راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > التاريـــخ الأدبي
 
 

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #8  
قديم 26-03-2010, 05:53 AM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

هو واحد من أعلام الشعر الشعبي في الكويت وواحد من أهم وأكبر الشعراء على مستوى الجزيرة العربية وأحد أبرز رواد الشعر النبطي والعامي المتميزين في الكويت.
أحببته وارتبطت معه بصداقة أخوية لأنه شاعر حر لم يمسح «جوخ» لأحد في حياته ما لم يقتنع به، وأشعاره تحمل أفكاره الجريئة ونقده اللاذع.

من أوائل الشعراء الكويتيين الذين كتبوا الأغنية الكويتية الحديثة والسامري وشد الانتباه لقصائده النقدية التي تتناول الأوضاع المحلية.

كان كلما ضاق بالحياة يأتي الي في مدرسة صقر الشبيب الابتدائية في السبعينيات لاهون عليه أمرا ما واداعبه وكان – رحمه الله – يحفظ جدولي الدراسي ويحضر في أوقات فراغي بين الحصص ليلقي علي جديد قصيده واشعار ابن لعبون وفهد بورسلي وصقر الشعيب.

كان (يمون علي) فإذا اشتهى أكلة كويتية اتصل وطلب نوع الأكلة مثل مجبوس اللحم أو مطبق الزبيدي أو الجريش والهريس واللقيمات وكان آخرها في مارس 2005 في منزلي وقد أكرمته «أم مهند» بمجبوس لحم وفقع، وصور مع كتابه في مكتبتي.

انخلع قلبي كمدا عندما بلغني الأخ عبدالله عبدالرسول خبر وفاته في لندن عبر اتصال هاتفي في الثاني عشر من شهر اغسطس من عام 2005 تاركا ارثا أدبيا كبيرا في الشعر والأغاني.

مساحتي هذا الأسبوع عن الشاعر الكبير منصور منصور يوسف المبلغ الخرقاوي – رحمه الله – وعلى بركة الله نبدأ.

من هو الخرقاوي؟

لو سألت أي طالب كويتي من طلاب وزارة التربية أو جامعة الكويت من هو الشاعر الكويتي منصور الخرقاوي؟ أنا شخصيا أشك في ان تجد اجابة، اللهم الا الطالب المهتم بالأدب أو له قراءات أدبية، بينما كل أجيالنا تكبر ولا تعرف عن فهد بورسلي أو صقر الشبيب أو عبدالله سنان، أو عبدالرزاق العدساني أي شيء، لسبب بسيط جدا وهو عدم وجود هؤلاء العظام في المناهج الدراسية أو المقررات الجامعية للأسف! وحتى يقف القراء الكرام على تاريخ الشاعر الكبير منصور الخرقاوي، طيب الله ثراه، نقول:

هو منصور منصور يوسف المبلغ الخرقاوي، ولد في الكويت عام 1925 وترجع أصوله الى «طي – شمر» من منطقة الخرقاء، وتوفي والده قبل ان يولد فسمي على اسمه «منصور منصور» وجده هو المرحوم يوسف المبلغ الخرقاوي، فكفله جده لأمه المرحوم عبدالرحمن سليمان الرباح، وبعد وفاته كفله خاله أحمد عبدالرحمن الرباح، وأدخلته والدته صغيرا المدرسة المباركية والمدرسة الأحمدية ومدرسة الملا مرشد ودربه خاله احمد الرباح على المتاجرة في دكانه، واكتسب خبرة في الطب العربي وما سمي بطب البادية وأدويتها وما له علاقة بالطب العربي آنذاك وظل هكذا يتعلم منه هذه الصنعة حتى بلغ سن الخامسة عشرة.

رحم الله والدته لولوة عبدالله سليمان الرباح التي توفيت عام 1974 وكانت قارئة موالد في المناسبات الدينية والزواج.

وكان لملازمته جدته المطوعة «موزة حمادة» اثر كبير في تعليمه وثقافته لأنه كان يتلقى التدريب على يديها وبتوجيهاتها وخبرتها فكان يجالسها ويقرأ لها الكتب التراثية والدينية وقصص التراث العربي مثل: عنترة بن شداد وقصص ألف ليلة وليلة، والمولد النبوي والقادريات والتنزيلات وشجعته – رحمها الله – على قراءة دواوين الشعر لعمر بن أبي ربيعة والمتنبي والشريف الرضي وأبوتمام وابن زيدون والمعلقات الجاهلية وأشعار صدر الإسلام.

ثم انتقل الى تعلم البناء بعد كساد العمل التجاري تحت رئاسة الأساتذة خلف بن أحمد البناي، ويوسف جويهل محمد الجويهل وسعود راشد الرباح والأخير هو ابن عم والدته فدربوه على البناء مدة طويلة واستمر في هذا العمل المضني حتى عام 1950 حيث سافر الى السعودية والبحرين بعد ان هدمت جبلة والمرقاب ليسكن منطقة حولي في سكن بقرب الضاعن الذين ارتبط بهم من أيام العمل في البناء وكد الصخر وغيرها من المهن المتقاربة مثل النجارة.

في عام 1958 زار سورية والعراق وقصد الزبير للبحث عن اشعار الشاعر الكبير محمد بن لعبون الذي عشق أشعاره وحفظها.

كانت لديه هواية الاطلاع منذ الصغر وكسب هذا العشق من جدته التي دفعته للبحث والاطلاع وكانت تشجعه على زيارة المكتبة العامة في المناخ حيث يلتقي كبار الأدباء والشعراء ويحضر الندوات الأدبية والمساجلات الشعرية ويدون ويحفظ الشعر الفصيح النبطي والعامي الذي يعجبه وكانت له مساجلات ومطارحات شعرية وردود مع عدد من الشعراء مثل عبدالله الدويش وزيد الحرب من الشعراء الشعبيين وأيضا ما دار بينه وبين الشاعر المبدع والمتألق دائما د.خليفة الوقيان الذي رد عليه في قصائد مماحكة.

وكانت تربطه علاقة صداقة قوية بالمرحوم يوسف الملا حسين التركيت والملا محمد حسين التركيت أمين المكتبة العامة وكانت المكتبة حينذاك تغص بعلية القوم من طلائع المثقفين والمفكرين، ونتيجة للاحتكاك والحوار والنقاش والردود اتسعت مدارك الشاعر الخرقاوي وحاول جاهدا ان يحفظ المتون وأصول اللغة العربية وأخذ يحفظ أشعار غيره من الشعراء مما أثرى لغته وقوّى عباراته.

واذكر انه قال لي مرة: حاولت جاهدا ان اجمع شعر والدي شاعر الربابة منصور يوسف المبلغ الخرقاوي غير انني لم أحصل إلا على القليل، علما بأن والده من المؤسسين لفن القرينسي.

زواجه

في عام 1964 زار مصر ومن هناك تزوج وعاد بزوجته (أم بدر) الى الكويت ولكن حياتهم الزوجية لم تدم طويلا حيث توفيت في 14 – 10 – 1976 وعمرها آنذاك 28 عاما أي بعد زواجه منها بثلاثة عشر عاما وقد انجبت له «بدر – منى – هناء» وقد حزن لفراق «ام بدر» واشعاره تدل على هذا الحب وظل وفيا لها ولم يتزوج بعدها وقد نظم الكثير من القصائد في رثائها.

منصور الإنسان

منذ أن كنت مدرسا في مدرسة صقر الشبيب في السبعينيات وهو يتردد علي في المدرسة ويحرص على معرفة جدولي، ويأتي في وقت فراغي ليسمعني الشعر، ولأنني كنت معجبا بشخصه وشعره كان رحمه الله يخصني بحلو حديثه بأسرار نفسه ومنها ما سيظهر على الورق والكثير من أسراره ذهبت معه لأنني من المؤمنين بان المجالس أمانات.

ومنصور الخرقاوي شاعر حساس مرهف الاحساس وشعره يمثله بكل عزة نفسه الابية ولعل يتمه في صغره أثر فيه الى حد كبير، انظروا في هذا البيت من أشعاره:

يا الله يا معدل صفا كل ما مال

يا مصرف الأرياح عدل لي حالي

وهو رقيق العاطفة سريع التأثر لمصائب الناس أو مكارمهم فقد وصف «السسترات» الممرضات قائلا:

نسيت هموم قلبي والحساير

الى شفت الصبايا النعمات

وكم هو رائع في قصيدته (العدوان الثلاثي) يقول:

الجيوش العربية

مثل سيل فاض ميه

وله صور بلاغية من شعره توضح انسانيته مثل ما يصوره حنينه الى حمام البيوت القديمة التي تهدمت بيوتها ولم تهجر أعشاشها فظلت تحوم وتحوم فلما شاهدها كتب:

حمام شاقني فنه

أنا اطرب كلما غنه

يناغي ظل بستانه

يداعب ريش جنحانه

ثم يقول في نبرة انسانية بليغة حزينة:

اختفوا حتى الحمام الساجعين

ما يغرد كل ساجع للسراب

ثم يعرج على الحال فيقول:

والقاع لو تشكى الحرارة لرخوم

واجب عليها تبدل ارجال برجال

كان محبا للطبيعة يضمها اشعاره فيقول واصفا الطبيعة في مصر:

سبحان رب ابدع الكون وانشاه

أرى الطبيعة في مصر نور واسرور

الطير يسجع يطرب القلب بغناه

والورد فتح كل ارياحه اعطور

ثم يصف نيل مصر الخالد فقال:

النيل شبهت السفن في وسط ماه

صفحة من البنور في وسطها اسطور

ثم مزج البحر بالبادية يلتصقان معينا واحدا يستقي منه معانيه:

البحر فيه طيشه والجمل به هديره

والرجال النشامى للوفا والعزايم

متعدد المواهب

لم يكن منصور الخرقاوي شاعرا فقط وانما له هوايات صقلت أثناء رحلته في الحياة، حيث كان أبوبدر فنانا ملهما يجيد الرسم ويتقنه والاعمال اليدوية مثل النجارة وأمور البناء، غير أن الشعر طغى وأحب الموسيقى، خاصة الفنون الخاصة بالبحر من نهمه وكل أشكال الفن بما فيها السامري الذي أبدع فيه والاغاني الوطنية والعاطفية.

وقد سألته أكثر من مرة عن مجموعة من أغانيه التي غنيت ولها صدى بين الجمهور في داخل وخارج الكويت فقال: جودي لا تهجريني، هذه الابيات أحبها اضافة الى حمام يلي على روس المباني وحنين الموج وهب ريح الصبا.

وفي عام 1956 استدعته دائرة الشؤون الاجتماعية للمساهمة لتسجيل التراث الشعبي من قصائد ثم عين في عام 1958 موظفا في الاقسام الشعبية بنفس الدائرة وحضر جميع لجانها الفولكلورية ثم انتقل الى وزارة الارشاد والانباء (الاعلام) في قسم التراث الشعبي في «بيت البدر» فكان له دوره المميز في جمع التراث وفي عام 1982 احيل الى التقاعد من الخدمة.

ومن يقرأ كتاب شعره (ديوان الشاعر منصور الخرقاوي) الجزء الاول والثاني ـ يعرف انه أمام شعر وشاعر ارتبطا بالكلمة والموقف الصادق والمبادئ والقيم الثابتة، فهو لم يتزلف أو يتقرب من خلال شعره لأي انسان عظيم أو وضيع وكان صاحب نفس عزيزة فلم يتكسب يوما من شعره مترفعا عن الدنايا طالبا العليا دائما.

رثاء وزير

د.أنس الرشيد وزير الاعلام السابق يحبه أهل الكويت لمواقفه الثابتة من الديموقراطية والدستور، وأذكر أنه كوزير خرج علينا ليرثي هذا الشاعر الكبير قائلا: أنعى الشاعر منصور الخرقاوي أحد اعلام الشعر الشعبي في الكويت الذين فقدتهم الساحة المحلية، وذكر الرشيد ما قدمه الشاعر الخرقاوي للساحة الشعرية من اعمال وقصائد ودوره في اثراء الاذاعة بالبرامج الادبية والثقافية وما أعطاه للكويت من قصائد وطنية التي تغنى بها كبار الفنانين ثم أشار الرشيد الى الخرقاوي وزملائه ووصفهم بجيل الرواد الذين تركوا بصماتهم وأرسوا دعائم الاعلام الكويتي.

هؤلاء يحبهم

في جلسة صفا بعد التحرير وفي مكتبي في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية سألته: بوبدر مَنْ من الشعراء الذين تحبهم؟

فقال لي وأنا أكتب على الورق وترتيبهم كما يلي:

صقر الشبيب، مرشد البذالي، سليمان بن شريم، عبدالله القصاب، فهد بورسلي، زيد الحرب، ابراهيم الديحاني، سالم بن بالول.

ثم واصل: هناك اخوة لي أحبهم وتربطني بهم علاقة حميمة مثل: عبدالرزاق العدساني، البصري، الدويش، العتيبي، الرفاعي، الوقيان، الشريدة، الصانع.

هذا ما قاله لي بالحرف الواحد وأسطره على الورق للتاريخ، وأضاف:

أنا يا بومهند لن أنسى ابنتي بيبي ووليدي فواز عندما شرفوني برفقتهم للحضور الست العظيمة فيروز في دبي وما غمروني به من رعاية طيلة معرفتهم بي ويذكر بالخير دائما المربي الفاضل محمد عبدالرحمن الفارس وعبدالرزاق الرومي وعبدالله عبدالرسول ـ بوعلي والأخ الشيخ حمد عيسى الكندري والعم يوسف جاسم الحجي ـ رفيق طفولته والعم عبدالله المطوع طيب الله ثراه.

النقاب

في عام 1989 ذهبت مع اسرتي للخبر وفي محل للعطور جلست أمامي فتاة وكشفت عن نقابها وابلغته عن جمالها فكتب هذه القصيدة التي اسماها النقاب ولم تنشر ولم تدون لانه قالها وسجلها في شريط ثم كتبتها على الورق لتجد في هذه المساحة فرصتها للظهور للنور.. يقول:

ارى بومهند كريم الجناب

بقلبه من الحب جرح وصواب

يحب الغواني وطاري الاغاني

تولع بحب زينب وحب الرباب

عن الدار غرب سباه المحجب

تولع بطفل كشفله النقاب

ألا يا سمي نبي كريم

تخير ظلام السجن والعذاب

فتنها بحسنه وسحره الحلال

ومن يتقي الله نعم الشباب

ومن هام في فاترات اللحاظ

بدور بدت في شروق وغياب

ونهد وخد وصدر لبيب

وشعر كثيف كلون السحاب

وردف تهزه كهز النفوس

الا رنة الكاس وقت الشراب

وخصر نحيل وطرف كحيل

الا ابتسملك تشوف العذاب

الا چنك آلة كتابه

تعد النقط عند ضبط الحساب

الا ان اضحكتلك نسيت الهموم

بقلب التقي يحدث الانقلاب

وهذا الهوى والصبا والغرام

عشق بومهند كريم الجناب

العاشق المفتون

وفي عام 2004 زارني وكانت له عندي حاجة انجزت فقال هذه الابيات بخط يده يقول:

الله يعين العاشق المفتون

مسكين يخفي عن هله ما به

مربوط في حبل الولع مسجون

ماخوذ قلبه عند احبابه

امغربلينه في سحر العيون

والضحكات اللي تحرق البابه

ابومهند عارف الماعون

وده هو فصل اثيابه

لو كان هي نقصه تجي بالهون

انكان يوسف شرع ابوابه

وهذه ايضا من القصائد التي اصلها عندي وليس لها صورة لانه نظمها لي رحمه الله وبخط يده.

دمعة على يوسف

سألته: عم بوبدر لماذا تحب اسم يوسف؟

ارتسمت على وجهه ابتسامة حزينة وقال وقد اغرورقت عيناه بالدموع، كنت انتظر يوسف وعاكستني الاقدار وفقدت ابني «يوسف» رحمه الله ولي قصيدة في ديواني بعنوان دمعة على يوسف.

علام الليالي تردت معاي

اراها مديم اتتبع خطاي

تصبرت صبر الرجال الكرام

ولو في المصيبة شماتة عداي

فجعني زماني بطفل صغير

قبل لا أشوفه تكدر هناي

طواه اللحد قبل طي المهاد

مثل ما طواني لك الله ضناي

جنيني ورابع ثلاثة اصغار

لكنه انقطع مفصل من اعضاي

مثل حلم ليل خطر في المنام

او سوات طاري طرا في صباي

جنني ضغط امه شهيد المرض

تمنيت اسميه حي ابهواي

الاقدار تفجع جزعت او رضيت

ولا هو بنافع سقامي وبكاي

اريد الشفاعة بيوم الوقوف

عسى الله مولاي يقبل دعاي

انا جد فجاني الحزن بالرضاع

طوى عمر ابوي الفنا وانا جاي

الايام نضحك ونبكي بها

وراعي الطمع هام فيها جناي

انا شفت فيها العجب والطرب

ولكن نكدها هو اكبر بلاي

خدعني صفاها لحاها الكريم

كخل مخل يدور عناي

مقابلة صديق

في عام 2004 اخذته من بيته في بيان ويممنا وجهة السيارة الى جنوب السيارة لمقابلة صديق قديم يحبه ويقدره «ابوبدر» وسرح في السيارة معي طويلا وقال: اخي بويعقوب ـ يوسف الحجي منذ صغره وهو متدين وعفيف اللسان.

وفي غرفة العم يوسف الحجي تعانق الصديقان وكان العم يوسف الحجي، كعادته ـ مستبشر الوجه صباحا وهو يحتفي بصديق الطفولة الذي له مكانة في نفسه ثم دار حديث مفعم بالعاطفة والاخوية عن فرجان الكويت القديمة والديرة واهلها ثم طلب العم يوسف الحجي من الشاعر منصور الخرقاوي الا يقاطعه وان يزوره، ووعده بزيارته في ديوانه في ضاحية عبدالله السالم وخرجنا وابوبدر في غاية الحبور والسرور بعد ان جلس مع صديقه القديم ثم طلبني العم يوسف الحجي وابلغني بضرورة التعرف على احتياجات اخيه منصور الخرقاوي وكان «ابوبدر» ابلغني برغبته في ترميم وبناء منزله وتجديده ونقلت رغبة منصور الخرقاوي لكل من العم يوسف الحجي والعم المرحوم بإذن الله عبدالله المطوع، وأخي فواز وبيبي انجال العم خالد المرزوق وجميعهم وافقوا دون تردد على طلبه، وعندما نقلت له رسالتهم الكريمة طلب مني التمهل حتى «يدبر حاله ويفكر شوية ع‍لى حد قوله» ومضت الشهور وفارق الحياة وهو يحفظ لهم هذا الجميل والوفاء له، ويبقى هكذا منصور الخرقاوي يقول في قصيدته «شكوى لصديق» ويخص بها صديقه الشاعر عبدالمحسن الرفاعي:

يا عين دمعك حرق الخد مجراه

ليت البكا يجلي عن القلب ما فيه

عزي لقلب ذابه الهم مقواه

أنا أشهد أنه ينحف الهم راعيه

واشيب قلبي آه ويلاه ويلاه

يا خوفتي كثر الهواجيس تغذيه

الخرقاوي يعتزل

اعتزل منصور بعض الناس في حياته مبتعدا عن سلوكهم الذي انتحلوه حديثا والذي شامت نفسه عنه وهنا في أشعاره يبرر هذا السلوك:

توكل على الله ولا تستريب

وخل الأمر للحسيب الرجيب

يزيد الشدايد عن العاجزين

ولا تشتكي همك لأقرب قريب

الانذال لو طبت معهم ترى

يحفرون لك في طريقك جليب

وصدق «أبوبدر» دائما أقرب المقربين هم الذين يحفرون لك الجليب حقدا لأنهم أنذال، وان كانوا ذوي قربى.

وفاته

كان آخر العهد به في مركز حسين مكي جمعة وجلست معه جلسة طويلة يومها التفت الى الناحية الاخرى وكانت تجلس الاخت سبيجة الغيص ـ أم مشعل، وبادرني قائلا: هذه أحبها، وقالها وفق المقولة الخال والد، ثم أثنى على د.أحمد الخطيب وطلب ان أنقل له شكره وتقديره لأنجال العم خالد يوسف المرزوق ـ لما حظي به منهم من اهتمام ورعاية، وكان فواز وبيبي قد طلبا مني ابلاغه انهم قرروا ارساله الى الخارج، واذا بالأمر الأميري السامي يأتي لإرساله للعلاج في الخارج، فكانت دعوتهم له قد أثرت فيه كثيرا ونقل لي نبل مشاعره حيالهم.

ثم ذهبت وودعته في المطار وكان برفقته الأخ عبدالرزاق الرومي والأخ عبدالله عبدالرسول ـ بوعلي ـ وقبلت رأسه وطلبت منه الحل وأبكاني بدفء مشاعره وواعدته بالدعاء الدائم له في الحل والترحال وفي يوم 12/8/2005 فاضت روحه الى بارئها واسترد الله أمانته عن عمر يناهز 88 عاما في بريطانيا.

رحم الله منصور منصور يوسف المبلغ الخرقاوي، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ومكانه في الفردوس الأعلى.. اللهم آمين.. ادعوا له بالرحمة والمغفرة.

آخر الكلام

في الثمانينيات وقفت عليه سيارته النيسان البرتقالية في القادسية فزارني في مدرستي وقال: ركبت أمامي سيدة، الله يستر عليها سيارتها وعندما رأتني أمام سيارتي توقفت عارضة توصيلي، فرفضت وشكرتها، وقال لي اكتب:

تهز نهده ليما مشى جاره الله

مثل اهتزاز مولع القلب مسحور

قالت ترى اسمك بعدما عرفناه

قلت المولع عاشق القيد منصور

هذه بعض من قصاصاتي مع الشاعر الذي أحببته وبادلني الحب واسترد الله أمانته لأترحم عليه في صلواتي وصدقاتي رحمك الله «أبا بدر» وانني والله افتقدك يا عمي الغالي ومثواك الجنة بإذن الله وغفر الله ذنبك ورحمك فإني والله أعرف ايمانك وخوفك من الله.. وتسقط دمعة.. تتلوها دمعات.

أبوة شاعر

عندما سافرت زوجته وأولاده الى مصر قال مخاطبا عياله:

أرى شوقة منى ويا ابدير

لعيني كالضوا والقلب عيده

أنا من عقبهم ماني بخير

لي أم لو سلى قلبي تزيده

يذكر ان بدر ومنى وهناء هم أنجاله.

يوسف عبدالرحمن - جريدة الأنباء - 26/3/2010
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وقفية أحمد بن سعد الخرقاوي: بيته في الحي الشرقي 1857م جون الكويت الوثائق والبروات والعدسانيات 6 25-07-2010 07:36 PM
من التاريخ البحري ( الحميدي بن منصور ) كويتي111 التاريـــخ البحـــري 2 29-04-2010 11:28 AM
الشهيد منصور فالح أحمد ثاقب الثاقب sekarbel المعلومات العامة 1 18-04-2010 12:05 AM
د.منصور غلوم / القبس ولد الميدان القسم العام 0 14-12-2009 05:37 PM
منصور أحمد الخرافي PAC3 الشخصيات الكويتية 1 03-06-2009 01:11 PM


الساعة الآن 08:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت