في دولتي باكستان وغانا، بواسطة بيت الزكاة - إدارة النشاط الخارجي، وذلك تحت بند الصدقة الجارية.
كما أنه يكفل عدداً من الأيتام في جمهورية مصر العربية، وكان يرعاهم بصفة دائمة حتى أنه في آخر زيارة له إلى مصر - والتي توفي فيها - كان آخر شيء فعله أنه زار هؤلاء الأيتام - وفق ما ذكره موثق هذه السيرة والقائم على وصيته الأخ د. ناصر محمد العجيل.

مشاريع خيرية متنوعة:
أقام
رحمه الله أكثر من 30 مشروعاً خيرياً في آسيا وإفريقيا معظمها عن طريق بيت الزكاة وجمعية إحياء التراث والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ولجنة الزكاة في الفحيحيل بمسجد سالم العلي، ومنها العديد من المدارس والمساجد وحفر الآبار والأوقاف الخيرية.

صديقة:
وحرصاً من المحسن أحمد العجيل - رحمه الله - على تعدد أنهار الخير التي أجراها - بعد وفاته - فقد أودع - رحمه الله - قبل وفاته مبلغ 180000 د.ك (مائة وثمانون ألف دينار كويتي) في بيت الزكاة - الكويت، لتكون صدقة جارية، يصرف ريعها على المشاريع الخيرية المتنوعة الأخرى.. ويجري ثوابها له بعد وفاته، مصداقاً لقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
﴿إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ أَوْ بَيْتًا لابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ().

وصيته بالثلث الخيري:
سعى المحسن أحمد العجيل - رحمه الله - إلى كتابة بوصية خيرية تكون ذخراً له بعد مماته، عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
﴿ما حق امرئ مسلم له شيء يوصى فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده().

وقد وثقها - رحمه الله - في وزارة العدل الكويتية في يوم 21 أبريل عام 1981م (1401هـ)،
وأوصى فيها بأن ينفق الثلث من تركته في سبيل الله تعالى، وفي وجوه الخيرات والمبرات وكل وجه يعود على الموصي بالثواب بعد موته، قائلاً: "إني أوصي بثلثي من جميع مخلفاتي حين وفاتي على يد ناصر محمد عبدالله العجيل على أن يكون هذا الثلث محصوراً بالبناية التي أملكها والواقعة في الفحيحيل المنطقة التجارية..."
ويقوم الوصي (د. ناصر محمد العجيل ابن أخيه) بتنفيذ وصيته ببناء المساجد وذبح الأضاحي وتحمل نفقات الحج لغير القادرين من خلال حملات الحج الكويتية، بالإضافة إلى أوجه الخير الأخرى المتعددة.
مشاريع أقامتها الوصية:
نال المحسن أحمد العجيل - رحمه الله - مبتغاه من وصيته بعد موته، فقد آتت أكلها وأنبتت ثمارها مشاريع خيرية ممتدة النفع والأثر لا تقل عما قدمه في حياته من أعمال، ليحصل يوم القيامة – إن شاء الله - على ثوابها، حتى إذا لقي ربه فرح بما قدم فرح بما قدم من أعمال مباركة، مصداقاً لقوله تعالى
{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(). ومن مشاريع الوصية ما يلي:

1- مسجد المرحوم أحمد عبدالله العجيل بمنطقة الشعيبة الصناعية:
في زحمة العمل وزخم الحياة يحتاج المسلم إلى واحة يفيء إليها، ويستظل بظل الإيمان فيها.. ويؤدي الصلاة قربة لله تعالى.
بهذه الروح الطيبة بنى ابن أخيه د. ناصر محمد العجيل الوصي على ثلث المرحوم المحسن أحمد عبدالله العجيل مسجداً في منطقة الشعيبة الصناعية، ليرتفع صوت المؤذن منادياً
للصلاة وسط هدير محركات السفن والمصانع وغيرها، داعياً كل مسلم إلى إجابة نداء الله.

وقد تأسيس هذا المسجد عام 1423هـ الموافق لعام 2002م، وقدرت تكاليف تأسيسه بحوالي 150000 د.ك (مائة وخمسون ألف دينار كويتي).
مشروع مسجد في بنجلاديش:
نظراً لكون بنجلاديش من أكبر الدول الإسلامية من حيث عدد المسلمين ولفقرها الشديد وعدم قدرتها على بناء العدد الكافي من المساجد، رأى القائمون على الوصية المباركة.. الإنفاق من خيرات ثلث المرحوم أحمد العجيل على بناء أحد المساجد فيها، وتم الاتفاق على التكفل بمصاريف البناء والتأسيس والفرش، وتم توقيع عقد التنفيذ في 27 سبتمبر عام 2005م، مع مكتب اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة في بنجلاديش بمبلغ 10000 دينار كويتي.
3- مدرسة المرحوم أحمد عبدالله العجيل في غانا:
عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: قال صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ)
(). فالعلم في أية أمة سر نهضتها وعماد قوتها، وهو دعامة من دعائم عزتها. ولا شك أن الجهل والأمية المتفشية في كثير من دول إفريقيا جعلتها مطمعاً لأعداء الله من المستعمرين والغزاة، فكانوا فريسة سهلة لغزو من نوع جديد وهو غزو التنصير، ولذلك جاءت خطوات أهل الخير في الكويت وغيرها من البلاد الإسلامية لتساعد المسلمين من أهل هذه البلاد على التصدي لهذه الهجمات الثقافية الشرسة، ومحاولات التنصير الدائبة، وذلك من خلال مثل هذه المدارس التي تدعم الثقافة الإسلامية واللغة العربية لغة القرآن.

ومن هنا اعتنى القائمون على وصية المحسن أحمد العجيل - رحمه الله - بهذا الجانب، من خلال الاتفاق مع بيت الزكاة في الكويت على تأسيس مدرسة في دولة غانا، بتكلفة إجمالية قدرها 5000 دينار كويتي، وتم بحمد الله توقيع عقد التنفيذ في 5 سبتمبر عام 2004م، مع المجلس الإسلامي للتنمية والخدمات الإنسانية في غانا، وتم الانتهاء من البناء فعلياً.
دوره الوطني
تولى المحسن أحمد عبدالله العجيل - رحمه الله – خلال فترة الحرب العالمية الثانية مسؤولية التموين في المنطقة من خلال البطاقة التموينية، فكان المشرف من قبل الحكومة الكويتية على توزيع المواد الغذائية لأبناء المنطقة العاشرة، التي كانت تشمل آنذاك مناطق الفحيحيل، والمنقف، وأبو حليفة، والفنطاس، والصبيحية، والمقوع
وكانت السيارات الحكومية تنقل الأغذية إلى بيته ثم يقوم بتوزيعها على المواطنين بالعدل والقسطاس، وقام - رحمه الله - بهذه المهمة خير قيام بشهادة الحكومة الكويتية وثناء المواطنين عليه..

وفاته:
تأثر المحسن أحمد عبدالله العجيل - رحمه الله - كثيراً بأسر ابنه الشهيد بإذن الله تعالى عبدالله، وبعد تحرير دولة الكويت كان رحمه الله كثير السفر إلى جمهورية مصر العربية في أواخر حياته للإنفاق على اليتامى وتفقد المساجد، وقضى آخر ثلاثة أيام في حياته بمصر متفقداً هذه المساجد التي بناها، والخمسين يتيماً الذين يكفلهم، وفي اليوم الرابع من وصوله إلى مصر توفي - رحمه الله - ليلة الجمعة 23 ذو الحجة عام 1411هـ، الموافق ليوم 5 يوليو عام 1991م.
وتم نقل جثمانه إلى الكويت حيث دفن – رحمه الله – وكم هو عظيم عند الله تعالى أن يتوفاه سبحانه وهو متلبس بالعبادة والطاعة، من خلال رعاية أولئك الأيتام ورعاية تلك المساجد، فلئن كانت روحة في سبيل الله أو غدوة – كما ورد في السنة النبوية الشريفة المطهرة – فيها من الأجر العظيم.() فما بالنا بسفره في سبيل الله تعالى؟
ولعل وفاته يوم الجمعة أيضاً علامة أخرى على حسن الخاتمة، فهو خير يوم طلعت عليه الشمس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة" رواه مسلم.
رحمه الله رحمة واسعة وثقل بأعماله ميزان حسناته.
قالوا عنه:
في مجلة "الفجر الجديد" وصفه ساير العتيبي مدير فرع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالأحمدي - في حوار للمجلة أجراه مع سعد العازمي - بقوله: "توفي أبو اليتامى والمساكين".
وأضاف العتيبي: "إن أهالي منطقة محافظة الأحمدي كانوا ومازالوا أصحاب أياد بيض وسباقين لفعل الخير والدليل على ذلك إقبالهم على مشاريع الهيئة بعد التحرير وإيمانهم بأن ما قدموه من قبل لم يذهب سدى. واصفاً المرحوم أحمد العجيل بأنه أحد رجالات الكويت الأخيار ووجه من وجوهها المشرقة المضيئة، وقد وافته المنية وهو مازال يبحث في بقاع الأرض عن فقير أو محتاج، وهو صاحب (قاعة أحمد عبدالله العجيل الخيرية) بفرع الهيئة الخيرية بمحافظة الأحمدي، وقد كان - رحمه الله - سنداً للعديد من الجمعيات الخيرية داخل الكويت وخارجها، رحم الله العجيل بقدر ما قدم لوطنه ولأمته".
وفي جريدة "القبس" كتب عنه إبراهيم سعود الفارس عقب وفاته مقالاً بعنوان: "أحمد عبدالله العجيل.. في ذمة الله" جاء فيه:
"انتقل إلى رحمة الله أحد كبار رجالات الكويت الأخيار يوم الجمعة الموافق 23 ذو الحجة من عام 1411هـ الموافق 5/7/1991م، عن عمر يناهز التسعين ألا وهو الحاج بو يوسف أحمد بن عبدالله بن عجيل الذي عاصر وشارك في تاريخ الكويت، قديماً وحديثاً.
كان - رحمه الله - عطوفاً على الفقراء والمساكين باراً بهم، كما كان من كبار المحسنين في الكويت، بنى المساجد لله تعالى في الكويت ومصر وسورية وغيرها من بلاد الله الواسعة.
وكان ينفق في سبيل الله ذات اليمين وذات الشمال في السر والعلانية، حتى لم نعرف عن صدقاته وكثرة إحسانه إلا بعد وفاته، ممن خلف بعده من أهل الحاجة داخل الكويت وخارجها.
وكان جده عجيل من أوائل من أسس الفحيحيل وسكنها ثم آل الإشراف على الفحيحيل إلى عمه محمد بن عجيل ثم والده عبدالله بن عجيل، وقد تسلم - رحمه الله - إدارة مالية الفحيحيل (التموين) خلال سني الحرب العالمية (سنة البطاقة). ولعل عطفه على الفقراء كان مصدره تلك السنين الغابرة.
وكثير من أهل الفحيحيل والكويت لا يزالون يذكرون مواقفه الكريمة خلال تلك السنين وبعدها.
وقد عاصر سنة المجلس مع المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح وبرحيله، رحمة الله عليه، طويت صفحة من تاريخ الفحيحيل وتاريخ الكويت.
وكتبت عنه فوزية صالح الرومي ما يلي: "تولى توزيع الإعدادات التموينية على جنوب الكويت (الصباحية، وارة، الأحمدي، أبو حليفة، الفحيحيل، الفنطاس، المقوع)، بقرار من حاكم الكويت آنذاك.
وشهد له الجميع بالدقة والحزم في توزيع الإعدادات بعدالة ونزاهة.
وقامت عائلة العجيل ببناء العديد من المساجد والصالات متعددة الأغراض، والعديد من أعمال الخير، عن طريق بيت الزكاة والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وأنجزت أكثر من ثلاثين مشروعاً خارج دولة الكويت في مختلف قارات العالم.
فراسته وحسن تقديره:
يشهد أحد المهتمين بأعمال المحسن أحمد العجيل – رحمه الله – في الفترة الأخيرة، قائلاً: "كنت أرى صفوف المحتاجين تقف أمامه في المواسم الدينية وخاصة شهر رمضان، للحصول على نصيبهم من زكاته وصدقاته، وكان يعطي كل واحد منهم مقداراً من المال بدون تحديد هذا المبلغ مسبقاً، ويكتفي فقط بالنظر للسائل ويغترف بيده قدراً من المال ويدفعه له، فيعطي كل منهم على قدر حاجته دون علمه بها، وأكد ذلك الكثير من الذين قضيت حاجاتهم بفضل الله تعالى.
ويضيف أن العم - رحمه الله - كان يحرص دائماً على حياء الأسر المتعففة من خلال السرية في عطاياه، فكان يجد دائماً الأسلوب الأمثل لتوصيل المساعدات لهذه الأسر المحتاجة وخاصة في المحافظات المصرية النائية، دون أن يعلموا بمصدر هذه الأموال أو كيف عرف المحسن بحاجتهم".
نسأل الله تعالى، أن يتقبل صالح أعماله، ويسكنه فسيح جناته، ويوسع عليه قبره مد بصره ويجمعنا به مع الصالحين الأبرار في نعيم جناته، إنه سميع مجيب.
المصادر والمراجع:
-
مقابلة مع ابن أخيه د. ناصر محمد العجيل - القائم على وصيته.
1- بيت الزكاة – إدارة المشاريع.
2- تاريخ نزوح العائلات الكويتية العريقة إلى الكويت ودورها في بناء الدولة - فوزية صالح الرومي - الطبعة الأولى - 2005م.
3- تقويم القرون لمقابلة التواريخ الهجرية والميلادية – د. صالح محمد العجيري – مكتبة العجيري – الكويت 1967م.
4- دليل مواقع مساجد محافظة الأحمدي – وليد الستلان – إدارة مساجد محافظة الأحمدي – وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
5- صحيفة القبس – عدد 6 يوليو 1991م.
 
* وثق هذه المادة ابن أخيه د. ناصر محمد العجيل.
منقول محسنون من بلدي .

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
د. عبدالله محمد العتيبي IE الشخصيات الكويتية 4 03-01-2010 12:15 PM
مشاري عبدالله محمد الروضان عنك الشخصيات الكويتية 3 15-12-2009 02:41 AM
أحمد عبدالله أحمد الفهد عنك الشخصيات الكويتية 1 19-05-2009 11:55 PM
النوخذة أحمد عبدالله بحروه eagle220 الشخصيات الكويتية 7 07-02-2009 03:30 AM


الساعة الآن 04:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت