معرض السادة الرفاعية للوثائق التاريخية

[AHMAD]

كتب يوسف الكوت:

اثار المعرض الذي تم تنظيمه خلال الأسابيع القليلة الماضية في ديوان الرفاعي وهو الأول من نوعه للمخطوطات والصور والوثائق التاريخية التي بحوزة السادة الرفاعية اعجاب مشاهديه، وقد تميز هذا المعرض الذي افتتحه سمو رئيس مجلس الوزراء بالوثائق والصور التاريخية التي تبين تاريخ نشأة الكويت ووجودها منذ ما يقارب 300 عام، إلى جانب المقتنيات التاريخية والوثائق التي تخص عائلة الرفاعي ودورها في تاريخ الكويت، «الوطن» التقت بعد المعرض السيدين أنور وجمال الرفاعي حيث تحدثا عن أهداف هذا المعرض وتطويره وافتتاحه إلى جانب أمور أخرى تخص تاريخ دولة الكويت، وفيما يلي نص اللقاء مع السيدين:

* بداية السيد أنور الرفاعي إلى ماذا يهدف هذا المعرض؟

- يهدف المعرض إلى اظهار الموروث الكويتي للجمهور وأبنائنا والجيل الذي لم يلحق هذا الموروث، وموروثنا مهم وقيم والشعوب تقاس بمدى حفاظها على موروثها والناس يسافرون لرؤية تحفة أو صورة وتدفع مبالغ كبيرة لرؤية هذه التحف والصور، ومع الأسف اننا في الكويت افتقدنا هذا الموروث، وقد أحسسنا نحن كمنظمين اننا بحاجة لاظهاره من خلال المعرض وما سيلحقه من معارض في السنوات المقبلة والتي ستكون اكبر مما رأيناه في هذا المعرض لنظهر تاريخ الكويت الحقيقي ولتثبيت ما هو واقع على الأرض من وجود الكويت الذي يتجاوز 300 سنة.

وهذا المعرض ذو نفس تاريخي وهو يرجعنا بفكرنا إلى ماذا اعطى رجالات الكويت السابقون لهذا الوطن في ذلك الوقت بالرغم من صلابة الحياة وفقرها وكيف أوصلوا الكويت إلى ما هي عليه الآن، ونحن من خلال هذا المعرض نتعرف على امكانياتهم وفكرهم الذي ساد في تلك السنوات وكيف استطاع التاجر والغواص أن يبني الكويت وذلك كله يتبين من خلال الوثائق التي نقوم بالاطلاع عليها من خلال المراسلات والأدوات التي رأيناها تستخدم في ذلك الزمان وبعض الصور التي تؤرخ تاريخ الكويت الحقيقي وكان هذا هو الهدف الأساسي والمرجو وهو اظهار هذا المعرض للجمهور ليطلعوا على هذا الموروث التاريخي.

* ما المدة التي استغرقها التجهيز هذا المعرض؟

- استغرق المعرض مني كفكرة أكثر من سنة ولكن التنفيذ أخذ ثلاثة اشهر بالتعاون مع أبناء عمي مجتمعين ونخص فيهم السيد محمد الرفاعي والسيد جمال الرفاعي لوقوفهما واظهار المعرض بالصورة التي نراها الآن.

* كيف وجدتم افتتاح المعرض والحضور الجماهيري؟

- افتتح سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح المعرض وكانت لفتة كريمة وهذا الأمر ليس بالغريب عليه فسمو الرئيس ابن عمتنا حيث ان والدته رفاعية وهو مشارك في هذا المعرض بما هو موجود له من صور ولوالده رحمة الله عليه وقد أعطى زخما اعلاميا كبيرا لهذا المعرض وسمعة طيبة بتشريفه وافتتاحه له وللحقيقة فوجئنا بعد الافتتاح بالحضور الكثيف في المعرض الذي كان مقرراً ان يظل لثلاثة ايام واضطررنا إلى أن نفتح صباحا ومساء لاستقبال بعض الضيوف وكانت هناك شخصيات سياسية ودبلوماسية وقد حضر أيضا أغلب السفراء وجميع الشخصيات المهتمة بهذا الموروث الذي جذب جميع الفئات العمرية وانبهر الجميع بما هو موجود.

* مم يتكون هذا المعرض؟

- المعرض يتكون من جزأين أساسيين الأول هو الوثائق وهي تتكلم عن تاريخ ما بين 300 إلى 320 سنة من تاريخ الكويت من خلال وجود بصمات واضحة من خلال الوثائق العثمانية وكانت دولة عظمى تهيمن على المنطقة وكانت تصدر الوثائق، وصدور وثيقة من محكمة في الدولة العثمانية دليل على وجود مصداقية لهذه الوثيقة ووثائقنا جميعها نسخ أصلية مختومة بالأختام السرية العثمانية والباب العالي وهي تؤكد وجود الكويت والكويتيين ووجود أراضيهم وممتلكاتهم وهذا دليل على وجود دولة قائمة متكاملة بمؤسساتها من خلال هذه الوثائق، أما الجزء الثاني فهو الصور التاريخية والتي يرجع تاريخها إلى 1906 وتؤكد على حضارة ورقي المجتمع الكويتي في ذلك الزمان وما في هذه الصور يدل على التلاحم بين الأسرة الحاكمة في الكويت والأسر الكويتية الكريمة بما يبرهن على قمة الرقي والشفافية أيضاً بين الحاكم والمحكوم وأريد أن أوضح اننا نرى في المخطوطات والمراسلات الشخصية التي بين الحاكم والمحكوم في ذلك الوقت عذوبة الكلام واختيار الكلمة الطيبة وفي هذه المخطوطات لا نرى الكلمة البذيئة وهذا دليل على رقي الأشخاص وطيب أخلاقهم.

كما أن هناك بعض التحف والقطع الأثرية التي تعود لتاريخ متزامن مع الصور والوثائق وهي توثق تاريخ الكويت وحضارة الكويت في ذلك الزمان، كما أن لدينا قسما فيه مخطوطات قديمة يفوق تاريخها 300 سنة وتدل على وجود الكتاب في الكويت منذ قدم الزمان كما أن هناك بعض المؤلفات الخاصة بالسادة الرفاعية وبعضها تتكلم عن السادة الرفاعية وتاريخهم كما أن هناك معرضا للوحات الزيتية للفنانة بدرية الرفاعي وهناك بعض الأركان التي تتكلم عن تاريخ الكويت.

* السيد جمال الرفاعي ما صلة القرابة بين عائلتي الرفاعي والنقيب الكريمتين خاصة أننا يمكننا مشاهدة اسماء أفراد عائلة النقيب على أغلب الصور والوثائق المعروضة؟

- الكثير من الناس يتساءلون عن عائلة النقيب وعلاقتهم بالرفاعية ونريد أن نوضح هنا أن النقيب ليسوا الا السادة الرفاعية وهي كلمة أعطيت شرفياً لأجدادنا من الرفاعية قبل 650 عاما حيث كان السيد أحمد الرفاعي والذي كلنا ننتسب له وهو انطلاقة الرفاعية في عالمنا العربي وبعد رجوعه من الأندلس واستقراره في بلده قام بنشر الرفاعية، والنقيب هم سلالة للسادة الرفاعية وكان أجدادنا يتوارثون كلمة النقيب وهي كلمة تعبر عن أشراف السادة يتوارثونها من جيل إلى جيل حتى يومنا الحالي.

* هل لديكم النية في أن يكون هذا المعرض شاملاً لجميع العائلات الكويتية وأن لا يقتصر فقط على عائلة الرفاعي؟ وهل ستستقبلون التحف أو المخطوطات من خارج العائلة؟

- نحن وبعد الحضور الكبير الذي أبهرنا خلال المعرض على المستوى الرسمي أو الاعلامي أو الشعبي حملنا مسؤولية كبيرة لأن نظهر في السنة المقبلة ما لدينا من وثائق وبطريقة تختلف جدا حيث بدأنا منذ الآن بكتابة السيناريو اذ سيكون عندنا السنة المقبلة معرض وسيكون هذا المعرض جزءا من أسبوع ثقافي وهو الأول للسادة الرفاعية بالكويت وسيتضمن هذا الأسبوع فعاليات متعددة من ضمنها معرض هذا العام والحقيقة أننا لم نعرض كل ما لدينا ولا نستطيع عرضه في مكان واحد فارتأينا أن نترك أجزاء للسنوات المقبلة حيث ستكون هناك موجودات جديدة وصور جديدة وسيخصص جزء من المعرض لمخطوطات تخص الكويت وسنستعين بالهيئات والوزارات المختصة في الدولة وكذلك سنخصص جزءاً للوثائق التي تتكلم عن عائلات الكويت بصورة عامة ومن لديه وثيقة نادرة فسوف نعرضها ونريد أن نؤكد أننا نعرض الأصل ولا نعرض الصور وسيكون هناك أكثر من جزء في المعرض سواء للرفاعية أو غيرهم.

* تحدثت عن وجود أسبوع ثقافي فماذا سيتخلل هذا الأسبوع الثقافي؟

- ستكون هناك ندوات ومحاضرات على جانب هذا الأسبوع الثقافي إلى جانب الفن البحري وغيره من الفنون كما سنقدم أنواع المأكولات الكويتية القديمة حتى الملابس سوف يكون لها دور وكل ما يتعلق في تاريخ الكويت سنحاول أن نجسده في هذا الأسبوع الثقافي.

* كيف وجدتم الدعم المعنوي والتشجيع في هذا المعرض؟

- حقيقة فوجئنا بالدعم المعنوي الذي تلقيناه فكان الدعم فوق الخيال فسمو رئيس مجلس الوزراء افتتح المعرض وهو أكبر دافع لنا كما أن الحضور كان كبيرا ومميزا حيث حضر وزير الداخلية والوزير الدكتور محمد البصيري في يوم الافتتاح وأكثر من 16 سفيرا معتمدا في دولة الكويت، كما حضر رجالات السياسة والعلم والأدب والفكر والاعلام وهذا الحضور أعطانا دعما كبيرا ودفعة معنوية كبيرة وحملنا المسؤولية وعسى الله يعيننا على تحملها في العام المقبل ولا يفوتنا هنا أن نشكر الجهات التي ساهمت في هذا المعرض مثل بنك الكويت الوطني ممثلا بعصام الصقر حيث زودونا بالشيكات القديمة وكذلك الأمانة العامة للأوقاف من خلال الوكيل المساعد محمد الجلاهمة حيث بعث لنا ببعض المخطوطات والوثائق وهي وقفيات الأمانة التي تخص السادة الرفاعية وكذلك الشيخة منى الجابر عبد الله الجابر والتي زودتنا ببعض الصور من خلال كتابها الذي أصدرته، وكذلك تلفزيون الكويت وعبداللطيف بوكنان واود ان اشير أن هذا المبنى الذي أقيم المعرض فيه بمنطقة الشامية بناه السيد محمد الرفاعي مستشار حضرة صاحب السمو تنفيذا لوصية والده رحمة الله عليه حيث ان هذا المبنى أصبح وقفا للرفاعية لخدمتهم في أفراحهم وأنشطتهم وفي أي نشاط يعزز صلة الرحم بينهم.

* عودة اليك السيد أنور الرفاعي، كما نعلم أنه وخلال الغزو الغاشم سرقت العديد من التحف والمقتنيات والآثار والمخطوطات والوثائق الكويتية فهل تم سرقة بعض من هذه المقتنيات منكم وهل تمكنتم من استرجاعها؟

- لقد سرق منا في ذلك اليوم أكبر وثيقة واستعدناها بدعاء أهل الكويت وتكاتفهم وتلاحمهم وهي الكويت بنفسها وهذا أكبر موروث لنا فقدناها واستعدناها بفضله سبحانه تعالى وما فقدناه ايضا في الغزو الغاشم ومع الأسف الشديد ولن نتمكن أن نستعيده شهداء الكويت ونسأل الله أن يكونوا من الشهداء الأبرار وان يجمعنا بهم، أما من ناحية المنقولات التي فقدناها فكانت بعض الشهادات والوثائق والصكوك والقطع والأوسمة والسيوف ومن خلال جريدتكم الغراء نحث من استطاع أن يحصل أو حصل عليها بطريقة ما أن يرجعها لأصحابها من خلال ديوان الرفاعي حيث انه تمت سرقة كمية كبيرة من المنازل خلال الغزو.

* هل هناك توجه لطباعة كتاب تاريخي يضم تاريخ السادة الرفاعية بالاضافة إلى تاريخ الكويت منذ نشأتها؟

- سيصدر في الواقع لنا كتابان الأول سيتكلم عن ما هو موجود اليوم في المعرض ويوثق هذه الفاعلية من خلال الصور والوثائق التوضيحية أي سيقوم هذا الكتاب بشرح ما هو موجود في المعرض وسيصدر عن قريب جدا، أما الكتاب الثاني وهو أشمل فسيتكلم عن نشأة أهل البيت بصورة عامة وحضور أهل البيت إلى الكويت وسيكون فيه تاريخ وجود أهل البيت في الكويت ومن هم أهل البيت ويتكلم عن السادة الرفاعية وانتسابهم لأهل البيت الشريف وبعدها سيتكلم بصورة عامة من خلال الوثائق والصور عن الكويت وأهلها وتاريخهم وقد بدأت فيه لكنه سيأخذ وقتا حتى يتم الانتهاء منه.

* المخطوطات والوثائق لا تقدر بثمن ويرفض الكثيرون بيع مقتنياتهم الشخصية فهل قام أحد بعرض أسعار معينة لهذه الوثائق والصور وهل هناك نية لبيع أي منها؟

- حقيقة ان سوق المخطوطات والوثائق والتحف سوق رائج وكبير وله تجاره وهو يومي على مستوى العالم ومن خلال احتكاكي في الفترة الماضية مع الأخوة الذي يقتنون هذه التحف والوثائق وجدت عندهم سوقا وبورصة يتداولون فيها ويبيعون ويشترون وهناك أسعار متفاوتة وتقييم للبضاعة من قبل خبراء منهم وطبعا كلما أصبحت الصورة أو الوثيقة قديمة زاد سعرها، والمخطوطات والوثائق والصور التي نحتفظ بها وتخص عائلة الرفاعي لا يمكن أن نبيعها أو نفرط فيها ونحن نحتفظ بها وعلى الرغم من أن بعض الأخوة ألمح لي عن امكانية بيعها الا أن الاجابة كانت أنه لا مجال حتى بالنقاش في هذا الموضوع ولكن هناك بعض الأخوة من العائلة يملكون محلات لبيع التحف ويتداولون فيها القطع التي لا تخص العائلة بل قطع تراثية أخرى سواء المتعلقة بالمجتمع الكويتي أو بمجتمع بلد آخر.

* النظام العراقي البائد ادعى أن دولة الكويت جزء من العراق فهل يمكنك أن تحدثنا عن بعض الوثائق التي تنفي هذه الادعاءات؟

- ما لدينا من مخطوطات تدل على وجود الكويت والذي يتجاوز 320 سنة وما ادعى به النظام العراقي البائد ما هو الا تمثيلية انكشفت منذ بدايتها والوثائق التي عرضناها في المعرض تدل على المعاملات التجارية التي كانت تتم بين الدولتين والكويت كانت عادة سباقة في هذه الوثائق أي أن اسمها يسبق كلمة العراق وتكتب (الكويت) في هذه الوثائق وهذا دلالة على عراقة الكويت ووجودها ونحن عندنا ما يثبت هذا الكلام بأكثر من وثيقة وأكثر من صك وأكثر من دولة مصدقة على هذه الوثائق وعندنا بعض الوثائق ستعرض في المستقبل مصدقة من قبل الحكومة البريطانية والدولة العثمانية تدل على وجود الكويت كدولة وكيان قبل أن يظهر ما يدعونه اليوم من خلافات وكلام نحن نقول عليه في اللهجة الكويتية (مأخوذ خيره)، وستظهر خلال الأيام المقبلة وثائق تؤكد وجود الكويت منذ اكثر من 400 سنة وهي وثائق معتمدة، كما انني أخص «الوطن» بهذا الخبر حيث اننا سنعرض خلال وجود قادة مجلس التعاون في الكويت الشهر المقبل خلال القمة وثيقة للجمهور تدل على وجود الكويت سنة 1611 وهي معلومة حديثة ومعتمدة وموثقة.

* كلمة أخيرة.

- أشكر عبر جريدتكم الغراء جميع أفراد عائلتي والذين يتجاوز عددهم 1400 فرد على كل ما قاموا به من مجهود في المساهمة من خلال المعرض ومن خلال حضورهم ودعمهم لي ولاخواني الذي اشتغلوا معي في المعرض وهذه رسالة أرجو أن تصل للجميع وشكري لهم وتقديري لهم وليعذرني الجميع ان قصرت في وضع بعض الصور لهم وذلك للكم الكبير الموجود وسأحتفظ بهم للسنة المقبلة وليعذروني ان قصرت في أي أمر آخر، وأشكر «الوطن» بالأخص على تغطيتها واهتمامها بالمعرض.

تاريخ النشر 04/12/2009
</SPAN>