راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > القسم العام
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-02-2009, 08:19 PM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
Arrow مقابلات ضيوف الكويت

.

( مقابلات ضيوف الكويت )

- ضيوف الكويت (الأجانب والعرب) إن لم يكونوا كويتيين إلا أن لذكر مقابلاتهم في منتدانا مدخلاً مهمًا وسبباً مسوّغاً؛ فإن مدوناتهم التاريخية تعتبر ضمن أدب الرحلات التي ينبغي الحرص عليها لما فيها من فوائد جيدة، على بعض الأحيان.

وسأذكر في هذا الموضوع .. ما تيسر تحصيله منها.

.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-02-2009, 08:56 PM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

(القبس)

وصلها من طولكرم قبل 50 سنة
عمر الخليل: «هدايا بلقيس» حملناها إلى الكويت

أجرى الحوار: جاسم عباس

في سلسلة حلقات من «قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات من الرعيل الاول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للايام الخوالي، الي الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف ان يشمل معهم عددا من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت الى الكويت قبل 40 او 50 سنة، فجاهدوا وعملوا، كل في مجاله ومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، ولن يستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت واهلها لهم.



في مستهل لقائنا مع عمر احمد يوسف الخليل، قال: دخلنا الكويت عام 1958 ومعنا التوابل والبهارات، حملنا من مدينة طولكرم نباتات طيبة الرائحة، فكانوا يقولون عن البهار «عين البقر أو بهار». ومعنا ما يطيب به الاكل، حتى كبار السن من الكويتيين كانوا يسمون والدي «التبال» ، حملنا معنا الفلفل من اشهر التوابل.

واضاف: انا الان مع التوابل والقهوة التي كانت تسمى بشجرة البن العربي، شراب يدخل البدن، يروي ويوقظ وينعش، بلغ مبلغ الصدارة عند اهل الكويت، من بين الاشربة، شرابان: الشاي والقهوة، خمسون عاماً مع حب الهال والبن والقرفة والزنجبيل وجوزة الطيب.

وتذكر عمر الخليل الطائرة العربية التي اقلتهم من مطار القدس الى مطار النزهة الدولي، متذكراً الحقيبة التي كانت بيد والده، وفيها الصفقات والاسعار الخاصة بالبندق واللوز والفستق، وجوزة البرازيل «النقل» والسبال «الفول السوداني» وزيته.

وتذكر ما في الحقيبة من طلبات للعدس الذي كان معروفاً في الكويت، ومن اقدم البقول واكثرها غذاء، وفي علم الضوء صنعوا من الزجاج قرصاً فأسموه عدسة، وما سمي بهذا الاسم الا لشبهه ببذرة العدس.

قال الخليل: من بلدة فلسطينية مرتبطة بالخط الحديدي القدس – حيفا فتحها الى الانكليز عام 1918 جئنا، ونملك تخصصاً في طحن القهوة ايضاً، لدينا مكائن وآلات ضخمة تصنع البهارات وتجهزها للطعام، واول محل لنا كان في شارع دسمان بجانب مدرسة الصباح ومدرسة خديجة في الميدان، ومن جيراننا المطرب محمود الكويتي، كان له محل لبيع الادوات الموسيقية، يغلقه في النهار لذهابه الى الاذاعة، وفي المساء يفتحه،
ولم يكن في الكويت الا مطحنة غزة فلسطين في منطقة المباركية، ونحن «سمراء عدن» ولا توجد مطاحن متكاملة وجاهزة لكل التوابل والحبوب الا هاتين ولا انسى المرحوم عبدالرسول ابل، وكان محله في اول سوق الغربللي، كنا نشتري منه كل انواع التوابل.


(الشيخ جابر زائراً المطحنة .. وبجانبه أحمد الخليل والد عمر)

السكن في «شرك»!
وقال الخليل: عند وصولنا قال احد المستقبلين للوالد: سكنكم بين البحر واكبر ساحة في الكويت، وهي الوحيدة «الصفاة»، وعندكم المدارس ومنها: المدرسة الشرقية للبنين، ومدرسة الصباح التي انشئت سنة 1948، وفي الشرق دار للسينما عند وصولنا عام 1958 بدأ العمال بهدمها، وكنت اسمع كلمة «شرك» اي «شرق» من الكويتيين.

وقال: انتقلنا بعد الشرق الى حي في شرق العاصمة، وعرفت من الطلبة في المدرسة انها كانت ارضاً صلبة فيها حجارة، وان اول من سكنها صبر على ارضها الصلبة خصوصا اثناء حفر الآبار او برك الماء، واما في اللغة فكلمة الصوابر «جمع: صبر» وهي الحجارة المتجمعة الغليظة، وقيل عن الصوابر ايضاً انها شجرة شديدة الحموضة.
اضاف عمر: كنت اقطع مسافة من منزلنا في الصوابر الى المدرسة المباركية بين القبور.

واما عن الدراسة فقال: ثم درست في المعهد الديني بالقرب من حي البلوش خلف مقبرة «مدوة» ثم تحول الى مدرسة كاظمة، ودرست في «الارشاد الاسلامي» ذات المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، ثم اكملت الدراسة في الهند.

العاب المقبرة
قال: كنا نلعب في فريج الحساوية وكان يعرف ايضاً بفريج الصوابر، كل العابنا كانت في المقبرة منها: لعبة عماكور التي تعصب عين واحد من اخواننا، واذا اراد ان يصطادنا يضرب بشواهد القبور، ونصيح عليه «عماكور طاح بالتنور»، وصلاة البقر، ولعبة صبت، والبلبول والدقة، وخروف مسلسل، وما احلى الحبال عندنا في فصل الربيع وفي المقبرة الهادئة من الناس، كنا نضع الفخ، والصلاية، وبأيدينا النباطة،
ومن طيور المقبرة: الحمامي – الاشول – السمنة – السلاحي – الزعرة – الشولة – الذبابي.

وتحدث عن الخرافات التي كانت تقال لهم ان في المقبرة اشباحاً خصوصا في الليل، قال: كنا نخرج منها مع اذان المغرب، واحياناً نشاهد بعض الناس يدخلون المقبرة من الفتحات في السور للعبور الى الجهة الثانية، نعتقد انه شيطان او شبح.

اقاويل نسمعها لا صلة لها بالحقيقة: لا تصفر في المقبرة خوفاً من الحيات فتخرج، ولا تشعل ناراً فيها خوفاً من الاشباح، واذا اردت ان تكون ساحراً خذ رأس خروف وادفنه في المقبرة، ومن الاقاويل تجد في الليل ساحرا يطير في المقبرة عليك الخروج منها مع غروب الشمس، وانا لم اشاهد شيئا من هذه الخرافات طوال طفولتنا وشبابنا مع اخواني اثناء اللعب في المقبرة.

«حمصي» ببنطلون
وتذكر الخليل بعض الكلمات التي كانت تطلق عليهم من بعض الاولاد اثناء لعبهم او في المدرسة، فقال: كلما شاهدوا استاذا او رجلاً بالبنطلون والقميص قالوا له «حمصي» واذا التقوا رجلا لونه احمر ايضا يقولون عنه « أكال صمون ممون» و «حمصي»، واحيانا كنا نرد عليهم او ان معلمنا يشرح لهم، ان الحمص المطبوخ ينفع للصداع، ويصفي الصوت، ويزيل السعال، ويحل عسر البول، وان الحمص الاسود يفتت الحصى.

واما اذا التقوا الاولاد فيقولون بصوت منخفض: هذا مصري «اكال الفول» وايضا كان المدرس يشرح لهم ان الفول يقوي المفاصل ويعالج الرئة والصدر، وماؤه يلين الصوت، وكنت اسمع المدرس يقول: هذا له اسماء منها: الباقلاء ــ الباقلي ــ الجرجير ــ الجمي، واما الحبة الصغيرة من الفول تسمى «الفول المصري» و«فول الخيل»،

وقال: الخيل: اتذكر مدرس اللغة العربية كتب على السبورة:
«فصوص زمرد في غلف در -- بأقماع حكت تقليم ظفر
وقد خاط الربيع لها ثيابا -- لها وجهان من خضر وصفر»

واحيانا يردد ويكتب ويقول: يا اولادي وطلابي:
كأن ورد الباقلاء اذا بدا
لناظريه اعين فيها حور
كمثل ألحاظ اليعافير اذا
روعها عن قانص فرط الحذر
كأنه مداهن من فضة
اوساطها بها من المسك اثر

وقال البقال عمر الخليل: والان وبعد هذه السنوات يأتي هؤلاء الاعزاء ويأخذون من محلنا الحمص والفول، نعم لا نرد عليهم لان كلماتهم (غشمار) مزاح وغشمرة، ايام لا تعوض اخوة بالله ولهم الفضل علينا بعد فضل الله على الجميع.

ذكريات لا تمحى وستبقى معي الى الكفن وفي القبر. ابوابنا كانت مفتوحة والجيران لا انساهم: بيت امان والصايغ الشواف والعسكر والصفار والنقي، وابو شاكر دشتي، واكبر مشاجرة بيننا لا تدوم اثارها سوى ساعات فقط، ومن معالم فريج الحمصي كما قالو لنا بائع الفحم، وخبازنا ابو محمد، ومطعم باجة، وصائغ يعمل بالذهب، وقصاب.

التوابل الكويتية
وقال: نحن عائلة الخليل من طولكرم نعرف في البهارات (التوابل) معرفة جيدة من اصلها في التاريخ القديم إلى ان دخلنا الكويت، وكان أهلها من مستخدمي التوابل، وكانت تقدم هدايا عند عودتهم من الهند وكراتشي عبر البحار والمحيطات اشهرا طويلة، ان كانت للتوابل اهمية، فكيس من الفلفل او القرفة او القرنفل يساوي ذهبا، وهدايا للملوك والسلاطين،
فكانت ابل ملكة سبأ بلقيس تحمل بالهدايا من التوابل الى الملك سيدنا سليمان. وتحدث عن ان التوابل الهندية، التي كانت تصدّر الى الكويت غالية الثمن، ومازالت الكويتية مع البهارات وتحسن طعم مأكلها، وتجعل مائدتها اكثر اقبالا عليها، وكانت تعرف نوع التوابل الذي يؤخذ من اجزاء النبات كبراعمه وجذوره وسوقه ولحائه، وكانت تضيف التوابل الى الطعام لتثير الشهية.

ومنها: هيل، زعفران، حبة حلوة، يدنزبيل، كركم، فلفل اسو، عرج الهيل، مسمار، دارسين، سنوت، ومن النوى: طعام بمبر، وصبار، لوز البحرين، وطعام الخوخ، وطعام مشمش المعروف بـ «عنكيش».

وقال: نحن مازلنا مع بعض المكسرات القديمة منذ 52 سنة مثل: حب كرع، نكل، عنجكك، نبك، سبال، حب ركي، حب شمسي، باجلة محموس، حب بطيخ، بيذان.

ويضيف : كل هذه التوابل نستوردها الان من الهند اولا المصدر الرئيسي للعالم، ومن مصر وسورية، والامارات العربية المتحدة التي استولت على هذه الانواع وبدأت توزع على اغلب الدول بعد ان كانت الكويت هي التي تصدر للامارات وللعراق، وعرفنا ان بهار كلمة سنسكريتية تعني: بلاد الهند BHARAT ، وكان البهار خصوصا الينسون يوضع في كيس ويعلق في خزانة الثياب لتعطير الهواء وقصب الذريرة يرش على ارضية الغرف، وهذا الفلفل جاء في المرتبة الثالثة بعد الذهب والفضة، والمر في صنع البخور، والكركم يستخدم في صنع الآيس كريم والشوكولاته والحلوى، والفلفل الحلو بذوره تستعمل في تقطير الصابون، والتوابل هي التي صنعت التاريخ في اوروبا مع الشتاء وهي التي اكتشفت بسببها دورانا حول الارض.

وبسبب التوابل عرفت اميركا عن طريق كولومبس، وهذه التوابل التي سرقت وهربت الى كثير من بقاع الارض لاستزراعها هناك.

اللهجة تتراجع
ويقول رغم النمو والتطور في مختلف اوجه الحياة في المجتمع الكويتي الجديد، ورغم هذا الانغماس التطوري الجديد لكن الكويتيين مازالوا مع البر والخيام والسدر، وبعض البيوت الحديثة ادخلت الجنادل وعلى مائدة الكويتي الرهش والحلوى والاقط والجرثي والخريط، ومازال بعضهم مع القديم رغم البترول والهجرة وفتح ابواب الكويت للهجرات بانواعها فان اللهجة سلكت وتطورت بسبب ادخال بعض الالفاظ مثل: غسالة – خلاطة – عصارة وكاسيت وكلمة لاين مان – جدر كاتم – وماسكرا كلمة تعني «كحل».

وقال الخليل: من خلال 52 سنة في الكويت شعرت ان اللهجة القديمة التي كنت اسمعها قد خلت استعمالها وبحكم عملي الآن لم اسمع كلمة سراي وتربك، وكميخ تعني البلادة وكذلك إمدمغ، وربربي وبالع راديو وعوا الصيخ، وحتى الهوشات والمشاجرات والنزاعات ضاعت كلماتها اين إبطحه ورضه ويره وجفته وتله.

وامرده وافدسه، وشمخه ومجع شعره قال: نحن باعة التوابل كنا نسمع من الاولين كلمة نكدي وجكي وفكدي وسلف وخرص، وحتى الوزن كان له كلمات تخرج من القلب واللسان تعبر عما في الاحساس والمستوى المعيشي للفرد، خاصة عندما يطلب القليل او الكثير كنا نسمع: يا حجي عطني «جيله» اي بقدر استكانه، وآخر يطلب «مغرفة» و«خاشوكه» و«غمطه» و«عذله» و«كوده»، واما المقتدر وميسور الحال فكان يطلب صرخي (اي: كيس سكر)، وغرابية لماء الورد واللقاح، وسحارة شاي، يونية للعيش و،باردان وعاء للبضاعة غير الموزونة، واذا فسدت الحبوب عندنا كانت تقول الكويتية لا تعطينا الحبوب المنتخره، ولا الزيت الحزر، واي حب يفسد يقال عنه صالم او فاسد وحزر وحشف، مسميات تلاشت وبعضها سيتلاشى مع الزمن لا سمح الله.

وقال: تعلمت وتأثرت بهذه اللهجة من الامهات الكويتيات عن كيفية اعداد الطعام، وعندما تطلب البهار الخاص للبرياني او بهاراً للسمك المقلي او للمرق والمموش والمعدس، حتى ان زوجتي اصبحت فنانة بالطبخات الكويتية.

دخلت البحر بالتناك
لبست ازاراً (وزار) ذلك الثوب الذي كان يحيط ويستر اسفل البدن، وانا ادخل البحر للاستحمام او اجلس مع اخواني على (اليال) ساحل البحر لصيد الاسماك، كنت اضع الطاسة (اناء) وبداخلها طحين واغطيها بقطعة من القماش في وسطها ثقب لجلب السمك لتدخل داخل الطاسة.

قال الخليل: دخلنا البحر بالتناك وهو زورق صغير صنعناه من علب التنك كان يحمل شخصاً واحداً يسير باتجاه الريح مع الشراع الصغير نسير مسافة قصيرة فار (القاف) السور، واكثر المرات كان ينقلب، قضينا ساعات طويلة بالقرب من نقعة شملان بن علي آل سيف، تركنا التناك اثناء غرقه وصلنا الساحل، طلب منا صاحبه 10 دنانير واتذكر اسمه (غانم) منزله كان عند موقع القرية التراثية.

واخيراص تذكر عمر قصة عدنان الشواف عندما فقدوه في المقبرةاثناء اللعب، كانوا ينادونه بأعلى اصواتهم فيرد عليهم صدى اصواتهم. اعتقدوا انه الجن والشياطين فهربوا خوفاً وعندما وصلوا البرامة وجدوه امامهم يأكل الدندرمه (البوظه).

(الشيخ عبد الله الجابر زائراً مطحنة سمراء عدن)
.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-02-2009, 03:10 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

(جريدة الراي)

علي عبدالرحمن عوض:
كنت بائعا متجولا في الدوغة سنة 1960

الحياة محطات وتجارب فيها العبر والعظة فهي مدرسة حقيقية تجمعت فصولها فأصبحت مستودعا حوى ضروبها وروافدها لكي يستفيد منه الاجيال المتلاحقة على ارضها ومستقرها... ضيفنا اليوم مر في محطات عدة في حياته العملية الذي ركب قطارها وهو ابن ثلاثة عشر من عمره تنقل في مراحل كثيرة اولها كانت في مدينة الشام عندما جاء من قرية من احدى قرى بلاد حوران في سورية ثم جاء للكويت فشاهد وعاصر تطورها يحدثنا عن هذا كله واسهب معنا فيه مرورا بسفره إلى دبي وعودته للكويت احاديث شيقة ومتنوعة فلنترك له ذلك:

ولدت في الجيزة احدى قرى حوران من البلاد السورية وقريتي كانت ذات طابع زراعي يزرع بها القمح والشعير والعدس اما اليوم فلقد اخذ الناس يزرعون الزيتون والعنب اما في الماضي فلا اذكر الا القمح والشعير والعدس واعتماد الناس في هذه الزراعة كان على المطر .
اما وسيلة الناس في الشرب فهي ابار وبرك على مسيل الوادي متوافر الماء بها على مدار العام وهو ماء حلو... والدي كان مزارعا مثل ابناء بلدة الجيزة وهو لا يقرأ ولا يكتب اما انا فلقد حفظت القرآن عند الشيخ محمد النايف حتي ان من يتم حفظ القرآن يعمل له حفلة يلبس لباسا جديدا «زين» ثم يقدم للجمع عشاء او غداء... وبعد الشيخ محمد النايف توجه للدراسة في المدرسة ولكنه عند الالتحاق بها ارادوا دفع اجرة مقدارها نصف فرانك فقال الوالد خلاص ليس هناك دراسة.

البدو
نحن اهل ريف وكان يأتينا في زمان الماضي بدو من اهل الخليج وسورية، اهل حلال بعد الحصاد يأكلون ويشربون من الوديان يقيظون على تلك البرك المتوافر بها الماء.

العمل
اول عمل زاولته زراعا في قرية الجيزة وكان عمري لا يتجاوز ثلاثة عشر عاما وزراعا بالاجرة فالمزارعون عندنا يزرعون الحمص والشعير والعدس والقمح والاجر كان زهيدا جدا جدا ويكون من الحصاد 200 كيلو واذا لم يأت مطر يرحل الاجر إلى السنة المقبلة... بعد ذلك انتقلت إلى الشام حيث استقليت حافلة كبيرة «باص» وكان ذلك سنة 1957 واخذت اعمل في سوق المرجة حمالا بالاجرة اخذت اجرة نصف ليرة وعملي من الصباح الباكر إلى المساء وكنت اسكن في فندق ذي غرف كثيرة وكل اربعة اشخاص في غرفة والاكل والشرب متوزع بينهم وانا كنت اسكن مع مجموعة من بلدنا «الجيزة»
والمرجة كان سوقا كبيرا والناس متوافرة به مكثت في هذا العمل ثلاث سنوات بعدها خدمت بالجيش الالزامي سنتين وكانت خدمتي في البنك ثم اخذت اجازة ثلاثة اشهر وذهبت إلى اهلي في الجيزة وعندما اردت ان اسلم على والدتي قالت لن اسلم عليك حتى توافق على الزواج من «فلانة» وهي بنت عمي فأمي كبيرة بالسن ووالدي كبير بالسن وارادت امي ان اتزوج مبكرا حتى تخدمها زوجتي فاخواني كانوا يعملون خارج «الجيزة» فوافقت وكان المهر خمسة الاف ليرة سورية لكنه ليس متوافرا عندي فدفعت بدلا منه قطعت ارض فوافق عمي على ذلك اما التجهيزات الاخرى فكانت من صاحب دكان عندنا في القرية اخذتها منه «سلفا» اي دين وتم الزواج.

الكويت
عندما ذهبت إلى الشام وعدت في احدى الزيارات رأيت بعض الاهالي عندنا في بلدنا يبكون لان ابنهم تغرب وذهب للكويت ولم اكن اعرف عن الكويت شيئا ولاول مرة يطرق سمعي اسم الكويت ثم اخذ يتردد شيئا فشيئا وكنت اظنها وراء الجبل الذي كان محاذيا لبلدنا من جهة الشرق... لكن زاد زكرها عندنا وسافر اليها اخي الذي اكبر مني وبعض ابناء البلد فعزمت امري وسافرت عن طريق ابوكمال في سورية ثم العراق حتي وصلت للكويت
واظن انني عاشر واحد من بلدنا جاء للكويت والطريق الذي سلكته عند مجيئي كانت مدته ثلاثة ايام... وصلت إلى المنطقة التي بين العمرية وخيطان والتي بها مسجد الحمضان وكان في موقعه محطة بنزين فسكنت عشة مقابل نادي التضامن اليوم جهة خيطان ولم تكن هناك بيوت بكثرة، انا سكنت مع بعض ابناء بلدي وبدأت اعمل معهم كما كانوا يعملون وعملهم هو بيع السمبوسة متجولا على الاهالي من الصباح إلى بعد الظهر فليس هناك اعمال متوافرة والامور مقبولة ولا مشاكل والناس تحب ان تساعد بعضها.

البنشر
أخي افتتح بنشراً في العضيلية، أما أنا فقد تغير نشاط عملي وأخذت اعمل في بيع الكاز مستغلا عربة يجرها حصان واشتري الكاز من محطة البنزين التي بين خيطان والعمرية والناس كانت تستخدم الكاز بشكل يومي وهو من الضروريات عندها في تلك الأيام.

والمكان الذي كنت أبيع به الكاز هو الدوغة في شوارعها، لا أخرج منها وهي اليوم المكان المجاور للحديقة إلى الشارع الرئيسي حتى البنك الأهلي ويبدأ عملي من الصباح الباكر حتى الظهر ثم استريح واعود بعد العصر إلى الساعة التاسعة مساء... كان من يريد الكاز يضع التنك أمام بيته، فالبيوت كانت مجاورة للسوق والعشيش متفرقة حولها، أنا أملأ التنك واذهب والتنكة كان سعرها 200 فلس وكنت أعمل على هذه العربة لوحدي أخذت في هذه المهنة ثمانية أشهر ثم بعت العربة وحصانها.

الأخر
انتقلت بعد ذلك للعمل مع اخواني في البنشر الذي اخذوه في الفروانية وكان لي راتب مقداره سبعة دنانير من الصباح الباكر حتى الليل تبديل زيت وتصليح بنشر وقد تعلمت هذا كله من اخواني والزيت كنا نأخذه من شركة منصور محمد منصور.

والشغل والعمل كان بكثرة فليس هناك محلات منافسة كثيرة والكويتيون في ذلك الوقت هم يصلحون سياراتهم بأنفسهم أما نحن فكنا نبدل زيتاً وبنشر وسبرنغات والزيت الذي نقوم بتبديله نرميه أمام المحل حتى تصير الأرض قوية في وجه الرياح والغبار العجاج الكثير في تلك الأيام، وكانت بلدية الفروانية مقابل محلنا وهي لا تمانع من ذلك حتى تصير الأرض صلبة ولا يتطاير الغبار في الشتاء،
كنا نقيم في داخل المحل أما في الصيف فننام في الساحة الخلفية للمحلات والسوق، فالكل كان يفرش وينام في تلك الساحات المتناثرة والقريبة من سوق الفروانية ومحلات الترفيه وكانت المحلات التي من ضمنها بنشرنا ملكا للشيخ خالد الأحمد الصباح.

القدوم
أثناء عملي مع اخواني في البنشر جاءت زوجتي للكويت فاستأجرت بيتا مقابل المحل الذي اعمل فيه وكانت قيمة الايجار سبعة دنانير وهو عبارة عن ديوانية مع مطبخ وحمام، وفي تلك الايام كانت العشيش بكثرة لكن راتبي كان سبعة دنانير وسكني سبعة دنانير، لذلك رجعوا أهلي مرة اخرى لسورية بعدها بأشهر فتحوا اخواني محلا في العضيلية وعملت به وكان ذلك سنة 1967.
دبي
ارتحلت إلى دبي الساحلية بعدما عملت في بنشر اخواني في العضيلية حيث استقللت لنجاً بمئة روبية وكانت هذه المنطقة ناشئة صغيرة ليست كبيرة وكل ما فيها يأتي من الكويت المدارس والبيوت والمستوصفات كانت اوضاعها متواضعة جدا وبها المساعدات الكويتية متوافرة وأنا حين ذهابي اليها تسلفت من احد المعارف ثلاثمئة روبية لكي أتهيأ للسفر... ودبي في تلك الايام بيوتها قليلة وهناك من يسكن العشيش أما أنا فسكنت عند اناس من بلدي لم أجد العمل متوافراً بسرعة ولم يبق معي من المبلغ الذي تسلفته الا «30» روبية وتعبت نفسيتي من عدم توافر العمل بسرعة، لكن الله سبحانه وتعالى يسر لي عملاً في شركة يوغوسلافية كانوا يريدون سواقاً فتقدمت وعملت معهم وهذه الشركة كان منوطاً بها انشاء مطار دبي.

الراتب
كان راتبي في الشركة اليوغوسلافية 200 روبية يبدأ من الصباح الباكر حتى الثانية بعد الظهر والأكل والسكن عليهم، قبضت عاما كاملا ثم عملت في شركة كوكاكولا التي في دبي وكان صاحبها مرزوق الشملان وهو كويتي ولي أنا راتب 350 روبية مع عمولة عشرة في المئة والسكن والأكل على الشركة بعد اربع سنوات ونصف السنة من عملي سافرت إلى بلدي في سورية على الخطوطة الجوية السورية وكان مكتبها في دبي يمثل السفارة السورية، وكان مدير الشركة التي اعمل بها يريد مني ان ارجع للعمل في الشركة مرة اخرى لكن موظفاً في الخطوط الجوية السورية قال له عندما سئل عني ان علي قد وصل ساحة المرج.

العودة
بعد ذهابي إلى سورية رجعت للكويت وعملت في محل الدوغة الذي كان به اخواني وقد استمر هذا المحل خمسة عشر عاما ولي به معاش ثلاثون ديناراً والمحل مقسم إلى جزءين فخطر على بالي ان اجعل الجزء الذي نستريح به محلا للزينة فعزمت امري وذهب حيث تباع اغراض الزينة وكانت بالقرب من السينما الحمراء حيث اتيتها ظهراً ظناً مني انها مفتوحة لكن علمت انها شركات وتعمل على فترتين الصبح والمساء، وأنا كنت أتصور انهم مثل عملنا في البنشر، انتظرت حتى الساعة الرابعة بعد العصر، بعد ذلك فتحوا ابواب الشركة لاستقبال الزبائن وأنا من ضمنهم فاشتريت بدينار ونصف اغراض زينة السيارات ثم رجعت إلى الدوغة «الفروانية» وجعلتها في الجزء الاخر للمحل بعد فترة اصبح كل ذلك الجزء مليئا بأدوات واغراض زينة السيارات
وقسم المحل بيني وبين اخواني جزء زينة السيارات لي والبنشر لاخواني... اخذت ادفع ايجاراً شهرياً سبعة دنانير وكان ذلك سنة 1971 ولم تكن صناعية الشويخ قد انشئت لعمل كراجات، والشركات بل محلات السيارات كانت في الكويت استمر عملي بالنمو فكان عندي سيارة وانيت اذهب إلى سينما الحمراء التي عندها محلات زينة وآتي بالنياكل وهرنات وطوس السيارات واعمل في محلي من ساعات النهار الأولى حتى اخر الليل .

وقد جعلت معي عاملاً هندياً يعرف عمل زينة السيارات وكيفية التركيب والقص ووضعها في الشكل الملائم والمناسب، خصوصا الخطوط التي توضع على جانب السيارة وأنا جعلته يعمل عندي حتى اتعلم منه ذلك العمل الجديد علي، وراتب ذلك الهندي كان اثني عشر ديناراً، مكث عندي عاما كاملا استمر عملي بالنمو والازدياد
وقد علمنا ان العقار الذي نحن فيه سوف يثمن وأن مالكه يريد منا ان نخلي المحلات التي فيه فذهبت أنا نيابة عن اصحاب المحلات وكان ذلك العقار للشيخ خالد الأحمد الصباح فأعطاني مشكورا وجزاه الله خيراً سنة نمكث بلا دفع ايجار ثم جدد لنا سنة ثانية حتى اصبحت المدة ثلاث سنوات ونصف السنة ونحن في ذلك العقار حتى ثمّن وخرجنا منه.

الثاني
استأجرت محلا اخر بدل ذلك المحل الذي ثمن عقاره من قبل الدولة وقد دخلت في هذا المحل الجديد قطع غيار سيارات التي انا اعرفها واتيت بعامل يركب تلك القطع شيئا فشيئا تطور العمل لدينا حتى اخذنا نعرف قطع غيار السيارات جميعها واصبح المحل لقطع غيار السيارات وصارت الشويخ بها شركات قطع غيار السيارات بعدما كان مكانها في شارع الامن العام
وبدأ عملنا بالازدهار ولم اقتصر على شركة معينة بل كل شركات قطع غيار سيارات اتعامل معهم... اما اسم محلي فقد اخترت له اسما في بلدنا في سورية وهو قلعة بصرى وهي قلعة اثرية تبعد عن بلدنا عشرين كيلو من جهة الشرق ومكثت في المحل عشرين عاما بعدها انتقلت إلى محل اخر واصبح معروفا لدى الجميع حيث استمر اكثر من ثلاثين عاما وكنت اخذ من الشركات بالاجل لانني محل ثقة عندهم اكثر من ستين شركة التعامل معها في شراء قطع غيار السيارات ومستلزماتها.

نادر
شهرتي بين اهالي الفروانية هي ابو نادر فلا احد يعرفني الا بكنيتي ابو نادر والكل له علاقة طيبة معي من سنين طويلة على سبيل المثال المرحوم الشاعر الكبير مرشد البذال كان صديقا واسرة النزال وعباس الربيع وعضو مجلس الامة السابق عباس حبيب المناور ومطلق النزال مختار الفروانية وجميع اهل الفروانية والكويت الطيبين هم اصدقائي واهلي فأنا لي عمر معهم.

السرقة
تعرض محلي للسرقة مرتين في الاولى اتصل علي جاري في المحل وهو حين ذهب لصلاة الفجر رأى المحل مفتوحاً فاتصل واخبرني فقلت ان الذي فتح المحل لا يريد قطع غيار بل فلوس ولا يوجد في المحل الا «350» فلسا وفعلا جئت إلى المحل ووجدت صندوق الفلوس مكسورا وقد اخذ ما به... اما المرة الثانية فوجدت القفل مكسورا والاوراق مبعثرة حيث لم يجد السارقون فلوسا في المحل فبعثروا الاوراق وكلتا الحادثتين لم ابلغ بهما الشرطة.

الاولاد
ابني نادر من مواليد 1969 هو مهاجر في اميركا اما منذر فهو من مواليد 1970 والثالث من مواليد 1971 اسمه كويتي على الكويت فهي تجري بدمائنا ومحلها قلوبنا اما البنات ورده وامنة وسارة... وحين وفاة الشيخ صباح السالم الصباح كنا في نزهة في البر فسمعنا بوفاة الشيخ المرحوم وكان ذلك اثناء ذهابي بزوجتي إلى مستشفى لاجل الولادة فلما ادخلت المستشفى جاء بمولود ذكر، واسميته على الشيخ صباح السالم، فقلت اسمه صباح لكن لم يمض وقت حتى قالوا لي لقد توفي بعد الولادة فلم يكتب له حياة.

المواصلة
معي من ابنائي في المحل منذر وكويتي وهما يحملان الشهادة الثانوية اما نادر فهو مهاجر إلى اميركا وقد زوجت اولادي جميعهم في يوم واحد وبنيت لهم فللا في بلدنا كل فلة دوران على مساحة سبعة الاف متر حتى بناتي كان زواجهن في يوم واحد.

التحرير
عندما حررت الكويت الغالية لم تكن الكهرباء متوافرة وكانت قوات الشرطة متوافرة في مخفر الفروانية فذهبنا لهم واعدنا تيار الكهرباء على بطاريات كانت عندي في المحل كل ذلك مساهمة وواجب علينا تجاه الكويت الغالية وقد جاء في كتاب شكر وتذكرة إلى مطار من غير جواز سفر فذهب إلى اهلي حيث أنني كنت في الكويت اثناء الغزو.

الناس
الناس إذا ارادوا وصفا في الفروانية سواء المواطنون منهم ام المقيمون فهم يصفون ويرشدون على محلي حيث يقال محل ابو نادر هل هو امامه ام في شارع محل ابو نادر ام قريب منه وقد يتواعدون عند المحل... كان يأتيني بعض الزبائن يوم كانوا صغارا واليوم هم كبار وقد اذهب للمراجعة في الادارات الحكومية فالتقي معهم وانا لا اعرفهم وهم يعرفونني ويستقبلونني بكل رحابة ويعرضون مساعدتهم.

يوسف
من عملائي الذين كانوا يأتونني وهم صغار في العمر يوسف الميلم كان يأتي المحل وهو صبي صغير على دراجته الهوائية «غاري» وكنت انفخ عجلاتها بالهواء واليوم هو مدير في بلدية الكويت.

الحج
الحمد لله حججت مرتين الاولى كانت مع لافي الهرير والثانية مع حملة المناور.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ


التعديل الأخير تم بواسطة الأديب ; 22-02-2009 الساعة 03:16 AM.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23-02-2009, 02:03 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

صفحات من الذاكرة البروفيسور البلغاري كاراجوزيف:

( أنا أول جراح مخ في الكويت ومن العشرة الأوائل في العالم )

أجرى الحوار: جاسم عباس



في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف أن نشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجالهومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان ليستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم..

في مستهل لقائنا مع البروفيسور لوبومير كوستارينوف كاراجوزيف قال: أنا من مواليد بلغاريا (صوفيا) سنة 1921م، عمري الآن 87 سنة، وانا اقدم بروفيسور في العالم ومن ضمن العشرة الاوائل الاكاديميين المتخصصين في جراحة المخ والاعصاب، دخلت الكويت بعد عدة زيارات مع الوفد الطبي البلغاري الذي كان يزورها، دخلتها ولم يكن فيها الا شارع الجهرا والجديد المؤدي الى ساحة الصفاة، الكويت كانت مدينة هادئة لا ضوضاء للسيارات، خصوصا منطقة الشويخ التي سكنتها في مساكن الاطباء والمسؤولين الكبار الذين يزورون البلاد، السكن كان من املاك الدولة، علاقاتنا داخل المسكن كانت قوية واخوية ولم نشعر بالغربة بالاضافة الى متابعة المسؤولين لنا، واستفسارهم عن احوالنا، ولا انسى من الشخصيات برجس حمود البرجس، والدكتور عبدالرحمن العوضي.

كانت الزيارات لتبادل الخبرات والاتفاقيات الطبية، علما بأن بداية الستينات كانت بداية التطور الطبي في الكويت، لدرجة عندما اجريت اول عملية جراحية لاحد اثرياء الكويت آنذاك لا يوجد طبيب متخصص في جراحة المخ لكي يساعدني، فأرسلوا لي دكتورا متخصصا في المسالك البولية قام بمساعدتي في العملية الناجحة.

وقال كاراجوزيف: بعد هذه العملية الموفقة وغيرها وخلال فترة الزيارة طلبت الصحة الكويتية من الصحة البلغارية بعقد سنة للعمل في الكويت فوافقت وانا اول جراح للمخ والاعصاب في الكويت، وفي بداية الستينات كنا اربعة بلغاريين كلهم غادروا وبقيت انا ولم يوجد فراغ، 24 ساعة في المستشفى وفي حالة استنفار.

تخصصات نادرة
وتحدث البروفيسور كاراجوزيف عن اول طالب كويتي وهو الدكتور والاستشاري مدير مستشفى ابن سينا تخصص في جراحة المخ والاعصاب، كان ذلك بعد ان اقنعته وبعد اصراري عليه والاتصالات مع المستشفيات البلغارية، وهو اول طالب عربي كويتي تخرج بعد 5 سنوات، وكل ما اقوله انه اصبح من ضمن اسرتي في بلغاريا، وكنت اتابعه واتردد عليه، لي ولد واحد وكلبي العزيز ليربي واعتبر عباس رمضان من ضمن هذه الاسرة مع زوجتي الغالية، وها هو قد حصل على شهادة الدكتوراه في جراحة المخ والاعصاب، ثم تبعه الدكتور علي الكندري والدكتور يوسف العوضي، ولا يوجد مقر للجراحة كنا نجريها في مستشفى الصباح.

اضاف: في الكويت قبل وصولنا كجراحين للمخ والاعصاب كان الجراح العام هو من يقوم بالجراحة واذا كانت حالات صعبة ومشتبه بها ترسل الى لندن او اميركا واحيانا كان المريض يموت لعدم وجود اجهزة تكشف النزيف والاورام، فكان التشخيص مبدئيا وغير متطور.

600 عملية في السنة
وقال البروفيسور البلغاري: اول عملية اجريتها عام 1947 اثناء الحرب العالمية الثانية بعد تخرجي في الكلية الطبية في عام 1944، وفي هذه الفترة كنت اشارك في العمليات الجراحية بمعدل 600 عملية كنت اجريها في السنة الواحدة، وانا الان من 60 سنة في غرفة الجراحة اجريت اكثر من 30 الف عملية جراحية للمخ والاعصاب، استمتع عندما انقذ اي مريض واشاهده يتحدث ويأكل، ومازلت اجري الجراحات واستمتع، بمشواري مع الاف العمليات.

واضاف البروفيسور: اجريت عمليات للمشاهير في العالم من السياسيين والاقتصاديين والفنانين في اوروبا واميركا وكوبا وزعماء من المانيا، ومشاهير من العوائل المالكة في الدول العربية.
انا موجود على هذه الارض الطيبة منذ التحرير، وامنيتي ان اقدم لها كل ما املك من الخبرات، ومستشفى ابن سينا بيتي، وكل العاملين اولادي، وانا بين هذه الاسرة سعيد جدا، وانصح ابنائي الاطباء بالاخلاص لا الرياء، وليكن العمل قربة وعزة بين الناس وطيب الرائحة، فالاخلاص في العمل تخليصه من الشوائب كلها، ولا تعبد هواك ونفسك.

فيلجة.. فلج
وتحدث البروفيسور عن جزيرة ارضها خصبة وماؤها جار فقال: كانت غنية بالمياه والزراعة، شاهدنا القمح والجزر الوردي الجذاب، كانت تصدر فيلكا كميات كبيرة الى الديرة، واكلنا الخيار الطويل يسمونه «طروح»، وتذكر هذه الرحلة مع المرحوم الدكتور عبدالرزاق العدواني فقال: رحلة اعتبرها سياحية غنية بالذكريات منها، اشجار النخيل والسدر والخضار وبعض الفواكه، فيلجة، فيها اعشاب لو استغلت لشفت كثيرا من المرضى، رحلتنا في الستينات شاهدنا فيها مزارع مسورة بالقصب او الخوص للحماية، وكانت «تسمى ركاية».

وقال: ليالي فيلكا الصيفية جميلة وممتعة خاصة على شاطئ البحر، جزيرة «فلج» كما كانوا يسمونها قديما سياحية اثرية تاريخية ساحلها مملوء بمياه صالحة للشرب، ملجأ للسفن لان ساحلها عميق، فيلكا جزيرة في الاسم ولكنها تراث وراحة ورجالها يتعاونون كما شاهدتهم وكما سمعت من بعضهم «الفزعة» اي التكاتف.

الجهرا أول شارع عرفته
يقول البروفيسور كارا جوزيف: اول شارع عرفته في الكويت «الجهرا» وهو اسم قديم لشارع فهد السالم، كنت اسير فيه ساعات الفراغ، كان نظيفا هادئا يمتد من ساحة الصفاة الى دروازة الجهراء، ولهذا اسم موقع آخر وهو طريق الجهراء، ومستشفى الجهرا الذي افتتح في عام 1980، ومدينة الجهرا.

قال: عرفت ان الاسم يعني «ما ظهر» اي غير مستتر، مدينة فيها القصر الاحمر التاريخي، ويستغل الانسان وقته بالحركة بين مزارعها لما لها من خصائص، تعود بالفائدة على كل من يرتادها يشعر انه سائح، الجهرا مجال خصب لاستغلال وقت الفراغ، مدينة من يدخلها يشعر انه اجتماعي بطبعه ولا يستطيع العيش بمفرده، فلا بد من خليل وصديق، فخليلك النخيل والسدو والاثل والارض المفروشة بالنوير، كانت تثلج الصدر وتعطي الطاقة للعمل، الان ضاعت كل مزارعها ونخيلها ومياهها.

المطبخ الكويتي
تحدث عن الاطباق الكويتية الشهية المحببة التي تناولها في المنازل الكويتية، فقال: منزل فيصل الشملان عرفني بالاكلات التي تفتح النفس والذهن، مجبوس اللحم والبرياني ومجبوس ماش باللحم والهريشة التي تزينت بالسمن العداني وبالسكر الناعم المخلوط بالدارسين، وجريش فيصل غني بلحم البقر، وعرفت المرقوق والكبوط، ومضروبة بالماش واللحم.

واما باچه الدكتور عباس رمضان من رأس خروف وثمانية كراعين، وعدد اضافي من اللسانات، وخبز خباز وبصل ابيض، اكلات ابو انور لها طعم مختلف عن المطبخ البلغاري، فهذا مطبق الدجاج والهامور والزبيدي، والخثرة المميزة عن كل الاكلات، واما مرق الهامور مع كزبرة، وحتى الصبور المشوي اكلته في الكويت، ولا انسى الميد المشوي الذي يعتبر من الاسماك الصغيرة لونه ابيض يقال انه افضل نوع يصطاد في بنيد القار.

قال: صب الكفشة وسر الخاتون، والرهش والحلوى من افضل حلويات الخليج، واما البامية والزلابية والمغربية فلا تختلف عن الحلويات التركية او البلغارية، ومربى الترنج وحلاوة الناريل، اكلات تدل على كرم الكويتي.

القهوة المرة
واثناء حديثه طلب فنجانا من القهوة، قائلاً: لها مكانة السيادة من دون منازع، عادة في المشرق العربي خاصة في الكويت يستقبلون نهارهم بفنجان قهوة، وختام يومهم بفنجان قهوة، واضاف: الكويتيون علموني شرب المرة منها تسمى «الدلة» عند شربها تتهادى الافكار والآراء، ونحل كثيرا من قضايانا، هي المشروب الاول، لم ادخل ديوانا او مضافة الا ودلتها تسكب الفنجال، انا شخصيا اشعر بالمرة انها تطرب العيون وتبش النفوس.

وقال البروفيسور: القهوة لها تاريخ في حياة الشعوب خاصة الشعب الكويتي الذي اورثها جيلا بعد جيل، القهوة المرة شريكة في ومضة الفكرة، اليمنية هي اجودها اشبهها بالجواد العربي، المرة لطيفة مرهفة حميمة متوهجة، ولكني لست مجنون القهوة وما اكثرهم، وتطورت القهوة كما تطور كل شيء بعد ان كانت دلتها على الدوة والوجاق، الآن تجد فناجيلها ودلتها على الصينية كالثريا، وكل ما اقوله للكويتيين لا تبتعدوا عن موطنها الاول جبال الحبشة واليمن، عادات وتقاليد واعراف وموروثات يجب ان تبقى مع القهوة المرة خاصة في الديوانيات على النار الهادئة وقهوة الفجر من دون منازع بين السمراء والبيضاء بعد ان تصفي خمرتها ويضاف اليها الهيل والزعفران وتسكر على النار، واما الحلوة منها فيضاف لها نصف كاسة سكر.

وقال كاراجوزيف: القهوة تفيد الاشخاص الذين يعملون بعقولهم، والاسم جاء من «كافا Caffa» اسم قرية في الحبشة، وتاريخ القهوة رافقه مصاعب ومتاعب ومفارقات غريبة، فيها الطرائف والحروب وتطاحن بين القهوة والشاي، والتحريم والاباحة، ومدارس للعلماء ورأي الطب الحديث والقديم، وحتى رأي علماء الغذاء الذين اكدوا ان القهوة فيها مواد دسمة وسكرية ومعادن ومنغنزيوم وبوتاسيوم وحامض فسفوري وفيتامين ب ب وهافئين.

في النهاية لا يسعنا الا ان نقدم الشكر للدكتور عباس رمضان الذي تولى مسؤولية الترجمةبالاضافةالى تسهيلاته الاخرى.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-03-2009, 09:36 PM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

( جريدة الرأي العام )

حفظت القرآن وأنا ابن عشر سنين
حسن مناع: عاصرت ثمانية عشر وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية


الحياة كثيرة محطاتها وعبرها لا يشعر بتلك المحطات إلا من كان له رسالة خالدة يؤديها ويطوي لها الليل بالنهار فيجد السعادة ولذة بتحقيقها هكذا صاحب الرسالات الرائدة الشيخ حسن مناع صاحب رسالة انسانية دعوية امضى بها حياته واعطى لها كل ما يملك من طاقة وصحة يحدثنا عن قريته وماذا درس وتعلم بها؟ ثم يسترسل معنا في الحديث عن ركب حياته العلمية التي بدأت بصعيد مصر حتى جاء للكويت يوم كانت شق غمام الرقي والحضارة بعد الاستقلال بعامين درس بالمعهد الديني اربع سنين ثم انتقل إلى وزارة الاوقاف وكان له اثر كبير في انشائها وتطورها حيث تقلد كثيرا من المناصب وتجول بإدارتها مطورا لها ومبدعا بها فلنترك له الحديث:

نشأت في قرية من قرى الغربية في مصر التابعة إلى طنطا كان والدي هو عمدة هذه القرية ولكنني مع الأسف الشديد لم اره لأنه توفي وعمري سنة ونصف سنة وبحثت كثيرا عن صوته عندما كنت في المعهد الديني حيث ان نفسي تاقت لرؤية صورته وفعلا حصلت على صورته واخوالي من علماء الازهر الشريف وانا عندما وصلت إلى سن التعليم التحقت بالازهر وهو معهد طنطا الديني وكان معهد طنطا الديني هو بدايتي درست المرحلتين الابتدائية والثانوية فيها ثم التحقت في كلية اصول الدين بالقاهرة وتخرجت فيها وكانت مدة الدراسة بها اربع سنوات وكان ذلك سنة 1947 ودرست بالتخصص سنين وحصلت على شهادة العالمية سنة 1949 وبعد ذلك بدأت بالتدريس في احد فروع الازهر في مدينة سوهاج من الوجه القبلي

حيث كان المعهود بالازهر ان المتخرج حديثا يذهب إلى الصعيد فمكثت في مدينة سوهاج حتى العام 1951 وبعد ذلك نقلت إلى معهد طنطا مدرسا وانا كنت ادرس التفسير والحديث لأن تخصصي التفسير والحديث وقد درست هذه المواد في معهد سوهاج في قسم الثانوي ولعدم وجود مدرس لمذهب الحنفي في قسم الفقه درست مادة الفقه في القسم الثانوي في فرع سوهاج وعندما نقلت إلى طنطا مارست التدريس حسب تخصصي

ثم رأى المسؤولون ان اتولى الاشراف على المعهد ومعهد طنطا هو الثاني بعد الازهر فأصبحت مراقبا فيه ثم صدر لي قرار بأن اكون وكيل معهد ولكن لم يكن في قريتنا بل كان في كفر الشيخ ثم نقلت إلى سمنهور الديني ثم إلى معهد طنطا الديني وقد عرض علي ان اخرج في بعثة خارجية لكنني رفضت ذلك بناء على طلب والدتي رحمها الله حيث قالت لا تسافر للخارج وقد عرضت علي ادارة البعوث لكن رضا الوالدة مقدم على كل العروض بعدما اذنت والدتي لي فتقدمت على ان اكون عضو بعثة وكانت البعثة الأولى هي للكويت وقد تكرمت بأن اكون معارا من الازهر الشريف للمعهد الديني وكان ذلك سنة 1963.

المعهد
حططت رحالي في الكويت سنة 1963 ودرست في المعهد الديني فدرست لكثير من الطلاب في الكويت الذين هم اليوم يتبوأون مناصب عليا في البلد والمواد التي كنت ادرسها التفسير والحديث لأنه اختصاصي بالاضافة إلى مادة النحو وكان مكان المعهد الديني في المباركية ثم نقل إلى منطقة الشرق ومن زملائي من المدرسين الشيخ علي حمادة والشيخ عبدالوهاب الفارس كان يدرس الفقه الحنبلي وقد ربطتني علاقة طيبة مباركة مع تلاميذي الكويتيين.

النزول
بعد انتهاء الإعارة رجعت إلى مصر سنة 1967 وما كنت افكر ان اعود ثانية للكويت حتى جاءني الشيخ المرحوم عبدالرحمن الفارس الذي توفي قريبا منذ اسابيع وقد بكيت عليه كثيرا وانا اليوم اقضي غالب وقتي بالدعاء له والقراءة له لقد نزل وجاءني بطنطا وتعاقد معي لأجل ان اعمل بالاوقاف على اعتبار ان لي مصالح بمصر قال تأتي سنتين ثم تعود ولم استطع بعد ذلك الاعتذار لأنهم كانوا يطلبون التجديد لي باستمرار من الازهر الشريف وهو يستجيب لطلب الكويت وبقيت بفضل الله اؤدي الرسالة على اكمل وجه إلى يومنا هذا.

العمل
انا عندما عدت للكويت كنت واعظا وخطيبا ومدرسا هذا نص العقد الذي ابرمته معي الوزارة لكن بمجرد وصولي اسندوا لي بجانب ذلك وظيفة مدير معهد الخطابة والإمامة وهذا المعهد كان متخصصا لدراسة الأئمة والخطابة وبعدما ان استوعب الامة توقفت الدراسة به واغلق. وموقعه في شارع فلسطين في المباركية وبقي مبناه وكل اثاثه الذي هو مجهز به بقي في داخله.

الدار
ولما اراد الله سبحانه ان تنشأ دار القرآن الكريم بالكويت وتكون المؤسسة التي انتشر القرآن الكريم من خلالها وبسبب بسيط كان هو الدافع لإنشائها فأنا ذهبت إلى مسجد الملا صالح في شارع فهد السالم وكان يجلس احد الاخوة بجانبي وهو على ما اظن انه من التجار ويخطئ بالتلاوة لأن من عادة الاخوة الكويتيين انهم يقرأون بالمصاحف حتى يخرج الخطيب فأنا سمعته يقول «فاستعوني بالصبر والصلوات» فقلت له لا يا أخي يمكن انها مرسومة بالواو لكنها بالصلاة لأن النطق غير فقال لي كلمة لا انساها «انت تقرأ وتصلح لي الله يرحم والديك وجزاك الله خيرا» وظل كذلك يقرأ وانا اصلح له القراءة حتى جاء موعد الخطبة فخطبت بالناس وصليت وذهبت إلى البيت ولي عادة انام بعد الظهر قليلا ولكن في هذا اليوم امتنع النوم عني وقلت في نفسي لماذا لا ينشأ في الكويت دار للقرآن والظروف مواتية والمبنى موجود والمقاعد موجودة وسوبرات موجودة والصفوف موجودة وكل الامكانيات متوافرة.

التقسيم
خلال هذه الفكرة قمت وقسمت المصحف على اعتبار حفظ كل يوم خمسة اسطر فيمكن لدارسيه ان يحفظوا خمسة اجزاء في السنة ويتم حفظ القرآن كاملا بست سنوات فتحددت المدة وكتب ذلك كله وفي صباح اليوم الثاني جاءني الشيخ عبدالرحمن الفارس وقلت له انني عندي فكرة فعرفها وقال: نعم الفكرة وانا في ذلك كنت مستشارا ثقافيا في الوزارة ولي بها مكتب يوم كانت عبارة عن «كبرة» في مجمع الوزارات الحالي.

انتظر
الشيخ عبدالرحمن الفارس عندما سمع المقترح مني قال: انتظر حتى يأتي الوكيل وكان الوكيل حينئذ عبدالرحمن المجحم اطال الله عمره فذهبنا اليه ولما دخلت عليه قلت له: انني اليوم ثائر قال: نعم الثورة وما عهدناك ثائرا قلت له ان القرآن ضائع في بلدكم وقال ماذا تريد؟ قلت انشاء دار للقرآن الكريم والظروف مواتية ولا عقبات تمنع من قيام دار للقرآن الكريم فتردد اولا وقال: انني اخاف ألا ينجح هذا المشروع ثم قال كم تعطي نجاحا لهذا المشروع بالمئة؟ قلت له انا لا اعطيه مئة بالمئة انا اعطيه الفا بالمئة لأننا لو حفظنا المؤذنين والائمة لكفا قال: امض بالفكرة وانشر الخبر بالصحف والإذاعة والتلفزيون.

الافتتاح
المبنى كان في شارع فلسطين ولما فتح بابه اقبل الناس بصورة منقطعة النظير ثم قال لي الشيخ عبدالرحمن المجحم ان المكان يتسع لـ 300 دارس المتقدم 700 ماذا نفعل؟ قلت اجعلها فترتين الاولى في الصباح وهي للأئمة والمؤذنين لأنها وقت فراغهم والثانية في المساء للراغبين في حفظ القرآن الكريم من الشعب وفعلا كان ذلك.

المسائية
لقد التحق في الفترة المسائية ضباط وجنود ودكاترة واذكر من الملتحقين المستشار احمد مباشر دخل يحفظ قصار السور وتخرج يحفظ القرآن كاملا وهو مستشار في وزارة العدل.

الاختيار
لقد اخترت لتدريس في دار القرآن وعاظ الوزارة كان منهم الشيخ حسن ايوب الله يرحمه وعطية صقر ورضيان البيالي وكان منهم الشيخ عبدالله النوري وكان يأتي ويدرس يوميا بدار القرآن الكريم ثم اصبحت لها سمعة طيبة في الكويت وغيرها.

الضيوف
اصبح لدار القرآن سمعة خارج الكويت عن طريق الضيوف الذين يأتون للوزارة فأول شيء يزورونه هو دار القرآن والاطلاع عليها وعلى يسر العمل بها وكيفية الدراسة بها وما المنهج الذي وضع لها؟ فكل وفد زائر يوضع له من ضمن برنامج الزيارة زيارة دار القرآن منارة القرآن الكريم.

المواد
جعلت دار القرآن حين بدايتها للقرآن حفظا وتجويدا وترتيلا ثم اضيفت لها مادة التفسير لكي يعرف الدارس عندما يحفظ معنى ما يحفظه من القرآن الكريم ومادة التجويد لتعينه على الترتيل واقبل الناس على ذلك.

الإعجاب
كان الضيوف عندما يمرون بين الفصول يعجبون ايما اعجاب ويطلبون مني المنهج لكي يطبقونه في بلادهم واذكر منهم الشيخ عبدالحليم محمود آخر شيوخ الازهر مر على الفصول وتأثر بتلاوة احد دارسيه وكانت تلاوته تبكي السامع وهو من بخارى ورأيت الدموع نزلت من عيون الشيخ عبدالحليم محمود وكان معه عميد اصول الدين بالقاهرة... اخذت سمعة طيبة.

الضواحي
جاءت الطلبات من جميع ضواحي الكويت يريدون فرعا في مناطقهم وقد ساعد على نشر فروع دور القرآن الدكتور يعقوب الغنيم وكان وكيلا لوزارة التربية وكان يقول لي: اختر اي مدرسة وانا اوقع لك عليها لاستعمالها في الفترة المسائية لتحفيظ القرآن الكريم وهو الذي ساعد في نشر تلك الفروع امد الله في عمره انتشرت دور القرآن في الضواحي الفحيحيل والجهراء والاماكن البعيدة وكان ذلك سنة 1971 يوم المولد النبوي.

النساء
اتصلت علي الشيخة لطيفة فهد السالم سنة 1977 وقالت انتم مهتمون بالرجال وتتركون النساء لماذا لم يكن دور لتحفيظ النساء؟ قلت اتصلي على الوزير وانا حاضر فاتصلت وكان الوزير في ذلك الوقت هو الشيخ يوسف الحجي امد الله في عمره قال ضع منهجا للنساء واختار لهن المكان فعلا ووضع لهن منهج مخفف عن الرجال واخترت مدرسة ام عطية الانصارية في الضاحية مقابل مسجد فاطمة لأنه اذا جاءت محاضرة ولم يتسع المكان يذهبن إلى المسجد وهذه هي الفكرة ثم انتشرت مراكز النساء بدأنا بمركز واحد وهي اليوم اربعون مركزا وانا كنت مديرا لدار القرآن الرجال والنساء.

المتخرج
فكرت بعد ذلك بأن المتخرج قد قضى فترة مع القرآن الكريم لما يلتحق بمرحلة اخرى فأنشأنا معهد الدراسات الاسلامية ليأخذ زاده من العلم بعدما حفظ القرآن فأنشأنا ذلك المعهد وكان التفسير والحديث والنحو وبعض المواد وكان سنة 1975 يتزود بالعلم بعد الاطمئنان عليه بالقرآن وكذلك انشأنا مركز دراسات للنساء بعد ست دراسات في دار القرآن تأخذ بعد ذلك مواد اخرى ونحن فكرنا بمعهد الدراسات بعد اربع سنين من انشاء دار القرآن.

البقاء
ظللت في دار القرآن وكنت في منتهى السرور والانشراح لأن ربي وفقني لهذا المشروع العظيم وقد استقدمت مدرسين من القاهرة لفن التجويد لا يقدر عليه كل الناس وانا اخترت من معهد القراءات من الازهر الشريف وقد الفوا كتبا لذلك ودار القرآن كانت اساسا لحلقات القرآن واساسا لاجراء مسابقات حفظ القرآن وبين الهيئات لتحفيظ القرآن والمسابقة الكبرى التي يرعاها صاحب السمو.

التحرير
طلب مني الوزير في سنة 1983 بأن أكون مدير تحرير مجلة الوعي الإسلامي وخلفني لدار القرآن السيد عبدالله الناجم وكان نشيطا وانا بقيت رئيس تحرير مجلة الوعي الاسلامي حتى الغزو.

البرنامج
كان عندي حديث الصباح في الاذاعة ومساء الخير يا كويت في البرنامج الثاني وكان عندي برنامج على الهواء مباشرة قبل صلاة الظهر وعبدالعزيز المنصور هو الذي اختارني في هذا البرنامج واردت الاعتذار لكنه قال لي البرنامج تتميز به اذاعة الكويت وارجو ان تستمر وبقيت به من العام 1981 حتى الغزو وهذا البرنامج يوميا والناس يستمعون به بشوق لأنني كنت انتهج منهج الوسطية في الاجابة واخاطبهم بأسلوب سهل وميسر وبأسلوب يرغبه الجميع وكذلك كنت اشارك في التلفزيون لبرامج الحج اعلم الحاج من وقت طلوعه من البيت حتى عودته كل اعمال الحج بالصوت والصورة والحمد لله كل هذه الاعمال جاءت بفترة الشباب كنت البي جميع النشاطات وانا مسرور، وفي السنة التي جئت بها اختاروني عضوا في لجنة الفتوى التي كان رئيسها عبدالله النوري وكانت الاجابات شفوية والمراجعون يأتون عندنا انا والشيخ عبدالله النوري والشيخ الاشقر والاجابة شفوية ليست كما هو اليوم نجلس يأتون الناس اما اليوم فهي منظمة، كنا نجلس وقت العصر بدار القرآن، ثم تم اختياري نائب رئيس الفتوى ثم اخيرا رئيسا لهيئة الفتوى.

الجمعة
كان معي جدول المساجد ضواحي الكويت اخطب بها وقد خطبت في فترة الغزو ولم اكن خطيبا، مسجد الدعيج الذي كان بجانب بيتي خطبت به حيث ان جميع الخطباء اتصلوا بي وقالوا ماذا نخطب قلت خطبة عادية لأن التعرض للأزمة يضر ولا يفيد وفعلا التزموا ثم ذهبت انا لأصلي فلم اجد الامام فسألت المؤذن فقال الامام في المستشفى يجري عملية، قلت ماذا سوف غدا قال نصلي الجمعة ظهرا قلت عيبا ان اكون موجودا وانتم تصلون الجمعة ظهرا فقمت وخطبت الجمعة وكانت الخطبة الأولى الأمل في فرج الله اما الخطبة الثانية فرأيت كويتيين مسنين الدموع تتقاطر من عيونهم وقلت سوف تعود الكويت حرة ابية ثم نصحوني بألا اعرض نفسي للخطر والجمعة التي بعدها كانت بعنوان لا تقنطوا من رحمة الله.

مصر
لقد جلست معظم الازمة في الكويت ثم خرجت بعد ثلاثة اشهر قالت زوجتي التي توفيت بالكويت نموت ونحيا في الكويت لكنني سمعت في اذاعة مونت كارلو ان هناك مجاعة سوف تأتي اذا اغلقت حدود الاردن فقلت لا استطيع على هذه المجاعة فخرجت الى مصر ولما سافرت اتصل بي الاستاذ خليل ابراهيم متولي اذاعة الكويت في القاهرة لأنها تذاع منها قال ان الكويتيين يريدون ان يسمعوا صوتك مرة ثانية قلت انا حاضر لكن ليس عندي سيارة اتي بها إلى القاهرة لأسجل قال: سوف اسجل لك وانت في بيتك ونحن نذيع فعلا كنت اجلس الساعة الثامنة صباحا في بيتي وهو يتصل بي واسجل الحلقة وقد سمعها اهل الكويت فلقد قالوا لي بعد التحرير انهم بكوا يوم سمعوا صوتي وانا اقول يا أم الشهيد لا تحزني فإن ابنك في الجنة وابن الشهيد لا تحزن فوالدك بالجنة.
وعند التحرير احسست بفرحة الكويت اكثر من فرحة يوم العبور انا جالس في بيتي واسمع الزغاريط في البيوت وجاء الناس يهنئوني بتحرير الكويت فكانت فرحة لا نطير لها لأن الله سبحانه قال «قد خاب من افترى» وهم الغزاة ربنا انتقم منهم.

العودة
الاخ خليل ابراهيم الذي كان يسجل لي حلقات برنامجي من القاهرة الذي كان يبث ابان الغزو قال انا سوف اسافر لكي انظم الاذاعة داخل الكويت قال لي ماذا يلزمك؟ قلت حاجتين قال ما هي: قلت كل الذي سجلته طوال الشهرين لا تحسب علي مالا واجرا قال لماذا؟ قلت: انا ياما اخذت من اذاعة الكويت من البرامج واستفدت من اذاعة الكويت ومن اللقاءات والتلفزيون والاذاعة واخذت مكافآت والوضع اليوم تغير انتم اليوم ضيوفنا ولا يجوز للمرء ان يأخذ من ضيفه واذكر انه قال: انت عملة نادرة وقلت اذا سجلت لي مكافآت فلن اخذها وسوف ترد امانات.
جئت للكويت في اول دفعة وصلت للكويت واستأنفت عملي.

العمر
عند انشاء مركز النساء قال لي الشيخ يوسف الحجي اعمل لهم منهج قلت سوف يكون مخفف عن الرجال وقد طبعنا استمارة فيها بيانات الملتحق وقمت انا بإلغاء العمر من استمارة النساء قال لي الشيخ يوسف الحجي لماذا ازلت العمر من استمارة النساء قلت نحن نريد ان نعلمهم الصدق ولن يصدقن معنا عندما نسألهم عن العمر فضحك الشيخ يوسف الحجي حفظه الله.

الالتقاء
عندما ذهبنا نهنئ الامير حفظه الله بشهر رمضان وكنا مجموعة من وزارة الاوقاف وخبراء الموسوعة الفقهية واعضاء لجنة الفتوى والدكتور خالد المذكور قبل الالتقاء مع امير البلاد سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر قال لي ان الكلمة عليك فقلت له انت كويتيا فقلها قال انت استاذي وعندما دخلنا رحب صاحب السمو بنا وقد اذن الظهر فصلينا ثم القيت الكلمة ودعوت له في هذه الكلمة ثم قال صاحب السمو حفظه الله ان دعاء الشيخ شرح صدري.

الإعداد
برامج الاذاعة التي كانت على الهواء ليس لها اعداد لأنه متجدد على السؤال اما البرامج الاخرى كنت اعدها في الليل وهي موسمية كرمضان والحج والمناسبات الوطنية وكذلك صباح الخير يا كويت ومساء الخير يا كويت في البرنامج الثاني ونور وبيان.

البداية
بالأول كان قرآن صرف اما المواد الاخرى فدخلت في معهد الدراسات بعد سنوات من دار القرآن وانا استقدمت من العلماء والمشايخ لأجل دار القرآن الشيخ محمد يونس وله برنامج في اذاعة القرآن والشيخ رؤوف سالم صاحب كتاب التجويد والشيخ محمد منظور هؤلاء الثلاثة الذين اتيت بهم للمرة الاولى وقد عملوا مؤلفا في فن التجويد «الفريد في فن التجويد» ومازال يدرس إلى الآن والناس مقبلون على علم التجويد إلى اليوم وخصوصا الناس.

فتوى
الفتاوى كانت كافة لأجل خدمة الناس في الاذاعة والتلفزيون حتى في بيت فتلفوني الخاص معروف للجميع يتصلون بي إلى ساعة الحادية عشر... وقد شعرت ان سمعي قد ضعف فذهبت إلى مستشفى الصباح وعند الدكتور عبدالله العلي اكرمه الله علم وادب وتواضع بعدما كشف قال ان كثرت الذبذبات تؤثر على العصب قلت له ان هذه رسالتي ولا استطيع تركها قال: اجعل الوزارة تأتي بهاتف بسماعة وفعلا تم تجهيز لي هذا النوع من الجهاز ولا يزال على مكتبي بعد ذلك عملت سماعة لأجل سماع اعضاء الفتوى عندما يدور على الحديث والنقاش على امر المسائل والاستفسارات بين اعضاء اللجنة.

الحج
اول سنة حججت 1967 وهي سنة النكسة في مصر وقد ذهبت على حسابي الخاص والتحقت بمطوف في مكة وقد حججت عندما انتهى عملي في الكويت فقد قلت في نفسي قد لا يتيسر لي الحج في مصر اما العمرة فكانت سنة 1995 لأنني ذهبت إلى مستشفى المغربي في جدة لأجل الفحص على عيوني وكان معي ابني محمد.

الكتاب
لقد حفظت القرآن كله ثلاثين جزءا وانا حفظت عند الشيخ حسن فراج وهو اول شيخ لي ومن الكتاب وهم منتشرون في القرى ويبدأ عملهم الصبح حتى اذان العصر يكتبون باللوح والخشب وهناك عريف مساعد الشيخ نحفظ عنده ونصحح عند الشيخ ونحفظ الجديد وعند بلوغي سن العاشرة اتممت حفظ القرآن بعد ذلك ذهبت إلى المكتب الراقي وهو غير موجود اليوم ندرس فيه الحساب والإملاء والخط فالكتاب ليس عنده دراسة بعد ذلك كان الالتحاق بالازهر... وانا بعد وفاة والدي رعاني عم والدي لأن والدي ليس له اخوان... فتولى رعايتي عم والدي رحمه الله واسرتنا هي يوسف مناع اما عائلة والدتي فهي البدر وهو اهل علم... واسرتنا منتشرة في قريتنا واصلها من الصعيد الجد الثالث وقد كان لي جد عالم وصالح بنى مسجدا ودفن فيه اسمه حسن مناع وقد اسموني على اسمه حسن مناع واليوم احفادي فهيم حسن مناع وكذلك اخواني اسموا حسن مناع ونحن في الصعيد في قنا، مركز دشنة لأنني انا عندما ذهبت مدرسا بسوهاج الطلبة فرحوا بي على اساس انني صعيدي والتفوا علي لأنني صعيدي وعرفت ان عائلة مناع بمركز دشنة تبع محافظة قنا، واجدادنا رحلوا إلى مصر وانقطعت الصلة.

الزواج
زواجي كان سنة 1948 وهي وحدة الله يرحمها وهي بنت خالي ومكثت معها اربعة وخمسين عاما وقد رزقني الله منها بمراد طبيب ومحمد مهندس وبنتين واحدة توفت والاخرى عندنا في الكويت وانا عملت وصية وصيت اولادي بتقوى الله والتكاتف ثم وصيتهم بأمهم ومن ضمن الوصية قلت اذا جاء الاجل فادفنوني بالكويت بأرض احببتها واحبني اهلها فقالت زوجتي وأنا كذلك فقلت اطمئني فالنساء اكثر عمرا من الرجال، فقالت لي انا اتمنى ان اموت قبلك لأنك انفع للأولاد مني وقد توفيت سنة 2002 ودفنت في الكويت وكان معظم المتبعين من الكويتيين.

التأليف
عندما كنت في المعهد الديني كان لي مؤلف في النحو وعندما جئت للجنة الفتوى صنفت كتابا اسمه فتاوى وتوجيهات وطبع منه خمس الاف ونفدت النسخ... وسنة 1981 اوفدتني الوزارة لمعرض كان في البحرين واذكر ان الوزير البحريني قال لي انني اضع المذياع على الكويت لكي اسمعك... والقيت محاضرة على مجموعة من النساء عن طريق الميكروفون واجبت عن كثير من الاسئلة والاستفسارات وكذلك خطبت الجمعة في اكبر مسجد في البحرين وكانت رحلة موفقة... انا ادركت ثمانية عشر وزيرا وكان اول واحد كان عبدالله مشاري الروضان ثم خالد الجسار ثم راشد الفرحان ثم المفرج إلى غاية اليوم وكل من قابلته منهم يعانقني.

الوعي
مجلة الوعي الاسلامي ادخلت بها باب الفتاوى ووسعت دائرة الاتصال بكبار الكتاب في العالم والمشاهير في العالم الاسلامي.



الفارس

سبب معرفتي بالشيخ عبدالرحمن الفارس رحمه الله انه عندما جئنا في اول سنة كنا اثني عشر مدرسا وقال لنا يامشايخ تكرموا وساعدونا في الوزارة لاننا ليس عندنا وعاظ وقال كلمة: تطوعا لله تعالى قال المدرسون نحن عندنا تصحيح ومراجعة كراسات كأنها الجبال وتحضير دروس واعتذروا فقلت انت تقول انها لله انا سوف اتي لكن ليس عندي سيارة فهذه اول سنة اتي بها للكويت فقال اطمئن سوف تأتيك سيارة وتأخذك وتذهب بك للمكان الذي تريد وعملت طوال شهر رمضان كل يوم في مسجد موظعة ثم كلفني ان اخطب في مسجد الشبرة الذي في الشويخ خطبة الجمعة ثم انتهت سنة والسائق يأتيني بالميعاد واذهب معه وفي اخر السنة جاءني الشيخ عبدالرحمن الفارس ومعه كيس صغير فيه علبة فيها ساعة وجواب شكر مكتوب بماء الذهب تساوي الالاف بعد ذلك عندما انتهت السنة قال سوف تستمر قلت نعم واستمررت اربع سنوات وعندما اعطاني الشيخ جواب الشكر قالوا ماذا اعطاك قلت شيكا وقد خطفه مني احدهم وعندما رآه جواب شكر قال من اي بنك سوف تصرفه فقلت سوف اصرفه من بنك ربنا وبقيت اربع سنين وانا متطوع وانا كلي يقين ان الله سوف يكرمني اما في صحتي او في اولادي ففضل الله كثير وايماني كان هكذا وهذا الذي جعل الوزير الروضان يكتب اسمي بيده ويقول لعبدالرحمن الفارس ات بحسن مناع اول واحد وبعده ات بأربعة وعاظ.

الترحيب
انني نرحب بكم وبجريدتكم «الراي» وانا من المعجبين بها لانها تنتهج التوسط طريقا لها وتتلقى الاخبار الصحيحة ولها عند الناس القبول وارجو لمسيرتها السداد وخدمة القراء.

الثقافي
اسندت إلى مستشار ثقافي عندما كانت الوزارة «كبرة» وكان لي بها مكتب وهي موقعها في مجمع الوزارات الحالي. الفارس فقيدنا الغالي الشيخ عبدالرحمن الفارس، توالى نعيك في الجرائد اليومية من يوم وفاتك، اعترافا بفضلك ووفاء لك، ولأنك صديق عمري ورفيق حياتي أكثر من أربعين عاما، كان لفراقك لوعة ولموتك حرقة عصرت قلبي بالاسى والألم والحسرة والمعاناة، فاسرعت إلى المسجل استمع إلى تلاوة القرآن الكريم، ومن فضل الله اسعفتني آية كريمة «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون»، فزادتني ايمانا بقضاء الله وقدره، ويقينا بان العبد وما ملكت يداه لمولاه، ان شاء ابقاه وان شاء استرده، فسبحان من له الدوام.

ان فقيدنا الغالي وهو فرع من شجرة مباركة، ومن سلالة اسرة توراثت العلم والايمان، والتقوى والصالح من قديم الزمن، نشأ في هذا الجو الطهور بتلقي العلم وبحفظ القرآن بكل حب وإيمان حتى تخرج من الازهر الشريف، وعاد إلى الكويت عالما كويتيا تعتز به الكويت وبأمثاله من العلماء.
عرفته حين جئت إلى الكويت عام 1963 مبعوثا من الازهر إلى المعهد الديني في الكويت، ولما انتهت مدة الاعارة جاءني في طنطا مقر اقامتي في مصر، وتعاقد معي للعمل في وزارة الاوقاف في الكويت، وكنت كل يوم اكتشف فيه خلقا طيبا وسلوكا اسلاميا مباركا، وفي عام 1970 قدمت مشروع انشاء دار القرآن الكريم، فوقف بجانبي حتى نجح المشروع نجاحا غير مسبوق، ويوم افتتاح اول دار للقرآن الكريم سمعته يكبر ثم سال دمعه تعبيرا منه بفرحته.

اما خدماته وهو مدير للمساجد ثم وهو وكيل مساعد فانها تستعصي على الحصر، ما رأيته يوما عابس الوجه، وكانت بسمته مشرقة تنير القلوب، واثنى عليه ضيوف الوزارة من كبار علماء المسلمين، ومن فضل الله على فقيدنا الغالي ان سيرته ستبقى عطرة لا يحول عطرها ولا يزول مدى الحياة.

أكبرت فيه قوة الايمان يوم الغزو الاجرامي، كان المواطنون والوافدون في انزعاج شديد، ولكن رحمة الله عليه وجدته مطمئنا واثقا من نصر الله، ومن خلال اصوات المدافع وازيز الطائرات المغيرة والحرائق الموقدة في كل مكان، كان يردد الآية الكريمة «وقد خاب من افترى»، ثم يقول: «ستعود الكويت حرة ابية، ما دامت دعوة المظلوم تفتح لها ابواب السماء ويقول الله لانصرنك ولو بعد حين».

يومها قال: «يا أبا مراد، انهم ليسوا اقوى من اصحاب الفيل»، ثم قال: «ان خط الطغيان دائما خاسر، وانه على الباغي تدور الدوائر»، ولما جاء التحرير قال: «ان من اسباب النصر التحام الشعب حول قيادته، فلم يقبلوا التهديد ولا الترغيب، واسعاف الكويت للمنكوبين في كل مكان جعلهم اهلا للنصر، واخيرا بركة القرآن الكريم عجلت فرج الله ونصره العظيم».
رحمك الله يا اخي عبدالرحمن بقدر ما قدمت في دنيا الناس من خير وفضل، وبقدر ما قدمت من خدمات للاسلام والمسلمين.

يا رب ارحمه رحمة واسعة، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، واجعله خير رفيق للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
يارب الهم اهله واصحابه ومحبيه الصبر الجميل، وتقبل دعاءهم واسكنه فسيح جناتك، وانا لله وإنا اليه راجعون.


.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ


التعديل الأخير تم بواسطة الأديب ; 06-03-2009 الساعة 03:06 AM.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-03-2009, 12:52 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

(جريدة القبس)

والده جاء من سوريا عام 1958
مليك ملكيان: الكويت احتضنت الأرمن في أقسى ظروفهم


• اللؤلؤ الطبيعي

أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف أن نشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجالهومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان ليستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم..



• يعرض بروازا من الألماس



في مستهل لقائنا مع مليك ملكيان ستيان (ابو يعقوب) قال:
الكويت احتضنت الجالية الارمنية في اقسى ظروفها، والجالية قدرت ذلك وبادلتها الاحترام واحبت شعبها واقول لكل ارمني ان من يحب شيئا يحب لقاءه ووصله، ونحن باقون في الكويت، وكيف يثقل على المحب ان يسافر من وطنه الى مستقر محبوبه ليتنعم بمشاهدته، ومازلنا وسنبقى مواظبين على طاعة قوانين البلد ومحبتنا لارضه.

اضاف مليك: اول يوم دخولي الكويت قبل 47 سنة وكان في 1961/1/24 عندما ختم في جوازي قال عبداللطيف الثويني للموظفين: هذا ارمني لا يحتاج الى كفيل ولا ضمان هؤلاء الارمن اناس لهم مكانة عندنا.

وقال: انا اصولي من تركيا من كيلكيا، وهناك ارمن تابعون لارمينيا، الارمن اهل السلام، دخلنا سوريا ولبنان منذ سنوات طويلة وصلنا حتى اميركا رغم الهجرات والمصاعب الا اننا حافظنا على هويتنا، وقد وصلنا الى موقع في تركيا انهم اذا ارادوا ان يقسموا اقسموا بحياة الارمني رغم طرد السلطات التركية لهم، ارادوا ان يضيعونا والهجرات الارمنية معروفة ومدونة في التاريخ، ولكن ارادة الله فوقهم.

يتحدث ملكيان وكله ألم وحسرة قائلا: عائلتنا هاجرت عام 1915. والدي كان عمره 3 سنوات ووالدتي عمرها 7 سنوات، مشيا 52 كيلومترا سيرا على الاقدام الى الاراضي السورية، فنحن أصحاب مزارع الزيتون ومعاصر زيت.

وقال: دخل والدي الكويت عام 1958، حيث انه بعد فشل مشروع وحدة سوريا مع مصر ضعف العمل هناك، فغادر سوريا وعمل مع الأرمن في مدينة الاحمدي.

السكن في شارع الجهراء
وقال: سكنت شارع الجهراء الاسم القديم لشارع فهد السالم وكان يمتد من ساحة الصفاة الى دروازة الجهراء، بالقرب من مدرسة عائشة ومعرض اشرف للكاميرات. ومعرض بيبلوس، وفندق كارلتون، عرفت بعد ذلك ان الكويت متقدمة ولها علاقات مع العالم من خلال هذه الاسماء والماركات العالمية، كان ايجار سكننا 12 روبية، والماء يصلنا عن طريق المهارى بواسطة دراجات بخارية من 3 عجلات خلفها صهريج صغير يسمى «درام» كان يفرغ المهري الماء في بركة صغيرة، ثم تطورت الوسائل الى سيارات تنكر، حتى مجاري الحمامات تسحب بالتناكر، وأتذكر تنكر الماء سعة 1000 غالون، وخلفه مضخة خاصة به تمتص وتفرغ الماء.

خسارة ومغادرة
وتحدث عن بداية عمله في الكويت، فقال انه كان مع كريكور في سوق التجار في بيع الذهب، ولم يدفع له صائغ الذهب الذي كان يحوله الى الحلي للزينة او من كان يقوم بشراء الذهب على حسابه ويعرضه على الصائغ لصياغته وصهره، خسر كريكور فترك الكويت.

قال: عملت بعد ذلك في محل للذهب في الفحيحيل، تعلمت صياغته، ومن ثم عملت عند يوسف الطرزي وسعيد سبيته، وهما من تجار الذهب، تعلمت الكثير وعرفت كيفية التعامل به، ثم اشتريت محلا خاصا، عملت فيه لنفسي، بدأت أتعامل مع عبدالرسول الأربش في اللؤلؤ، وربك سبحانه الرزاق قال خذ يا مليك. أعطاني ورزقني من حيث لا أشعر، اشتريت من أوروبا الذهب الصافي والمصوغ، وبدأت أتعامل مع ايران والمملكة العربية السعودية، وفي القديم لا جمارك على الذهب، وبعد فرض 4% توجه التجار الى دولة الامارات.

واضاف: يعتبر الصائغ الكويتي متميزا عن غيره في البلدان الاخرى، لأنه يبدأ بتذويب السبيكة الى سحبها ثم تشكيلها، هناك صائغ مبدع في النقوش، وآخر في صياغة باختراع التصميم. وأنا الآن اعتبر من تجار الذهب أقول كلمتين: الكويت مفتاح الخليج وعبدالرسول الاربش هو ملك اللؤلؤ، وبدأنا بشراء كيلوغرام واحد بـ400 دينار اليوم وفي عام 2008 بـ8000 دينار.

قال: مازالت التشكيلة من الحلي الكويتية القديمة مرغوبة ومطلوبة وهي: القبقب والخواتم والمضاعد، والتلول، والحيول، والمزنط، والكف، والهامة، والقرذاله، والراس، والرقبة، والخزامة للأنف، وقديما يقوم الصائغ بصناعة بناء على طلب العميل، ولا يصنع ويعرضه في محله.

الدر.. اللؤلؤ
وذكر اللؤلؤ الخليجي الطبيعي فقال: لا يقدر بثمن، جوهرة نادرة، حجر كريم ويقال عنه بأنه حجر شريف، ويعتبر اللؤلؤ من أجل الاحجار قيمة وقدرا ونفعا وحلية تلبس، اللؤلؤ الكويتي لا يعرفه إلا صاحبه، وله زبائن من الطبقة المثقفة، وبالرغم من وجود الصناعي أو ما يسمى بالتقليدي فانه يبقى الطبيعي على عنق المرأة يضيء من حولها.

اضاف: نقاش دار بين (أديسون) مخترع المصباح الكهربائي وبين (ميكوموتي) مخترع اللؤلؤ الصناعي قال له ميكوتي: «أنت أضأت العالم، وأنا أضأت أعناق النساء».

وأما الدر فهو النوع الكبير من اللؤلؤ والصغير هو اللؤلؤ، وهذه الجوهرة الثمينة تباع بالتولة تساوي 11,65 غراما، وبالمثقال يساوي خمسة غرامات.


حبات نادرة من الدرر واللؤلؤ

الثقة عمياء
وتحدث مليك عن المعاملة التي كانت أيام زمان بين البائع والمشتري فقال: كنا نثق بالمرأة الكويتية ونطمئن لها، والقلب كان يميل الى تلك الثقة وتزداد بيننا وتعظم المحبة، كانت تأتي ببرقعها إنها أم حسين أو أم خالد أو أم علي، تأخذ ما تريد وبعد أيام تدفع المبلغ، هذه الصفات الحسنة والحميدة ولا شك أن الثقة هنا عمياء.. وما زالت.
بعضهن يأخذن ونحن في طمأنينة ومستودع أسرار، لأن البيع أمانة والشراء أمانة، والصدق من صفات الأمهات.

وقال: وللأسف بعد الغزو الصدامي انعدمت الثقة، والنفسيات تغيرت، والزلات ظهرت، ولله الحمد كل من معدنه طيب لا يتغير، ومازلنا مع الاخوات المحشمات الصادقات، والمداومات على الاخاء ومن 47 سنة وجودي في الكويت تعايشت مع الأخلاق الحميدة، والأيدي الكريمة والنظرة الشريفة.

وقال مليك: أول أرمني دخل الكويت كان عام1940 من بيت «ملكون» الذين قدموا من البصرة الجالية الارمنية مشهورة بصيانة السيارات، والمقاولات. تجمعهم في الكنيسة منذ عام 1959 بالسالمية، ولنا مدرسة صغيرة تجمعنا كل جمعة بدل الأحد نتماشى مع قوانين البلد بالعطل الرسمية، والآن نريد أن نجمع مليون دينار لشراء أرض خاصة لكنيسة لأننا من الأرثوزكس وعددنا في الكويت تقريبا اكثر من 6000 أرمني أكثرهم هاجروا من لبنان وسوريا والاردن وايران والمدة الأخيرة من أميركا وفرنسا.

سوق الذهب
وتذكر كل ما قيل له عن سوق الذهب الذي كان يسمى قديما بـ«سوق الصاغة» (مفردها الصايغ) وهو من يحترف صياغة الذهب، اي صناع الحلي الذهبية، كان سوقهم بالقرب من البنك المركزي، وبالاضافة إلى عملهم قال مليك: كان الصاغة يقومون بصياغة مقابض السيوف الذهبية والفضية والهدايا، والدلال الذهبية والفضية، وهناك سوق آخر لهم شرقي سوق التجار.

وقال: قديما كان جميع الصاغة من الكويتيين، ولكن عددا منهم من الصابئة العراقيين، وكانت لهم شهرة عالية وثقة كبيرة أثناء فترة عملهم التي امتدت الى نهاية الستينات تقريبا، وعاد معظمهم الى بلادهم.

اضاف: أتذكر كلمات لها علاقة بالذهب أو الفضة أو غيرهما وهي:
شاخ: هو الفضة.
مشخص: هو الذهب.
ماو: المطلي بماء الذهب.
راكول: معدن رخيص يطلى بلون الذهب.
ورشو: معدن يستخدم في صك العملة.
حيسه: خاتم فضي له رأس مفلطح على شكل قلب.
مينة: محبس ذهبي أو فضي من الخواتم.
الخنصر: الإصبع الذي يوضع به خاتم اسمه خنصر.
البنصر: يوضع به خاتم اسمه خاتم.
الوسطى: توضع به عدة خواتم اسمها مرمى.
السبابة: يوضع به خاتم اسمه شاهد.
الإبهام: يوضع به خاتم اسمه فتخة.
وأما الهدايا والمنح التي كانت تقدم في المناسبات من الذهب، فهي:
بشارة: هدية المبشر.
نحالة: هدية للمولود.
صباحة: هدية العروس.
عطية: الهبة والهدية.
نيرة: ليرة ذهبية.
نيرة حميدية: ضربت في عهد عبدالحميد الثاني 1842.
نيرة رشادية: ليرة ذهبية ضربت في عهد السلطان محمد رشاد 1918.

الجسم السليم
وفي الختام.. تحدث عن المطبخ الكويتي الذي يعد من أفضل المطابخ والموائد، ربة البيت (الأم ــ الزوجة) تقدم الغداء الكامل الذي يبني الجسم السليم، ومازال هذا المطبخ محافظا على تراثه، وهذه ربة البيت عاشقة للطبخ وتقدم فنونها وخبراتها وتاريخ الأمهات والجدات.

قال: هذا مجبوس ماش باللحم، والهريس
والجريش المتهنة، والمدكوك والكبوط ، مرق يخني بالطاسة وعيش مشخول، ومطبق هامور والزبيدي، والخثرة، وجباب الربيان، ولا أنسى طرشي الطماط والباذنجان، وسر الخاتون، وبيض القطا، وبر الوالدين والعصيدة.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-03-2009, 02:20 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

مجهود طيب وتشكر عليه .. متابع لك من أول مشاركة لك بالموضوع وسوف نتابع البقية أيضاً إن شاء الله ..
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-03-2009, 02:36 AM
الصورة الرمزية سعدون باشا
سعدون باشا سعدون باشا غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 788
افتراضي

أخط هذه الكلمات وأنا على أتم الثقة بأن التعبير سوف يخونني

وهنا أحاول فقط أن أرسم كلمة ( شكرا ) لعلها تعبر عن بعض الشكر الذي أكنه
لأخي الغالي الأديب عطائه الجميل في هذه الواحة المخضلة بكتاباته المتميزة ومتابعته المتفانية في سبيل واحة أكثر أناقة.

كنت أحاول أن أعقب على واحد من المواضيع التي يدأب على تنسيقها الأديب السامق فوجدتني سادرا في اختياري لا أدري بأيها أبدأ

فأحببت أن أكون هنا لكي أقول لك أيها الأديب المتألق
زدني تألقا
وشكرا لك من أعماق قلبي
__________________
<img src=http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/127526942620100531.jpg border=0 alt= />
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14-03-2009, 03:31 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

| إعداد : سعود الديحاني - جريدة الرأي :

ضيفنا اليوم ولد في أرض فلســـطين فمشى في سهولها وهضــــابها ودرس عند احد معلميها ثم شد رحاله إلى حيـــفا حيث عمل وهو في مرحلة الصبا بائعا علــــى احدى نواصــي شوارعها ثم تغلبت به جنبات الحياة حتى اصبح مزارعا في غور الاردن بعد ذلك هاجـــر إلى الكويت قبل هدم سورها فأدرك وعاصــر الماضي والمستقبل يحدثنا عن عمله في الكويت في دائرة الصحة ثم في عمله الخاص كما يتطرق معنا إلى عمله حدادا مع احد المقاولين فلنترك له الحديث. أنا من فلسطين من طولكرم، وانا عتيل وهو بلد زراعي على المطر وابار تحفر، وأكثر الاوقات نشرب من المطر ثم أخذ الناس بعمل الآبار في بيوتها كل سنة تنظف ثم تملأ من ماء المطر، اما انواع الزراعة فهي من جميع الأنواع (ذرة، وقمح، وبطيخ، وشمام، وشعير، وباميا)، والوالد كان فلاحا وهو يقرأ ويكتب، ولكن الفلاحين يدخرون من مزروعاتهم والزائد يباع لكن بعد ماجاء اليهود تغير الوضع عليهم وصار هناك ضيق على الفلاحين... أما حياتي العلمية فلقد درست عند الشيخ عبدالرحمن أبو غزة وقت الصباح إلى وقت العصر ندرس عنده القرآن والحساب واللغة العربية، نحن ابناء القرية ثم تحولنا إلى المدرسة الحكومية وهي للأولاد، ولكن عند وصولي للصف الثاني تركت المدرسة أنا وبعض الاصدقاء وذهبنا إلى حيفا لكي نعمل ونشتغل وقد لحقني الوالد وعاقبني لكن استمررت بالعمل، وكانت حيفا على البحر منطقة جميلة وكنا ثلاثة شباب وأخذنا نعمل قهوة سادة وقهوة حلوة نقف على ناصية الشارع ونبيع هذه القهوة وكنا نضعها في برادات والفنجان كانت قيمته قرش وقرشان وقد سكنا في احد الفنادق ثم انتقلنا عند جماعتنا المقيمين في حيفا والمدة التي امضيتها في حيفا كانت سنتين ثم صارت المعارك مع اليهود أيام علي الجسار كان قائدا للثورة الاسلامية في حيفا حينها رجعت إلى بلدي في عتيل في طولكرم.
الحلاق
جاء في خاطري ان اتعلم الحلاقة فأنا لا استطيع ان اعمل في الفلاحة او اي عمل آخر تعلمت عند واحد في بلدنا لكن لم استمر في هذه المهنة بعد 1948 تغيرت الاحوال وصارت سيئة لكثرة اللاجئين من عكا وحيفا ويافا فأخذت الناس في بلدنا والقرى المجاورة تسكن هؤلاء اللاجئين ويوسعون عليهم،،، وقد وزعنا الاراضي الزراعية على هؤلاء اللاجئين بعد ذلك قال الوالد وبعض الجماعة ما ترون نريد ان نذهب نعمل بالفلاحة في غور الاردن وفعلا جربنا انا وبعض نسائبنا متزوجين بنات خالاتي وقد جاء اناس من نابلس وقالوا نريد ان نشارككم فوافقنا والغور في شرق الاردن اسمه غور اليابس وغور المشارع وكنا نأخذ الاراضي من اصحابها وكنا نأخذها بالخمس والربع على حسب الاتفاق اما الماء فكان من نهر الاردن وفيه ماء من المشارع من النبع التي عمل لها خزانات... وقد زرعناها من جميع أنواع المزروعات على طول السنة وكنا نبيع في اربد وعمان وبيروت والشام، فتارة نذهب إلى هناك والسكن بالاغوار القرى المحيطة بها، وقد مكثت سنة 1949 و1951 و1952، وبعد ذلك رجعت إلى بلدي لانه اصابني مرض الكوليرا وقد تعالجت في طولكرم بعد ذلك حكيت لابن عمي لكي نذهب للكويت حيث ان اناسا من جماعتنا سبقونا وعملوا في النفط، وقد ذهبنا إلى نابلس لكي نعمل جوازات ولم نخبر اهلنا وبعد ذلك ذهبنا إلى عمان لكي نتسلم الجوازات واخبرنا اهلنا وطلعنا إلى عمان ثم العراق لكن لم نجد سيارات الا سيارة اشترط صاحبها ان نقول اننا مساعدون معه لان شرطة العراق تمنعه، إلا بهذه الطريقة وصلنا بغداد ثم البصرة وفيها عملنا فيزا بعشرة دنانير وبعد ذلك ركبنا بوكس بأجرة خمسة دنانير بعد ذلك انطلقنا ووصلنا إلى ساحة الصفاة، وأقمنا في الفندق ليوم واحد «المباركية»، وفي الصباح ذهبنا إلى «كي ؤس» وكان ذلك في سنة 1952 ووصلنا قبل صلاة الظهر وجلسنا في الاحمدي اربعة أيام عند جماعتنا ثم قالوا لنا ان هناك مكتبا لشركة انكليزية في الكويت تعمل في البناء وقد عملت معهم في مدرسة الصديق ومطبخ عنزة وقد سجلت حدادا في الهالة واعطوني في اليوم عشرين روبية وروبيتين بدل سكن والسكن في المرقاب بالقرب من مسجد عبدالله المبارك ومعي اولاد بلدنا واولاد عمتي ومحمد ربيع جماعة من بلدنا وعملنا من الصباح إلى الظهر ثم نستريح ونعود والمقاول كان انكليزيا وواصلت العمل معهم حتى انجزنا مدرسة الصديق ثم رجعت إلى بلدي والطائرة نقلتني من الكويت إلى مطار قلنديا في فلسطين بالقرب من القدس والمسافة كانت 5 ساعات وقد كان سفري سنة 1954 وتزوجت بعد ثلاثة شهور رجعت وعملت بقسم الطرق بالأشغال وهو بحاجة إلى عمال واليومية زينة «مليحة» وقد عملنا طريق الكويت والفحيحيل، وطريق مبارك الكبير، وقد عملت لنا الشركة سكنا في منتصف الطريق «عشيش» وانا مازلت حدادا مع هذه الشركة والمسؤول عنا فلسطيني وقد ذهبت بعد ذلك للجوازات ووضعت اقامة وكان المسؤول من بيت الرفاعي ومكثت بالاشغال إلى سنة 1957.
العمل
بدى لي فكرة ان اسس محلا لكي الملابس لكن قال أحد الاصدقاء لماذا هذه الفكرة؟ اذهب وسجل في وزارة الصحة وذهبت وسجلت في المستشفى الاميري وكان المسؤول من بيت البرجس قابلته وقال اتريد هذا العمل قلت نعم واذا كان عندك عمل بديل وافضل منه لا أمانع اشتغلت وتعلمت هذه المهنة حيث ذهبت إلى سكن الموظفين للمستشفى واصبحت مسؤولا عن قسم الغسيل وكان المعاش شهريا بمقدار 400 روبية والعمل من الصباح الباكر حتى وقت العصر اما السكن فكان في منطقة المرقاب وقد استقدمت زوجتي سنة 1958، لكن بعد قدوم زوجتي انتقل السكن إلى منطقة الشرق في بيت عربي ملك الغانم وقد استمررت مسؤولا عن الغسيل في دائرة الصحة ثم تحولنا إلى منطقة الجيوان حيث كان لنا قسم في هذه المنطقة لان الوزارة اتت بمعدات واجهزة جديدة وتطورت وزارة الصحة في هذا الوقت
الفروانية
وقد انتقل سكني في هذه الفترة اي سنة 1961 إلى الفروانية بالقرب من الحفرة كان من جيراننا ام عامر طبيبة شعبية في غاية الطيبة والاخلاق الجيدة الحسنة والبيت كان عبارة عن حوش عربي والايجار قيمته عشرة دنانير واتيت بنجار من بلدنا وعملنا في هذا الحوش مطبخا وبه غرفة كبيرة واخرى صغيرة... ومن جيراننا الذي اذكرهم بيت الدويلة.
الصباح
انتقل عملي في مستشفى الصباح في قسم النظافة الخاص بالملابس وظللت به حتى عام 1976 وفي هذا العام جاء رجل فلسطيني واخذ يقنعني ان اشتري سيارة نساف وهو يسكن بالقرب منا وبعد مرار وتكرار اقنعني واشتريت نسافا وقد قلت له ان ايجارك 150 دينارا وبعدما نخلص اقساط النساف يكون النصف بالنصف ولم اقصر معه لانني دفعت مقدما للبابطين 3000 دينار وهو يدفع الاقساط وانا ما زلت بالصحة قلت له واولادك لا تسأل عنهم كل ما آتي به لبيتي سوف آتي به لهم وكان لتر الديزل بفلسين واخذ يضع بدينار ودينارين بعد ذلك سألت جماعته فقالوا يعمل في الشركة الفلانية بعد ذلك اخذ النساف وانا والحمد الله فلوسي ادفع عنها زكاة واخذت اعمل عليه بعد دوامي في الصحة، الصبح في الصحة والعصر اعمل على النساف لكن بعد ذلك تركت الصحة وتفرغت للنساف وكان ذلك سنة 1982 ونوع النساف انترتش اذهب إلى دراكيل وكان فيها اناس من جماعتنا قالوا لي اذهب معنا ونحن نوجهك للعمل المناسب والحمد لله مشيت الامور على وفق ما يرام بعد ذلك اشتريت نساف مرسيدس سوبر ورجعت النساف القديم وحسبوا عليّ قيمته 18 ألف دينار وأخذت اعمل عليه صبحا وعصرا وليلا اما إجازتي للقيادة اخرجتها سنة 1971.
الاستقلال
انا ادركت سور الكويت وكنت اخرج من دروازة الشامية ومرات من دروازة الجهراء... وفترة المساء تغلق بوابات السور وسكنت فترة في الشامية وعندما كنا نعمل بالطرق كان العمال عراقيين وفلسطينيين وايرانيين وفي الليل كنا نسمع اصوات الذئاب ونحن نائمون... وكان واحد عراقي معنا اذا مدت اليد نحوه دخل قلبه الخوف وفي يوم من الايام دعانا الشيخ عبدالله الأحمد للغداء نحن العمال وكنا بالقرب من قصره وعددنا اكثر من ستين عاملا وقد تناولنا الغداء وكان الشيخ عبدالله الأحمد موجودا وقت الغداء وكذلك ونحن نشرب الشاي... وقد جاء الاخ العراقي بجانبي فغمزته فقفز مذعورا فضحك الشيخ عبدالله الأحمد رحمه الله من ذلك الموقف وقال ماذا فعلت به قلت يا شيخ هذا لا يحب ان احدا يغمزه تحت كتفه واخذ الشيخ يضحك.
شخصيات
من الشخصيات الفلسطينية التي اذكرها خليل شحيبر وفوزي الشوي وفوزي الخضرا... اما المسؤول عني في مستشفى الصباح كان صالح الدويلة.
الماء
كانت الجالية التي من المهرة هي المسؤولة عن جلب الماء للبيوت عندما سكنت في منطقة الشرق في بيت الغانم وكنت ادفع لهم الاجرة نقدا اما سكني في الفروانية فقد مكثت به 18 سنة وانا لم اجد اطيب من جيراني بيت الدويلة وبيت البالود.
الاستقالة
عند استقالتي من وزارة الصحة كنت مجبرا لهذه الاستقالة لان النساف الذي اشتريته لابد من ان اعمل عليه فهو عليه التزامات شهرية بالاقسام كان قرارا صعبا ولكن مجبرا اخاك لا بطل في هذا القرار الصعب لان الصحة وظيفة حكومية والعمل الخاص بالطبع الحكومي افضل منه من ناحية استقرار الراتب والوضع فالقسط كان 500 دينار لذلك اقدمت على الاستقالة والتفرغ للعمل على النساف.
الوانيت
لما كنت في الصحة في اوائل السبعينات اشتريت سيارة وانيت واخذت انقل عليها الركاب في انحاء الكويت لكن تغير الوضع واصبح رجال شرطة المرور ترصد لنا المخالفات.
السفر
كنت اسافر إلى عمان بسيارتي الخاصة من نوع تويوتا والسفر عن طريق العراق واولادي جميعهم ولدوا في الكويت واليوم منهم من هو في الكويت والسعودية واميركا والحمد لله الجميع متزوجون واتموا دراستهم الجامعية وقد مكثت فترة الغزو في الكويت وسنة 1992 ذهبت إلى الاردن واولادي مكثوا في الكويت.
رياض
كان ابني رشيد يعمل في مركز سلطان واثناء الغزو قال رياض السلطان له اسكن انت واسرتك في بيتي حتى لا يتعرض للسرقة من العراقيين وقد قال لا تأتوا بشيء معكم كل شيء متوافر في البيت انتم اجلسوا فيه اي فلته... وكان بيته في سلوى وهو كان مسافرا في لندن حتى آتي التحرير ونحن معهم اهل وانا احبه كما احب اولادي فهو ابن عائلة في غاية الطيبة والاخلاق الكريمة نحن معهم عائلة واحدة منذ ان عمل معهم ولدي رشيد.
الزواج
تزوجت انا مرة واحدة ولم يكن هناك مهر لانني تزوجت بدلا لقد اخذت اخت نسيبي وهو اخذ اختي وهناك في فلسطين صار ظاهرة البدل والمهر كان 50 دينارا فلسطينيا... واولادي خمسة وبنت واحدة.
قاسم
يوم أزمة قاسم تجمعنا اكثر من 600 شاب فلسطيني امام قصر السيف وقلنا نحن جاهزون لحمل السلاح والتطوع للدفاع عن الكويت ونموت فداء للكويت ونقدم ارواحنا دفاعا عن الكويت.




مع أحفاده مع الزميل الديحاني أحد العروض العسكرية في الاعياد الوطنية عام 1964 مع قريبه طارق بدوي ... ومع ابنه
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19-03-2009, 04:39 PM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعدون باشا
  
أخط هذه الكلمات وأنا على أتم الثقة بأن التعبير سوف يخونني



وهنا أحاول فقط أن أرسم كلمة ( شكرا ) لعلها تعبر عن بعض الشكر الذي أكنه
لأخي الغالي الأديب عطائه الجميل في هذه الواحة المخضلة بكتاباته المتميزة ومتابعته المتفانية في سبيل واحة أكثر أناقة.

كنت أحاول أن أعقب على واحد من المواضيع التي يدأب على تنسيقها الأديب السامق فوجدتني سادرا في اختياري لا أدري بأيها أبدأ

فأحببت أن أكون هنا لكي أقول لك أيها الأديب المتألق
زدني تألقا

وشكرا لك من أعماق قلبي

أخي الحبيّب .. سعدون باشا.
أتفهم عنك هذه المشاعر، حيث بثثت عليّ ما وقر في صدرك ، كأنما هي الأزهار تنثرها على أخيك الأديب .. وقد أخجلتني بجمائل تشكراتك هنا وهناك .. فما أنت إلا ( شكرون ) J وإنا لك محبون.

يا اخي، أبادك الثناء لإحيائك روح الصداقة المعرفية والعلمية .. وإذكائك نار علوم التراث الكويتي، وأشكر لك متابعتك للمشاركات وحضورك المتميز. على ما في إطلالاتك و استهلالاتك من نفحات بديعة .. نستأنس بها حقاً.

بينما تجد أقلاماً أخرى –هي معنا- قابعة قد سقطت، وعن الإفادة تكاسلت ، مكتفية بالمتابعة !

أخي سعدون باشا ..وأخيراً تعاظَمَ اهتمام الشباب الكويتي لمعرفة تاريخهم، وانتفضوا بعد رقدة؛ فاجهد لخدمته وانشط لنشره واهتم بالتبليغ عن مجده، ونحن معك.
فإن موضوعات الإشراق التاريخي في الكويت كثيرة لم تمسسها يد البحث والتحليل بعد، بل لم يسلط على بعضها ضوء الدرس والاهتمام حتى اليوم.

وإني أرجو أن يحالفك التوفيق في كل ما تصبو إليه.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اقتراح: بعمل مقابلات خاصة بالموقع متصفح الصندوق 11 11-12-2009 05:33 PM
مقابلات و لقاءات الشيخ فهد الأحمد أبوفارس111 مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 5 02-11-2009 05:30 PM
إقتراح: مقابلات تاريخية ولدالشامي الصندوق 1 29-07-2009 02:17 PM


الساعة الآن 12:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت