راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > المعلومات العامة
 
 

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-08-2011, 09:52 PM
الصورة الرمزية bo3azeez
bo3azeez bo3azeez غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: ديرة بو سالم
المشاركات: 461
افتراضي ذكريات كويتية مؤلمة مع الأمطار

ثلاث هدامات شرّدت الأهالي

جاسم عباس
عندما تتطلع الى الغيوم تتساءل عن اهميتها وعظمتها، فهي مشبعة بكميات هائلة من الماء، ولا تستطيع تيارات الهواء الصاعدة حملها، فتسقط مطرا، وهذه القطرات هي من وسائط عودة الماء الى الارض، ومن ثم الى البحار تتشبع التربة فيرتاح الانسان، لأنه خير له ولمزروعاته ومواشيه، ولكن إذا رجعنا إلى السنوات الخوالي نتذكر عندها الوجه الآخر لها عندما دمرت هذه الأمطار البيوت والحقول، وشرّدت وقتلت الملايين، وهذه الأمطار عندما تزيد على حدها يكون لها أثر سلبي.
للحديث عن هذا الموضوع التقينا الحاج مبارك حسين، فقال: لقد عشت الهدامتين الثانية والثالثة، وشاهدت المآسي والدمار، وهدم البيوت، والتاريخ يثبت منذ عام 1872 في شهر رجب عندما هطلت الأمطار على الكويت وسُميت بالامطار الرجبية.
ولكني عشت وحضرت الحفر لوقف الأمطار في عام 1934، كان عمري ثماني سنوات، كنت أعمل مع عمال قد يصل عددهم الى اربعين عاملا يرأسهم تنديل وهو رئيس العمال، وعندما يغيب هذا المسؤول عنا يعين أحد العمال ويصيحون عليه البقية ويرددون:
«هذا معيدي مع المعدان
شلون يصير تنديل علينا؟!»

أمطار الكويت
وقال الحاج مبارك: أمطارنا لها تاريخ مؤلم وذكريات لا تنسى، فقد هدمت اكثر من %30 من مساكن المدينة، خصوصا في الحي الشرقي من الديرة، وهذه هدامة ثالثة في عام 1954 هدمت الامطار الغزيرة احياء كاملة. وكما سمعنا من الذين لهم علم ودراية بأن كمية الامطار التي كانت تتساقط بين سنة واخرى وحسبنا ايامها لكانت بين ثمانية الى عشرة ايام فقط، وغالبا ونادرا الى اربعين يوما، وتكون في فصل الشتاء من نوفمبر الى ابريل، واما امطار الوسم فتسقط في اكتوبر، واما الصيفي فنزل المطر في عام 1976 شهر مايو، وكما قال المثل: «مطر صيف على ناس وناس».
وتذكر حجي مبارك بعض الأقوال عن المطر ونزوله انها سنة خير ونعمة، واذا اشتد قالوا عذابا ودمارا عندما يسمعون خرير الماء في غرفهم، واحيانا يسقط سقف المنزل عليهم، وامطار الكويت تتحول احيانا الى سنة الغضب عندما تتهدم العرشان واسوار البيوت او يقفل المدعاب (مجرى مياه المنزل في اسفل الباب الخارجي) ويملأ حوش البيت ويدخل الماء في الغرف.
وتذكر حجي مبارك خروج الاهالي من بيوتهم لكثرة المياه، كوارث حلت بأهل الكويت، وهناك من كان يفرح بهذه الامطار وهم اهل البدر والبادية والاشعاب والنباتات تخضرّ وزهورهم تتفتح، فينظرون فرحين الى الفقع والطراثيث والبامية والكرع والبربير في مزارعهم.

مراقبة الطبيعة
وأضاف الحاج مبارك: ان الكويتيين كانوا يراقبون أحوال الجو والرياح، خوفاً من الأمطار، نسمع من الآباء أن الرياح «كوس»، أي من الجنوب، و«يا هي» من الشمال و«شامي» شمال غربي، و«انعشي» شمال شرقي، وإذا «غيمت» سمعنا ان الغيوم تواجدت، والتحمت ببعضها قالوا: صك الغيم، وإذا تكاتفت قالوا: «دكادكا»، ولكن للأمطار أسماء عرفوها، لأنها هدمت وأنعشت، «فَلْت» هو المطر المنهمر، و«استهلت»، أي نزل المطر من السماء دفعة واحدة، وكلمة «قَلْب» تسمعها بمعنى ان لمطر نزل غزيراً من دون توقف والله يستر، ولا يخافون من «سحابة» المطر المفاجئ الذي ينهمر ثم يتوقف.

آثار الأمطار
وتحدث عما تخلفه الأمطار، قائلاً:
خباري: وهي المستنقعات في الأرض تتجمع فيها مياه الأمطار.
مسيل: هو المكان الذي تلتقي فيه المياه.
غدير: الماء المتحصل من الأمطار.
سيل: الماء الذي يسيل على الأرض من انهمار الأمطار الغزيرة.
نكيعات: أرض منخفضة تتجمع فيها مياه الأمطار.
وقال: كنا نسمع الفتيات ينشدن «أم الغيث» عندما يتأخر نزول المطر:
«يا أم الغيث
غيثينه
خلي المطر
ايينه
خلي العشيبة
تنبت تنبت
يرعاها اطليينا»
وإذا ما نزل المطر جاء دور الصبيان، وعلى رؤوسهم الخيش اتقاء المطر، مرددين:
«طك يا مطر طك
بيتنا يديد
مرزامنا حديد
طك ما مطر طك»
ولكن الجميع يدعون ويتغنون، أيضاً: «يا الله تزيده ترحم عبيده»، وإذا نزل بمقدار لا يدمر ولا يهدم يتباركون «ربنا اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين».
ولله الحمد، انتهى الخوف من الأمطار الغزيرة بسبب الأساليب الوقائية للمباني الحديثة، وحفر المجاري، وكان الناس يسمون تلك السنوات بمسمياتها للتاريخ والإثبات، مثل: سنة الهدامة، أو الرجبية، أو سنة الجمدة، والسنة التي تهدمت بيوت فريج.. وهكذا.

الحفر.. وفوائدها
في الكويت قديماً وخاصة في الأحياء الداخلية أو على أطرافها، كانت توجد مستنقعات المياه وحتى حفر تتجمع فيها أمطار السيول، وخُبرة وهي مستنقع من الأرض، تضم مياه الأمطار، ون.كْعَة وهي المستنقع الناتج من ماء المطر أو غيره، وطْيَه: الأرض المنخفضة التي تجاور البحر فتمتلئ بالمياه أثناء المد.
وقال الحاج مبارك: هنا أيضاً حفر ومنخفضات داخل البيوت أو خارجها، مثل حفرة جليب، برجة (بركة) خُفْكَة، هَب.ية، بالوعة، شعيب، ابحره، ط.مانة، نكرة، أرض هافتة. وأما الحفرة فموقع من الأرض يحفر لغرض تجمع فيها مياه الأمطار والسيول القوية، التي كانت تدخل البيوت، وهذه الحفر قامت بدور كبير قديماً للحفاظ على المنازل المبنية من الطين، وإذا فاضت بسبب غزارة الأمطار فتدخل السكيك وتتسكر المداعيب (جمع مدعاب) فتتهدم البيوت، ويتشرد الأهالي، وأحياناً تفيض الحفر مع استمرار غزارة الأمطار فتتحول إلى كارثة، وهذا ما حصل في الأعوام السابقة 1872 و1934 و1954، وعند كلر حضرة مجرى للمياه منها إلى البحر، وبعض البيوت تكون مرتفعة قليلا عن السطح فتسيل المياه إلى البحر.
وقال مبارك دشتي: لولا الحفر لتهدمت كل البيوت واتذكر مناطق لا حفر فيها استخدمت الأهالي الهواري (جمع هوري) قارب صغير من جذع الشجرة، وشاهدتها في فريج القروية، فكانت هذه الحفرة منتشرة في الحي الشرقي، فتجد كل 10 إلى 15 توجد حفرة يحفرها أهاليها بعمق 3 إلى 5 أمتار تقريبا، وفتحتها ما بين مترين إلى 6 أمتار، وحفرة تيفوني هي الأكبر وتصل إلى 6 أمتار، وإذا حفرت أكثر تصل إلى قاع الماء، وغالبا تحفر البلدية، ويصل عدد العمال إلى أربعين عاملا مستخدمين الزبلان، والصخاخين.
وتذكر الحاج مبارك بعض الأحياء فيها خوارير (لسان) في الأرض تسحب مياه الأمطار إلى البحر، ولا حاجة لهم للحفر، وأما الرمل فيحمل إلى الخارج، وأجرة العامل نصف روبية أي 8 آنات، والعامل الذي ينقل الرمل إلى الدوبة في البحر فيأخذ 12 آنة، وأنا عملت بنقل الرمل، وحفر بعض الحفر بعمق 3 باعات أي طول امتداد اليدين.

أسماء الحفر
وقال: في الكويت القديمة حفر كثيرة، الصغيرة والكبيرة، ومنها: حفرة تيفوتي موقعها قبل مسجد الرومي، ثم تأتي حفرة أخرى خلف مخفر الشرق، سميت حفرة المدير، وأنا عملت فيها ونقلت ترابها مع عبدالله الحمد وإبراهيم أبومشكال وعبدالله عمران، وكنا 20 عاملا.
واضاف الحاج مبارك: حفرة الروضان أعمق الحفر في الشرق، قرب بركة الماء موقعها الآن قبل مستشفى الأميري، وبالقرب منها أتذكر غلوم شاه قبازرد اشترى أرضا من الروضان، وأنا بنيتها، وحفرة في فريج البلوش بالقرب منها سبخة أو صبخة مكان الذي تجمع فيه الأوساخ والقاذورات ويسمى مزبلة أو سمادة، وفي هذه الحفرة (البلوش) تلقى بقايا سمك الصبور وسميت بحفرة الصبورة، وبالقرب منها حفرة بو بدر بجانب دروازة العبدالرزاق، وأبوبدر من القناعات، وقريب منها حوطة فيها 4 سدرات، مقابل الطنبورة كان ويحرسها رجل كبير السن يقدم لنا الكنار ولا يمانعنا بجمع هذه الفاكهة المحبوبة لدينا.
وتذكر مبارك دشتي حفرة المطبة خلف مدرسة النجاح، وفي فريج الصاغة توجد حفرتان بالقرب من مسجد الصحاف وبيوت الصفافير حاليا موقعها بجانب البورصة وحفرة بجانب كاركة جمال، وحفر أخرى تسمى حفرة الرزاقة مقابل بيوتهم خلف جاخور الشيخ عبدالله الأحمد، وعندما تدخل السكة تجد حفرة اطبيخ، وحفرة أخرى مقابل حسينية سيد محمد القديمة حفرة كبيرة فيها خارور.
وقال: حفرة بالقرب من بيت ماجكي مقابل بيت تيفوني، وحفرة عبدالله السالم زرع فيها 40 نخلة، واذا نزل المطر غطى النخيل كله، وحفرة الحدادة خلف مسجد الصادق في الصوابر، وحفرة كبيرة مقابل مقبرة المسيحيين، والآن موقعها مقابل عمارة الخليجية بالقرب من المنطقة الصناعية بالشرق، وأتذكر حفرة المويل الحساوية، وحفرة هلال المطيري موقعها موقع مجموعة البنوك في دروازة العبدالرزاق، وهناك حفر كثيرة كانت قبل ولادتي، أي قبل 1926.
وأضاف الحاج مبارك: حفرة كانت موجودة في منطقة المدرسة المباركية قبل انشاء المدرسة، وكانت الأمطار تستمر من 10 الى 15 يوماً من دون توقف، فلذلك تفيض هذه الحفر، وفي تلك الفترة كنت عاملاً وأنا من الذين بنوا بيت الشيخ فهد السالم الصباح على شارع الخليج العربي بالقرب من المستشفى الأميري.
وتذكر بعض الحفر في الحي القبلي منها: حفرة النفيسي مقابل بيتهم، وكما ذكرنا حفرة المباركية، وحفرة بالقرب من بيت حجي هاشم الجزاف (أشكناني) معلومات أتذكرها وعمري كان 12 سنة، أي قبل 72 سنة تقريباً، وكان الحي القبلي لا حاجة لهم للحفر لارتفاع بيوتهم وأراضيهم عن سطح البحر، فكانت المياه تصب في البحر، وكانت حفرة في فريج الدهلة بجانب المقبرة، وحفرة موقع مجلس الأمة أو بالقرب منه.
ومن فوائد الحفر هذه، عندما تتوقف الأمطار وتجف المياه، يقوم الأطفال باللعب فيها وصيد الطيور، وبعضها تكون مزبلة ومكاناً للقمامة.
وأثناء الحديث مع الحاج مبارك حسين دشتي ذكر بعض الاخوان الحاضرين بعضها، التي لم تذكر من الحفر، وهي:
حفرة الميدان الكبيرة والصغيرة، حفرة السوق، المسيل، الحشاش، ابن اديين، العبكل، العوازم، الروضان، تيفوني، ابن نامي، ادغيم، سرور، ادريس، المرتكي، فيروز، ابن منصور افريج، حبيب، الوزان، غريب، الرشيد، الفلاح، المحميد، المشاري، البوطيبان، والفارس.

بيوت تهدمت سنة الهدامة 1934

سحب المياه من البركة

أمطار عام 1956

أمطار عام 1964
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=26082011
__________________
تهدى الامور بأهل الرأي ماصلحت
*****************
فان تولوا فبالاشرار تنقاد
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
امثال كويتية حكم كويتية بنت العريان التاريـــخ الأدبي 10 06-03-2015 01:49 PM
ذكريات صبي عماني على سفن كويتية في عام 1950م من زنجبار الى عمان الكلباني التاريـــخ البحـــري 6 13-07-2011 10:56 AM
صور و ذكريات bo3azeez الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 2 24-11-2010 10:52 PM
صور و ذكريات-1 bo3azeez الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 12 23-11-2010 10:56 AM
ذكريات طفل سعودي ولدالشامي القسم العام 1 25-06-2009 04:45 PM


الساعة الآن 09:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت