راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > القسم العام
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 19-03-2009, 04:47 PM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AHMAD
   مجهود طيب وتشكر عليه .. متابع لك من أول مشاركة لك بالموضوع وسوف نتابع البقية أيضاً إن شاء الله ..

أنتم رأس المال يا أبا عبد اللطيف .. وفيكم البركة
شاكراً لكم المتابعة والمرور .. وما هذا الموضوع إلا زاوية ضيقة من زوايا تاريخنا الفسيح الممتد بأمجاده وعلومه.

يسر الله لنا خدمته ولو بالقليل.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 19-03-2009, 05:08 PM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

( جريدة الراي)
كانت ولادتي في جنين قضاء نابلس
مصطفى محمود أبو دقر: عملت ممرضا في المستشفى الأميري سنة 1954



ضيفنا اليوم احد الكوادر الطبية التي عملت في منتصف عقد الخمسينات من القرن المنصرم فأدرك بدايات النهضة الطبية عندنا في الكويت عمل في مستشفى الاميري ثم انتقل إلى مستوصف البلدية الذي كان في الخالدية يوم كانت عبارة بيوت من الصفيح متلاصقة ذات كثافة سكانية يحدثنا مصطفى محمود أبو دقر عن عمله ممرضا في ذلك المستوصف والحوادث التي كانت تمر عليه وطبيعة الناس في ذلك الوقت كما ينقلنا إلى سفره مع البعثات الطبية التي كانت الدولة تبعثها مساعدة كثير من الدول، احاديث شيقة ومتنوعة يتخللها التطرق إلى ركب حياته العملية والاسرية فلنترك له ذلك:

نحن من منطقة جنين تبع قضاء نابلس وهي اهلها فلاحون يزرعون على المطر والله سبحانه جاعل المطر يكفي للزراعة، اما ماء الشرب فهو بئر ارتوازية وانا اذكر من الحرب العالمية الثانية مرج بن عامر وتربته الحمراء كأنها الحناء ودراستي كانت بدايتها عند الشيخ محمد سعيد من قرية اسمها الجلمة في قضاء جنين اما قريتي فكانت صندلة حتى انني اذكر عندما سقط المطر
والقرية واقعة على مثلث لا نكاد نصل وإلا وارجلنا قد غسلها ماء المطر،

اما مهنة الوالد فهو مزارع كأبناء قريته ولم يكن عندنا في القرية شيخ معلم لذلك ذهبنا إلى القرية المجاورة لنا لنتعلم القرآن الكريم واللغة العربية بعد ذلك دخلنا المدارس الحكومية وقد دخلت مدرسة مقيبلة حتى وصلت إلى المرحلة الابتدائية ثم انتقلت إلى قرية اسمها اليامون وبها درس إلى السابع ابتدائي، بعد ذلك صارت نكبة فلسطين

وبما انني اكبر ابناء والدي التحقت بالعمل مبكرا وكان في مستشفى الشفاء بجنين وكان عمري خمسة عشر عاما وهو في المدينة وهو عمل مع دراسة اي يدرس ويتعلم وانا بما انني راغب في هذه المهنة ولي رغبة للعمل الطبي والرعاية الصحية وكنت اداوم واقيم في المستشفى وهذا بعد نكبة فلسطين وقد مكثت خمس سنوات وانا متدرب واعمل في المستشفى وكل الحالات كنا نعالجها وكان الطب والعلاج ليس منتشرا ولم يكن في قضاء جنين إلا ثلاثة اطباء وكل القرى تتبع المستشفى وكنت اقبض راتبي بالجنيه الفلسطيني وهو عبارة عن مكافأة والمستشفى كان كبيرا عبارة عن ثلاثة ادوار.

الكويت
اخذنا نسمع عن الكويت من خلال جماعتنا، فالكويت اكثر بلد استقبل الفلسطينيين وساعدتهم واشفقت عليهم وفي ذلك كان يأتون تهريبا عن طريق العراق نسلك طريقا صحراويا والحكومة كانت تستقبلهم وانا انطلقت من فلسطين إلى عمان ثم بغداد ثم البصرة وبها كان الادلاء منتشرين من يريد الذهاب للكويت يأخذونه مقابل اجر مالي خمسة دنانير عراقية

وكان صاحب الفندق اسمه احمد شاكر وهو الذي يأتي بالادلاء الذين يحملوننا إلى جبل سنام واللوري كان يحمل اكثر من سبعين شخصا ننزل ثم نمشي اتجاه الكويت وهناك اتفاق ما بين صاحب اللوري مع الهجانة العراقية التي سمحت لنا بالدخول والذهاب مشيا،
والهجانة كانت قوتهم مكونة من الجمال حيث رأيناها منوخة، ذهب الدليل الذي معنا اليهم ثم قالوا نريد على كل واحد، ربع دينار دفعنا المبلغ المطلوب ثم مشينا مع الادلاء ليلا طوال الليل مشيا على الاقدام وبعد ظهور النهار قالوا لنا كل واحد يختبئ تحت شجرة من أشجار البر حتى لا ترانا الدوريات،

فعلا الكل اختبئ تحت شجرة من الأشجار وبعد غياب الشمس واصلنا السير حتى وصلنا إلى شرق المطلاع وكانت رملية تغوص ارجلنا بها حتى أننا خلعنا الاحذية وحملناها بيدينا ثم واصلنا المسير، بعد وصولنا إلى الاثل القريب من المطلاع تجاه البحر اتت السيارات واخذنا نخرج كل ثلاثة مع بعضهم البعض يركبون السيارات المتوافرة وتذهب بهم إلى الكويت، والتجمع في المرقاب، والكويت كانت المرقاب والجبلة والشرق... السيارات كانت تكاسي.

الدروازة
الكويت كانت بلد امن وامان، الدروازة تغلق ليلا وتفتح بالصباح الباكر، نحن دخلنا في وقت الصبح ثم ذهبنا إلى جماعتنا في المرقاب اهل جنين وفرحوا بنا وقد سكنت معهم واقرب مسجد لنا عبدالله المبارك
وبعد عدة ايام ذهبت إلى وزارة الصحة ورئيسة الهيئة التمريضية كانت فاطمة العريس (لبنانية) ومدير مستشفى الاميري بريئ انكليزي وعملوا لي اختبارا ووجدوني ممرضا وقالوا لي ان التعيين في شهر اربعة وقد اخذت فيزا وذهبت إلى البصرة ووقعتها من القنصلية البريطانية ودخلت بطريق مشروع قانوني ثم ذهبت إلى مستشفى الاميري وعملت به في الجناح الاول براتب مقداره مئة وخمسون روبية.

الممرض
وظيفة الممرض يخدم الطبيب والمريض ويعطي الدواء للمريض والغيارات كما يصف الطبيب اي مساعد للطبيب ... بعد الجناح الاول عملت بالجناح الرابع وهو فوق العيادات الخارجية التي من جهة البحر وهو في الدور الرابع وبجانب المستشفى الاميري سينما صيفية مكشوفة لا تعمل في الشتاء ... والجناح الاول كان جراحة اما الرابع فهو باطنية وبعد ثلاثة اشهر نقلوني بعدما عرفوا امكانياتي وعطائي الوظيفي إلى عشيش البلدية.

البلدية
وهي تبع العمال ومكانها اليوم منطقة الخالدية والشامية وكيفان وهناك قصر الشيخ سالم العلي الوحيد في المنطقة... وكان عند جسر كندادراي حاليا حتى قصر العديلية، كلها عشيش ومعي الدكتور علي الحديدي (سوري) والله يرحمه توفي وهو يقال له ابو صباح،
له ابن استشاري في الاميري كان موجودا معي في مستوصف بلدية العديلية وكان يداوم معي صباحا اربع ساعات وبعد الظهر ساعتين، ولي سكن وعندي طباخ وهناك سيارة اسعاف تعمل في المستوصف، في الليل الذي يأتيني وحالته صعبة ارسله بالاسعاف إلى الاميري اما من كان يريد غيارا او دواء بسيطا اعطيه،

وعشيش البلدية بها كثافة عالية كل الكويت كأنها ساكنة بها كل الجنسيات فيها وسائق الاسعاف موازي ابو قيطان والطباخ عراقي اسمه حنون ... والمستوصف عبارة عن اسبست الواح من الداخل وهناك سور اسلاك شائكة وهناك كهرباء اما اكثر الحالات فهي المغص وقد يأتي واحد مجروح ...

من جملة الاشياء التي حدثت معي ان في ذات يوم جاءني سعودي راعي غنم وقد عضه ضب ويده متسممة وكان معه مرافق قلت للمرافق انه متسمم اخذته للدكتور علي الحديدي وقلت له ان هذا المريض متسمم فكتب له ابرة بنسلين الصبح والمغرب وقلت للمرافق لابد ان يأتي عندي يوميا
وبعد اسبوع شافه الله بعد ذلك جاءني المرافق على وانيت احمر عليه سيفان ونخلة فسألت عنه فاذا هو خالد بن حثلين امير العجمان فصارت معرفة بيني وبينه حيث جاء بالمريض بعد فترة للاطمئنان عليه ...
وقال لي اش رايك تذهب معي للسعودية قلت له في السعودية يضربون الذي يدخن والذي لا يصلي يضربونه...
فقلت انا مرتاح وانا اسمع ان هناك ضربا للمدخن قال لي: انت سوف تكون عندنا في القصر في بيت عبدالعزيز بن سعود الكبير في الرياض فاعتذر منه وهو حقيقة لم يقصر معي حيث اكرمني ونحن كنا نسمي العطية في ذلك صوغة
وصار بيني وبينه مراسلة إذا كان عنده احد يريد علاجا لان الكويت جوهرة الخليج متفوقة بكل شيء...

وعند حلول عام 1957 اخذت اجازة وذهبت إلى فلسطين وهي اول زيارة لي بعد مجيئي للكويت وتزوجت هناك ورجعت بالطائرة وكان المطار بالمنصورية وانا سكنت في منطقة الشرق.

الفهد
عندما كنت اعمل في الجناح الرابع كان المسؤول عن وزارة الصحة هو الشيخ فهد السالم كان يأتي ساعة واحدة واثنتين من الليل ويتفقد المرضى والعمل واول مجيئه عندنا انا منعته من الدخول لان الزيارة ممنوعة في الليل وانا لم اكن أعرفه فقال أنا الشيخ فهد السالم
فأخذني بيدي ومشيت معه في المستشفى ...

وعندما كنت في البلدية كنت اخرج واعود من دروازة الشامية وقد ادركت ازالة سور الكويت سنة 1957 ... وقد اخذت سكنا (حوش) اجاره 150 روبية في الشرق قريب من البركة والمهرة هم الذين يأتون بالماء والحاجات موجودة، السمك ببلاش والاكل رخيص... امين مستوصف البلدية هو بدر خالد العمر.

القبلة
انتقل سكني في شارع فهد السالم وعملي في مستوصف القبلة وهو كان بين البيوت، ودوامي صباحاً وعصراً وامين المستوصف كان عبدالقادر الرشيد وقد مكثت في مستوصف القبلة إلى سنة 1967 ثم انتقلنا بعد هدمه وهو اول مجمع صحي في الكويت ...

بعد ذلك ذهبت بعثة إلى سورية وعملت في المستشفى العسكري وكان رئيس البعثة محمود البوس ومكثنا اربعين يوما نحن تابعون للصحة في مستشفى مزة العسكري وذهابنا كان عبر الطيران إلى بغداد ثم سافرنا بطائرتين واحدة عليها الطاقم الطبي والاخرى المعدات الطبية ونزلنا في الاردن ثم دخلنا سورية مستقلين الطريق البري بحافلات
وقد جاءنا حريق النابال قنابل النيبال التي سقطت على دمشق ... كان معي رئيس ممرضي شؤون الصحية واسمه زهدي الكرداس واجتمعت معه في البعثة وقد رأى اخلاصي وعملي وقال إذا رجعنا تأتي عندنا في الشرطة
وبعد رجوعي جاءني نقل من دون ان اسأل عنه وقد قلت لفاطمة العريس رئيسة الهيئة التمريضية أنا لم اطلب نقلي ومرتاح بعملي بالقبلة قالت اذهب وإذا لم يكن العمل ملائما ارجع لنا

ذهبت من سنة 1968 إلى بعد الغزو في قرطبة لكن عملت بالنويصيب والسالمي والعبدلي وكلية الشرطة وخفر السواحل التي كانت بالشويخ والصبية اخذت بها ستة عشر عاما وأنا ممرض، ففيه حالات كانت تأتي عندي حيث هناك مهربون يلقون القبض عليهم وقد يكونوا مجروجين وأهل الصلبوخ يأتون وهم مصابون فأنا أعالج الشرطة وغيرهم وعملي يومان وارتاح اربعة ايام...

كان المريض الذي يأتي يريد مساعدة نقوم بها.

السيارة
سنة 1958 اشتريت اول سيارة انكليزية هيلمن والقيادة تعلمتها لوحدي ومن خلال الناس الذين اعرفهم.

المدة
عثمان الايوبي كان على خفر السواحل وصالح الشايجي معي في الصبية وعبيد عوض الراجحي... وانا ليلة الغزو كنت في الصبية كنت أدخل ليل الثلاثاء واخرج يوم الخميس صباحا، وكانت عندي مراجعة في وزارة العدل وقد اتصلت علي زوجتي وقالت انزل علينا ليلة بدري لان الخميس الدوام إلى الساعة الحادية عشرة وقد ظللت سهران إلى الساعة 12 وبعدها كلمت الضابط وقلت انا أريد أن انزل عندي شغل قال الله معك
وكان هناك واحد اسمه صالح القحص يا أبا عصام ترخص لي لكي اذهب معك رجعت إلى الضابط وقلت يا ابا نايف اريد ان تسمح لصالح أن ينزل معي وهو ليس عليه زام قال ابا عصام سوف ينام والصبح يأتي البدل لنا
قلت الدنيا ليلا وأخاف تعطل السيارة واذا كنا اثنين نسلي بعضنا وكان صالح عريفا، والله والذي جمعنا من غير ميعاد-

منذ ان خرجنا من الصبية حتى بيت صالح في الجهراء كنت نتبادل الحديث واقول له يا بو محمد الله يكفينا شر هذه الليلة ونزلته ورحت لخيطان والساعة 6 الصبح دق التلفون واذا اخي يقول لا تزال نايم لم يأت في بالي الا والدتي قد جاءها شيء، فقال لي ذهبت إلى مستشفى الصباح ورجعني الجيش العراقي.

قرطبة
ذهبت إلى مستوصف قرطبة وكان به ملفات الداخلية وقدزالوا اللافتات من أعلى. وزملائي في الصبية ذهبوا اسرى وبعد الغزو داومت بقرطبة ثم الابعاد ثم السالمي وكان مدمرا وبعدها تقاعدت في شهر 10 سنة 1991.

الأولاد
الله رزقني ستة اولاد وبنتا وواحد من الاولاد توفاه الله وكلهم جامعيون بفضل الله ثم الكويت جعلتنا نعلمهم وبنتي متزوجة من دكتور وهي مقيمة في رام الله.

ومهر زوجتي كان 150 دينارا أما الحج فلقد حججت ثلاث مرات اول مرة كانت سنة 1962 مع حملة الدويلة وبعدها اتيت بأم زوجتي ووالدتي سنة 1966 وقد توفت والدة زوجتي معي في الحج والثالثة مع حملة البناء وقد بعثتني الوزارة إلى بنغلاديش حيث كانت هناك فيضانات.

التطوع
سنة الغزو عملت مع الدكتور جمال يوسف الدعيج حيث عملنا في مركز قرطبة مستوصفا وكنت أقود سيارة واعمل ممرضا، كنت اخرج مع الدكتور جمال بالاسعاف ونذهب إلى مستشفيي الصباح ومبارك ونأتي بالادوية ونوزعها للمستوصفات ثم نذهب للمخبز الذي باليرموك ونحمل بالاسعاف خبزا ونوزعه لبعض العوائل واذكر اننا واجهنا زحاما في احد الشوارع فصعدت على الرصيف لكي اتفادى الزحام وكان معي الدكتور جمال الدعيج واحد ابنائي الصغار وعندما وصلت إلى نقطة التفتيش رفع الجندي العراقي السلاح بوجهي فجعلت ابني ينام ويتظاهر بالمرض وقلت للجندي معنا حالة خطرة، مريض يموت ففسح لي الطريق وقال لي الدكتور جمال الدعيج ماذا فعلت يا أبا عصام.

أزمة قاسم
خرجنا يوم أزمة قاسم وعملنا خيام مستشفى بعد منطقة المطلاع واذكر ازمة قاسم التي قتل فيها الضابط فهيد السهلي الله يرحمه.

البعثة
انا ذهبت في بعثة رئيسة رسمية إلى العراق يوم كنا نكافح مرض الكوليرا ومكثنا شهرين وسورية مرتين وبنغلاديش.

العوضي
الدكتور عبدالرحمن العوضي معروف ومن احبابنا وهو رئيس البعثة التي ذهبنا بها للعراق ونحن ذهبنا مدة اسبوعين لكن المدة طالت فرجع من كانت له اشغال في الكويت والدكتور العوضي انا الوحيد الذي لم يوافق على رجوعي وتبديلي، حيث ما المشكلة التي تريد ان تذهب لاجلها قلت له انا اريد ان ادخل اولادي المدارس قال:
اولادك علي ادخالهم اذا رجعنا للكويت قلت خلاص ما دام قلت ان دخول اولادي عليك فلن اذهب والدكتور كان يرى عملي في البعثة انني كنت مخلصا و«دينمو الحركة» كلها والبعثة اشرف على مهامها...
وبعد العودة ذهبت إلى مستشفى الصباح حيث عمل الدكتور عبدالرحمن العوضي وذهب معي لوزارة التربية وادخل اولادي في المدرسة بعدما تعطل دخلوهم، لقد دخل الدكتور العوضي على الوزير وجعله يتصل على التسجيل وفعلا التحقوا اولادي في المدارس في المدرسة القريبة من بيتنا.

النفس
الذي يحز في النفس انني بعد شهادات الشكر والخدمة الطويلة وكبر السن ان اكون عالة على اولادي كل سنة ادفع رسوم اقامة.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 19-03-2009, 09:56 PM
الصورة الرمزية PAC3
PAC3 PAC3 غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت - القصور
المشاركات: 2,003
إرسال رسالة عبر AIM إلى PAC3
افتراضي

بارك الله فيك أخي الأديب
موضوع مميز
من أخ ذو خبرة
في انتقاء المواضيع القيمة
تحياتي
__________________


وأن ماحمينا دارنا @ وشعاد نبغي بالحياه

ذيبٍ عــوا بـديـارنا @ وديـار حـيانـه وراه

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 20-03-2009, 02:52 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

وبارك ربي فيك وعليك ..أخي المشرف
أشكر لك هذا المرور والاطراء

أما الخبرة .. فلا أدري ما هي في حياتي القصيرة!
وما تكون مدتي في ضيق أجلي وقلة فسحتي
إذا ما قارنتها بجنب امتداد الآماد

تحياتي لك أيها الفاضل
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 22-04-2009, 09:40 AM
القلم القلم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 40
افتراضي مقابلة مع سيد محمد نصير

مقابلة مع سيد محمد نصير



إعداد : سعود الديحاني
جريدة الرأي العدد 10560 - 30/05/2008



الحرف والمهن اليدوية تكسب صاحبها مزايا وخصالا لا يعرف كنها وحقيقتها إلا من مارست يده وصافحت تلك الحرف التي قيل عنها خير كسب المرء ما عملت يداه، سيد محمد نصير سار في ركب مهنته وهو صبيا يافع لا يعرف من مجريات الحياة إلا تلك المهنة التي عمل بها وأحبها واخلص فيها فتمكن من اساسياتها واحاط بأصولها فبرز فيها وشاع ذكره وعرف الناس من خلالها




يحدثنا كيف كانت بداياته مع كهرباء السيارات وعند من تعلم هذه الحرفة وما المحطات التي كانت في حياته عندما سار في ركب الحياة العملية والمهنية كل ذلك يسهب لنا فيه فلنترك له ذلك:


نحن من منطقة الشرقية احدى مناطق مصر وبالتحديد من مدينة الزقازيق وبها كانت ولادتي فوالدي كان يعمل سائقا في شركة مقرها الزقازيق وهو رحمه الله كان يقرأ ويكتب وتعلم قيادة السيارات منذ ايام الانكليز وانا حين توجهت للدراسة بدأت عند الشيخ حسين في مدينتنا وهو احد الشيوخ الذين يعلمون الابناء القرآن الكريم ويقومون بتحفيظفهم كتاب الله عز وجل وانا لما كنت عنده حفظت جزء عمّ ثم التحقت في مدرسة الحريري وهي مدرسة نظامية وبها اتممت الصف الرابع بعد ذلك كنت اهرب من المدرسة لكي اعمل ميكانيكي للسيارات رغبة مني ووالدي كان يود ان اكمل دراستي لكن رغبتي الجامحة جعلته يذهب بي لمن يجيد مهنة الميكانيكا لكن ونحن في الطريق التقينا بأحد اصحاب الوالد وسألنا عن وجهتنا فقال له الوالد ان ابني يريد ان يعمل ميكانيكي فرد عليه بقوله اجعله يتعلم كهرباء السيارات فقلت بكل عفوية اريد ان انور السيارات رد على كلام صاحب والدي وفعلا تم ذلك وذهبنا لصاحب كراج يعرفه الوالد اسمه «احمد عبدالله» ومكانه ليس بعيدا من بيتنا ولا ايضا قريب متوسط المسافة وكان ذلك سنة 1956 ولم اواجه صعوبة في تعلمي هذه المهنة واتقانها حيث ان السيارات في ذلك الوقت لا تحمل بين جنباتها إلا تمديدات اليسرة «وايرين» اثنان فقط وهي سيارات ذات طراز ستة وثلاثين وستة واربعين فوردات وشفرات وكان معي زملاء مثل عمري يتعلمون هذه المهنة كما كنت اتعلمها ويقيم في نفس الكراج ولا نخرج منه إلا في آخر الاسبوع وكانت والدتي هي اكثر زعلا على غيابي كل ايام الاسبوع وهي تود ان اخرج يوميا لكي تراني اما والدي فكان خلاف ذلك يريدني ان اتعلم هذه المهنة واصبح رجلا اعتمد على نفسي، وتعلمي هذه المهنة من صاحبها لم يكن بالسهل فقد كان قاسيا معنا حتى يصل الامر إلى الضرب بنا يكون بمتناول يده من شاكوش او مطرقة او اي اداة من الادوات ومرات تكون الضربة على ظهري ووالدي كان يقول لصاحب الكراج لك اللحم ولنا العظام، والاجر الذي كنا نأخذه مقداره «عشرة قروش» كل جمعة.





التعلم
خلال عملي في الكراج الذي علمني مهنة كهرباء السيارات زاد راتبي خصوصا بعد أن مضى وصار لي معاش شهري وصرت اخرج يوميا لأهلي ومضت الايام من سنة 1956 إلى 1962 وانا في ذلك الكراج بعد ذلك حصلت لي نقلة نوعية في حياتي العملية والمهنية وهي عملي في شركة مواصلات اهلية ولم تكن حكومية وهي التي كان يعمل بها والدي وهذه الشركة كانت سياراتها تعمل على ديزل سيارات نقل كبار «باصات»، ولم اواجه صعوبة في عملي لأنني متمكن منه وعندي القدرة ان اصلح اي عطل في كهرباء السيارات سواء كان السلف، دونمات حتى الظفيرة التي هي مجمع التمديدات كلها للسيارة وهي التي تخرج منها دائرة الشحن للنيرات والانوار وموصلة لكل قطعة كهربائية في السيارة كنت متمكنا منها لدرجة انني بروفيسور فيها فرئيس العمال كان يقول «انت مكانك ليس هنا في هذه الشركة مستواك اكبر منها» كنت اعمل ظفيرة السيارة كأنها من مصنع الام في المانيا خصوصا باص النقل المرسيدس.






الدورات
عملي في شركة المواصلات كان يبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء وهناك استراحة غداء ساعة واحدة ثم نعود للعمل وقد اجرى لي اختبار حين تقديمي لطلب العمل حيث اعطوني سلف سيارة ودينامو وقمت بتصليحهما وانا خلال عملي في هذه الشركة التي عرفت بها اشياء كثيرة فسياراتها تعمل على ديزل كانت كذلك ترسلنا لنأخذ دورات بالقاهرة في مراكز تدريبية ولم اكن متحمسا لهذه الدورات ولا مهتما بها لكن حصل موقف مع المهندس الذي كان يلقي علينا المحاضرة في دورة ونبهني انني اعرف تصليح القطع الكهربائية المتعلقة بالسيارة لكن لا اعرف كيف تتولد الكهرباء وما هو مصدرها فتعلمت أصولا وقواعد الكهرباء وأن هناك قطبين جنوبي وشمالي وقوة جاذبة وقوة متنافرة وان هناك مجالا مغناطيسيا، وإذا قطع الملف او اختلف تولد تيار الكهربائي حصل العطل كل الامور العلمية تعلمناها من هذه الدورات، وراتبي في هذه الشركة كان شهريا مقداره ثمانية جنيهات.






السفر
كانت عندي رغبة للعمل خارج مصر لاجل تحسين وضعي وأشوف الدنيا ماتفقت مع اثنين من اصدقائي في البلد كانا يعملان في نفس مجالي هو تصليح السيارات واحد منهما خراط مكائن والأخر ميكانيكي... كان ذلك سنة 1967 انطلقت رحلتنا من الاسكندرية بحرا وصلنا إلى ميناء اللاذقية في سورية ومكثنا فيها شهرا كنا نعمل في البيع والشراء خلال هذا الشهر ثم انطلقنا للعراق ومكثنا في البصرة كذلك شهرا عملنا في احد المطاعم في البصرة بعد ذلك علمنا ان الناس تذهب للكويت تهريبا فعلا ركبنا مع صاحب وانيت فورد طرازه «66» وقيمة التوصيل للكويت ثمانية دنانير ولم تكن الفلوس متوافرة فحجز جوازاتنا وقال اذا وفرتم المبلغ انا في قهوة عباس في سوق الجهراء ولقد اوصلنا إلى المطلاع وقال انظروا إلى انوار الكويت اذهبوا وقال هذه هي الجهراء فانطلقنا نمشي نحوها.






الجهراء
عندما أنزلنا في المطلاع انطلقنا نحو الجهراء ووجدنا عمالا من الصعايدة المصريين يعملون في البلدية ويقيمون في احدى العشيش فسكنا عندهم وبعد فترة ليست بالطويلة عملنا ووفرنا مبلغ صاحب الوانيت وذهبنا له واسترجعنا جوازاتنا منه واول عمل لي في الكويت كان في القصير وهي الشركة التي كانت تعمل طريق الاطراف حيث عملت دكاكين متنوعة الانشطة وكان من ضمنها محل كهرباء وبنشر اخذه واحد سوري وانا عملت عنده وعملي من الصبح إلى الليل براتب شهري 45 دينارا واسكن بالقرب من المحل في عشه وهذا المحل اسمه كهرباء الاطراف واستمررت به حتى تنظيم العشيش سنة 1974، في اثناء تلك الفترة سافرت إلى البصرة وبعث لي ذلك السوري صاحب المحل بكرت زيارة ودخلت باقامة رسمية وزاد راتبي إلى 70 دينارا وعندما فتحت محلات سوق العشيش الذي في الجهراء اخذت محلا خاصا بي اجاره 40 دينارا وكنت اعمل به 24 ساعة واسكن فيه ومعي عمال مصريون احدهم صاحبي الميكانيكي الذي اتى معي... لقد كنت اعمل في هذا المحل بكل جد ونشاط وطموح كنت اصلح مجمع تمديدات كهرباء السيارة «الظفيرة» من الدعامة إلى الدعامة والمبلغ عشرة دنانير اليوم تعمل بـ 250 دينارا.






الإزالة
بعد ازالة العشيش وقد ازيل معها السوق الخاص بها اخذت محلا في شارع عبدالله جدعان وكانت قيمة اجاره 100 دينار ومكثت به ستة عشر عاما من سنة 1980 - 2006 ولم تقتصر مسيرتي العملية على نفسي بل كان هناك اباء من جنسيات عربية يأتون بابنائهم ويتعلمون عندي هذه الصنعة والحرفة والمهنة كثير لا اقدر ان احصيهم او عدهم وانا من طبيعتي اكره البنشر انا كهربائي فقط ومن خلال نظري لاي قطعة من السيارة اعرفها هل هي اصلية ام لا، وكل تطور واختلاف وقع على هذه القطع او اجزاء السيارات نطبق القديم على الجديد ونعرف الخلل وتصليح كل ما جرى بها هو يعود على القديم والاصل فبلاتين وطرمبة البنزين والبطارية والسلف وبلاكات كل ذلك هو اصول في كل السيارات.






الاستيعاب
كنت بالاول اعمل من الصباح الباكر الساعة الخامسة حتى الساعة الثانية عشرة ليلا بمعدل خمس عشرة سيارة إلى عشرين سيارة باليوم، وكل الجهراء زبائني ومحبوب عندهم سواء كبار السن ام الشباب لانني صادق معهم ولا اقول لاي قطعة بدل بل اصلح الخلل لان مهنتي التصليح وتعلمت التصليح.






شايع
الله يرحم شايع ابو شيبة كانت اقامتي عليه شخصيا وهو رجل كريم ديوانه مفتوح يعاملني معاملة الاب للابن كانت اقامتي عليه بلا مقابل بل احسان ومساعدة لي وقد وفر لي عملا في مركز الشقايا حيث كنت اصلح جميع سيارات المركز.





الشهرة
شهرتي بين اهالي الجهراء «اسعيد» فانا اسمي سيد لكن جدي لامي كان اسمه اسعيد فكانوا ينادونني باسعيد وقد تزوجت سنة 1965 وعندما جاءت زوجتي للكويت سكنت بملحق بالقرب من النادي اجره الشهري اثن عشر دينارا اما مهر زواجي فكان 30 جنيها من جمعية اشتركت بها وابنائي الحمد لله متعلمون فعندي بلال يعمل معي اليوم وعادل في السويد وهو جامعي وسامية متزوجة من مصري ومقيمه معه في الدمام ومصطفى يعمل هنا في الكويت، وساره في كلية الطب في مصر، ومحمد يعمل هنا في الاذاعة والتلفزيون.





الأماكن
بيوت الجهراء القديمة اذكرها وبنك الخليج مقابل المستوصف القديم ومنطقة الكوريات كانت عشيش، وصيهد ابن رشيد هو مكان بيت التمويل اليوم.




الشخص
جاء أحد الاشخاص منذ زمن بعيد وكان عنده تنكر وبه عطل في منطقة القشعانية فذهبت معه ومكثنا ما يقرب يوما ثم اصلحت ما به من عطل ولي عليه حساب اربعون دينارا ولم يدفع لي ذلك المبلغ حيث ذهب وانقطعت اخباره وبعد مضي زمن طويل فاذا برجل يدخل علي في محلي ويقول سيارتي بجانب الشارع معطلة ذهبت واصلحت سيارته وانا عرفته من صوته فقلت له الا تذكر اليوم الفلاني عندما ذهبت معك إلى القشعانية فقال نعم اذكره جيدا اين انت كم فلوسك خذها ومعها حبة خشم.





الأعمى
في يوم من الايام بينما انا في المحل أمارس عملي المعتاد فاذا برجل ضرير يساعده رجل اخر ويقول السلام عليكم ابن اسعيد فقلت له لقد وصل على خير تفضل ماذا تريد من اسعيد قال هل هو انت قلت نعم قال خذ عشرة دنانير لقد اصلحت سيارتي التنكر قبل الغزو فخذ فلوسك وبرئ ذمتي لقد كنت اسأل عنك كل هذه المدة.





الذبيحة
يوم كنت اعمل في محل سوق العشيش جاءني احد زبائني وقال يا اسعيد اريد خمسة دنانير فاعطيته الخمسة وكان يعمل عسكريا وبعد مضي وقت ارجع الخمسة وقال انت راعي الاولة لقد جاءني خطار «ضيوف» وذهب رجال اعرفه لم يعط ما اريد فجئتك لقد اشتريت ذبيحة بـ 2.5 والباقي مكملات العشاء... كان الرخص موجودا، ذبيحة واغراضها بخمسة دنانير.





الهدايا
كان زبائني من البدو يأتون لي بالفقع ولبن والسمن والزبد حتى البيت كان يضيق به من كثرته وكنا نوزع على الجيران وانا كنت اذهب إلى البر وابات عندهم وكانوا يدعونني لاحضر افراحهم والابل والاغنام كانت تشاهد بحدود الجهراء وكان هناك قلبان مياه ادكتها ورأيتها ولم يكن احد يسأل عن الاقامة، هل عندك اقامة صالحة الاهم ان الانسان لايعمل مشاكل.





الذهب
قبل الغزو واثناء الاجازة الصيفية للمدارس اغلقت المحل وقررت ان اسافر شهرا إلى مصر وجعلت ذهب زوجتي وبناتي واوراق خاصة فيني في المحل وسافرت اسرتي بالطائرة اما انا فلحقتهم عبر البر مع ابن اختي وقد جعلت الاشياء الغالية والمهمة في محلي وكان عندي مبلغ ومقداره ثلاثون الفا في البنك فحولت منه تسعة وعشرين الفا لمصر وتركت الفا لتكون مصاريف لمحلي عندما اعود ولما حدث الغزو وقفت جميع التحويلات المصرفية والشيكات وذهبت للبنك وقال لي الموظف لقد وصل فاكس تحويل فلوسك بالامس واليوم توقفت جميع تحويلات ان فلوسك حلال حلال فقلت له والله لقد صدقت لم يدخل في ذمتي فلس واحد حرام... لقد دخل ابني مصطفى الكلية الحربية بعدما انتهى من الثانوية العامة ولم يرغب بدخول الجامعة وكان له نصيب ان يذهب مع قوات التحالف وقد خافت عليه والدته فقلت لها الكويت اغلى من الجميع... وحياة الانسان وموته من رب العالمين من كتبت له حياة فسوف يحيا ومن كتب له ممات فسوف يموت لو كان في بيته... اعطيت ولدي مصطفى مفاتيح البيت في الكويت ودخل الكويت عند التحرير وجاء إلى المحل فلم يجد اثر قدم به كل شيء به سليم لم يأخذ منه شيئا ولايوجد اثر لقدم به الاتربة على جدرانه وعلى ارضيته ولم يصب بأي أذى، كان العراقيون يجلسون عند عتبة بابه ولم يدخل فيه احد ويسألون محل من هذا فيقولون محل رجل مصري وبقي على ماتركه عليه لم يأخذ منه شيئا ولم يفتح بابه انا عندما سافرت خاطبت المحل وقلت «اودعتك الله اودعتك يالله هذا المحل».




http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=48098

يوجد صور شخصية للضيف
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 22-04-2009, 09:43 AM
القلم القلم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 40
افتراضي مقابلة مع محمود محيو

محمود محيو: درست في دار النهضة للعلوم الشرعية سنة 1967




إعداد : سعود الديحاني
جريدة الرأي العدد 10385 - 07/12/2007



ضيفنا هذا الأسبوع محمد محيو ارتبط عمله ببيوت الله المساجد منذ أن كان طالباً في المرحلة المتوسطة وتنقل بين عدة مساجد يحدثنا عن هذا العمل الجليل بدءاً بدراسته في قريته ثم انتقاله الى المدينة لاتمام الدراسة بها حتى شد رحاله الى الازهر الشريف فأتم به المرحلة الجامعية منتسباً بعدها سافر للعمل في الكويت يحدثنا محمد محيو عن تلك الفترة ثم ينحو معنا منحى آخر وهو الحديث عن وظيفة إمام المسجد وعلاقته مع الناس فهو يخالط ويباشر أطياف مختلفة بالفكر والعمل والثقافة





ذكريات متنوعة بمحطاتها نقضيها محمد محيو ثم نختمها بالتطرق الى زواجه متى كان وأين كان فلنترك له الحديث:



كانت ولادتي في قرية مزرعة الورد وتقع شمال حلب وتبعد عن حلب ثلاثين كيلو متراً شمال حلب وهي تتبع منطقة عزاز وكلتاهما تابعتان لحلب وقريتنا قرية زراعية يمتهن أهلها حرفة الزراعة وحرث الأرض وبذرها وما الى ذلك من انواع الزراعة (حبوب، خضراوات، فواكه) وهي كانت يمر بها نهر ولكن منذ زمن جف ولم يعد يجري كالسابق بسبب السدود التي اقامتها تركيا وكنا نعمل في الأرض انا وباقي اسرتي في الزراعة ووالدي تحصيله العلمي بسيط جداً ولا يجيد الا مبادئ القراءة والكتابة فليست هناك مدارس متوافرة في قريتنا في ذلك الوقت والتحصيل العلمي محصور عند شيخ القرية فتجد كبار السن يقرأون بعض السور وكانت قراءة بسيطة ومعظم ابناء القرية ينتمون الى قبيلة واحدة أغلبهم اقارب وقبيلتنا هي قبيلة (جيس) كانت بداية تحصيلي العلمي في مدرسة القرية في المرحلة الابتدائية قرية مزرعة الورد وهي مدرسة حكومية ودرسنا في السنة الأولى الى السادسة في القرية وهي قرية بسيطة جداً وصغيرة وكانت دراستي بسيطة عند شيخ القرية قبل التحاقي بالمدرسة الابتدائية وعند السنة الأولى منها وهو امام المسجد كان يحفظنا القرآن.




القرية
أما بالنسبة للدراسة فكان معلم واحد يدرس في القرية وهذا المعلم كان يدرس لجميع الطلبة وهو معلم لأكثر من صف الأول، والثاني، والثالث، والرابع وكل المواد المقررة علينا هو يقوم بتدريسها والسبب يعود الى ان المدرسة مكونة من فصل واحد وهذه المدرسة حكومية وانا حين التحاقي لم يكن لي مكان أجلس فيه ولم يكن هناك طاولة متوافرة لي لذا أتيت بتنكة فارغة فوضعتها على الأرض وجلست عليها عاما كاملا كنت أضع الكشكول على رجلي وأكتب الدرس والمواد التي كنا ندرسها كانت عبارة عن قراءة، حساب، قراءة قرآن المواد التي كانت تدرس بالمرحلة الابتدائية والتركيز يكون على القراءة والكتابة والحساب في أولى ابتدائي اما في الصف الثاني فكان الوضع أفضل قليلاً حيث صار لي مكان أجلس عليه والمدرس كان يتغير كل عام الى ان وصلنا الى الصف الرابع تطورت الامور عندنا وصار لكل صف معلم خاص به كان الصف الرابع والخامس والسادس معلم خاص بهم حيث صار بالمدرسة صفان واليوم الدراسي كان يبدأ من الساعة الثامنة الى الساعة الواحدة والنصف ثم انهاء المرحلة الابتدائية في قريتي ونحن كان عندنا نظام انهاء المرحلة الابتدائية مثل انهاء المرحلة الثانوية من ناحية الاهتمام حيث كانوا يجمعون الطلاب في أحد المدن الكبيرة ثم تأتي الاسئلة من الوزارة ويبدأ الامتحان ثم نجيب عن الاسئلة ثم تُرسل الى الوزارة وتصحح ثم ترصد الدرجات ثم تنزل الاسماء في الجريدة الرسمية للدولة مثلها مثل الثانوية العامة لا تفرق عنها شيئاً.





الرغبة
والدي رحمه الله كانت عنده رغبة في دراستي في المواد الشرعية ووالدي كونه من أهل الريف بطبيعته حب الدين وعلومه وأنا أكبر أبنائه سناً فنحن اربعة أولاد وبنت واحدة وانا كذلك كانت رغبتي ان ادرس العلوم الشرعية فمنذ صغري وانا أحب شيخ القرية والصلاة في المسجد فكنت أفرح فرحاً شديداً عندما اذهب وأسلم على شيخ القرية ونفسيتي ترتاح ونحن لم نكن نتردد على المسجد كثيراً لأن طبيعة الفلاحين يكونون يزرعون بالارض خصوصاً في فصل الخريف والصيف والربيع يعملون في الحرث والزراعة - ووالدي كان يشتغل في الفلاحة بالاجرة حيث انه لم يكن يملك أرضاً والوالد كان يستثمر بعض الاراضي من أصحابها حسب الاتفاق المبرم بينهم وكان النهر الذي بالقرية في ذلك الوقت يجري على مصبه الطبيعي وحياة القرية ونماؤها على هذا النهر وهو كان نهراً جارياً على مدار العام ويطلق عليه نهر (قويق) وهو منبعه من تركيا ويمر على كذا قرية حتى يصل الى قريتنا ومن ثم يدخل مدينة حلب.





العيون
قريتنا هي قرية الورد اما تسميتها السابقة قبل ذلك فكان يطلق عليها (العيون) وذلك يعود لكثرة عيون الماء المتوافرة بها ولكن الدولة هي التي اختارت لها هذا الاسم وهذا النهر وهو نهر (قويق) يقسم حلب نصفين حيث انه يأتي من الشمال الى الجنوب وسبب جفاف النهر السدود التي أقامتها تركيا على هذا النهر ماهو الا في فصل الشتاء يأتينا قليل من الماء بسبب الأمطار والسيول.





المتوسطة
مرحلتي المتوسطة كانت في مدينة حلب في معهد شرعي اسمه دار نهضة العلوم الشرعية هذا وهو متخصص في العلوم الشرعية حيث الطالب يدرس به العلوم الشرعية وهو بما يعادل في التصنيف الحكومي المرحلة المتوسطة او الثانوية وقد التحقت به سنة 1967 مدرسة دار النهضة للعلوم الشرعية وكانت تشرف عليه الجمعية الخيرية المواد التي تدرس به الفقه والتفسير والحديث واصول الفقه والبلاغة والعروض والمواريث، والاخلاق، الادب وكنا ندرس الفقه الشافعي ودراستنا كانت في فترة الصباح وهذا المعهد معهد شرعي داخلي اي للطلبة نسكن بداخله والاكل والشرب متوافر به حيث ان به سكن خاص بالطلبة وكان به قسم للطعام وهو معهد خيري ليس هناك رسوم تؤخذ على ذلك وكان كل شيء بالمجان وكل طالب أراد الالتحاق به يعمل له اختبار شفوي وتحريري، الاختبار الشفوي يتناول العلوم الشرعية اما التحريري فيتناول الحساب والعلوم والمواد العلمية فإن اجتاز ذلك الاختبار قبل وان رسب استبعد من المعهد وهذا المعهد في مدينة حلب وحين التحاقي بهذا المعهد كانت الفترة المقررة للدراسة في المعهد اربع سنوات ونتخرج والثانية على خمس سنوات والثالثة ست سنوات وكنت أنا بينهم فأنا درست ست سنوات في ذلك المعهد وكنت مقيما في المعهد ولا أذهب الى أهلي الا في العطل في نهاية السنة في الصيف كل الطلبة كانوا بهذا الشكل ثم نرجع الى الدراسة مرة ثانية ومن كان أهله في مدينة حلب يذهب اليهم اخر الاسبوع لكن ابن القرية كان لا يذهب الى أهله الا كل شهرين او ثلاثة لمدة اربع وعشرين ساعة.





الأزهر
بعد اتمامي مرحلة الثانوية توجهت للدراسة في الأزهر الشريف منتسباً وكنت أعمل مدرساً بالتكليف وكنت ادرس مادة التربية الاسلامية في المدارس الحكومية ولم أكن معيناً بل خاضع لنظام التكليف بالساعات وعندما كنت طالبا بالمعهد كنت أمارس الامامة والخطابة بدل من أحد الشيوخ الذين كانوا يدرسوننا في ذلك الوقت أصلي بدلاً منه الظهر او الفجر وكنا نخطب الجمع في القرى عندما كانوا يحتاجون الى خطيب وعندما دخلت الأزهر انتقلت الى مدينة الثورة.





الثورة
الثورة مدينة حديثة على نهر الفرات وهي على السد الذي أنشأته سورية وهي بالقرب من مدينة الرقة على بعد خمسين كيلومترا وهي انشئت وأقيمت بعدما أنشئ هذا السد وعملت اماماً وخطيباً ومدرساً لمادة التربية الاسلامية بالمرحلة الثانوية بهذه المدينة وكنت اماماً بالأوقاف وليس اماماً رسمياً بل نتبع بعض اللجان الخيرية حيث ان كل مسجد مشكلة له لجنة من كذا شخص يقوم بجمع التبرعات على شكل راتب للإمام وهو راتب شهري وما يحتاجه المسجد من اصلاحات وعناية. أما بالنسبة للتدريس فلقد كان بنظام الساعات وكان النظام المعمول به عندنا ان من كان طالباً وعنده القدرة على التدريس لبعض المواد يسمح له بذلك لكن مكلفاً بالساعات وليس معيناً رسمياً بل كنت ادرس بالأزهر في ذلك الوقت اذهب واعود في فترات متقطعة وانتقالي الى مدينة الثورة كان لأجل العمل إماماً وخطيباً ومدرساً في وقت واحد وهي مدينة مستحدثة وكانت بحاجة الى بناء مساجد وخطباء وكان ذهابي للأزهر والدراسة به مكلفاً عليه مالياً لأجل الذهاب الى الدراسة اما الازهر والدراسة به فكانت مجانية ليس به رسوم اما التكاليف فتعود للذهاب والعودة والاقامة والقبول بالأزهر والدراسة به كانت سلسة وميسرة.






الجامعية
أتممت دراستي الجامعية وانا في مدينة الثورة وبعد اتمامي الدراسة بسنة جئت الى الكويت حيث انه كان لي زملاء واصدقاء سبقوني للعمل بالكويت وهم من رغبوني في الكويت من حيث الثناء وانها بلد جميل وأهلها طيبون.
والمسجد الذي كنت فيه قبل قدومي الى الكويت كان اسمه مسجد ابوبكر الصديق وقد عملت قبله في مسجد النور.





طبيعة
طبيعة عمل الإمام هو الالتزام وتجده هو الامام وهو المؤذن وهو القائم بأعمال المسجد كلها وهو الذي يحل المشاكل ويعطي الدروس وخطب الجمعة والأعياد وكل ما يلقى على عاتق الامام والمؤذن كان يقوم به.





الكويت
سنة 1979 قدمت الى الكويت فعملت في وزارة الأوقاف مباشرة، أحد الاخوة قدم لي كتاباً أي طلب تعيين لوكيل الوزارة محمد ناصر الحمضان فوافق عليه وأرسل لي الكتاب وذهبت به الى السفارة وأتممت الاجراءات ثم سافرت الى الكويت وأتممت الاجراءات حيث انني اصطحبت معي جميع اوراقي الثبوتية بما فيها شهادتي الجامعية واجري لي الاختبار وبعد اجتيازي الاختبار والحمد لله عينت اماماً وخطيباً واول مسجد باشرت عملي به هو مسجد سعد الضبيان في منطقة الرابية وطبيعة المصلين تختلف من بلد الى اخر في الثقافة والعادات والتقاليد والمعاملة وهذا مما لا شك فيه وأخذت أتأقلم مع وضعي شيئاً فشيئاً وأنا أتكلم على محيط المسجد في الصلاة والامامة والخطابة والتدريس وهذه أمور مشتركة في جميع البلاد الاسلامية والحمد لله وجدت أناساً طيبين يرغبون في العلم ويحبون الامام ويقدرونه ويحترمونه وهذه هي الاخلاق الاسلامية وان كان هناك بعض التصرفات فهي تصرفات فردية وليست عامة وكل انسان له وجهة نظر ويعتبر نفسه هو صاحب حق والامام لابد ان يستوعب الناس وكانت اول صلاة لي بهذا المسجد هي صلاة الظهر واقمت بهذا المسجد لمدة عام كامل وكنت أسكن فيه وفي الحقيقة وجدت نخبة طيبة من الناس أحاطوني برعايتهم وعنايتهم.





الأوضة
في سورية ليس هناك دواوين كما وجدت بالكويت ولكن هناك نظام اسمه الاوضة وهذه الاوضة بالنسبة للارياف تكون غالباً عند المختار أما في المدن فهي عند الإنسان الوجيه الميسور الحال الذي عنده المقدرة على ان يضيف الناس فوجود غرفة خارج البيت بعيد عن الاسرة والاولاد مخصصة للضيافة والجلوس. لها كلفة مالية وليس كل واحد مقدور عليها وهي بمثابة ديوانية كما هو في الكويت يجتمع فيها الزملاء والاصدقاء.





مسجد طلحة
انتقلت الى مسجد طلحة بن عبيد الله بالصليبخات ومكثت فيه سنين طويلة بدأت في سنة 1980 الى غاية شهر 11 في سنة 1989 اماماً وخطيباً وكانت لدي حلقة قرآن كريم في المسجد وبعد ذلك سنة 1983 بدأت أُدرس بدار القرآن الكريم في منطقة الجهراء وكان الاقبال في ذلك الوقت بالنسبة لدار القرآن اقبالا كبيرا واعداد الطلبة كثيرون وأفضل من الآن بكثير، الفصل الدراسي كانت به اعداد جيدة ومشجعة وكان مقر مركزنا في مدرسة العدساني.





الرحاب
انتقلت الى مسجد عقيل بن أبي طالب في منطقة الرحاب ثم سالم بن سعد بعدها ثم مسجد طيبة العثمان في منطقة الرقعي مكثت به ما يقارب سنتين ومسجد طيبة العثمان له خاصية كل من يصلي به عمال وموظفو شركات فهو وسط منطقة عمل والمسجد يختلف عندما يكون في منطقة عمل عن غيره لانه من المفارقات بين المسجد الذي يكون في منطقة صناعية وبين الذي يكون في منطقة سكنية ان الذي في المنطقة الصناعية تكون العامل ثقافته محدودة ويكون وضعه المادي بسيطا فتجده يصلي ويذهب، اما في الحي السكني فيكون بعض المصلين من أهل الحي عندهم الرغبة في الجلوس لسماع الدرس والاستفادة والمناقشة والاستفسار والسؤال ويتعاملون مع الامام- وتكون لهم علاقة مباشرة معه يدعونه الى الديوانية او الى اي مناسبة مثل الافراح وغيرها وتجد الامام معهم يشاركهم في الافراح ومشاركتهم في واجب العزاء وعيادة المريض، ولكن في منطقة العمال يسأل العامل عن أمور الصلاة او اي سؤال فقهي ويذهب.




الرشاد
عملت في مركز الرشاد الذي في السجن المركزي لمدة سنة ونصف السنة صباحيا وتحولت بعد ذلك الى فترة العصر وهو مركز يدرس العلوم الشرعية للمساجين من مختلف الثقافات والجنسيات والطباع لكن الغالبيةيرغبون في العلم الشرعي وكان لهم الاثر الكبير في نشر الوعي الاسلامي وتعلم هؤلاء المساجين العلوم الشرعية وتحفيظهم كتاب الله وسنة نبيه والأحاديث النبوية فتجد منهم من استفاد وخرج داعية الى الله سبحانه وتعالى واماماً وخطيباً وحافظاً لكتاب الله وكل ذلك بفضل مركز الرشاد وكل من التحق بهذا المركز استفاد استفادة كبيرة حتى أن بعض المساجين يقول نحمد الله على هذا السجن الذي تعلمنا فيه امور ديننا وتعلمنا كل شيء حسن وأخذنا نصلي ونقرأ كتاب الله ونستفيد ونفيد غيرنا والحمد لله ان مركز الرشاد فاتحة خير على السجناء.





الزواج
كان زواجي سنة 1976 بعد تخرجي من المعهد الشرعي وكانت زوجتي من محافظة ادلب وهي جنوب غرب حلب وكان زواجي بمعرفة الوالد حيث اننا انتقلنا من القرية الى حلب حيث ان والدي عمل بالحكومة وانتقلنا الى مقر عمله وكان للوالد معرفة بين والدي واخ زوجتي فتم الزواج والحمد لله عندي اولاد وبنات منهم اثنان متزوجان.




ماجستير
الحمد لله أتممت دراستي العليا في لبنان بجامعة الأوزاعي وقدمت بها سنتين اختبارات بعدها أتممت في جامعة الجينان بطرابلس ايضاً في لبنان وقدمت بحثين أحدهما في الملائكة في الكتاب والسنة والثاني جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعلاقتهما بالماسونية والرسالة كانت تحقيقا ودراسة لكتاب اسباب النزول للامام السيوطي وتحصلت على ثلاث مخطوطات واحدة من مركز المخطوطات بالجابرية ومصورة عن نسخة مصورة عن نسخة في بغداد والثانية مكتبة الظاهرية بدمشق والثالثة من ايرلندا فأتممت بهما النقص الموجود بالكتاب المطبوع وأنا كنت أخذت جزءا من الكتاب خمس صور وكانت الرسالة 740 صفحة.





الحج
أول حجة لي كانت مع حمد المشوط ثم الثانية حملة مبارك البذالي اما الحجة الثالثة مع مبارك البذالي، كنت فيها ادارياً اما عن العمرة فكثيرة والحمد لله.





التطوع
عندما كان المعوشرجي وزيراً للأوقاف صليت في مسجد فاطمة كأحد المصلين لصلاة الجمعة فدخل وقتها ولم يحضر الخطيب وكانت الخطبة منقولة على الهواء مباشرة من تلفزيون الكويت ومضى خمس دقائق من دخول الوقت وكانت منقولة إذاعياً فكلمت المسؤول عن الاذاعة والتلفزيون فقلت له اذا لم يكن أحد موجوداً للخطبة فأنا أقوم بذلك والوضع لا يسمح بالتأخير فقدمني لكي ينقذ الموقف وكانت هي اول جمعة في رمضان حقيقة كان الوضع يختلف عن الجمع التي أخطبها لان الكاميرات وآلات التصوير كانت باتجاهي لكن عندما بدأت اول الخطبة كأن شيئاً لم يكن والحمد لله كانت الخطبة موفقة بإذن الله وطلبني الوزير المعوشرجي وشكرني على هذا الفعل في مكتبه بالوزارة جزاه الله خيراً.




الغزو
الجمعة التي عقبت الغزو كنت مكلفاً بخطبة الجمعة في مسجد الزير بالعمرية وقد سألت احد الاخوة واسمه بدر علاج ابوناصر عن الوضع في البلد قال لي ان الحكومة خرجت من البلد وأنا كنت معداً خطبة لكن لأجل وضع البلد غيرتها الى شيء آخر وقمت بشرح سورة (العصر) لكن الخطبة الثانية كانت عن صدام حسين وماذا فعل في هذه البلد من الناحية الشرعية من ظلم، وقتل واعتداء ولو كان مسلماً لم يفعل ذلك والمسلم له حقوق وجوار كل ذلك تكلمت عنه لكن كان كلاماً قاسياً وصلت به الى درجة الكفر بعد انتهاء الخطبة واردت الخروج فأمسك بي أحد الاخوة السودانيين من يدي وقال ان هناك عسكراً ينتظرونك عند الباب فأخذني وأخرجني من الباب الآخر فخرجت مع الأخ فوزي سعيد وكان مؤذناً معي في مسجد عقيل بن أبي طالب في الرحاب ويسكن معي في نفس السكن وركبت معه بالوانيت هربنا من جند صدام حسين الى الرحاب وأعطيت أحد الاخوة بدر العلاج مفاتيح السيارة وأتى بها اليّ «اي سيارتي» وقت العصر.
وهذا الذي قلته لا ابتغي به الا وجه الله ولا ابتغي ثناء من أحد لكن عنايته هي التي أنقذتني من أعوان صدام حسين.



http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=12901

التعديل الأخير تم بواسطة القلم ; 22-04-2009 الساعة 09:46 AM.
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 22-04-2009, 09:54 AM
القلم القلم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 40
افتراضي مقابلة مع سالم عيضة الجمحي

مقابلة مع /

سالم عيضة الجمحي



سالم عيضة الجمحي: خمسة وأربعون عاما أبيع الأقمشة في الفروانية



إعداد : سعود الديحاني

جريدة الرأي العدد 10588 - 27/06/2008




نحن اليوم مع شاهد عيان ادرك حقبة زمنية افلت ايامها وتوارت ملامحها ركب البحر على السفن الشراعية التي كانت تعتمد على سير الرياح وجريان الهواء وصل إلى موانئ شرق افريقيا وساحل عدن ثم الموانئ الخليجية ادرك بيع الماء على العربات اليدوية فكان احد بائعي الماء على هذه الطريقة يحدثنا سالم عيضة الجمحي عن تلك الحقبة فيذكر لنا برك الماء التي كان ينطلق منها ثم يحدثنا عن الطريقة والآلية في بيع مخزون عربته ثم ينقلنا الى عمله الاخر الذي استمر به الى يومنا هذا وهو يبيع الاقمشة بدأ به راجلا على قدميه ثم اسس محلا تجاريا يبيع فيه الاقمشة بجميع انواعها


احاديث متنوعة ومتعددة بمواضيعها نقضيها معه فلنترك له ذلك:



ولادتي كانت في عسد الجبل تلك المنطقة الريفية ذات صبغة بدوية اهلها يمتهنون زراعة الحبوب بأنواعها وخصوصا الذرة والبطاطا الحلوة والمياه التي يتزود منها اهل عسد الجبل هي عيون تنحدر من اعلى الجبال وموزع بالسوية بين الاهالي كل له نصيب والماء فائض ينتهي بالوادي ولا تجف تلك العيون بل الماء متوافر بها وبالاخص الرئيسة منها وهي تنحصر في الارض المرتفعة والنخيل من الاشجار التي لها عناية في بلدنا وقد كان قسم من اهل بلدنا يعملون بالجمال التي تنتقل بين بلاد حضرموت لنقل البضائع منها واليها اما والدي رحمه الله فقد قدم للكويت مع السعيد بن علي ايام البحر والغوص واستقر فيها وعمل يوم كان اهلها ليس لهم عمل بالغوص والبحر وقد تعلم مبادئ القراءة والكتابة في احد المساجد التي كانت في القبلة وقد ذكر لي انه يقال الملا راشد او صالح وقد رحل والدي من الكويت واستقر في البحرين وعمل في مينائها وقد زرته مرتين وانا عندما خرج من بلادنا كان عمري بحدود عاما وقد تزوج في البحرين ومات فيها.





زنجبار
بدايات انطلاقتي العملية كانت نحو زنجبار فلقد عملت بحارا على مركب ذي شراع ينقل الاطعمة والبضاعات المختلفة كالارز والطعام والسمك المجفف من السفن التي كانت في منطقة القصيعر إلى زنجبار ولكن البضاعة المعتمدة هي السمك المجفف والاجر الذي كنت اخذه كان بشلن بريطاني سهم واحد مقداره مئة وخمسون شلن وبعض الرحلات يصل إلى مئتي شلن وكنا كذلك نجعل من جزيرة سومطرة العمانية مقرا لنقل البضائع منها وإليها ما بينها وبين زنجبار وكانت الرحلة الواحدة تأخذ منا ثمانية ايام والنوخذة الذي كان ربانا على المركب الذي كنت عليه سلوم عبد سين حضرمي وقد استمر عملي معه عاما كاملا ننقل الحبوب والذرة الكبيرة والسمك المجفف وقد نمكث في زنجبار عشرة ايام وكانت بلادا تجارية كبيرة وميناء عظيما يستقبل البضائع وحكامها عرب يقال لهم برغش وفيها مساجد كثيرة وتجار من الكويت واليمن والخليج والهند وكنا كذلك نرى الانكليز في شوارعها.






الكويت
كانت سيرة الكويت تذكر كثيرا والناس يتحدثون عنها في مجالسهم واماكن اعمالهم وانها بلد فيها الشغل وعمل متوافر وذهب اليها كثير من اهل بلادنا فعزمت على الذهاب اليها وكانت وسيلة ذهابي لها على لنج للنوخذة خلفان من اهل صول في عمان وقد اخذ مني اجرا لا اذكره الان لكنه يتراوح ما بين مئة روبية وستين روبية والرحلة مع النوخذة خلفان انطلقت من السواحل اليمنية ومررنا بمناطق كثيرة تابعة لعمان سدح ومرباط وصور والباطنة والبحرية والذين معنا كانوا من أهل هذه المناطق ذهبوا واستراحوا عند اهليهم وهكذا حتى وصلنا إلى ميناء الخبر المحادي للدمام وكان ميناء صغيرا ترسوا به مراكب.





البر
عند نزولنا في ميناء الخبر اخذ سيارة اجرة متجهة للكويت وواصلنا رحلتنا اليها عن طريق البر وكان ذلك سنة 1957 وبعد يوم كامل وصلنا إلى دروازة الشامية وكانت ذات بوابتين للداخل والخارج وقفنا عند الامن العام واخذنا حقنة تطعيم ثم ذهبت لجماعتي في المرقاب وهي بيوت على الطراز العربي القديم حوش كبير بالقرب من مسجد الحمد وهو ملك لصالح الوسمي عبارة عن اربع غرف واجره الشهري 700 روبية.





العربانة
اول عمل زاولته في الكويت حين وصولي لها هو بيع الماء راجلا حيث ادفع عربة بها خزان ماء يقدر باربعين تنكة والعربة اشتريتها بمبلغ مقداره ثلاث مئة روبية والعمل يبدأ من الساعة السادسة صباحا والبركات التي نتزود منها بالماء كانت كثيرة لكن انا كنت اقتصر على بركة نايف والصليبية التي في شارع الجهراء وبركة الجبلة كنا نشتري الماء بروبية والتنكة نبيعها باثنتين ولا اخرج من بيوت المرقاب وسوق الكويت.





الزفة
التزود الواحد من بركة الماء يسمى بعرف بياعو الماء زفة فكل بائع قد يذهب ويعود باليوم الواحد خمس مرات او اكثر او اقل والبيوت التي نزودها الماء كنا نفرغ الماء ببرك او خزانات وبعض البيوت قد نفرغ بها عربة كاملة وغالب عملنا ينتهي الساعة العاشرة صباحا وبعض الايام يستمر اكثر حتى العصر وكل ما فرغنا وزودنا البيوت بالماء وضعنا على الجدار خط علامة للبيع والحساب وكل خزان ومغراف له خط نميزه عن تلك الخطوط






المناوشات
كان يحصل عند الزحام على البرك بعض المشادات الكلامية بين الباعة بعضها مع بعض والكل يريد ان يملأ عربته بالماء وينطلق نحو عملائه والمسؤول عن البركة كويتي اظن ان اسمه كان محمود ولم اكن اذهب للشامية الا بالاسبوع مرة واحدة كل عملي في المرقاب ونحن اهل العربانات لم نكن وحدنا نكد الماء بل كان هناك من يستخدم الحمير والجمال غيرنا.





المواصفات
عربة الماء ذات عجلات ثلاثة اثنان من الخلف وواحد من امام وندفعها بالصدر وهي متعبة ومرهقة وقد بعتها بمبلغ مقداره 600 روبية وتحولت لعمل اخر وهو بيع الخام راجلا مع ان هناك وظائف متوافرة في الاشغال ودوائر الدولة لكن بيع الخام شغله خفيف.





ابن دعيج
بدأت رحلتي مع الخام وهو بيع الاقمشة راجلا حيث احمل فوق ظهري بقشة بها ما يقرب من عشرات القطع التي اشتريها من السوق داخل الكويت كسوق ابن دعيج وسوق المعجل وسوق التجار وكان يبيع في هذه الاسواق تجار كويتيون وغيرهم والقطع التي كنا نشتريها من تلك المحلات كانت رخيصة نوعا ما يتعدى سعرها مئة روبية.





التجول
كنت اسكن في المرقاب عند جماعتي فنحن مجموعة عزاب وكل له امل وجهة ينطلق اليها في الصباح الباكر فأنا كنت استقل سيارة تاكسي بروبية واحدة وانزل في خيطان ثم اترجل على قدمي وابيع ما احمله على ظهري ومحل تجوالي خيطان ثم الفروانية وجليب الشيوخ والعضيلية وجميع البيوت في تلك المناطق مبنية على جميع التصميم العربي القديم وخلال عملي هذا عرفت البيوت والفرجان والشوارع فالبيوت التي اعرفها اطرق ابوابها اما التي لا اعرف فيها احدا فأنادي واقول (خام خام) وكنت ابيع بالياردة روبية اوروبية ونصف الروبية وهكذا عملي حتى ينادي المؤذن لصلاة الظهر فأصلي وصلاتي تكون بالمرقاب وبعد صلاة العصر اذهب الى السوق واشتري ما اردت من انواع الخام والاقمشة فعملي هذا يتطلب مني المواصلة والتواصل مع تجار الخام المتوافرون في سوق التجار وما جاوره من محلات وهكذا هو مشواري اليومي كد وتعب والشمس متعبة وحرها قائظ وآلية البيع وطريقته نقدا او دين مؤجل يدفع اخر الشهر والكل يدفع ما عليه من دين من الزبائن والعملاء اخر الشهر وبضاعتنا كانت رخيصة والبيع يتراوح ما بين عشرين روبية إلى ثلاثين روبية.






الدكان
بعد مضي وقت وأنا على هذا المنوال اطرق المناطق والشوارع بائعا متجولا على قدمي قررت ان تتحول طريقتي في البيع والشراء بمكان مستقر ومحل ثابت فاستأجرت دكانا في منطقة الفروانية وكنت اول واحد من جماعتنا يخطو هذه الخطوة فمحلات الاقمشة قليلة لكن البقالات كثيرة وكان موقع محلي هذا في شارع السوق في الفروانية القديم في منزل حمود الغريبة وقيمة استئجار هذا المحل عشرة دنانير اعمل من الصباح الباكر فيه إلى وقت العشاء والبيع نقدا ومؤجلا والزبائن هم غالبهم من المطران الرشايدة العوازم والفروانية في تلك الايام كانت بها حفرة رأيتها بعيني عليها سياج وتتجمع فيها السيول والمطر وهي جليب بن فروان المطيري.





الرخصة
محلي هذا خرجت رخصته سنة 1962 باسم صاحب الملك وبعد مضي سنة ونصف السنة جاء معي زميلي وصديقي ورفيق رحلتي في الخام مصبح ابو سالم وبعد مضي ثلاث سنوات انتقلنا إلى محلنا الاخر وكان قيمة ايجاره سبعة دنانير.





أنواع
انواع الاقمشة التي بدأنا معها من خلال عملنا كثيرة ومتنوعة وكلما تطور الخام وتنوع واستحدثت ماركات تطورنا معه في اول الشغل كنا نبيع القطن وكريشه وحرير هلا هوب نايلون، شال، تور، وطلبات اهل البادية ولا يزال الى يومنا هذا بعض زبائننا يأتون الينا من النساء بالامس البعيد كانت البنت تأتي مع امها وبالامس القريب مع بناتها واليوم نشاهدها مع حفيداتها وخلال عملنا تعرض المحل للسرقة مرة وسرقت منه بعض الاقمشة لكن لم يأخذوا فلوسا.






الشهرة
السوق اليوم مربح ولله الحمد (زين) وشهرتي عندما بدأت بالبيع ابو خزنة ثم تحولت إلى سالم وليس لي طموح غير هذه المهنة ادخل في بعض الاوقات بعض الدوائر الحكومية فأجد من يعرفني وأنا لا اعرفه.





الزواج
تزوجت سنة 1964 من نفس بلدي والمهر مقداره ثلاثمئة دينار ورزقت ولله الحمد بست بنات وثلاثة اولاد فيهم المتزوج ومن يعمل في الدولة ومن درس بالجامعة والمدارس الحكومية واولادي لم يأتوا للكويت بنيت بيتي في منطقة فصيعة وانا ورفيق دربي في التجارة اخي مصبح نتبادل السفر إلى بلادنا امكث نصف العام هنا والنصف الآخر في بلادي واقامتنا على السيدة الفاضلة ام علي حيث جزاها الله خيرا جعلتها لله فلم تأخذ منا شيئا بل اجر وثواب بلا مقابل جعل الله ذلك في ميزان اعمالها يوم القيامة.





دراسة
درست في مدارس الفروانية المخصصة لمحو الامية واخذت شهادة الرابع الابتدائي.





السلاح
اذكر يوم ازمة قاسم تجمعت الجالية العربية من يمنيين وعمانيين وغيرهم من العرب عند الامن العام واخذنا نردد يا ابو سالم عطنا سلاح نحن نقاتل وانت ارتاح واخذنا نتردد على الامن العام حتى طمأنونا ان كل شيء على ما يرام بالاذاعة والميكروفونات وقد قال لنا الشيخ سالم الحمود عندما تجمعنا ابشروا بالسلاح فان السلاح كثير كان الكويتيون يسجلون في المدارس اما نحن فكنا في الامن العام.





الفروانية
انا اشتاق للكويت ولا اجد راحتي إلا بالفروانية وقد عرفت اهلها وجمعت بيني وبينهم الصداقة خارج العمل - النمارين والمعاصبه، البراك، العلاج واذكر الشيخ خليل ابو ابراهيم الذي كان امام مسجد (نزال المعصب) وانا رأيت نزال لكن لا اذكر ملامحه.




http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=53803

يوجد صور شخصية للضيف و دكانه
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 22-04-2009, 10:02 AM
القلم القلم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 40
افتراضي مقابلة مع نصير الدين سلطان

مقابلة مع نصير الدين سلطان




نصير الدين سلطان: درست اللغة العربية والعلوم الشرعية في جامعة بغداد




| إعداد : سعود الديحاني |
جريدة الرأي العدد 10812 - 06/02/2009


نحن اليوم مع داعية بدأ طريقه من بلدة باكستان وتنقل في أكثر من مركز إسلامي يتعلم ثم شد رحله إلى مدينة بغداد حيث التحق في جامعتها يحدثنا عن ظروف سفره ومن كان المتكفل في ذلك السفر بعد ذلك نسهب بالحديث عن الأيام التي قضاها في الدراسة فيذكر الاساتذة الذين درس عندهم المواد التي درسها كما يصف لنا مدينة بغداد في تلك السنين ثم يأتي الحديث عن عمله في الكويت حيث كان إماماً في أكثر من مسجد واسس قسماً لدراسة العلوم الشرعية باللغة الاوردية في دار القرآن وكما كان واعظاً في السجن المركزي للجالية التي تتكلم باللغة نفسها أحاديث متنوعة فنجعل ضيف حديث الذكريات يسترسل بها:




والدي شودري سلطان أحمد من بلد غودراج في باكستان وقد توفاه الله قبل سنين ومن ولاية اجداد قريبة من لاهور ونحن بلد زراعي وهذا هو غالبية الديار الباكستانية تمتهن الزراعة لأنه بلد فيه انهار والأمطار كثيرة وهو بلد زراعي وبه آبار كثيرة وأكثر ما تزرع الناس الأرز والقمح، والابار العذبة تشرب منها القرية وتجلب لمزارعها الماء منها وهي مياه حارة وباردة وعذبة ووالدي كان ناظراً في المدرسة الحكومية التي كانت في قريتنا وهو مدرس للمواد العلمية الرياضية وهو داعية في نفس الوقت يدعو الناس للإسلام ومذهبه حنفياً.






الدراسة
ودراسته كانت في قريتنا وقد حفظت القرآن وعمري عشر سنين فنحن اول اهتماماتنا لأبنائنا في صغرهم هو العلوم الشرعية وخصوصاً القرآن الكريم وأول دراستي عند امرأة سيدة فاضلة هي المتعهدة في تدريس اولاد القرية القرآن الكريم الأولاد الصغار لكنني أنا انتقلت إلى مدينة «جلادبوركلتا» ففيها مركز كبير لتعليم وتدريس القرآن الكريم وكل هذا قبل المرحلة الابتدائية وقد مكثت في هذا المركز أكثر من سنتين ونصف السنة حتى ختمت القرآن الكريم... ثم انتقلت إلى مدينة «مولتان» ففيها كلية تدرس العلوم الشرعية والعلوم الثقافية والدراسة الحديثة المعاصرة وهي كلية لدراسة الثانوية كانت المدة التي قضيناها بأربع سنين تمكنت من العلوم الشرعية والعلوم المعاصرة والرغبة في تحصيل العلم والثقافة كانت تدفعنا فأنا من أسرة علمية.





بغداد
لم تكن الفرص متوافرة عندنا في بلدنا من حيث الجامعات الإسلامية في تلك الأيام وقد كان لنا اصدقاء وزملاء في الدراسة والدعوة الإسلامية لهم علاقات خارجية فهم يعرفون المراكز الإسلامية والكليات التي تدرس العلوم الإسلامية ومازلت اذكر الأخ الكريم الذي ذهب إلى بغداد قبلنا واتفق معهم وذلل الصعاب حيث قال نحن نرسل لكم طلابا من بلدنا باكستان يدرسون عندكم فكان خير وسيط وخير رسول لنا إلى جامعة بغداد وهو غلام محمد من بلد كراتشي حتى انه قد ذهب منا طلاب إلى جامعة أم القرى في مكة المكرمة.





المساعدة
كنا نحتاج لمساعدة مالية من أجل الذهاب إلى بغداد وكانت الوسائل في أواخر ستينات ليست كما هو اليوم لذلك ساعدنا بقيمة التذكرة ومصاريف السفر أبو بدر عبدالله العلي المطوع رحمه الله فنحن نعرفه منذ كنا في الدراسة وعندما جئنا للكويت عرفناه أكثر وعن قرب وجامعة بغداد عندما درسنا بها كانت أيضاً تصرف لنا مكافأة شهرية مقدارها خمسة عشر ديناراً، وأربعة دنانير كان للسكن الذي كنا نستغله ونحن طلاب من خارج العراق واحد عشر ديناراً كانت للكتب ومصاريف الدراسة والمعيشة والمواصلات وبعض الأحيان نحتاج لأبي بدر رحمه الله لكن عندما قدمنا كنا أربعة طلاب قدمنا من باكستان عن طريق البحر في الباخرة - محمد شيفف ومحمد شريف رحمهما الله - وغلام أحمد منصوري وهو حالياً عندنا في الكويت وكان وكيلاً لقسم الأوردو في الكويت وأنا الرابع والخامس محمد رفيق نزار في باكستان وهو الذي اقترح على الشيخ حسن مناع بتأسيس قسم الأوردو في دار القرآن لأن اللغة العربية موجودة وتدرس بها العلوم الشرعية في دار القرآن فإذا جعلنا بجانبها قسما للغة الأوردية لأن هناك طلابا كثرا في باكستان والهند وبنغلاديش فيكون الدرس سهلا لهم والمعلومة تصل من غير صعوبة في الشرح والفهم، ومحمد رفيق هو الذي اقنع حسن مناع وأنا كنت حاضراً معه في نفس الوقت.





الأحوال
احوالنا الدراسية عندما نحتاج للمال ونشعر ان مكافأة الجامعة قد تنقص علينا لبعض الالتزامات التي تعرض لنا كنا نخاطب أبو بدر عبدالله العلي المطوع ويساعدنا والوسيط بيننا وبينه هو الشيخ كرامة الله وهو يعرفنا ويعرف أبا بدر وكان مقيماً في الكويت نرسل له فيخبر المرحوم المحسن ابو بدر عبدالله العلي المطوع.





الوصف
نحن انطلقنا من ميناء كراتش المعروف في باكستان وخمسة أيام قضيناها في البحر حتى وصلنا إلى ميناء البصرة وقد مررنا في الكويت وجلنا بالباخرة ساعتين ونحن ننظر إلى الكويت وهي صغيرة في ذلك الوقت العمران ليس كما هو مشاهد وبقايا المدينة القديمة موجودة وفي البصرة استقبلنا مدرس عراقي اسمه اسامة النعيمي وهو قدم من بغداد لكي يستقبلنا وكان الاستاذ داود عبدالقهار ومنير البياتي وعبدالرحمن الحجي وهو حالياً في الكويت ثم ركبنا القطار والتحقنا بالكلية وهي الدراسات الاسلامية وبغداد كانت جميلة في ذلك الوقت في غاية الجمال والبهجة شارع ابونواس والرشيد والكاظمية والامام ابي حنيفة ومعظم الدكاترة كانوا عراقيين والذي اعجبني هو ان الدكاترة العراقيين كانوا يتكلمون باللغة العربية الفصيحة جدا جدا وهذه الفصاحة هي التي مكنتنا من فهم العلوم واستيعابها ونحن التحقنا في تلك الكلية سنة 1970 وقد عاصرت الشيخ طايس الجميلي ولم نسافر إلى اهلنا طوال المدة التي قضيناها في بغداد الا مرتين.





السكن
كنا نسكن في شقة في منطقة الاعظمية في بغداد وكان معنا طلاب من تايلند واندونيسيا وتركيا ونحو أربعة وثلاثين طالبا وكذلك كنا نرى الطلاب العراقيين ونرى نهر دجلة وهو مبارك ومفيد للصحة وللعظم وقد زرت كربلاء والموصل وكذلك بعقوبة وبها مدارس دينية وبها علماء كثر وانا لا انسى الدكتور عبدالكريم زيدان وانا افتخر به ومن اساتذتي وهو صاحب اصول الدعوة الكتاب المشهور كان عندما يلقي علينا المحاضرة يغمض عينيه وكأن البحر يهدر منه من العلم استفدنا منه وانا دائما ادعو له.





المواد
كنا ندرس الادب والتاريخ والنحو والفقه والمواد الشرعية والادبية بعد ذلك حاولت ان اعمل بجامعة الملك عبدالعزيز في السعودية لكن لم استطع الحصول على قبول فجئت للكويت وسجلت بالاوقاف وكان الوزير يوسف الحجي وعبدالله العقيل كان مسؤولا في ذلك الوقت ودخلت اللجنة التي كانت تختبر الائمة واجتزت الاختبار بنجاح وصرت اماما في الوزارة ولم يكن الاختبار صعبا وتحريرا مثل هذه الايام واول مسجد اكون به كان في الصليبخات واسمه عمرو بن العاص ثم انتقلت إلى العديلية ثم ام الهيمان لكن قبل هذه المساجد ارسلت إلى مسجد في منطقة وارة وهي ليست موجودة اليوم كانت قرية صغيرة عشيش وهناك اسواق بها وطريق من عند الاحمدي حتى انني اذكر في احدى المرات ضيعت الطريق واخذت ساعات انا لا اعرف من اين اذهب واعود وكان كبار السن هم الاكثر في المساجد وهم طيبون اذكر منهم أبا دخيل وذات يوم ارتديت لباس بلادي باكستان ولما رآني لم يعرفني وكذلك اذكر مؤذن مسجدي كان رجلا سعوديا اسمه سفر.





القادسية
انتقلت إلى مسجد من مساجد القادسية لكن لم اكن اماما به بل واعظا للجالية الباكستانية بعد ذلك حولت مدرسا في دار القرآن وانا كنت فيها بالتكليف منذ بدايتها في التدريس في الكويت سنة 1976 يوم كانت في دروازة عبدالرزاق في المدينة ولكن بالتعيين عندما صاربها قسم للأوردو وفي الحقيقة ان صاحب الفكرة هو الشيخ محمد رفيق وقد اقنع الشيخ حسن مناع فهناك طلاب من الجالية الهندية يعملون طوال النهار وفي المساء يدرسون في دار القرآن لكن باللغة العربية وعندما يدرسون بلغتهم ينشطون لانهم يشاركون في الدرس ويسألون ويجاب لهم باللغة التي يعرفونها ونحن كنا ندرسهم اللغة العربية والنحو مع الحديث والفقه والسيرة وكان ذلك في وقت المساء المغرب وانا كنت ادرس القرآن والفقه والحديث وانا كنت ادرس القسم العربي والاوردو والطلاب هنود وباكستانيين وبنغال وكانوا كثراً جدا واليوم اصبح هناك آلاف الطلاب الذين تخرجوا في تلك الدار ونحن لم نأخذ وقتا طويلا في دروازة عبدالرزاق، حيث انتقلنا إلى الرميثية واخذنا التدريس وبعد ذلك فتحنا في الفروانية فرعا لنا بعد ذلك فتحنا في الفحيحيل بعد الغزو، بفضل الله ثم نشاط الاخوه القائمين على المركز وكذلك انشأنا حلقات للطلاب والطالبات وهو تحفيظ القرآن للأولاد والبنات والمسؤول عن فرع الفحيحيل محبوب رحمان خان معنا والجالية البنغلاديشية ايضا معنا من بداية التدريس والمسؤول عنهم مشتاق الرحمن حيث ان التدريس والمواد هي نفس المواد لكن التفسير والتفهيم والتدريس باللغة البنغالية لانهم كثر وحتى يسهل لهم وهو تابع للاوردو اي قسم للغة البنغالية تابعة لقسم الاوردو واليوم نحن جميعا نتبع اشراف المركز الثقافي الاسلامي في العدان ومديرنا هو الشيخ احمد الكندري فالمدير أبو عمر جعلنا تحت اشرافه.






التفصيل
من حيث الدراسة هناك فصل بلغة الاوردو وفصل آخر باللغة البنغالية اما الحلقات في المساجد وعدد المدرسين عندنا في مركز الاوردو خمسة وعشرون وهناك عندنا محو للأمية حيث ان هناك من العمال من يأتي لا يعرف القرءاة والكتابة وعنده رغبة في التعلم نبدأ معه في الكتابة والقرءاة وهي محو الامية حتى يكون عنده قاعدة وحقيقة من يتخرج من عندنا تكمن الاستفادة انه يتعلم اللغة العربية ويتكلم بها وممكن ان يستفيد من شهادتنا في عمله يعمل إماما ومؤذنا.






المشرف
أنا حاليا مشرف في مركز الاوردو الاسلامي ونحن في هذه المناسبة نشكر وزارة الاوقاف على هذه الفرصة وهي لا تقصر فنحن نعلم الجالية هذه العلوم حتى نحميها من الافكار الباطلة حتى اللغة الانكليزية عندنا في الثقافي الاسلامي كذلك اللغة الفارسية حتى لنا خطاب مع السفارات نخبرهم ان عندنا تعليما للغة العربية لمن رغب في ذلك.





الحج
سنة 1970 عندما كنت طالبا في جامعة بغداد وكان معي في جيبي مبلغ وقدره خمسة وعشرون دينارا ولكن كان فيه بركة وادينا الحج اما زواجي كان في باكستان واولادي ثلاث بنات وثلاثة ذكور وبعضهم في الكويت والبعض الاخر في باكستان ومنهم من هو متزوج وهم متعلمون درسوا بالجامعة وابن حسن عمل في النفط والخطوط الكويتية وقد تعلمت قيادة السيارة في الكويت سنة 1973 ولم اجد صعوبة مع المصلين كبار السن لأنهم لا يتأخرون في الصلاة كثيراً.






الدولية
انا عندي محاضرات في المدرسة الدولية الباكستانية فانا ادرس فيها التربية الاسلامية منذ اكثر من عشرين عاما وهي مدرسة للجالية الباكستانية وهي في خيطان وكانت في بنيد القار ثم القادسية واليوم انتقلت إلى خيطان.




السجن
في الثمانينات كنت اذهب واعظا في السجن المركزي وكنت تابعاً لمركز الرشاد وعملي للوعظ للجالية الهندية التي تضم باكستان وبنغلاديش والهند في الاسبوع ثلاثة ايام وكان معي الاستاذ طارق مير باكستاني يتكلم بالانكليزية بطلاقة فانا استعين به لان بعض السجناء قد لا يتكلمون العربية ولا الهندية وحقيقة قد استفاد السجناء منا فهم يقضون المدة فيستفيدون من الوعظ واذكر انه في احدى المرات انتظرني ضابط شرطة وكلف الافراد بأخذي اليه ولما قال لي ان الضابط يريدك خفت لان السجن غير آمن فقلت تكون هناك مشكلة فلما جئت إلى الضابط قام وسلم علي وقال: انت استاذي فقلت ان لا اعرفك قال انت عندما كنت اماما في ام الهيمان كنت ادرس عندك وانا صغير فلما سمعت انك واعظ قلت اسلم عليك.


http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti...aspx?id=110086


يوجد صور للضيف
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 22-04-2009, 10:08 AM
القلم القلم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 40
افتراضي مقابلة مع مصبح العجيلي

مقابلة مع مصبح العجيلي




إعداد : سعود الديحاني
جريدة الرأي العدد 10574 - 13/06/2008

حياة الماضي مليئة بالكد والشقاء لأجل لقمة العيش الشريفة ولم تكن كما هو مشاهد اليوم العامل الجسماني هو الذي يحدد نوع المهنة، بيع الماء راجلاً أو على عربة يدفعها صاحبها بين الأزقة المتعرجة، والحواري المترامية الاطراف، مهنة ترهق الجسد ولكن تطمئن النفس بهذا العمل الجليل. ضيفنا اليوم كان احد هؤلاء الذين يجوبون شوارع الكويت القديمة وفرجانها يبيعون الماء ويطرقون البيوت. تلك المهنة التي انصهرت مع هذا التطور، لا يذكرها اليوم إلا من ادركها من الأجداد.


يحدثنا ضيف حديث الذكريات عن بدايات عمله وتطوره ونهايته ثم تحوله إلى مهنة تواكب هذا التطور فنجعل له الحديث :




نشأتي في أولها كانت في بلادي حضرموت شرق المكلأ وهي منطقة تقرب من الساحل، أي ساحل عدن يطلق عليها عسد الجبل، وهي تعتبر منطقة ريفية أهلها يمتهنون الزرع حيث يزرع بها ما هو لهم غذاء ويكتالون منه، وهو الحبوب بأنواعها المعروفة لهم الى جانب بعض الخضراوات كالبطاط الحلوة منها وتسقى تلك المزروعات بعيون موزعة بين أهل تلك المناطق ووالدي كان مزارعا لم يكن يقرأ ويكتب لذا لم أدخل أنا مدرسة أهلية ولا حكومية مع توافر معلم يقرئ الناس القرآن ويعلم اولادهم مبادئ القراءة والكتابة، كانت الحيوانات الاليفة من بهيمة الاغنام متوافرة عندنا كالبقر والاغنام لكنها قليلة، وبالقرب من منطقتنا كانت هناك مناطق ساحلية ترسو بها القوارب والخشب الشراعي، ومن هذه المناطق كانت القصيعة الساحلية هي اقرب المناطق لنا. وبدأت في اوائل الخمسينات وقبلها بقليل الناس تتكلم عن الكويت ويأتي اسمها بأحاديثهم يقولون فلان ذهب للكويت والآخر كذلك ذهب فرافقت والدي وأنا ابن اثني عشر عاما ومعنا سبعة اشخاص كلهم يريدون الذهاب للكويت وأنا عند ذهابي قلت في نفسي لعلي اتي بمال اشتري به بندقية ارم بها في الافراح والمناسبات فلقد كان الشباب في ذلك الوقت عندهم ولع بالسلاح وتعلم الرماية به.





الرحلة
انطلقنا من القصيعة تلك المنطقة الساحلية مع احد النواخذة اهل الخشب وكان من حضرموت ونحن لنا تواصل بيننا وبين بعضهم كل اهل حضرموت سواء اهل الحضر المناطق واهل الريف فيه بينهم تواصل علاقة... كان ذهابنا مع ذلك النوخذة على أجر هو عملنا معه في المركب وكان اتجاهنا إلى زنجبار لأن بها أناساً يذهبون للكويت والمركب الشراعي الذي كنا به كان محمل بالاسماك حيث انها تباع في منطقة زنجبار ولم يكن الطريق مباشراً لها بل كنا نرسو بموانئ عدة بدائية مترامية على الساحل الافريقي وهي سواحل الصومال «مقديشو» نتزود بالماء والطعام واذا وجدنا من كان يريد الذهاب لزنجبار أخذناه معنا. أخذت هذه الرحلة معنا شهراً ونصف الشهر حتى وصلنا إلى منطقة زنجبار وهي كانت تتبع سلطان اسعيد بن برغش في عمان وميناء تجاري في تلك الايام يجمع اهل الخليج والهند وفيه كثير من العرب وتنقل منه واليه البضائع وكثير من أهل اليمن كانوا به والتجار الكويتيون يطرقونه.







زنجبار
نزلنا في زنجبار ومكثنا عشرين يوما وهي جزيرة تجارية واتفقنا مع احد النواخذة الذين سوف يذهبون للكويت على ان نعمل معه من ضمن البحرية ويوصلنا للكويت ويستخرج لنا اوراقا يسمح بها لنا بدخول ميناء الكويت وتم الاتفاق مع ذلك النوخذة هو احمد عيسى من المهرة وكان معه بضاعة لأحد تجار الكويت فحم ينقله من زنجبار إلى الكويت ركبنا معه وانطلقنا نحو الكويت وكانت المسافة من زنجبار إلى عمان عشرين يوما حيث تعرضنا لضربة بحرية كادت ان تفرق الخشب الذي كنا عليه مما حدا بنا ان نرمي جزءا من الحمل الذي معنا على المركب لكي نخفف الثقل لقد هاجت الريح والسماء كانت ممطرة ونجونا بفضل من الله من ذلك الظرف الخطير الذي كاد ان يهلكنا وصلنا إلى عمان وقام النوخذة الذي كنا معه وارسل برقية للكويت يخبر صاحب البضاعة بما حل بالمركب الذي كنا به والبضاعة معنا.







خورفكان
الطريق للكويت لم يكن مباشرا فلقد مررنا بخور فكان المحاذي لمياه الخليج واسترحنا به يومين وتزودنا بما تزودنا به من طعام وماء ثم انطلقنا مرورا بجزيرة موسى ثم البحرين حتى وصلنا إلى الكويت وكانت نقعة الشرق هي مرسانا التي كانت بالقرب من قصر السيف وهي مرسى كبير في تلك الايام لأهل الخشب المراكب التي تأتي وتذهب للكويت وهذه اول مرة تقع قدماي على ارض الكويت مع والدي وانا ابن اربع عشرة سنة والنوخذة الذي اصطحبنا للكويت وفر لنا جوازات ختمناها فيما بعد من نايف.







المرقاب
سكنا عند جماعتنا في المرقاب وهم من سبقونا للكويت وكان محل اقامتهم بالقرب من مسجد الحمد من جهة ومن الجهة الاخرى مسجد الوزان ومسجد القصمة وهذا السكن كان حوشا كبيرا مسقوفا بالخوص والاحواش كانت متناثرة وبها جماعات كثيرة والسكيك رملية والكهرباء لم تكن متوافرة والسيارات قليلة والعربات التي تجرها الخيول متوافرة.






الماء
اول عمل كان لنا في الكويت هو بيع الماء عملت به انا ووالدي اشترينا عربانة من احد جماعتنا بمبلغ مقداره اربع مئة روبية مقسطة حيث اذا كسبتم اعطوني فلوسا وبدأ عملنا عليها من الصباح الباكر حتى الثامنة مساء ويتخلله استراحة في وقت الظهيرة والعربة التي كنا نحمل عليها الماء ذات خزان حديدي الصنع ومحاط بسياج خشبي وقاعدة خشبية والخزان مكانه بالوسط وسعة اتساعه اربعون تنكة وهي تباع بمبلغ بسيط حيث نتجول على البيوت في منطقة المرقاب مقدار كل يومين ونفرغ الماء بالخزان الحريري المتوافر في البيوت ونضع خطا على الجدار علامة على الحساب الذي على صاحب البيت وغالبا لا نجد الا النساء في البيوت لان الرجال في الاعمال وبكل امان واحترام وثقة نؤدي عملنا لم نعرف اي مشكلة او دخول مخفر نحن متصفون بالامانة والشعب الكويتي يعرف ذلك من خلال علاقتنا طيلة هذه السنين.






شط
كلمة شط هي النداء الذي كنا نقول عند بيعنا للماء شط شط واذا نفد الماء من العربة التي معنا رجعنا إلى البركة وتزودنا بالماء وكانت البركة التي نتعامل معها ثلاث منها بركة نايف واخرى يقال لها الصليبية ولم اكن اخرج من المرقاب الا اذا بقي معي ماء قد اخرج إلى الشامية وهناك بعض الناس كانوا ايضا يبيعون الماء معنا لكن على قرب وحمير والعمل كان متواصلا ليس فيه اجازة وقد اتفقنا مع الوزان وكان عنده بركة كبيرة كانت تأخذ منا غالب دروبنا اليومية حيث نفرغ جميع الماء الذي معنا ثم نعود ونأتي بالماء مرة اخرى.







الشراكة
جاء احد جماعتنا واشترى نصف العربة منا واخذ يعمل معي ووالدي استراح وهذا الرجل كان اكبر مني سنا وبدأت اعمل معه بكل نشاط فكنا شريكين بالماء وبعدما اتممنا سنة ونصف السنة بعنا العربة وسافرنا إلى بلدنا ومعنا خمسة الاف وخمس مئة روبية وكان طريق سفرنا من البصرة حيث رافق صاحب لنج محمل تمرا ومر بنا في البحرين ثم دبي وكانت ذات رمال سوداء وبها اعراش كثير وقد اشترينا منها قماشا اسود اللون وخرجنا منها إلى خور فكان وبعد عشرين يوما وصلنا إلى المكلأ.






الوصول
لقد احتفل بنا أهلنا حين قدومنا إليهم وكنا محملين بالهدايا لهم والناس في تلك الأيام كانوا قليلين ليسوا في هذه الكثرة اليوم، مكثت سنة ونصف السنة ورجعت، ووالدي جلس في البلد عند الزرع حبوب وذرة ودخن وكتب وقد استقللت لنجا ذا محرك وبعد أربعة عشر يوما وصلنا الى الكويت التي دب بها العمران وبدأت معالمها القديمة تتغير فالشوارع ليست الشوارع التي كانت حين قدومنا اليها زادت والبيوت والمناطق كثرت.







الذهاب
ذهبت الى جماعتي في المرقاب وقت رجوعي الى الكويت وأبدلت مهنتي السابقة بمهنة أخرى وهي بيع الخام «القماش» نشتري من القطان والمحلات المجاورة له نقد وبيع الاقمشة متنقلا بين المناطق امتهنها جماعتنا لذا نحن مشينا معهم وكان البيع راجلا على الأقدام والأقمشة على ظهرنا ونتجول بين البيوت ونقول خام خام والقطع كانت على حسب الطلب ندفع مئة وعشرين روبية ثم نفرق المبيع بالقطع على حسب طلب الشاري والبيوت التي نعرفها نطرق أبوابها أما التي لا نعرفها فهم ينادوننا والبيع على طريقتين اما نقدا «كاش» واما بالدين وهو الأكثر.







النهار
كنا طول وقت نهار اليوم نبيع على الأقدام والقماش محملاً على ظهرنا واذا حل وقت الغداء فالبيوت والدواوين مفتوحة ومرات نذهب الى المطعم والحياة في تلك الايام يناسبها العمل ببيع الاقمشة حيث لم تكن الاسواق والمحلات متوافرة والبيوت التي بنيت في المناطق خارج الكويت القديمة لم تأتها المحلات والأسواق وانا كنت أتجول بكل امان وطمأنينة من الساعة الثامنة حتى الساعة الواحدة ظهرا ثم استريح واعود ثانية بعد صلاة العصر حتى الساعة التاسعة.







المحل
بعد مضي وقت في بيع الاقمشة راجلا على القدمين بدا لي فكرة ان استأجر محلا للاقمشة وانا اتولى البيع به فاشتركت مع احد ابناء جماعتنا الذين كانوا يعملون معي في نفس عملي ببيع الاقمشة مشيا على الاقدام فاستأجرنا محلا في منطقة الفروانية من مالكه حمود الغريب وكانت قيمة ايجاره عشرة دنانير وبدأ عملنا في هذا المحل بكل جد ونشاط نشتري من الاسواق التي في داخل الكويت أبوعيسى ومحمود بستكي وأبناء القطان سالم وصقر ومن محلات العوضي محمد حسين، وشراؤنا كان نقداً ونحن نصرف ونبيع ما نشتريه وبيعنا نقدا والأكثر دينا وأغلب زبائننا من النساء ولا يذهب لنا مال ابدا الكل يسدد ويحافظ على براءة ذمته من الدين.






الطريقة
كنا نشتري الاقمشة الخام ونحن نبيعها بالياردة التي هي تسعون سنتيمترا ثم أخذنا نتعامل بالامتار وعملنا يتطلب سعة بال وصبرا وتحملا لانه مرتبط مباشرة مع الزبائن فاذا كان البائع يتمتع بالاخلاق الحسنة كسب الزبون.






الثاني
سنة 1967 استبدلنا محلنا بمحل آخر حيث بنيت محلات قريبة من محلنا السابق وكانت موزعة على أنشطة متعددة فهي اثنا عشر محلا مجموعة خياطين ثم بقالة ثم محلنا الذي يبيع الاقمشة وايجار هذه المحلات سبعة دنانير وتطور العمل والبلد أيضا دب بها التغيير والعمران والنمو الاقتصادي وأتت الاقمشة الهندية والاميركية والصينية والاندونيسية ونحن نتغير مع هذا التغيير في الشراء والبيع.





السفر
كنت متفقا مع شريكي ان كل واحد منا يذهب الى بلده والآخر يكون في المحل يتابع السوق ويبيع ويشتري في محل شريكي وهكذا السنة مقسمة بيني وبينه.





الأهالي
معازينا في الأول كانوا النمارين محمد بن هادي وسعود ونحن كنا نعرف أهل الفروانية وكل البيوت التي كانت في الفروانية القديمة نعرفها وامام مسجد نزال المعصب الشيخ خليل كنا لا نمر على بيت من البيوت الا قالوا تفضلوا اشربوا القهوة والشاي ثم صار معزبنا عبدالله بن هدبا وبعد ذلك أتى قرار ان نكون كفلاء أنفسنا، كل يمني كفيل نفسه.






الزواج
تزوجت في بلادي سنة 1959 والمهر 200 روبية والزوجة كانت من أقربائي والحمد لله رزقت بأولاد وبنات ابني الكبير يحمل الشهادة الجامعية حاسوب كمبيوتر ويعمل في وزارة التخطيط والثاني جامعي تخصص تربية واثنان يعملان عندنا في الكويت واحد معي في المحل والآخر في مجمع الصمعان في الفروانية اما البنات متزوجات في البلد.







المرقاب
ذكريات المرقاب كثيرة وعزيزة على النفس أذكر ان الأكل في المناسبات الأيام وغيرها يوضع في الشوارع من أهل الخير والكل يأكل وانا اليوم لا استطيع البعد عن الكويت كلما ذهبت اشتقت للعودة لها.






الأجر
اليوم كفالتنا على السيدة الفاضلة أم علي جزاها الله خيرا فهي جعلت كفالتنا عليها بلا مقابل بل أجر وثواب واحسان وجزاها الله خيرا وجعل ذلك في ميزان أعمالها.




http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti....aspx?id=50951

يوجد صور للضيف

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 22-04-2009, 10:18 AM
القلم القلم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 40
افتراضي مقابلة مع حسن مناع

مقابلة مع حسن مناع



حسن مناع: عاصرت ثمانية عشر وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية




| إعداد : سعود الديحاني |
جريدة الرأي العدد 10749 - 05/12/2008



الحياة كثيرة محطاتها وعبرها لا يشعر بتلك المحطات إلا من كان له رسالة خالدة يؤديها ويطوي لها الليل بالنهار فيجد السعادة ولذة بتحقيقها هكذا صاحب الرسالات الرائدة الشيخ حسن مناع صاحب رسالة انسانية دعوية امضى بها حياته واعطى لها كل ما يملك من طاقة وصحة يحدثنا عن قريته وماذا درس وتعلم بها؟ ثم يسترسل معنا في الحديث عن ركب حياته العلمية التي بدأت بصعيد مصر حتى جاء للكويت يوم كانت شق غمام الرقي والحضارة بعد الاستقلال بعامين درس بالمعهد الديني اربع سنين ثم انتقل إلى وزارة الاوقاف وكان له اثر كبير في انشائها وتطورها حيث تقلد كثيرا من المناصب وتجول بإدارتها مطورا لها ومبدعا بها


فلنترك له الحديث :


نشأت في قرية من قرى الغربية في مصر التابعة إلى طنطا كان والدي هو عمدة هذه القرية ولكنني مع الأسف الشديد لم اره لأنه توفي وعمري سنة ونصف سنة وبحثت كثيرا عن صوته عندما كنت في المعهد الديني حيث ان نفسي تاقت لرؤية صورته وفعلا حصلت على صورته واخوالي من علماء الازهر الشريف وانا عندما وصلت إلى سن التعليم التحقت بالازهر وهو معهد طنطا الديني وكان معهد طنطا الديني هو بدايتي درست المرحلتين الابتدائية والثانوية فيها ثم التحقت في كلية اصول الدين بالقاهرة وتخرجت فيها وكانت مدة الدراسة بها اربع سنوات وكان ذلك سنة 1947 ودرست بالتخصص سنين وحصلت على شهادة العالمية سنة 1949 وبعد ذلك بدأت بالتدريس في احد فروع الازهر في مدينة سوهاج من الوجه القبلي حيث كان المعهود بالازهر ان المتخرج حديثا يذهب إلى الصعيد فمكثت في مدينة سوهاج حتى العام 1951 وبعد ذلك نقلت إلى معهد طنطا مدرسا وانا كنت ادرس التفسير والحديث لأن تخصصي التفسير والحديث وقد درست هذه المواد في معهد سوهاج في قسم الثانوي ولعدم وجود مدرس لمذهب الحنفي في قسم الفقه درست مادة الفقه في القسم الثانوي في فرع سوهاج وعندما نقلت إلى طنطا مارست التدريس حسب تخصصي ثم رأى المسؤولون ان اتولى الاشراف على المعهد ومعهد طنطا هو الثاني بعد الازهر فأصبحت مراقبا فيه ثم صدر لي قرار بأن اكون وكيل معهد ولكن لم يكن في قريتنا بل كان في كفر الشيخ ثم نقلت إلى سمنهور الديني ثم إلى معهد طنطا الديني وقد عرض علي ان اخرج في بعثة خارجية لكنني رفضت ذلك بناء على طلب والدتي رحمها الله حيث قالت لا تسافر للخارج وقد عرضت علي ادارة البعوث لكن رضا الوالدة مقدم على كل العروض بعدما اذنت والدتي لي فتقدمت على ان اكون عضو بعثة وكانت البعثة الأولى هي للكويت وقد تكرمت بأن اكون معارا من الازهر الشريف للمعهد الديني وكان ذلك سنة 1963.





المعهد
حططت رحالي في الكويت سنة 1963 ودرست في المعهد الديني فدرست لكثير من الطلاب في الكويت الذين هم اليوم يتبوأون مناصب عليا في البلد والمواد التي كنت ادرسها التفسير والحديث لأنه اختصاصي بالاضافة إلى مادة النحو وكان مكان المعهد الديني في المباركية ثم نقل إلى منطقة الشرق ومن زملائي من المدرسين الشيخ علي حمادة والشيخ عبدالوهاب الفارس كان يدرس الفقه الحنبلي وقد ربطتني علاقة طيبة مباركة مع تلاميذي الكويتيين.




النزول
بعد انتهاء الإعارة رجعت إلى مصر سنة 1967 وما كنت افكر ان اعود ثانية للكويت حتى جاءني الشيخ المرحوم عبدالرحمن الفارس الذي توفي قريبا منذ اسابيع وقد بكيت عليه كثيرا وانا اليوم اقضي غالب وقتي بالدعاء له والقراءة له لقد نزل وجاءني بطنطا وتعاقد معي لأجل ان اعمل بالاوقاف على اعتبار ان لي مصالح بمصر قال تأتي سنتين ثم تعود ولم استطع بعد ذلك الاعتذار لأنهم كانوا يطلبون التجديد لي باستمرار من الازهر الشريف وهو يستجيب لطلب الكويت وبقيت بفضل الله اؤدي الرسالة على اكمل وجه إلى يومنا هذا.





العمل
انا عندما عدت للكويت كنت واعظا وخطيبا ومدرسا هذا نص العقد الذي ابرمته معي الوزارة لكن بمجرد وصولي اسندوا لي بجانب ذلك وظيفة مدير معهد الخطابة والإمامة وهذا المعهد كان متخصصا لدراسة الأئمة والخطابة وبعدما ان استوعب الامة توقفت الدراسة به واغلق. وموقعه في شارع فلسطين في المباركية وبقي مبناه وكل اثاثه الذي هو مجهز به بقي في داخله.





الدار
ولما اراد الله سبحانه ان تنشأ دار القرآن الكريم بالكويت وتكون المؤسسة التي انتشر القرآن الكريم من خلالها وبسبب بسيط كان هو الدافع لإنشائها فأنا ذهبت إلى مسجد الملا صالح في شارع فهد السالم وكان يجلس احد الاخوة بجانبي وهو على ما اظن انه من التجار ويخطئ بالتلاوة لأن من عادة الاخوة الكويتيين انهم يقرأون بالمصاحف حتى يخرج الخطيب فأنا سمعته يقول «فاستعوني بالصبر والصلوات» فقلت له لا يا أخي يمكن انها مرسومة بالواو لكنها بالصلاة لأن النطق غير فقال لي كلمة لا انساها «انت تقرأ وتصلح لي الله يرحم والديك وجزاك الله خيرا» وظل كذلك يقرأ وانا اصلح له القراءة حتى جاء موعد الخطبة فخطبت بالناس وصليت وذهبت إلى البيت ولي عادة انام بعد الظهر قليلا ولكن في هذا اليوم امتنع النوم عني وقلت في نفسي لماذا لا ينشأ في الكويت دار للقرآن والظروف مواتية والمبنى موجود والمقاعد موجودة وسوبرات موجودة والصفوف موجودة وكل الامكانيات متوافرة.





التقسيم
خلال هذه الفكرة قمت وقسمت المصحف على اعتبار حفظ كل يوم خمسة اسطر فيمكن لدارسيه ان يحفظوا خمسة اجزاء في السنة ويتم حفظ القرآن كاملا بست سنوات فتحددت المدة وكتب ذلك كله وفي صباح اليوم الثاني جاءني الشيخ عبدالرحمن الفارس وقلت له انني عندي فكرة فعرفها وقال: نعم الفكرة وانا في ذلك كنت مستشارا ثقافيا في الوزارة ولي بها مكتب يوم كانت عبارة عن «كبرة» في مجمع الوزارات الحالي.





انتظار
الشيخ عبدالرحمن الفارس عندما سمع المقترح مني قال: انتظر حتى يأتي الوكيل وكان الوكيل حينئذ عبدالرحمن المجحم اطال الله عمره فذهبنا اليه ولما دخلت عليه قلت له: انني اليوم ثائر قال: نعم الثورة وما عهدناك ثائرا قلت له ان القرآن ضائع في بلدكم وقال ماذا تريد؟ قلت انشاء دار للقرآن الكريم والظروف مواتية ولا عقبات تمنع من قيام دار للقرآن الكريم فتردد اولا وقال: انني اخاف ألا ينجح هذا المشروع ثم قال كم تعطي نجاحا لهذا المشروع بالمئة؟ قلت له انا لا اعطيه مئة بالمئة انا اعطيه الفا بالمئة لأننا لو حفظنا المؤذنين والائمة لكفا قال: امض بالفكرة وانشر الخبر بالصحف والإذاعة والتلفزيون.






الافتتاح
المبنى كان في شارع فلسطين ولما فتح بابه اقبل الناس بصورة منقطعة النظير ثم قال لي الشيخ عبدالرحمن المجحم ان المكان يتسع لـ 300 دارس المتقدم 700 ماذا نفعل؟ قلت اجعلها فترتين الاولى في الصباح وهي للأئمة والمؤذنين لأنها وقت فراغهم والثانية في المساء للراغبين في حفظ القرآن الكريم من الشعب وفعلا كان ذلك.





المسائية
لقد التحق في الفترة المسائية ضباط وجنود ودكاترة واذكر من الملتحقين المستشار احمد مباشر دخل يحفظ قصار السور وتخرج يحفظ القرآن كاملا وهو مستشار في وزارة العدل.




الاختيار
لقد اخترت لتدريس في دار القرآن وعاظ الوزارة كان منهم الشيخ حسن ايوب الله يرحمه وعطية صقر ورضيان البيالي وكان منهم الشيخ عبدالله النوري وكان يأتي ويدرس يوميا بدار القرآن الكريم ثم اصبحت لها سمعة طيبة في الكويت وغيرها.





الضيوف
اصبح لدار القرآن سمعة خارج الكويت عن طريق الضيوف الذين يأتون للوزارة فأول شيء يزورونه هو دار القرآن والاطلاع عليها وعلى يسر العمل بها وكيفية الدراسة بها وما المنهج الذي وضع لها؟ فكل وفد زائر يوضع له من ضمن برنامج الزيارة زيارة دار القرآن منارة القرآن الكريم.





المواد
جعلت دار القرآن حين بدايتها للقرآن حفظا وتجويدا وترتيلا ثم اضيفت لها مادة التفسير لكي يعرف الدارس عندما يحفظ معنى ما يحفظه من القرآن الكريم ومادة التجويد لتعينه على الترتيل واقبل الناس على ذلك.





الإعجاب
كان الضيوف عندما يمرون بين الفصول يعجبون ايما اعجاب ويطلبون مني المنهج لكي يطبقونه في بلادهم واذكر منهم الشيخ عبدالحليم محمود آخر شيوخ الازهر مر على الفصول وتأثر بتلاوة احد دارسيه وكانت تلاوته تبكي السامع وهو من بخارى ورأيت الدموع نزلت من عيون الشيخ عبدالحليم محمود وكان معه عميد اصول الدين بالقاهرة... اخذت سمعة طيبة.





الضواحي
جاءت الطلبات من جميع ضواحي الكويت يريدون فرعا في مناطقهم وقد ساعد على نشر فروع دور القرآن الدكتور يعقوب الغنيم وكان وكيلا لوزارة التربية وكان يقول لي: اختر اي مدرسة وانا اوقع لك عليها لاستعمالها في الفترة المسائية لتحفيظ القرآن الكريم وهو الذي ساعد في نشر تلك الفروع امد الله في عمره انتشرت دور القرآن في الضواحي الفحيحيل والجهراء والاماكن البعيدة وكان ذلك سنة 1971 يوم المولد النبوي.





النساء
اتصلت علي الشيخة لطيفة فهد السالم سنة 1977 وقالت انتم مهتمون بالرجال وتتركون النساء لماذا لم يكن دور لتحفيظ النساء؟ قلت اتصلي على الوزير وانا حاضر فاتصلت وكان الوزير في ذلك الوقت هو الشيخ يوسف الحجي امد الله في عمره قال ضع منهجا للنساء واختار لهن المكان فعلا ووضع لهن منهج مخفف عن الرجال واخترت مدرسة ام عطية الانصارية في الضاحية مقابل مسجد فاطمة لأنه اذا جاءت محاضرة ولم يتسع المكان يذهبن إلى المسجد وهذه هي الفكرة ثم انتشرت مراكز النساء بدأنا بمركز واحد وهي اليوم اربعون مركزا وانا كنت مديرا لدار القرآن الرجال والنساء.





المتخرج
فكرت بعد ذلك بأن المتخرج قد قضى فترة مع القرآن الكريم لما يلتحق بمرحلة اخرى فأنشأنا معهد الدراسات الاسلامية ليأخذ زاده من العلم بعدما حفظ القرآن فأنشأنا ذلك المعهد وكان التفسير والحديث والنحو وبعض المواد وكان سنة 1975 يتزود بالعلم بعد الاطمئنان عليه بالقرآن وكذلك انشأنا مركز دراسات للنساء بعد ست دراسات في دار القرآن تأخذ بعد ذلك مواد اخرى ونحن فكرنا بمعهد الدراسات بعد اربع سنين من انشاء دار القرآن.






البقاء
ظللت في دار القرآن وكنت في منتهى السرور والانشراح لأن ربي وفقني لهذا المشروع العظيم وقد استقدمت مدرسين من القاهرة لفن التجويد لا يقدر عليه كل الناس وانا اخترت من معهد القراءات من الازهر الشريف وقد الفوا كتبا لذلك ودار القرآن كانت اساسا لحلقات القرآن واساسا لاجراء مسابقات حفظ القرآن وبين الهيئات لتحفيظ القرآن والمسابقة الكبرى التي يرعاها صاحب السمو.





التحرير
طلب مني الوزير في سنة 1983 بأن أكون مدير تحرير مجلة الوعي الإسلامي وخلفني لدار القرآن السيد عبدالله الناجم وكان نشيطا وانا بقيت رئيس تحرير مجلة الوعي الاسلامي حتى الغزو.






البرنامج
كان عندي حديث الصباح في الاذاعة ومساء الخير يا كويت في البرنامج الثاني وكان عندي برنامج على الهواء مباشرة قبل صلاة الظهر وعبدالعزيز المنصور هو الذي اختارني في هذا البرنامج واردت الاعتذار لكنه قال لي البرنامج تتميز به اذاعة الكويت وارجو ان تستمر وبقيت به من العام 1981 حتى الغزو وهذا البرنامج يوميا والناس يستمعون به بشوق لأنني كنت انتهج منهج الوسطية في الاجابة واخاطبهم بأسلوب سهل وميسر وبأسلوب يرغبه الجميع وكذلك كنت اشارك في التلفزيون لبرامج الحج اعلم الحاج من وقت طلوعه من البيت حتى عودته كل اعمال الحج بالصوت والصورة والحمد لله كل هذه الاعمال جاءت بفترة الشباب كنت البي جميع النشاطات وانا مسرور، وفي السنة التي جئت بها اختاروني عضوا في لجنة الفتوى التي كان رئيسها عبدالله النوري وكانت الاجابات شفوية والمراجعون يأتون عندنا انا والشيخ عبدالله النوري والشيخ الاشقر والاجابة شفوية ليست كما هو اليوم نجلس يأتون الناس اما اليوم فهي منظمة، كنا نجلس وقت العصر بدار القرآن، ثم تم اختياري نائب رئيس الفتوى ثم اخيرا رئيسا لهيئة الفتوى.





الجمعة
كان معي جدول المساجد ضواحي الكويت اخطب بها وقد خطبت في فترة الغزو ولم اكن خطيبا، مسجد الدعيج الذي كان بجانب بيتي خطبت به حيث ان جميع الخطباء اتصلوا بي وقالوا ماذا نخطب قلت خطبة عادية لأن التعرض للأزمة يضر ولا يفيد وفعلا التزموا ثم ذهبت انا لأصلي فلم اجد الامام فسألت المؤذن فقال الامام في المستشفى يجري عملية، قلت ماذا سوف غدا قال نصلي الجمعة ظهرا قلت عيبا ان اكون موجودا وانتم تصلون الجمعة ظهرا فقمت وخطبت الجمعة وكانت الخطبة الأولى الأمل في فرج الله اما الخطبة الثانية فرأيت كويتيين مسنين الدموع تتقاطر من عيونهم وقلت سوف تعود الكويت حرة ابية ثم نصحوني بألا اعرض نفسي للخطر والجمعة التي بعدها كانت بعنوان لا تقنطوا من رحمة الله.






مصر
لقد جلست معظم الازمة في الكويت ثم خرجت بعد ثلاثة اشهر قالت زوجتي التي توفيت بالكويت نموت ونحيا في الكويت لكنني سمعت في اذاعة مونت كارلو ان هناك مجاعة سوف تأتي اذا اغلقت حدود الاردن فقلت لا استطيع على هذه المجاعة فخرجت الى مصر ولما سافرت اتصل بي الاستاذ خليل ابراهيم متولي اذاعة الكويت في القاهرة لأنها تذاع منها قال ان الكويتيين يريدون ان يسمعوا صوتك مرة ثانية قلت انا حاضر لكن ليس عندي سيارة اتي بها إلى القاهرة لأسجل قال: سوف اسجل لك وانت في بيتك ونحن نذيع فعلا كنت اجلس الساعة الثامنة صباحا في بيتي وهو يتصل بي واسجل الحلقة وقد سمعها اهل الكويت فلقد قالوا لي بعد التحرير انهم بكوا يوم سمعوا صوتي وانا اقول يا أم الشهيد لا تحزني فإن ابنك في الجنة وابن الشهيد لا تحزن فوالدك بالجنة.
وعند التحرير احسست بفرحة الكويت اكثر من فرحة يوم العبور انا جالس في بيتي واسمع الزغاريط في البيوت وجاء الناس يهنئوني بتحرير الكويت فكانت فرحة لا نطير لها لأن الله سبحانه قال «قد خاب من افترى» وهم الغزاة ربنا انتقم منهم.






العودة
الاخ خليل ابراهيم الذي كان يسجل لي حلقات برنامجي من القاهرة الذي كان يبث ابان الغزو قال انا سوف اسافر لكي انظم الاذاعة داخل الكويت قال لي ماذا يلزمك؟ قلت حاجتين قال ما هي: قلت كل الذي سجلته طوال الشهرين لا تحسب علي مالا واجرا قال لماذا؟ قلت: انا ياما اخذت من اذاعة الكويت من البرامج واستفدت من اذاعة الكويت ومن اللقاءات والتلفزيون والاذاعة واخذت مكافآت والوضع اليوم تغير انتم اليوم ضيوفنا ولا يجوز للمرء ان يأخذ من ضيفه واذكر انه قال: انت عملة نادرة وقلت اذا سجلت لي مكافآت فلن اخذها وسوف ترد امانات.
جئت للكويت في اول دفعة وصلت للكويت واستأنفت عملي.





العمر
عند انشاء مركز النساء قال لي الشيخ يوسف الحجي اعمل لهم منهج قلت سوف يكون مخفف عن الرجال وقد طبعنا استمارة فيها بيانات الملتحق وقمت انا بإلغاء العمر من استمارة النساء قال لي الشيخ يوسف الحجي لماذا ازلت العمر من استمارة النساء قلت نحن نريد ان نعلمهم الصدق ولن يصدقن معنا عندما نسألهم عن العمر فضحك الشيخ يوسف الحجي حفظه الله.





الالتقاء
عندما ذهبنا نهنئ الامير حفظه الله بشهر رمضان وكنا مجموعة من وزارة الاوقاف وخبراء الموسوعة الفقهية واعضاء لجنة الفتوى والدكتور خالد المذكور قبل الالتقاء مع امير البلاد سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر قال لي ان الكلمة عليك فقلت له انت كويتيا فقلها قال انت استاذي وعندما دخلنا رحب صاحب السمو بنا وقد اذن الظهر فصلينا ثم القيت الكلمة ودعوت له في هذه الكلمة ثم قال صاحب السمو حفظه الله ان دعاء الشيخ شرح صدري.





الإعداد
برامج الاذاعة التي كانت على الهواء ليس لها اعداد لأنه متجدد على السؤال اما البرامج الاخرى كنت اعدها في الليل وهي موسمية كرمضان والحج والمناسبات الوطنية وكذلك صباح الخير يا كويت ومساء الخير يا كويت في البرنامج الثاني ونور وبيان.





البداية
بالأول كان قرآن صرف اما المواد الاخرى فدخلت في معهد الدراسات بعد سنوات من دار القرآن وانا استقدمت من العلماء والمشايخ لأجل دار القرآن الشيخ محمد يونس وله برنامج في اذاعة القرآن والشيخ رؤوف سالم صاحب كتاب التجويد والشيخ محمد منظور هؤلاء الثلاثة الذين اتيت بهم للمرة الاولى وقد عملوا مؤلفا في فن التجويد «الفريد في فن التجويد» ومازال يدرس إلى الآن والناس مقبلون على علم التجويد إلى اليوم وخصوصا الناس.





فتوى
الفتاوى كانت كافة لأجل خدمة الناس في الاذاعة والتلفزيون حتى في بيت فتلفوني الخاص معروف للجميع يتصلون بي إلى ساعة الحادية عشر... وقد شعرت ان سمعي قد ضعف فذهبت إلى مستشفى الصباح وعند الدكتور عبدالله العلي اكرمه الله علم وادب وتواضع بعدما كشف قال ان كثرت الذبذبات تؤثر على العصب قلت له ان هذه رسالتي ولا استطيع تركها قال: اجعل الوزارة تأتي بهاتف بسماعة وفعلا تم تجهيز لي هذا النوع من الجهاز ولا يزال على مكتبي بعد ذلك عملت سماعة لأجل سماع اعضاء الفتوى عندما يدور على الحديث والنقاش على امر المسائل والاستفسارات بين اعضاء اللجنة.





الحج
اول سنة حججت 1967 وهي سنة النكسة في مصر وقد ذهبت على حسابي الخاص والتحقت بمطوف في مكة وقد حججت عندما انتهى عملي في الكويت فقد قلت في نفسي قد لا يتيسر لي الحج في مصر اما العمرة فكانت سنة 1995 لأنني ذهبت إلى مستشفى المغربي في جدة لأجل الفحص على عيوني وكان معي ابني محمد.





الكتاب
لقد حفظت القرآن كله ثلاثين جزءا وانا حفظت عند الشيخ حسن فراج وهو اول شيخ لي ومن الكتاب وهم منتشرون في القرى ويبدأ عملهم الصبح حتى اذان العصر يكتبون باللوح والخشب وهناك عريف مساعد الشيخ نحفظ عنده ونصحح عند الشيخ ونحفظ الجديد وعند بلوغي سن العاشرة اتممت حفظ القرآن بعد ذلك ذهبت إلى المكتب الراقي وهو غير موجود اليوم ندرس فيه الحساب والإملاء والخط فالكتاب ليس عنده دراسة بعد ذلك كان الالتحاق بالازهر... وانا بعد وفاة والدي رعاني عم والدي لأن والدي ليس له اخوان... فتولى رعايتي عم والدي رحمه الله واسرتنا هي يوسف مناع اما عائلة والدتي فهي البدر وهو اهل علم... واسرتنا منتشرة في قريتنا واصلها من الصعيد الجد الثالث وقد كان لي جد عالم وصالح بنى مسجدا ودفن فيه اسمه حسن مناع وقد اسموني على اسمه حسن مناع واليوم احفادي فهيم حسن مناع وكذلك اخواني اسموا حسن مناع ونحن في الصعيد في قنا، مركز دشنة لأنني انا عندما ذهبت مدرسا بسوهاج الطلبة فرحوا بي على اساس انني صعيدي والتفوا علي لأنني صعيدي وعرفت ان عائلة مناع بمركز دشنة تبع محافظة قنا، واجدادنا رحلوا إلى مصر وانقطعت الصلة.





الزواج
زواجي كان سنة 1948 وهي وحدة الله يرحمها وهي بنت خالي ومكثت معها اربعة وخمسين عاما وقد رزقني الله منها بمراد طبيب ومحمد مهندس وبنتين واحدة توفت والاخرى عندنا في الكويت وانا عملت وصية وصيت اولادي بتقوى الله والتكاتف ثم وصيتهم بأمهم ومن ضمن الوصية قلت اذا جاء الاجل فادفنوني بالكويت بأرض احببتها واحبني اهلها فقالت زوجتي وأنا كذلك فقلت اطمئني فالنساء اكثر عمرا من الرجال، فقالت لي انا اتمنى ان اموت قبلك لأنك انفع للأولاد مني وقد توفيت سنة 2002 ودفنت في الكويت وكان معظم المتبعين من الكويتيين.




التأليف
عندما كنت في المعهد الديني كان لي مؤلف في النحو وعندما جئت للجنة الفتوى صنفت كتابا اسمه فتاوى وتوجيهات وطبع منه خمس الاف ونفدت النسخ... وسنة 1981 اوفدتني الوزارة لمعرض كان في البحرين واذكر ان الوزير البحريني قال لي انني اضع المذياع على الكويت لكي اسمعك... والقيت محاضرة على مجموعة من النساء عن طريق الميكروفون واجبت عن كثير من الاسئلة والاستفسارات وكذلك خطبت الجمعة في اكبر مسجد في البحرين وكانت رحلة موفقة... انا ادركت ثمانية عشر وزيرا وكان اول واحد كان عبدالله مشاري الروضان ثم خالد الجسار ثم راشد الفرحان ثم المفرج إلى غاية اليوم وكل من قابلته منهم يعانقني.





الوعي
مجلة الوعي الاسلامي ادخلت بها باب الفتاوى ووسعت دائرة الاتصال بكبار الكتاب في العالم والمشاهير في العالم الاسلامي.




الفارس

سبب معرفتي بالشيخ عبدالرحمن الفارس رحمه الله انه عندما جئنا في اول سنة كنا اثني عشر مدرسا وقال لنا يامشايخ تكرموا وساعدونا في الوزارة لاننا ليس عندنا وعاظ وقال كلمة: تطوعا لله تعالى قال المدرسون نحن عندنا تصحيح ومراجعة كراسات كأنها الجبال وتحضير دروس واعتذروا فقلت انت تقول انها لله انا سوف اتي لكن ليس عندي سيارة فهذه اول سنة اتي بها للكويت فقال اطمئن سوف تأتيك سيارة وتأخذك وتذهب بك للمكان الذي تريد وعملت طوال شهر رمضان كل يوم في مسجد موظعة ثم كلفني ان اخطب في مسجد الشبرة الذي في الشويخ خطبة الجمعة ثم انتهت سنة والسائق يأتيني بالميعاد واذهب معه وفي اخر السنة جاءني الشيخ عبدالرحمن الفارس ومعه كيس صغير فيه علبة فيها ساعة وجواب شكر مكتوب بماء الذهب تساوي الالاف بعد ذلك عندما انتهت السنة قال سوف تستمر قلت نعم واستمررت اربع سنوات وعندما اعطاني الشيخ جواب الشكر قالوا ماذا اعطاك قلت شيكا وقد خطفه مني احدهم وعندما رآه جواب شكر قال من اي بنك سوف تصرفه فقلت سوف اصرفه من بنك ربنا وبقيت اربع سنين وانا متطوع وانا كلي يقين ان الله سوف يكرمني اما في صحتي او في اولادي ففضل الله كثير وايماني كان هكذا وهذا الذي جعل الوزير الروضان يكتب اسمي بيده ويقول لعبدالرحمن الفارس ات بحسن مناع اول واحد وبعده ات بأربعة وعاظ.






الترحيب
انني نرحب بكم وبجريدتكم «الراي» وانا من المعجبين بها لانها تنتهج التوسط طريقا لها وتتلقى الاخبار الصحيحة ولها عند الناس القبول وارجو لمسيرتها السداد وخدمة القراء.




الثقافي
اسندت إلى مستشار ثقافي عندما كانت الوزارة «كبرة» وكان لي بها مكتب وهي موقعها في مجمع الوزارات الحالي.

الفارس فقيدنا الغالي الشيخ عبدالرحمن الفارس، توالى نعيك في الجرائد اليومية من يوم وفاتك، اعترافا بفضلك ووفاء لك، ولأنك صديق عمري ورفيق حياتي أكثر من أربعين عاما، كان لفراقك لوعة ولموتك حرقة عصرت قلبي بالاسى والألم والحسرة والمعاناة، فاسرعت إلى المسجل استمع إلى تلاوة القرآن الكريم، ومن فضل الله اسعفتني آية كريمة «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون»، فزادتني ايمانا بقضاء الله وقدره، ويقينا بان العبد وما ملكت يداه لمولاه، ان شاء ابقاه وان شاء استرده، فسبحان من له الدوام.
ان فقيدنا الغالي وهو فرع من شجرة مباركة، ومن سلالة اسرة توراثت العلم والايمان، والتقوى والصالح من قديم الزمن، نشأ في هذا الجو الطهور بتلقي العلم وبحفظ القرآن بكل حب وإيمان حتى تخرج من الازهر الشريف، وعاد إلى الكويت عالما كويتيا تعتز به الكويت وبأمثاله من العلماء.
عرفته حين جئت إلى الكويت عام 1963 مبعوثا من الازهر إلى المعهد الديني في الكويت، ولما انتهت مدة الاعارة جاءني في طنطا مقر اقامتي في مصر، وتعاقد معي للعمل في وزارة الاوقاف في الكويت، وكنت كل يوم اكتشف فيه خلقا طيبا وسلوكا اسلاميا مباركا، وفي عام 1970 قدمت مشروع انشاء دار القرآن الكريم، فوقف بجانبي حتى نجح المشروع نجاحا غير مسبوق، ويوم افتتاح اول دار للقرآن الكريم سمعته يكبر ثم سال دمعه تعبيرا منه بفرحته.
اما خدماته وهو مدير للمساجد ثم وهو وكيل مساعد فانها تستعصي على الحصر، ما رأيته يوما عابس الوجه، وكانت بسمته مشرقة تنير القلوب، واثنى عليه ضيوف الوزارة من كبار علماء المسلمين، ومن فضل الله على فقيدنا الغالي ان سيرته ستبقى عطرة لا يحول عطرها ولا يزول مدى الحياة.
أكبرت فيه قوة الايمان يوم الغزو الاجرامي، كان المواطنون والوافدون في انزعاج شديد، ولكن رحمة الله عليه وجدته مطمئنا واثقا من نصر الله، ومن خلال اصوات المدافع وازيز الطائرات المغيرة والحرائق الموقدة في كل مكان، كان يردد الآية الكريمة «وقد خاب من افترى»، ثم يقول: «ستعود الكويت حرة ابية، ما دامت دعوة المظلوم تفتح لها ابواب السماء ويقول الله لانصرنك ولو بعد حين».
يومها قال: «يا أبا مراد، انهم ليسوا اقوى من اصحاب الفيل»، ثم قال: «ان خط الطغيان دائما خاسر، وانه على الباغي تدور الدوائر»، ولما جاء التحرير قال: «ان من اسباب النصر التحام الشعب حول قيادته، فلم يقبلوا التهديد ولا الترغيب، واسعاف الكويت للمنكوبين في كل مكان جعلهم اهلا للنصر، واخيرا بركة القرآن الكريم عجلت فرج الله ونصره العظيم».
رحمك الله يا اخي عبدالرحمن بقدر ما قدمت في دنيا الناس من خير وفضل، وبقدر ما قدمت من خدمات للاسلام والمسلمين.
يا رب ارحمه رحمة واسعة، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، واجعله خير رفيق للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
يارب الهم اهله واصحابه ومحبيه الصبر الجميل، وتقبل دعاءهم واسكنه فسيح جناتك، وانا لله وإنا اليه راجعون.


http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti....aspx?id=96751
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اقتراح: بعمل مقابلات خاصة بالموقع متصفح الصندوق 11 11-12-2009 05:33 PM
مقابلات و لقاءات الشيخ فهد الأحمد أبوفارس111 مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 5 02-11-2009 05:30 PM
إقتراح: مقابلات تاريخية ولدالشامي الصندوق 1 29-07-2009 02:17 PM


الساعة الآن 01:32 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت