راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > البحوث والمؤلفات
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-10-2008, 12:03 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي مختصر سبائك العسجد (عثمان بن سند) إبراهيم الخالدي



مختصر يخلص الكتاب من السجع وزخرفات البديع:
سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد




عثمان بن سند أديب ومؤرخ كويتي الأصل تغرب في طلب العلم والرزق حتى استقر في البصرة في السنوات العشرين من حياته حيث تولى إدارة إحدى المدارس العلمية هناك ثم اتصل بوالي بغداد داود باشا، وألف في سيرته كتاباً كبيراً، وتوفي ببغداد سنة 1242هـ (1827م).
ولعل أفضل من ترجم لحياة ابن سند، وإثبات انتمائه للكويت هو أستاذنا الدكتور خليفة الوقيان في كتابه القيم (الثقافة في الكويت) حيث أوضح أنه من مواليد قرية الدشت بجزيرة فيلكا سنة 1180هـ (1766م) لأسرة تعنى بالعلوم الشرعية، وكان والده إماماً لمسجد القرية، وبعد تلقيه العلوم عن والده وعلماء الجزيرة انتقل عثمان إلى الكويت، وألف فيها منظومة شرعية أسماها (الدرة الثمينة)، وسماه ناسخ المخطوطة: (عثمان بن سند بن راشد بن عبد الله بن راشد المالكي مذهباً، والقادري مشرباً، والفيلكاوي مولداً، والقرين مسكناً)
ورغم أننا نقرأ أحياناً نسبة ابن سند للبصرة، فهذا من زيادات من طبعوا كتبه في بومباي، وهم من أهل البصرة والعراق، ولكونه درّس في البصرة، وتوفي في بغداد، ودفن بمقبرة معروف الكرخي ظنوه بصرياً أما هو فلم يذكر هذه النسبة بخط يده أبداًَ.
ولم يطبع من مؤلفات ابن سند سوى كتابيه (مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود)، وقد طبع أولاً مختصراً على يد أمين الحلواني سنة 1886م ثم أعيد طبعه بتعليق محب الدين الخطيب سنة 1951م، وبعنوان (خمسة وخمسون عاماً من تاريخ العراق) ثم طبع كاملاً محققاً في بغداد سنة 1991م.
وكتابه الثاني هو (سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد)، وقد طبع كاملاً دون اختصار في بومباي سنة 1315هـ (1897م)، وإن كان في آخره تاريخ آخر لإكمال تنضيد الكتاب، وهو 15 محرم 1306هـ (الجمعة 21 سبتمبر 1888م).
وفي كتابي ابن سند السابقين مشكلة في الأسلوب، فهو سجّاع منمق يحول الكتاب إلى قطعة أديبة مطولة لا تتوافق مع ما يريده القارئ من كتاب التاريخ من معلومات وفوائد تاريخية، ولهذا اختصر الحلواني كتاب (مطالع السعود)، وجعله متداولاً بين الباحثين بينما ظل (سبائك العسجد) على حالته من سجع وبديع، ولهذا قل وجوده، ولم تعد طباعته بعد طبعته الأولى التي مر عليها الآن أكثر من قرن وعقد من الزمان.
ولذا قررت أن أقدم للقارئ مختصراً لسبائك العسجد، ومحتوياته بلغة عصرية سهلة، وهو اختصار يقدم صورة جيدة عما في الكتاب من تراجم ومعلومات، ولكنه لا يغني عن أصل الكتاب، وذلك لأهمية الكتاب في نظري، وذكره المبكر للكويت، ولأنه يتكلم عن تاجر من تجار الكويت في بداية تاريخها الحديث:


وهذا نص الاختصار

((بعد حمد الله تعالى، والصلاة على نبيه المصطفى، وعلى آله وأصحابه، فإني كنت في مجلس للأدباء، فتناشد البعض أشعاراً في مدح (أحمد بن رزق الأسعد)، فتتبعت أخباره، وجميل صفاته، فوجدته منفرداً في عصره مرتفعاً على أقرانه.
وينتمي أحمد إلى بلدة صغيرة على ساحل بحر العدان تدعى (الكويت)، وظهرت مكارمه منذ الصغر، ويحكى أن شاعراً أسمعه أبياتاً في مدحه وهو في العاشرة من عمره، فكساه بردته، ولمّا سمع أبوه بهذا فرح، واستبشر بذلك.
والكويت لم تعمّر قبل ورود أبيه إلا بقليل، ويسكنها (بنو عتبة)، وهم جماعات متباينة النسب، ويجمعها الانتساب إلى قبيلة عنزة بن أسد.
وكان حاكمها عند وصول أبيه الشيخ عبد الله بن صباح الذي احتفى بمحمد رزق الأسعد، وصار يرجع إليه الرأي والمشورة، وكانت بداية ثروته ثلاثة دنانير اقترضها من الوالي، فتاجر بها باللؤلؤ حتى بلغت ثلاثمائة دينار خلال فترة قصيرة كما ذكر جليسه الشيخ محمد بن سلوم.
وفي سنة 1188هـ انتقل محمد رزق الأسعد إلى (الأحساء)، فذاع صيته بالكرم ثم انتقل بعد ذلك إلى (الزبارة)، فأقام هناك مع خليفة بن محمد العتبي، واشتركا في تعميرها، وبناء مساجدها ومدارسها حتى توفى محمد رزق مخلّفاً ولده أحمد في محله.


أصحاب الأسعد

ورافقه وجالسه الشيخ علي بن فارس، وكان من المقربين له حتى أنه قيل: (إذا قال ابن فارس له وهو سقيم.. قم. قام وهو مما يشكوه سليم)، وذلك لعلمه وظرفه ونجابته، ومن كرم ابن فارس ما أخبرنا به بعض الرواة أن سائلاً اعترض طريق أحمد، فقال لمرافقيه: (ما
نعطيه؟)، فقالوا: (أعطه درهمين، فإنهما غاية طموحه)، فقال: (هذا اللائق به لا بنا)، ونزع ملابسه، فكساه!
وبلغ من فضل ابن فارس أن صار وزيراً لوالي أوال (حاكم البحرين) أحمد بن محمد، فزيّن هذا المنصب بآرائه وعزمه.
ومن جلساء أحمد الأسعد أيضاً: الشيخ عبد العزيز بن موسى الهجري الذي درس على يد راشد بن خنين، والأخير عالم حافظ لأمهات الكتب الأدبية والفقهية. رحل إلى البصرة وبغداد والحرمين وما والاهما من البلاد ثم انتقل من بلاده نجد إلى الزبارة في قطر، وأخذ عنه عبد العزيز النحو والمعاني كما أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد الكردي الذي قرأتُ (أي المؤلف ابن سند) عليه النحو والصرف وبعض دواوين العرب، وذلك في الأحساء.
وممن درس عليهم عبد العزيز: الفاضل محمد بن عبد اللطيف الشافعي الأحسائي، فوقعت بينهما مراسلة وإجازات ومساجلة، وظل عبد العزيز متصدراً مجلس الأسعد حتى توفي سنة 1222هـ.
والشيخ راشد بن خنين قدم الزبارة، وهي في غاية عمرانها، فوفد على أحمد الأسعد، فأكرمه، واشتغل بالتدريس، ونشر العلم بها، فحاز مكانة كبيرة في الزبارة حتى توفي.
أما الشيخ عبد الله بن محمد الكردي البيوتشي فقد رحل صغيراً إلى بغداد والشام، وتعلم حتى صار من العلماء المبرزين ثم رحل إلى الحرمين، وبعدهما إلى الأحساء، فالزبارة حيث التقى بالأسعد، فقدمه في مجلسه مدة تحوّل بعدها إلى أوال (البحرين) لدى الوزير علي بن فارس، فطاب له المقام حتى انتقل إلى البصرة، فالتقى بالشيخ أحمد بن درويش العباسي، وشرع في تأسيس مدرسة وقفها له العباسي، ولكن الرجلين ماتا قبل افتتاحها سنة 1211هـ، فتولى الأسعد ذرية الكردي بالعناية.
أما الشيخ محمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشافعي الأحسائي المذكور آنفاً فقد درس على يد أبيه، وتنقّل في العلوم الشرعية واللغوية حتى قدم الزبارة في طريقه للحج، واجتمع بفضلائها، وبلغ فيها مكانة عظيمة، ونال من كرم الأسعد ثم وفد على سلطان عمان، فأكرمه، وانتقل بعد ذلك إلى اليمن في طريقه إلى الحج وزيارة المدينة ثم عاد إلى بلده، فأقام سبع سنوات ثم عاد إلى الزبارة، فالتقى بالأسعد ، فجالسه ونال عطاءه، وأراد بعد ذلك الحج ثم العودة إلى بلاده، فمات قبل وصوله إلى بلده سنة 1221هـ، فحزن عليه، وأرسل العطايا إلى ورثته.
وممن صاحب الأسعد إبان شبابه: الحاج عثمان بن سليمان بن داوود البصري القرشي التيمي، وقد ولد حوالي 1170هـ، ونشأ في البصرة، فقرأ الأدب، ونظم الشعر كما عمل بالتجارة، ولكن استيلاء الفرس على البصرة (سنة 1189هـ) دعاه للانتقال إلى الهند فترة عاد بعدها بعد انسحاب الفرس (سنة 1193هـ).
وقد التقى الحاج عثمان بأحمد الأسعد وجالسه، فقدمه لذكائه وفهمه، فتولى أمواله مدة، وكان الأسعد يستشيره من الزبارة، وعثمان في البصرة، فيجيبه بفهم عال، وقد سكن الزبارة فترة في طريقه إلى الحرمين، وكان برفقته (محمد بن عبد اللطيف)، وعاد البصري إلى مدينته حتى توفى سنة 1226هـ.
وممن عرف بصحبة الأسعد: الشيخ ناصر بن سليمان بن سحيم العالم الأديب، وهو ممن أخذ العلم عن محمد بن عبد الله بن فيروز، وعن ابنه عبد الوهاب وغيرهما كابن سلوم والكردي، وقد انتقل ابن سحيم من نجد يافعاً إلى هجر، والتقى بالأسعد هو وشيخه الأحسائي مدة ثم انتقلا إلى البصرة حيث تولى مشيخة المدرسة السليمانية، وعندما توفي الأحسائي تولي ابن سحيم مكانه، وكان ممن يجالسه ويأخذ عنه الشيخ عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن جامع الأنصاري الخزرجي، وكان أبوه من العلماء البارزين.
وعثمان بن جامع درس على ابن فيروز كابنه، وولي القضاء، ورحل إلى مكة والمدينة، وابنه عبد الله رحل إلى اليمن في طلب العلم، ودخل مكة والمدينة، وبلغ مكانة كبيرة عند أحمد الأسعد.
ومن سمّار الأسعد أيضاً: الحاج بكر لؤلؤ بن أحمد البصري القطري الزباري، والذي نشأ بالبصرة، واتصف بالعلم والكرم حتى انتقل عند حصار الفرس للبصرة، وسكن الزبارة، ونال فيها مكانة مرموقة، وبنى في الأحساء مدرسة أو مدرستين، ومسجداً في الزبارة، واستقدم له العلماء، وعندما أحس باقتراب منيته أسقط الديون التي له على الناس، وتوفي سنة 1202هـ.
ومن أصحاب الأسعد أيضاً: أحمد بن الشيخ درويش العباسي الكوازي البصري، وكان يراسله من البصرة، وإن لم يلتق بالأسعد، وقد نشأ الكوازي في البصرة، واشتهر بالكرم والفضل، ومدحه الشعراء، وقد سافر لمكة للحج، ولما وفد في طريقه على ابن سعود في الدرعية استقبله، وكرّمه، وأرسل معه خدماً لمرافقته حتى عاد من الحج، فأكرم الخدام بالخلع والعطايا، وبقي في البصرة حتى توفي سنة 1212هـ.
ومن معاصري الأسعد ومعاشريه: محمود بن عبد الرحمن الرديني البصري، وهو علوي النسب، وقد ولاه الشيخ ثويني بن عبد الله شيخ المنتفق أمر البصرة، فحكم بالعدل، ورد هجمات بني كعب عنها، وبنى في البصرة مدرسة، وأول من تولى أمر تلك المدرسة الشيخ محمد بن عبد العزيز بن عبد القادر لعدة أعوام حتى توفى بعد عودته من الحج، فتولاها بعده الشيخ عبد الله بن جامع شهراً أو شهرين ثم عزل نفسه، وبقيت دون مدير لها حتى تولاها مؤلف هذا الكتاب (عثمان بن سند)، وقد توفي الرديني سنة 1229هـ.
وممن عاصر الأسعد أيضاً: نقيب أشراف البصرة السيد رجب بن مصطفى الرفاعي، وهو من أهل الفضل والكرم.
وممن وفد على الأسعد أيضاً: قاضي البصرة عبد الله الرحبي، وقد نشأ في بغداد، واشتغل بالعلم منذ الصغر، وتولى الإفتاء في الحلة ثم تولى قضاء البصرة سنة 1214هـ، فالتقى بأحمد الأسعد، واستمرت الصلات بينهما باللقاء والمراسلة، وهو حنفي المذهب قرض بعض مؤلفات (ابن سند).
وممن راسل الأسعد: حاكم البصرة عبد الله أغا بن سليمان ، وقد نشأ في بغداد، فقرأ الأدب في سن السابعة، وبرز في النظم والخط، وقدم للبصرة حاكماً، فعمرها، وقمع أعداءها، وفي أيامه حكمه قدم البصرة الشيخ محمد بن عبد الله بن فيروز، فأكرمه، وبنى له فيها جامعاً، فأرسل أحمد الأسعد من الزبارة إلى عبد الله أغا هدايا، ولم يلتقيا حتى عزل عن البصرة، وولاه والي بغداد على ماردين فترة ثم عزل، وعاد إلى بغداد حتى جرت (وقعة خالد)، فسجن عبد الله أغا مع خالد في القلعة ثم قتل خالد، وعاد عبد الله إلى البصرة أسيراً، ففك الأسعد قيده، وسيره بالمركب إلى بوشهر، وأقام بها سنة 1219هـ.
وممن عرف الأسعد، وروى أخباره: السيد عمر أفندي دفتردار البصرة، وهو علوي النسب متصفاً بالكرم والعلم، وقد نشأ في بغداد، وقرأ القرآن والأدب، والتقى بأحمد الأسعد، ونال من كرمه، ومدحه.
وممن أدرك الأسعد وعاصره: حاكم البصرة سليم أغا، والذي قدم البصرة حاكماً سنة 1221هـ، فنشر بها العدل، وأحيى المدارس والعلوم.
وفي سنة 1224هـ أرسل سليم أغا إلى نقيب أشراف البصرة يطلب منه قراءة جامع البخاري، فقرأه عليه مؤلف الكتاب (عثمان بن سند) بحضور أعيان الدولة.
وممن رحل إلى الأسعد وصاحبه: الشيخ عبد الله بن داود النجدي، وقد ولد في (حرمة) من قرى نجد، فقرأ الفقه على الشيخ التويجري ثم انتقل بأهله وماله إلى البصرة القديمة (الزبير) ثم رحل إلى الشام، فالتقى بمشايخها، وتعلم منهم ثم ارتحل ليأخذ العلم عن الشيخ محمد بن عبد الله بن فيروز، فقرأ عليه كتاب التجريد في الأصول، فلقي في سفرته هذه أحمد الأسعد، فأكرمه، وعاد النجدي إلى الزبير حتى توفي سنة 1212هـ، ودفن في مقبرة الزبير.


انتقال الأسعد إلى البصرة

وبعد ذكر أصحاب أحمد الأسعد يعود المؤلف إلى ذكر أخباره، فيشير إلى أنه لما غرق له مركب يحمل أموالاً كثيرة، فصبر، ولم يضجر، ولما توجه كتخدا بغداد علي باشا إلى الأحساء لمحاربة الدولة السعودية (سنة 1213هـ) أرسل إلى آل خليفة يطلب مساعدتهم، فبادر أحمد الأسعد لمساعدة الكتخدا بالهدايا والإبل والأموال، فاستحسنها، وكان حاضراً لوصول الهدايا السيد محمد بك الشاوي، فأثنى الشاوي على الأسعد، واقترح على الكتخدا أن يكافئه بإعفاء أموال الأسعد من الضرائب، وبعث له بوفد يشكره على هديته.
وأرسل الأسعد بكتاب نظمه الشيخ صالح بن سيف النجدي الحنبلي، وابن سيف كان قد رحل من نجد إلى الزبارة، وأخذ العلم عن ابن فيروز، والتقى بأحمد الأسعد، فولاه ديوان الكتابة، والتدريس والخطابة بجامعه.
وعندما انسحب الكتخدا، وفك الحصار، ووصل الخبر إلى الزبارة أمر الأسعد أهلها بالرحيل إلى جزيرة أوال (البحرين) خوفاً من استيلاء الأعداء عليها، ونزل الأسعد في بلدة (جو) بالبحرين، وعمرها حتى جرت الحرب بين حكام البحرين وسلطان عمان، واستولى السلطان على البحرين، فالتجأ حكام البحرين إلى ابن سعود الذين ساعدهم بالرجال، فدخلوا البحرين بعد انسحاب سلطان عمان، واستعادوا البحرين، وكان أحمد الأسعد قد ترك البحرين قبل ذلك، وانتقل إلى البصرة.
فلما علم والي بغداد بوصول الأسعد أرسل إليه بالهدايا، وخيره في المكان الذي ينزله، فنزل موقعاً قربها سنة 1215هـ، وعمره حتى صار بلدة مزدهرة، واستقدم لها علماء كالشيخ محمد بن علي بن سلوم المولود سنة 1160هـ، والذي رحل من نجد إلى الأحساء، فأخذ العلم عن ابن فيروز، وانتقل إلى العراق، واشتهر بالعلم.
ومن صحب الأسعد: عبد المحسن بن مسلّم، وهو ظريف ذو نكت مضحكة، وقد هاجر من نجد في شبابه، وصحب الأسعد.
وكان وكيل أموال الأسعد هو: سليمان بن حمد المولود سنة 1171هـ.
ومن أصحاب الأسعد: محمد بن سيف النجدي البصري، والذي ولد في نجد سنة 1175هـ، ورحل مع أبيه إلى الأحساء، وقرأ القرآن، ودرس العلم، وكان أحمد الأسعد يحبه لتقواه وصدقه وصفاء سريرته.
ومن مجالسي الأسعد: الحاج يوسف بن يحيى الزهير المولود في الزبير، وقد اشتغل بالتجارة منذ الصغر، فلما جاء الأسعد إلى البصرة صار الزهير من متصدري مجلسه، وقد توفي سنة 1239هـ.
ومن أصفياء الأسعد: الشيخ إبراهيم بن جديد، والذي رحل إلى الشام لطلب العلم ثم عاد إلى بلده، فمر ببغداد، ورحل إلى الأحساء، فأخذ العلم عن ابن فيروز ثم نزل الزبير بعد ذلك، فتولى القضاء والتدريس بها، وهو معروف بالكرم والزهد والحلم.
أما الشيخ محمد بن عبد الله بن فيروز، فقد ولد في هجر، وكف بصره صغيراً، وجد في طلب العلم، وأخذ العلم عن الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف، والشيخ محمد بن عبد الرحمن بن عفالق ثم انتقل لطلب العلم إلى الحرمين، فأخذ عن عالم المدينة الشيخ أبي الحسن السندي الحنفي ثم عاد إلى وطنه، فحاز مكانة عالية عند الخاصة والعامة حتى اضطرته الفتن للرحيل إلى الزبارة، فأكرمه أحمد الأسعد ثم رحل ابن فيروز إلى البصرة، فتولى التدريس بمدرسة السليمانية، فراسله والي بغداد، وقد درس مؤلف هذا الكتاب (عثمان بن سند) على ابن فيروز، وممن درس على ابن فيروز ابنه الشيخ عبد الوهاب، وقد ولاه الشيخ ثويني بن عبد الله شيخ المنتفق الأحكام في البصرة لما استولى على البصرة، وبعد عزل ثويني عاد عبد الوهاب بن فيروز إلى الأحساء، فتوفي بعد أشهر من وصوله سنة 1200هـ بينما توفي والده سنة 1216هـ، ودفن في مقبرة الزبير.
ويعرّف الكتاب أيضاً بآل عبد الرزاق، وهم إبراهيم، وأبناؤه عبد الوهاب وسالم، وهم من أجلاء أصحاب أحمد الأسعد، ومن أهل الكرم والفضل، والشيخ إبراهيم آل عبد الرزاق، وهو ذو علم وصدقات، وكان من أصحاب رزق الأسعد قبل ابنه، وولداه عبد الوهاب وسالم من أصحاب أحمد الأسعد، ومن أهل الكرم والفضل.


وفاة الأسعد وذريته

واختتم الكتاب بذكر وفاة أحمد بن رزق الأسعد سنة 1224هـ، وما قال فيه المؤلف من المراثي، وقد أعقب خمسة من الأولاد، وهم محمد المولود في الزبارة سنة 1195هـ، وقد قام مقام أبيه بعد وفاته، ونظمت فيه المدائح، وثانيهم يوسف المولود في الزبارة سنة 1200هـ، وثالثهم عبد المحسن المولود في الزبارة سنة 1202هـ، ورابعهم خالد المولود سنة 1207هـ، وخامسهم عبد العزيز المولود سنة 1209هـ.
وهنا يختتم عثمان بن سند كتابه بالحمد لله (عز وجل) والصلاة على أشرف الأنام)).
وقد ذيل الكتاب بكلمة لطابعه جاء فيها:
(تم بحمد الله طبع كتاب سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد تأليف الإمام الأوحد والعلامة المفرد الشيخ عثمان بن سند البصري رحمه الله بمنه وكرمه، وقد اشتمل هذا الكتاب على تراجم أعيان البصرة، ومشايخ الزبارة والبحرين والكويت، وبعض أعيان نجد والبلاد العراقية الذين كانوا في أوائل القرن الثالث عشر من الهجرة النبوية، وما تضمنه من إيراد فضائلهم السنية، ومحاسنهم الفائقة البهية، وقد جرى طبعه بطبعة البيان الكائنة بمنبي مشمولاً بنظر مالك المطبعة حضرة السيد محمد رشيد بن المرحوم السيد داود السعدي على ذمة صاحب الفضيلة الأبدية والهمة العلية الفاخرة خضرة الشيخ عبد الله أفندي العباسي الشهير بباش أعيان دام كما رام، وبلغ ما شاء بعون الله الملك المنان، وكان الإتمام على هذا النظام في الخامس عشر من شهر محرم الحرام سنة 1306هـ).

التعديل الأخير تم بواسطة الأديب ; 09-11-2008 الساعة 11:04 AM.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-10-2008, 12:24 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

ولدي على كلام الأخ الباحث بعض التعقيبات اليسيرة بإذن الله
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-10-2008, 12:20 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
Smile

ما ذكره الباحث مشكور بالجملة، ولدي تعقيب عليه:


أولاً: تسمية العمل بالاختصار [مختصر سبائك العسجد] غير سديد في نظري.
لأن الكاتب أعاد صياغة المختصر بلغة عصرية سهلة ومقربة للقراء والمتصفحين، وهذا ليس اختصاراً للكلام وإنما تعبير عنه !

فكان جديرً بأن يسميه : "تهذيباً" والتهذيب كلمة تشتمل على معاني التغيير والتصرف بما يقتضيه حال المتلقي، هذه واحدة.

ثانياً: يقول الأخ الفاضل

اقتباس:
ولعل أفضل من ترجم لحياة ابن سند، وإثبات انتمائه للكويت هو أستاذنا الدكتور خليفة الوقيان في كتابه القيم (الثقافة في الكويت) حيث أوضح أنه من مواليد قرية الدشت بجزيرة فيلكا سنة

.


قد احترز الكاتب لنفسه بقوله (لعل) وهو احتراز جيد، لكن لم يظهر وجه الأفضلية في كتاب الأستاذ الكبير البحاثة الوقيان على غيره من المصادر.
خصوصاً أنه ناقل للمعلومة عمن سبقه .. ولم يخترعها من العدم !

فقد سبق الدكتور الوقيان كثيرون في ذكره ولادة ابن سند بفيلكا؛ فمنهم على سبيل المثال: عمر كحالة في معجم المؤلفين، والمزيني في كتاب أنساب الأسر والقبائل ص118، والرومي في كتابه علماء الكويت ص21، والبسام في علماء نجد سماه: "الفيلكي" نقلاً عن قرينه عثمان بن منصور التميمي 5/103، ومن قبل هؤلاء جميعاً الشيخ عبد العزيز الرشيد في تاريخ الكويت حيث ذكر بالتعيين القرية التي نشأ بها.
فهذا الخبر في الحقيقة شبه متواتر عند الناس.

والبعض حاول التشويش على محل مولده، لكن قولهم مطروح.

والمهم أن كل هؤلاء قبل الوقيان فما وجه تفضيله عليهم .. ؟ هذا ملحظي على عبارة الأخ.
وفي نظري أن الباحث في تاريخ فليكا (خالد سالم محمد) هو من يستحق الشكر في نشره لوثيقة الدرة الثمينة المنسوخة بفليكا، وهي وثيقة معروفة.


حيث طبع صورة المخطوطة قديما في أحد كتبه قبل أن يلتفت لابن سند كثير من الباحثين هذه الأيام، وهو أيضاً ممن سبق الدكتور خليفة.
لعلي أوضحت مقصودي في هذه الجزئية.


ثالثاً: قال الباحث أخونا الكريم:
اقتباس:
ولم يطبع من مؤلفات ابن سند سوى كتابيه (مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود)، وقد طبع أولاً مختصراً على يد أمين الحلواني سنة 1886م ثم أعيد طبعه بتعليق محب الدين الخطيب سنة 1951م، وبعنوان (خمسة وخمسون عاماً من تاريخ العراق) ثم طبع كاملاً محققاً في بغداد سنة 1991م.
وكتابه الثاني هو (سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد)، وقد طبع كاملاً دون اختصار في بومباي سنة 1315هـ (1897م)، وإن كان في آخره تاريخ آخر لإكمال تنضيد الكتاب، وهو 15 محرم 1306هـ (الجمعة 21 سبتمبر 1888م).
وفي كتابي ابن سند السابقين مشكلة في الأسلوب،



أما هذه فزلة قلم .. وهي معلومة مغلوطة، فقد طبع لابن سند قديما أكثر من الكتابين المذكورين.

فبالإضافة لما سبق؛ طبع له:
1- نظم مختصر العمروسي في الفقه؛ طبع طبعة حجرية في الهند على نفقة ابن عرفج.
يقول ابن سند:
نظمت فيه مخصر العمروسي ** محيي دروسَ العلم بالدروسِ
وهو يقارب الألفين من الأبيات على بحر الرجز .. على عادة المتون التعليمية.

2- أصفى الموارد في سلسال مولانا خالد.
وهو في مآثر خالد النقشبندي اطلعتُ شخصياً على طبعته القديمة، ويبدو أنها طبعة تركية أو مصرية لا أتذكر جهة الطبع.
لكنها قديمة جداً. وبهامشه كتاب آخر.

3- تفهيم المتفهم شرح تعليم المتعلم.
طبع قديما في (قازان) أشار إليه بروكلمان في تاريخه وذكر سنة طبعه القديمة، ولم أطلع عليه.

فها أنت ترى هذه المصنفات المطبوعة للشيخ ابن سند قد أربت على الاثنين، فلينتبه لهذا.

وأخيراً أسأل الله أن يوفق أخانا الخالدي لما يحبه ويرضاه وأن يستمر في العطاء والمزيد.

أخوكم الأديب
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ


التعديل الأخير تم بواسطة الأديب ; 09-11-2008 الساعة 11:06 AM.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-11-2008, 11:16 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

التأمل في هذا النص .. يدفع الاستغراب الذي أثاره البعض من كون عثمان بن سند حنبلي المذهب .. ولو لفترة وجيزة من حياته !
اقتباس:
فأكرمه أحمد الأسعد ثم رحل ابن فيروز إلى البصرة، فتولى التدريس بمدرسة السليمانية، فراسله والي بغداد، وقد درس مؤلف هذا الكتاب (عثمان بن سند) على ابن فيروز..


فإن الشيخ عثمان قد درساً شيئاً من مذهب الحنابلة .. على يد أشهر شيوخهم في محيط منطقته .. لذلك فيجب أن تحمل عبارات المؤرخين الناعتة عثمانَ بالحنبلية ؛ على هذا المعنى ليس غير.
ولا يجوز أن يقال هناك عثمانان اثنان ... مالكي وحنبلي، أو يقال إن المؤرخين أخطؤوا .. فالمسألة واضحة لمن تأملها.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحقيق جديد ومبسط لكتاب سبائك العسجد للعلامة الشيخ الشاعر عثمان بن سند د.جمال محمد حسن الزنكي القسم العام 5 19-09-2011 05:19 PM
حمل كتاب سبائك العسجد في اخبار احمد نجل رزق الاسعد طبعة بمبي 1315 هجري أدبنامه البحوث والمؤلفات 9 05-08-2010 01:51 AM
سبائك العسجد في أخبار نجل رزق الاسعد خليجي تاريــــــخ الكـويت 5 19-02-2010 09:53 PM
( الفقـع ) إبراهيم الخالدي الأديب المعلومات العامة 8 28-12-2009 04:14 PM
الطبعة الجديدة المحققة لـ( سبائك العسجد ) 2008م الأديب البحوث والمؤلفات 14 07-06-2009 04:30 PM


الساعة الآن 08:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت