راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 31-01-2009, 01:19 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي العاكول - العاكَول - فرحان الفرحان






نحن في أوائل القرن الواحد والعشرين ولو سألت شاباً في مقتبل عمره عن هذا العنوان لبحثنا اليوم (العاكول) لقال لك: {شنهو العاكول؟}، هذا العاكول أو المنطقة أو الموقع كان له تاريخ مجيد يوما ما في تاريخ هذه البلاد العزيزة الكويت.
كانت الكويت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر تعتمد اعتماداً كليا على آبار المياه العذبة القريبة من المدينة، وكانت مياهها كافية ولكن لما ازداد عدد السكان التفتت في أول القرن العشرين إلى نقل الماء من الأنهر المجاورة في السفن الشراعية وتوزيعها على البيوت.

أين كانت هذه الآبار التي كانت تسقي الكويت بالماء العذب؟
انها آبار تاريخية منذ تواجد الناس على هذه الأرض، منذ أكثر من ألف سنة وتزيد، كانت آبار (أبو دواره) في المقوع الشرقي هي التي كانت تزود قصر دسمان وما حواليه بالماء، وكانت حولها بعض المزارع التي تزود الكويت بالخضروات من طماط وخيار وطروح وغيرها، هذا في المقوع الشرقي، وكان هناك أيضا في شرقي آبار (العاكول) المشهورة والتي التصق اسمها الى عهد قريب بفريج وحي العاقول، كانت في هذه الأرض كمية كبيرة من شجر الأثل والسدر حول الآبار.
وكانت هناك آبار الشامية وكيفان فيما بعد، وفي الحي القبلي كانت آبار الزنطة المشهورة.
في التاريخ القديم كانت الحروب بين القبائل العربية، تدور رحاها حول الاستيلاء والمحافظة على الماء وآباره ولنا ذكرى في قبيلة بني (مازن) المتواجدة في كاظمة أرض الكويت اليوم، حيث كانت تدافع عن آبار سفي وسفوان.

وفي هذا قال الوداك بن ثميل المازني:
{رويداً بني شيبان بعض وعيدكم
تلاقوا غداً خيلي على سفوان}

فإذا كانت بني مازن تدافع عن مياهها وتقاتل بني شيبان على ذلك فإن حاجب بن ذبيان المازني يقول:
{أقام بعاقولاء منا فوارس
كرام إذا عدّ الفوارس والرجل».

وهذه بعض النصوص التي تعطينا ان العاكول كان قديما مثل البودواره وهذا الشيخ محمد بن بليهد يقول في الجزء الثالث صفحة (214-215) من كتابه صحيح الاخبار التالي:‍

(عاقولاء) قال ياقوت: كذا وجدته بخط الدقاق في اشعار بني مازن نقله من خط ابن حبيب في شعر حاجب بن ذبيان المازني يخاطب مسلمة بن عبدالملك:
امسلم إنا قد فصحنا فهل لنا
بذا كم على اعدائكم عندكم فضل
حقنتم دماء الصلتين عليكم
وجر على فرسان شيعتك القتل
وفاتهم العريان فساق قومه
فياعجبا اين البراءة والعدل
اقام بعاقولاء منا فوارس
كرام اذا عد الفوارس والرجل

قال المؤلف (عاقولاء) ما اعلم في بلاد العرب موضعا بهذا الاسم الا واحدا وهو مجاور للمدينة يقال له (العاقول) محاذ خشم، وعيرة في الجهة الجنوبية منه لاني اعرفها حق المعرفة كأنها روضة من رياض نجد وقد اغار على قوم من حرب واخذوني ومعي تجارة عظيمة فلما صح العرف بينهم وبين رفيقي الذي اخذته لحمايتي رجعوا على جميع ما اخذوا ولم اعرف منهلا خلافه بهذا الاسم، الا روضة قريب منهل الانجل يقال لها ام عواقيل، وهناك ملزم ماء في الصمان يقال له معقلاء.

المرحوم حمد السعيدان في كتابه {الموسوعة الكويتية} الجزء الثاني صفحة (958) يقول حول ملاحظات على كلمة العاكول:
العاكول:
اسرة كويتية.
العاكول (العاقول)
شجيرة شائكة تعرف (بشوكة الجمل) يصل ارتفاعها الى حوالي قدم ذات ازهار حمراء قرمزية، تظهر في الصيف بين الاشواك وهي من اجود ما ترعاه الابل، عندما تجف تتخذ وقودا.
العاكول:
منطقة في شرق الكويت كان يكثر فيها نبات العاقول.
دوار العاقول:
اطلق حديثا على الدوار الذي يقاطع فيه شارعا احمد الجابر وجابر المبارك في منطقة شرق.

في كتابي «معجم المواقع والأمكنة» صفحة 181 حول العاقول التالي:
«العاقول» مدينة الكويت، فيها ثلاث مناطق: شرق وقبلة والمرقاب، وتعتبر منطقة الشرق منطقة كبيرة توجد فيها احياء «الصوابر والميدان والمقوع الشرقي والبلوش والحساوية والعاقول وفريج الفري»، هذه هي ابرز المناطق في منطقة الشرق. لقد أُخذت التسميات لهذه الامكان مما يتناسب مع واقعها، وحي العاقول اخذت تسميته من شجرة شائكة تعرف بــ «شوكة الجمل» يصل ارتفاعها الى حوالي قدم، ذات ازهار حمراء قرمزية صارخة الحمرة، تظهر في الصيف بين الاشواك، وهي من اجود ما ترعاه الابل بعد نبتة «الروثة»، وعندما تجف تتخذ وقودا.
«دوار العاقول» بعد بداية التنظيم وتقطيع الشوارع، اطلق على تقاطع شارعي احمد الجابر وجابر المبارك في منطقة شرق بدوار العاقول.
الشيخ حمد الجاسر في كتابه «معجم جغرافية المنطقة الشرقية» يقول في الصفحة 1123 من الثالث ان:
العاقولة مؤنث العاقول، الذي هو نوع من النبات ذي شوك ماء يقع في اسفل واد بهذا الاسم شمال يبرين وسيله يفضي الى الخن ويقول:
جاء في بيان وزارة الداخلية، العاقولة هجرة لبني مرة بمنطقة حرض في المنطقة الشرقية: وهي الماء المذكور.

هذه هي النصوص التي وردت حول كلمة العاقول والعاقولة، لكن هنا في المناقشة يجب ان نعلم ان مياه وآبار العاقول في الكويت كانت قديمة قدم التاريخ منذ فجر الاسلام، وكانت القبائل دائما تذكر في شعرها مواطن سكنها واقامتها ومناهل المياه، وهذا مما حدا بالحاجب بن ذبيان المازني، الذي تتواجد جماعته في هذه المنطقة كاظمة، بالدفاع، ويكفينا دفاعهم عن آبار سفوان امام شيبان، وما دام بني مازن في هذه المنطقة لا بدلهم ان يتذكروا موارد مياهها، كما كان الفرزدق يدافع عن الآبار التي يحفرها ويستقي منها الماء ،ومن المهم ان الحاجب كان يتردد على يزيد بن المهلب حاكم البصرة، وكانت المسافة والتنقل بين تواجن بني مازن في سفوان او كاظمة، ومن ضمنها مدينة الكويت وآبارها التاريخية، ابو دوارة، والعاقولة، التي تغير اسمها اليوم الى العاقول، وهذا ما حدث لكثير من اسماء الاماكن مثل تياس التي اصبحت «اللتياس»، الرحا اصبحت «الرحية»، الفردة، اصبحت «الفريدة» وهكذا صار مع العاقولة اصبحت العاقول.

أقول، تواجد بني مازن وانتقالهم من البصرة الى الكويت والارتواء من منهل العاقول خلدهم في التاريخ في قصيدته
وأقول، عندما كان «حاجب» ينتقل من موطنه وأهله الى الحكام في البصرة ليقرضهم الشعر وما جاد عنده وهنا ننقل ما أورده كتاب «الأغاني» عندما ألقى حاجب هذه القصيدة أمام يزيد يقول أبو فرج الأصفهاني في كتاب «الأغاني» الجزء الرابع عشر صحفة 265 التالي:
خبر حاجب الفيل مع يزيد بن المهلب
أخبرني عمي قال: حدثنا عبدالله بن أبي سعد، قال: حدثني علي بن الصباح قال: كان سبب هجاء حاجب بن ذبيان المازني ، وهو حاجب الفيل، والفيل لقب لقبه به ثابت قطنة وكعب الأشقري ،أن حاجبا دخل على يزيد بن المهلب، فلما مثل بين يديه أنشده:

«إليك امتطيت العيس تسعين ليلة
أرجي ندى كفيك يا ابن المهلب
{وأنت امرؤ جادت سماء يمينه
على كل حي بين شرق ومغرب}
فجد لي بطرف أعوجي مشهّر
سليم الشظا عبل. القوائم سَلهب
سبوح طموح الطرف يستنّ مرجم
أُمرّ كإمرار الرشاء المشذب
طوى الضمر منه البطن حتى كأنه
عقاب تدلت من شماريخ كبكب
تبادر جنح الليل فرخين أقويا
من الزاد في قفر من الأرض مجدب
فلما رأت صيدا تدلت كأنها
دلاة تهاوى مرقبا بعد مرقب
فشكّت سواد القلب من ذئب قفرة
طويل القَرا عاري العظام معصب
وسابغة قد أتقن القين صنعها
وأسمر خطي طويل محرب
وأبيض من ماء الحديد كأنه
شهاب متى يلق الضريبة يقضب
وقل لي إذا ما شئت في حومة الوغى
تقدم أو اركب حومة الموت أركب»

عندما نتمعن في هذه القصيدة نلاحظ في بعض أبياتها وكأنها تتغنى بالعاكولة والماء الذي فيها، كذلك يتحدث عن الرشا والدلو وهي تسحب الماء.

وفي آخر البيت وكأنه يقول حول شخصه في رجولته في حومة الوعى ،هذه الآبار: العاكول ابو دواره وغيرهما من الآبار المحيطة في مدينة الكويت والتي كان يستقي منها أهل الكويت الأقدمون ويرتوون ،ربما يكون في عروقنا نحن الذين ولدنا في القرن العشرين قد استقى اجدادنا وأجدادهم وارتووا من هذه الآبار التي اوصلت لنا الحياة ،والله سبحانه وتعالى يقول «وجعلنا من الماء كل شيء حي» صدق الله العظيم.

إذاً،كانت الحياة في هذه البلاد تعتمد اعتمادا كليا على هذه الآبار التي يجب علينا ان نذكرها في التاريخ على انها منهل من مناهل الحياة لهذه البلاد العزيزة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آل الزنكي - فرحان الفرحان AHMAD التاريــخ الإجتماعي 15 09-12-2010 03:09 PM
آل المزيدي - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 6 09-02-2010 02:24 AM
آل الأنصاري - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 2 04-04-2009 02:30 PM
آل بن نخي - فرحان الفرحان 14/7/2003 IE التاريــخ الإجتماعي 0 23-03-2008 05:47 PM
آل النقي - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 4 16-03-2008 05:54 PM


الساعة الآن 05:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت