راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 16-06-2008, 02:51 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي الشاعر الراوي براك السبيت - عالم اليوم




كتب طلال الرميضي:
إن أحاديث الرواة من كبار السن لها عبقها المميز وان ما تختزنه الذاكرة من ذكريات جميلة ومشاهدات نادرة شاهد على التاريخ لأن الذاكرة هي السجل الحي لتوثيق أحداث الماضي بالكويت، لذا تحرص صفحة نسايم السور على إجراء اللقاءات مع كبار السن لأن ما يرونه يساهم في توثيق صفحات مشرقة من تاريخ الكويت في الزمن الفائت.

ويسعد صفحة نسايم السور أن تستضيف الشاعر والراوي العم براك راشد السبيت الذي عرف بأنه من الرواه المشهورين الذين يحفظون الكثير من القصائد والحوادث التاريخية وصاحب كتاب«تحفة اليقين مختارات من قصص وقصائد الأولين»، ليحدثنا السبيت عن بعض ذكرياته الجميلة وعن بعض الحوادث التاريخية التي شهدها وعاصرها بأسلوبه الشيق والممتع.

ويحدثنا العم براك السبيت عن ولادته فيقول:
ولدت في منتصف عام 1929 وتحديداً بين معركتي رضا ونقير اللتين حدثتا بين قبيلة العوازم والقبائل الثائرة على حكم جلالة الملك عبدالعزيز بن سعود طيب الله ثراه وانتصرت العوازم فيها لكن في شهادة الميلاد والأوراق الرسمية مسجل فيها أني مواليد 1930، وجدي مطلق توفي بإحدى الطبعات البحرية ووالدي عمل بمهنة الغوص على اللؤلؤ والركوب مع سفن السفر الشراعية.

أما أنا فقد عملت مع سفن الغوص سنوات قليلة وتركتها لكي ألتحق بالعمل بإدارة الأشغال العامة في عام 1952 وكان مديرنا آنذاك هو الشيخ سالم العلي الصباح أطال الله في عمره، وعمل معي الكثير من الشباب الكويتي وكان الكويتيون مجتهدين في العمل وحب وطنهم واتجهوا إلى العمل بالإدارات الحكومية وشركة النفط لأن العمل بها مضمون وراتبه مجز بخلاف الأعمال القديمة التي مارسها الأجداد كركوب الغوص على اللؤلؤ أو السفر مع السفن الشراعية إلى الهند وسواحل إفريقيا لجلب البضائع وأدى هذا العزوف من الشباب الكويتي إلى توقفها بعد ذلك بسنوات قليلة.

أزمة قاسم

ويستكمل العم براك السبيت ذكرياته قائلا:
كنت في عملي بقسم المستودعات بالأشغال وسمعت تهديدات المعتوه عبدالكريم قاسم تجاه الكويت وادعاءاته الباطلة وتملكتني الحماسة والثورة نحو هذه الأقوال الكاذبة وعندما أعلن عبدالكريم الحرب نقلونا إلى مطافئ الجيش في «الجيون» بالشويخ لكي نملئ الطفايات للحرب وحجزونا في تلك المعسكرات تحسباً لأي طارئ، وكنت متحمسا وطلبت نقلي إلى جبهة القتال وترك هذه الأعمال الإدارية لكنهم رفضوا وعزمت على الهرب من المعسكر وفي منتصف الليل خرجت من معسكري وتوجهت إلى السور وكان عالياً وركبت على عمود الكهرباء وقفزت على الحائط ونزلت إلى الخارج وستر الله محد شافني ورحت إلى البيت وقالوا لي إن الأمير سعود بن جامع رحمه الله يسجل المتطوعين للحرب وعند الصباح توجهت إلى الأمن العام وعند وصولي سمعتهم يقولون للمتطوعين الجدد«خلاص كمل العدد»، وشافني الأمير سعود وناداني تعال يا براك ابن سبيت وأدخلني وأغلق الباب وسجل اسمي ضمن المتطوعين بالجيش الكويتي واستثناني من إغلاق التسجيل بعد أن لمس حماسي في الدفاع عن وطني.
وكان يرافقه الشاعر الكبير سالم بن تويم الدواي وعبدالله ابن دغام رحمهما الله، وبعد صلاة العصر احضروا السلاح بواسطة سيارتين وتوجهنا إلى بيت عبدالله بن دغام العازمي في الفروانية ووزعوا علينا السلاح من بنادق وذخيرة ورجعونا إلى الأمن العام وبتنا فيه وفي صباح يوم السبت الموافق 1/7/1961 اركبونا الباصات وتوجهنا إلى الجبهة وكان عدد العوازم المتطوعين مع الأمير سعود بن جامع خمسين رجلاً وأضافوا لنا عددا من المتطوعين ووضعوا رئيساً على كتائب المتطوعين هو المرحوم عبيد بن غتران الرشيدي وتمركزنا في ثلاث مناطق هي جزيرة أم النمل المعروفة باسم جزيرة الغربة وعشيرج وامغرة ووضعنا شبكاً على الدوحة وطلب مني ابن غتران أن اكتب اسم الدوحة على اللوحة فكنت أول من كتب اسم الدوحة على بابها وكنت نائباً لابن غتران في غيابه وبعدها جاء أمر ترحيل سكان امغرة والبريم وعشيرج، واذكر أن العوازم سكان تلك المناطق تم تغيير أماكنهم بموافقة الشيخ سعد العبداللله الصباح طيب الله ثراه الذي كان مدير الأمن فسمح لهم بالسكن في صيهد العوازم لوحدهم وذلك بعد أن طلب منه محمد الوسمي وعلي الاذينة رحمهما الله وأمر الشيخ سعد مختار الفروانية المرحوم محمد بن نزال وسلمان الهبيدة بإعطاءهم أوراق تملك في صيهد العوازم وكانت ورقتي في أرض صيهد العوازم تحمل رقم 72 ومازال بعض العوازم يحتفظون بهذه الاوراق الصادره من مختار الفروانية ابن نزال بناء على امر الشيخ سعد العبدالله الصباح.

ويستكمل السبت حديثه:
كنا في تلك المناطق نقوم بالحراسة وتثبيت الامن واتذكر ان احد الاشخاص قتل اخر في مشاجرة معه واختبأ القاتل في عشيش الدوحه وقامت كتيبتنا بتطويق المنطقة بحثاً عن القاتل لالقاء القبض عليه ووزعونا كل فردين اثنين كل دوريه.

وفي منتصف الليل تعبنا من الوقوف وكان زميلي حمد بدر ابن منوح العازمي وهو شاب سنه اقل من عشرين سنة انذاك واتفقنا على كل واحد ينام نصف ساعه ولما جاء دوري نمت على ظهري ووضعت البندق على صدري وعندما غفيت نام صاحبي حمد مثلي تاركاً الحراسه واثناء نومي حسيت في حركة بجيب الدورية فرفعت رأسي بسرعة فضربني بمقدم البندق على خشمي واصابني اصابة مؤلمه ونزل الدم من انفي الا ان الضابط قال لي ما تشوف شر يابراك اذهب الى مستوصف «الجيون» للعلاج وذهبت الى المستوصف وبعد عودتي سمعت من الزملاء انهم قبضوا على القاتل الهارب.

ويقول العم براك:
عملت بالداخلية سنتين في الدوحة ثم نقلت إلى القصر الأحمر بالجهراء وظللت سنة واحدة ثم تم نقلي إلى الحراسة على آبار النفط في برقان قرب الصبيحية واستمريت سنة واحدة وقدمت استقالتي مرتين وترفض وفي المرة الثالثة قبلت ورجعت إلى إدارة الأشغال مرة أخرى وبعد أن اصبحت وزارة بعد ذلك واستمريت في العمل حتى تقاعدت في عام 1992م بعد خدمة أربعين عاماً.

سد الدمنة

ويتذكر العم براك السبيت معلماً قديماً في إحدى قرى الكويت القديمة وهو سد الدمنة فيقول:
السالمية كان اسمها الدمنه ثم غير إلى العنبره وهو مسمى حديث لكنه لم يلقى رواجاً ثم سميت بالسالمية نسبة إلى الشيخ سالم المبارك رحمه الله حاكم الكويت السابق الذي امتد حكمه من عام 1917 إلى 1921 الذي ساند أهالي الدمنة القدامى ببناء سد الدمنه، فقد كان في الماضي لا يوجد مياه سوى بعض الآبار التي لا تصلح للشرب إنما للغسيل والوضوء، وتوجد أرض منخفضة طينية لا يتغير فيها طعم المياه، ويبقى حلواً صالحاً للشرب طوال الوقت وقد اتفق أهالي الدمنه من قبيلة العوازم على وضع وبناء سد لحفظ المياه في هذه الأرض المنخفضة ويسدونه من جميع الجهات ويفتحون له ثليماً أو شعيباً من جهة الغرب للدخول والخروج كما له مدخل من جهة الجنوب لدخول مياه سيول الأمطار التي تنحدر من البدع والظهره وصيهد السبت لتتجمع في هذا السد واشتهر هذا السد باسم سد الدمنه وقد استفاد أهالي الدمنه «السالمية حالياً» من مياهه سنوات طويلة، فإذا نشفت أمطار المياه المتجمعة في داخله يقوم بعض الأهالي من الجماعة بحفر الأبار. لتخرج المياه منها وماؤها حلواً يكفيهم الى السنة المقبلة واذكر انه على باب الغربي يوجد بيران ماؤهما عذب للجوالة «لسقى الاغنام» ويقع هذا السد الان بالقرب من نادي الجوالة بالسالمية وقد ضاعت معالمه واثاره بعد ان كان ذا شأن كبير في الماضي.

وأول من سكن الدمنة هم بعض الاسر من قبيلة العوازم ومنهم عايلة الاذينة وبيوتهم قرب المسجد ولهم ديوانية كبيرة فيها مضيف عشاء وغداء للضيوف والمسافرين ومكان يباتون فيه الضيوف، وبرز في السالمية اساتذة بناء ماهرين ساهموا في بناء البيوت القديمة من طين ولبن امثال المرحوم مبارك فريح الحريتي والمرحوم سالم بن لوفان والمرحوم حمود الهران وغيرهم.
وقلت قصيدة قديمة سامرية ذكرت فيها سد الدمنة واسندها الى صديقي فهد القناص العدواني اقول فيها:


يافهد ليت ربي من مراحي نهاني
ماتعنيت يوم السبت لسالمية
ليت أنايم هذاك السوق مارحت عاني
زين الاوصاف لاقاني في القيصرية
قال وشفيك عنا غايبن من زماني
لوك مازرتنا طرش سلامك عليه
قلت انا يا زريف الطول ربي هداني
تبت واقفيت عن طرد الهوى ولبغيه
زل عصر الشباب وصرت عود شناني
تبت لله علام الأمور الخفية
قال ما تذكر اللي قلتي باللساني
يومنا بير السد فوق الركيه
قلت هذاك وقت فاتنا من زماني
خل عنك دروب اللغي والجاهلية
رحت عنه وهو متحير بالمكاني
يقصر الصوت والخطوة ويشر عليه


الشعر والتاريخ

ويتطرق العم الشاعر براك السبيت الى عشقه للادب والشعر والتاريخ فيقول:
منذ صغري وانا مولع بالشعر النبطي واحب سماع القصائد من ذلك الوقت وكنت اسأل الرواد من كبار السن واخذ منهم علوم الاولين وسوالفهم واخبارهم الجميلة والممتعة، وانا ولله الحمد لدى ملكة الحفظ فحفظت الكثير من الاشعار القديمة وكنت اتشوق لسماع هذه القصائد واذا سمعت قصيدة ذات معاني قوية اتأثر بها وتتغير نفسيتي حسب القصيدة من فرح وسرور أو حزن وكآبة.
والان يزورني في ديواني الكثير من الإخوة الباحثين والمهتمين وازودهم بالمعلومات التي يطلبونها أو اجيب على اسئلتهم حول المواضيع التاريخية. وقد جمعت بعض هذه القصائد القديمة والاخبار الجميلة التي تفيد القراء كقصيدة ابن دباس وشعر ناصر بن حبينان وسعود الصقلاوي وراكان بن حثلين وغيرهم بالاضافة الى بعض من قصائدي الشعرية واصدرت كتاباً اطلقت عليه اسم «تحفة اليقين مختارات من قصص وقصائد الاولين» وذلك في عام 1995م وقد نفد هذا الكتاب من الاسواق منذ سنوات طويلة.

ويضيف العم السبيت:
لدى الكثير من القصائد القديمة والاخبار التاريخية اعمل على ترتيبها لاعيد طباعة كتابي «تحفة اليقين» طبعة ثانية وتكون مزيده بأذن الله وسأضيف اليها بعضا من قصائدي الشعرية وسيكون المشرف على الكتاب هو حضرتكم ان شاء الله.
واود ان اهدى قراء جريدة «عالم اليوم» اخر قصيدة كتبتها وهي عن بلوغ سن الثمانين بحمد من الله وفضله.


حسبت الأيام والأيام بذني
ام حودن عدهن في سجل وأحكامي
عاداتهن لوصفت لك تخلف الظني
ماقد صفت للخلايق كل الأيامي
عشرين ضرب اربعة قد فات من سني
والله يعلم بخافي تال الايامي
ياسرت عين رجيلي لايعينني
والشوف اللي سبعت الامتار قدامي
يا الله بااللي خلقت الانس والجني
ونزلت سورة تبارك ويا الانعامي
وايات سبع المثاني يوم يقرني
في حل وقت الصلاه وصف الاقدامي
تغفر اذنوبي وتدمح ماجرا
مني مردنا للفنا والعم مادامي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-06-2008, 04:42 AM
الغواص الغواص غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 61
افتراضي

اخي احمد شكرا جزيلا على نقل المفيد من شاعر برااك سبيت

وتقبل تحياتي لك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-01-2010, 09:29 AM
الصورة الرمزية عبدالرحمن بك
عبدالرحمن بك عبدالرحمن بك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 489
افتراضي

بارك الله فيك أخوي بوعبداللطيف...
__________________
أنا وشعبي كلبونا جماعة
الدين واحد والهدف أخدم الشعب
لو ضاق صدر الشعب ما استر ساعة
اضيق من ضيقه واستر لاحب
الراحل الشيخ
"صباح السالم"
رحمة الله

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جاسم الفيلكاوي - عالم اليوم AHMAD فيلكا 3 06-09-2021 03:15 AM
خالد عبدالعزيز المبيلش - عالم اليوم AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 4 18-05-2014 02:58 PM
الشيخ أحمد الغنام - عالم اليوم AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 5 30-04-2010 01:47 PM
الدكتور عبدالله الغنيم - عالم اليوم AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 0 19-06-2009 04:53 AM
جاسم الفيلكاوي - عالم اليوم AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 0 26-11-2008 12:51 AM


الساعة الآن 11:17 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت