راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > القسم العام
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2011, 02:18 AM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي ضياء البدر: كنت أول كويتية تحصل على منصب موجهة أولى للغة الإنجليزية عام 1985

لقاؤنا اليوم مع المربية الفاضلة الأستاذة ضياء هاشم البدر لقاء تربوي عظيم تظهر فيه المحبة والإخلاص في عملها التربوي وجدها واجتهادها في العمل. المربية الفاضلة تطرقت في هذا اللقاء الى عملها من اول يوم تم فيه تعيينها مدرسة حتى التقاعد من العمل التربوي عام 1990 في إدارة التعليم الخاص. وقد كانت الموجهة الأولى للغة الانجليزية وكنت يومئذ مسؤولا في هذه الإدارة وكان بيننا اتصالات حول اختبار المدرسين الجدد للغة الانجليزية، واشهد الله انها كانت حريصة جدا على اختيار مدرس اللغة الانجليزية في المدارس الخاصة. ومما اذكر انني حولت لها مدرس لغة انجليزية وبعد ساعة اتصلت وقالت ان المدرس الذي ارسلته لعمل مقابلة لا يصلح أن يكون مدرس لغة انجليزية لأولى ابتدائي فأرجو الا يقبل مدرسا وان يعاد الى بلده. فهذا من حرصها الشديد على التعليم بألا يقبل الضعيف. المربية الفاضلة ضياء البدر كما سردت هذه القصة فهي ايضا مسؤولة عن جيل كامل في التعليم. وفي بداية حديثها ذكرت مدرساتها اللاتي درسنها منذ مراحل التعليم في المدرسة القبلية والمدرسة الوسطى. والبعثات التي حصلت عليها لإكمال تعليمها العالي والمشاكل التي واجهتها في أثناء دراستها وعملها بالتربية. كذلك لم تنس ان تذكر المناهج في اللغة الانجليزية، التربية والتعليم بحر كبير غزير لا يستطيع ان يسبح فيه الا المربي المعلم الفاهم المخلص. المربية الفاضلة ضياء هاشم البدر لها دور كبير في العمل التربوي فهي في هذا اللقاء غطت جانبا بسيطا من العمل التربوي. فلها كل الشكر والاحترام على عملها الدؤوب في التربية.. ولم تنس والدها الذي اسس اول مدرسة اهلية لتعليم اللغة الانجليزية، وأول مصنع للصابون وفي سياق القراءة نتعرف على من هو هاشم عبدالرحمن البدر القناعي وما دوره في تنمية المجتمع وثقافته. كل هذا وغيره نتعرف عليه من خلال هذا اللقاء، فإلى التفاصيل: تبدأ المربية الفاضلة ضياء هاشم البدر حديثها عن ذكرياتها بالكلام عن أحداث طفولتها قائلة:
إنه من الصعب على الإنسان ان يتذكر كل ما فات عليه منذ الصغر، ولكن هنالك بعض الذكريات تكون عالقة في الذهن منها:
دراستي الابتدائية كانت في المدرسة القبلية للبنات، واستمرت حتى التخرج في الثانوية العامة، حينما كُنت في الصف السابع الابتدائي وهذا يعادل رابعة متوسط حاليا طلبت منا مدرسة العربي كتابة موضوع انشاء من دون تحديد العنوان فكتبت قصة قصيرة وسميتها «نزهة فريد وليلى» وحصلت على درجة عالية وأرسلتها للنشر في مجلة البعثة عام 1952، وبهذه القصة أصبحت أول كاتبة قصة قصيرة في الكويت بعد ذلك، وفي مرحلة «التمهيدي» كانت تدرسنا المدرسة أنيسة جعفر «ماما أنيسة» وفي مرحلة الابتدائي كانت مدرسة التربية الإسلامية: مريم عبدالملك الصالح، ومدرسة الحساب: سارة التوحيد، وحين انتقلت إلى المدرسة الوسطى لمدة سنة واحدة وذلك بسبب ترميم المدرسة القبلية كانت مدرساتنا: عزيزة عيسى الصالح، فاطمة الصالح المطوع، شيخة محمد جمعة، شريفة الصالح المطوع، فيما بعد ذهبت للدراسة في جامعة القاهرة تخصص لغة انجليزية وقد تخرجت فيها في يونيو 1963. بعد التخرج عرض علي أن أعمل في وزارة الخارجية ولم أوافق لأني كنت أرغب في تكملة دراستي ـ وعلى هذا الأساس عملت مدرسة في وزارة التربية، وقد عرض علي ان أدرس في المرحلة الثانوية ولكنني رفضتها لأني فضلت أن أبدأ تدريس مادة اللغة الانجليزية من بداية الصف الأول المتوسط ثم اتدرج فيها إلى الأعلى.
عندما تعينت مدرسة للمرحلة المتوسطة في 15/9/1963 ـ كان الراتب 181.875 دينارا فقط، تخصم منه علاوة التقاعد 7 دنانير الصافي 174.875 دينارا (ياله من فرق شاسع بين الماضي والحاضر في الرواتب، لقد كانت الحياة سهلة وبسيطة)، وفي السنة نفسها طبقت تجربة لكتاب لغة إنجليزية جديد اعتقد ان اسمه New Living English على أولى متوسط، وجاء المؤلف البريطاني ليشاهد نتائج التجربة ومدى نجاحها حتى يعمم على باقي المدارس، وكان عدد فصول أولى متوسط في مدرسة اليرموك بالدسمة حوالي 6 فصول. وقامت المدرسة الأولى في ذلك الوقت بالتعاون مع ناظرة المدرسة والتوجيه العام للغة الإنجليزية بتكوين فصل خاص وهو اختيار الطالبات الممتازات من فصول أولى متوسط وكتب على باب الفصل أولى أول. وجاء المؤلف البريطاني ليشاهد نتائج التجربة ومدى نجاحها حتى تعمم على بقية المدارس.
حضر المؤلف البريطاني وقد تفاجأ بشطارة الطالبات وعدم وجود فروقات فردية في هذا الفصل، وتم نجاح التجربة، وطبق الكتاب على المرحلة المتوسطة.
بعثة لندن
وتكمل البدر حديثها عن مسيرتها التعليمية والتربوية بالحديث عن سفرها لدراسة الماجستير والدكتوراه في لندن فتقول: بعد أن مارست التدريس لمدة سنة تقدمت للحصول على بعثة دراسية في لندن لتكملة الماجستير والدكتوراه، وكان مقر الكلية خارج لندن واسمها: Averyhill College of Education في منطقة Eltham سنة 1964، لقد شعرت بالضياع في لندن لأن اللغة المستعملة في الكلية كانت اللهجة العامية (Slang). احسست انني في مكان لا يناسبني، ثم طلبت من القسم الثقافي في لندن ان انتقل الى القاهرة مادام يوجد نفس التخصص.
بعد ذلك اكملت الدراسة في كلية التربية جامعة عين شمس، وحصلت على الدبلوم العامة في التربية تخصص طرق تدريس اللغة الإنجليزية في مايو 1965 بتقدير «جيد»، كذلك حصلت على الدبلوم الخاصة في التربية سبتمبر 1966 بتقدير «جيد» وبعدها أكلمت سنة دراسية في دراسة المواد المقررة لنيل درجة الماجستير في التربية، واجتزتها بتقدير «جيد» وفي عام 1966/1967 ـ أصبحت مقيدة لدرجة الماجستير في التربية تخصص (أصول التربية)، لكني بعد ذلك انشغلت بتربية الأطفال ومسؤوليتهم ففضلت أن أتوقف عن تكملة الماجستير وأركز اهتمامي على بيتي وأطفالي، بعد ذلك عندما افتتحت جامعة الكويت تعينت معيدة في سبتمبر 1968 في قسم التربية وكان بودي أن أواصل دراستي وكانت المسؤولية العائلية جعلتني أترك الجامعة وأرجع للعمل في وزارة التربية سنة 1973 وفي هذه السنة قمت بترجمة كتاب من اللجنة الوطنية الكويتية لليونسكو واسمه (An Introduction to Lifelong Education) By Paul Lengrad مدخل الى التربية الدائمة، وقد طبقت دراسته في مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة الكويت.
وقد تم تعييني موجهة للغة الانجليزية، ثم تمت ترقيتي في 1985 الى موجهة أولى للغة الانجليزية ونقلت الى ادارة التعليم الخاص.
عضوية لجان المقابلات
ثم تتحدث المربية ضياء البدر عن عضويتها في لجان المقابلات المحلية فتقول كنت من الاعضاء المشاركين في لجان المقابلات المحلية لهيئات التدريس ـ كما كنت عضوة دائمة في لجان التطوير لمادة اللغة الانجليزية، وقد اقترحت فكرة ادخال درجة للاستماع في دروس اللغة الإنجليزية Listening وذلك لما شاهدته في المدارس الثانوية الحكومية من مختبرات للغة مهملة ولا يتم استعمالها. واعتمدت درجة الاستماع من قبل لجنة التطوير وكانت المدارس الثانوية التي في برنامجي ولديها مختبرات لغة قد انتعشت تماما، وأول مدرسة منها هي ثانوية بيبي السالم في منطقة الدسمة وكانت الناظرة في وقتها الاستاذة بدرية العواد التي تعاونت معي وأيدتني في تشغيل المختبر.
عندما تمت ترقيتي الى موجهة أولى للغة الانجليزية عام 1985، أصدر الموجه العام للغة الإنجليزية (وكان من الوافدين) قرار تحويلي الى إدارة التعليم الخاص لدرجة ان مدير الإدارة فوجئ بتحويلي الى التعليم الخاص وأنا أول كويتية موجهة أولى للغة الانجليزية، فما كان منه الا ان اتصل بوكيل الوزارة واحتج على تحويلي الى التعليم الخاص، فكان رد هذا الوكيل: اذا ما عندك شغل في التوجيه خلها في المكتبة تصفف الكتب، وتعجب مدير الإدارة من هذا الكلام وأعطاني التلفون لأكلم الوكيل فرفضت ذلك.
خيانة الأمانة أو التفنيش
ومن مشوارها الطويل تستذكر البدر قصة مثيرة تقول فيها: عندما انتقلت للتعليم الخاص وبعد خبرة 3 سنوات في هذه الادارة جاءني احد الموجهون الذين يعملون معي ليخبرني انه سيقدم استقالته ويرجع إلى بلده ـ فقال لي سأخبرك بسر قبل أن أسافر فقلت تفضل وسرك في بير قال عندما كنت مدرسا لمادة اللغة الانجليزية في الثانوية كان عندي طالب والده من الشخصيات الكبيرة في الكويت، وعند امتحان نهاية العام الدراسي اتصلت بي والدته وقالت احضر الاسئلة وتعال درب ابني عليها حتى يحصل على علامة كاملة ـ ولكنني لم استجب لها. فاتصلت مرة ثانية وقالت إذا لم تأت وتحضر معك الاسئلة توقع التفنيش. فقال لأنني صار لي في الكويت 4 سنوات وحاجتي ماسة جدا للوظيفة ـ قلت في نفسي إن هذه زوجة شخص مسؤول أكيد راح تحميني من التفنيش لو شاع الخبر. فما كان مني إلا أن ذهبت إلى منزلهم ليلة الامتحان ودربت لهم على الاسئلة. وهذا ما أردت أن أقول لك قبل سفري لأنني متضايق نفسيا بما فعلته. ولكن الحاجة ماسة للعمل وقيسي هذا على المواد الأخرى.
عندما انتقلت الى التعليم الخاص شاهدت اشياء غريبة من بعض المدارس، من ضمنها ان المدرسات الجدد اللاتي يأتين لي لمقابلتهن فكنت أسأل المدرسة «هل لديك خبرة تدريس؟» فيأتي الجواب: «لدي خبرة تدريس سنة كاملة في إحدى المدارس من دون راتب، وقد فوجئت وسألتها عن السبب، فقالت لأن صاحب المدرسة وقعني على عقد لمدة سنة من دون راتب مقابل انه يعطيني شهادة خبرة فقط، فهناك كوارث لا تعد ولا تحصى.
من خلال عملي في التوجيه وانتقالي من مدرسة الى أخرى لاحظت ان المدرسة الكويتية ليس لها نصيب في الترقية الى مدرّسة أولى – وحزّ هذا في نفسي، وخصوصا الحملة المتكررة دائما بأن المدرسات الكويتيات لا يستاهلن ان يكنّ مدرسات أوليات. ومن تجربتي وجدت العكس تماما، حيث وجدت الكويتية تبذل قصارى جهدها لترفع من مستوى الطالبات. فبدأت بترقية بعض مدرسات اللغة الانجليزية الى مدرسات أوائل، وذلك بإعطائهن تقارير امتياز وترشيحهن للعمل مدرسات أوائل.
وفي عام 1968 تقريبا جاءني موجه من الوافدين يوجه في المدارس الحكومية وقال: هل تريدين الحصول على شهادة الدكتوراه – فقلت كيف ذلك؟ قال: فقط ادفعي 600 دينار كويتي وتأتيك الشهادة.
فقلت في نفسي ان حرف ال د الذي يسبق اسم هذا الشخص يبدو انه مزور – فقد دفع المبلغ وحصل عليها. وجاء ليختبرني ويرى مدى تقبلي للشهادة المزوّرة. وهكذا زاد عدد الحاصلين على الماجستير والدكتوراه في وزارة التربية لكي يحصلوا على العلاوة التي تضاف للراتب الشهري، فقلت لهذا الشخص مشكور – اني لا أعترف بشهادة تأتيني من دون ان أكون درست وبحثت فيها بنفسي.
مناصرة لحرية التعبير
ثم تذكر المربية الفاضلة ضياء البدر أحد المواقف المثيرة التي مرت بها قائلة:
في أبريل 1987 كتبت 4 مقالات في جريدة «الوطن»، وهي «كم يوم نصيب الطالب من الدراسة الفعلية في مدارسنا»، و«المدة الزمنية للدراسة الفعلية في مدارسنا»، «الحوار الضروري لمعرفة الوقت الضائع»، و«عطلة نصف السنة الدراسية لمدارسنا المقررات».
وبعد نشر هذه المقالات حولني مسؤولو وزارة التربية الى التحقيق، فذهبت الى لجنة التحقيق وكان مسؤول قسم التحقيق كويتي الجنسية – أما الشخص الذي يحقق معي فكان من «الوافدين» مع بداية الأسئلة والمناقشة خرج المسؤول الكويتي وكان متضايقا بوجود امرأة كويتية في التحقيق بسبب مواضيع تعبر فيها عن رأيها – أما المحقق «الوافد» فقال لي: لماذا حولوك الى التحقيق، انك لم تتعرضي في كتاباتك لأي شخص في الوزارة، ان مواضيعك وآراءك ممتازة جدا. فقلت له: انني عندما عينت في وزارة التربية لم أوقع على ورقة تمنع التعبير عن الرأي.
ومما اذكر ايضا انني كنت عضوة في جمعية المعلمين وأول ما افتتحت في عام 1963 – 1964 وقد أرسلتنا الجمعية الى القاهرة في رحلة تعارف مع جمعية المعلمين المصرية وكنت المسؤولة عن الوفد الكويتي وكان عددنا حوالي 10 مدرسات، منهن: ضياء هاشم البدر (مسؤولة الوفد)، جاسمية المرزوق، صبيحة البدر، شيخة الصولة، ماجدة العلي، حياة الناجم، نعيمة العلي، بالاضافة الى مدرسات أخريات، ولكن مع الأسف جمعية المعلمين الحالية لم تكرّمنا ورفعت أسماءنا من عندها ولا ندري ما السبب، وحاولت منذ 3 سنوات ان أعرف هل مازالت عضويتي موجودة أم لا ولكن مع الأسف لم أحصل على جواب.
دورة أساسيات اللغة
ثم تتحدث البدر عن إعدادها لدورة في أساسيات اللغة الانجليزية فتقول: بعد التقاعد طلبت مني اللجنة النسائية لجمعية الإصلاح الاجتماعي عمل دورة في أساسيات اللغة الانجليزية (القراءة والكتابة) لعدة مراحل:
- دورة للمرحلة الابتدائية: أول وثاني وثالث ورابع ابتدائي، وكانت مدة الدورة 3 أسابيع من 24 ديسمبر 1994 حتى 15 يناير 1995، وكانت الدورة 4 أيام بالأسبوع: السبت – الأحد – الاثنين – الثلاثاء، وكان زمن الدورة من الرابعة الى الخامسة والنصف مساء.
- دورة لأطفال ثانية روضة: وكانت خلال الفترة من 12 نوفمبر إلى 20 ديسمبر لعام 1994.
- دورة المتوسط والثانوي: وكانت خلال الفترة من 12 نوفمبر 1994 وحتى 3 يناير 1995، وكان الهدف من هذه الدورة شرح المنهج وحل تمارينه قبل تدريسه للطالبات في المدرسة، فكان له الأثر الواضح في رفع نسبة درجات الطالبات في مادة اللغة الانجليزية، وكان الإقبال على هذه الدورة عاليا جدا، وقد بلغ عدد المسجلين في الدورات 320 تلميذا وتلميذة في مختلف المراحل الدراسية – وقد علقت جريدة الوطن تعليقا لطيفا في 30 نوفمبر 1994 «To Improve your Engligh اطلبوا الدروس المسائية من اللجنة النسائية».
وبعد الانتهاء من هذه الدورات طلبت مديرة مركز بيان لدار القرآن الكريم عمل دورات تقوية في اللغة الانجليزية لمرحلة الابتدائي وثانية روضة لأبناء وبنات الأمهات المشتركات في المركز.
وكانت لمدة أسبوعين من 14 – 28 يناير 1995.
«سيمفونية بيتهوفن»
وتضيف البدر في حديثها عن المواقف الطريفة التي تعرضت لها قائلة: عند دراستي للدبلومة العامة في كلية التربية جامعة عين شمس كانت احدى المواد هي التربية العملية في التدريس. وقد مارست التدريس في مدرسة الأورمان للبنات مقابل بيت الطالبات في حي الجيزة. وحصلت على تقدير امتياز.
وكانت الدكتورة نعيمة عيد عندما تتابع تدريسي في التربية العملية تقول لي: انني حينما احضر درسك اشعر كأنني استمع الى سيمفونية بتهوفن. ونشرت هذا الري بين اساتذة الكلية. ولكن مع الأسف لم يحالفني الحظ للالتقاء بها عندما جاءت للعمل في جامعة الكويت.
كذلك كان توجيه اللغة الانجليزية في وزارة التربية يصدر شهريا نشرة اسمها «News & Views in English Language Teaching وكل شهر كان يتم إصدار النشرة من أحد تواجيه المناطق التعليمية، وكانت تصدر في صور مجموعة أوراق مدبسة. في 1986 صار إصدار النشرة من نصيب توجيه اللغة الانجليزية في التعليم الخاص وحيث إني الموجهة الأولى في ذلك الوقت فقد أصدرت النشرة في صورة كتيب محترم، وتم توزيعه على المدارس الخاصة. وقد تكفل بطباعته مدير إحدى المطابع – وتضمنت مقابلة مع مدير إدارة التعليم الخاص المرحوم الأستاذ عبدالله الرجيب.
ولكن ماذا حصل عندما أرسلت للموجه العام للغة الانجليزية (وكان من الوافدين) الكمية التي لابد ان توزع على مدارس الحكومة. ماذا تتوقعون؟
اتصل بي أحد الإخوان وهو موجه كويتي فقال ان موجهكم العام أحضر ثماني نسخ من النشرة «Nwes and Views» التي أخرجتها بشكل كتاب محترم، الى مسؤولة بالوزارة وصار يذم فيك ويقول لها: شايفة شلون ضياء خسرت الدولة.. فكان جوابي له ان هذه المسؤولة تعرفني جيدا وكان بإمكانها ان تطلب حضوري لمكتبها لمناقشة الموضوع. لكن مع الأسف لم يتم هذا ولم يتم توزيع الكتاب على المدارس الحكومية. (هذا فيه نوع من الغيرة والحسد) - الوافدين لا يريدون ان يكون الكويتي احسن منهم، بعد هذا حصل اللعب بتقريري السنوي ونزله الموجه العام من ممتاز الى جيد لمدة سنتين، وكانت النتيجة ان ترقيتي الى الدرجة الاولى (أ) أ لم احصل عليها بسبب اللعب بالتقارير دون رقيب ولا حسيب، وهذا ما جعلني اقدم استقالتي واتقاعد في مارس 1990، لأن تشجيع الكويتي غير متوافر في وزارة التربية في ذلك الوقت والزمان.
رئاسة لجنة واضعي الأسئلة
لقد ترأست لجنة واضعي اسئلة الثانوية العامة لمادة اللغة الانجليزية ثلاث مرات وشاركت في وضع الاسئلة، وفي نهاية اجتماعات وضع اسئلة الثانوية العامة كانت جميع مسودات الاسئلة تتلف بحضوري، والاوراق الاصلية تكون عندي حتى موعد الاجتماع المقبل ولا اتركها في مكتبي انما كنت احتفظ بها في المنزل، وفي احد الايام جاءني عامل التنظيف وطلب مني ان اقفل غرفتي لأني اتركها مفتوحة للتنظيف حسب تعاليم الادارة، فسألته: لماذا؟ قال: من يومين رأيت رجلا يفتش ادراج مكتبك.
فقلت له: شوف الغرفة اللي فيها الموجهون وقل لي من هو، فقال: هو شخص اشقر جالس قرب باب الغرفة، ففهمت من يقصده، فهذا الشخص وضع عندي من قبل الموجهة العام مثل الجاسوس، وهو الذي حاول ان يحصل على نسخة من امتحان الثانوية العامة لكي يسيء الى سمعتي.
كذلك في احدى السنوات الدراسية في المتوسط جاءتنا مدرسة اللغة الانجليزية (وافدة) مستواها ضعيف جدا ولفظها سيء جدا، وتضايقنا منها انا واثنتان من الطالبات، فكانت هذه المدرسة حينما تدخل الصف نخرج نحن من الصف ونذهب الى غرفة صغيرة بالمدرسة، وكنت انا المدرسة لزميلاتي، حيث كان الوالد المرحوم هاشم البدر يشرح لي الدرس وانا بدوري اشرحه لزميلاتي، طالبنا بتغيير المدرسة لكن لا حياة لمن تنادي في ذلك الزمن، وهكذا اكملنا العام ونجحنا في اللغة الانجليزية انا والزميلتان.
كما اذكر عندما كنت في الرابعة متوسط حسب النظام القديم وهذا يعادل السابع ابتدائي، حسب النظام الحالي، كان اختبار آخر العام الدراسي عاما، فكان اختبارنا مع بعض: المدرسة القبلية والمدرسة الشرقية، وبعد انتهاء الامتحان وظهور النتيجة دخلت صفنا ناظرة المدرسة القبلية واسمها علياء محمد عمارة ـ رحمها الله ـ وقالت: ضياء قومي راوينا طولك، ولكني لم اقف فقد شعرت بالخوف، لكنها أعادت الطلب مرة اخرى مما اضطرني للوقوف، وهنا التفتت الناظرة الى بقية الطالبات وقالت لهن: يا عيب الشوم عليكن يا بنات، الوحيدة اللي نجحت من المدرسة القبلية هي ضياء هاشم وبقية الطالبات كلهن دور ثان او رسوب، الصراحة لم اسلم بعد هذا الموقف مما سمعته من كلمات الغيرة والحسد، وفعلا انا الوحيدة التي نجحت من مدرسة القبلية و4 طالبات من المدرسة الشرقية.
تغيير التخصص
كذلك مرت البدر بموقف غريب في الصف الثالث الثانوي، وعن ذلك تقول: عندما وصلت ثالث ثانوي كان تخصصي «علمي»، لكني غيرت التخصص الى الادبي بعد شهر من مرور السنة، والسبب ان مدرسة العلوم كانت تسرق درجاتي وتعطيلها لاحدى الطالبات، وفعلا كانت هذه المدرسة ترصد الدرجات في دفترها، وكنت انا واقفة بقربها مع بعض الزميلات فوجدتها قد رصدت درجتي العالية لاحدى الطالبات (لأن هذه الطالبة كانت دائما تعزم هذه المدرسة عندهم في البيت)، ودرجة هذه الطالبة المتدنية رصدتها لي، فقلت للمدرسة هذه ورقتي شوفي درجتي ـ انك قد رصدتيها غلط ـ لكن لم تعرني اي انتباه هذه المدرسة وهذا ما جعلني احول الى القسم الادبي.
ولا يسعني هنا الا ان اتقدم بخالص الشكر والامتنان لكل من ذكرني في كتاباته ومؤلفاته واخص بالذكر: د.عادل عبدالمغني، د.خليفة الوقيان، د.سليمان الشطي، الاستاذة ليلى العثمان، الاستاذة ليلى محمد صالح، الاستاذ طالب الرفاعي وغيرهم.

من شخصيات التعليم بالكويت.. سيرة الأستاذ هاشم عبدالرحمن البدر القناعي
- بدأ الاستاذ هاشم عبدالرحمن القناعي حياته الدراسية بمدارس الكويت الاهلية لتحفيظ القرآن الكريم ومبادئ الكتابة والحساب، ثم اتجه الى تعلم اللغة الانجليزية مستفيدا من الكتب التي كانت توزعها الارسالية الاميركية في بداية عام 1920 تقريبا.
- واصل تعلمه الذاتي، اذ كان يرسل في طلب بعض كتب تعليم اللغة الانجليزية من الخارج مكرسا جل وقته ليلا ونهارا لنهل علومها حتى اصبح المرجع الوحيد لأصول وقواعد اللغة الانجليزية في الكويت في ذلك الوقت.
- في نهاية 1920 سافر الى الهند والتحق بإحدى المدارس المتخصصة في تعليم اللغة الانجليزية، ففي عام 1933 افتتح اول مدرسة خاصة لتعليم اللغة الانجليزية عرفت باسم المدرسة الاهلية وكان موقعها بالقرب من ساحة الصفاة، ثم انتقلت الى مكان آخر اسمه «البهيتة» وتقع في منطقة مرتفعة في نهاية سوق التجار من ناحية البحر، وكان الاستاذ هاشم البدر يقوم وحده بجميع المهام التعليمية والادارية، فهو المعلم والمحضر والمدير في آن واحد، وقد أدار المدرسة بكفاءة، كما طور المناهج وطرق التدريس بإدخال الآلة الكاتبة والمحاسبة ودروس الاستماع بواسطة الاسطوانات.
- ولأول مرة في تاريخ التعليم بالكويت وفي كثير من بلدان العالم تخصص للاستماع حصص في الجدول الدراسي، وحصص الاستماع في اللغة الانجليزية تعمل على تدريب الطالب على النطق الجيد والاداء الشفوي السليم.
- وعندما ادخلت الآلة الكاتبة والمحاسبة بدأ يزداد انضمام الطلاب الى مدرسة هاشم البدر لما لمسوه من الحاجة الماسة الى السوق المحلي، وكانت الدراسة صباحا ومساء، حيث يدفع الطالب اشتراكا شهريا روبيتين، كان الاستاذ هاشم البدر الى جانب تدريس اللغة الانجليزية كان يقوم بتدريس الخط والاختزال (Short Handwritings).
- ولقلة المدرسين المتخصصين في ذلك الوقت استدعاه المسؤولون في المدرسة المباركية للاستعانة بخبراته لتقديم دروس لطلبة المستوى التجاري بالمدرسة، وكذلك تدريس اللغة الانجليزية.
- وخريجو مدرسة الاستاذ هاشم البدر عملوا عند التجار وفي المصارف وشركة النفط، وتقلدوا مناصب قيادية في الدولة يدينون له بالفضل حيث اوصلهم لهذه المراكز المهمة، ومن ضمن تلاميذه:
المرحوم الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، سليمان الجارالله، عبدالرحمن سالم العتيقي، د.صالح العجيري، يوسف جاسم الحجي، محمد صالح الحميضي، سليمان المشعان، شيخان الفارسي، عقاب محمد الخطيب، د.أحمد محمد الخطيب، سعود الخرجي، د.داود مساعد الصالح، جاسم محمد القطامي، جاسم عبدالله محمد العبدالله، محمد الفرحان، عبدالله الفرحان، عبدالعزيز الصرعاوي، سعيد يعقوب شماس، جعفر حبيب الطاهر، محمد المحميد، ابراهيم عبدالله الفهد، علي حسين الحرز، عبدالعزيز السميط، فهد عبدالله النفيسي، جاسم المنيس، احمد العامر، حيدر بن نخي، عبدالمطلب الكاظمي، عبدالمطلب سيد رجب الرفاعي، خالد عيسى الصالح، حمد مساعد الصالح، فيصل سالم المطوع، عبدالله عبداللطيف المطوع، خالد جعفر، عبدالرحمن عبدالإله القناعي، عبدالله بدر يوسف البدر، احمد مشاري العدواني، عيسى عبدالمنعم، عيسى اليوسفي، خالد النصرالله، اسماعيل قمبر، حمد الرجيب، زيد عبدالله الزيد، اسماعيل العوضي، راشد بورسلي، يوسف بورسلي، يعقوب النفيسي، يوسف ابراهيم الغانم، عبدالله راشد علي الدعيج، عبدالرحمن الرويح وأولاد جاشنمال، وكثيرون لا تحضرني اسماؤهم، الله يرحم المتوفين ويطول اعمار الموجودين.
- والى جانب ريادة الوالد الاستاذ هاشم البدر في مجال تعليم اللغة الانجليزية كان رائدا في مجال الصناعة، اذ يعد اول من انشأ مصنعا لصناعة الصابون بالكويت وكان ذلك عام 1935، وكان المصنع صغيرا والكمية التي ينتجها نحو 20 كيلو غراما.
- ونظرا لنشوب الحرب العالمية الثانية فقد انقطعت مصادر الصابون الذي كان يستورد من الخارج مما ادى الى ازدياد الطلب على الصابون المصنع محليا مما جعل الوالد الاستاذ هاشم البدر يضاعف الانتاج لدرجة انه قام بتصدير مما زاد على الاستهلاك المحلي الى بلدان الخليج مثل: البحرين والسعودية ودبي، وقلة المياه العذبة في الكويت جعلته يبتكر نوعا من الصابون يحدث رغوة في الماء المالح وهو «الماء الخريج» حسب تسميته بالكويت.
- ونظرا لظروف الحرب العالمية الثانية وما صاحبها من انقطاع احدى المواد الاساسية في صناعة الصابون وهي مادة الصودا الكاوية، ولكي يسد النقص في هذه المادة قام باستخراج الصودا الكاوية من الصخور الصحراوية وتسمى «الهردك»، اذ كان البدو يجلبون هذه المادة لبيعها للعطارين، وقد كانت زوجته المرحومة مريم عبدالإله القناعي هي الساعد الايمن له في صناعة الصابون.
- ولكون الوالد الاستاذ هاشم عبدالرحمن البدر اول كويتي يفتتح مدرسة لتدريس اللغة الانجليزية واول كويتي ينشئ مصنعا لصناعة الصابون، كانت مراسلاته التجارية من 1930 ـ 1940 قد وصلت اسواق اليابان وسنغافورا والملايو واستراليا بالاضافة الى العديد من الدول الاوروبية، ونظرا لاهتمامات د.عادل محمد عبدالمغني بجوانب التراث الكويتي فقد اشترى من مغلفات الرسائل من اسواق لندن (Old Airmail Cover) ويظهر في اعلاها اسم مرسلها الاستاذ هاشم البدر، وتأتي اهميتها التاريخية حسبما تفضل د.عادل عبدالمغني نتيجة أنها صادرة من الكويت وعليها اختام الكويت.
- انتقل الوالد الاستاذ هاشم عبدالرحمن البدر الى جوار ربه في 5 فبراير 1961 وكان عمره 63 عاما بعد ان ادى رسالته في تعليم ابناء الكويت على الوجه الأكمل، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
ويا حبذا لو ان وزارة التربية تطور مادة التاريخ في المرحلة الثانوية بإضافة نبذة عن سير الشخصيات من الآباء والامهات والاجداد.
وان تكون هناك مدارس تحمل اسماءهم.. وخصوصا من له علاقة بالتعليم والتربية.
الأستاذة ضياء هاشم البدر
الموجهة الأولى للغة الانجليزية بوزارة التربية
(متقاعدة)





ضياء هاشم البدر





ضياء البدر مع أعضاء وفد جمعية المعلمين المسافر إلى القاهرة





هاشم عبدالرحمن البدر





شهادة الدراسة الابتدائية لضياء البدر


جريدة الأنباء - 1/1/2010

__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-01-2011, 06:50 AM
جبل واره جبل واره غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الكويت
المشاركات: 96
افتراضي

مربيه فاضله من عائلة كويتيه عريقه اسهمت ايما اسهام في تاريخ البلد.

نسأل الله لها طول العمر .. و شكراً على النقل اخ IE
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بلدية البحرين أوصت بإنشاء بلدية الكويت - القبس AHMAD المعلومات العامة 3 31-05-2010 07:31 AM
أول كويتية تحصل على رخصة قيادة للرافعات الشوكية - مريم المطيري جون الكويت المعلومات العامة 1 24-11-2009 06:23 AM
صور لمطار الكويت في 1985 الجامع الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 8 05-11-2009 02:56 AM
مسابقه أولى ولدالشامي القسم العام 6 31-07-2009 01:34 AM
يوسف عبد المحسن البدر وآل البدر في الكويت ونجد - فرحان الفرحان IE الشخصيات الكويتية 0 01-08-2008 10:51 PM


الساعة الآن 07:46 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت