راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 18-06-2009, 02:59 AM
الصورة الرمزية سعدون باشا
سعدون باشا سعدون باشا غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 788
افتراضي أبو حردبة ومالك بن الريب

أبو حردبة ومالك بن الريب
أكبر لصين في العصر القديم عرفتهما الكويت حتى حفر الباطن

إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
كنت أتتبع «التكملة والذيل والصلة في اللغة العربية»
للحسن الصاغاني على الصحاح للجوهري
وذلك اثر ما اشتريت من معرض الكتاب التكملة
والذيل والصلة لمرتضى الزبيدي على القاموس في اللغة للفيروزآبادي في تكملة الصاغاني
توقفت في الصفحة 100ـ الجزء الاول عند كلمة (حردب)
واثارت انتباهي

فيقول الصاغاني (الحردبة) هي خفة ونزق، وابو حردبة احد اللصوص المشهورين.

قال الراجز:
الله نجاك من القصيم
وبطن فلج من بني تميم
ومن غويت فاتح العكوم
ومن أبي حردبة الأثيم
ومالك سيفه المسوم

وذكر الصاغاني ابو حردبة احد اللصوص المشهورين، لكنه لم يعلق على مالك وسيفه المسموم، وعندما نذهب الى الزركلي

في كتابه «الاعلام» الجزء الخامس صفحة 261

نجد مالك هو مالك بن الريب الذي توفي سنة 60 للهجرة وهو مالك بن الريب بن صوط بن قرط المازني التميمي الشاعر المشهور، وقد اشتهر مثل زميله ابو حردبة بقطع الطرق والاستيلاء على مال الغير.

عندما كلف معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه سعيد بن عثمان ابن عفان على خراسان سنة 56

وكان سعيد متوجها بالطريق من الحجاز مارا بحفر الباطن حتى ايران اليوم وفي منطقة (الروضتين) اليوم «الرقمين» بالقديم، وهي منزل مالك بن الريب المازني والتي يقول فيها:

«فلله دري يوم اترك طائعا بني بأعلى الرقمتين وماليا»

راجع في ذلك «معجم البلدان» الجزء الثالث صفحة 58

الى ان يقول: وقال ابو منصور
«الرقمتان النكتتان السوداوان على عجزي الحمار وهما الجاعرتان»

كان يتواجد في المنطقة من حفر الباطن اليوم إلى الرقعي والسالمي حتى الجهراء فرع قبيلة بني تميم بني مازن الذين منهم مالك الريب.

وما دام في أرضه وبين جماعته فله الحق ان ينهب ويسلب، والأسلوب نفسه إلى عهد قريب فقد كانت القبائل تغير على بعضها بعضاً وتنهب وتستولي على أموال الآخرين ويعتبرون ذلك شجاعة ومفاخرة بانه بطل عندما يغير على شخص يزرع طول السنة.

ويأخذ محصوله من التمر أو القمح أو الغنم، وليستولي عليه ذلك الكسلان بسلاحه فيعتبر هذا بطلا شجاعا، وذلك جبانا، بئس لها من تعريف.

وهذا هو سبب تأخر الأمة عصوراً طويلة لأنهم يلتفتون إلى السلب والنهب ويتركون العمل.

هذا ما كان به مالك بن الريب فانه كان سيد الحنش، وكان يقطع الطريق بهذا الأسلوب يقضون على التجارة وعلى الإنتاج والتعامل والكل يستعد للدفاع عن نفسه من السلب والنهب.

كان سعيد بن عثمان بن عفان بعيد النظر عندما قيلت له قصص مالك بن الريب فطلبه اليه وهو متجه إلى خراسان، وعند المقابلة انّبه سعيد على هذا العمل اللصوصي
فقال مالك:
«انه الفقر والفاقه يا سيدي»

فقال له سعيد
«سآخذك معي وهناك ستجد رزقاً حلالاً ونعمة، خصوصا وانك شجاع ستؤدي دوراً مهماً في تلك البلاد التي ستذهب معي إليها»

وفي اثناء مرافقة سعيد فتح الله عليه بالإيمان والتنسك وظل في تلك البلاد النائية وهي مدينة مرو قريبة من حدود أفغانستان اليوم، ولما أحس بان صحته ابتدأت تتراجع وكان عنده احساس بان نهايته في هذه البلاد النائية البعيدة عن الأهل والخلان.

قام بصياغة ملحمته التاريخية شعراً، والتي يعزي نفسه بها ويرثي لحاله في هذه البلاد البعيدة، حيث لا أنيس ولا ونيس.

هذه القصيدة أو الملحمة التاريخية التي سجل بها ذكرياته ومواطن طفولته وتحركاته
وسجل اسماء المناطق التي مازالت الأماكن المعروفة إلى اليوم سواء في الكويت أو المملكة السعودية قبل (الغض) غض في الكويت وهو يرددها في أكثر من بيت والرقمتين حيث مساكن أهله وربعه وكذلك الشبيكة القريبة من الزبير اليوم وايضاً الرحى والرحية اليوم التي يقول فيها:

فياليت شعري هل تقبرت الرحى
رحى المثل أدامت بفلج كما هيا

كان هناك مثل سائر لمالك بن الريب:
العبد يقرع بالعصا
والحر يكفيه الوعيد

فقال يزيد بن مفرغ:
العبد يقرع بالعصا
والحر تكفيه الملامة

فقال الصلتان العهمي:
العبد يقرع بالعصا
والحر تكفيه الإشارة

وهنا يسرني أن ألحق هذه الملحمة الشعرية لمالك بن الريب في بلاد الغربة وهي فعلا بحق من يقرأها يتألم فهي ثمانية وخمسون بيتا وهي:

ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً
بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضى لم يقطع الرّكب عرضَه
وليتَ الغضى ماشي الركابَ لياليا
لقد كان في أهل الغضى لودنا الغضى
مزارٌ ولكن الغضى ليس دانيا
ألم ترني بعتُ الضلالةَ بالهدى
وأصبحت في جيش ابن عفّان غازيا!
وأصبحت في أرض الأعادي بعيد ما
أراني عن أرض الأعادي قاصيا
دعاني الهوى من أهل أود وصحبتي
بذي الطّبسين فالتفتُّ ورائيا
أجبتُ الهوى لما دعاني بزفرةٍ
تقنعت منها، أنْ ألام، ردائيا

أقول وقد حالت قُوى الكرْد دوننا:
جزى الله عمراً خير ما كان جازيا
إن الله يرجعني م.ن الغزو لا أرى
وإنْ قلّ مالي طالباً ما ورائيا

تقول ابنتي، لما رأتْ طول رحلتي:
س.فاركَ هذا تاركي لا أباليا
لعمري، لئن غالتْ خُراسانُ هامتي
لقد كنتُ عن بابيْ خراسان نائيا
فإن أنجُ من بابي خرسانا لا أعدْ
إليها، وإن منَّيتموني الأمانيا
فلله درّ.ي، يوم أترُك طائعا
بنيَّ بأعلى الرَّقمتين، وماليا
ودرُّ الظ.باء السانحات عشيةً
يخبرنَ، أني هالكٌ، منْ ورائيا
ودرُّ كبيرَي اللذين كلاهما
عليَّ شفيقٌ ناصحٌ لو نهانيا
ودرُّ الرجال الشاهدين تفتُّكي
بأمري ألا يقصروا من وَثاقيا
ودرّ الهوى من حيث يدعو صحابه
ودرّ لجاجاتي ودرّ انتهائيا
تذكَّرتَ من يبكي عليّ فلم أجدْ
سوى السيف. والرمح الرديني باكيا
وأشقرَ محبوك يجُرّ لجامه
إلى الماء لم يترك له الموتُ ساقيا
ولكن بأكناف السُّمينة ن.سوةٌ
عزيزٌ عليهن العشيّةَ مابيا
صريعٌ على أيدي الرجال بقفرة
يُسوُّون لحدي حيثُ حُمَّ قضائيا
ولمَّا تراءتْ عند مرْوَ منيتي
وخلّ بها جسمي وحانتْ وفاتيا
أقول لأصحابي: ارفعوني فإنه
يقَرُّ بعيني أنْ سهيلٌ بدا ل.يا
فياصاحبي رحلي، دنا الموتُ فانزلا
برابية، إني مقيمُ لياليا
أقيما عليَّ اليومَ أو بعضَ ليلةٍ
ولا تُعجلاني، قد تَبينَ شانيا
وقوما، إذا مااستُلّ روحي، فهيئا
لي السّدرَ والأكفانَ عند فَنائيا
وخُطا بأطراف الأسنَّة مَضجَعي
ورُدّا على عينيَّ فضلَ ردائيا
ولا تحسداني بارك الله فيكما
من الارض ذات العرض ان توسعاليا
خذاني فجراني ببردى اليكما
فقد كان قبل اليوم صعبا قياديا
وقد كنت عطّافا اذا الخيل ادبرت
سريعا الى الهيجا الى من دعانيا
وقد كنت صبارا على القرن في الوغى
وعن شتمي
ابن العم والجار وانيا
فطورا تراني في ظلال ونعمة
ويوما تراني والعتاق ركابيا
ويوما تراني في رحى مستديرة
تخرق اطراف الرماح ثيابيا
وقوما على بئر السمينة اسمعا

بها الغر والبيض والحسان الروانيا:
بانكما خلقتماني بقفرة
تهيل عليّ الريح فيها السوافيا
ولا تنسيا عهدي خليليّ بعدما
تقطّع اوصالي وتبلى عظاميا
ولن يعدم الوالون بثا يصيبهم
ولن يعدم الميراث مني المواليا
يقولون: لا تبعد، وهم يدفنونني
واين مكان البعد الا مكانيا
غداة غد يالهف نفسي على غد
اذا ادلجوا عني واصبحت ثاويا
واصبح مالي من طريف وتالد
لغيري وكان المال بالامس ماليا
فياليت شعري هل تغيرت الرحى
رحى المثل او امست بفلج كما هيا
اذ الحي حلوها جميعا
وانزلوا بها بقرا حم العيون سواجيا
وعين وقد كان الظلام يجنها
يسفن الخزامى مرة والاقاحيا
وهل اترك العيس العبالى بالضحى
بركبانها تعلو المتان الديافيا
اذا عُصبُ الركبان بين عنيزة
وبولان عاجوا المبقيات النواجيا
فياليت شعري، هل بكت ام مالك
كما كنت لو عالوا بنعيك باكيا!
اذا مت فاعنادي القبور فسلمي على الرمس
اسقيت السحاب الغواديا
على جدث قد جرت الريح فوقه
ترابا كسحق المرنباني هابيا
رهينة احجار وترب تضمنت
قراراتها مني العظام البواليا فيا صاحبي
إما عرضت فبلغن
بني مازن والريب ان لا تلاقيا
وعطل قلوصي في الركاب فانها
ستفلق اكبادا وتبكي بواكيا
وأبصرت نار المازنيات موهنا
بعلياء يثنى دونها الطرف وانيا
بعودي ألنجوج أضاء وقودها
مها في ظلال السدر حورا جوازيا
بعيد غريب الدار ثاو بقفرة
يد الدهر، معروفا بأن لا تدانيا
أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى
به من عيون المؤنسات مراعيا
وبالرمل منا نسوة لو شهدنني
بكين وفدّين الطبيب المداويا
وما كان عهد الرمل عندي وأهله ذميما
ولا ودعت بالرمل قاليا
فمنهن أمي وابنتاها وخالتي
وباكية أخرى تهيج البواكيا


أخيرا فهذا هو
مالك بن الريب الشاعر اللص النهاب الذي انتهى ناسكا متعبدا.

واستشهد في المعارك على سفوح جبال مرو في آخر حدود إيران اليوم.

مالك بن الريب الذي تواجد وعاش مع عائلته وقبيلته بني مازن في ارض الكويت حتى أنهم احتلوا سفوان في المعارك التاريخية.

يقول في كتاب «معجم ما استعجم» للبكري الجزء الثالث صفحة 740

قال الشرقي بن القطامي:
التقت عليه القبيلتان على سفوان
والقبيلتان هما بنو تميم منهم بنو مازن وبنو شيبان من بكر بن وائل

فقال الوداك بن ثميل المازني:
رويدا بني شيبان بعض وعديكم
تلاقوا غدا خيلي على سفوان

هذه النبذة التي ذكرها البكري في «معجم ما استعجم» تدل على تواجد بني مازن في الروضتين الرقمتين.

وهي على مقربة من سفوان، وبهذا توجه بنو مازن لاحتلال هذه المنطقة لان فيها مياها عذبة وأسواقا، وتسهل لهم تنقلهم وسيطرتهم على هذه المنطقة.

لهذا لم يكن مالك بن الريب عندما دنا أجله أن ينسى بني عشيرته وقومه وأترابه والمنطقة التي تربى فيها، بل ولد فيها.

لهذا جاءت ملحمة محزنة ومؤلمة، وهو يودع الدنيا لا قريب ولا حبيب.
وهو يقول في آخر هذه الملحمة:
فمنهن أمي وابنتاها وخالتي
وباكية أخرى تهيج البواكيا

أقول فعلا إنها قصة وملحمة، بل تنقلك إلى التاريخ البعيد إلى الأهل والخلان، لهذا سجلناها ورسمناها في هذا البحث.



جريدة القبس 27/3/2009
__________________
<img src=http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/127526942620100531.jpg border=0 alt= />
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:12 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت