راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 28-05-2012, 07:54 PM
الصورة الرمزية العلم نور
العلم نور العلم نور غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 27
افتراضي عبدالمحسن الحسيني

مجتمع الهدّامات الثلاث.. شقاء وإخاء












اجرى الحوار \جاسم عباس اشكناني
مخضرمون عاشوا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين، وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالاً ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فإن قاسماً مشتركاً يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي.
القبس شاركت عدداً من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.



في مستهل لقائنا مع مختار قرطبة عبدالمحسن الحسيني احد ابناء حي القبلة (فريج سعود) أباً عن جد، حي في غرب الديرة مدينة الكويت وقبلتها، ومن هنا اخذ هذا الاسم، قال: يحب اعطاء الجيل الجديد صورة واضحة عن هذا المجتمع الذي عاش وقاوم قساوة الطبيعة ووصل الى مستوى من الرقي عن طريق كفاح مستمر، اجدادنا عاشوا في فقر ولكن جهودهم وفرت لهم العيش المناسب، قطعوا البحار والصحارى وصنعوا ما استطاعوا حتى كانوا أصحاب مهن وحرف وفكروا في مقاومة الامطار والبرد والحر، ووفروا حياة راقية قبل النفط، وهذا كله اصبح في خبر كان، ولكن جريدة القبس المحبوبة لدينا حافظت بفضل محرريها على تلك الجهود من الضياع، عن طريق الكتابة واللقاءات، من هنا رأيت من واجبي ان أشاركهم لاعطاء هذا الجيل والأجيال القادمة معرفة كاملة عن قديم الكويت، وصورة حية عن ماضينا، وهنا سأذكر بعض حفر السيل وفوائدها كما رأيت وسمعت من الكبار خشية من الاندثار.
قال الحسيني: مرت على الكويت سنوات صعبة بسبب الامطار الغزيرة حتى سميت سنة الهدامة الأولى والثانية والثالثة، لأنها اتلفت الممتلكات من قوة الامطار، فشردت سكان الكويت وهدمت المنازل، كانت هذه الهدامة في اول يوم من شهر رمضان، واما الرجبية فهي هطول الامطار في شهر رجب من الهدامة الأولى، واما الهدامة الثالثة .. وكانت في عام 1954، سنة عشتها وشاهدت دمار بعض البيوت، ونزوح الاهالي الى المدارس للسكن فيها وكل هذه الهدامات سببها، عدم وجود المجاري وانخفاض الارض وبناء البيوت فيها، كانت المياه تدخل البيوت فيتكون الماء من فوق الاسطح ومن تحت المنازل.



حفر السيل
قال: من هذه الاموال بدأ الكويتي بحفر الاراضي المنخفضة لتجتمع فيها سيول الامطار، وهنا اوضح ان منطقة القبلة اقل دماراً من المناطق الاخرى، وحتى حي المرقاب لم يتأثر بالسيول لانه حي مرتفع لذلك سمي بالمرقب اي يراقب القادم والذاهب وتحركاتهما، اما حي الشرق فقد تعرض كثيراً لاضرار السيول، فكانت الحفر المبنية والمحفورة اكثر من كل احياء الكويت.
وذكر الحسيني بعض حفر السيل في الكويت ومنها: حفرة اذعيم ــ حفرة العبد الرزاق ــ المسيل ــ الميدان ــ الفلاح ــ حسين الوزان ــ حفرة السبت ــ المحميد ــ حفرة ابو طيبان ــ فيروز ــ حبيب ــ تيفوني ــ العجل ــ العوازم ــ اطبيخ ــ الفارس ــ ابن نامي ــ ابن الديين ــ الروضان..... الخ.
هذه الحفر حفرها افراد ونسبت اليهم، كما انها ادت دورها في حياة الكويتيين، وفي حياة اولادهم ايضا، كنا نلعب فيها ونصطاد الطيور اذا هضت مياهها، وكان اصحاب المواشي والاغنام ايضا يستعينيون بها لسقي ماشيتهم وأخذ الطين منها لبناء المساكن، وبعض الاولاد كانوا يربون فيها الكلاب، وبعضهم يضعب الصلاية لصيد الطيور وكانت عبارة عن عودين من شجر الرمان، وميزتها انها لا تقتل الطائر، وكذلك من دون (زندة) وتصيد كل طائر.
وفي فصلي الصيف والخريف والايام غير الممطرة تتحول الحفرة الى صبخة وهو مكان تجمع فيه الاوساخ والقاذروات ويسمى «مزبلة»، ولكن اذا فاضت الحفرة من كثرة مياه الامطار قد تتحول الى البيوت فتتضرر او تتجه الى البحر، وتشاهد في الحفر الاواني المنزلية التي جرفتها مياه الامطار، وكذلك بعض الملابس، والصناديق الخشبية والسلال، بعد ذلك تأتي ربات البيوت للبحث عن اغراضهن، ويأتي بعد ايام بعض الناس من الفقراء يأخذونها للاستعمال. وهناك آبار في بعض المناطق تتجمع فيها مياه الامطار اذا كانت محفورة في الاراضي المنخفضة اهمها: آبار الشامية التي تنتعش من مياه الامطار، وتسمى «كوت السهول»، وكان الكويتيون يترقبون حالة جوية مضطربة التي تسبق السرايات وهي عواصف متقطعة وأمطار كانت تسمى هذه الحالة «السبك» (السبق).
واضاف الحسيني: تكون الأمطار بلوى عند البعض، وتكون فائدة عند آخرين، فمثلا: أهل الصحراء يباشرون باعداد أماكن تواجد المياه التي تسمى الخباري، ويتناقلون الأخبار عن الامطار في الصبيحية والشكيحية والوفرة وأم نقا.. إلخ.
وينتظرون اخبار النقرة هل امتلأ أم لا؟ وايضا تعتبر لهمم نقمة وسنة غضب، لأن خيامهم جرفتها الامطار ونفقت اغنامهم، واسطح تتساقط انها سنة غضب للبعض وخير للآخرين، ولشدة هول الامطار تمنوا انعدامها، واذا توقف المطر لمدة سنوات دخلوا المساجد يدعون الله يصلون صلاة الاستسقاء لهطوله مرة ثانية. ويرددون «ربنا اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين».
كرر الحسيني هدامة 1954 التي عاشها وشاهد الدمار خاصة في المنطقة التي كان هو فيها في فريج سعود من القبلة، قال: انمحت الهدامة الثانية من أذهان الناس، ولكن بعد سنوات عادت الهدامة الثالثة التي شردت احياء بكاملها، فعاش الناس أياما وليالي في المدارس والمساجد والمستشفيات ومعسكرات الجيش في «جيوان» خاصة المرقاب تحول الاهالي الى لاجئين، وهناك من كان يقول نخاف من النميلي، وهي عبارة عن زخات خفيفة القطرات، ومن يقول انه الديم مطر غير سريع، وآخر يقول السيل مطر يسيل من الاودية، وشاهدنا رشاش (زخات من المطر)، وسحاب مطر غزير، وكنا نخاف من مرنمات (امطار مع العواصف والرعد).




صبخة البوطيبان
وقال عبدالمحسن: صبخ أو سبخ هو عبارة عن حفرة كبيرة تتجمع فيها مياه الأمطار، وعندما تجف تتحول الى مكان تتجمع فيه الأوساخ والقاذورات، ويسمى هذا المكان مزبلة أو سمادة. وأما صبخة أبو طيبان، فقد جاء اسمها لانها بقرب بيوت عائلة ابوطيبان، وامام الحفرة أيضاً 3 بيوت لعائلة بهمن، وبيت الحساوي، وجرفي، وبيت حسين اشكناني (كردو) وبيت المنيع، وبالقرب من حفرة البوطيبان بيت والد خالد ومرزوق الغنيم، وبيت حاجيه وعبدالرحمن وحسين اشكناني، وبيت مبارك كان منزلاً كبيراً فيه نخل، وبالقرب من الحفرة بيوت الخشتي.
حفرت هذه الصبخة (حفرة) قبل 1320 هــ، عمقها من 3 - 4 أمتار، وسنة 1954 ملئت الحفرة بالصناديق والاواني بسبب جرف السيل خاصة من البيوت المنتجلة (أي المائلة)، وهناك بيوت اخرى وفرجان ايضا بالقرب من الحفرة مثل: فريج السدحان، والوقيان، وأما مسة حفرة البوطيبان حوالى 2500 متر مربع إلى 300 آلاف، وقديما كانت مساحة البيوت قليلة وصغيرة جدا، وبيوت واسعة مثل بيوت بهمن حوالى 1000 متر مربع، ومن معالم فريج سعود موقع السبخة من الشبرة الى شارع الجديد الى بناية محمد البحر، ومن ثم سكة وبيوت (مدوه) والزعابي ومن الداخل بيت حسين الخباز، ومنزل بو جعفر جد عباس أكبر، ومنزل حسن ملك، والمضف،ابل اشكناني، والسلطان، وبيت إبراهيم المذن، والقصار، وبيت بو عبدالرحمن بهمن اشكناني، وحسين انكي اشكناني ، واحمد ابو كحيل، وبيت حاجي عبدالله اشكناني والد جاسم نائب مدير تحرير القبس، ورئيس قسم الرياضة، وبالقرب من الحفرة حوالى 70 بيتاً أذكرهم تقريباً: بيوت العنجري - السمكة - العوضي - قبازرد - بوتقي أشكناني - الخضر - ديكان - بوعامر الجزاف اشكناني - المسباح - الخشتي، وعمر الياقوت.
وبعد اللقاءات مع بعض كبار السن من اهل فريج سعود موقع الحفرة ان ابناء ابو طيبان منهم: خليفة ومحمد كانا يعملان بكسر الصخور في العشيرج على ساحل جون الكويت، والآن موقع الحفرة في شارع الجديد من مبنى البنك الوطني الرئيسي القديم الى المنطقة التجارية بالقرب من غرفة التجارة القديمة. قال الحسيني: في الحي القبلي توجد حفرة القطان، وحفرة الشلفان بالقرب من مدرسة خالد بن الوليد وموقعها الآن سوق الذهب بالقرب من بيوت حمادة.




ضرير يقود سيارة
وتحدث الحسيني عن بعض الكويتيين الذين فقدوا أبصارهم، ولكنهم لم يستسلموا، بل قاوموا المعاناة واصبحوا من الاوائل في اكثر المجالات الحياتية، وهذا الشيخ علي حسين الحسيني هو خالي، وانا عشت معه اعتبره مثالا، وهو معروف لدى اهل الكويت، كان من اوائل قراء القرآن في التجويد في الاذاعة الكويتية والمناسبات، تخرج عام 1955 من المعهد الديني، وتعلم القراءة والكتابة وحصل على بعثة الى القاهرة، وامضى حياته في التدريس، وتولى رئاسة مطبعة النور التي طبعت الكتب بطريقة (بريل)، وعلى الرغم من كبر سنه وفقدان بصره كان رحمه الله يهوى ركوب الدراجة في فريج سعود لأنه كان على معرفة تامة بالسكيك ومداخلها، ومن العجب، ولا عجب للأذكياء، كان يقود سيارة وبجانبه عبدالرزاق السيد مدير الإذاعة المحلية سابقا، وأحياناً مع سامي البدر من فريج الغنيم إلى البحر حتى المستشفى الأميركاني، وكان عازفا على عدد من الآلات الموسيقية خاصة الهبان والعود، ومن هواياته المطالعة خاصة الشعر، وكان يتبادل الأبيات مع الفنان أيوب حسين، ويشارك في كثير من المناسبات منها: زيارته لبغداد وحضوره معهد الملكة «خزيمة» والدة الملك فيصل الثاني عام 1957م».




لمرأة الكويتية
وتحدث الحسيني عن المرأة الكويتية التي قدمت الكثير لبيتها وزوجها فقال: أتذكر جدتي كانت تخبر على التاوة خبز الرقاق، ولديها كل عدة البيت من المضرابة، وأدوات الطبخ التقليدية وماكينة خياطة الملابس، وكان تجهز الأچار وهو المخلل أو الطرشي، كنت أشاهدها وهي تضع الطماطم والثوم، وثوم الجبل، والتفاح الحامض، والفلفل، وعرفت منها أن الأ چار كلمة هندية او فارسية تعني الأربعة، اي يتألف من أربعة أصناف رئيسية، وكانت تنتج الزبد - الجبن - اللبن بطريقة بدائية، وكانت تغسل الملابس على البحر، وصابونها طين الحائط، وحتى الحلويات من صنع يديها، وكانت تجيد الخبيصة - التمرية - قرص عقيلي - حلوى ناريل، - ورنكينة، وكانت تعالج بعض النساء بخبرتها مثل التغميزة (إسقاط)، وتعالج الإمساك بواسطة الحلول، وكانت ملتزمة حتى داخل بيتها لم تكن تخلع الملفع أو الثوب، لأن البيت الواحد كان يجمع أكثر من عائلة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحسيني (الجهراء) IE الجهراء 6 14-12-2010 02:54 PM
عبدالمحسن الحسيني: فريجنا سعود وغنيم أكبر أحياء الحي القبلي IE مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 0 05-06-2010 12:40 AM


الساعة الآن 11:10 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت