راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 26-11-2008, 12:31 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي حسين يوسف القلاف - القبس

أجرى الحوار: جاسم عباس

حسـين القـلاف: عمري 85 سنة وما زلت أصنع السفن بيدي




الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فتقاسوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالاً ونساء، إلى ان حققوا الطموح أو بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، الا ان قاسماً مشتركاً يجمعهم هو الحنين إلى الأيام الخوالي، «القبس» شاركت عدداً من هؤلاء الأفاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.


في مستهل لقائنا مع حسين يوسف إبراهيم القلاف، قال: ولدت عام 1923، كان عمري 4 سنوات أي في 1927 عندما افتتح عبداللطيف الدهيم أول صيدلية في الكويت، وأتذكر مكانها في مدخل سوق الخضرة الجهة الغربية، وانتقل الدهيم بأدويته المتواضعة مقابل مسجد الفارس بالقرب من شارع الأمير حتى أغلقت 1963. وأتذكر عندما كان عمري 13 سنة تأسست دائرة الصحة العامة برئاسة الشيخ عبدالله السالم الصباح حتى عام 1952.

وأضاف القلاف: ومن خلال مذكرات والدي، رحمه الله، وغيره من المسجلين للأحداث كان عمري 7 سنوات تم تأسيس بلدية الكويت برئاسة الشيخ عبدالله الجابر الصباح، ولادتي كانت في فريج المطبة ومن جيراننا صالح بن الشايع، عبدالله الرقم، محمد الرقم، وبيت الهدهود، حجي عيسى القلاف، تقي العوضي، صالح الفردان وعبدالله الزاير.

وعرّف كلمة قلاف (كَلاف) انه صانع السفن أو تاجر الأخشاب، وعمله يختلف عن النجار، والقلاف هو من يحترف نجارة الأخشاب الكبيرة وهو من قلف السفينة أي خرز ألواحها، والقلاف هو من نزع قشر الشجرة، وأما كلمة الأستاد فتعني معلم النجارين ورئيسهم وهو خبير في صنعته وهو الفكلي في البحار وأصل الكلمة «أستاذ».

بداية العمل في البحر
وتحدث القلاف عن مهنة الآباء والأجداد ومهنته منذ كان عمره 13 سنة عندما عمل معهم، فقال: حملنا التمور من البصرة، والخشب من الكلكوت، والدي كان يصنع السفن ثم يدخل البحر بها بنفسه، وعملت تبابا مع والدي اساعده في تحضير الشاي والقهوة والتنظيف، وعملت مع النوخذة علي الشطي، ومع النوخذة حمد التورة في بوم المرزوق، ومع النوخذة محمود العصفور على بومه الخاص، وصلت النيبار وحملت الخشب والصبار (تمر هندي) وعملت سنة واحدة مع النوخذة أبومحمد على بوم عبدالرزاق العثمان، حملنا الشاي من كراتشي إلى صور ميناء في عمان في رحلة استغرقت 9 أشهر، وصلنا ممباسا في افريقيا حملنا الملح من عدن بعد ان افرغنا بومنا من التمور، ثم واصلنا المسير الى لامو الافريقية وكان حملنا الچنادل.

وأضاف: خرجنا من كوه عند وصولنا «الغبة» وسط البحر، لا نرى قاعه وتعرضنا الى اعاصير قوية في هذه السنة طبعت (غرقت)، ابوام كثيرة منها سفينة او بوم بلال، اعاصير تسمى برصات هياج من العواصف الشديدة جاءت من الهند كادت تتسبب في كارثة لنا اتذكرها في فصل الصيف ما بين مايو ويونيو ولم اتذكر السنة، لأني بلغت من العمر 85 عاماً، والبحارة يحسبون للبرصات الف حساب، ولا يبحرون، ولكن بلال كان يقول دائما «الله كريم» ولم يعش من بحارته إلا مبارك مجيبل، وناصر احد اخوانه.

وقال: بعد البحر وأهواله ومصائبه عملت في الميناء مع اللنجات (السفن البخارية) ايضا في البحر مع النوخذة عبدالله الغديري، نرشد البواخر إلى ميناء الأحمدي، وما زلت مع الأبوام أقوم بصنعها وبيعها، قضيت 72 سنة بين البحر والسفن.


أكل البحارة
وتحدث عما كان يتحمله البحارة من شظف العيش والمخاطر والمتاعب، خصوصا الطعام، احيانا كنا نحصل على العدس والسمك، اذا اصطدنا شيئا، واحيانا نحمل اللحم من البصرة يملح ويسمى «طريح» وحتى السمك المملح، وافضل المأكولات خبز الرقاق وطباخنا وخبازنا هو مبارك المريان، واحيانا الرز مع التمر فقط، وفي الصباح التمر مع القهوة والشاي، والمحمر أكلة معروفة عند البحارة، واذا وصلنا البحرين قال لنا اهلها: هل اكلتم برنيوش في البحر؟ كلمة تعني المحمر، ولا انسى الاسماك الصغيرة كلها شوك تحدث المتاعب لنا، خصوصا في الظلام.

الزواج 5 مرات
وتحدث عن وضعه الاسري فقال: تزوجت 5 نساء، الاولى ماتت رحمها الله، والثانية طلقتها وتزوجت ابنة عمها، والرابعة من النيبار كان عمرها 25 سنة، وعمري 75 سنة، وعندما بلغت من العمر ثمانين سنة، تزوجت الخامسة ايضا نيبارية من الهند توفيت رحمها الله عام 2006.
تعلمت من النيباريات اكل الرز الحبة الطويلة السميكة، وتعلمت معنى كلمة السمك عندهم «ايله»، خصوصا نوع الحمام، والزبيدي عندهم «آكولي» وسمك العومة «متى»، واللحم «اوجي» والدجاج «كوبي»، ووجبة الغداء «جور»، والعشاء «عشه»، الافطار «ريوق»، وكل سنة اسافر مع النيبارية الكلكوتية لمدة 70 يوما.

احذر اولادي وشباب بلدي من خطورة اللسان، كلمة واحدة قد تكون سببا في اشتعال فتنة او ضياع زوجة وفراق حبيب، وانا اقول لهم ان المرأة جزء من الرجل، واقول للمرأة انك من الرجل انفصلت فهو اصل لك، ولا غنى لانسان عن اصله.

«فلان حمار مكده»
وتحدث القلاف عن كسب وكدّ وعمل منذ بداية حياته، فقال: لا أتذكر يوما لم اعمل فيه، كما قال المثل القديم «فلان حمار مكده» اي نشيط لا يتعب، وحمار المكده حمار يحمل الصخور والاطيان والبضائع الثقيلة، كنت اعمل واجتهد ومهما كان قليلا مقدار ذلك الكسب يعتبر ثروة بالنسبة لي، ورغم بلوغي هذا العمر، فانني اقوم بصنع افضل السفن بيدي، وكل ما تشاهده في هذا المحل من صناعتي، فهذه سفينة شراعية مشهورة عند اهل عمان والكويت وهي «البقارة» والتبيل للغوص والنقل ولا يختلفان.
واضاف: انا الكادود ما زلت اصنع «الجالبوت» سفينة كانت للغوص على اللؤلؤ، وهذا السنبوك بوم كويتي صنع منذ القديم للغوص، وانا اصنعه للذكرى ومطلوب عند من يعشق الماضي، واصنع كل 15 يوما «الشوعي» ما اجمل مقدمته بوم يشبه السيف معروف بالمجاديف، وهذه «البغلة» من السفن الشراعية للسفر تمتاز بالنقوش المحفورة، وبوم السفار الشراعي الذي وصل بحر العرب والمحيط الهندي، وما زلت اصنع «التشالة» التي لها ذكريات مع كل بيت كويتي من الشرق والقبلة والمرقاب، التشالة صنعت لنقل الصخور لبناء المنازل من رأس عشيرج.

المواد المستخدمة
وتحدث القلاف عن الاخشاب التي كانت تستخدم في صناعة السفن قديما، وكان الحصول عليها صعبا وتحديا بالنسبة لنا كصناع السفن الكويتيين، ولكن الساحل الهندي ذلل كل العقبات، وكل سفينة تصنع من هذه الاخشاب ابحرت الى الهند حاملة التمور وتعود حاملة الاخشاب ومنها: خشب الساج الذي كان يسمى في الهند «تيك، Teak» فهذا بالنسبة للاخشاب يعتبر بمنزلة الذهب.
وقال: النوع الثاني هو خشب المنتيي او المنطيج الذي يسمى في الهند «بنديك»، والثالث هو خشب الجنقلي وهو كري مردو بالهندي صلب لا يوجد الا في الهندوبورما طول الشجرة حوالي 30 متراً، وخشب القنص المسمى في الهند «بلافو او فنص او ايني»، والانكليز يسمونه Jeak wood، والفيني الذي لا يتمدد يستعمل في صناعة السفن، والهندي يسميه «بالي»، وخشب الفن «بونا»، وباكه اسود اللون، والميط خشب صلب، والقرط قوي كالحديد، وخشب الهمبة خفيف الوزن يستخدم للمجاديف.

وقال القلاف: الصل زيت يستخرج من سمك السردين او من كبد القرش لطلاء السفن قبل انزالها، والدامر صمغ يستخرج من بعض الاشجار يطبخ ويخلط مع الصل لطلاء الخشب يمنع التعفن اسفل السفينة، وزيت الحل من جوز الهند لتسكير الفتحات، الشونة مزيج من الجير وشحوم الاغنام، مادة فعالة تحفط الواح السفن، وما زلنا نستخدمها حتى هذا اليوم، والحوما مادة معدنية نستوردها من جبل هرمز لاتصال الخشب كأنه الحبر الاحمر، والقماش للشراع، والحبال.

وعن الادوات المستخدمة، ذكر بيت جراغ في الكويت الذي كان يمد صناع السفن بجميع اللوازم الحديدية، وعوائل اخرى كانت مشهورة بصناعة الجدوم «فأس حديدي» والمجدح هو المثقب اليدوي، والمنشار والمطرقة، والقوبا وهو قضيب صلب يسهل به الحفر، والرندة، والمنقر، والسكينة، والهنداسة، والبلد ثقل حديدي، والخيط والطباشير من المواد المستخدمة في صناعة السفن، وميزان الماء.

النفط أوقف ازدهار الكويت
وتحدث عن مستقبل السفن فقال: قبل ظهور النفط كنا بحاجة الى السفن للغوص على اللؤلؤ او لصيد الاسماك او السفر البحري الى الهند وسواحل افريقيا، ولكن اكتشاف النفط وضع حدا لازدهار الكويت، ولم يعد لذهابهم الى البحار حاجة الا التعليم والمدارس. واضاف: انا من الذين حافظوا على المهنة من الانقراض، وبالرغم من الوسائل القليلة ظللنا في صنع النماذج الخشبية الصغير:ة فطول السفينة متر واحد، ومدة صناعتها 3 اشهر تباع الواحدة منها بــ 80 دينارا، اما البوم فهو اكبر حجما وسعره 250 دينارا، واصنع سفينة شراعية للتعليق بــ 35 دينارا، ومركب هندي مرغوب استورده من كلكوت له ذكريات معي، لأني ركبته مدة اسبوع الى الكويت، وسعره 10 دنانير، واصنع هذه السفن لكي احافظ على هذه الاسماء.

أبدأ العمل بعد صلاة الفجر، ثم وجبة الافطار والسير لمدة ساعة في الرميثية، واعمل في صناعة السفن النموذجية الى اذان الظهر.
وذكر، تكلفة بوم المهلب الذي احرقه الغزاة عام 1990، بدأت الاخشاب تصل بعد 12 شهرا، ووصلت التكلفة الى حوالي 330 ألف دينار كويتي، اما لو اردنا بناء سفينة من نوع السنبوك، فتكلفتها حوالي 12 ألف دينار كويتي.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زيد عطية القلاف - القبس AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 4 21-12-2010 10:56 PM
حسين القطان: لم يستغن بيت عن مهنتنا (القبس) متصفح المعلومات العامة 2 25-06-2009 01:36 AM
المرحوم العم ابراهيم حجي حسين معرفي (جريدة القبس) متصفح الشخصيات الكويتية 0 17-06-2009 04:15 AM
يوسف الجوعان - القبس AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 1 04-06-2009 04:21 PM
حسين صقر عبداللطيف - القبس AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 0 28-02-2008 03:40 AM


الساعة الآن 01:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت