راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #41  
قديم 03-10-2008, 12:34 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

اللهم ارزقنا الصبر على ما نكره

ولا حول ولا قوة الا بالله
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

  #42  
قديم 09-11-2008, 09:34 AM
نونو نونو غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1
افتراضي بالراحه يابن سند

انا من احفاد الشيخ بن سند واسعى بأخذ بعض البيانات الخاصة بالشيخ عثمان بن سند لوضع اسمه على مدرسه او شارع من شوارع الكويت بدلا من ش فلسطين وش بغداد 0 وكون المرحوم كان اول علامه ومؤرخ كويتي 0 اعتقد هو جدير بالأحقيه
  #43  
قديم 17-11-2008, 03:37 PM
ابن سند ابن سند غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 21
افتراضي

يوجد فرع من عائله بن سند بالسعوديه كان في جزيره فيلكا وماراحو الزبير

فيا الاخ القرين هل راح تنفي نسبهم
  #44  
قديم 18-11-2008, 12:27 AM
القرين القرين غير متواجد حالياً
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 541
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سند
   يوجد فرع من عائله بن سند بالسعوديه كان في جزيره فيلكا وماراحو الزبير

فيا الاخ القرين هل راح تنفي نسبهم

1-لو تذكرهم لنا مشكورا تسلسل اسمهم لغاية عثمان بن سند.
2-لو تذكر لنا المنطقة المتواجدين فيها حاليا.
  #45  
قديم 18-11-2008, 04:32 AM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي

سِير أعلام الزبارة 1-2
ماجد العويناني * - 2 / 11 / 2007م - 9:33 م - العدد (37)


كتابة تراجم الشخصيات وتدوين أحوال الأعلام وسيرهم يعدُّ جزءاً مهماً من علم التاريخ، وقد صنفت فيه الكتب المختصرة والمطولة التي تصل إلى عشرات المجلدات حتى عرف بعض العلماء بانتسابهم إلى مؤلفاتهم -هذه- مثل الثعالبي الذي اشتهر بـ(صاحب يتيمة الدهر)، والسيد محمد باقر الخوانساري الذي عرف بأنه (صاحب روضات الجنات).
وهو فن قائم بنفسه مع تداخل كبير في العلم المتجذر منه، وأعني به علم التاريخ، حيث يستسقي كثيراً من قوانينه منه، وفي بعضها الآخر ينفرد عنه.
والممارس له -وهو المترجِم- بكسر الجيم- يبتلي بما يُبتلى به المؤرخ من سعة وضيق في حرية إبداء رأيه، ويفترض فيه مثله من الحيطة، وتطلب الموضوعية، وطول النفس في الصبر على البحث عن المعلومة التاريخية، ومعالجتها معالجة حيادية علمية الوضع مع بصيرة في فهم النفوس البشرية ودقة في تحليل وتفسير بعض المواقف للمترجم لهم.
وقد تنوعت الأهداف من كتابة التراجم، وهي -الأهداف- الأساس في تحديد مساحة وحجم الكتاب الذي ألف في هذا المجال من حيث الضخامة والضآلة، فهناك كتب قد خصصها أصحابها لتراجم العلماء، وبعضها وضعت لكتابة حياة الأدباء والشعراء، ومن الكتب ما صنفت لأجل ترجمة الفلاسفة أو الأطباء أو النحاة، ومجموعة منها خصصت لأصحاب العاهات كالعميان والعوران أو لأصحاب الحرف كنساخ الكتب والخطاطين، ومن الكتب ما كان أهدافها ترجمة عموم الشخصيات البارزة في مجتمع وتاريخ بعض المناطق السكنية كالكتاب الموسوعي (تاريخ بغداد) الذي ألفه الخطيب البغدادي بهدف ترجمة معارف الشخصيات التي استوطنت بغداد أو نزلت فيها لمدة من الزمن، ثم رحلت عنها، أو كتاب الشيخ علي بن حسن البلادي الذي دوّن فيه جوانب من حياة علماء وأدباء البحرين والقطيف والأحساء والذي أطلق عليه اسم (أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين).
وكانت الزبارة البلدة التي ارتبط تاريخها بتاريخ البحرين بعد ضمّ عتوبها البحرين إلى حكمهم، فصارتا معاً تحت ظل إدارة واحدة لحقبة من الزمان، وقد مرّت على هذه البلدة فترة كانت فيها موئلاً لبعض العلماء والشخصيات التي حلّت عليها لأسباب متعددة من جهات مختلفة.
وعن تلكم الشخصيات كتب -وهو المتفرد في ذلك- المؤرخ النجدي البصري عثمان بن سند العنزي (ت 1242هـ/1826م) في كتابه (سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد) ويتضح من الكتاب بل من اسمه أن مصنفه ابن سند لم يضعه بغرض ترجمة أعلام الزبارة -أولاً وبالذات- و إنما كان هدفه من كتابه -هذا- ترجمة شخصية أحمد بن رزق (1150 - 1224هـ) أحد أبرز شخصيات البلدة المرموقة آنذاك، وكان ذكره لأولئك الأعلام جاء مجرد استطراد عندما أراد جرد الشخصيات والأعيان الذين كانت لهم صحبة مع ابن رزق -هذا- ولم تكن ترجماتهم في الكتاب وافية بل كانت مقتضبة غلب عليها التكلف في تنميق الألفاظ المسجّعة التي ملأ بها ابن سند مؤلفاته وبذلك عرف واشتهر(1).
ومن المعلوم أنه كلما كانت ترجمة العلم جاءت من شخص لصيق به أو قريب لعصره؛ كانت لتلك الترجمة قيمتها، وكانت أحرى بالعض بالنواجذ عليها، وأجدى بالأخذ بما ورد فيها، وإذا كان ابن سند أفادنا قليلاً عن حياة أعلام الزبارة، وكان قد عاصر أو عاشر بعضاً منهم، فإن واحداً من بين نفس هؤلاء الأعلام يفيدنا ديوانه بمعلومات أخرى عن حياتهم، وكان من طليعتهم فهماً وثقافة وأدباً، وأراني أقول بلا تردد أنه أريبهم الأوحد، وأنه أبرزهم تفوقاً وأشهرهم تألقاً جميعاً، وهو -كما يبدو من ديوانه وكتاب ابن سند- ذو علاقات ببعض شخصيات الزبارة أوثق رباطاً من علاقات ابن سند بها.
إن ذلك الأديب الشاعر هو السيد عبد الجليل الطباطبائي المولود من أسرة علوية شريفة في البصرة عام (1190هـ) والمهاجر منها بعد فتح الفرس لها إلى الزبارة وعمره لم يتجاوز -ساعتها- السابعة والعشرين حولاً ليستقرّ فيها، ولتصيِّره مؤهلاته العلمية والأدبية من أخذان شيوخها، ورفاق علية قومها، ولم يبارحها ويعرض عن سكناها إلا في سنة (1225هـ/ 1810م) عندما تعرضت للغزو السعودي، فانتقل -مع من انتقل من أهلها- إلى البحرين، ثم للخلاف الذي دبّ بين الشيخ عبدالله بن أحمد -الحاكم الخليفي الثالث على البحرين- وابن ابن أخيه الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان بن أحمد -الحاكم الخليفي الرابع- ترك البحرين عام (1258هـ/1842م) ليرحل عنها إلى الكويت التي بقي فيها حتى وافاه أجله هناك عام (1271هـ/1853م).
لقد كانت في ديوان السيد عبد الجليل الطباطبائي (روض الخل والخليل) نتافات من المعلومات حول شخصيات زبارية لم يتطرق لذكرها ابن سند، وكانت من الأهمية بمكان، ذلك لأنها -إضافة إلى ما ذكرنا سابقاً عن صاحب الديوان- تمس في العديد منها جوانب من حياة تلك الشخصيات يصعب على الباحث المترجم المستهدف لنفس الترجمة الاهتداء إليها، ولولا ديوان الطباطبائي لما كنا على اطلاع بها، ولبقيت في مقبرة التاريخ لا يعلم عنها خبر ولا أثر.
ولكون تلكم المعلومات مجرد إشارات ونتافات في أغلبها، وكانت متفرقة على صفحات الديوان، حاولنا ضمّ بعضها إلى بعضها الآخر، وترتيبها على شكل بحث منسق الأركان، وعملنا على الأداء ببعض التحليلات التي قد تتطلبها الاستفادة منها في صدد كتابة الترجمة.
ولكي نوضح للقارئ مدى ما استنتجنا من الديوان من معلومات ترجمية تتعلق بأعلام الزبارة وعلمائها انتهجنا في البحث نقل تراجم هاتيك الأعلام -نقلاً فيه بعض التصرف الذي لا يخل بمضمونه(2)- من أوسع كتاب -كما نعلم- قام بترجمتها إلى حدّ الآن، وهو كتاب (البحرين عبر التاريخ) للباحثين الشيخ عبدالله بن خالد الخليفة، والدكتور علي أبا حسين، وأعقبنا كل نقل بتلك الاستنتاجات.
أبو الحسن السندي الحنفي:
قال مؤلفا (البحرين عبر التاريخ) عنه: >من العلماء الذين أمضوا فترة من حياتهم في أواخر القرن الثاني عشر الهجري في الزبارة، وهو من تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن عفالق إجازة، وسمع عنه بعض العلوم من منثور ومنظوم، وحصلت لأبي الحسن عند شيخه ابن عفالق رتبة عليّة حتى دُعيّ بإمام بعض المدرسين في الأحكام، فكان لا يعتمد على راوٍ إلا بتوثيقه، واجتمع عليه للإقراء ما اجتمع على مالك ونافع. وقد أخذ من علماء مكة المكرمة، كما تخرج عليه جملة من العلماء<.
ويمضي مؤلفا (البحرين عبر التاريخ) ناقلين من ابن سند قوله في أبي الحسن السندي: >... وما زال يروي العلم حتى قدم الزبارة على أحمد بن رزق، فأكرمه إكراماً يليق بمقامه، ثم انتقل إلى البصرة فتولى التدريس بالسليمانية، وانتهت إليه فيها الرئاسة العلمية، وسله وزير بغداد وزاد ذكره، واتصلت به وقرأت عليه، فهو من أجلّ مشائخي الأعلام، وتوفي سنة (1216هـ).
وممن أخذ عنه وروى عن علومه ولده عبد الوهاب المعدود من جملة الأصحاب لأحمد -رغم صغر سنه-<(3).
أما ديواننا (روض الخل والخليل) فنقول بمعونته عن أبي الحسن السندي أنه كان بحراً من بحور العلم وينبوعاً من ينابيعه المتفجرة بالمعرفة، يروي عن الشيخ ابن سالم البصري بواسطة. قال محمد بن فيروز في أرجوزته التي نظمها لإجازة شاعرنا السيد الطباطبائي وهو في سياق ذكره لشيوخه:
والفاضلين أي محمدٍ سفر
من منهم ينبوع علم انفجر
والبحر بحر العلم ذي القول الحسن
والفعل شيخي سيدي أبو الحسن
فيا إلهي يا عظيم المنّة
اسكنهما أعلى علا في الجنة
فكلهم عن التقي الهادي
من ألحق الأحفاد بالأجداد
أي ابن سالم الذي تقدما
قد أخذوا أكرم بهم من علما
فأوّلٌ عنه بغير وسط
وغيره عن التقي المقسط(4)
ونلاحظ أن ابن فيروز لم يميز بوضوح الواسطة التي بين أبي الحسن السندي وابن سالم البصري، ويحتمل من قوله بـ (التقي المقسط) هو الشيخ الأول لابن فيروز -الشيخ عبدالله بن محمد بن عبد اللطيف الأحسائي الشافعي- الذي تقدم ذكره في الأرجوزة قبل هذه الأبيات حيث قال:
شيخي التقي ذي المقام الأرفع
المتقن البر الإمام الشافعي
الشيخ عبدالله ذي القدر المنيف
ابن محمد بن عابد اللطيف(5)
فهنا في هذه الأبيات وصفه بـ >التقي< فمن المحتمل قوياً أن تكون >الأل< في >التقي< التي جاورتها لفظة >المقسط< هي (أل) العهدية.
ودعاء الراجز ابن فيروز لأبي الحسن السندي بدخول الجنة في أعلى درجاتها يشهد على أن السندي كان ميتاً قبل يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر شعبان لسنة (1211هـ) وهو وقت الانتهاء من إنشاء الأرجوزة -كما صرح لفظياً المرتجز في أرجوزته(6)- وهذا ما يخطئ ابن سند الذي قال أن ممات أبي الحسن في سنة (1216هـ) اللهم إلا إذا كان الرقم الأحادي لتحديد هذه السنة قد صحف من واحد إلى ستة.
وتضاف إلى معلوماتنا هذه عن أبي الحسن السندي التي استخلصناها من أرجوزة الإجازة الروائية التي نظمها ابن فيروز لشاعرنا الطباطبائي معلومات أخرى نستخلصها من أرجوزة للشاعر الطباطبائي أجاز تلميذه عبدالله بن أحمد بن عتيق الأحسائي، فمنها نعرف أن أبا الحسن السندي كان يلقب إلى جنب لقبيه >السندي< و>الحنفي< بـ>المدني<، ومن الطبيعي أن هذا اللقب عَلِقَ به جراء سكناه المدينة المنورة لبعض الوقت، ونعرف من خلالها أيضاً أن من شيوخه كان الشيخ محمد حياة السورتي أحد علماء ذلك الزمان، فعند تعداده لشيوخ شيخه ابن فيروز قال الطباطبائي:
ومن شيوخ شيخنا أبو الحسن
للسند يعزى المدني المؤتمن
وهو عن البحر محمد حياة
السورتي ذي العلوم الباهرات(7)
ويتبادر من اسم الشيخ محمد حياة السورتي أنه من علماء شبه القارة الهندية، ولأن أبا الحسن السندي من شبه القارة الهندية -أيضاً- فعليه يمكن القول بأن السندي قد تلقى -قبل دراسته في البلاد العربية- كثيراً من معارفه في موطنه الأصلي حتى أهله مستواه العلمي أن يتحمل إجازة رواية الحديث من شيخه السورتي، ولقد جرت عادة طلاب العلم في سالف الدهور أن ينهلوا من علماء أوطانهم أو من العلماء الذي يسكنون المناطق المجاورة لأوطانهم -إذا خلت أوطانهم من حركة التعليم- وريثما يجدون أنفسهم أنهم أخذوا من هؤلاء العلماء علومهم وأنهم لن يعطوهم أكثر مما نهلوا منهم ودعوهم وشدوا الرحال ميممين شطر علماء مناطق أخرى يكونون أكثر علماً من علماء الذين سبق أن أخذوا منهم العلم، والمطلع على حياة علماء الهند -بما فيها أقليم السند- يلمس أن سوق العلوم العربية والإسلامية قد راجت فيها خلال القرون: (الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر الهجرية) فمن المستبعد والحال هذه أن يرحل أبو الحسن السندي عن بلاده دون الدراسة على علمائها.
عثمان بن عبدالله بن جامع الخزرجي الأنصاري البصري القطري:
قرأ كابنه أحمد الجامع على ابن فيروز، وتصدر المذهب الحنبلي، وولي القضاء في الزبارة ثم في البحرين فحسنت سيرته، وكان قد قرأ في مكة والمدينة الفقه والآداب والمواريث والحساب ففاق مشائخه.
من ابن فيروز عرف ما يحرم وما يجوز، وروى الأحاديث النبوية، وتصدر في الحنبلية، وشرح أخصر المختصرات في المذهب الحنبلي شرحاً أبان عن فضله.
جالسه وسامره وحمل أخباره بكر بن أحمد البصري الزباري القطري (ت1202هـ) الذي كان من أهل الأدب والثقافة في المنطقة وقتذاك.
وكان ابن جامع وابنه الآخر عبدالله معظمين أيام حياتهما من البدو والحضر، وقد وجدت له صورة وثيقة بإملائه عندما كان قاضياً في الزبارة مؤرخة بعام (1201هـ).
بهذا المضمون ترجم ابن جامع في كتاب (البحرين عبر التاريخ) (8) إلا أننا نقرأ في ديوان السيد عبد الجليل الطباطبائي وصفاً يبين دائرة نطاق علم ابن جامع وفضله، فهو -كما يذكر الوصف- >العالم العامل الآخذ من الفضائل بالمجامع<، وهو وصف يحويه تمهيد(9) قصيدة عملها شاعرنا في المناجاة والتوسل إلى الله -عزّ جلّ- ورفع الاستكانة إليه، والتنصل من الذنب بالاستغفار حيث أرسل ابن جامع -كما في سطور التمهيد- خمسة أبيات وطلب من شاعرنا الطباطبائي أن يبني عليها ما تيسر من منظومة سالكاً فيه قصد ابن جامع، فامتثل طلبه في رجب سنة (1240هـ)(10).
ولم يذكر الطباطبائي في قصيدته من أبيات ابن جامع الخمسة إلا بيتاً واحداً، ذلك لأنه -على حد تعبير التمهيد- أبلغها وأحسنها.
وعلى أساس سطور هذا التمهيد نقف على أن ابن جامع قد امتدّ به العمر إلى سنة (1240هـ) (11) وأنه كان يتعاطى نظم الشعر إلا أنه من الطراز الداني المتواضع الشعرية، وربما مرجع ذلك لأنه صدر من قريحة عالم لا شاعر، والعلماء إذا دخلوا ميدان الشعر فكثيراً ما يكونون ذوي نظم لا شعر(12).
وما يوقفنا عليه -أيضاً- ذلك التمهيد أن بين الشاعر والقاضي ابن جامع علاقة، وأن الأخير يكن للأول مكانة شعرية، ويرى فيه الإيمان حتى التمس منه إتمام أبياته الدينية.
وقد يفهم من إرسال الأبيات الخمسة إلى شاعرنا دون انتظار ملاقاته بأن ابن جامع -الذي كان قاضياً في البحرين آنذاك- لم يكن يعيش في نفس المنطقة التي يسكنها الشاعر الطباطبائي في البحرين، وإلا لو كانا في المحرق معاً أو في المنامة معاً أو في الرفاع معاً لتريث إلى أن يلتقي به، وليس يطول ذلك التريث حيث صغر هذه المناطق السكنية وقتذاك، اللهم إلا إذا وجد لذلك سبب آخر اضطر ابن جامع ليتخذ إرسال أبياته سبيلاً لطلب إتمامها من صاحبه الشاعر الطباطبائي.
والذي يؤسف عليه أنه لم يعين في التمهيد البيت الذي أبقاه الشاعر من أبيات ابن جامع الخمسة، كي يبقى للأخير ولو بيتاً واحداً يُذكّر بعده بأدبه، ولكن كون ابن جامع قد طلب من الشاعر أن يسير على نهجها، فالاعتقاد أن أول بيت في قصيدة الشاعر الطباطبائي هو البيت الذي فضله الشاعر وأنتخبه من بينها وعلى ضوئه لابد -كما هو الاعتقاد- أن يبنى عليه قصيدته، فيتعين حينئذ أن يكون أول بيت في القصيدة -لا بيت غيره- هو من أبيات ابن جامع، وهو:
أيا مبدي الجميل بمحض منِّ
ويا من سيبه من غير منِّ(13)
الحاج عثمان بن سلمان بن داود التيمي البصري:
في كتاب (البحرين عبر التاريخ) نقلاً عن (سبائك العسجد) لابن سند ضبط اسم والد عثمان -هذا- بـ(سليمان) أما في ديواننا فضبط بـ (سلمان) وهو الأصوب، لأن شاعرنا الطباطبائي كان صديقاً حميماً له ولم يكن -كما هو ظاهر تعبير ابن سند- كذلك مع ابن سند -وإن بينهما عشرة-.
ويذكر ابن سند أن عثمان بن سلمان البصري ولد في البصرة قريباً من عام (1170هـ) وأنه نشأ وقرأ فيها جملة من الأدب حتى أجاد في نظم الشعر وبرع في النثر وقد سلم له أهل عصره بذلك مع اشتغاله بالتجارة.
ويضيف ابن سند أنه لما استولى الزنديون الفرس على البصرة (سنة 1189هـ - 1193هـ) هاجر عثمان بن سلمان البصري إلى الديار الهندية ثم عاد إلى بلاده.
وابن سند يؤكد وجود صحبة بين عثمان بن سلمان البصري وأحمد بن رزق وأن الأخير يخصُّ صاحبه عثمان البصري بالمشاورة ويصطفيه في المحاورة حتى أنه كان يستشيره وهو في البصرة و ابن رزق في الزيارة.
ويذكر ابن سند أن عثمان بن سلمان البصري قد نزل الزبارة، وزار الحرمين وصحب في سفره إليهما محمد بن عبد اللطيف الشافعي فأجازه الأخير عدّة إجازات، وفي سنة (1226هـ) لقي حمامه(14).
إن ابن سند وإن كان قد قال بنزول عثمان بن سلمان البصري في الزبارة إلا أنه لم يُبن لقارئه متى كان ذلك، بيد أن ديواننا يسعفنا بالتعرف على فترة نزوله عبر قصيدة أرسلها إليه الطباطبائي سنة (1217هـ) من البصرة وكان هو حال ذاك نزيل الزبارة التي كانت مع البحرين محاصرة وقتئذ من قبل الأسطول العماني، وهذا يدلنا على أنه كان يسكن الزبارة في هذه السنة، وربما يكون نزوله فيها قبلها لكن لا يستبعد أنه خرج منها بعدها، فعدد السنوات أو لنقل مدة استقراره في الزبارة لا يسعفنا بها الديوان بمقدار ما يسعفنا بالتقرب من فترة نزوله فيها.
لقد نظم شاعرنا قصيدته -المشار إليها- جواباً عن مقاطيع وموالياً -حسب ما قيل في تمهيد القصيدة- بعثها عثمان بن سلمان البصري إليه، وتعرض الشاعر الطباطبائي في القصيدة إلى قضية حصار الزبارة وبطنها بالتشبيب والهجاء وختمها مادحاً عثمان بن سلمان البصري، وفي ثنايا مدحه له يصرح في أحد الأبيات بانحدار نسبه -نسب عثمان بن سلمان البصري- إلى الصحابي طلحة بن عبدالله، وهو -على ما يذكر علماء الأنساب والتراجم- من تيم بطن في قريش، فها هو الطباطبائي يقول:
هو الماجد المفضال عثمان من سمت
فضائله أوج النجوم الثواقب
همام تحلى بالكمال فلم تجد
له من يضاهيه بغرّ المناقب
ومن روحة طابت وحقّ لمنتم
إليها افتخار في كريم التناسب
إلى طلحة الخيرات تعزى فروعه
فيا حبذا فرع الأصول الأطائب(15)
وابن سند يلقبه بـ>القرشي التميمي< وقد أصاب في نسبته إلى قريش وأخطأ في نسبته إلى بني تميم، ويحتمل أنه نسبه إلى بني تيم القرشيين، فصحفه نساخ كتابه أو صحف عند طباعته من >تيمي< إلى >تميمي<.
وفي الديوان لم تنقل مقاطيع وموالياً عثمان البصري مما حال بيننا وبين الاطلاع على بعض شعره، لكن في جانب آخر من الديوان أبيات له كتبها إلى الشاعر مستفتياً وهي:
ماذا ترى يا سيدي يا ذا العلى
يا من أبوه شُبّرٌ وشبير(16)
يا وارث المجد الأثيل من الأولى
فهم السراة وفضلهم مأثور
في حال من قد غاص لجات الهوى
شغفاً فاصمته اللحاظ الحور
فقتلنه عمداً بمنعرج اللوى
إذ ليس ثم مساعف ومجير
أله الشهادة في الغرام اأبنْ لنا
إذ أنت في كشف الخفيِّ جدير(17)
فأجابه الشاعر بقصيدة أفتى له فيها عن سؤاله ومادحاً إياه بها، وإليك منها أبيات المدح:
يا من تملك رِقّ كل فضيلة
فطويل مدحي في علاه قصير
أنّى تجاريه الورى في حلبة
والمكرمات تدور حيث يدور
يا من يشار إليه بين ذوي النهى
في معضل فيه اللبيب يحور(18)
إن هذه الأبيات على رغم أنها محشوة بإطراءات الشعراء فضلاً على أنها رداً على مدح من عثمان بن سلمان البصري لشاعرنا الطباطبائي، بيد أنها لا تخلو من إشارات إلى مستوى واقع فضل وأدب وعلم البصري والتي مرّ علينا تأكيد ابن سند لها.
الهوامش:
(1) لابن سند كتاب آخر باسم >الغرر في وجوه القرن الثالث عشر< ويظهر أنه قد ترجم فيه بعض رجالات الزبارة، ولكن لم نحط بالكتاب علماً، ونظن أنه لم يطبع إلى هذه الساعة.
(2) نقلنا بتصرف كان يفرضه أسلوب كتابة البحث كما لا يخفى.
(3) البحرين عبر التاريخ: 2/226.
(4) روض الخل والخليل ديوان السيد عبد الجليل/130. وسنعبر عن الديوان فيما يأتي من هوامش بـ>الديوان< فقط اختصاراً.
(5) الديوان/130.
(6) الديوان/132.
(7) الديوان/193.
(8) انظر: 2/227.
(9) يتميز الديوان بسطور من التمهيدات تتقدم قصائده ونثرياته تتكلم عن دوافع إنشاء الشعر أو النثر، وتاريخ الإنشاء، والأجواء والحيثيات التي صاحبته، وفي بحث لنا حول الشاعر أثبتنا أن هذه التمهيدات -باستثناء بعضها ويعرف بالقرائن- كانت أساساً مستلهمة من تمهيدات دونها الشاعر لمقطوعات أدبه، وصاغها -من ثمّ- منظم الديوان وجامعه.
(10) الديوان/227.
(11) ثم لا ندري إلى متى بقي على قيد الحياة.
(12) ومما لا شك فيه أن الرجل إذا كان روحانياً -عالم دين أو متصوف أو فيلسوف إلهي- غالباً ما يكون ذا حسٍّ مرهف إذا نظم الشعر الإلهي الديني، ونفس هذا الغرض الشعري عامل مساعد على إرهاف الحسن، فإذا نظم متصوف أو عالم دين متعبد أو فيلسوف متأله في مثل هذا الغرض ولم يكن شعره قوي الديباجة الحسية وعالي الإرهاف فهو قرينة صريحة على ضعف شاعريته، وهبوط كعبه الخيالي.
(13) الديوان/228.
(14) البحرين عبر التاريخ: 2/234.
(15) الديوان/12.
(16) شبر وشبير من أسماء الحسن والحسين ابني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فشبر هو الحسن، وشبير هو الحسين.
(17) الديوان/117.
(18) الديوان/118.

يتبع ,,
  #46  
قديم 18-11-2008, 04:35 AM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي

سير أعلام الزبارة 2 / 2
ماجد العويناني * - 18 / 10 / 2007م - 10:58 ص - العدد (38)


مضى الحديث في القسم الأول من هذه الدراسة حول ترجمة مجموعة من أعلام بلدة الزبارة في القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، فدوّنا سيرهم باستخلاصها من ديوان ألمع شعراء البلدة الشاعر السيد عبد الجليل الطباطبائي حيث كانت له علاقاته الحميمة بتلك الشخصيات، وكان على اطلاع قريب من أحوالهم مما جعل من ديوانه وثيقة مهمة متفردة بكثير من جوانب تراجمهم، وهنا في القسم الثاني من الدراسة نتواصل مع معرفة سيرهم حيث نقف على مجموعة أخرى من أحوال أعلام الزبارة.
عثمان بن سند العنزي النجدي البصري:
ترجمه مؤلفا (البحرين عبر التاريخ) فقالا: >عثمان بن سند النجدي الوائلي البصري: شاعر أديب ومؤرخ قدير من نوابغ المتأخرين أصله من عرب عنيزة، ولد بنجد (1180هـ/1766م) وسكن البصرة وتوفي ببغداد (1242هـ/1826م)، ودفن بجوار معروف الكرخي.
كان ابن سند قاضي قضاة الزبارة، وفي البصرة عين مديراً لمدرسة فيها كان قد بناها محمود بن عبد الرحمن الرديني النجار البصري المتوفى سنة (1229هـ) والذي ولاّه ثويني بن عبدالله وأمّره على البصرة حامياً لها عن بني كعب.
من كتبه:
1- الغرر في وجوه القرن الثالث عشر نحا فيه منحى (سلافة العصر) للسيد علي خان المدني.
2- مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود: ضمنه أخبار الوالي التركي العثماني على بغداد داود باشا من عام (1188هـ) إلى عام (1242هـ).
3- منظم الجوهر في مدائح حمير.
4- نظم كتاب ابن هشام الأنصاري (مغني اللبيب) وكان في نحو خمسة آلاف بيت.
5- نظم كتاب (الورقات) للجويني.
6- شرح الجوهر الفريد على الجيد: شرح قصيدة له في العروض.
7- أصفى الموارد في أحوال الشيخ خالد وهو في ترجمة حياة الشيخ خالد النقشبندي.
8- تفهيم المتفهم وشرح تعليم المتعلم.
9- سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد.
10- أوضح المسالك في فقه الإمام مالك.
11- الغرر في جبهة بهجة البصر: شرح لمنظومة له سماها (بهجة البصر) وهي في مصطلح الحديث(1).
أما في الديوان فإننا نطالع هذه العبارات: >الشيخ الكامل، والنحرير الفاضل، الأديب الأريب، والعريب الحبيب، ذي القول الأحد<، إنها عبارات وصف بها الشاعر الطباطبائي صديقه ابن سند عند تمهيده لمساجلة جرت بينهما في سنة (1238هـ) عندما زارا معاً شيخ شيوخ قبيلة المنتفق الشيخ حمود بن ثامر الشبيبي على شاطئ الفرات، وكان ابن سند -على ما يقول الطباطبائي- من عادته استعمال القهوة البنية، وما زال يؤمر له بها، فقال مخاطباً الطباطبائي ورفيقهما الشيخ علي بن الشيخ محمد صالح مفتي البصرة -إذ لم يكن معهم في الخيمة رابع- على جاري عادة الطباطبائي شعراً: >مِرا لي صاحبي بكأس قهوة< فبادر الطباطبائي بالأمر بها له، فقال ابن سند: لا بل أجز، فاستقاله الطباطبائي من إجازة البيت معتذراً ببعده عن عهد النظم وتركه له، فلم يقله ابن سند، فعلم الطباطبائي -كما يذكر هو- أن ابن سند أراد امتحانه، فيسِّر للطباطبائي أن قال مجيزاً لبيت ابن سند على البديهة: >كذوب التبر صافية بغدوة<، ثم سكتا، فقال ابن سند طالباً المساجلة، فحمى كل منهما، وعلى البديهة في ذلك المجلس تساجلا يقولان:
مِرا لي صاحبي بكأس قهوة
كذوب التبر صافية بغدوه
يطوف بها عليّ أغنُّ أحوى
كأن بخده والكف جذوه
رشيق القدِّ يحكي البان ليناً
كأن به، إذا ما ماس، نشوه
له لفتات أم الخشف ترنو
بعين تذكر العذري شجوه
أروم وصاله لتقر عيني
بغرة وجهه فيزيد زهوه
علقت به وغصن العمر غضُّ
يحركه الهوى العذري نحوه
فما صبري، وإن يعظم، جميلاً
لما استمسكت في حبي بعروه
ألا يدنو فيتحفني بعتب
أغيب به إذا ماذقت حلوه
قد استعذبت ما يجني دلالاً
فمهما زاد صداً زدت صبوه(2)
وقبل أن يجيز ابن سند البيت الذي كان من المفترض أن يلحق بركب هذه الأبيات دخل رسول الشيخ صالح بن الشيخ ثامر الشبيبي -أخي الشيخ محمود- يستأذنهم بقدومه زائراً لهم، فاشتغل كل منهم بالتأهب لقدومه، وانقطع الإنشاد والمساجلة بسبب ذلك.
ولجودة المساجلة وقوتها الشاعرية وجزالة معانيها -على حدّ قول الطباطبائي- طارت كل مطار، و تخللت غالب المناطق هناك، فلما قدم الطباطبائي إلى البصرة زاره قاضيها السيد عبد القادر أفندي ابن عبيد الله أفندي الحيدري البغدادي، فسأله عن هذه المساجلة، فقال: نعم وقعت، فاستنشدها إياه، فأنشدها له وأعجب بها، وطلب منه أن يكتبها له.
وبعد أن صلى الطباطبائي العشاء نظم قصيدة امتدح بها القاضي -المذكور- مذيلاً فيها بمدح ابن سند، وفي صبيحة تلك الليلة أرسل لكل منهما نسخة منها ملحقاً فيها كتابة المساجلة، وقد قال في هذه القصيدة يصف المساجلة ويطري ابن سند مخاطباً القاضي:
إليك عجالة من صوغ فكر
تحلى بالخمول بغير هفوه
أشعتها تضئ الطرس نوراً
به حسن الثناء عليك كسوه
تفصل عقدها بالدّر لما
بها ساجلت نحريراً مفوَّه
خطيب مدره جمُّ الأيادي
حذا قس الأيادي قبل حذوه
أتى بدلائل الإعجاز نظماً
وفي نهج البلاغة أم ذروه
هو الحبر الإمام بكل فنٍّ
بحقٍّ صح للفضلاء قدوه
حوى عثمان أبكار المعاني
بديعات الجمال بمهر ثروه
إذا فزنا بلقيا البحر يوماً
سقانا من معين الفضل صفوه
حباه الله أفضل ما تمنى
وزوده التقى وسقاه عفوه(3)
وكان قبل هذا التاريخ -تاريخ هذه المساجلة- قدم الطباطبائي إلى البصرة سنة (1234هـ) وقد زاره كل صديق -كما يقول هو- ما عدا الشيخ ابن سند، فأنكر منه ذلك لكونه على خلاف العادة، فبعد مضي يومين من مقدمه كتب إليه رقعة تشتمل على هذه الأبيات الآتية وما يتبعها من المنثور معاتباً له في تأخر زيارته عن وقتها:
>يا تاج أهل الفضل عثمان يا
إمام من أملى ومن قد كتب
يا من شأى كل مبارٍ له
علماً وفي كل فنون الأدب
أنت خليق بالوفا سيدي
فلم جزاء الود منك الحرب
أن الجفا منك لقد بان لي
لا عن قلى لكن جهلت السبب
حاشا جناب الشيخ من ميله
لغير ظن الخير في ذي حسب
إذ إنه يعلم مني الصفا
والحب في الله وذا لم يشب
وشأن أهل العلم إعلاء ما
سُنّ وتمهيد دواعي القرب
كزورة القادم لا سيما
من ذي أخاء أو ولاء وحب
فكيف لا يثبت حقي ولى
مودة محكمة لا تجب
هذا وأني عاذر شاكر
فليكن الخلُّ على ما أحب
وأسلم منالاً كلما رمته
تولى حقوق الود عالي الرتب
ما أشتاق ولهان إلى قربكم
فعلل النفس بما قد كتب
سيدي -أطال الله بقاك، وقصر أمد من جفاك- أني مذ قدمت هذه البلدة قد حظيت بلقاء ذوي المودة، ولم افتقد سوى أعزهم عليّ، وأحبهم إليّ، ألا وهو جنابك الذي أخصبت بالفضل ربوعه، وأمدّ جداول الفصحة ينبوعه، ولم أدر ما حجب إشراق شمس طلعتك في هذا الناد، على أنه لم تغم عليك منا مراكز الوداد، فلولا إيثارك بفضيلة التقدم لوجدتني طليعة لمن يقدم، ولما جدَّ هيامي بك، وزاد حنيني إليك، أنبت هذه البطاقة لتؤدي السلام عليك، رجاء أن تكون مذكرة لعهود الإخاء، وموجبة لحصول اللقاء، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته<(4).
إن هذه الأبيات الشعرية والسطور النثرية تغنينا عن بيان بُعد العلاقة الحارة التي تربط بين الطباطبائي وابن سند، ولم كان يكن الثاني للأول من صدق المودة وخالص الوفاء حتى أنه لما افتقد زيارته له بعد قدومه للبصرة لم يصبر دون لقائه وما استطاع أن يصمد أمام الشوق لرؤيته، فبادره مبتدئاً، وعاتبه شاكياً.
ومن هذه الحادثة نعلم أن ابن سند منذ سنتها أو السنوات القريبة منها ابتدأ يستقر في مدينة البصرة.
الشيخ عبد العزيز الموسى الهجري:
هو الشيخ عبد العزيز ين الشيخ صالح بن حسين بن موسى، وهكذا ساق نسبه تمهيد قصيدة من قصائد الطباطبائي بغرض توضيح هذا النسب لقارئ الديوان حيث كان ذات النسب أحد أهداف الطباطبائي من إنشاء قصيدته إذ شجر فيها اسم الشيخ عبد العزيز واسم أبيه وجده وجد أبيه من أوائل الصدور نزولاً وأوائل الأعجاز صعوداً(5)، وبدورنا ننقلها هنا بكاملها تأكيداً لقارئ بحثنا على تسلسل هذا النسب:
علام الحب يهجرني علامه
يطيع القول فيّ بلا علامه
بلاني في هواه وصدّ عني
سيقضي بيننا حكم القيامه
دعاوي الحب مني صادقات
ودعوى الحق لم تقبل ظلامه
أتجزي بالوداد المحض هجرا
معنًّى فيك لم تجحد غرامه
لجورك في الهوى والصد شأن
نرى فيه المسالم ذا سلامه
على أني أقول وإن جفاني
بماذا شئت عذِّب لا ملامه
زفير الوجد يشهد لي بأني
نقي الحب والشجوى وسامه
يراني إذ براني الشوق هلا
يرق لصبه ويفي ذمامه
زها قلبي بحب ليت شعري
سبيل العشق صار به إمامه
بداء الحب أكلمني فها قد
حفا جفني فلن يلقى منامه
نعى صبري وهاج الوجد لما
نوى خلي بأن يطوي خيامه
صلى قلب المشوق وما دعاه
بنار البعد إذ زاد اضطرامه
إلى كم هكذا تصغي لواشٍ
حسود أورد المضنى حمامه
لئن قد جار عدواناً وظلما
لا شكوه إلى رب الشهامه
حليف الفضل خذن العلم حبر
أخي الأفضال من حاز الكرامه
بدت فيه الفضائل والمعالي
صغيراً حيث لم يلق احتلامه
نقي العرض محمود السجايا
نحاه الفضل كي يلقي لثامه
حوى المجد الأثيل أباً فجداً
نعيد المثل ما أعلى مقامه
سجيته التواضع لا لذل
زها فيه العلى فعلى سنامه
يرى كسب المفاخر فرض عين
يؤديه فالزمنا احترامه
نجيب كامل الأخلاق حسناً
زعيم بالمكارم والفخامه
بمرهف فكره الوضاح يجلو
عويص البحث كشافاً قتامه
نهاه راجح في كل أمر
له الخلق الأغرُّ وذو الوسامه
محاسنك البهية قد تسامت
أيا من حاز من فخر مرامه
ومن لم نلف قط سواه شخصاً
دعا لتذكر أيام رامه
سليماً دُمْ من الآفات طراً
بظه من أظلته الغمامه
يحفك يا أخي خفىّ لطف
على ما شئت كن تحمد ختامه(6)
فبمساعدة هذه القصيدة نتعرف على سلسلة نسب عبد العزيز الموسى الذي لم يمكننا منه تلميذه ابن سند حين قنع بنسبته إلى جده الثاني (موسى) بلا ذكر لاسمي أبيه وجده الأول(7).
على صعيد آخر يشتبه مؤلفا (البحرين عبر التاريخ) فيكرران ترجمته بعنوان (الشيخ عبد العزيز ين موسى الهجري) ومرة بعنوان (عبد العزيز بن صالح الموسى)(8)، وليس يخفى أن العامل في هذا الاشتباه هو الجهل بالنسب الدقيق له، فتارة اعتقد مؤلفا الكتاب أن (موسى) هو والده مع أنه جده البعيد، وتارة أعادا الجد البعيد لقباً وذكرا اسم أبيه من دون المعرفة بأنهما يترجمان لشخص واحد، وربما العامل الآخر الذي ألقى بهما في هذا الاشتباه اختلاف مصدر كل من الترجمتين، فإن مصدر ترجمة العنوان الأول هو كتاب (سبائك العسجد) لابن سند، أما مصدر الترجمة الثانية فهو الأستاذ حمد الجاسر في مجلته (العرب).
الشيخ عبد العزيز الموسى نعت في تمهيد القصيدة بـ>الشاب الظريف، والكامل الغطريف<، و القصيدة أنشأها الطباطبائي في عام (1212هـ)(9)، فوصفه حينها بـ>الشاب< يجعلنا نقول أنه عندما ما توفي بعد عشر سنين أو إحدى عشر سنة -على حسب اختلاف الترجمتين المذكورتين له في (البحرين عبر التاريخ)(10)- كان كهلاً، ولربما لم يبلغ الخمسين عاماً، وذلك إذا قلنا أنه وقت نعته بـ>الشاب< كان في ثلاثينيات عمره، وإلا إذا كان في عشرينياته فهو توفي ولم يبلغ الأربعين سنة.
ذكر ابن سند أن الموسى كان شاعراً وأديباً، رحل إلى البصرة وبغداد والحرمين، وتأدب على ابن خنين المالكي وعبدالله البيتوشي الكردي ومحمد بن عبد اللطيف الأحسائي، وهبط الزبارة فداع علمه وانتشر أدبه، وصاحب ابن رزق.
ويقول ابن سند أنه قرأ عليه النحو والصرف وشرح سقط الزند للمعري وبعض دواوين العرب وسمع منه القرآن برواية حفص عن عاصم وذلك في الأحساء،ـ وأن له منظومة في حروف المعاني وشرحها، وأنه درس لديه شرحه لمنظومته -هذه-(11).
كان الصديقان الطباطبائي والموسى -كما يظهر جلياً- في سن متقاربة ومن جيل واحد تربطهما صحبة وثيقة كان للزيارة محل سكناهما دخل قوي في تكوينها، وكانت تدور بينهما المطارحات الأدبية الشعرية قدم لنا ديوان الطباطبائي واحدة منها، وقد اشتعل فتيل قريحتهما فيها بأواخر عام (1214هـ)، وكانت هذه المطاردة طويلة النفس، انتهج فيها الشاعران أسلوب التلغيز والتغمية، وقد أججها الموسى بلغز في لفظ (حرب) تشكل من سبعة أبيات، فأجاب الطباطبائي في رابع ذي الحجة سنة (1214هـ) بعشرة أبيات، وفي اليوم التالي يعاود الموسى التلغيز وفي هذه المرة يكون مداره لفظ (شطب) والأبيات عشرة، ويجيب الطباطبائي في يوم ورود اللغز إليه -وهو نفسه يوم تلغيزه- وكان الجواب في خمسة عشر بيتاً، ثم كتب إليه الموسى ثلاثة أبيات ملغزاً في كلمة (مسباح) فيجيبه شاعرنا الطباطبائي بخمسة أبيات.
وهكذا نرى الموسى في كل هذه المطارحة السجالية كان السائل المهاجم المختبر المباري بالتعمية والتلغيز والطباطبائي يجيب ويدافع عن قوته الذكائية ومثبتاً لصاحبه مقدرته الشعرية، إلا أن الطباطبائي لم يبق الوضع على ما هو عليه وكأنما لم يرق له استمراره، فقلب المعادلة ليصبح هو السائل المهاجم الملغز، وليمسي الموسى مجيباً مدافعاً عن مستوى فهمه وعلو كعبه في الأدب، فها هو الطباطبائي في نفس الشهر يكتب سبعة عشر بيتاً للموسى ملغزاً في لفظة (عصى) وينبري الأخير للإجابة في سبعة عشر بيتاً كذلك.
ثم ترجع المعادلة إلى ما كانت عليه، فيلغز الموسى كلمة (نجم) في أبيات أربعة، ويجيب شاعرنا الطباطبائي بستة أبيات، ويلغز الموسى ثانية بستة أبيات في لفظة (قبا)، فأجاب الطباطبائي بأبيات تسعة، ثم يغير المعادلة مرة أخرى، فيكتب للموسى لغزاً في تسعة أبيات حول كلمة (برد) فحلّه الموسى بأبيات ثمانية.
وتنتهي المساجلة بتسعة أبيات يكتبها الطباطبائي للموسى يبدو أنها تلغيزاً أيضاً، غير أننا لا نجد جواباً عنه من الموسى(12).
إن التلغيز يصعب على المرء اعتباره ترفاً فكرياً بقدر ما يعتبر سبباً يدفع الأدباء للارتقاء بمستواهم الأدبي، وإحماءً للقريحة الشعرية عندهم فضلاً عن كونه محكماً لاختبار موهبة الذكاء وكشفاً عن مدى دقة الملاحظة لدى أطراف العملية التلغيزية، والحال أن الشعر الحاوي على التلغيز لا يعني أنه لا يحوي أغراضاً أخرى كالمدح أو الذم أو العقيدة أو التعليم اللغوي والفقهي وغيرها أو التغزل والتشبيب، بل أنه لا يخلو أحدها من غرضين أو أكثر من الأغراض التي ينشدها الشعراء في روائع أعمالهم الشعرية، أقول ذلك تنزيهاً لهذين الشاعرين -الذين أطالا في السجال اللغزي التعموي- عن التسفيه أو الحط من قدر ما تساجلا فيه، وعلى ذلك يمكن لمن يريد أن يدرس أدب الموسى الرجوع إلى هذه المطارحة اللغزية لمعرفة جانب من أدبه الذي نعت به حيث من المحتمل أنه لا يجد له غيرها مما جادت به قريحته وحفظ عن عوادي الزمن.
ابن فيروز:
هو الشيخ محمد بن الشيخ عبدالله (ت1175هـ) بن الشيخ محمد (ت1135هـ) -أول قاض في الكويت- ابن فيروز.
تصل إلى هذا التسلسل لنسب ابن فيروز من خلال ديوان الطباطبائي عبر ثلاث أرجوزات، إحداها تحكي طلب الطباطبائي إجازة رواية كتب السنة والعلم من ابن فيروز، وأخرى أرجوزة للأخير لبى بها طلب الأول، وثالثة الأرجوزات من الطباطبائي عملها إجازة في الرواية منه لعبد الله بن أحمد بن عتيق الأحسائي، ففي الأرجوزة الأولى يقول الطباطبائي في صدد مدحه لشيخه ابن فيروز:
أقرّ بالفضل له الأعادي
فالحاضر انقاد له والبادي
عنيت من علياه لن تضاهى
شيخي مولاي سمي طه
من اصطفى من آل فيروز الكرام
هو ابن عبدالله ذو المجد الهمام(13)
ويقول ابن فيروز ذاكراً اسمه في أرجوزته التي أجاز بها الطباطبائي:
ثم ابن فيروز محمد الأقل
من جلَّ ذنبه ومولاي أجل(14)
ويرتجز الطباطبائي في إجازته لعبدالله بن عتيق الأحسائي:
وكل ما في ذا المجاميع التي
ذكرتها أرويه بالتثبت
فليروه عني عبدالله
عن شيخنا المحرر الأواه(15)
إلى أن يقول مصرحاً باسم شيخه المجرد ألا وهو:
محمد هو ابن عبدالله
من آل فيروز عظام الجاه(16)
ويقول في موضع آخر منها:
والنحو والتصريف والمعاني
وكل علم رامه المعاني
نرويه عن أربابه بالسند
أجازه عن شيخنا محمد
هو ابن فيروز ربيع المجتدى
لا زال في كل الأمور منتدى(17)
وبالاستعانة بهذه الأجزاء من الأراجيز الثلاث يكون لدينا هذا النسب: محمد بن عبدالله بن فيروز، ويذكر ابن سند أن عبدالله والده الشيخ محمد بن فيروز(18)، فإذا ضممنا ما توفره لنا هذه الأراجيز وما قاله ابن سند تتسق سلسلة نسب ابن فيروز كما رتبناها أولاً.
لقد تعرض ابن سند لحياة ابن فيروز باقتضاب شديد وقال: إن ابن رزق عندما كان في الزبارة أرسل إليه -وهو في البصرة- هدايا، ولما قدم للزبارة من البصرة اجتمع بابن رزق ثم سيره بمركبه إلى أبي شهر عام (1219هـ)، وذكر أن ممن أخذ عنه الحساب والفقه والآداب والفرائض محمد بن علي بن سلوم، وأنه توفي ببلدة الزبير سنة (1212هـ)(19).
أما الطباطبائي فقد عبَّر عن مشاعره اتجاه شيخه ابن فيروز، وهي مشاعر تعكس إلى درجة بعيدة جوانب من أحوال وشخصية ابن فيروز، فهو يرى فيه العالم الذي أحيا دوارس العلم وأشاد ما تهدم من بنيانه، فنراه يذكره بقوله:
من أصبح العلم به مشيداً
إذ كان قبل ركنه تهددا
فقد أعاد رسمه وأحيا
وكان مَيْتاً عُدّ بين الأحيا(20)
وأخذه منه الإجازة في رواية الحديث يشهد على طول باعه في حفظ الأثر، وهو يصرح بذلك حين قال فيه عند مدحه لرواة السنة الشريفة وحملتها:
وتابعيهم ورثوا علوما
للأنبيا جاءت بها قديما
من حرس الدين بهم عن الغير
فاحتفظوه سيما أهل الأثر
وكان منهم واحد الزمان
الفائق الأمثال والأقران(21)
إن إحياءه لحلقات العلم وتنشيطه سوق المعرفة لأنه:
قطب ذوي التحقيق والعرفان
طابت له شوارد المعاني(22)
بل إنه:
إمام أهل العلم في زمانه
لكونه فاق على أقرانه(23)
ومن هنا تكون منية طالب العلم أن ينتهي في الدراسة إليه والحضور في حلقات دروسه:
جدد أمر الدين بعدما وهى
فهو الذي اليوم إليه المنتهى(24)
وما اقتصر شد رحال طلاب العلم إليه من العرب فقط، بل حتى طلاب العلم من العجم كانوا يرحلون إليه:
من لم يزل به محطَّ الركب
فيرتوي من عجم وعرب(25)
ويأتي الطباطبائي ليعطي رسماً بيانياً عن مستوى تعليمه لطلابه، فإن التلميذ عنده يرتقي في مدارج العلم العليا بسرعة خلال زمن وجيز بلا تطويل وتمطيط، وذلك لأن أنفاس الشيخ ابن فيروز أنفاس مباركة ميمونة وبذلك أشتهر، ولهذا ما تعلم عنده طالب علم وفشل ولم يحصل من المعرفة ما رام ورغب، وبسبب ذلك كثر العلماء الفضلاء الخليقون الذين تخرجوا على يديه:
تلميذه يأتي على التحصيل
بسرعة من غير ما تطويل
أنفاسه ميمونة مشتهره
ما خاب قط طالب قد حضره
فكم ترى للشيخ من خريج
في علمه ذي خلق بهيج(26)
ولعل ما يفصح عن طبيعة ابن فيروز التعليمية وبوضح ما جبل عليه في التركيز على تفهيم طلابه ما يلقيه عليهم من دروس قوله نفسه موصياً تلميذه الطباطبائي:
وأن يعين طالب العلم بما
أمكن حتى يَدريَن ما فهما(27)
ولم تنحصر جهود ابن فيروز في إطار الإنهاض بالتعليم في منطقته، وإنما خرج عن هذا الإطار إلى ما هو أوسع منه وأرحب، إلى إصلاح المجتمع والدين وتنقيتهما مما يشينهما من بدع وظلالات، لذا نرى الطباطبائي يشيد بما صنع وبذل على هذا الصعيد قائلاً:
من لم يزل يذب عن ذا الدين
بكل نص قاطع مبين
فطالما أطفا لهيب البدع
إذ كلُّ أشوس وأروع(28)
من جهة أخرى ينتقل الطباطبائي ليلقي الأضواء على زاوية أخرى من زوايا شخصية ابن فيروز ليتكلم عن كرم شيخه ابن فيروز وسخاء ضيافته ومجيء الوفود من بعيد البلاد إلى بابه يسترفدون عطاءه:
رحب الثناء واسع العطاء
للمجد يبني في دها البلاء
ما خاب قط من أتاه راجياً
فكم أنال خيباً وعافيا
ترى الوفود عنده أفواجاً
لرفده قد قطعوا الفجاجا(29)
لأجل كل هذا جلس ابن فيروز على قمم الفخر، وارتقى رؤوس العلا، واستوى على هامات المجد، فما كان من ساسة عصره وقادته إلا الإذعان له، واعترف بفضله المعادي فضلاً عن المحب الموالي، و التزم بأقواله وآرائه أهل الوبر والمدر، ولا أرى في ذلك مدعاة للتشكيك، إذ العالم إذا بلغ أقاصي العلم والفضل وعمل صالحاً كان له ما قال الطباطبائي. فلنأت لنقرأ ما قال عن الشأن الاجتماعي لشيخه:
من ارتقى هام العلا والفخر
فأذعنت له دهاة العصر
أقرّ بالفضل له الأعادي
فالحاضر انقاد له والبادي(30)
وما يزيد قول الطباطبائي في هذين البيتين تأكيداً تردده -أعني الطباطبائي- في طلب الإجازة من ابن فيروز مع أنه كان يفكر فيها منذ مدة طويلة، إذ هيبة ابن فيروز تجعله يحجم كلما أراد أن يقدم على طلبها منه، ولكنه أخيراً جمع قوى قلبه وتجاسر على طلبها، لندلف إلى أبياته التي تأخذنا إلى وصف حالته -هذه- حيث يخاطب بها ابن فيروز ملتمساً منه الإجازة:
بالسوح منكم قد حططت الرحلا
مستظمئاً فامنن وقل لي أهلا
وإنني منذ زمان غابر
راج ولكن لم أكن بجاسر
متى أرد أن يعرض الخطاب
أصد إذ مجلسكم مهاب
وها أنا ارتكبت سوء الأدب
لكنما مولاي يعفو كالأب
فجد عليَّ سيدي بكلما
رويته عن السراة العلما(31)
إن الإجازة التي أعطاها ابن فيروز للطباطبائي في أرجوزة شعرية قد فرغ منها في يوم الخميس الخامس والعشرون من شهر شعبان لعام الحادي عشر والمأتين والألف، يقول ابن فيروز عند ختمه أرجوزته مؤرخاً لها:
في خمسة من قبلها عشرون تم
يوم الخميس ما هنا من منتظم
من شهر شعبان لحادي عشرا
مع مأتين بعد ألف حررا
من السنين أي سنين هجره
أزكى الورى طراً بغير مريه(32)
وعليه تكون الإجازة قد كتب أرجوزتها ابن فيروز للطباطبائي قبل وفاته التي كانت في عام (1212هـ) بسنة واحدة، ولعلها هي آخر إجازة يجيزها لأحد من أهل العلم.
ابن فيروز أخذ العلم على العالم الشيخ عبدالله بن محمد بن عبد اللطيف الأحسائي الشافعي، فهو يقول في تعداد شيوخه:
شيخي التقي ذي المقام الأرفع
المتقن البر الإمام الشافعي
الشيخ عبدالله ذي القدر المنيف
ابن محمد بن عابد اللطيف(33)
والطباطبائي في إجازته لابن عتيق يذكره أولاً بين شيوخ شيخه ابن فيروز:
وشيخنا له شيوخ عدّه
عنهم روى وكلهم أمدّه
فمنهم الندب الأمير الألمعي
الشيخ عبدالله صافي المشرع
نجل محمد بن عابد اللطيف
سليل أمجاد ذوي العلم المنيف(34)
ومن شيوخ ابن فيروز الشيخ محمد سفر والشيخ أبو الحسن السندي المدني، وقد ذكرهما أثناء سرده لشيوخه:
والفاضلين أي محمد سفر
من منهم ينبوع علم انفجر
والبحر بحر العلم ذي القول الحسن
والفعل شيخي سيدي أبي الحسن(35)
ويذكرهما الطباطبائي في أرجوزته لابن عيتق وسط قائمة شيوخ شيخه بعد أن ذكر ابن عبد اللطيف الأحسائي:
ومنهم البرُّ محمد سفر
كلاهما يروي عن الشيخ الأغر(36)
ويقول:
ومن شيوخ شيخنا أبو الحسن
للسند يعزى المدني المؤتمن(37)
ورابع من أدرجه ابن فيروز في شيوخه الشيخ سعد المالكي المعروف بـ (ابن عزوقة)، يقول ابن فيروز:
الشيخ سلطان إمام الطبقة
عنه روى شيخي أي ابن عزوقه
المالكي سعد وعنه أروي
أي الجبوري روى ما يحوي(38)
أما الطباطبائي، فيقول:
ومن شيوخ شيخنا ابن عزوقه
سعد سقاه الله رحماً مغدقه
عن الجبوري هو البغداي
سلطان ذي الفضل المبين البادي(39)
وآخر شيوخه الذي ختم به القائمة كان والده الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن فيروز وعليه تتلمذ في الفقه، قال في أرجوزته:
وفقه مذهب الإمام أحمد
أخذته من والدي وسيدي
اسكنه ربي أعلى منزلي
جوار أحمد النبي المرسل(40)
ودراسته مذهب الإمام أحمد بن حنبل يخلق فينا الظن بأنه كان حنبلي المذهب، وما يؤيد هذا أصله النجدي(41)، ذلك لأن مذهب ابن حنبل أكثر انتشاراً في نجد من بقية المذاهب.
الهوامش:
(1) البحرين عبر التاريخ: 2/235.
(2) لكون هذه القصيدة تساجلية قد أجاز فيها الشاعران أحدهما الآخر، فإن صدور أبياتها لابن سند، وأعجازها للطباطبائي.
(3) الديوان/49 - 52.
(4) الديوان/221.
(5) أي أن تقرأ في القصيدة الحرف الأول من كل كلمة من الكلمات الأولى في صدر البيت نزولاً من أول بيت إلى ما يليه فيجتمع لديك هنا في هذه القصيدة تسلسل نسب الشخص الممدوح -عبد العزيز بن صالح بن حسين بن موسى-.
من جهة أخرى، تقرأ الحرف الأول من كل كلمة من الكمات الأولى في عجز البيت ولكن صعوداً من البيت الأخير إلى ما قبله فيجتمع لديك هنا نفس الاسم بتسلسله النسبي.
(6) الديوان/4.
(7) انظر: البحرين عبر التاريخ: 2/ 213.
(8) نفس المصدر: 2/231، 234. ولأجل هذا الاختلاف لن نتبع في ترجمة (الموسى) منهجنا الذي سبق وأن سلكناه في التراجم الأخرى حين التزمنا بنقل محتوى ما كتب حول هذه الشخيصات من كتاب (البحرين عبر التاريخ).
(9) الديوان/4.
(10) ويبدو أن الاختلاف -هذا- جاء نتيجة تصحيف في الرقم الآحادي بين 2 و3.
(11) البحرين عبر التاريخ: 2/231.
(12) للاطلاع على قصائد المطارحة الشعرية، اقرأ: الديوان/ 285 - 292.
(13) الديوان/185.
(14) الديوان/129.
(15) الديوان/192.
(16) الديوان/192.
(17) الديوان/193.
(18) راجع: البحرين عبر التاريخ: 2/222.
(19) نفس المصدر السابق.
(20) الديوان/185.
(21) نفس المصدر السابق.
(22) نفس المصدر السابق.
(23) الديوان/192.
(24) الديوان/185.
(25) الديوان/186.
(26) الديوان/192.
(27) الديوان/131.
(28) الديوان/185.
(29) نفس المصدر السابق.
(30) نفس المصدر السابق.
(31) الديوان/186.
(32) الديوان/132.
(33) الديوان/132.
(34) الديوان/192.
(35) الديوان/130.
(36) الديوان/192.
(37) الديوان/193.
(38) الديوان/130.
(39) الديوان/193.
(40) الديوان/130.
(41) البحرين عبر التاريخ: 2/222.

منقول اضغط .
  #47  
قديم 19-11-2008, 01:19 AM
ابن سند ابن سند غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 21
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القرين
  
1-لو تذكرهم لنا مشكورا تسلسل اسمهم لغاية عثمان بن سند.


2-لو تذكر لنا المنطقة المتواجدين فيها حاليا.

انا ماقلت لك احتمال كبير انه جدهم عثمان بن سند يمكن يكون اخو جدهم

انا بصراحه عن نفسي ما عرف وين يكونون متواجدين

ولاكن انا سمعت انهم راحو فيلجا يطالبون عائله بن سند بتثمين اراضي فيلجا

وصار زعل بينهم

أنت اتعرف وين متواجدين ؟!!


وشاكرلك
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جاسم الفيلكاوي - عالم اليوم AHMAD فيلكا 3 06-09-2021 03:15 AM
العلامة عثمان بن سند الفيلكاوي AHMAD الشخصيات الكويتية 25 29-01-2012 04:00 AM
الدكتور عثمان خليل عثمان في الكويت IE المعلومات العامة 0 01-12-2010 08:48 PM
الشهيد / اسامه عبدالله رجب الفيلكاوي الايكاروسي المعلومات العامة 8 11-07-2010 03:47 AM
جاسم الفيلكاوي - عالم اليوم AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 0 26-11-2008 12:51 AM


الساعة الآن 11:33 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت