راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #11  
قديم 02-11-2008, 10:12 PM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

تذكرت الآن أمراً ...أورطنا فيه الشاعر صقر شبيب

أنه في لحظة من لحظات الصدق مع الذات .. وفي بيت من أبيات شعره الصريحة .. أثناء مكاشفته لما في النفس من أسرار: اعترف باعتراف خطير !

اعترافٌ ينسف قدراً لا بأس به من مصداقية قصائده المدحية.

حيث صرّح بأنه ربما امتدح الناس بدوافع الحاجة والضرورة استجداءً لما في أيديهم ، وطلباً لما عندهم من خير .. ولا تثريب عليه في ذلك .. فللضرورة أحكامها
وكيف لرجل ضرير لا يحسن صنعة سوى التدريس والأدب خصوصاً [والأدب صنعة المفاليس كما يقولون، ما توكّل عيش] .. كيف لمثل هذا أن يعتاش من غير مساعدة أهل الخير.
لا لوم على السائل المحتاج .. حين يسأل

لكن الحيرة التي تركنا فيها الشاعر ولم يحسم مادتها .. أنه قد مدح أناساً لا يستحقون المدح .. مدحهم لا لشيء وإنما ليعيش فقط .. فكانت أمداحه لهم عرضاً زائلاً .. وسراباً كاذباً لا حقيقة له !؟

فمن هم ؟ وما مقدار عددهم في موروثه الشعري ؟ هذا ما لا نعرف جواباً له!

أنا أثير هذه الأسئلة اعتماداً على التذوق الأدبي (المحض) لما بين أيدينا من نصوص صقر الشعرية .. وهي طريقة منهجية في دراسة سير الشخصيات ومعرفة تواريخهم.
كما فعل اللغوي الجهبذ محمود شاكر في تحليله شخصية المتنبي في كتابه الشهير.

ونعود بسؤال مهم: أين ما أذكره من تحليلات شعر صقر ؟
ج/ في قوله عن نفسه التي تمنح الممدوحين من أفضل القول وأطيبه .. ولكن:

فتمنحه مدائحها اللواتي ** تعزُّ على الفرزدق أو جريرِ
فيجزيني على شعري شعيراً ** ولستُ من البغال أو الحميرِ !

هذه أبياته تنزف بآلامها
فما أرخص صنعة الأدب .. في أسواق الدنانير والذهب .
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ


التعديل الأخير تم بواسطة الأديب ; 02-11-2008 الساعة 10:22 PM.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 05-11-2008, 10:16 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

أكره أن أخرج بمشاركتي عن موضوع (ديوان صقر الشبيب).. لكن لابد مما له بدُّ.

فبعد البحث السريع في ديوان الشيخ ابن سحمان .. وجدت ما كنت تسأل عنه أخي (مسلم1).

إنه مجرد تشابه في الأسماء ليس أكثر .. فإن خصم ابن سحمان هو (يوسف بن شبيب) ولا أعرف هذه الشخصية .. التي يبدو عليها من خلال القصيدة الآتية-ادعاء الانتساب لشيء من العلم الديني.


ومن سياق الأبيات يظهر أن يوسف من ابتدأ السجال الشعري؛ فقد (تحرش) هجا ابن سحمان بأبيات من بحر الطويل .. فانهال عليه الثاني بسيل من الهجاء المقذع، بتضمين أبيات الأول في قصيدته المسماة "هجمة المتطاول"، ثم فندها بيتاً بيتاًً.

وفيما يلي عرض لأشعار الطرفين والمستفاد منها:


يقول يوسف بن شبيب الكويتي لابن سحمان:

ترشّحتَ للعلم الشريف مفاخراً ** ولست بذي علم عليك دلائلُهْ

دهتك الدواهي يابن سحمان كلها ** جزاء المقال السوء إذ أنت قائلُهْ

تسيء ظنوناً بالشبيبي وصهره ** وكل إمام بان فينا فضائلهْ

وليس بما قد قلت يا شرَّ واهمٍ ** ولكنَّ سوء الفهم تبدو عواضلهْ

وما أنت إلا شاعر ذو قصائد ** فدع عنك في الأحكام ما أنت جاهلهْ

ولازم لـلا أدري لا تكرهنَّها ** ولا تتبع ظناً تصبك غوائلهْ

وهذا قليل في الجواب عجالة ** وسوف ترى ما لا تطيق تحاولهْ

أيجوز ظن السوء بالمسلم الذي ** يقول مقالا تستبين محاملهْ


وهنا لنا ملاحظات كاشفة للالتباس:

1- أنه نظراً لركاكة هذه الأبيات وبساطة تركيبها.. فإننا نقطع يقيناً بنفي نسبتها عن صقر، فالنَفَس الأدبي فيها ضحلٌ ...ولا يليق بخزينة المفردات اللغوية الغنية والدسمة التي تعودناها عند معري الكويت.
فصقر إذا حلّق بك شعره؛ علا بك وسما.

2- أن الأبيات تضمنت طرفاً ثالثاً .. هو صهر الشبيبي [أحد أطراف المنازعة]، ممن يحسن المساجلات الشعرية، وهذا غير وارد في حق شاعرنا صقر ! فليس عنده مثل هذا الصهر !

3- أن الشاعر يبدو من عباراته دعوى التفقه الديني.. حيث نصح ابن سحمان بأن يدع عنه الأحكام (الحلال والحرام) ورماه بجهلها .. ومعلوم أن شاعرنا صقراً لم يكن متفقاً لهذه الدرجة، وهو لم يستكمل دراسته الفقهية بالأحساء .. فمن المستبعد جداً: أن يخاطب خصومه وكأنه شيخ من شيوخ الفقه.

وإلا لفعلها مع خصومه الكويتيين ، ولم يفعل !

4- وأقول تخمينا اجتهادياً: لعل لهذا الرجل صلةٌ بـ(بر فارس) .. ستظهر من خلال معرفة صهره المشار إليه أعلاه؛ من خلال أبيات ابن سحمان.
هذا على تقدير أن الطبعة التي عندي خالية من التحريف والتصحيف.

والفائدة من هذه الجزئية هي طرح الفرضية –التي أطلقها العضو مسلم1- القائلة إنهما رجل واحد .. وأن صقراً هو المقصود بالهجاء من ابن سحمان.



- أما سليمان بن سحمان؛ فقد كانت إجابته على المعتاد قوية وقاسية ومسهبة بنفس البحر والقافية... وفي الحقيقة لا يبدو لي أن المساجلة بينهما كانت متكافئة في القدرات والقوى الفردية!

فابن سحمان شاعر مطبوع متمرس .. متخصص في الردود الشعرية على خصومه (حامل للحزام الأسود) في ميدان إنكار العقائد الفاسدة والبدع والمحدثات المنكرة.
وله حماسة شديدة في الدفاع عن آراء شيوخه النجديين.

فما ظنكم أنه فاعل به ؟

قال ابن سحمان:
[الأبيات طويلة جدا تجاوزت 200 بيت!.. أختار منها]:


هجاء غبيٍّ جاهلٍ ذي حماقةِ ** توهّم أن الحق ما هو قائلهْ

وما ذاك بالدعوى يُنال وبالمنى ** ولكنه بالعلم تسمو فضائلُهْ

فأبدى قريضاً من سفاهة رأيه ** بهدم علاماتٍ أشادت أوائلهْ

وهمْطٍ وخرطٍ بالسباب وبالهجا ** على أنه الأحرى به وهو حاصلهْ

.................................................. ............

وقد كنت فيما مضى عنه معرضاً ** ولم أكترث يوماً بما هو قائلهْ

ولم أتعرّض للغبيِّ بسبةٍ ** وإن كان قد شاعت جهاراً قلاقلهْ

بنصرته من ليس للدين ناصراً ** وهل هو إلا مارج العقل ذاهلهْ

.................................................. ...........

وحرَّر هذا الهجو من أجل أنه ** تدوم له لذاتهُ ومآكلهْ

ولم أر إلا سبعةً من نظامه ** محققة قد حررتها أناملهْ

.................................................. ..........

أقول نعم؛ إني لبالشعر عارفٌ ** إذا شئتُ أن أهجو به من أناضلهْ

وأبذل في ذات الإله قصائدي ** وأردي بها من شاع في الدين باطله

.................................................. ...........

وقد أعجب الفدم الغبي بنفسه ** فظن سفاهاً أننا لا ننازله

وإن امرءاً يهدي القصائد نحونا ** لفي سكرة فيما يرى ويحاوله

كمستبضع تمراً لخيبر ضلةً ** وجهلاً بمن يهجوه ممن يقابله

.................................................. .........

وتحسن ظناً بالهويلي محمدٍ ** ومن كان بالبهتان ظلماً يماثله

.................................................. ........

وما الطعن في الأنساب من أمر ديننا ** فسل عنه أهل العلم إذ أنت جاهله

بلى إنه للجاهلية مذهبٌ ** فسرتَ على منهاج مَنْ ذاك باطله

وليس على عبدٍ تقيٍّ نقيصةٌ ** إذا حقق التقوى وبانت فضائله

وليس الهويلي يا جويهل لفظةٌ ** يعاب بها في دينه من تناضله

.................................................. .......

وأما الشبيبي فالذي قال واضحٌ ** وليس على حق فتبدو محامله

فقد قال ما قد قاله كل مبطل ** كداود إذ أبدى مقالا يماثله

كذاك ابن منصور وقد رد شيخنا ** ضلالات ما قالا كما أنت قائله

وقال به هذا الكويتيُّ جهرةً ** فسحقاً لمن تلك المخازي مناهله

.................................................. ........

وندفع أخبار السفيه يُوَيْسِفٍ ** وأشباهه من كل فدمٍ يماثله

.................................................. .......

فهلا أتى الحقَّ الصريحَ الذي له ** منارٌ وتبدو ساطعات مسائله

وسار على نهجٍ قويم من الهدى ** وأمَّ إلى عذبٍ تطامى مناهله

وخلَّى بنيات الطريق التي متى ** بها أمَّ لمتاً لامعات عساقله

ثوى في مواميها وزيزى حدابها ** ووافى بها ريب المنون يغاوله

..... الخ الابيات الطويلة


وآسف لنقل تلك المشاحنات الساخنة .. التي لابد من إيرادها لدفع الاشتباه بين "يوسف بن شبيب" و"صقر بن سالم بن شبيب" .. وأكرر اعتذاري لنقل هذا النوع من التراث ..

الله يسامحك يا مسلم1 .. ((أدخلتنا في سالفة ثانية ما لها تالي)) !



ملاحظاتي على الأبيات السحمانية:

1- كيلا يتوهم قارئ –عارف بالشعر- أن في أبياته المنقولة (إيطاءً) ما؛ فإن مقدار ما حذفته اختصاراً بين تلك الأبيات كثير جداً .. بما يدفع عن أبياته: وصفَ قبح الضرورة.

2- أن هناك أسماء عرضية لا علاقة مباشرة بأطراف الخصومة مثل: دواد (وهو ابن جرجيس العراقي) وابن منصور (وهو عثمان التميمي النجدي) .. فلداود كتابات مؤيدة لعبادة القبور والأضرحة إما بالاستغاثة أو الدعاء أو التوسل المفضي لذلك.
ويقصد بشيخه (صاحب كتاب المقامات؛ عبدالرحمن بن حسن آل شيخ)

3- أهم ما في الأبيات في نظري .. التصريح باسم (صهر يوسف) الذي غضب لأجله.. وهو (محمد الهولي) حيث ذكره بصيغة المصغر .. إما تحقيراً له أو تهكماً بآرائه [المتسببة بالنزاع].. وأوضح أنه لم يقصد الطعن في نسبه، وأن ذلك خارج عن محل النقاش .. لأن الطعن فيه من صفات الجاهلية.

هذا مؤشر دال بوضوح
على أن المردود عليه ذو صلة ببر فارس [على الأقل مصاهرة].. وأن "مسائل الأنساب" لها حساسية لدى المردود عليه .. اضطرت ابن سحمان أن يدفع عنه هذا التوهم وينفيه.. وأنه لو شتمه ديانة فإنه لن يطعن في نسبه أبداً.

كل هذا على افتراض أن الطبعة التي عندي من الديوان[ط 2، 1977] خالية من التحريفات والأغلاط المطبعية.


إن ملاحظة هذا كله يدل على افتراق هاتين الشخصيتين؛ الشاعر صقر بن شبيب الشمري .. الأديب الشهير، ومدّعي التفقه الكويتي يوسف بن شبيب.. الذي أصدق ما يقال فيه: إنه نكرة غير معروف التاريخ والسيرة.. ولا أظنه يستحق أن يمثّل الكويتيين أصلاً !
خلافاً لصقر الضارب بشهرته الأطناب



هذا ما سنح بالبال والخاطر ..والله المستعان
أخوكم/ الأديب
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ


التعديل الأخير تم بواسطة الأديب ; 08-11-2008 الساعة 02:00 PM.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 05-11-2008, 01:47 PM
مسلم 1 مسلم 1 غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 126
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم 1
  
قد لا يكون من الجيد الاعتماد على الذاكرة



خصوصا إذا خُشِي منها الخيانة !


لكن لعل ذلك أن يكون دافعا لمزيد من البحث


فأذكر أنني أطلعت على قصيدة تتضمن الرد على صقر الشبيب في بعض المسائل العلمية



وإن لم أكن واهما فهي لسليمان بن سحمان الخثعمي



أحسنت الأخ الأديب وأشكرك على المجهود الطيب


وبما أنك قد بدأت بالحديث عن الشخصية موضع الالتباس ( يوسف بن شبيب الكويتي) فلعلك أن تزيد الأمر توضيحا بمحاولة التعريف به في موضوع جديد إن شئت


وإخوانك أعضاء وزوار هذا المنتدى المبارك - إن شاء الله - في انتظار مما تتوصل إليه ..

تحياتي
__________________
قال تعالى: " وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"

التعديل الأخير تم بواسطة مسلم 1 ; 05-11-2008 الساعة 01:54 PM.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 22-05-2009, 10:27 PM
الأصيلة الأصيلة غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: Kuwait
المشاركات: 231
افتراضي صقر الشبيب


صقر الشبيب

( 1314 - 1383 هـ)
( 1896 - 1963 م)


سيرة الشاعر:

۞ صقر بن سالم بن شبيب الشمري
۞ ولد في الكويت (العاصمة) وفيها توفي
۞ فقد بصره وهو في السابعة من عمره (وقيل في التاسعة من عمره)
۞ قضى حياته في الكويت غير مدة قضاها في الإحساء (المملكة العربية السعودية)
۞ تلقى تعليمه الأولي عند المطوع (في الكتّاب)، ثم سافر إلى الإحساء لدراسة العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، وهناك انتقد أساليب التعليم فعاد إلى وطنه
۞ درس ألفية ابن مالك (في النحو) على الشيخ عبدالله الخلف الدحيان - أحد كبار العلماء في الكويت في عصره
۞ اشتغل واعظًا في مسجد المحلة
۞ كان على علاقة مميزة مع عبدالعزيز الرشيد و الشيخ عبدالله السالم الصباح وأحمد البشر الرومي
۞ انزوى على نفسه بسبب رفض المجتمع لأفكاره، وقد اتهم بالكفر والإلحاد بسبب تسفيه رجال الدين، وكان من بين ثلاثة شعراء اتهموا بالكفر وهم فهد العسكر وعبدالمحسن الرشيد


الإنتاج الشعري:

له ديوان: «صقر الشبيب» جمعه وقدم له أحمد البشر الرومي، راجعه ورتبه عبدالستار أحمد فراج - مكتبة الأمل - الكويت 1969، و«عقود الجمان في مدائح آل شملان» - ديوان مخطوط بحوزة سيف مرزوق الشملان.
شاعر يظهر في شعره أثر التوليد الذهني في تفريع المعاني، وقد تأثر بنهضة الكويت الحديثة كما أثر فيها إذ صور شعره كثيرًا من مظاهر الحياة الاجتماعية، فكان خطوة اقتراب من الواقع اليومي سبق بها غيره، كما كان خطوة مهمة في الانتقال بلغة الشعر (الكويتي) من العامية (الشعر النبطي) إلى العربية الفصحى.
كان مكفوف البصر، لقب بشاعر الكويت، ودعاه الشاعر خالد الفرج: معري الكويت وبشارها.


مصادر الدراسة:

1 - أحمد محمد عبدالله العلي: شعر صقر الشبيب - دراسة وتحليل - شركة ذات السلاسل - الكويت 1986.
2 - خالد سعود الزيد: أدباء الكويت في قرنين (جـ1) - المطبعة العصرية - الكويت 1967.
3 - عبدالعزيز الرشيد: تاريخ الكويت - دار مكتبة الحياة - بيروت 1971.
4 - عواطف العذبي الصباح: الشعر الكويتي الحديث - جامعة الكويت - 1970.

مراجع للاستزادة:
1 - عبدالله خالـد الحاتم: من هنا بدأت الكويت - المطبعة العمومية - دمشق (د.ت).
2 - عبداللـه زكـريا الأنصاري: صقـر الشبيب وفلسفـتـه فـي الحياة - الكويت 1975.
3 - فاضل خلف: دراسات كويتية - المطبعة العصرية - الكويت 1981.
4 - مشاري عبدالله السجاري: الشعر الحديث في الكويت إلى سنة 1950 - وكالة المطبوعات - الكويت 1978.


عناوين القصائد:

(1) من قصيدة: لهفى على الفصحى
(2) لزوم البيت
(3) اعتذار
(4) هل أبصرتَ ذلاّ في الصقور؟
(5) دعوة إلى الإحسان

قصائده :

من قصيدة: لهفى على الفصحى

ما زلت أسمع لحنَ ذا اللَّحَّانِ ... حتى لكدتُ أذوب من أشجاني
لم يُلْقِ من بيتٍ على طلابه ... إلا وشان البيتَ بالألحان
تدريسه الفصحى العزيزة جانبًا ... مما يُعرِّض عِزّها لهوان
خَدَعتْ بني قومي شهادتُه التي ... شهدتْ له بالعلم والعرفان
وإذا بإصغائي إلى تدريسه ... يعزو شهادته إلى البطلان
إن لم يكن نال الشهادة ذا الفتى ... زورًا فآفتُه من النسيان
وعلى كِلا الأمرين ليس بصالحٍ ... لسوى تتلمذه الجديد الثاني
فلينصرفْ من حيث جاء فلم يزل ... منه التعلّمُ بعدُ في الإمكان
إنْ تعْلُ صبيانَ المدارس سنُّهُ ... فالجهلُ يدنيه من الصبيان
لهفي على الفصحى يدرِّسها امرؤٌ ... تدريسه ضربٌ من الهذيان
وعلى تلاميذٍ نُحِبّ ثباتَها ... منهم مدى الأعمار في الأذهان
يا قومِ إن لم تُبْدِلوه بمحسنٍ ... تعليمَه الأبناءَ ذي إتقان
عظُمَتْ ندامتكم على تفريطكم ... وعلى التساهل مُعْقِبِ الخُسران
إنا لنأمل في بنينا أن يُرَوا ... وهُمُ من الفصحى بخير مكان
كي يُظهروا من حسنها وجمالها ... ما أضمرَتْهُ حوادثُ الأزمان
ويقومَ كلٌّ منهُمُ بنصيبهِ ... من بثّها ما اسطاع في الإخوان
حتى يَتِمَّ ظهورها فظهورها ... صِلَةٌ لقاصي قومنا بالدَّاني
الوحدةُ الكبرى التي تحقيقها ... ما زال حتى اليومِ وهْو أماني
لغةُ الجدود أهمُّ ما يدنو به ... ويُرَدُّ غائب وجهه لعيان
فعلامَ نتركها لذي جهلٍ غدت ... منه تُكابد شِقْوةً وتعاني؟
أَوَ ما علمتم أنها ما بيننا ... تُمسي وتضحي وهْي خير لسان
لم ندرِ لو لم نسعَ نحو حديثها ... ما مَجدُ يعربَ أو عُلا عدنان؟


لزوم البيت

لزومُ البيت للأعمى سبيلُ ... إلى راحاته، وإلى السلامهْ
فلا يسرحْ ضريرٌ من ذَرَاهُ ... فغاية مسرح الأعمى ندامه
يصادفه فَيَقْعصُهُ حمارٌ ... عليه مثلُه بادي الفَدامه
وكم تَنغطُّ رجلاه بروثٍ ... على الطرقات ملقًى، أو قِمامه
وكم ماءٍ مُراقٍ كُلُّ أعمى ... يصادف فيه - إن يعثرْ - حِمامه
يُسحسحه على المنهاج وَغْدٌ ... عليه من غباوته علامه
له رأسٌ ولكنْ ليس فيه ... مرورٌ للحِجا بلَْه الإقامه
يُقلِّبه خليَّا من نُهاه ... خفيفُ الوزن تَرجَحُه القُلامه
ولكن فيه للعميان شرٌّ ... دوامًا تشتكي العُمْيُ اضطرامه
إذا هبّت عليه ريحُ نصحٍ ... فلا يأمنْ مثيروها احتدامه
فلا ظفرتْ يمينُ أبي شُعيثٍ ... بخيرٍ يرتجيه ولا كرامه


اعتذار

أودّ بأني لا أفارق مجلسًا ... أراه لسيفِ المجد منك اغتدى جَفْنا
وما ليَ لا أهوى دنُوِّي إلى الذي ... دنوّي إليه مُكسِبي الفضلَ والمنَّا
ولكنْ عَمَى العينين ما زال مُلزِمًا ... أخاه - وإنْ لم يرضَ - من بيته سِجنا
أعُدُّ ازدياري هالةً أنت بدرها ... مراقي تعلِّيني إلى الشرف الأسنى
فما كان من رأيي فراقُ محلَّةٍ ... تُعيد فِصاحًا لُسْنَ مَفخريَ اللُّكنا
ولكنه رأيُ العَماء وأهله ... إلى رأيه بالكُرْه آراؤهم تُثنى
ولولا عمى شيخ المعرّةِ لم يكن ... لمسكنه حتى قضى نَحْبَه رَهْنا
سَميِّي أقلُّ الطير لُبْثًا بوكْنِهِ ... ولو ذهبتْ عيناه ما فارق الوكنا
يَغُلُّ عماه ما له من عزائمٍ ... ويملأ بعد اليأس أحشاءه جُبنا
تعيث الحبارى في حماه مُهينةً ... كأنْ لم تكن تخشى مخالبه الحُجْنا
ولولا عماه لم يَفُتْه افتراسُها ... وإن هي لم تقرب له مرةً مَغْنى
تذلّ له قبل العمى الطيرُ كلها ... وبعد العمى ليست تُقيم له وزنا
فيمكث حول الوكر حتى تناله ... يدُ الموت يشكو الذلّ والجوع والغَبْنا
وإن أدركَتْهُ رحمة الله قيَّضتْ ... له راحمًا من نوعه يفعل الحسنى
فتلقاه يغدو أو يروح تعطّفًا ... يشاطره عَجْفَى المآكل والسَّمْنى
وقد يُؤثِر الصقرُ الرحيم بقوتِه ... إذا كان لا يكفيهما - ذلك الخِدْنا
يهون عليه أن يجوع إذا رأى ... صُويحبَه المنكوب قد ملأ البطنا


هل أبصرتَ ذلاّ في الصقور؟

وكم لي في الكويت أولو عداءٍ ... بلا ذنبٍ صغيرٍ أو كبيرِ
سوى أني صريح القول حرٌّ ... يُترجم مِقْوَلي ما في ضميري
ولـمّا لم أجد في الناس حُرّاً ... يُعين على ملمّات الأمور
نبذت الناس ظهريّاً ورائي ... وناديت المنون ألا فزُوري
فمثلي ما له في العيش خيرٌ ... وهل في العيش خيرٌ للفقير؟
أخاف إذا بقيت تذلّ نفسي ... على طمعٍ لذي مالٍ كثير
فتمنحه مدائحَها اللواتي ... تعــزّ على الفرزدق أو جرير
فيَجزيني على شِعري شَعيرًا ... ولست من البغال أو الحمير
ولكني - كما سُمِّيتُ - صقرٌ ... وهل أبصرتَ ذلاً في الصقور؟


دعوة إلى الإحسان

يا من له جِدَةٌ عن حاجةٍ فَضَلَتْ ... ألا تغيثُ بشيءٍ شاكيَ العَوَزِ؟
وخيرُ مال الفتى ما راح ينفقه ... على الضعاف من الأيتام والعُجُز
من حاز مالاً ولم يحسنْ فذاك فتًى ... من ماله ما خلا مَشقاه لم يحز
لو رُزْتَ بخلك والإحسان مختبرًا ... بالعقل لم تَكُ إلا محسنًا فَرُز
فالعقلُ يخبر أن المال في يد من ... يحويه تخليده الموموق لم يَجُز
وأن كُلاً سيُجزَى حسبَ ما عملت ... يداه إن لم يكن ممن مضى وجُزِي
لم يعطكَ العقلَ مُعطيه لتهملَه ... فَاسْتَهْدِهِ واتَّبعْ إرشاده تَفُز
يا مُخْصبَ المال حتمًا أنت منتقلٌ ... عنها إلى جدث أو حالةٍ جُرُز
فلو شركْتَ بخِصْب المال مُجدبَها ... لم تعْدُ خطّةَ ذي حزمٍ ولم تَجُز
كم مكثرٍ لَـحِزٍ أودَى وثروتُهُ ... كانت لأعدائه كم مُكثرٍ لحِزٍ!
وكم كَنوزٍ من الأحياء فاجأه ... خطْبٌ فأبعده عن كل مكتنز!
فصار بعد امتلاك الدرِّ يغبط مَنْ ... يراه يملك منزورًا من الخرز
وبعد ما كان للديباج مفترشًا ... يودّ لو نال منسوجًا من الجِزَز
عِظاتُ دهرك هاتا قالها علنًا ... والدهرُ ليس بذي همسٍ ولا ضَمَز
وربما كنتَ إحداها فلست بما ... ملكتَ من صرفه الضاري بمحتَجَز


المصدر:
معجم البابطين + موسوعة ويكيبيديا
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 25-05-2009, 11:19 PM
الأصيلة الأصيلة غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: Kuwait
المشاركات: 231
افتراضي

من قصائد الشاعر : صقر الشبيب

لحكمه اتينا الدنيا

ليسَ في الأرضِ من طريقٍ يُؤدي … سالكيه أو بعضَهمْ للسعاده
فلها اسمٌ بينَ الأنامِ شهيدٌ ... ومُسمَّاهُ مُستَحيلُ الشَّهادَه
ما رأينا إلا شَقاءً عتيدًا ... لبني الأرضِ كُلِّهِمْ أو عَتَادَه
وعلى العلمِ بالشَّقَاء ترانا ... نتمنَّى منَ البنينَ الزِّياده
أمُحِبٌ أولادَه الوالدُ المسـ ... ـكينُ أَمْ كانَ مُبغِضًا أولادَه
إنْ يكُنْ والدُ البنينَ مُحبًّا ... فلماذا قد فكَّ بابَ الولادَه
وهو بابٌ مُذْ مرَّ منهُ إلى الدُّنـ ... ـيا تمنَّى في وجهه إيصادَه
أفيَرضى المُحبُّ أن ينظرَ المحـ ... ـبوبَ يشكُو من الشَّقاء اشتدادَه
أو يَكُن حاقدًا يُريد انتقامًا ... فسلُوهُ ماذا نَمَا أحقادَه
إنَّما يحقِدُ الحقودُ على مَنْ ... قَدْ رآهُمْ بينَ الوَرَى أَضْدَادَه
وَبَنُوهُ في عالمِ الغيبِ لم يأ ... تُوا بأمرٍ يَسُوءُ منه فُؤادَه
وإذًا ليسَ عن هوى أو لبُغضٍ ... رامَ ذُو النّسلِ نَسلَهُ وأرادَه
بل لأمرٍ أرادَهُ اللهُ تَمَّتْ ... مِن بَنِيه إلى الوُجُودِ الوفادَه
وإذا ما ارَادَ ربُّكَ أمرًا ... بدأ الأمرَ قادرًا وأعادَه
أوجدَ الوالدَ القديمَ لسِرّ ...ٍ سابغِ الكَتْمِ يقتضي إيجَادَه
فأتى الوالدُ القَديمُ إلى الدُّنـ ... ـيا اضطرارًا كما أَتَتْها الجرَادَه
ثُمَّ أغراهُ بالتناسلُ إغرا ... ءً إليه أَلْقَى اضطراراً قياده
فَتَلَقَّى الوُجودُ مِنا مسوقًا ... فمَسُوقًا كما تلَقَّى جماده
وتلقَّى أعلى الحَيَاوينِ والأدْ ... نى وأزهارَ نَبتهِ وقَتَادَه
فترانا نحيا ونَهلِكُ مِثلَ الز ...ْ زَرعِ لاقى من بَاذِريه حصَادَه
بَذَرُوهُ ولم يَشَأْ ثُم قاموا ... بحصادٍ - وما اشتهاهُ - أبَادَه
وأَرَانَا مُنذُ الولادةِ حتّى الـ ... ـمَوتِ في لا إرَادَةٍ أندَادَه
لو مَلَكتُ التَّصَرُّفَ الحُرَّ لم أخـ ... ضَعْ لطبعي وقد عَلِمتُ فسَادَه
لا ولا مِلتُ عن طريقِ حِجَائي ... بعدَ عِلمِي صَلاحَهُ ورَشَادَه
ليسَ لي مِنْ إرادَةٍ في مقالٍ ... قِيلَ عنِّي أساءهُ أو أجَادَه
ما أرَاهُ مؤَهِّلي لثَنَاءٍ ... تقتضيه لِمَن أجادَ العادَه
أو أراهُ مُبرِّرًا لانتقادي ... من مُمِرٍّ لَمنْ أساءَ انتِقادَه
وكَقَولي جميعُ فِعلي فما تَمْـ ... ـلِكُ كفِّي انحلالَه وانعقادَه
إنّما كانتِ الإرادةُ للمُو ... دِعِ - ماشاءَ - من طِباعٍ عبَادَه
فإلى طبعِهِ المُركَّبِ فيهِ ... اعْزُ إسرَافَ مُسرفٍ واقتصادَه
لا يُطيقُ المخلُوقُ تبديلَ طَبعٍ ... بسواهُ وإن أطال جِهادَه
قسوَةُ الصَّخرِ لم تُعِدْها لِيَانًا ... لَطَمَاتُ الأموَاجِ منْهُ صِلاَده
لا ولا الصَّخرُ قد ثنى ليَّنَ الماء ... قسيّاً وقد أدامَ جلادَه
كانَ هذا لحِكْمةٍ واكتناهُ الـ ... كُنهِ منها أَعيَا الحِجَى واجتهادَه
ذاك مالا أَحُولُ عَنهُ اعتقادًا ...تاركاً كُلَّ ناظرٍ واعتقادَ ه

التعديل الأخير تم بواسطة الأصيلة ; 25-05-2009 الساعة 11:25 PM.
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 28-05-2009, 02:53 PM
عبدالله الجسار عبدالله الجسار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 59
افتراضي

سلمت أختي الكريمة على هذه النبذة و الأشعار

و كأني علمت أن مؤسسة البابطين اعادت اخراج ديوان الشاعر بتحقيق الشاعر الكبير ابراهيم الأسود
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 28-05-2009, 10:49 PM
الأصيلة الأصيلة غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: Kuwait
المشاركات: 231
افتراضي

أخي الكريم .. عبدالله الجسار

شاكرة لك مرورك واهتمامك ..

وفعلا لقد أعيد طباعة ديوان الشاعر (صقر الشبيب) بتحقيق الدكتور يعقوب الغنيم

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 28-05-2009, 11:22 PM
عبدالله الجسار عبدالله الجسار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 59
افتراضي

سلمت ايديكم على هذه الاطروحات التي تشجع القارئ على الكتابة
و حيث ليس لدي شيء اضيفه الا أن طبعة مؤسسة البابطين شابها شيء من النقص
وهو ان الذي دقق و راجع ديوان صقر الشبيب هو الشاعر الكبير ابراهيم الأسود
و لكن شاءت قدرة اكبر من قدرة ابراهيم الاسود فلم يعط حقه
والله المستعان
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 02-02-2011, 11:16 AM
فيصل الطواله فيصل الطواله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 1
افتراضي

السلاام عليكم ورحمه الله وبركاته
سبحان الله قد تكون هي الصدف كفيله بدخولي الى موقعكم
ولن أطيل فقط أحببت أن أدلي بشي ربما من باب معرفتي بأصحاب ذالك البيت العتيق
..
أردت أحاطت كل من يعنيه أمر ذالك الشاعر ((صقر بن سالم الشبيب الشمري))
بأن له أحفاد من أبنه الوحيد دهيمان بن صقر الشبيبي الذي توفى قبل فتره
وهم يقطنون في السعوديه - حفر الباطن- حي الطواله بيت ((دهيمان بن صقر بن سالم بن شبيب الأسلمي الشمري))
هذا كل مالدي
تحياتي لكم
ــــــــــــــــــــ



رد مع اقتباس
  #20  
قديم 02-02-2011, 07:18 PM
حمد حمد حمد حمد حمد حمد غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 125
افتراضي

السلام عليكم

اخي العزيز فيصل الطوالة المعروف ان لايوجد لصقر شبيب المزعل ذرية
لانة هو خال الوالد .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومة بخصوص نزوح الكويتيين من الصبية بحاجة الى تثبت كويتي111 تاريــــــخ الكـويت 9 28-03-2010 08:39 AM
الشاعر الراوي براك السبيت - عالم اليوم AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 2 08-01-2010 09:29 AM


الساعة الآن 10:45 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت