راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 15-10-2010, 09:49 PM
د.طارق البكري د.طارق البكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 16
افتراضي الشيخ أحمد بزيع الياسين

يسرني أن أبلغكم عن صدور كتاب برعاية دار الرقابة وبيت التمويل الكويتي اليوم تحديدا عن سيرة حياة الشيخ أحمد بزيع الياسين..
ومما يميز هذا الكتاب أنه من فم الشيخ شخصيا.. وهو بالرغم من حالته الصحية فقد كان حريصا على سماع فصول الكتاب خطوة خطوة.. وقد عملنا في هذا الكتاب مجهود كامل لمدة سنة كاملة..
وصدر بحلة فاخرة جدا..
وسوف أنشر مقاطع من الكتاب.. على أن ننشر الكتاب كاملا فيما بعد..
وللجميع التحية والمحبة..
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-10-2010, 09:50 PM
د.طارق البكري د.طارق البكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 16
افتراضي

شكر وتقدير

بالغ التقدير لكل من ساهم بخروج هذا العمل بهذا الشكل وبهذا المضمون، وأخص بالشكر فضيلة الشيخ أحمد بزيع الياسين الذي خصص لنا الكثير من وقته، وبذل جهداً كبيراً في متابعة النصوص ومراجعتها، بالرغم من الإجهاد الذي سببه ذلك له.. كما نشكر أستاذنا الدكتور الشـــيخ محمد الطبـطبائي الذي كان سبَّاقاً إلى طرح الفكرة ورعايتهاومتابعتها. كما أشكر الزملاء في بيت التمويل الكويتي، وفي مقدمتهم الأخ عدنان علي الملا والأخ عبدالله عبداللطيف السيف، اللذان ساهما بكلِّ جهدٍ وجدٍ من أجل إتمام هذا العمل الطيب.. سائلاً المولى القدير الثواب على ما بذل الجميع من جهود، ولا سيما الجنود المجهولون، وكل الذين زودوني بمعلومات قيمة أثرت موضوع الكتاب.. فلهم مني كل الود والشكر



الإهداء
إلى منْ أثمرَ عملهم الدؤوب بعد صبر وكفاح..


وإلى كلّ من يحبُّ النجاحَ وأهلَه

وإلى من يعي معنى النجاحَ الحق..

إليهم جميعاً أهدي هَذا الكتاب...


شهادة وإجازة
أشهدُ أنَّ الأخَّ الشيخ أحمد بزيع الياسين كانَ معي في مجالس هيئة الرقابة الشرعية منذ إنشاء بيت التمويل الكويتي، وكان يتمتع بصفات حميدة لا توجد الا في إنسان يَخشى الله. وأكثرُ ما لفتَ نظري أنّه كان يشرح المسألة المراد الحكم الشرعي فيها من جميع جوانبها الاقتصادية، نظراً لخبرته الاقتصادية الكبيرة، فكانَ يساعدنا كثيراً في شرح المسألة شرحاً وافياً، مما كان له الأثر في أنْ يكونَ الحكمُ دقيقاً من الناحية الشرعية والاقتصادية.

وكانَ لمداومة حضور الشيخ أحمد بزيع الياسين لجلسات الهيئة الأثرُ الكبيرُ في أن يكتسب إلى جانب الثقافة الاقتصادية الكبيرة التي حباه الله بها، الثقافة الشرعية التي جعلته إنساناً يتمتع بحسّ اقتصادي وفقهي، يجعله يستنبط الأحكام الشرعية لأيِّ مشكلة اقتصادية تعرض عليه.

ولذلك أستطيعُ أنْ أقولَ من دون أيِّ تردد: إنّه محلُّ ثقتي المطلقة في ضبط مجالس الهيئة الشرعية وإنجازاتها، وأرجو له دوام التوفيق والدعاء المستمر في رعاية هذه الهيئة وتحقيق مقاصدها النبيلة، لخدمة الأمّةِ في ضوءِ قواعدَ ومبادئ الاقتصاد الاسلاميّ وأحكام الشريعةِ الغراء..

وعلى الله قصدَ السبيل،،،
وصلّى الله على صفوة خلقه؛ سيدنا محمد، وآله وصحبه، وسلّم تسليماً كثيراً،،،
والحمدُ لله ربِّ العالمين.


الشيخ بدر المتولي عبدالباسط


المستشار الشرعي السابق في بيت التمويل الكويتي

20/12/1997
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15-10-2010, 09:51 PM
د.طارق البكري د.طارق البكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 16
افتراضي


مقدمة الكتاب

"جُمِعَ من (برّاية) أقلام ابن الجوزي ما أُدفِئ به ماءُ غسله عند الموت، وجُمِعَ الغبارُ من عمامة صلاح الدين فجعل لبنة تحت رأسه في القبر". الشيخ عائض القرني
(من مفاتيح النجاح)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وصحبه ومن والاه..

أمّا بعد،

فإنَّ الظنَّ بـأنَّ السهولة تكمن غالباً في وفرة المصادر وغزارة المعلومات؛ أمرٌ تعوزه الدقة.. فالصعوبة تعظم في الانتقاء من الكثرة لا من القلَّة.. وقد قيل: ليس هناك صعوبة في الاختيار بين الخير والشر.. بل الصعوبة في الاختيار بين الخير والخير. ويحكى عن عمرو بن العاص أنّه قال: "لسان المرء قطعة من عقله، وظنّه قطعة من عمله".. ولا شكّ أنّ الاختيار قطعة من المُختار.. والأسلوب كما يقول أحمد حسن الزيات (1905 - 1968): "وحده هو الذي يملِّكك الأفكار وإنْ كانت لغيرك".

وربما يكون سهلاً أنْ نجد مصادر كثيرة ومراجع غزيرة مرتبطة بشخصية لامعة مرموقة في المجتمع، وبخاصة إذا كانت معاصرة، ولها أيضاً تأثير بارز في بعض الجوانب الأساسية في البناء والتنمية.. وفي المقابل، ربما يكون عسيراً، أو يكاد يكون مستحيلاً: أنْ توجز هذه المصادر بأسطر معدودات، أو حتى أنْ تقنع بما توافر منها، لتشكل كتاباً صغيراً في حجمه، خفيفاً في حمله.. محدوداً في صفحاته.. فالإيجاز هو البلاغة كما يقول البلاغيون.. مع أنّ لصاحب الكشاف الزمخشري (467 - 538هـ /1074 - 1143م) رأياً آخر مجمله: "كما أنّه يجب على البليغ في مظان الإجمال أن يجمل ويوجز، فكذلك الواجب عليه في موارد التفصيل أن يفصّل ويُشبع".(1)

وتشتدُّ الصعوبة حدّة عندما تقرّر - راغماً غير راغب - فرض قيد ونصب حاجز في وجه النصّ، فيتفلّت رغماً عنك، ويتمرّد غصباً، فتصرّ - جــاهداً - علـى أن تصيده وتنقض عليه مكبلاً له.. التزاماً بما يفرضه المنهج ويقتضيه المقام، فتفشل أحياناً وتنجح أحياناً أخرى. فالرجل في جعبته الكثير الكثير من المسائل المختلفة، التي تستحق كل مسألة منها التوقف عندها وتدارسها والاستفادة منها..
____
1 - انظر: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي - ص 290.
بَيْدَ أنَّ المنصف، وعلى الرغم إنصافه - ولا أزعم شرف ذلك - فإنّه قد ينحاز إلى من يكتب عنه، ويعلن استسلامه أمام فيض ما يتواتر إليه من قيم يمثلها، فيعمل على تبيانها وتفصيلها، فيفقد البوصلة حيناً، وتطربه المواقف في أحايين أخرى.. حتى يسمع صوت الأحداث تتدافع عفو الخاطر.. فيصبّ الكلام صباً، وينشر العطر نشراً.. إيماناً بأنّه يكتب للتاريخ.. تاريخاً يرسم المستقبل..

وقد جلستُ مع السيد أحمد بزيع* الياسين، الذي يعرف في المخاطبات الرسمية باسم "الشيخ"، بعد مرحلة ممتدة من التحضير، مع فريق كامل من العلاقات العامة في بيت التمويل الكويتي، لنتحاور بشأن هذا الكتاب، قبل البدء بخط سطوره وكلماته.. وكان في كل لقاءاتنا متّقد الذاكرة بشكل مدهش.. يعرف مقدار ووزن كل كلمة يقولها.. حافظاً للأسماء والتواريخ بدقة.. يصحح خطأ ورد في مصدر ما.. من دون أن يرجع إلى أي ورقة أمامه، يتكلم بلغة عربية فصيحة خالية من اللحن.. ولو أخطأ في تشكيل كلمة وهو يتكلم.. يكرر الكلمة مصححاً لها رفعاً أو نصباً أو جراً.. في دقة متناهية.. مع أنه رجل مال وأعمال واستثمار وليس رجل أدب ونحو ولغة.. فقد كان اهتمامه باللغة والتاريخ واسعاً.. وكان حريصاً على تدوين خطاباته ومحاضراته بنفسه، وقدم لنا الكثير الكثير من الأوراق التي كتبها في مراحل مختلفة من حياته.. مما يؤشر على شدة حرصه وتمسكه بالأصول المخطوطة.. وكأنه يثبت عن غير قصد قيامه بكل الأعمال بتفاصيلها.. وحتى إلقاء كلمات عادية، عادة ما يكتبها لمن في مقامه أشخاص متخصصون.. وكان يحرص في كل كلامه عن إنجازاته أن يقول قبل البدء "بعون الله وتوفيقه".. مؤكداً أن شعاره دائماً القول الذي ينسب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأوَّل ما يجني عليه اجتهاده
وكنت أقف بعد كل لقاء حائراً بين الكتابة له أو عنه.. فقد كانت المسألة معقّدة بامتياز.. فمن الصعوبة أن تكون محايداً - كما يفترض المنهج العلمي - وأنت تكتب عن "شخص" مثل الشيخ أحمد.. ومع ذلك قررتُ المحاولة على قدر الاستطاعة، وأن أدعَ السيرة التي أمامي تتكلم عن ذاتها.. ترسم خط سيرها.. وتعبّد طريقها.. لتكشف عن حقائقها ومكنوناتها ودررها مع الأيام، فتكون بين دفتي هذا الكتاب تأريخاً لمرحلة خاصة خصبة من تاريخ الكويت، تقدّم للجيل الجديد من الشباب ولمن ســيأتي من بعده، صورةً حيّةً مشرقةً ناهضةً لشخص أمضى حياته مجابهاً المخاطر ومتحدياً لها.. مختاراً الطريق الوعر... وما زال حتى اليوم يأبى رغم مجاوزته الثمانين إلا أنْ يواصل السير بعزم الشباب، وأنْ يجالس الذين هم فــي سنّ أحفاده.. ليســـدّد رميهم، ويحدَّ من عزائمهم، ويمهِّد دربهم، ويرفع معنوياتهم.. ويبيــن لهــم بالأفعال لا الأقوال والنظريات المجتزأة: كيف أنّ الإصرار يصنع الأعاجيب، وأنّ النجاح عند الناجحين بحق - كمـا يقال - أكـثـر من ثلاثة أرباعه: كدّ وجهد وعرق وتعب، وأقلُّ من ربعه: حظّ وواسطة وشطارة.. أو بالأصوب (عيارة)..

وهذا الكتاب من بدءه حتى ختامه موجّه للناجحين الحقيقيين فقط، الذين هم من الأرباع الثلاثة الأول.. ولمن يريد النجاح ويطمح أن يحققه ويسعى إليه، ولمن يحب النجاح والناجحين ويفرح بنجاحهم.. فحبّ الناجحين حبٌّ للصالحين(1)، وحب النجاح في حد ذاته "نجاح".
_____
* كتب في المصادر العربية الكثير عن لفظة (بزيع)، وهي تدور في مجملها حول معان متقاربة، ففي المعاجم: البزيع هو الغلام الذكي الظريف المليح والشيء النامي.. وبَزُعَ الغلامُ صار ظريفًا مليحًا كيِّسًا فهو بزيعٌ وهي بزيعةٌ. والبزيع من الرجال؛ الذكي اللبق. (انظر الملحق رقم 1، ص من الكتاب).
1 – يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
أحب الصالحين ولستُ منهم لعلي أنْ أنـال بهـم شفاعـة
وأكره مَنْ تجارته المعاصي ولو كنّا سواء في البضاعة


وليس المقصود بالنجاح مجرد تحقيق شهادة، أو منصب وسلطان وجاه، أو مال وثروة.. ودليل ذلك أنّ الشيخ أحمد بزيع الياسين هجر كثيراً من المغريات التي كانت تصادفه في ريعان شبابه قبل أن تتراءى نجاحاته وتترى. فقد اختار الطريق الأوعر.. وكان يمكنه سلوك الطريق الأسهل المنعّم الميسر.. وقد كان متاحاً له، بل وكان يُضمر ويُظهر إغراءات مالية ومعنوية.. لكن عند وجود الإرادة والاقتناع فإنّ كلّ مغريات الحياة لا قيمة لها، والإرادة كالسيف كما يقول عباس محمود العقّاد (1889-1964): "ما الإرادة إلا كالسيف يصدئه الإهمال ويشحذه الضرب والنزال". كما أنّ من ترك شيئاً لله تعالى رزقه الله من حيث لا يحتسب(1) وعوضه خيراً منه(2).

ونأمل أن يكون لهذا الكتاب فوائد تؤكد أنّ العمل الصادق والدائب يحقق أهدافه ولو بعد حين.. وقد احتوى الكتاب ما يثير اهتمام القارئ في مختلف مجالات اهتمامه، وحاولت أن يكون السرد قريباً من النفس، بلغة سهلة متناولة، دون تعقيد لفظي ولا معنوي، وأن تكون الموضوعات موزعة على فصول عديدة محددة، وأن نتناول الموضوعات من مختلف جوانبها.. ولهذا قسَمت الكتاب إلى سبعة فصول وخاتمة؛ وجاءت الفصول على النحو التالي:

الأول : النشأة والطفولة والشباب
الثاني : الرؤية الاقتصادية.. مبادىء وأفكار
الثالث : بيت التمويل الكويتي.. رحلة البناء والعطاء
الرابع : إنجازات في (بيتك)
الخامس : الشركات التي أنشأها (بيتك) في عهد الشيخ أحمد بزيع الياسين
السادس : اتساع الإنجازات لتشمل المجال الاجتماعي
السابع : خطب وكلمات وآراء
الثامن : حوارات ولقاءات مختارة


وقد كان للإخوة في بيت التمويل فضل كبير في تحقيق الغايات، آملاً من الله عزَّ وجلَّ أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن يقبل الشيخ أحمد بزيع الياسين هذا العمل.. وعسى الله أن يوفقنا جميعاً إلى أنبل الغايات وأسمى التطلعات.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15-10-2010, 09:53 PM
د.طارق البكري د.طارق البكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 16
افتراضي

الفصل الأوّل




النشأة والطفولة الشباب







"لم يكن أبومجبل من خريجي الجامعات، بل على دراسته التي عرفها جيله في الكويت، في مدرسة المباركية، التي انطلق منها إلى جامعة الحياة، وعمل في سنّ مبكرة في ميدان التجارة، وكان همّه وديدنه التجارة وفق قيم الإسلام".


فيصل الزامل








كُتب الكثير عن حياة هذا الشيخ الجليل، ومعظم ما نجده في المال والأعمال.. فمن النّادر أن يتحدّث عن نفسه.. فأبلغ ما يتطلع إليه في مجالسه العامة والخاصة الحديث عن همّ حمله يافعاً، واستطاع بجدارة ثابتة وهمّة عالية أنّ يزرع الأركان أوّلاً ويرفع البناء لاحقاً، ليترك للأجيال اللاحقة خلاصاً من هذا الهم.. فلم يكتفِ بوضع اللبنات فقط.. أو حجر الأساس كما يحلو للبعض أنْ يرمز إليه.. بل ثابر ودافع وجاهد وكافح، حتى اطمأن القلب وأدركت النفس فلاحها.. فالجهد أثمر وأينع.. (وأنْ ليْسَ للإنْسَان إلا ما سَعَى).النجم:39.

وعندما سألته: يا شيخنا.. الجميع يتكلم عنك كرجل اقتصاد.. ونحن لا نعلم الكثيرعن أعمالك الخيرية.. فهل نشير إليها في الكتاب؟ أجاب بعد صمت مهيب: "خلِّها لله.. حتى يكون العمل خالصاً لوجهه الكريم وحده".

وكانت وصيَّته عند البدء في وضع أسس هذا الكتاب أنْ نقتصر على الجانب الشرعي فقط، ويقرِّر بصوت حازم صارم: "ركِّز على الأمور الشرعية، فهي أهم شيء.. ولا تركِّز على الشخص..".

كان خلال حديثه التاريخي بالغ التنبُّه، شديدَ التيقظ، حادَ الذاكرة، حريصاً على اللغة العربية الفصحى، يعرف تماماً مقدار كلّ كلمة يقولها، ولم تتمكن كلّ السنين التي يحملها على كتفيه من أن تمحي ذاكرته الخصبة المتوهجة بفضل من الله..


الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح رحمه الله

وردد مــرّات عدّة: "انتبه.. واحرص أن تكتب عني كلمة على الجميع أن يعرفها؛ لقد كان لدينا أمير فاضل.. لقد كان الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله تعالى رجلاً فاضلاً.. ولا نزكي على الله أحداً.. وله فضل كبير في كثير من المســـــــائل في البلاد
ومنها إنشاء بيت التمويل الكويتي.. وهذه شهادة للتاريخ.. لقد كان الشـيخ جابر الأحمد - رحمه الله - وراء كل النجاحات التي تحققت في (بيتك)، لكنه لـم يكـــــــــن يحــــب الظهور، كان مثالاً يحتذى به، تهمّه مصلحة الأمتين العربية والإسلامية، وكان مستعداً لأن يفعل أي شيء، ولا يتردد ما دامت فيه مصلحة لأمتنا"..

وأضاف الشيخ أحمد إنَّ الشيخ جابر رحمه الله كان يحمل همَّ الأمّة، وهو من كان وراء تأسيس بيت التمويل الكويتي، وهو الذي أسسه بالفعل، فقد كان وراء إصدار مرسوم التأسيس، بينما الذي رعاه كان وزير المالية آنذاك السيد عبدالرحمن العتيقي - أطال الله في عمره - وهو حالياً مستشار الديوان الأميري. وكانت لقاءاتي مع الشيخ جابر غير علنية غالباً، منذ أنْ كان ولياً للعهد ورئيساً لمجلس الوزراء، وبعد أن صار أميراً للكويت، كانت لقاءاتنا تكاد تكون شهرية، وأحياناً أسبوعية، وكان حديثنا يدور بمجمله حول الاقتصاد الإسلامي، فقد كان اهتمامه بالغاً به، وهذه شهاده لله أقولها.. فقد كان الشيخ جابر يهمه حال الأمة، تماماً مثل القائد المسلم المحنك المخلص لأمته.. رحمه الله".(1)
____

1 - قال الشيخ أحمد في مؤتمر حول (المحور الخيري في عهد الشيخ جابر الأحمد رحمه الله) في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت (بتاريخ 13/1/2007): "إنّ سمو الأمير الراحل شخصية فذة وقدوة مثالية، أحبه شعبه وأحب شعبه، وأحبه الناس.. وكان كالمحيط الزاخر بالإنجازات في عالم الحضارات المزدهرة بالثقافة الحقة والعلوم النافعة في الميادين المتعددة التي تفخر بها الكويت، حتى ارتقت الدرجات الرفيعة، نتيجة لمسيرة والد الجميع رحمه الله.. فقد كانت له نظرة ثاقبة في عظائم الأمور، وحكمة بالغة في تسيير الأمور الصعبة، وفعل الخير.. ولم يكن ينتظر المحتاج ليطرق بابه، بل كان يبادر إلى معرفة أهل الحاجات قبل أن يسألوه، ويتضح هذا في رحلة الخير عندما توجه إلى باكستان وبنغلاديش والهند، حتى قال قائلهم: بمثل هذا تتوحد الأمة الإسلامية.. فقد كان عند النكبات والكوارث يسارع إلى العون والنجدة.. وفي عهده أصبحت الكويت وكأنها جمعية خيرية عامة واحدة، وعندما أسس بيت الزكاة أوصى بالأسر المتعففة وبأهل الحاجات الملحة، وأعطى الهيئة الخيرية الإسلامية مقراً وتأييداً، وأنشأ كلية الشريعة التي خرّجت أساتذة متفوقين أناروا الكويت بعلومهم ومعارفهم.. وكان في كل يوم من حياته رحمه الله يسجل إنجازاً تاريخياً في صالح الوطن والمواطنين".

تاريخ ممتد

تاريخ الشيخ أحمد بزيع الياسين طويل ممتد في العمل والبذل والعطاء..(1)، ولد في السادس من شهر شوال من عام 1346هـ/1928م، في ظروف حياة لا تشبه ظروف حياة جيل اليوم، ولا مجال للمقارنة على الإطلاق، فشتّان ما بين تلك الأيام الصعبة وبين اليوم.. أحبَّ العلم منذ نعومة أظفاره، على قدر حبه للعب مثل أقرانه الصغار.. درس في الكتاتيب - وهي دور التعليم التي كانت متوافرة في تلك الأيام - قبل أن يدخل المدرسة.. وتتلمذ على يد عدد من العلماء ما يزال يذكر فضلهم، من بينهم الملا بلال، أستاذه الأول فـي الكتّاب، ثم العالم الجليل الشيخ عبدالله النوري(2)، وقد حفظ القرآن الكريم، وتعلّم في الكتَّاب اللغة العربية والدين والحساب، إلى جانب حصص اللياقة البدنية.. كما اهتم بالقراءات الدينية (3) منذ صغره.

ولد في حي (القناعات)(4)، وهو حي يقع وسط مدينة الكويت، ونشأ في أسرة محافظة متدينة، وكان جده ياسين محمد القناعي مالكاً وربّاناً لسفينة شراعية تنقل الحجاج من الكويت والخليج العربي إلى ميناء جدة، وكان ينقل الحجاج على الإبل من ميناء جدة إلى مكة المكرمة.

أمّا والده فقد عمل فـي تجارة الإبل، وكانت لدية حملة حج حتى عام 1945، وكان كثير الأسفار فـي التجارة العامة بين الكويت والشام والسعودية على ظهور الإبل. وكان له عمّ يدعى محمد يعمل في الغوص، وكان رباناً لسفـينة يملكها من نوع (سنبوك)، والسنبوك سفينة شراعية تستخدم في حرفة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وكان يتنقل فيها بين الخليج ودول شرق إفريقيا والهند للتجارة.


سنبوك أثري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- انظر: عبدالمحسن عبدالله الجارالله الخرافي: رواد الاقتصاد الإسلامي المنطلقون من تجربة بيت التمويل الكويتي (بيتك)، ط1، 1429هـ - 2008م، الكويت، ص 57 - 80.
2 - هوالشيخ عبد الله بن الشيخ محمد النوري، (1905 - 1980)، كان رجلاً تقياً ورعاً محبوباً بين أهل الكويت، يرجعون إليه في مسائلهم الدينية. وكان شاعراً ومؤلفاً وأديباً، كما ساهم في تطور التعليم في الكويت.
3 - انظر: حمزة عليان، جريدة القبس، 24/4/2004 .
4 - انظر الملحق رقم 2، ص ... من الكتاب.
ويقول الشيخ عن تلك الفترة: "دخلت الكتاتيب وعمري أربع سنوات، وتخرجت منها في التاسعة، وكان مدرسنا الملا بلال رحمه الله ذا وعي عميق، مجداً في عمله، حريصاً على تعليمنا القرآن الكريم واللغة العربية والدين والحساب، كان يحترم العلم وأهله، ورأيته يقبل - تقديراً للعلم - يد الشيخ يوسف بن عيسى القناعي رحمه الله(1)، ولا أنسى التمارين الرياضية التي كان يعطينا إياها حرصاً على لياقتنا البدنية، حيث كنا نتدرب على المشي وبعض التمرينات، وأذكر كيف كنا نحمل البنادق الخشبية بصفة تدريبية لنتعود على الخشونة".



الكتّاب في الكويت قديماً


ويشير الشيخ أحمد إلى أنّ أهم إنجاز له في مرحلة الكتّاب كان حفظ القرآن الكريم خلال مدة استثنائية.. "وقد ذكرني بذلك أحد زملائي منذ فترة قريبة، ولا أنسى الحفل البهيج الذي كان أهل الفريج (الحي) يقيمونه لحفاظ القرآن الكريم، حيث كان الحافظ يلبس لباساً خاصاً ويحمل سيفاً، ثم يمر به مع زملائه على البيوت في المنطقة وهم يتلون أدعيه متنوعة وينشدون أناشيد خاصة بهذا الحدث المبارك.. وأذكر مطلعها يقول: (الحمد لله الذي هدانا للدين والإسلام واجتبانا)، وكنا نجلس على الأرض في صفوف متتالية، وكان الملا بلال يستعين ببعض الأساتذة الكويتيين، وقد استفدت استفادة كبيرة في القراءة والكتابة والحساب، الأمر الذي ساعدني كثيراًعند دخولي إلى المدرسة".

ففي كتاتيب الكويت كانت الرحلة الأولى إلى الحرف والمعرفة، حيث دخل الكتَّاب سنة 1932 وكان عمره لا يتجاوز أربع سنوات، وهناك تلقى تعليمه الأوّل على يد الملا بلال. ومع بلوغه سن التاسعة كان يعني انقضاء الدراسة في الكُتّاب، حيث تعلم القرآن الكريم واللغة العربية والدين والحساب إلى جانب حصص اللياقة البدنية، والتدرب على المشي وحمل البنادق الخشبية لتعويد الأطفال على الخشونة.
_________

(1) يوسف بن عيسى القناعي (1879 - 1973) أحد رواد النهضة في تاريخ الكويت، وساهم في نهضتها الأدبية، و في حملة الإصلاح الاجتماعي لفهم الدين الإسلامي بطريقة صحيحة في العشرينيات من القرن الماضي، وأصبح في عام 1921 أوّل ناظر للمدرسة الأحمدية، ثم انتخب للمجلس البلدي عام 1932، وعين عضو مجلس إدارة الأوقاف عام 1949، وكان من أوائل الأشخاص الذين دعوا إلى تعليم المرأة.
المدرسة المباركية


التحق الطفل أحمد بزيع الياسين بالمدرسة المباركية(1)، وكان ذلك عام 1937، فكان من الأجيال المتقدمة فـيها، وكان عمره تسع سنوات، وكان يملك حصيلة جيدة من التعليم الابتدائي استقاها من الكُتّاب، حتى إنّه حين دخل المدرسة الابتدائية واختبره ناظر المدرسة الأستاذ أحمد أفندي نقله مباشرة إلى الصف الرابع، وبقي فـي المدرسة يتدرج من عام إلى عام حيث حصل على شهادة الصف الثاني الثانوي عام 1942، وهو آخر صف كان في المدرسة آنذاك.

ويذكر الشيخ أحمد زملاء الدراسة فـي المدرسة المباركية، وهم يمثلون الصحبة الطيبة التي نشأ وتربى معها، ويقول إنّهم من الذين قاموا بخدمة وطنهم فيما بعد خدمات جليلة؛ ومنهم أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله، مع فتية آخرين من أسرة الصباح الكريمة، إضافة إلى السادة عبدالرحمن سالم العتيقي، ومحمد يوسف العدساني، وعبدالله سلطان الكليب، وأحمد الخطيب، وخالد عيسى الصالح، وعقاب الخطيب، وإبراهيم العبدالرازق، وجاسم القطامي، وعبدالعزيز الخالد، ويعقوب القطامي، وصالح شهاب، وعبداللطيف أمان، وأحمد العريفان، ومجرن الحمد، وعبد اللطيف الثويني، وعبدالعزيز شهاب، وسليمان حسين البدر، وأحمد اليماني.. وغيرهم كثير من الشخصيات التي كان وما يزال لها أثر كبير فـي تاريخ الكويت المعاصر.

ويقول الشيخ إنّ الشخص الأول الذي ترك أثراً كبيراً في طفولته كان الملا بلال، أستاذه الأول فـي الكتّاب.. وفي المدرسة المباركية كان للأستاذة أحمد أفندي ناظر المدرسة تأثير كبير أيضاً، إضافة إلى سائر المدرسين الذين لا ينسى فضلهم جميعاً - رحمهم الله - وبينهم: جابر حديد مدرس الحساب، وعبدالملك الصالح مدرس التاريخ والجغرافـيا، وسيد عمر عاصم مدرّس القرآن الكريم، والشيخ عبدالله النوري مدرس المحاسبة ومسك الدفاتر. وأمّا أهمّ شخصيتين كان لهما أثر خاص في مراحل لاحقه من حياة الشيخ أحمد فهما رحمهما الله: الشيخ بدر المتولي عبدالباسط عميد كلية الشريعة بمصر وأمين الموسوعة الفقهية بالكويت ورئيس الهيئة الشرعية فـي بيت التمويل الكويتي لفترة طويلة من الزمان، ثم الشيخ عبدالعزيز العلي المطوع التاجر الكويتي الكبير المعروف (1910 – 1996).
ــــــــــــــ
1 - افتتحت في 22 ديسمبر 1911، وسميت بالمباركية نسبة إلى الشيخ مبارك الصباح، وتعد أوّل مدرسة نظامية في تاريخ الكويت.

وتقول المصادر إنّه من مظاهر "النبوغ المبكر" للطفل أحمد بزيع الياسين، حادثة يؤكدها الشيخ أحمد نفسه؛ أنّه عندما كان فـي المرحلة الابتدائية حدث موقف "لا ينساه"، ومفاده أنّه كان معروفاً في المدرسة بقدرته على حلّ المسائل الحسابية المعقدة، وفي أحد الأيام، وكان وقتها فـي الصف الرابع، أي في السنة الأولى من دخوله المدرسة، استدعاه مدرس الرياضيات الأستاذ جابر حديد، وطلب منه حلَّ إحدى المسائل الرياضية التي عجز عن حلها طلاب الصف السادس.. فوفقه الله تعالى إلى حل المسألة التي عجز عنها هؤلاء الطلاب، مع أنّه أدنى منهم بصفين.

ويروي الشيخ أحمد القصة بقوله: "أذكر أنني استدعيت ذات يوم من قبل الأسـتاذ جابر حديد - رحمه الله - من الصف الرابع لحل مسألة في الحساب عجز عن حلها طلاب الصف السادس، وقد وفقني الله إلى حلها، فسرَّ الأستاذ جابر سروراً كبيراً، وقد كنتُ متمكناً من الحساب، ومع ذلك كنتُ أميلُ إلى اللغة العربية والتاريخ والأدب، وأحفظ أشعار بعض الشعراء - كالمتنبي وأبي فراس الحمداني - التي كانت تتغنى بتاريخنا العربي وأمجادنا العظيمة".

ولعلّ في الموقف السابق ما يدلّ على تفوّق الشيخ أحمد، ويظهر ملامح نبوغه المبكر منذ سنوات عمره الأولى، ويكشف أيضاً أنّه كان يميل إلى اللغة العربية والتاريخ والأدب..

ويخبرنا الشيخ قائلاً: "لقد كانت لي أيضاً رغبة شديدة في دراسة تاريخ العرب في الجاهلية وفي الإسلام.. وبالفعل قمت بقراءات واسعة حول ذلك.. ولي اطلاعات جمَّة في كثير من المواضيع المتصلة بالتاريخ".

ونشير هنا إلى أنّ للشيخ أحمد بعض التجارب والخواطر الشعرية والكتابات الأدبية، لكن وبسبب انشغالاته العديدة واهتماماته المختلفة وتفرغه للعمل المالي والمصرفي، لم نجد له مساهمات شعرية وأدبية كثيرة، وكانت بعض الكتابات الشعرية التي لم تنشر مسبقاً(1)، وقد وجدنا بين أوراقه الخاصة - التي سمح لنا بالاطلاع عليها - قصاصة صغيرة كتب عليها كلمات رقيقة بخط يده، وفيها:



(ترفق هنا صورة ضوئية بخط يد الشيخ)



______
1 – خص الشيخ أحمد مؤلف الكتاب ببعض مؤلفاته الشعرية، وقد نشرنا بعضها في هذا الكتاب، انظر الملحق رقم ؟؟ ص ؟؟.



الناس عن دنياك هذه مولين





ويغشاك في مثواك أربع زوايا





دليلنا القرآن والمنهج الزين





منهج يحذر من الخطايا





ولا يستدعي سالي عن الحق في حين





غيره يجاهد ما يهاب المنايا





إلزم التوحيد في العسر واللين





وسبح عظيم الشان رب البرايا





يا الله يا غافر ذنوب المصلين





تغفر ذنوبي يا جزيل العطايا





وتمكن الأمة على الأرض تمكين





بنصر مؤزر في جميع القضايا






وهذه المحاولة التي كتبها الشيخ كانت - كما هو واضح من خط يده - في مرحلة متأخِّرة من عمره المديد بإذن الله تعالى.. وتأتي بعد تجربة طويلة في الحياة، وبعد إنجازات كثيرة.. ومع ذلك لا يتباهى الشيخ ولا يتفاخر.. بل يتواضع تواضع الطفل الذي كان في الكتّاب ثم انتقل إلى المدرسة المباركية..

أحلام طفولية واعدة

وعن آماله وأحلامه فـي تلك الفترة من حياته، يقول الشيخ أحمد: "كنتُ أتطلع إلى أمّة عربية وإسلامية موحَّدة.. ومازلتُ، وما ذلك على الله بعزيز، ورغم النكبات والنكسات والكوارث فإني لم أيأس من رحمة الله تعالى، فإنّه على كل شيء قدير، حيث إننا نمتلك القيم الفاضلة التي ترتفع بها الأمم لو تمسكتْ بها".

هذه هي آمالُ الطفل الصغير أحمد في تلك الأيام، طفلٌ كان يعيش صعوبة الحياة الماضية، قبل تحوّل البلاد من حياة إلى حياة بعد اكتشاف النفط.. طفلٌ حملَ همَّ أمّة.. فأحلامُه لم تكن مقتصرة على مصالحه الشخصية، وبالتأكيد كانت له أحلامه الخاصة، لكنّه كان غارقاً في حلمه الأكبر، ويردد أمام من يسأله عن أحلام طفولته؛ هذا الحلم الكبير بأمّة عربية إسلامية موحدة..
وظلَّ الشيخ أحمد وهو فتى يافع - على عهده - يتطلع بالفعل إلى أمّة عربية إسلاميّة موحّدة، ويؤمن بأنّ هذا الخيار كان وما يزال محكوماً بالأمل، على الرغم من النكبات والنكسات والكوارث التي مرت على العرب.

ويستطرد الشيخ في سياق حديثنا عن تلك المرحلة قائلاً: "أنا أرى أنَّ الأمة العربية الإسلامية لن.. ولن.. ولن تقوم لها قائمة إلا إذا رجعت إلى رسالتها التي أرسلها الله سبحان وتعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي رسالة الإسلام، وبالطريقة النبوية أولاً، وطريقة الصحابة والسلف الصالح ثانياً، ومن دون هذا لن تقوم للأمة قائمة.. ودليل ذلك والبرهان عليه؛ أنّه لمَّا كان المسلمون ملتزمين انتصروا وسعد العالم برسالة الإسلام، رغم أنهم كانوا قلة في العدد وفي العتاد.. وقوَّضوا الظلمَ في العالم، ورغم أننا اليوم في كثرة، وعددنا يناهز المليار ونصف المليار.. ولدينا ثروات هائلة جداً.. لا يملكها غيرنا في العالم، إلا أننا نعاني الضعف والهزال - ولا حول ولا قوة إلا بالله - من هنا أنا أركز دائماً على هذه النقطة، وأدعو أولاً وقبل كل شيء للالتزام بكتاب الله تعالى وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام، بالطريقة السليمة الصحيحة، وأحذر من أمرين: أولاً الفتاوى الشاذة، وثانياً من الاستثمارات الكيدية وغير المدروسة والمتهورة.. التي لها بريق كبريق السراب".


رحلة العمل الأولى

بدأ الشيخ حياته العملية في سنّ مبكرة جداً مع والده رحمه الله، فتعلم منه الحزم وحسم الأمور والضبط والربط كما يقول الشيخ أحمد.. وكان عمل والده فـي التجارة وإدارة حملة الحج على ظهور الإبل التي كان صاحبها، واستمرَّت الحملة حتى عام 1945، وبحكم هاتين المهنتين كان الأب، ومن ثمَّ الابن، كثيرا الأسفار بين الكويت والشام والسعودية، وقد اكتسب الابن من وراء ذلك خبرة وجلداً ومهارة كبيرة فـي مراحل حياته التالية.


ويقول الشيخ عن تلك المرحلة: "كنت أمشي كثيراً جداً، وأكثر روحاتي إلى القرى في الأربعينيات من القرن الماضي كانت سيراً على القدمين، ونادراً ما كنت أركب السيارة، وكل المسافات أقطعها مشياً، فقد كنت أحب تربية الإبل، وهذه مهمة تحتاج إلى المشي طويلاً.. ونظراً لحبي للإبل.. فقد كتبت فيها الكثير من الأشعار التي لم أنشرها من قبل.. لأنَّها مسألة خاصة".


ويذكر أنّه بعد تخرجه في الصف الثاني الثانوي عام 1942 - وهو الصف الأخير في المدرسة المباركية كما أشرنا سابقاً - عمل الشــــاب أحمد الياسين كاتب حسابات عند أحد الأعمام من التجار، وهو المرحوم سليمان إبراهيم المسلم(1)، ولمدة أربع سنوات؛ فاستفاد خبرة واسعة في التجارة والإدارة، ومنه تعرف إلى كثير من الأعمال وبخاصة كيفية المراسلات التجارية.

ويقول الشيخ: "حين بلغت الثامنة عشرة من عمري كان سفري الأوّل إلى الحج، وذلك بعد أن وحّد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - الجزيرة العربية، وكانت رحلتنا على الإبل، واستغرقت الرحلة شهراً ونصف الشهر ذهاباً ومثل ذلك في الإياب، اتجهنا إلى مكة المكرمة أوَّلاً ثمَّ إلى المدينة المنورة، وكنت برفقة علي بن خريص الرشيدي ومحمد بن وطيان العجمي، وكان لهما مع والدي أخوَّة ومحبة، وكانا نعم الرفيقين، رحم الله الجميع، وقد كنا في تلك الرحلة نسير منفردين عن الحجيج أحياناً ونرافقهم أحياناً أخرى.. وفي الجملة كانت لرحلتي الأولى إلى الحج متعة كبيرة وأكسبتني خبرة واسعة في الصبر وتحمل المشقة، وتعلمت الكثير من الرفقة الماجدة، وخرجنا من الجهراء(2) في الخريف، وعدنا إليها في الشتاء".

الطريق الى الحج
وعن الوضع على الطريق إلى الحج آنذاك يقول الشيخ أحمد: "كان الأمن مستتباً في تلك الأيام بعد أنْ وحّد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - الجزيرة العربية، فساد الأمن وانتشر الأمان على مسالك الحج وفي الجزيرة العربية، بل وجدنا جميع ما يحتاجه الحجيج من خدمات في المدن التي مررنا عليها، جعل الله ذلك في ميزان أعماله، وأجزل له الأجر والمثوبة، وأبناءه من بعده الذين ساروا على نهجه وعمروا الطريق وأمنوها، ووسعّوا الحرمين الشريفين في أجمل توسعه وعمارة".

وبعد عودته من الحج عمل الشاب أحمد في التجارة لحسابه الخاص؛ فأخذ بالتنقل بين الكويت والهند لمدة سنتين، وفي عام 1942 التحق بالعمل في البنك البريطاني بالكويت، وكان منتصف العشرينيات من عمره، ثم عمل بين عامي 1948- 1972 مع المرحوم عبدالعزيز العلي المطوّع.. وخلال تلك الفترة تدرّج في الوظيفة حتى صار مديراً لأعمال المطوّع التجارية في الكويت والمملكة العربية السعودية؛ فأقام في الخبر وجدة.. وامتد عمله إلى لبنان أيضاً.
____
1 – في عام 1985 توفي العم سليمان إبراهيم المسلم عن عمر ناهز 96 عاماً، وهو أحد رجالات الكويت الذين شاركوا في موقعتي الجهراء والرقعي، كما أنّه أحد المؤسسين وعضو مجلس الإدارة الأول لغرفتي تجارة وصناعة الكويت، وترأس لجنة الجنسية الرابعة (الدسمة) عام 1961 إلى 1964. وكان عضواً بمجالس الإدارة في دوائر الأوقاف والصحة والبلدية والمعارف، وأمضى في الهند نحو 20 عاماً، وعمل هناك بالتجارة وأسس مكتباً تجارياً في إيران للتجارة وإعادة التصدير، كما أن له العديد من المشاريع الخيرية داخل الكويت وخارجها.
2 - محافظة الجهراء (أو الجهرة) محافظة كويتية تشمل الجزء الشمالي والغربي من مساحة دولة الكويت إضافة إلى جزيرتي بوبيان ووربة، مساحتها نحو 64% من مساحة الكويت، وسكانها نحو نصف مليون نسمة. (انظر القبس 8/9/2008: الجهراء تاريخ وحاضر).
ويحدثنا الشيخ عن بداية علاقته مع العم عبدالعزير العلي المطوع، وكان من أخواله - وهو شقيق الشيخ عبدالله العلي المطوع (1926-2006) رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي السابق، وهو خال مباشر للشيخ أحمد الياسين - فيقول: في عام 1948 توجهت برفقة الشيخ عبدالعزيز إلى بغداد، ومن هنا بدأت علاقتي مع عبدالعزيز المطوع - يرحمه الله - وكنا نصلي الفجر معاً، ثم نجلس نقرأ القرآن الكريم حتى طلوع الشمس، فكانت بدايتي معه إيمانية خالصة، ثم تحوّلت إلى تجارية، وكان عمري وقتها نحو 20 سنة.



ويتابع الشيخ حديثه قائلاً: ثمّ ذهبت بعد ذلك إلى لبنان بطلب من عبدالعزيز المطوّع نفسه، وقضيت هناك مدة سنتين، حيث كان للمطوع مكتب في بيروت مختص بالأقمشة والصيرفة، وعملت تلك الفترة موظفاً وكانت لي علاقات مع القطاعين التجاري والصيرفي، ومن بين من عرفتهم وما أزال أذكرهم السيد محمود قاسم الشكرجي، إضافة إلى بعض تجار الأقمشة ومسؤولين في شركة طيران الشرق الأوسط.. وبعض أهل العلم.. وكانت طبيعة عملي أميناً للصندوق وكاتباً. وكان المطوع شريكاً لمحمود قاسم الشكرجي، وكنتُ أميناً للصندوق لديهما معاً. وسكنتُ خلال إقامتي في لبنان في فندق (الأهرام) في شارع (فوش) القريب من المرفأ. وكنت أعمل 18 ساعة في اليوم، مع أني كنت متزوجاً وأسرتي معي في لبنان، وكانت إقامتي متنقلة بين لبنان والكويت، حسب مقتضيات العمل.

ـــــــ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15-10-2010, 09:53 PM
د.طارق البكري د.طارق البكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 16
افتراضي

الانتقال إلى المملكة العربية السعودية

بعد ذلك انتقل الشيخ أحمد للعمل في المملكة العربية السعودية بطلب من عبدالعزيز المطوع أيضاً، حيث عمل هناك ما بين عام 1950 إلى 1956، ويذكر الشيخ أحمد تلك المرحلة بالقول: كأنَّ الشيخ عبدالعزيز المطوع أراد أنْ يؤهلني لمعرفة المحيط التجاري في المنطقة، إضافة إلى العمل المصرفي دون قصد. وقد عملت في السعودية مع وكيليّ العم المطوع؛ وهما سعوديان (حمد السليمان وعبدالله العلي البسام) وكنت أسكن عندهما، لكني كنتُ أعمل باستقلالية تامة، وأدير أعمال تجارة الصرافة مع موظف اسمه عبدالله السند.

ويحدثنا الشيخ عن تلك الفترة قائلاً: كانت لنا علاقات مكثفة مع الهند، ومع لبنان كانت لنا اتصالات خفيفة في تجارة الأقمشة والحبوب. وقد عملت في التجارة العامة؛ مثل السيارات والإسمنت ومواد البناء والصرافة بين الرياض والخبر، وقد أحببت الخبر كثيراً وقضيت فيها أجمل أيام حياتي. ويذكر أنّه في نحو عام 1953 زاره في الخبر رئيس البنك الوطني في ذلك الوقت خالد الزيد الخالد بصحبة أحمد سعود الخالد وهو عضو في البنك، وعرضا عليه تأسيس فرع للبنك في الخبر يكون بإدارة الشيخ أحمد.. لكنَّه اعتذر ورفض العمل في بنك يتعامل بمعاملات لا تتوافق مع الشريعة الإسلامية.. ويضيف الشيخ أحمد: أحمد الله تعالى أني عشت حتى رأيت اليوم الذي تأسس فيه أخيراً بيت التمويل السعودي الكويتي في الخبر عام 2009، وبدء نشاطه رسمياً في يناير لمزاولة الأعمال المصرفية الشرعية، وكانت فرحتي غامرة، وحمدت الله وشكرته كثيراً على ذلك..

ويتابع: "وبعد أنْ أقمت في السعودية ست سنوات من أحلى أيام العمر، لأنّ جذوري من السعودية، وتحديداً من الحجاز ونجد، انتقلت مديراً عاماً لأعمال العم عبدالعزيز المطوع في الكويت بطلب منه، وظللت أعمل معه حتى عام 1972، أي لمدة تقارب الربع قرن، وقبيل بدء العمل الفعلي من أجل تأسيس بيت التمويل الكويتي".

ويكشف لنا الشيخ سبب تركه العمل مع العم عبدالعزيز المطوع بإنه كان يرغب بالعمل لحسابه الخاص، مبرراً ذلك بأنّ أبناء المطوّع أصبحوا شباباً وقد تربوا على العمل و"فيهم البركة". مشدداً على أنّه اكتسب من العم عبدالعزيز المزيد من الخبرة التجارية ولإدارية، "إضافة إلى الخبرة السابقة التي نهلتها من العم سليمان المسلم". ثم عاد ليكرر: "لقد كانت من أجمل أيام عمري السنوات التي قضيتها في الخبر من سنة 1950 إلى سنة 1956، وقبلها سنتان في بيروت".
يوسف عبدالعزيز الفليج
ويذكر الشيخ أحمد أنّه خلال فترة عمله مع المطوع، قابله الشيخ يوسف عبدالعزيز الفليج(1) عند مسجد السوق وقال له: "الآن عليك خدمة وطنك بعد هذه الغيبة خارج الكويت" - وكان عمر الشاب أحمد 28 سنة - ثم كلفه بعد ذلك بمدة قصيرة بحملة التبرع الشعبي الكويتي لصالح الشقيقة مصر(2).

وتوالت خلال تلك الفترة نجاحات الشيخ أحمد حيث شهد العام 1970 انضمامه إلى غرفة تجارة وصناعة الكويت، إلى جانب العضوية في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي، قبل أن تكون الفائدة البنكية من اختصاصه، وعندما أسند إلى البنك تحديد سعر الفائدة استقال منه. وبعد بنك الكويت المركزي عمل في جمعيات النفع العام مرة رئيساً ومرة عضواً في بعضها الآخر، ومن الجمعيات التي برز فيها جمعية الإصلاح الاجتماعي حيث شغل منصب أمين سر الجمعية لفترة من الزمن..

ويقول الشيخ: "حاولت في فترة السبعينيات تأسيس شركة أو بنك على المنهج الإسلامي، وكان دافعي لهذه الاستجابة لأمر الله تعالى بالابتعاد عن حرمة الربا في الأعمال التجارية، وكنت قبل عام 1956 راجعت أحد البنوك الوطنية لحثه على تقديم خدمات خاصة لمن يرغب في التعامل بالصفة الشرعية، إلا أنني لم أجد استجابة لديهم، وحينما كنتُ عضواً في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي طرحت في إحدى جلسات مجلس الإدارة موضوع ضرورة إنشاء مصارف إسلامية في ذلك الوقت، وبعد المناقشة المستفيضة وافقوا على ذلك، إلا أنهم أجلوا الموضوع إلى الجلسة التالية، ولم يذكر في المحضر ما تم بهذا الخصوص".

ويخبرنا الشيخ أحمد في هذا الخصوص: "طرحتُ فتح نوافذ إسلامية للبنوك التقليدية في الخمسينيات وأخّر الموضوع، ثمّ تمت الموافقة عليه في السبعينيات. واقترحتُ على البنك الوطني في الخمسينيات أنْ يعامل أصحاب الحساب الجاري معاملة إسلامية بحيث يستثمر أموالهم عن طريق العقار فلم يرد عليه مدير البنك في وقته".

ـــــــــــ

1 - يوسف عبدالعزيز الفليج تاجر كبير من تجار الكويت توفي عام 2004 عن عمر ناهز 95 عاماً، وكان يطلق عليه (أبو الفقراء) لكثرة مساعداته للناس. وهو عضو مؤسس لبنك الكويت الوطني، وغرفة تجارة وصناعة الكويت، وشركة ناقلات النفط الكويتية، والخطوط الجوية الكويتية، وشركة السينما الكويتية الوطنية، وكان أيضاً عضواً في اللجنة الشعبية لجمع التبرعات.

2 - اللجنة الشعبية لجمع التبرعات: عندما التقى الشيخ أحمد وبعد عودته إلى الكويت من رحلاته التجارية والوظيفـية المفعمة بالنشاط والحركة، شاء الله تعالى أن يلتقي بالحاج يوسف عبدالعزيز الفليج رحمه الله عند مسجد السوق، وكان حينئذ أمين صندوق اللجنة الشعبية لجمع التبرعات، بل ورئيسها الفعلي، فقال له كلمات لا يزال الشيخ أحمد يذكرها جيداً، ويقولها بكل دقة: "الآن يا أحمد عليك خدمة بلدك بعد هذه الغيبة خارج الكويت". وكان عمر أبومجبل آنذاك 28 سنة، فكانت هذه الكلمة من العم يوسف الفليج علامة فارقة فـي حياته، إذ جعلته ينتقل من الانشغال بهمه الخاص فقط، ليتحمل تكاليف العمل العام وخدمة وطنه الكويت وأبناء هذا الوطن العزيز، فكان له دور بارز فـي عدة مجالات إجتماعية وخيرية. ولقد زادت الثقة بين الرجلين بحيث كلفه الفليج ذات مرة بحملة التبرع الشعبي الكويتي من أجل مصر، وكانت حصيلة الحملة من أكبر التبرعات التي جمعتها اللجنة الشعبية فـي تاريخها، وكانت لمصلحة الشقيقة مصر عقب العدوان الثلاثي عليها عام 1956.


ثمار التجربة

ويرى الشيخ بعد كل هذه السنوات، وبعد كل تجاربه الطويلة، حيث أخبرنا قبيل الانتهاء من هذا الكتاب "أنّ من أسباب النجاح في كل ميدان؛ اختيار العنصر البشري، قائلا: "العنصر البشري اللي ما يفيد نفسه ما يفيدك".. ورأى الشيخ أنّ من أعظم الأمور في اختيار العنصر البشري النواحي الإيمانية، معتبراً أنّ من يعتقد بأهمية النواحي الإيمانية وفضل الأخلاق عليه لا يمكن أن ينفع نفسه، وبالتالي لا يستطيع أن ينفع غيره..

وقال: كنتُ وما زلت وسأبقى أشدد على هذه الناحية، فلا يجب التراخي أبداً بالناحية الشرعية مهما كانت الأسباب، فهي التي تعطي الإنسان دائماً دفعة إلى الخير وإلى الأمام.. وأرجو أن لا تتراخى المصارف الإسلامية في الناحية الإيمانية، حتى لا يصيبها الهزال، وعليها ألا تتساهل في ذلك أبداً.. وأكبر برهان على دور هذه الناحية في النجاح، النجاحات الكبرى التي حققتها المصارف الإسلامية، مثل بنك بنغلادش الإسلامي الذي أسسه بيت التمويل الكويتي، فقد بدأ فرعاً صغيراً أسس في دكا.. والآن لديه أكثر من 200 فرع، ويعمل فيه أكثر من عشرة آلاف موظف.. واستحق الدرجة الأولى على جميع المصارف في بلاده، بشهادة البنك المركزي في بنغلادش، والدليل الثاني (بيتك – تركيا)، والدليل الثالث: (بيتك – البحرين).. وكل ذلك بفضل من الله تعالى بسبب التمسك بالنواحي الشرعية دون تساهل أو تراخ.

العمل السياسي

كان للسياسة في حياة الشيخ دور كبير - لكنه محدود - من خلال خوضه انتخابات مجلس الأمة ثلاث مرات، الأولى كانت عام 1963 وحصل فيها على المركز العاشر، والثانية حصل فيها على المركز الرابع عشر عام 1967، في حين كان في المركز السادس في المرة الثالثة والأخيرة عام 1975، ومن بعدها ترك السياسة وتفرغ لتأسيس (بيتك) والعمل الاقتصادي والشرعي.

زواجه وأولاده
تزوج الشيخ أحمد مرتين: الأولى فـي عام 1948 والثانية فـي عام 1953، وعاش مع زوجتيه فـي بيت واحد بمنطقة السالمية، والآن فـي بيتين متجاورين بمنطقة الشعب، ويقول: "تزوجت وعمري 21 عاماً، وبعدها بنحو أربع سنوات تزوجت للمرة الثانية، وجمعت بين زوجتيَّ فـي بيت واحد، وهما الآن فـي بيتين متجاورين، ولا توجد بين الاثنتين مشكلة تذكر، وأولاد الأولى يزورون الثانية ويودونها، وأولاد الثانية يزورون الأولى ويودونها، والأمور تسير على خير والحمد لله، يسودها الوئام والمحبة... ولعل السبب فـي هذا يرجع إلى العدل، فمتى وجد العدل صلح كل شيء".

أمّا ما يتعلق بأولاده، فقد أكرمه الله تعالى بذرية طيبة، ورزقه الله بالبنين والبنات، وترتيبهم كالتالي:
ـ مجبل وهو أكبر أولاده، وبه يكنَّى، عميد سابق فـي الجيش الكويتي.
ـ عبد الله، مقدم طيار سابق.
ـ طلال، عميد ويرأس الحرس الأميري.
ـ عبدالعزيز، يعمل فـي بيت الزكاة، بدرجة وكيل وزارة مساعد، كمساعد للمدير
العام للشؤون الإدارية والمالية.
ـ سعد، ويعمل فـي شركة نفط الكويت.
ـ مصعب، مهندس بترول ولديه مكتب للتنقيب عن النفط.
ـ محمد يعمل مدير مشتريات في شركة (مركز سلطان). (تجديد المعلومات)
ـ بالإضافة إلى بناته. (المطلوب أسماؤهن وأزواجهن)

ومن أهم المبادئ التي اعتمدها الشيخ أحمد فـي تربية أبنائه تنشئتهم على الفضائل وتحذيرهم من الرذائل، وكان يقول لهم: "عليكم بالدقَّة قولاً وعملاً".. وكان يأمرهم بالصدق مع الله والنفس والناس، والابتعاد عن أي شيء يخدش كرامة الإنسان، والعمل بما يأمر به الإسلام والتخلق بأخلاقه. ويقول أبومجبل: "الحمد لله لأنّ الظاهر لي أنهم على النهج نفسه الذي أمرتهم به وسرت أنا عليه طوال حياتي، فهم مؤدبون مع الصغير والكبير، وأخلاقهم مفعمة بالاحترام، فلله الحمد والمنة".

ويستطرد قائلاً: "قد يظن بعض الناس - وهذا حق - أنّ الإخوة غير الأشقاء بشكل عام تقع بينهم مشكلات ويقوي كل طرف شوكته على حساب الآخر، فتذبل زهرة الود والتآخي بينهم وتنقطع شجرة المودة من أصولها، وينمو مكانها الحقد والبغضاء، ولكن أولادي بحكم تربيتهم السليمة لم يمروا ولله الحمد بمثل هذه المرحلة الحرجة فـي حياتهم، فالعلاقة بينهم علاقة ود ومحبة، وهم يبرون والدهم ويأتونه تباعاً، فبعضهم يأتيه بعد المغرب، والآخر بعد العشاء"، ويضيف ممازحاً ابنه عبدالعزيز: "إلا عبدالعزيز.. فإنّه يسهِّرني ويأتيني بعد الحادية عشرة ليلاً، وإذا عاتبته يقول لي: يا أبي أنا قاعد فـي خدمة بيت الزكاة".

*************



سيرة موجزة
- رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي منذ إنشائه وحتى عام 1993.
- رئيس جلسات هيئة الفتوى والرقابة الشرعية في بيت التمويل الكويتي منذ تأسيسها وحتى عام 1996، ورئيس الهيئة منذ عام 1997 وحتى الآن.
- يمتاز بخبرة تجارية واستثمارية ومصرفية تمتد لفترة طويلة بدأت منذ عام 1942، تقلّد خلالها العديد من المناصب القيادية في مؤسسات متعددة؛ وهو خبير اقتصادي في مجمع الفقه الإسلامي، كما يتولى مناصب قيادية لعدد من الهيئات واللجان الخيرية المحلية والعالمية .
- تلقى تعليمه في الكويت، وقد حضر على كثير من مشايخ العصر وأئمة العلم ، لكن أهم ما يميزه هو ما تلقاه من فقه المعاملات على الشيخ العلامة الدكتور بدر المتولي عبد الباسط، حيث جالسه وأخذ عنه على مدى 18 عاماً، مما أكسبه علماً وافراً في هذا الباب، وجمع بين الخبرة الاقتصادية والمعلومة الشرعية .
من مهماته:
- عضو مجلس إدارة البنك المركزي.
- رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي ورئيس مجلس إدارة بيت التمويل التركي.
- عضو مجالس إدارات الهيئه الخيريه الإسلاميه العالمية، وجمعية النجاة الخيرية، وجمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية، وأمين سر جمعية الإصلاح الإجتماعي.
- عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية.
- رئيس الهيئة الاستشارية التشريعية في بنك الكويت الدولي.
- رئيس هيئات الفتوى والرقابة في بنك بوبيان وشركات: أعيان للإجارة والاستثمار، المستثمر الدولي، ودار الاستثمار.
عضويات بالتأسيس:
1- بنك فيصل الإسلامي في السودان.
2- بنك دبي الإسلامي في دبي.
3- بنك بنجلاديش الإسلامي.
4- بنك بيتك تركيا.
5- بنك التنمية في مصر.
6- بنك البحرين الإسلامي.
***********

ختام الفصل الأول
كانت هذه بعض ملامح سيرة الشيخ أحمد بزيع الياســين، الذي لم يرغب بالتحدث كثيراً عن حياته الشــخصيّة، وكان يوصي في كل لقاءاتنا معه بأنْ نـركّز على الأمور الشرعية.. مردداً عند كل إنجاز: "بعون الله وتوفيقه"..

وفي الفصول التالية سنلقي الضوء على مراحل مثمرة وإنجازات مهمة في حياة الشيخ منذ تأسيس بيت التمويل الكويتي.. بعد استعراض بعض ملامح الرؤية الاقتصادية عنده، التي تتركــز في أســـاسها على محاربة الربا باعتباره رأس الشــــــرور والآثام..










رد مع اقتباس
  #6  
قديم 31-12-2010, 10:02 AM
د.طارق البكري د.طارق البكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 16
افتراضي

http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMN...0860&zoneid=17

المصدر
جريدة الانباء

«بيتك».. من رؤية شخص.. إلى عملاق العمل المصرفي الإسلامي

الخميس 30 ديسمبر 2010 الأنباء
:أدوات الربط


أضـف تعليقك :حجم الخط
لاشك ان الشيخ أحمد بزيع الياسين احد رموز العمل المصرفي الإسلامي ليس في تاريخ الكويت فحسب وإنما على مستوى العالم بعد ان استطاع ان يكون اول من بادر إلى فكرة تأسيس بنك يعمل وفق الشريعة الإسلامية في الكويت سعيا لتلبية مطالب العديد من الراغبين في هذا النوع من العمل المصرفي وهو ما احدث نقلة نوعية في تاريخ العمل المصرفي بعد ان قام بتأسيس بيت التمويل الكويتي.

ورغم ان تاريخ الشيخ احمد بزيع الياسين مع العمل الإسلامي المصرفي كبير جدا إلا ان د.طارق البكري استطاع من خلال إصدار خاص وفريد ان يوثق مسيرة الشيخ احمد بزيع الياسين من خلال كتاب «رؤية اقتصادية من المنظور الشرعي» متناولا ومؤرخا التجربة الشخصية لمؤسس ورائد العمل المصرفي الإسلامي في الكويت الشيخ أحمد بزيع الياسين.

ويستعرض الكتاب في فصوله الثمانية التجربة المصرفية الإسلامية بدءا من الرؤية مرورا بالفكرة وصولا إلى العمل المصرفي الإسلامي بشكله المؤسساتي في الكويت من خلال إنشاء بيت التمويل الكويتي (بيتك).

ويروي الكتاب في فصله الثالث مرحلة تأسيس بنك إسلامي في الكويت (بيت التمويل الكويتي) وتوجه الشيخ احمد بزيع الياسين في سبعينيات القرن الماضي الى طرح بيت التمويل الإسلامي ومبادرته لإطلاق الفكرة وعرضها على بعض المعنيين وبينهم وزيرا الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك يوسف جاسم الحجة والمالية عبدالرحمن سالم العتيقي.

ويذكر الكتاب بعد ذلك أنه تم عام 1977 تأسيس بيت التمويل الكويتي قبل ان يبدأ عمله رسميا في 28 اغسطس عام 1978 برأسمال بلغ عشرة ملايين دينار كويتي فقط وليكلف الشيخ الياسين بإطلاق العمل فيه ورئاسة مجلس إدارته.

ويشير الى ان الشيخ الياسين لم يكن من خريجي الجامعات وان دراسته التي عرفها جيله في الكويت كانت في مدرسة المباركية التي انطلق منها الى جامعة الحياة مستعرضا كيف انه بدأ عمله في ميدان التجارة في سن مبكرة وفق تعاليم وقيم الإسلام.

ويتحدث عن السيرة العملية للشيخ البزيع وتقلده العديد من المناصب والمهمات حيث كان عضوا في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي ورئيسا لمجلس إدارة بيت التمويل الكويتي ورئيسا لمجلس إدارة بيت التمويل التركي وعضوا في مجالس إدارات الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وعضوا في غرفة تجارة وصناعة الكويت فضلا عن العديد من المناصب الاخرى.

وفيما يلي استعراض لأهم ما جاء في الكتاب:

جاء الفصل الأول ليتناول النشأة والطفولة والشباب للشيخ أحمد بزيع الياسين حيث أوضح مؤلف الكتاب أنه كتب الكثير عن حياة هذا الشيخ الجليل، ومعظم ما نجده في المال والأعمال.. فمن النادر ان يتحدث عن نفسه، فأبلغ ما يتطلع إليه في مجالسه العامة والخاصة الحديث عن هم حمله يافعا، واستطاع بجدارة ثابتة وهمة عالية ان يزرع الاركان اولا ويرفع البناء لاحقا، ليترك للأجيال اللاحقة خلاصا من هذا الهم، فلم يكتف بوضع اللبنات فقط، او حجر الأساس كما يحلو للبعض ان يرمز إليه.. بل ثابر ودافع وجاهد وكافح، حتى اطمأن القلب وأدركت النفس فلاحها.. فالجهد أثمر وأينع.
وتاريخ الشيخ احمد بزيع الياسين طويل ممتد في العمل والبذل والعطاء.. ولد في السادس من شهر شوال من عام 1346هـ/ 1928م في ظروف حياة لا تشبه ظروف حياة جيل اليوم، ولا مجال للمقارنة على الاطلاق، فشتان ما بين تلك الايام الصعبة وبين اليوم.. أحب العلم منذ نعومة أظفاره، على قدر حبه للعب مثل أقرانه الصغار.. درس في الكتاتيب وهي دور التعليم التي كانت متوافرة في تلك الأيام قبل أن يدخل المدرسة.. وتتلمذ على يد عدد من العلماء مايزال يذكر فضلهم، من بينهم الملا بلال، استاذه الأول في الكتاب، ثم العالم الجليل الشيخ عبدالله النوري، وقد حفظ القرآن الكريم، وتعلم في الكتاب اللغة العربية والدين والحساب، إلى جانب حصص اللياقة البدنية، كما اهتم بالقراءات الدينية منذ صغره.
وقد التحق الطفل احمد بزيع الياسين بالمدرسة المباركية، وكان ذلك عام 1937 فكان من الأجيال المتقدمة فيها، وكان عمره تسع سنوات، وكان يملك حصيلة جيدة من التعليم الابتدائي استقاها من الكتاب، حتى إنه حين دخل المدرسة الابتدائية واختبره ناظر المدرسة الاستاذ احمد افندي نقله مباشرة الى الصف الرابع، وبقي في المدرسة يتدرج من عام إلى عام، حيث حصل على شهادة الصف الثاني الثانوي عام 1942 وهو آخر صف كان في المدرسة آنذاك.
الفصل الثاني
تناول الفصل الثاني من الكتاب بعض المفاهيم الاقتصادية في فكر الشيخ أحمد بزيع الياسين، من خلال إلقاء الضوء على كثير من المسائل، بإجمال مرة وتفصيل مرة اخرى، وهي ترتكز على أسس دينية شرعية، وعلى قيم أخلاقية إيمانية، تنبض بالحس الفقهي والوعي الإسلامي بكل تصرف أو عمل أو تقرير، وعلى هذا الأساس أنشأ الشيخ أحمد مع ثلة من الفرسان السباقين منارة بيت التمويل الكويتي.
وقال مؤلف الكتاب ان الشيخ أحمد بزيع الياسين يتميز بأنه صاحب بصمة بارزة في العمل المصرفي الإسلامي في الكويت والعالم، حتى استحق بالفعل ان يلقب بشيخ المصرفيين الإسلاميين، أو نقيبهم، ورائد الخدمات المصرفية الإسلامية في العصر الحديث، وقد وصفه فضيلة الشيخ د.عجيل النشمي بأنه «الفقيه الاقتصادي الذي لم يتخرج في كلية شريعة ولا كلية اقتصاد.. الرجل الذي لم أر أشد عداوة منه للربا وصروحه.. ولا أشد حماسة للمنهج الإسلامي». وللشيخ رأي معتبر حول العولمة التي يشهدها العالم، حيث يقول: إن في الاندماج المتكافئ قوة، وفي العالمية الاسلامية العدل، والتضامن ويسميها العالمية المتحررة من الجبرية والقهرية التي تتسم بها العولمة المفروضة على العالم بسلبياتها وإيجابياتها للسيطرة من خلالها على شعوب العالم، بعد ان تمت السيطرة من خلالها على كثير من انظمة العالم ومنذ اكثر من مائة عام، قال تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) الأنفال آية 30.
الفصل الثالث
ثم انتقل المؤلف للفصل الثالث ليستعرض تأسيس «بيتك» حيث راودت فكرة تأسيس مصرف إسلامي الشيخ احمد بزيع الياسين منذ بدء حياته المهنية وعزم على تنفيذها منذ سنوات عمره المبكرة، وفي مطلع السبعينيات من القرن الماضي قرر البدء بتنفيذ حلمه الاقتصادي الكبير، وذلك بالاستناد الى حرمة الربا في الأعمال التجارية والأسباب التي تناولناها فيما سبق من فصول، وقد اشرنا الى ان الشيخ راجع في عام 1956 ـ وكان لايزال شابا يافعا ـ أحد البنوك الوطنية الكويتية لحثه على تقديم خدمات خاصة لمن يرغب في التعامل بصفة مشروعة. الا انه لم يجد استجابة، فأحزنه ذلك كثيرا، كما انه يوم كان عضوا في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي طرح على مجلس الإدارة ضرورة إنشاء مصارف إسلامية غير ان الأماني لا تتحقق بسهولة.
وفي عام 1972 ذاع طموح الشيخ أحمد بضرورة تحويل البنوك التقليدية الى بنوك اسلامية، مما دعا وسائل الإعلام للسعي اليه للتعرف على فكرته وطموحه، ومن ذلك حوار أجرته اذاعة الكويت وعثرنا عليه بين أوراق الشيخ الخاصة. فقال له المذيع: ناديتم بإنشاء بنك إسلامي وتحويل البنوك التقليدية الحالية الى بنوك اسلامية تتبنى مبدأ الشريك المضارب، فهل يمكن توضيح ذلك؟
فأجابه الشيخ احمد بإسهاب في كلمة قال فيها: ان المسلمين في جميع أنحاء الأرض بحاجة قصوى للرجوع الى تعاليم الإسلام، دينهم الحنيف، والالتزام بتطبيقه في عباداتهم ومعاملاتهم، والدين الاسلامي علاوة على انه مجموعة من العبادات الروحية والبدنية، هو أيضا نظام متكامل وشريعة سماوية شاملة، نظم الخالق سبحانه وتعالى وشرع لخلقه وعباده من بني البشر ما يحتاجونه في هذه الحياة من أمور اجتماعية وسياسية واقتصادية، وما يمنى به المسلمون اليوم من هزائم متوالية، ما هو الا نتيجة لانحرافهم عن جادة الاسلام، الطريق السوي المستقيم.
واستحكمت الفكرة في قلب الشيخ وعقله مع مضي السنين لكنها لم تجد منفذا حقيقيا حتى ترى النور، الى ان زار الكويت ـ المرحوم بإذن الله تعالى ـ د.عيسى عبده إبراهيم في السبعينيات من القرن الماضي، فطرح فكرة تأسيس بيت تمويل إسلامي مع بعض السادة أمثال: عبدالله سليمان العقيل، ويوسف جاسم الحجي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك.. وغيرهما، فاستحسن الفكرة عبدالرحمن سالم العتيقي وزير المالية وقتها، وكانت له جهود متميزة في هذا العمل، وقد قابل وزير التجارة للحصول على الترخيص فعلم أحمد بزيع الياسين ان الدولة عزمت على تأسيس شركة مشابهة لفكرته، وقد استدعت عددا من الخبراء المصريين لإعداد دراسة وتصور لهذه الشركة. وكان بعض الكويتيين ووزارة المالية شاركوا قبل فترة بسيطة في تأسيس بنك دبي الإسلامي، وبعدها مباشرة جرى تحقيق حلم الشيخ أحمد بتأسيس «بيت التمويل الكويتي» وكلف الشيخ أحمد ببدء العمل فيه ورئاسة مجلس إدارته.
وهكذا تم التأسيس عام 1977، وبدأ عمله رسميا في 28 اغسطس 1978، وكان رأسماله في ذلك الوقت 10 ملايين دينار فقط، بنسبة 49% للمؤسسات الرسمية و51% للقطاع الخاص، وتم بدأ العمل بجزء من رأس المال (مليونان ونصف المليون دينار) في مكتب قريب من وزارة المالية في العاصمة، مجاور لشركة الاستثمارات الخارجية.
الفصل الرابع
وهكذا وبعد تأسيس «بيتك» جاء الفصل الرابع ليستعرض إنجازات «بيتك» موضحا ان البنك هو مؤسسة مالية إسلامية رائدة تتبع وتطبق المنهج الإسلامي في جميع تعاملاتها، فقد كان أول بنك إسلامي يتم تأسيسه في الكويت، بعمل دؤوب من جانب كثير من الخيرين وفي مقدمتهم الشيخ أحمد بزيع الياسين، وقد أصبح البيت اليوم من رواد وقادة العمل المصرفي الإسلامي في العالم، بفضل جهود ومتابعة يومية مباشرة لمدة 15 سنة متتالية من الشيخ أحمد خلال توليه قيادة البيت، رئيسا لمجلس الإدارة لـ 5 ولايات متتالية كما أسلفنا سابقا، إضافة الى جهود المدير العام السابق ورئيس مجلس الإدارة الحالي بدر عبدالمحسن المخيزيم، الذي تولى مهمة الشيخ أحمد بعد اضطلاعه بمهمة رئاسة هيئة الفتوى والرقابة الشرعية بدءا من عام 1993. ولاشك في ان الفترة التي تمتد منذ مرحلة التأسيس الى عام 1993 كانت فترة مهمة وخصبة جدا في تاريخ «بيتك» حيث كانت أول تجربة كبرى على مستوى العالم بمضمونها الاقتصادي الإسلامي، كما انها كانت فترة التأسيس والمنهجة والبناء والترسيخ والانطلاق نحو المستقبل، ومن المؤكد ان الشيخ أحمد لم يترك منصبه الإداري القيادي الكبير بصفته العقل المدبر لمختلف شؤون «بيتك» وهو في قمة عطائه، إلا بعد ان اطمأن تماما على متانة موقع «بيتك» وتماسك أركانه، وقدرته على الاستمرار بعيدا عن مرحلة المؤسس.. الى مرحلة المؤسسة.
الفصل الخامس
تناول الفصل الخامس الشركات التي أنشأها «بيتك» في مرحلة البدايات حيث قام البنك منذ إنشائه حتى نهاية تولي الشيخ أحمد بزيع الياسين رئاسة مجالس إدارات «بيتك» المتتالية بإنشاء شركات كثيرة، وذلك بفضل توسع «بيتك» وزيادة إمكاناته البشرية والمالية، كما ان تعاملاته المالية الإسلامية أثبتت مصداقيتها وبات الجميع يطلبها، وقد حرص «بيتك» على إنشاء عدد من الشركات.
الفصل السادس
استعرض الفصل السادس اتساع الإنجازات لتشمل المجال الاجتماعي للبنك فعلى الرغم من ان اعمال بيت التمويل الكويتي متخصصة في المجال الاقتصادي الاستثماري والمالي والمصرفي فان الشيخ احمد بزيع الياسين كان يرى ضرورة ان تدخل اغلب انشطة البيت في نطاق العمل الاجتماعي، مع تحقيق نسبة من الربح الحلال حيث ان «بيتك» قام اساسا تلبية لرغبة اجتماعية حققت امال الكويتيين في اسلوب اسلامي مصرفي يجنبهم شبهة التعامل الربوي. الفصلان السابع والثامن استعرض الفصلان السابع والثامن من الكتاب مجموعة من الكلمات والآراء والمقابلات مع الشيخ أحمد بزيع الياسين فبعد أن تضمنت الفصول السابقة تفاصيل مهمة وأساسية من حياة الشيخ أحمد بزيع الياسين، واطلعنا على كثير من آرائه ومواقفه، بشكل يلقي الضوء على كثير من إنجازاته منذ تسلمه دفة قيادة بيت التمويل الكويتي حتى تاريخ انتهاء ولايته الخامسة.









«بيتك».. من رؤية شخص.. إلى عملاق العمل المصرفي الإسلامي

الخميس 30 ديسمبر 2010 الأنباء
:أدوات الربط


أضـف تعليقك :حجم الخط
لاشك ان الشيخ أحمد بزيع الياسين احد رموز العمل المصرفي الإسلامي ليس في تاريخ الكويت فحسب وإنما على مستوى العالم بعد ان استطاع ان يكون اول من بادر إلى فكرة تأسيس بنك يعمل وفق الشريعة الإسلامية في الكويت سعيا لتلبية مطالب العديد من الراغبين في هذا النوع من العمل المصرفي وهو ما احدث نقلة نوعية في تاريخ العمل المصرفي بعد ان قام بتأسيس بيت التمويل الكويتي.

ورغم ان تاريخ الشيخ احمد بزيع الياسين مع العمل الإسلامي المصرفي كبير جدا إلا ان د.طارق البكري استطاع من خلال إصدار خاص وفريد ان يوثق مسيرة الشيخ احمد بزيع الياسين من خلال كتاب «رؤية اقتصادية من المنظور الشرعي» متناولا ومؤرخا التجربة الشخصية لمؤسس ورائد العمل المصرفي الإسلامي في الكويت الشيخ أحمد بزيع الياسين.

ويستعرض الكتاب في فصوله الثمانية التجربة المصرفية الإسلامية بدءا من الرؤية مرورا بالفكرة وصولا إلى العمل المصرفي الإسلامي بشكله المؤسساتي في الكويت من خلال إنشاء بيت التمويل الكويتي (بيتك).

ويروي الكتاب في فصله الثالث مرحلة تأسيس بنك إسلامي في الكويت (بيت التمويل الكويتي) وتوجه الشيخ احمد بزيع الياسين في سبعينيات القرن الماضي الى طرح بيت التمويل الإسلامي ومبادرته لإطلاق الفكرة وعرضها على بعض المعنيين وبينهم وزيرا الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك يوسف جاسم الحجة والمالية عبدالرحمن سالم العتيقي.

ويذكر الكتاب بعد ذلك أنه تم عام 1977 تأسيس بيت التمويل الكويتي قبل ان يبدأ عمله رسميا في 28 اغسطس عام 1978 برأسمال بلغ عشرة ملايين دينار كويتي فقط وليكلف الشيخ الياسين بإطلاق العمل فيه ورئاسة مجلس إدارته.

ويشير الى ان الشيخ الياسين لم يكن من خريجي الجامعات وان دراسته التي عرفها جيله في الكويت كانت في مدرسة المباركية التي انطلق منها الى جامعة الحياة مستعرضا كيف انه بدأ عمله في ميدان التجارة في سن مبكرة وفق تعاليم وقيم الإسلام.

ويتحدث عن السيرة العملية للشيخ البزيع وتقلده العديد من المناصب والمهمات حيث كان عضوا في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي ورئيسا لمجلس إدارة بيت التمويل الكويتي ورئيسا لمجلس إدارة بيت التمويل التركي وعضوا في مجالس إدارات الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وعضوا في غرفة تجارة وصناعة الكويت فضلا عن العديد من المناصب الاخرى.

وفيما يلي استعراض لأهم ما جاء في الكتاب:

جاء الفصل الأول ليتناول النشأة والطفولة والشباب للشيخ أحمد بزيع الياسين حيث أوضح مؤلف الكتاب أنه كتب الكثير عن حياة هذا الشيخ الجليل، ومعظم ما نجده في المال والأعمال.. فمن النادر ان يتحدث عن نفسه، فأبلغ ما يتطلع إليه في مجالسه العامة والخاصة الحديث عن هم حمله يافعا، واستطاع بجدارة ثابتة وهمة عالية ان يزرع الاركان اولا ويرفع البناء لاحقا، ليترك للأجيال اللاحقة خلاصا من هذا الهم، فلم يكتف بوضع اللبنات فقط، او حجر الأساس كما يحلو للبعض ان يرمز إليه.. بل ثابر ودافع وجاهد وكافح، حتى اطمأن القلب وأدركت النفس فلاحها.. فالجهد أثمر وأينع.
وتاريخ الشيخ احمد بزيع الياسين طويل ممتد في العمل والبذل والعطاء.. ولد في السادس من شهر شوال من عام 1346هـ/ 1928م في ظروف حياة لا تشبه ظروف حياة جيل اليوم، ولا مجال للمقارنة على الاطلاق، فشتان ما بين تلك الايام الصعبة وبين اليوم.. أحب العلم منذ نعومة أظفاره، على قدر حبه للعب مثل أقرانه الصغار.. درس في الكتاتيب وهي دور التعليم التي كانت متوافرة في تلك الأيام قبل أن يدخل المدرسة.. وتتلمذ على يد عدد من العلماء مايزال يذكر فضلهم، من بينهم الملا بلال، استاذه الأول في الكتاب، ثم العالم الجليل الشيخ عبدالله النوري، وقد حفظ القرآن الكريم، وتعلم في الكتاب اللغة العربية والدين والحساب، إلى جانب حصص اللياقة البدنية، كما اهتم بالقراءات الدينية منذ صغره.
وقد التحق الطفل احمد بزيع الياسين بالمدرسة المباركية، وكان ذلك عام 1937 فكان من الأجيال المتقدمة فيها، وكان عمره تسع سنوات، وكان يملك حصيلة جيدة من التعليم الابتدائي استقاها من الكتاب، حتى إنه حين دخل المدرسة الابتدائية واختبره ناظر المدرسة الاستاذ احمد افندي نقله مباشرة الى الصف الرابع، وبقي في المدرسة يتدرج من عام إلى عام، حيث حصل على شهادة الصف الثاني الثانوي عام 1942 وهو آخر صف كان في المدرسة آنذاك.
الفصل الثاني
تناول الفصل الثاني من الكتاب بعض المفاهيم الاقتصادية في فكر الشيخ أحمد بزيع الياسين، من خلال إلقاء الضوء على كثير من المسائل، بإجمال مرة وتفصيل مرة اخرى، وهي ترتكز على أسس دينية شرعية، وعلى قيم أخلاقية إيمانية، تنبض بالحس الفقهي والوعي الإسلامي بكل تصرف أو عمل أو تقرير، وعلى هذا الأساس أنشأ الشيخ أحمد مع ثلة من الفرسان السباقين منارة بيت التمويل الكويتي.
وقال مؤلف الكتاب ان الشيخ أحمد بزيع الياسين يتميز بأنه صاحب بصمة بارزة في العمل المصرفي الإسلامي في الكويت والعالم، حتى استحق بالفعل ان يلقب بشيخ المصرفيين الإسلاميين، أو نقيبهم، ورائد الخدمات المصرفية الإسلامية في العصر الحديث، وقد وصفه فضيلة الشيخ د.عجيل النشمي بأنه «الفقيه الاقتصادي الذي لم يتخرج في كلية شريعة ولا كلية اقتصاد.. الرجل الذي لم أر أشد عداوة منه للربا وصروحه.. ولا أشد حماسة للمنهج الإسلامي». وللشيخ رأي معتبر حول العولمة التي يشهدها العالم، حيث يقول: إن في الاندماج المتكافئ قوة، وفي العالمية الاسلامية العدل، والتضامن ويسميها العالمية المتحررة من الجبرية والقهرية التي تتسم بها العولمة المفروضة على العالم بسلبياتها وإيجابياتها للسيطرة من خلالها على شعوب العالم، بعد ان تمت السيطرة من خلالها على كثير من انظمة العالم ومنذ اكثر من مائة عام، قال تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) الأنفال آية 30.
الفصل الثالث
ثم انتقل المؤلف للفصل الثالث ليستعرض تأسيس «بيتك» حيث راودت فكرة تأسيس مصرف إسلامي الشيخ احمد بزيع الياسين منذ بدء حياته المهنية وعزم على تنفيذها منذ سنوات عمره المبكرة، وفي مطلع السبعينيات من القرن الماضي قرر البدء بتنفيذ حلمه الاقتصادي الكبير، وذلك بالاستناد الى حرمة الربا في الأعمال التجارية والأسباب التي تناولناها فيما سبق من فصول، وقد اشرنا الى ان الشيخ راجع في عام 1956 ـ وكان لايزال شابا يافعا ـ أحد البنوك الوطنية الكويتية لحثه على تقديم خدمات خاصة لمن يرغب في التعامل بصفة مشروعة. الا انه لم يجد استجابة، فأحزنه ذلك كثيرا، كما انه يوم كان عضوا في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي طرح على مجلس الإدارة ضرورة إنشاء مصارف إسلامية غير ان الأماني لا تتحقق بسهولة.
وفي عام 1972 ذاع طموح الشيخ أحمد بضرورة تحويل البنوك التقليدية الى بنوك اسلامية، مما دعا وسائل الإعلام للسعي اليه للتعرف على فكرته وطموحه، ومن ذلك حوار أجرته اذاعة الكويت وعثرنا عليه بين أوراق الشيخ الخاصة. فقال له المذيع: ناديتم بإنشاء بنك إسلامي وتحويل البنوك التقليدية الحالية الى بنوك اسلامية تتبنى مبدأ الشريك المضارب، فهل يمكن توضيح ذلك؟
فأجابه الشيخ احمد بإسهاب في كلمة قال فيها: ان المسلمين في جميع أنحاء الأرض بحاجة قصوى للرجوع الى تعاليم الإسلام، دينهم الحنيف، والالتزام بتطبيقه في عباداتهم ومعاملاتهم، والدين الاسلامي علاوة على انه مجموعة من العبادات الروحية والبدنية، هو أيضا نظام متكامل وشريعة سماوية شاملة، نظم الخالق سبحانه وتعالى وشرع لخلقه وعباده من بني البشر ما يحتاجونه في هذه الحياة من أمور اجتماعية وسياسية واقتصادية، وما يمنى به المسلمون اليوم من هزائم متوالية، ما هو الا نتيجة لانحرافهم عن جادة الاسلام، الطريق السوي المستقيم.
واستحكمت الفكرة في قلب الشيخ وعقله مع مضي السنين لكنها لم تجد منفذا حقيقيا حتى ترى النور، الى ان زار الكويت ـ المرحوم بإذن الله تعالى ـ د.عيسى عبده إبراهيم في السبعينيات من القرن الماضي، فطرح فكرة تأسيس بيت تمويل إسلامي مع بعض السادة أمثال: عبدالله سليمان العقيل، ويوسف جاسم الحجي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك.. وغيرهما، فاستحسن الفكرة عبدالرحمن سالم العتيقي وزير المالية وقتها، وكانت له جهود متميزة في هذا العمل، وقد قابل وزير التجارة للحصول على الترخيص فعلم أحمد بزيع الياسين ان الدولة عزمت على تأسيس شركة مشابهة لفكرته، وقد استدعت عددا من الخبراء المصريين لإعداد دراسة وتصور لهذه الشركة. وكان بعض الكويتيين ووزارة المالية شاركوا قبل فترة بسيطة في تأسيس بنك دبي الإسلامي، وبعدها مباشرة جرى تحقيق حلم الشيخ أحمد بتأسيس «بيت التمويل الكويتي» وكلف الشيخ أحمد ببدء العمل فيه ورئاسة مجلس إدارته.
وهكذا تم التأسيس عام 1977، وبدأ عمله رسميا في 28 اغسطس 1978، وكان رأسماله في ذلك الوقت 10 ملايين دينار فقط، بنسبة 49% للمؤسسات الرسمية و51% للقطاع الخاص، وتم بدأ العمل بجزء من رأس المال (مليونان ونصف المليون دينار) في مكتب قريب من وزارة المالية في العاصمة، مجاور لشركة الاستثمارات الخارجية.
الفصل الرابع
وهكذا وبعد تأسيس «بيتك» جاء الفصل الرابع ليستعرض إنجازات «بيتك» موضحا ان البنك هو مؤسسة مالية إسلامية رائدة تتبع وتطبق المنهج الإسلامي في جميع تعاملاتها، فقد كان أول بنك إسلامي يتم تأسيسه في الكويت، بعمل دؤوب من جانب كثير من الخيرين وفي مقدمتهم الشيخ أحمد بزيع الياسين، وقد أصبح البيت اليوم من رواد وقادة العمل المصرفي الإسلامي في العالم، بفضل جهود ومتابعة يومية مباشرة لمدة 15 سنة متتالية من الشيخ أحمد خلال توليه قيادة البيت، رئيسا لمجلس الإدارة لـ 5 ولايات متتالية كما أسلفنا سابقا، إضافة الى جهود المدير العام السابق ورئيس مجلس الإدارة الحالي بدر عبدالمحسن المخيزيم، الذي تولى مهمة الشيخ أحمد بعد اضطلاعه بمهمة رئاسة هيئة الفتوى والرقابة الشرعية بدءا من عام 1993. ولاشك في ان الفترة التي تمتد منذ مرحلة التأسيس الى عام 1993 كانت فترة مهمة وخصبة جدا في تاريخ «بيتك» حيث كانت أول تجربة كبرى على مستوى العالم بمضمونها الاقتصادي الإسلامي، كما انها كانت فترة التأسيس والمنهجة والبناء والترسيخ والانطلاق نحو المستقبل، ومن المؤكد ان الشيخ أحمد لم يترك منصبه الإداري القيادي الكبير بصفته العقل المدبر لمختلف شؤون «بيتك» وهو في قمة عطائه، إلا بعد ان اطمأن تماما على متانة موقع «بيتك» وتماسك أركانه، وقدرته على الاستمرار بعيدا عن مرحلة المؤسس.. الى مرحلة المؤسسة.
الفصل الخامس
تناول الفصل الخامس الشركات التي أنشأها «بيتك» في مرحلة البدايات حيث قام البنك منذ إنشائه حتى نهاية تولي الشيخ أحمد بزيع الياسين رئاسة مجالس إدارات «بيتك» المتتالية بإنشاء شركات كثيرة، وذلك بفضل توسع «بيتك» وزيادة إمكاناته البشرية والمالية، كما ان تعاملاته المالية الإسلامية أثبتت مصداقيتها وبات الجميع يطلبها، وقد حرص «بيتك» على إنشاء عدد من الشركات.
الفصل السادس
استعرض الفصل السادس اتساع الإنجازات لتشمل المجال الاجتماعي للبنك فعلى الرغم من ان اعمال بيت التمويل الكويتي متخصصة في المجال الاقتصادي الاستثماري والمالي والمصرفي فان الشيخ احمد بزيع الياسين كان يرى ضرورة ان تدخل اغلب انشطة البيت في نطاق العمل الاجتماعي، مع تحقيق نسبة من الربح الحلال حيث ان «بيتك» قام اساسا تلبية لرغبة اجتماعية حققت امال الكويتيين في اسلوب اسلامي مصرفي يجنبهم شبهة التعامل الربوي. الفصلان السابع والثامن استعرض الفصلان السابع والثامن من الكتاب مجموعة من الكلمات والآراء والمقابلات مع الشيخ أحمد بزيع الياسين فبعد أن تضمنت الفصول السابقة تفاصيل مهمة وأساسية من حياة الشيخ أحمد بزيع الياسين، واطلعنا على كثير من آرائه ومواقفه، بشكل يلقي الضوء على كثير من إنجازاته منذ تسلمه دفة قيادة بيت التمويل الكويتي حتى تاريخ انتهاء ولايته الخامسة.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 31-12-2010, 08:51 PM
2ar 2ar غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 47
افتراضي

جزاك الله خير على هذا الموضوع
انا شخصيا غير مقتنع بمعاملات بيت التمويل وخاصة ما يسمى التورق
واخر فتوى من مجمع الفقه الاسلامي العالمي بجدة
حثت على التوقف عن التعامل به لكونه تحايل على الشرع
http://www.aawsat.com/details.asp?se...&issueno=11669
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشيخ أحمد الجابر IE التاريـــخ الأدبي 7 10-10-2020 04:48 PM
الشاعر السيد عبدالمحسن السيد أحمد الرفاعي عتيج الشخصيات الكويتية 11 27-01-2012 03:22 PM
الأستاذ : أحمد ياسين على الياسين الياسين الشخصيات الكويتية 5 22-04-2010 02:30 PM
الياسين (طه) الحداق بن ياسين جبلة 10 24-06-2009 03:01 AM
الياسين (جبلة) Bajalee Q8 جبلة 9 15-06-2009 10:19 AM


الساعة الآن 12:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت