راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 23-04-2011, 06:35 PM
الصورة الرمزية bo3azeez
bo3azeez bo3azeez غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: ديرة بو سالم
المشاركات: 461
افتراضي الدِّهْلَة

سوق في الدهلة قديماً مخصص لبيع الدجاج
إعداد فرحان عبدالله الفرحان
«الدهلة» موقع في العاصمة خرج من التاريخ وبقي في الكتب، الساعة من الزمن إذا كان «دهل»، والدهلة كموضع وكمسمى كل واحد أصعب من الثاني.
الدّ.هْلَة: بتشديد الدال وسكون الهاء وفتح اللام هكذا كان ينطقها الكويتيون في القرنين التاسع عشر والعشرين، اما اليوم فلا يذكرها احد، حيث خرجت بالتنظيم من التاريخ.
اين موقع الدهلة ؟.. الدهلة إذا أردت ان تعرفها فما عليك الا الذهاب الى سوق واقف (واجف) وتركن سيارتك في موقف السيارات خلف هذا السوق من الناحية الغربية، فهذا الموقف هو الدهلة في القديم فيحده سوق الصراريف، الذي استحدث بعد سوق الصراريف، او الصرافين القديم (يحده من الجنوب ومن الشرق المقبرة القبلية وبالتحديد السور او الحاجز الشرقي لهذه المقبرة، هو الفاصل من الدهلة، هذه المقبرة التي اصبحت حديقة اليوم، وهي تطل على مجمع قصر العدل، وكانت هذه المنطقة جزءا من منطقة القبلة او حي فريج الجبلة.
كانت في الاساس منخفضا تصب فيه مياه الامطار المتسربة من الصفاة والمرقاب، حيث ارتفاع الارض، ومن ثم تتجمع المياه في هذا المنخفض الدهلة، وما يفيض من الماء يتجه الى براحة السين، ثم يأخذ طريقه الى البحر.. هكذا كانت الدهلة في القديم واصبحت شبه مستنقع وارضا مهملة.
عندما امتلأت مقبرة الشرق توجه الكويتيون الى هذه الارض المحاذية للدهلة وانشأوا فيها المقبرة المعروفة، مقبرة القبلة، وظلوا يدفنون فيها الى اول القرن العشرين، وقد كان جد والدي عبدالله محمد راشد الفرحان دفن في هذه المقبرة سنة 1896، وأتذكر قبره كما كان يدلني على موقعه جدي احمد الفرحان، وبالتحديد في الزاوية الشرقية الشمالية، محاذيا لجدار هذه المقبرة.
الدهلة كانت - كما قلت - منخفضا من الارض يفيض بالمياه في فصل الشتاء، وكان خارج سور الكويت الثاني.
شاء القدر ان يكون هناك قاض في الكويت في اول القرن التاسع، وكان ينقل له السمع، بأن هناك مجموعة من العشيش والاكواخ.
أنها تتخذ للمتعة واللذة وجاء قرارها قاضي الكويت بإزالة هذه العشيش وإقامة مسجد مكانها تولى بناءه المرحوم عبدالله بن محمد سليمان المديرس في سنة 1810 هـ .
يقع هذا المسجد قرب بوابة السبعان وكان بعدها أن غادر الساكنون في هذه العشيش إلى مكان آخر خارج السور فتوجهوا إلى المنطقة المنخفضة التي تفيض بها مياه الأمطار وهناك على حافة هذا المنخفض أقيمت العشيش والأكواخ بعيداً عن أعين الناس، وكان مرتادوها يقضون وقتاً قصيراً عند ساكني هذه العشيش ساعة من الزمن ومن ثم ينصرفون إلى بيوتهم.
كان القدماء يعرفون اللغة العربية بالسليقة، وذلك لما توارثوه من أجدادهم حيث الوقت القصير عند العرب هو «دهل»، ولما كان الرجال يرتادون هذا المكان لساعة من الزمن فهو يقضي وقت الدهل، والمكان الذي يقضي وقته فيه «دهلة».

مكان للفساد
هذه الكلمة «الدهلة»، كما قلت في أول البحث اتعبتني، لأنني ظننت أنها كلمة غير عربية، ولهذا أهملتها في كتابي «معجم المواقع والأمكنة»، وكذلك في كتابي «تاريخ المواقع والأمكنة»، ولم أعر لها اهتماماً، ولكن رجلاً عجوزاً كان يجلس معنا في الصباح الباكر في ديوان المعجل سألته: ما معنى الدهلة؟ فقال لي: مكان للفساد يذهبون في المساء لمدة ساعة ثم يتوجهون إلى بيوتهم، كأنهم لا صار ولا استوى، وعندما رجعت إلى المعاجم اللغوية كان الإمام إسماعيل بن حماد الجوهري الذي كان موجوداً قبل ألف سنة وأخرج كتابه الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية حيث أهمل هذه اللفظة، وجاء من بعده الإمام الحسن بن محمد بن الحسن الصاغاني الذي كان موجودا في سنة 600 هـ حيث قال حول كلمة «دهل» أهمله الجوهري، وقال اللحياني مضى دهل من الليل بالفتح ساعة، وجاء الإمام الزبيدي في كتابه «تاج العروس» يقول «الدهل» أهمله الجوهري، ونقل كلام الصاغاني، وقال ابن الإعرابي «الساعة» يقال مضى دهل من الليل أي ساعة
وفي العصر الحديث أقول رحم الله حمد السعيدان الذي سجل سطرين لكلمة الدهلة حيث يقول في الجزء الثاني من موسعته صفحة 603 التالي:
الدهلة: فريج يقع في داخل المدينة بين المقبرة وعمارات جوهرة الخليج، مكانه اليوم شارع صلاح الدين. والدهلة لغة المستنقع من الأرض أو ساحل البحر الطيني. أقول لم يحالف الحظ الفاضل المرحوم حمد السعيدان حول تسمية الدهلة المستنقع. صحيح انها كانت منخفضاً من الأرض ومياه الأمطار عندما تندفع من مرتفع المرقاب وهي نتيجة إلى هذا المنخفض فتكون مستنقعا. لكن هذا المكان أطلق عليه كلمة الدهلة المأخوذة من كلمة دهل وهي ساعة. ويقولون: أقضي دهل ساعة من الزمن والمكان الذي يقضي فيه هذه الساعة هو الدهلة المعروفة في تاريخ الكويت.
أتذكر في سنة 1950 كانت هناك مجموعة من الدكاكين التي كانت في شرقي المقبرة، ويعمل فيها بعض الذين يصلحون السيارات أو النجارين الذين يصنعون «البدى» الصندوق الخشبي حيث تأتي السيارة إلى الكويت مكينة وقمارة وشاصي وتايرات ومكينة وصندوق أمامي للسائق وفي الكويت يضعون الصندوق الخشبي الذي توضع فيه الأحمال والحاجيات لتتوجه بهذه الحمولة إلى نجد. وكان في أطراف هذه الدهلة صيدلية الهاجري وفندق الخليج وبعض البيوت الصغيرة.
كنت متجها مع جدي أحمد عبدالله الفرحان ذاهبين لصلاة الجمعة في مسجد البدر حيث الشيخ أحمد الخميس الخطيب، وعندما اقتربنا من هذه المقبرة متجهين بالتحديد الى الزاوية الشرقية الشمالية أخذ يشير لي ويقول: هنا مدفون «أبوي» يعني جد والدي عبدالله محمد راشد الفرحان الذي توفي سنة 1896 ويقول كنت صغيرا عندما نقل الوالد لهذه المقبرة الله يرحمه.
أتذكر في الزاوية الشرقية الجنوبية اقتطع جزء من أرض المقبرة وبني فيه مجموعة من الشقق، أتذكر أربع عمارات ذلك في سنة 1950 ـ 1955 في هذه الفترة جاءت بعثة أزهرية فيها الشيخ رياض هلال وعلي عبدالمنعم وغيرهما، وكانوا فحولاً في اللغة العربية، وأتذكر أني زرتهم في منزلهم مع الأخ المرحوم عبدالله عبدالرحمن الرومي ولا يعرفون أن خلفهم بناة الكويت الأوائل الرجال المؤسسين يقبعون في هذه القبور .

مستنقع أو بحيرة
كان هؤلاء العلماء يسكنون في هذا البيت، وهذه الفيضة أو المستنقع فيما مضى أو البحيرة تقبع خلفهم إنها بلا شك الدهلة. هذه الدهلة كانت إن مرت عليها أطوار أتذكر قبل سنوات كثيراً من العمال استغلوا يومي الخميس والجمعة وعملوا لهم بسطات يبيعون بها بعض الحاجيات من ملابس وغيرها إلى أن تطور الأمر «وبلطت زفت» هذه الدهلة، وأصبحت موقفاً للسيارات، وجزءاً من أملاك الدولة تديره شركة المرافق العمومية المسؤولة عن مواقف السيارات في كل أنحاء الكويت.
قبل الختام أقول: عندما كانت العشيش في مبنى مسجد المديرس نفسه قبل قرنين من الزمن وأصدر القاضي بإبعادهم فلم يجدوا إلا خارج السور، حيث هذا المنخفض غير المرغوب، وأقاموا أكواخهم وعششهم، ومن هنا أخذت الزيارة والبقاء لمدة من الزمن ساعة دهلة والمكان نسبة له هو دهلة.
وأخيراً، فهذا مكان وموضوع كانا معروفين في تاريخ الكويت قبل قرنين من الزمان، وخرج هذا الاسم من سجل تاريخ الكويت مع التنظيم الحديث، حيث اختفى المستنقع والمنخفض والمستنقع له معنيان: لفظي ومكاني، وكل منهما يؤدي دوره.
انتهت الدهلة من تاريخ الكويت، وأصبحت في خبر كان، ولهذا سجلتها في هذا البحث، لأنها جزء من تاريخ الكويت، ومن الأماكن التي تكونت خارج السور الثاني في هذه البلاد العزيزة.
المصدر " جريدة القبس 22-42011
__________________
تهدى الامور بأهل الرأي ماصلحت
*****************
فان تولوا فبالاشرار تنقاد
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت