راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 27-05-2009, 09:48 AM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي ثنيان ثنيان الغانم

 
ثنيان ثنيان الغانم
(1889– 1968م)

المولد و النشأة :
عندما نتحدث عن شخصية مثل شخصية ثنيان ثنيان الغانم فإننا نقف أمام سيرة عائلة كويتية عريقة بتاريخها ورجالاتها الذين كانت لهم أدوارهم المتميزة في تاريخ الكويت. إنها عائلة الغانم الكريمة من آل زايد والمعروفة بالسخاء حيث اشتهر منها كثيرون لسنا هنا بصدد حصرهم، مع أنه من الضروري أن نشير إلى بعض منهم بحكم القرابة أثناء الحديث عن السيرة الذاتية للحاج ثنيان ثنيان الغانم الذي وُلٍدَ في عام 1889م بالكويت، وهو آخر أبناء والده ثنيان الغانم الذي توفي وثنيان مازال في بطن أمه فسمّته أمه ثنيان على اسم والده.
وقد كان ثنيان الوالد – رحمه الله – من كبار النواخذة الكويتيين خلال القرن التاسع عشر ويشهد له كل الذين عاصروه أو كتبوا عن تاريخ الكويت بأنه من أفضل النواخذة في زمانه، ويرجع له الكثير من البحارة ليتعلموا منه فنون الإبحار وأصوله وقواعد الغوص؛ نظراً لخبرته العريضة في هذا المجال.
النشأة والعائلة الكريمة
يعتبر ثنيان أصغر أبناء الأسرة وله أخوان هما محمد ويوسف وأخت هي فضة. وليس لدينا الكثير من المعلومات عن يوسف ولكن لدينا عن محمد ثنيان الغانم ما لا يسعه المجال هنا بشكل كامل مستفيض، لأن محمد ثنيان الغانم رجل قل نظيره في كويتنا العزيزة.
فقد كان علماً من أعلام الماضي ولا يزال، وهو الأخ الأكبر لثنيان وشريكه في بداية حياتهما التجارية ولكن محمد ثنيان الغانم تعمق في حياة البحر وعرف أسراره، فكان من أشهر النواخذة الكويتيين وأكثرهم خبرة، وسوف نتحدث عنه قليلاً فيما بعد نظراً لارتباط حياته مع حياة ثنيان وخاصة في بداية تجارتهما معاً.
بعدما توف ثنيان الغانم الأب قررت الأم " بزة عبدالله يوسف الصقر" أن تعيش في بيت أهلها لتتفرغ لتربية أبنائها، وهكذا كُتِبَ لثنيان واخوته أن ينشؤوا في بيت كريم أيضاً وهو بيت الصقر (أخوالهم)، ومنهم بعض أكبر تُجار الكويت في ذلك العصر، وطبيعي أن يعمل ثنيان وأخوه محمد مع أخوالهم في التجارة بين العراق وبومبي وكراتشي في ساحل الملبار.
أما والدة ثنيان "بزة عبدالله الصقر" فقد كانت صغيرة عندما توفي زوجها ثنيان الغانم (الأب) حيث كان عمرها آنذاك عشرين عاماً، ولذلك أصر إخوانها على أن تتزوج، وبالفعل تزوجت من المرحوم "يوسف الصبيح" واشترطت أن تسكن في جنب بيت أهلها حتى تتمكن من رعاية أبنائها فوافق يوسف الصبيح على ذلك، وكان نعم الوالد لأبنائها، ولكنه توفي أيضاً بعد سنوات قليلة ولم ترزق منه بذرية.
وكان معروفاً عنها الذكاء الوقاد والفطنة والتعمق في دراسة الدين، حيث كانت نموذجاً مشرفاً للمرأة الكويتية الناضجة المتعلمة، وقد كان الشيخ " أحمد الفارسي" أحد أكبر الفقهاء في ذلك الوقت يتناقش معها في أمور التفسير وبعض علوم الدين وذلك في حضور ابنها الكبير محمد، كما كانت تقوم أيضاً بإدارة بيت إخوانها أثناء غيابهم بالسفر الطويل للتجارة، وكذلك عُرف عنها الفطنة والسداد وتحمل المسؤولية منذ الصغر.
وعلى هذه المبادئ ربت أبناءها ووجهتهم التوجيه الديني الصحيح. وبذلك نشأ أبناؤها رجالاً صالحين ساهموا في رفعة شأن وطنهم وفي صنع تاريخه المشرق.
دراسته وتعليمه
بدأ ثنيان الغانم تعليمه في الكُتَّاب كغيره من أبناء جيله وتعلم فيه مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، بعد ذلك ونظراً لركوب ثنيان البحر وهو صغير السن مع أخواله "الصقر" في التجارة إلى الهند، فقد استفاد من ذلك، حيث تعلم "اللغة الأوردية" وكذلك "اللغة الملبارية" من خلال إقامته في الهند لفترات طويلة.
ولا يخفى على أحد أن تعلم لغة مثل هذه اللغات الصعبة أمر يحتاج إلى فطنة وذكاء حيث إنه اعتمد في تعلمه لهذه اللغات على نفسه بشكل أساسي.
وبالإضافة إلى تعلمه هذه اللغات فقد كان يتقن جميع التعبيرات التجارية والخاصة بالبيع والشراء والنقل باللغة الإنجليزية، ولم يكن هناك الكثيرون في ذلك الوقت يعرفون الإنجليزية فضلاً عن إتقانها.
وبالإضافة إلى اعتماده على نفسه في تعلمه لهذه اللغات فإن ثنيان ثنيان الغانم عُرِفَ ببعد النظر والفكر الواعي، فقد كان دائماً يرنو في أفعاله إلى المستقبل، ولما كان صديقاً حميماً للمرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح - رحمه الله - أمير الكويت الراحل فقد كان الشيخ عبدالله يشاوره في كثير من الأمور.
تجارته مع أخيه محمد ثنيان الغانم
ولد محمد ثنيان الغانم أخو ثنيان في عام 1882م، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة عند المرحوم عبداللطيف بن عمر في منطقة القبلة.
لم يكن "محمد" شخصية عادية من شخصيات الكويت بل كان من أشهر رجالات الكويت في عصره، فقد كان رجلاً كريماً معطاءً اشتهر بين أهله ومجتمعه بالحكمة والكرم، فلا يوجد مشروع نافع مفيد إلا وكان من المتقدمين والمساندين له بالمال والقول. وكان يناصر العلم وأهله.
ومما يُعرف عنه أنه شهد احتفال المدرسة الأحمدية في الكويت فتبرع لها بمائتي روبية.
تكونت خبراته في البحار منذ الصغر، فقد ركب مع خاله النوخذة "صقر العبدالله الصقر" وعمره حينئذ اثنا عشرا عاماً وكان ذلك في عام 1894م. وما إن وصل إلى عُمر الخامسة والعشرين حتى أصبح نوخذة يقود السفن إلى الهند ولفترة طويلة، أصبح بعدها وكيلاً لأخواله (الصقر) في الهند وظل في هذه المدة يتعلم المزيد عن تجارة الكويت وعن سفن الكويت ونواخذتها.
وكان يهتم كثيراً بتعلم كل شيء عن البحار ويعتمد على نفسه في تجريب كل شيء حتى أصبح مرجعاً بحرياً لأقرانه وأبناء مجتمعه.
شارك أخاه ثنيان في التجارة، وكان يمضي ستة أشهر من العام في الهند، وكان ذا كلمة مسموعة بين أهل الكويت ويكُنُّ له الجميع كل احترام وتقدير، ويأخذ منه الجميع الرأي والمشورة، وكانت له خبرة ثرية ودراسة كبيرة في معرفة كفاءة السفن، وفي فن الإبحار، فقد مر يوماً بأحد النواخذة وهو يُعِدُّ سفينته للسفر فسلَّم عليه، ثم قال: "يا ولدي .. بيع بيتك وعَمَّر محملك"، والمحمل (بكسير الميم وتسكين الحاء) هو السفينة، وهي ما يحمل البحارة على سطح البحر، وقد كان دائماً يمر على سفن الكويت وهي راسية في شط العرب ويتفقدها ويستعرض صفاتها ويخبر بجودتها. لقد كان محمد ثنيان الغانم مرجعاً لأهل الكويت في كل ما يتعلق بالإبحار والملاحة.
كانت له تجارة واسعة مع أخيه ثنيان، استقل بعدها وعمل بمفرده، خصوصاً بعد أن تقاسما السفن، وسكن محمد البصرة بعد سنة المجلس، وذلك قبل أن يشترك معه ابنه عبداللطيف محمد ثنيان الغانم رئيس المجلس التشريعي الأول عام 1962م، ووزير الصحة عام 1964م.
واستمر محمد ثنيان الغانم في التجارة مع ابنه، وترك البحر بعد ظهور النفط، وقد أجريت معه مقابلة تلفزيونية في عام 1966م في تلفزيون الكويت، تعتبر واحدة من أفضل المقابلات التلفزيونية القيّمة التاريخية والتراثية، ومن أهمها توثيقاً، حيث إن هذا الرجل – رحمه الله – كان يحمل في ذاكرته ما لا تسعه مجلدات عن تاريخ الكويت وأحداثها وعن رجالاتها، وبحارتها، وعلوم البحر، وفنون الإبحار، وأصول التجارة.
وبالرغم من أنه كان مريضاً جداً خلال تلك المقابلة إلا أنه استفاض ووفى في الإجابة عن كلما وُجه إليه من أسئلة، ومن جميل المقادير أن تحفظ هذه المقابلة التلفزيونية عنه رصيداً من الخبرة والتجربة قبل أن ينتقل إلى رحمة الله تعالى بعدها ببضعة أشهر، وقد حزنت عليه الكويت حاكماً وشعباً.
ويذكر عنه أنه عندما كان مبحراً في سفينته بالقرب من جزيرة بوبيان() الكويتية رأى طائرة عسكرية بريطانية تهبط على سطح البحر، وقائدها يستغيث فتوجه إليها بسفينته الشراعية وأنقذ ركابها، ولما علمت بذلك حكومة بريطانيا عرضت عليه مكافأة مالية لكنه رفضها وقال إنه لم يقم بما فعله إلا بواقع الإنسانية فقط، وليس هذا بغريب على فزعة أهل الكويت والخليج، بل كان عرفهم الملزم لأنفسهم طوعاً واختياراً وهو إسعاف السفن المصابة وإغاثة الملهوف في حوادث البحر.
وهكذا كانت شخصية محمد ثنيان الغانم الأخ الأكبر لثنيان ثنيان الغانم والذي احتك به جيداً فتعلم منه الكثير. وقد كان من الضروري أن نتطرق إليه ولو بالنذر اليسير من سيرته الكريمة، حيث إنه شخصية لم تعرف الكويت مثلها كثيراً، وقد كان له تمثيل وطني مشرف حين انتُخب عضواً في المجلس التشريعي عام 1938م.
ملامح شخصية ثنيان ثنيان الغانم
عندما نعود بالحديث لنتكلم عن ثنيان ثنيان الغانم فكأننا نتحرك من غصن إلى غصن في شجرة "آل زايد" التي تطرح الثمار الطيبة، ومن ثمارها ثنيان وأخوه الأكبر محمد. فقد كان ثنيان هو الآخر كريماً وبسخاء، ولم يترك طريقاً للخير إلا سلكه، ولم يسمع عن محتاج أو معسر إلا وكان سنداً له وعَوناً. وقد كان استقلالياً في تفكيره، فقد أرسل ابنتيه هيا وعائشة في عام 1954م، لاستكمال دراستهما في لندن، يوم لم تكن كثير من الفتيات الكويتيات قد نزعن العباءة بعد.
مساهماته في الأعمال الخيرية
كان ثنيان وفياً مع أصحابه، عطوفاً على عائلته، باراً بهم، ساعد بسخاء كل من يعرف من الضعفاء والمحتاجين داخل الكويت وخارجها، ولولا أنه كان يحب أن تكون أعماله الخيرية كلها لوجهه الله تعالى، وفي الخفاء "حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكُنا تحدثنا عنها بالتفصيل.
ولكن يكفي أن نشير هنا إلى أنه كان يفطر على مائدته خلال شهر رمضان المبارك أربعون رجلاً وكان يشرف بنفسه على الطعام.
كما أنه كان لديه بيت للضيافة يُسمى "المختصر" في وقت لم يكن فيه بالكويت أي فنادق، وكان "المختصر" لا يخلو من الضيوف عرباً كانوا أو أجانب، وكان البعض يسكنه شهوراً والبعض يظل به لسنوات.
مساهماته الوطنية
كان لثنيان نظرة ثاقبة وكان يحرص دائماً على أن ينهض بمجتمعه، ويحاول جاهداً أن يرسخ مبادئ الولاء للوطن بين الجميع. كما كان يقوم سنوياً بإقامة ولائم لجميع أطباء الصحة ولجميع المدرسين والمدراء العرب والأجانب، وكان يهدف من ذلك أن يعرِّف هؤلاء الأطباء والمدرسين بآباء وبيوت من يعالجونهم ويعلمونهم.
كما أنه أهدى سفينته البوم "المهلب" إلى دائرة المعارف ليكون ذكرى للتاريخ عن أيام البحر وكفاح الآباء والأجداد، في زمن كان الحصول فيه على الأرزاق أصعب بكثير من أيامنا هذه حيث النفط وخيراته.
وقد عُرِض عليه مبلغ 60 ألف روبية من تجار إيرانيين ولكنه رفض أن يبيعه وتبرع فيه لأهل الكويت بدون مقابل.
ومن أدواره الوطنية أيضاً أنه كان يتبرع للأهالي الذين كانوا يتضررون من المطر وتتهدم بيوتهم. وكان يقول لأهل هذه البيوت. "اذهبوا إلى العمارة (مخزن الخشب ومواد البناء) وخذوا ما تحتاجونه حتى تصلحوا أو تبنوا بيوتكم".
كما أنه كان من المساندين لفلسطين وأهلها منذ بداية محنتهم، وكان يجمع التبرعات ويساعد في إيصالها للفلسطينيين.
وفاته:
وبعد رحلة طويلة من الكفاح توفي ثنيان ثنيان الغانم خارج أرض وطنه الذي أحبه؛ حيث وافته المنية في منطقة بحمدون بلبنان الشقيق، وذلك في 13 أغسطس عام 1967م، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
مساهمته في دعم الخدمات الصحية
مركز ثنيان ثنيان الغانم لأمراض الجهاز الهضمي
-المتبرع : أبناء المرحوم ثنيان ثنيان الغانم، وهم مصطفى وخالد وصقر وفيصل
وفاطمة وهيا وعائشة وورثة أختهم نورة.
- قيمة التبرع: 1.700.000 د.ك (مليون وسبعمائة ألف دينار)
- موقع المشروع: يقع قرب مبنى منطقة العاصمة، الصحية ضمن حدود المستشفى الأميري.
- المساحة الإجمالية للبناء: 2500م2
- يتكون المركز من: سرداب وثلاثة أدوار.
- تم افتتاح المركز: ويقدم الخدمات العلاجية منذ 1988م.
منقول محسنون من بلدي .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-05-2009, 01:09 AM
العازمى العازمى غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 20
افتراضي

شكرا لطرحك الجميل
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاسير اللواء يوسف ثنيان المشاري هو الغائب الحاضر كويتي وفتخر الشخصيات الكويتية 2 22-03-2014 07:08 AM
عبد اللطيف محمد ثنيان الغانم ( فارس الحركة الدستورية ) ديرة العز الشخصيات الكويتية 7 25-04-2011 02:37 PM
فؤاد محمد ثنيان الغانم عنك المعلومات العامة 0 27-05-2009 09:42 AM


الساعة الآن 02:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت